Search - للبحث فى مقالات الموقع

Friday, December 31, 2010

البرود الجنسى وعدم القدره على الانتشاء عند السيدات

وهناك عوامل عديدة تمنع النساء من الحصول على النشوة القصوى في الجماع، مما يجعلها
بارده جنسيا ومنها:

1- العوامل المرضية العضوية.
2- الالتهابات الحوضية، الختان (الطهارة) ، وبتر البظر والشفرتين.
3- الاضطرابات الهرمونية
4- المشاكل النفسية - قلق - توتر عصبي - اكتئاب - إحباط – ملل - ضيق - عصبية
5- الذكريات المؤلمه
6- سرعه القذف عند الزوج ينتهى من متعته وتظل الزوجه فى حاجه للاستمرار لانها لم تكتفى
7- تعاطي بعض العقاقير الكيميائية
8- المهدئات، المنومات، مضادات الاكتئاب، حبوب منع الحمل، الأدوية الهرمونية.
9- الشعور بالألم عضوى أو نفسى أثناء الجماع
10- العلاقة العائلية المضطربة
11- الخيانة الزوجية
12- تقدم العمر، عدم الخبرة الجنسية، الجهل الجنسي
13- التجارب الجنسية الصادمة، مثل التعرض للاغتصاب في سن مبكرة
14- سوء التفاهم بين الشريكين وانعدام فرص الحوار الزوجي
15- قسوة الزوج، إساءة التصرف، الإدمان على الخمر والمخدرات
16- عدم القيام بالمداعبة الزوجية والتمهيد الفسيولوجي الجيد قبل الإيلاج



أنواع البرود الجنسي :


1-فقدان الرغبة الجنسية وقلة الاهتمام بالجنس أوالشعور الجنسي.
2- عدم الاستثارة الجنسية، وعدم القدرة على التجاوب مع مداعبات الزوج
3- عدم الوصول لنشوة الاتصال وعدم القدرة على الحصول على الأورجازم - Anorgasmia
4- عسر الجماع أو الشعور بالألم أثناء العلاقة الزوجية - Dysparonia
5- التشنج المهبلي - Vaginusmus
6- عدم الحصول على رضى في العلاقات الجنسية يسبب قصور الزوج عن تلبية رغبة زوجته
أو بسبب الإحباط النفسي أو المقارنة مع ما تراه الزوجات على الشاشة من أفلام
البورنو الجنسية او ما قد تسمعه من صديقاتها او جاراتها عن الحصول على عدة رعشات في العلاقة الواحدة - Multiple Orgasm


كيف تتحقق النشوة الزوجية في العلاقة الجنسية الزوجية:

لتحقيق حدوث النشوة الزوجية في العلاقة الجنسية الزوجية يلزم من الزوج الاهتمام بالآتي:

1- إشباع الزوجة عاطفيا والاهتمام بمشاعرها

2- الاهتمام بفترة المداعبات والملاطفة لوقت أطول حتى يتم الترطيب المهبلي الذي يساعد على تسهيل الإيلاج الزوجي

3- معرفة الزوج بطرق علاج سرعة القذف إذا كان يعاني منها مثل:

طريق ماسترز وجونسون لعلاج سرعه القذف عند الرجل
- طريقة الضغط المتقطع بأيدي الزوجة
- طريقة التوقف والبدء من جديد ناجحة بنسبة 90% ؟!
- طريقة العد العكسي من 500-499-498..... حتى الصفر
- تغير وضعية الجماع بالوضع العكسي أو الزوجة في وضعية الفارس
- استخدام مراهم مخدرة موضعيا قبل الجماع بربع ساعة
-أستعمال حبوب الفياجرا 50 مجم لاطاله فتره الانتصاب


4- عدم التركيز على الجماع كعلاقة زوجية كاملة، لأن التواصل النفسي والتفاهم العقلي والمشاركة الوجدانية ضرورية كلها في العلاقة الزوجية، وهي علاقة إنسانية قبل أن تكون علاقة جسدية فقط وتمر مراحل الاستجابة الجنسية الفسيولوجية بأربعة مراحل هي:

1- دورة الاستثارة - أو الشهوة - Sex Libido
2- دورة الهياج الفسيولوجي - Excitement
3- دورة الذروة (الأورجازم) أو النشوة القصوى - Orgasm
4- دورة الانتهاء الانحلال Resolution ،
والميل للنوم و يجب على الزوج
علاج أي مشاكل عضوية أو نفسية تقلل فترة الانتصاب أو تعجل بالقذف مثل مشكلة سرعة
القذف لإطالة فترة الجماع بما يتماشى مع دورات الذروة عند الزوجة.


المدة الزمنية لدورة الهياج لدى الزوجه :

-تأخذ في النساء من عدة دقائق إلى نصف ساعة، ويتزايد الهياج قبل الذروة من 30 ثانية
إلى 3 دقائق. وفترة الذروة في المرأة تتراوح ما بين 3-15 ثانية، وقد تتكرر التقلصات
الرحمية المهبلية عدة مرات تصل المدة من نصف دقيقة إلى دقيقتين. أما دورة الانحلال
الانتهاء فتستغرق من 10 - 15 دقيقة، وإذا لم تحدث الذروة فإنها قد تستغرق من 12 ساعة إلى يوم
كامل مما يؤدي إلى احتقان الحوض، والتوتر العصبي، والآلام بالبطن وأسفل الظهر
وغزارة الطمث واضطرابات الحيض ولتجنب ذلك بمداعبه البظر باليد حتى تكتمل النشوه ولا يحث الاحتقان.


العلامات الفسيولوجية لحدوث النشوة القصوى لدى الزوجه:

على الزوج أن يراقب التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في أعضاء زوجته بحيث ينسجم
التفاعل العاطفي والزوجي بينهما، حيث يحدث تورد البشرة بالجسم كله ويحتقن الثدي
وتنتصب الحلمات وتتوسع هالة الثدي ويزداد حجمه بحوالي الربع، ويتضخم حجم البظر،
ويزداد حجم الشفرة الصغرى إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف، ويتغير اللون إلى زهري والأحمر
الخمري، ويتغير لون الفرج إلى اللون البنفسجي الداكن، وتظهر الإفرازات خلال 10-30
ثانية بعد بدء العلاقة والتهيج الجنسي ويستطيل الفرج وينتفخ الثلث الأسفل، وفي
الذروة تحدث تقلصات بجدران المهبل من 3 - 15 انقباضة عضلية لا إرادية خاصة للثلث
الأسفل من الفرج على فترات 8 أعشار الثانية.
ويرتفع الرحم إلى الحوض الكاذب، وتحدث تقلصات تشبه تقلصات الولادة قبل الذروة في
فترة الهياج، وتحدث تقلصات رحمية خلال الذروة وتتوقف هذه التقلصات في فترة الانحلال
ويعود الرحم لموضعه الأول.
ويحدث توتر عضلي كامل ويحدث إفراز من غدد بارثولين خلال فترة التهيج لتسهيل الإيلاج
وترطيب المهبل، وأثناء الجماع تحدث زيادة في معدلات التنفس. وزيادة في معدلات
النبض. وفقدان السيطرة العضلية الإرادية أثناء الذروة والرجوع للحالة الطبيعية بعد
الذروة.


