Search - للبحث فى مقالات الموقع

Sunday, March 27, 2011

ضريح تاج محل Taj Mahal



أُنشىء ضريح تاج محل Taj Mahal في آغرا بالهند في القرن السابع عشر، ويمثل العمارة الإسلامية في الهند، حيث تفاعل الفن الفارسي مع المغولي فأنتج ضريحاً يمثل الحب والعرفان بالجميل من الامبراطور شاه جيهان Shahjahan إلى زوجته ممتاز محل، التي توفيت بعد زواجهما الذي دام 19 سنة، وذلك عام 1631، في أثناء ولادتها لطفلها الرابع عشر، وقد نقلت رفاتها بعد ستة أشهر إلى آغرا، وصدرت الأوامر الامبراطورية أن يُبنى لها ضريح جماله منقطع النظير. وقد عمل في تشييده (20000) عامل وحرفي، واستغرق العمل فيه سبعة عشر عاماً حتى أصبح تحفة معمارية فنية يرتادها الزوار والسياح وتم البناء سنة 1648.
تأتي تسمية تاج محل من ممتاز محل، وهو لقب زوجة الامبراطور واسمها أرجوماند بانو بيجوم Arjumand Banu Begum التي كانت الزوجة المحظية لدى الامبراطور.


بني تاج محل في  ضواحي آغرا في الهند، على ضفاف نهر يمونا جمنا Yamuna Jumna، ويمكن مشاهدته من قصر الامبراطور، وحوله حديقة جميلة في بيئة خلابة، وتسهم أشعة الشمس بالانعكاس مع ألوان مرمر الضريح في إعطاء المنظر الخلاب من الخارج. أما في الداخل فالزخارف في القواطع الداخلية المحفورة من المرمر والمطعمات والخطوط الرائعة الجمال، فإنها تبقى شاهداً على مدى الإبداع الإنساني.
وكانت الفكرة العامة للضريح من خيال الامبراطور شاه جيهان، ونفذها مهندسه الخاص (عيسى) على مصطبة مربعة الشكل طولها 186 قدم (57 متراً) في كل جانب، بزوايا مشطوفة. أما مخطط المسقط العام فأخذ شكل مستطيل متجه من الشمال إلى الجنوب طوله 1900 قدم وعرضه 1000قدم. أرض المصطبة مغطاة بالمرمر الأبيض وكذلك الضريح، في حين بنيت مباني المجمّع الأخرى بالحجر المحلي الأحمر مع تزيينات من المرمر. ويمكن الوصول إلى المبنى عبر طريق مزينة ومقسمة إلى ممرات وبحيرات تزيينية تهيء المشاهد لمركز المبنى. ويُدخل إليه من بوابة من جهة الغرب وعبر فسحة مستطيلة محاطة بصف من المحلات التجارية. أما على الجانب الشمالي فتشاهد المصطبة  المسطحة التي يرقد عليها الضريح المزين بالرخام الأبيض، ومحاطاً بالأبنية الملحقة، وينعكس منظره على النهر الجاري من تحته. ونحتت واجهات الضريح بأقواس تحتوي فتحات مغطاة تسمح بدخول الضوء إلى الداخل فقط، وزينت الأقواس والفتحات بزخارف حجرية دقيقة وتشكيلات ناعمة، وتنسجم مع الطبيعة الشعرية للمبنى. أما بناء الأقواس والقبب فقد بنيت من الخشب والقرميد، واستخدمت السقالات لبنائها من الداخل.
وتوزَّعت أربع منارات على زوايا المصطبة بارتفاع 37 متراً وأربع قبب صغيرة على زوايا المبنى، تحيط قبة كبيرة في المركز بارتفاع 22.5 متراً، وقطر 17 متراً، يحيط بها أربعة أكشاك وستة عشر برجاً صغيراً حول محيط السطح. وتحت القبة المركزية تتوضع الغرفة المركزية التي ترتبط بخمس غرف محيطة بها على شكل ممرات شعاعية. وفي مركز الغرفة المركزية قبر ممتاز محل، أضيف إليه فيما بعد قبر الامبراطور نفسه شاه جيهان، وزُيِّن القبران بزخارف وألوان متناغمة.
يمثِّل هذا البناء كمال العمارة في الأبنية المغولية الإسلامية، التي تتميز بدقة التزيينات الخارجية الملونة واللماعة التي تتناغم وتتناوب مع الرخام الأبيض، ومع الطبيعة الشعرية للمبنى والحدائق المحيطة به. أما القبة والرأس المعدني الذي يعلوها فيمثل عظمة الأصول الفارسية لهذا الفن. ويزور ضريح تاج محل آلاف الزوار سنوياً، ومازال يعبر الزوار عن مشاعر الرهبة والانبهار لرؤيته