شروط العلاقة الزوجية المثالية:
-
- يجب على الزوج الاهتمام بالإثارة الفكرية الخيالية للزوجة قبل بدء الجماع.
- يجب تقوية الدافع الجنسي لدى الزوجات وذلك بواسطة تقوية الحوافز العاطفية من
الزوج والإثارة الجنسية البصرية أو السمعية أو الصوتية أو اللمسية أو الخيالية، عن
طريق استثارة الجهاز العصبي المستقل
- يجب علاج أي مشاكل نفسية لدى الزوجة (قلق - اكتئاب - إحباط)
- علاج أي التهاب أو ألم عضوي أو حوضي أو بولي لعلاج عسر وآلام الجماع.
- يجب وجود انسجام عاطفي ونفسي وجسدي وانفعالي بين الزوجين
- يجب إزالة الخوف من العلاقة الحميمة بين الزوجين والحصول على الثقافة الجنسية
الصحية السليمة من مصادرها العلمية، وعدم مشاهدة الأفلام الخارجةالتي ترسب شعورا
بالإحباط لدى الزوجات، وتترك شعورا بالحرمان الجنسي.
- يجب على الزوج تطويل وتنويع المداعبات اللامحدودة لزوجته لتهيئتها نفسيا
وفسيولوجيا للعلاقة الزوجية.
- علاج الزوج من مشاكل الإدمان على التدخين والخمر والمخدرات التي تؤدي لسرعة القذف
والعجز الجنسي مما يترك أثره على برودة الزوجات.


لتحقيق النشوى القصوى في الزوجات:


أولا: يجب تغير نوعية حبوب منع الحمل الهرمونية التي تؤدي لاضطرابات في الغدد
الصماء وقد تؤدي للبرودة الجنسية.
ثانيا: عدم استعمال طريقة آمنة قد يؤدي للشعور بالخوف عند الزوجة من الحمل مما
يحرمها من التفرغ للشعور بالنشوة القصوى.
يجب أن يتعلم الزوج مصادر الإثارة القصوى عند الزوجة، وهي الشفاه والرقبة وخلف الأذن والنهدين والحلمات ومنطقة البطن والشفرتين والبظر. أما المهبل فهو قناة عضلية خالية من الأعصاب الحساسة فيما خلا

ثالثا: والزوجة تثار عاطفيا ومزاجيا قبل أن تثار جسديا وعلى الزوج أن يتحكم في مشاعره وأنانيته.
رابعا: يجب معرفة أنسب الأوقات للجماع الزوجي فبعض الزوجات لا تطلب الجماع طوال
الوقت بل على العكس كثرة العلاقة تؤدي لشعور الزوجة بالملل والألم أو الفتور
والنفور الجنسي. وهناك أوقات تكون الزوجة فيها سريعة الاستثارة الجنسية، فبعض
الزوجات تفضل أوقات قبل الدورة الشهرية، وبعضهم أوقات منتصف الشهر القمري 14 ، 15، 16
من الدورة، حيث تكون فرص التلقيح قائمة وبعض الزوجات قد تفضل الجماع في أوقات بعد
الدورة الشهرية مباشرة وبعض الزوجات لا يتأثرن بهذه الظروف. وتلعب العوامل المزاجية
الشخصية دورا كبيرا

التعريف بالعلاقه الجنسيه الناجحه أو المصطربه بعيدا عن الفكر الخاطىء من الناحيه العلميه والطبيه



تمر العملية الجنسية سواء بسواء لدى الرجل أو المرأة بمراحل كل منها تؤدي للأخرى وما يؤثر في مرحلة سلبا أو إيجابيا ليس بالضرورة يؤثر مباشرة في المرحلة التالية.
1. فالمرحلة الأولى هي الرغبة وبدونها لا معنى للمراحل التالية ومما يزيدها ويؤثر عليها إيجابيا هو الشغف بالرفيق ، صفاء الذهن من المعكرات ، وتوازن حالة الهرمونات والحالة النفسية ومما يضعفها أو يعدمها عكس ما ذكرنا .
2. المرحلة الثانيه ويختلف رد الفعل للرغبة في بين الرجل والمرأة فبالنسبة للرجل تتدفق دماء في العضو الذكري بمعدل أكبر محدثة له انتصابا ومهيأة له لأداء الوظيفة المنوطة به شأنه في ذلك شأن أي عضو آخر وعلى سبيل المثال تدفق كمية أكبر من الدماء إلى المعدة بعد الأكل وإلى القلب المقدم على مجهود رياضي مثلا وهكذا … وبالنسبة للمرأة يحدث التدفق انتفاخا في الحلمتين وشفتي المهبل ويزيد من إفرازاته لتهيئته للوظيفة التالية وهي تقبل الإيلاج .


3.في المرحلة الثالثة بالنسبة للرجل يتجمع المني ( وهو في معظمه سائل غدة البروستاتا الذي تسبح فيه الحيوانات المنوية الآتية من الخصيتين ) في مؤخرة مجرى البول تمهيدا لقذفه ، حتى إذا بلغ الرجل ذروة إحساسه تقلصت عضلات الحوض العاصرة لمجرى البول لتقذف المني (تماما كقذيفة تخرج من ماسورة مدفع من حيث التشبيه وليس من حيث القوة) إلى مؤخرة المهبل ليلقى مصير المقدر من رب العزة .

أما بالنسبة للمرأة فيتولد عندها بفعل الاحتكاك المتكرر تصاعد مستمر في الإحساس بلذة المعاشرة حتى تبلغ أيضا ذروة خاصة بها تختلف شكلا عن ذروة قرينها ، واختلاف شكل الذروتين يفسر بعض المشاكل الجنسية كما سيأتي شرحه.

فذروة إحساس الرجل كقمة جبل ليس بعدها إلا السقوط من الناحية الأخرى وبسرعة ، أما ذروة إحساس المرأة كسطح هضبة يمكن الوقوف عليها لفترة أطول والتجول ويمكن أن يوجد عليها عدة مرتفعات ومنخفضات أي عدة ذروات .

وترجمة لهذا الوصف فإن إحساس الرجل ببلوغه الذروة طالت هذه الفترة أم قصرت يكون مؤشرا بانتهاء الانتصاب ( ولكل قاعدة شواذ ) ، أما إحساس المرأة ببلوغ ذروتها لا يمنع من إحساسها بذروة أخرى و ذروات طالما استمر الجماع ولديها الرغبة .

( وتقع في هذه المرحلة مشكلة كثيرة الحدوث جدا وهي مشكلة سرعة القذف الذي يشكو منه العديد من الرجال والنساء على حد سواء ، فما أن يقذف الرجل حتى يتلاشى الانتصاب وتتوقف العملية برمتها بالنسبة للطرفين سواء بلغت المرأة تلك الذروة أم لا . وبتكرار حدوث ذلك يصبح الرجل هو الطرف الوحيد المستمتع وتزيد المشاكل النفسية والعضوية ، فالرجل يحس بتقصيره والمرأة تحس بأنها ضحية من يمنّيها بشيء ولا يعطيها إياه .. وتلك قصة أخرى ) .

4.وعند انتهاء تلك المرحلة تبدأ المرحلة الأخيرة وهي عودة كل شيء إلى حالته الأولى وذلك بعودة الدم إلى باقي الجسم كسابق عهده .
وبهذا الوصف السابق تختلف مظاهر الضعف الجنسي كثيرا شكلا وموضوعا:
• كأن يكون ضعفا في الرغبة وبالتالي اختفاء كل المراحل التالية .
• قلة الإفرازات لدى المرأة .
• أو ضعف الانتصاب لدى الرجل من حيث شدته أو قصر وقته ( سرعة القذف ) .
• عدم الإحساس بالذروة لدى الطرفين .
• عدم القذف لدى الرجل .
وأحب في هذا السياق أن أنوه بأن المواد التي تؤثر في الرغبة سواء أغذية أو أدوية مغايرة لتلك التي تؤثر في المراحل التالية وقد بقيت عدم التفرقة سببا لأخطاء كثيرة جدا ارتكبت خلال عشرات السنوات السابقة بسبب عدم معرفة كنه وفسيولوجية تلك المراحل منفصلة .


اضطراب فتور الرغبة الجنسية
Hypoactive sexual desire
هذا الاضطراب عبارة عن غياب أو نقص في الاهتمام الجنسي والرغبة بالممارسة الجنسية لدى المرأة أو الرجل بشكل مستمر أو متكرر

ما هي الأسباب؟
الرغبة الجنسية عبارة عن عملية نفسية جسدية تعتمد على الفعالية الدماغية أو المحرك والتخطيط الذي يشتمل على الطموح الجنسي والحافز. وعدم تزامن ذلك يؤدي إلى فتور الرغبة . وينجم فتور الرغبة المكتسب عادة عن الضجر من العلاقة الجنسية أو الاكتئاب (الذي عادة ما يؤدي إلى نقص في المتعة الجنسية بدلا عن العنانة عند الذكور وتثبيط الاستثارة عن الإناث) أو الأدوية النفسية وبعض الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات هرمونية. وربما يكون فتور الرغبة ثانويا بسبب اضطراب في الوظيفة الجنسية.

أما النقص الدائم في مستويات الرغبة الجنسية فهو يرتبط بأحداث الطفولة أو المراهقة ، أو بكبت التخيلات الجنسية ، أو أحيانا بنقص مستوى الأندروجينات (هرمونات الذكورة) ، ويعد نقص مستويات التستستيرون  عن 300 ملغ / 100 ملم في الذكر وعن 10 ملغ / 100 ملم في الأنثى من الأسباب المحتملة .

ما هي الأعراض؟
شكوى المريض تكون من نقص المتعة الجنسية حتى في حالات الانتصاب الطبيعي ، وعادة يترافق الاضطراب مع نقص في الفعالية الجنسية. وغالبا يؤدي هذا إلى خلافات زوجية ، لكن بعض المرضى غالبا ما يرضون بفعاليتهم الجنسية شركاءهم ، وقد لا يبدون أي صعوبة في الأداء ، ولكن تستمر معاناتهم من الخمول الجنسي.

أما إن كان السبب في ذلك ناتج عن الضجر فإن تكرار الممارسة مع الشريك المألوف ينقص ، ولكن تكون الرغبة الجنسية طبيعية أو حتى أشد (بشكل حقيقي أو خيالي) مع شريك آخر.

كيف تتم المعالجة؟
الاتجاه في المعالجة يكون بإزالة السبب أو تحسينه (مثل الخلافات الزوجية ، الإكتئاب ، الخلل الوظيفي ، أو تغيير الأدوية) وأحيانا إعطاء التستستيرون في حالات نقص الأندروجينات .

خلل عملية الانتصاب أو الضعف الجنسي عند الرجل Erectile dysfunction
ما هو الضعف الجنسي؟

هو عدم القدرة على تحقيق و/أو مواصلة انتصاب العضو الذكري بصورة كافية لإنجاز جماعا جنسيا بالقدر الذي يحقق الوصول للنشوة للزوجين. ليس ضروريا حدوث المشكلتين معا ، فوجود أحدى المشكلتين يعتبر ضعفا جنسيا أو خللا في عملية الانتصاب. ولكي نقول بأن ذلك ضعفا جنسيا يجب أن يحدث ذلك باستمرار لمدة لا تقل عن 3 شهور . الضعف الجنسي (خلل عملية الانتصاب) هو حالة شائعة ويمكن أن تتطور درجة شدته وغالبا ما يكون قابل للعلاج.
• الضعف الجنسي يصيب 152 مليون رجل تقريبا في أنحاء العالم.
• يصاب في الغالب أكثر من 50% من الرجال بين 40 و 70 سنة بدرجة من درجات الضعف الجنسي.
• من المتوقع إضافة 900.000 حالة جديدة سنويا.
• الضعف الجنسي في الوقت الراهن لا يلاقي التشخيص والعلاج بصورة كافية.
قبل عام 1992 كان يطلق على الضعف الجنسي "العجز الجنسي" وقد تقرر التوصية بأن "الضعف الجنسي" هو تعبير طبي أكثر دقة وأقل سلبية من تعبير "العجز الجنسي".

إذا الخلل في عملية الانتصاب ممكن أن يكون (الأعراض و العلامات) :
• عدم القدرة نهائيا على الحصول على الانتصاب
• عدم القدرة على متابعة الحصول على الانتصاب في أوقات مختلفة
• الميل للحصول على انتصابات قليلة.
ما هي أسباب خلل عملية الانتصاب؟
نتيجة للأبحاث الطبية الحديثة أصبح معروفا الآن إن أكثر من 80% من المصابين بخلل في عملية الانتصاب يمكن أن ترجع لمرض جسدي وتلعب العوامل النفسية 20% في باقي الحالات. وفي كثير من الأحيان، فإن كلا من العوامل الجسدية و النفسية معاً تكون مسئولة عن هذا الخلل الوظيفي.
• في معظم الحالات يمكن تحديد السبب بسهولة.
• بمجرد معرفة السبب و إعطاء العلاج المناسب يمكن مساعدتهم للعودة لحياة جنسية مقبولة.
خلل عملية الانتصاب ممكن أن يحدث بسبب ما يلي:
1. الأسباب نفسية psychological causes
o الإكتئاب .
o الجهل في أمور العلاقة الجنسية.
o الخوف من الفشل و القلق و الخوف من الحمل و انتقال الأمراض الجنسية.
o الشعور بالذنب بسبب كثرة العلاقات الغير شرعية.
o مشاكل عائلية و عدم التواصل بين الزوجين.
o الملل من تكرار نمط ممارسة العلاقة الزوجية و التفاوت في الرغبة

2. الأسباب الجسدية العضوية: و تمثل 70%
o أمراض الأوعية الدموية: تصلب الشرايين، أمراض القلب أو أزمات القلب، ضغط الدم المرتفع و ارتفاع الكوليسترول في الدم كلها عوامل مؤثرة في تدفق الدم من وإلى العضو الذكري. أمراض الأوعية الدموية هي أهم الأسباب العضوية وأكثرها شيوعا من حيث التسبب في الضعف الجنسي.
o وجود مشاكل خلقية بالقضيب مثل التقوس أو وجود فتحة البول في مكان غير مكانها الطبيعي .
o السمنة
o وجود فتق أو تجمع مائي حول الخصية.
o تورم العضو الذكري و كيس الصفن " مرض الفيل" Elephantiasis
o سرطان القضيب.
o قلة هرمونات الذكورة (التستوستيرون Testosterone)
o وجود أورام في الغدة الكظرية.
o زيادة أو نقص إفراز الغدة الدرقية
o مرض السكري . ممكن أن يؤدي إلى تلف في الأعصاب وتلف في الأوعية الدموية المغذية للعضو الذكري. من بين كل ثلاثة رجال مصابين بالسكر يصاب اثنان منهم بضعف جنسي
o الأمراض العصبية: إصابات الحبل الشوكي، التصلب المتعدد للأعصاب، تلف الأعصاب الناتج عن مرض السكر أو إدمان الكحول.
o الجراحات: العمليات الجراحية المتعلقة بسرطانات القولون، المستقيم والبروستاتا، و أيضا العلاج الإشعاعي على منطقة الحوض يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية وقد يسبب الإصابة بالضعف الجنسي.

3. التأثيرات الجانبية للأدوية
بعض أنواع الأدوية التي توصف عن طريق الطبيب أو تصرف مباشرة من الصيدليات بدون وصفة بالإمكان أن يكون لها تأثيرات جانبية ومنها الضعف الجنسي. إذا حدث لك ضعف جنسي بعد البدء في تناول دواء جديد، فاسأل طبيبك عن الأعراض الجانبية المحتملة لهذا الدواء واسأله عن البدائل المتاحة.

4. الأسباب المتعلقة بأسلوب المعيشة
o تناول الكحوليات
o الكسل وعدم ممارسة الرياضة
o التدخين (الرجال المدخنون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالضعف الجنسي) لأن النيكوتين يعوق عمليات تدفق الدم الطبيعية في العضو الذكري.
التشخيص
يشتمل التشخيص على ثلاثة مراحل أساسية و هي:
• التاريخ المرضي و الجنسي و الأدوية التي يتعاطاها المريض
• الفحص
• الفحوصات اللازمة
1. أولا التاريخ المرضي و التحدث مع المريض:
o للتفريق بين السبب العضوي و السبب النفسي لحدوث الخلل في الانتصاب نجد إن السبب العضوي له بداية مفاجئة و يتطور و يتقدم المرض.
o انتصاب القضيب في الصباح أو أثناء النوم أو الأفعال المنعكسة تكون منعدمة في حالات السبب العضوي.
o يجب السؤال عن الأمراض المزمنة مثل السكر و الضغط و التهاب الأعصاب و فشل أي عضو من أعضاء الجسم
o يجب السؤال عن العوامل الخطر التي تسبب تصلب الشرايين مثل التدخين أو ارتفاع الضغط.
o يجب السؤال عن المشاكل الزوجية أو استخدام العقاقير أو الإصابات و الجراحات أيضا.

2. ثانيا فحص المريض:
o الفحص العام
فحص علامات الذكورة على الرجل
فحص النبض و الضغط و الإحساس و الأفعال المنعكسة
فحص وجود ندبات من أثر جراحات أو إصابات قديمة

o الفحص الموضعي
القضيب: حجمه و وجود ندبات و مكان فتحة البول عليه.
كيس الصفن و حجم الخصيتين
اختبار البروستاتا عن طريق الشرج.

o ثالثا الفحوصات المطلوبة
تحليل بول كامل: نسبة السكر و الصديد و طفيليات.
تحليل براز: وجود دم بالبراز و كذلك الطفيليات
صورة دم كاملة: للأنيميا و اللوكيميا والكوليسترول.
الفحص للزهري
كيميائية الدم: نسبة السكر في الدم صائم و بعد الأكل بساعتين ووظائف الكبد و الكلى.
تحليل هورمونات: التستستيرون و البرولاكتين في الدم.
اختبارات النفسية
متابعة الانتصاب الليلي للتفريق بين السبب النفسي و العضوي
عمل موجات فوق صوتية " دوبلر " لتشخيص عيوب الأوعية الدموية التي تغذي القضيب و كذلك تحديد سريان و ضغط الدم به.
دراسة سريان الدم في أوردة القضيب.
التقييم العصبي للمسار الصادر و الوارد للقضيب
الوقاية Prevention
• الإقلاع عن استخدام الكحوليات
• الإقلاع عن التدخين
• التمرين بانتظام
• تقليل الضغط و التوتر العصبي
• اخذ قدر كاف من النوم و الراحة
• معالجة القلق و الاكتئاب
• زيارة الطبيب بانتظام لعمل فحص و الاطمئنان
العلاج
هناك العديد من الخيارات التي تستخدم لعلاج الخلل في عملية الانتصاب. فهناك أدوية عن طريق الفم، علاج يوضع داخل مجري البول ، و أدوية الحقن في العضو الذكري، وأجهزة الشفط ، وأخيرا الجراحة مثل زرع جهاز تعويضي بالعضو الذكري وهذه الخيارات تعالج الضعف الجنسي الناتج عن أسباب طبية أو عضوية، بينما يعالج تقديم المشورة الجنسية العوامل النفسية التي تؤدي إلى الضعف الجنسي. سبب الحالة و شدتها هما العاملان الأساسيان في تحديد العلاج و طبيعته. أيضا يحكم استخدام الطريقة العلاجية مقدار المال الذي مع المريض و تفضيله هو و زوجته لطريقة علاجية دون الأخرى. في بعض البلدان لو كان سبب الخلل في الانتصاب هو عقاقير دوائية معينه فإن شركات التأمين تدفع ثمن العلاج.
1. أولا العلاج الدوائي
o التعويض الهرموني Hormonal Replacement
إن ثبت أن السبب هو نقص مستوى هرمون الذكورة ولا يوجد موانع علاجية فأحد الخيارات العلاجية هو تعويض هذا النقص بإعطاء هرمون التستوستيرون Testosterone عن طريق الحقن أو لاصقات موضعية عن طريق الجلد.

o أدوية زيادة ضخ الدم الفمويةOral Vasoactive Therapy
الأدوية المتوفرة لعلاج خلل الانتصاب تتضمن ما يلي:
السيلدينافيل: الفياجرا
التادالفيل: السياليس
الفردينافيل: الليفيترا.

أجازت منظمة الغذاء و الدواء استخدام الفياجرا عام 1998 و أصبح أول علاج لمشاكل الانتصاب . بعد ذلك تم إجازة باقي العقاقير مما زاد من خيارات العلاج.
هذه العقاقير تعمل إلى حد كبير بنفس الطريقة.
كيميائيا تسمى هذه العقاقير مثبطات الفوسفو داي إستيراز . هذه العقاقير تحسن من تأثير أكسيد النيتريك , الرسول الكيميائي في الجسم الذي يعمل على انبساط العضلات الملساء الموجودة بالقضيب . و هذا يزيد كمية الدم و يسمح بتتابع العملية الطبيعية لحدوث الانتصاب.
هذه العقاقير لا تتسبب في الانتصاب تلقائيا و لكن لابد من وجود المثيرات الجنسية.
الكثير من الرجال وجدوا تحسن كبير في الانتصاب بعد جربوا العقاقير الثلاثة بصرف النظر عن سبب الخلل في الانتصاب.
تختلف هذه العقاقير في الجرعات و التأثير و الأعراض الجانبية.

هل كل المرضى يستفيدون من هذه العقاقير؟
بالرغم من إن هذه العقاقير تساعد الكثير من الناس الذين لديهم مشاكل في عملية الانتصاب و لكن ليس كل مريض يستطيع أن يأخذ هذه الأدوية .
المريض الذي حدث له أزمة قلبية أو جلطة دماغية أو اختلال في ضربات القلب في الشهور الستة الماضية لا يأخذ هذه العقاقير.
إذا كان المريض يعاني من أي مشاكل بالقلب تحدث أثناء الممارسة الجنسية يجب عليه إخبار طبيبه بذلك.
لا يتم أخذ هذه العقاقير مع مشتقات النيتريت مثل التي تستخدم في علاج القلب لأن الجمع بين هذه العقاقير التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية يؤدي إلى الدوار و خفض ضغط الدم و مشاكل في الدورة الدموية و القلب.
يجب على المريض ألا يتوقع إن هذه العقاقير ستعالجه في الحال.
يجب ضبط الجرعات.
يمكن أن يحتاج المريض لتغيير نوع الدواء .
قبل أخذ أي عقار يجب مناقشة إيجابياته و أعراضه الجانبية مع الطبيب.

o وبالنسبة لأدوية الحقن في العضو الذكري  أو للعلاج الذي يوضع داخل مجري البول (تحميلة أو لبوس مجرى البول ) مثلl فهي تعتمد على نفس فكرة هذه المجموعة من الأدوية ولكن تأثيرها في الغالب يكون موضعيا في القضيب وبالتالي من الممكن أن تكون بديلا مناسبا إن كانت الأدوية عن طريق الفم غير مناسبة أو تتعارض مع الحالة الصحية للشخص أو لتفادي الأعراض الجانبية .

2. ثانيا: أجهزة تفريغ الهواء " الشفط " Vacuum Constriction Device:

o يتم استخدام جهاز شفط و أشرطة مطاطة .
o يتم وضع أنبوبة مفرغة بلاستيكية حول القضيب .
o بعد ذلك يتم استخدام مضخة يدوية لشفط الهواء من الأنبوبة و سحب الدم داخل القضيب.
o بمجرد الوصول للانتصاب المطلوب يتم إدخال حلقة مطاطية و تثبيتها على قاعدة القضيب للاحتفاظ بالانتصاب.


o يتم إزالة جهاز الشفط بعد ذلك.
o يتم إزالة الحلقة المطاطية بعد إتمام عملية الجماع.

3. ثالثا الجراحة
1. جراحة الأوعية الدموية Vascular Reconstruction:
تستخدم هذه الوسيلة في المرضى الذي تعرضت الأوعية الدموية للقضيب للانغلاق بسبب إصابة للقضيب أو منطقة الحوض.
الهدف هو تصحيح انسداد الأوعية الدموية و سريان الدم في القضيب حتى يتم الانتصاب طبيعيا.
نجاح هذه العمليات غير واضح.

2. جراحة لزرع جهاز تعويضي بالعضو الذكري Penile Prostheses

__________________________________________________________________

أسباب الاضطراب الجنسي عند النساء
اضطراب الشبق الجنسي عند النساء Female arousal disorders
هو عبارة عن قصور أو عجز مستمر أو معاود في الوصول إلى التزليق ( المفرزات المزلقة ) والاحتقان أو المحافظة عليهما استجابة للاستثارة الجنسية ، بما يكفي لإتمام العملية الجنسية . ويحدث هذا التثبيط رغم كفاية التنبيه الجنسي من حيث تركيزه وشدته ومدته ، وقد يكون هذا الاضطراب :
•أوليا أي يبقى مدى الحياة ولا تستطيع المصابة الوصول إلى أداء جنسي فعال في أي حالة بسبب صراع نفسي داخلي.
•أو يكون الاضطراب ثانويا ( لسبب ما ) وهو الأكثر شيوعا .
الأسباب :
تؤدي العوامل النفسية المكتسبة إلى معظم الحالات ، مثل التنافر بين الزوجين في حوالي 80% من الحالات تقريبا ، الاكتئاب ، الظروف الحياتية الصعبة . ومن الشائع وجود الجهل بتشريح أعضاء التناسل ووظيفتها لدى المريضة ، لاسيما وظيفة البظر ونماذج التيقظ الفعال وطرائقه ، وقد يكون الربط بين الإثم والخطيئة والجنس وبين النشوة الجنسية والإثم أمرا دائما ، كما قد يساهم في ذلك الخوف من العلاقات الجنسية غير الشرعية .

وتشتمل الأسباب العضوية على الأمراض الموضعية ( مثل الانتباذ البطاني الرحمي والتهاب المثانة والتهاب المهبل ) وأمراض أخرى ( مثل قصور الغدة الدرقية والسكري . رغم أن تأثيرها أكبر لدى الرجال )

والاضطراب العصبية مثل التصلب المتعدد والاضطرابات العضلية والأدوية ( مثل مانعات الحمل الفموية وخافضات الضغط والمهدئات ) والجراحة الاستئصالية (مثل استئصال الرحم واستئصال الثدي ، اللذين قد يكون لهما تأثير سلبي في رؤية المرأة لصورتها الأنثوية الجنسية .

الكبر أو الشيخوخة: رغم أن الإناث قد يحتفظن برعشة الجماع طوال حياتهن ، فإن فعاليتهن الجنسية غالبا ما تنقص بعد الستين من العمر بسبب التغيرات الفيزيولوجية غير مثل ضمور المخاطية المهبلية .

التشخيص والعلاج :
تساعد القصة المرضية والفحص السريري على إثبات:
•الأساس النفسي أو العضوي أو المشترك للاضطراب
•وتعيين درجة الخلل الوظيفي
وينبغي على الطبيب أن يناقش بشكل لبق الأمور الجنسية وأن يحصل على معلومات دقيقة ، ويكون ذلك عادة بطرح أسئلة تنتقل تدريجيا من النواحي العامة أكثر من حيث حساسيتها الزائدة وصولا إلى الشؤون الخاصة أكثر .

ويتم تقصي العوامل العضوية بالفحص السريري والدراسات المخبرية المناسبة . وتتجه شكوى المريضة عادة نحو نقص الإحساس بالرعشة أو عدم الوصول إليه ( لأن تثبيط الاستثارة الجنسية تؤدي بشكل أكيد تقريبا إلى تثبيط رعشة أو هزة الجماع عند الأنثى . ولذلك فمعالجتهما متماثلة .



اسباب الاضطراب الجنسي عند النساء

 

هو عبارة عن قصور أو عجز مستمر أو معاود في الوصول إلى التزليق ( المفرزات المزلقة ) والاحتقان أو المحافظة عليهما استجابة للاستثارة الجنسية ، بما يكفي لإتمام العملية الجنسية . ويحدث هذا التثبيط رغم كفاية التنبيه الجنسي من حيث تركيزه وشدته ومدته ، وقد يكون هذا الاضطراب :
•أوليا أي يبقى مدى الحياة ولا تستطيع المصابة الوصول إلى أداء جنسي فعال في أي حالة بسبب صراع نفسي داخلي.
•أو يكون الاضطراب ثانويا ( لسبب ما ) وهو الأكثر شيوعا .
الأسباب :
تؤدي العوامل النفسية المكتسبة إلى معظم الحالات ، مثل التنافر بين الزوجين في حوالي 80% من الحالات تقريبا ، الاكتئاب ، الظروف الحياتية الصعبة . ومن الشائع وجود الجهل بتشريح أعضاء التناسل ووظيفتها لدى المريضة ، لاسيما وظيفة البظر ونماذج التيقظ الفعال وطرائقه ، وقد يكون الربط بين الإثم والخطيئة والجنس وبين النشوة الجنسية والإثم أمرا دائما ، كما قد يساهم في ذلك الخوف من العلاقات الجنسية غير الشرعية .

وتشتمل الأسباب العضوية على الأمراض الموضعية ( مثل الانتباذ البطاني الرحمي endometriosis والتهاب المثانة والتهاب المهبل ) وأمراض أخرى ( مثل قصور الغدة الدرقية والسكري . رغم أن تأثيرها أكبر لدى الرجال )

والاضطراب العصبية مثل التصلب المتعدد والاضطرابات العضلية والأدوية ( مثل مانعات الحمل الفموية وخافضات الضغط والمهدئات ) والجراحة الاستئصالية (مثل استئصال الرحم واستئصال الثدي ، اللذين قد يكون لهما تأثير سلبي في رؤية المرأة لصورتها الأنثوية الجنسية .

الكبر أو الشيخوخة: رغم أن الإناث قد يحتفظن برعشة الجماع طوال حياتهن ، فإن فعاليتهن الجنسية غالبا ما تنقص بعد الستين من العمر بسبب التغيرات الفيزيولوجية غير مثل ضمور المخاطية المهبلية .

التشخيص والعلاج :
تساعد القصة المرضية والفحص السريري على إثبات:
•الأساس النفسي أو العضوي أو المشترك للاضطراب
•وتعيين درجة الخلل الوظيفي
وينبغي على الطبيب أن يناقش بشكل لبق الأمور الجنسية وأن يحصل على معلومات دقيقة ، ويكون ذلك عادة بطرح أسئلة تنتقل تدريجيا من النواحي العامة أكثر من حيث حساسيتها الزائدة وصولا إلى الشؤون الخاصة أكثر .

ويتم تقصي العوامل العضوية بالفحص السريري والدراسات المخبرية المناسبة . وتتجه شكوى المريضة عادة نحو نقص الإحساس بالرعشة أو عدم الوصول إليه ( لأن تثبيط الاستثارة الجنسية تؤدي بشكل أكيد تقريبا إلى تثبيط رعشة أو هزة الجماع عند الأنثى . ولذلك فمعالجتهما متماثلة . 

Thursday, December 23, 2010

الكونشيرتو


الكونشيرتو لحن يُعزف على آلة منفردة أو أكثر بمصاحبة الأوركسترا (الفرقة الموسيقية). ويشبه الكونشيرتو المعزوفة السيمفونية (لحن موسيقي طويل تعزفه أوركسترا سيمفونية). لكن أغلب معزوفات الكونشيرتو لها ثلاث حركات (أجزاء)، في حين أن لمعظم السيمفونيات أربع حركات.
وقد تطور الكونشيرتو المعروف حاليًّا عن الكونشيرتو جروسور (الكونشيرتو الكبير) الذي كان شائعًا في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر الميلاديين. والواقع أن الكونشيرتو الكبير كان يتميز بأن مجموعة صغيرة من العازفين المنفردين يعزفونه بمصاحبة أوركسترا. ومن أشهر أعمال الكونشيرتو الكبير، أعمال براندنبرج الستة للموسيقي الألماني جوهان سيبستيان باخ (1721م).
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، كتب فولفغانغ أماديوس موزارت أعمال كونشيرتو ذات حركاتٍ ثلاث. في الحركة الأولى، تستعرض الأوركسترا الكثير من التيمات الرئيسية للعمل (النغمات الرئيسية) قبل أن يبدأ العازف المنفرد. وقرب نهاية الحركة، تأتي الكادنزا؛ وهي جزء من مقطوعة موسيقية يقوم بها عازف منفرد مستعرضًا مهارته الفنية. وفي الحركتين الثانية والثالثة، يقوم العازف المنفرد والأوركسترا بالعزف معًا. وتكون الحركة الثانية بطئية بينما تكون الثالثة سريعة.
وفي القرن التاسع عشر الميلادي، شاع نوعان من الكونشيرتو: الكونشيرتو السيمفوني، وفيه يشترك العازف المنفرد والأوركسترا في العزف بالتساوي. وقد ألَّفَ كل من لودفيغ فان بيتهوفن ويوهانس برامز هذا النوع. أما النوع الآخر، فكان كونشيرتو العازف، وفيه تصاحب الأوركسترا العازف المنفرد. وقد كتب هذا النوع كل من نيكولو باجانيني، وليست فرانز، وفردريك شوبان. وفي القرن العشرين، اتبع المؤلفون بصفة عامة الشكل الذي ابتكره موزارت. ومن هؤلاء المؤلفين بيلا بارتوك وسيرجي بروكفييف وإيجور سترافينسكي.

Tuesday, December 21, 2010

جيش مصر فى الميدان وسياده الشرق والغرب وانتصاراته على جيش عثمان وزعزه عرش الخلافه


إبراهيم باشا
إبراهيم باشا والي مصر فترة الحكم 2 مارس - 10 نوفمبر 1848 وُلد 1789 وُلد في ذراما، اليونان تُوفي 10 نوفمبر 1848 تُوفي في القاهرة، مصر سبقه محمد علي باشا تبعه عباس حلمي الأول العائلة الملكية الأسرة العلوية الأب محمد علي باشا الأم أمينة هانم


معركة قونية
سير المعركة
فى 18 ديسمبر سنة 1832 وصلت طلائع الجيش التركى بقيادة رءوف باشا الى شمال قونيه وكانت مؤلفة فى الغالب من الجنود غير النظامية , فناوشهم ابراهيم باشا ليتحقق مبلغ قوتهم , ولما اّنس منهم ضعفا أراد أن يكرههم على القتال لكن رءوف باشا جنب الدخول فى معركة , فأنقضى يوما 18 و 19 ديسمبر فى مناوشات حربية حتى استولى المصريون على كثير من الأسرى وغنموا بعض المدافع
وفى صبيحة يوم 20 ديسمبر تقدمت جيوش رشيد باشا الى قونيه , وأخذ كل من القائدين يرتب موقع جنوده . وفى اليوم التالى , يوم الواقعة( 21 ديسمبر ) , كان الضباب يخيم على ميدان القتال من الصباح فحال دون اكتشاف كل من القائدين موقع الجيش الاّخر , على أن ابراهيم باشا كان يمتاز على رشيد باشا بأنه درس الجهة التى دار فيها القتال دراسة دقيقة , و مرن جنوده على المناورات فيها قبل اشتباك الجيش .
وقد رابط الجيش المصرى شمالى قونيه و على مقربة من ميمنته شمالا بشرق مستنقعات من المياه , وعلى مسيرة فرسخ من ميسرته تقع مدينة سيلة , وأمامه الجبال , وعلى سفحها يرابط الجيش التركى لالذى كان الضباب يحجبه عن أنظار المصريين . و كان البرد قارصا , ولا غرو فالمعركة وقعت فى شهر ديسمبر فى أشد ايام الشتاء , فنزلت درجة البرد يوم الواقعة الى 11 فوق الصفر . و اصطف الجيشان فى مواقعهما , يفصل بينهما نحو ثلاثة اّلاف متر , و مرت لحظة خفت فيها و طأة الضباب قليلا , فأمكن ابراهيم باشا أن يلمح موقع الجيش التركى , و قد رتب خطة الهجوم ترتيبا محكما , فرأى أن الهجوم على ميمنة الترك أمرا لا تحمد عواقبه , لأنها مرابطة على سفح الجبل فى مواقع حصينة , يعكس الميسرة التى كانت تستند إلى مستنقعات مكشوفة . و قبل أن يبدأ إبراهيم باشا بالهجوم تقدمت صفوف الترك حتى صارت على بعد نحو ستمائة متر من مواقع المصريين , و أخذت المدافع التركية تطلق القنابل عليهم , فلم يجب المصريون على الضرب بضرب مثله , إلى أن تعرف إبراهيم باشا على صوت الضرب مواقع الترك , و تقدم الصف الثانى من المصريين حتى اقترب من الصف الأول تفاديا من فتك القنابل التركية التى كانت تنصب عليه . و اتجه إبراهيم باشا الى بئر نمرة , تقع على يمين الصف الثانى من الجيش المصرى ليزداد علما بمواقع الترك , و كان يصحبه من خاصة أركان حرب مختار بك و كانى بك و أحمد أفندى , و معه قوة من الف و خمسمائة من العرب. وهناك لمح مواقع الترك , وعرف بثاقب نظره نقطة الضعف التى يصيب منها الهدف , ذلك ان قوة الفرسان كانت تؤلف ميسرة الجيش التركى , و قد أخطأت القيادة التركية فى أنها لم تحكم الصلة بين الفرسان و المشاة اثناء التقدم , فحدثت بينهما ثغرة يبلغ طولها نحو الف خطوة جعلت الميسر فى شبه عزلة عن بقية الجيش . فانتهز إبراهيم باشا هذه الفرصة , وأعتزم الدخول بقوات الحرس و الفرسان فى هذه الثغرة ليخترق صفوف الترك , و بادر فعلا فأصدر تعليماته لتحرك هذه القوات , وتولى بنفسه قيادة هذه الحركة , فزحفت قوة الحرس يتبعها الفرسان و اجتازت البئر بقليل , ثم انعطفت نحو الشمال حيث ميسرة الترك وهاجمتها هجوما شديدا , و شدت المدفعية أزرها , فصبت قنابلها على الترك و أخذت من الجنب , و كان الهجوم شديدا , و الضرب محكما , فتقلقل الترك من مراكزهم لشدة الهجوم و تقهقروا شمالا من غير انتظام فى المستنقعات , و بذلك انهزمت ميسرة الجيش التركى . ثم تابع المصريون تقدمهم و توسطوا ميدان المعركة حيث واجهوا الصف الثالث من مشاة الترك الذين اقتحموا الميدان و وصلوا الى تلك الناحية فأصلتهم المدافع نارا حامية و أحاط بهم المصريون و ضربوهم ضربا شديدا و أوقعوا بهم حتى سلموا سلاحهم . و لما أدرك الصدر الأعظم أن ميسرته قد وقع فيها الاضطراب و الفشل أراد أن يلم شعتها و يبث الحمية فى نفوس رجاله , فنزل الى حيث مواقع الجند , لكنه لم يفز بطائل , و ضل الطريق لكثرة تكاثف الضباب , وبينما هو يسير على غير هدى وقع فى أيدى العرب المصريين , فأحاطو به و جردوه من سلاحه و اقتادوه أسيرا الى ابراهيم باشا , و كان قد مضى على نشوب القتال نحو الساعتين . و تابع المصريون من المشاة و الفرسان تقدمهم شمالا , و استأنفوا مع بعض المدافع و هاجموا الصف الرابع من مشاة الترك فحاقت به الهزيمة و سلم و تمزق شمله و بذلك تم للجيش المصرى الفوز على ميسرة الترك و الصف الثالث و الرابع من مشاتهم . و بينما كانت قوات الحرس و الفرسان تقوم بهذه الحركات و الهجمات الموفقة تقدم الصف الأول من صفوف الأعداء نحو ميسرة الجيش المصرى و اتخذوا مواقعهم حولها فى خط منكسر بغرض الاحاطة بها , و اشترك فى هذه الحركة الصف الثانى من صفوفهم , وعاونهم فرسانهم فكانت الهجمة هائلة , عنيفة فى شدتها , خطيرة فى عواقبها , ولكن ميسرة الجيش المصرى تلقتها بثبات و شجاعة , وتحركت مدافع الاحتياطى فشدت أزر المدفعية التى تحمى الميسرة , وصبت المدافع المصرية قنابلها على صفوف الترك ,فحصدت صفوفهم حصدا و استبسلت الميسرة فى الضرب و القتال , و كان على دفاعها يتوقف مصير المعركة , و أستمرت الملحمة ثلاثة ارباع ساعة , ثم أسفرت عن كسر هجمة الترك و هزيمتهم و تشتيت شملهم فى الجبال . و كأنما أراد الترك أن يبذلوا اّخر جهد فى المعركة , فتحركت قوة من الفرسان و وصلت تجاه الصف الأول من الجيش المصرى , فلم يحفل بها المصريون لأنها كانت سائرة نحو الفشل المحقق , فمازالت تتقدم حتى وصلت الى ما وراء صفوف الجيش المصرى , و هناك تشتت شملها و ولت الأدبار
نتيجة المعركة
إنتهت الواقعة بهزيمة الجيش التركى , و دام القتال فيها سبع ساعات , إذ بدأت فى الظهر و انتهت بعد غروب الشمس بساعتين , و كانت معركة قونيه نصرا مبينا للجيش المصرى , و صفحة فخار فى تاريخ مصر الحربى .و لقد كانت من المعارك الفاصلة فى حروب مصر . لأنها فتحت أمام الجيش طريق الأستانة , إذ أصبح على مسيرة ستة أيام من البوسفور , و كانت الطريق مخلاة لا يعترضه فيها جيش و لا معقل , فلا جرم أن ارتعدت فرائض السطان محمود بعد هذه الواقعة إذ رأى قوائم عرشه تتزلزل أمام ضربات الجيش المصرى و انتطاراته المتوالية
الخسائر من الطرفين
لم تزد خسارة المصريين عن 262 قتيلا و 530 جريحا , أما الجيش التركى فقد أسر قائده و نحو خمسة اّلاف إلى ستة اّلاف من رجاله , من بينهم عدد كبير من الظباط و القواد , وقتل من جنوده نحو ثلاثة اّلاف , وغنم المصريون منه نحو 46 دمفعا و عددا كبيرا من الرايات .
المصادر
Chapter by Colonel Abd El-Rahman Zaki, published in Arabic in the volume commemorating Ibrahim Pasha on the centennial of his death, published in 1948 by the Egyptian Royal Society for Historical Studies. Republished 1998 by Madbouli Press, Cairo. The article cites numerous original sources in Arabic, including
official archives, as well as several principal European references, all in French.


حصار عكا
 (1831)

كانت عكة محصنة بأسوار متينة وتحميها عدة أبراج من الشرق والشمال . أما من جهة البحر فكانت الأسوار أقل متانة من السوار القائمة من جهة البر . والمياه المجاورة لها قليلة العمق لا تسمح للسفن الكبيرة بالرسو على مقربة منها . وكانت جميع الحصون في حالة جيدة . وقد وصفت حصون عكاء في كثير من الكتب المعاصرة . وممن تناولها بالإفاضة الأستاذ أسد رستم . وكانت حامية المدينة مؤلفة من ثلاثة ألاف مقاتل ومعهم مدفعية قوية وكميات وفيرة من المؤن والذخيرة والمياه والطعام , تكفي الحامية لحصار طويل الأمد . وبالإختصار كانت استحكامات عكا غاية في المنعة بعد الإصلاح الذي شملها عقب انسحاب الفرنسيين منها .
وفي يوم 26 نوفمبر (1831) استهل إبراهيم باشا محاصرة عكا فاستبسلت حاميتها في الدفاع عنها – وقد امتاز العكاويون بروح قتال وبمعنوية عالية إلى نهاية القتال – وانتصرت حامية بعض الأبراج على المصريين ، مما حدا إبراهيم باشا أن يطلق نيران مدفعيته علهيا أياما متواليات لكن بدون جدوى . وفي هذه الأثناء أرسل محمد علي إلى عكا مهندسا قديرا تولى إدارة أعمال الحصار بكل دقة . وقد تمكن المصريون . بالرغم من شدة مقاومة الحامية ، من فتح ثغرتين في الجهة الشرقية من السور ، وأمطروا المدينة وابلا من القنابل والرصاص ، برا وبحرا ، فجريت المدينة ومات الكثيرون من رجالها . ومع ذلك استمرت تدافع بكل شجاعة . وصبت المدافع المصرية النيران على أسرارها ونجحت في فتح ثلاث ثغرات ولكن بدون أثر . وفي خلال تبادل النيران أصيبت بعض السفن بتلف كبير ، الشيء الذي دفع إبراهيم باشا على القيام بهجوم عام . ولكن قبيل شروعه في تنفيذ خطته دعا عبدالله باشا إلى التسليم فأبى . استعصمت عكا على الجيش المصري ، وانقضت ثلاثة أشهر بدون معارك تستحق الذكر ، فارتأى إبراهيم باشا الصمود قبالتها بينما تقدمت بعض وحداته – كما قلنا – واستولت على صور وصيدا وبيروت وطرابلس في الشمال . ولما وضح فوز ابراهيم باشا العسكري ، وتقدمه الخاطف ، واستيلائه على ثغور الشام الخرى ، وهي مفاتيح ينفذ منها الفاتح إلى داخلية البلاد .

فتح عكا 1832
عودة إلى عكا (1832)
لم يكن الاستيلاء على عكا بالأمر اليسير ، فهي التي وقفت صامدة أمام عبقرية نابليون وعزيمته ، وهي التي يدافع عنها الآن عبدالله وهو رجل صارم القلب ثابت الجنان . فقد مرت أشهر أمام شجعان إبراهيم باشا ولم تسقط في أيديهم . ولم تكن منعتها هي الصعوبة التي قاومت قائدها فحسب بل كانت للخطة التي انتهجها الباب العالي مانعا . فقد كان السلطان يصب على إبراهيم اللعنات ، ويسلط عليه سيلا من فتاوي شيخ الإسلام . فمن ذلك أنه أصدر خطا شريفا يرمي فيه مصر بالمروق ثم تبعه في مايو 1832 بفرمان شاهاني بتجريد محمد علي وإبراهيم وإباحة دمائهما . وهذا – ولامرية – له أثره على الروح المعنوية للمدافعين . وكان السلطان قد أعلن الحرب رسميا على محمد علي في 23 إبريل .
عاد إبراهيم باشا بعد أن اطمأن للموقف العسكري في الشمال إلى عكا في 27 مايو 1832 ، وحمل علهيا حملة صادقة أشرف عليها بنفسه – وكان إذا حمى وطيس القتال في مكان طالعته فيه يخوض غماره . وكان يتطلب من ضباطه أن يكونوا مثله صناديد يرهبون الموت . وطالت المعركة واشتد سعيرها . فلما أذنت الشمس بالمغيب ، حمل إبراهيم على المدينة حملته الأخيرة . ولكن أبدى المهاجمون لدى مغيب الشمس من ضروب الجسارة والإقدام مثلما أبدوه في أول النهار ، ودافع عبدالله
أوضاع القوات في الاقتحام
وقد وصف مستر سنت جون استيلاء إبراهيم باشا على عكاء وصفا مسهبا تلخصه فيما يلي : في صباح يوم 26 مايو عام 1832 ، دعا إبراهيم باشا إلى خيمته كبار ضباط القوات المهاجمة ، من قادة وأميرالايات وقادة كتائب ، وأصدر إليهم أوامره تتضمن الآتي : اللواء أحمد المنكلي يتوجه بلوائه ومعه الكتائب الأولى من الآلاي الثاني المشاه للهجوم على برج (قبو برجي – قلعة الباب) . الكتيبة الثانية المشاة تهجم الثغرة المقابلة للنبي صالح . الكتيبة الثالثة المشاة بقيادة عمر بك تهاجم الثغرة المعروفة بالزاوية . وعينت قوة احتياطية من الكتيبة الرابعة (الآلاي الثاني) تحت الثغرة الأولى لمساعدة إحدى القوات السابقة المهاجمة عند الحاجة . وصدر الأمر إلى كتيبة من الآلاي العاشر بقيادة أميرالاي للوقوف تحت الثغرة الثالثة للغرض المتقدم . وصدر الأمر إلى كتيبة أخرى بنقل السلالم ، قبيل الساعة الأولى بعد منتصف الليل إلى الخندق الواقع بجانب قبو – يرجى ، وبأن تكون هناك على استعداد للهجوم . وزود القائد العام – فيما عدا ذلك – كل قائد بالتعليمات الخاصة به .
ومن تحصيل الحاصل القول بأن استيلاء إبراهيم باشا على عكا قد وضع حدا نهائيا للجفوة الناشبة بين محمد علي وعبدالله . كما أثار موجة من الاغتباط في وادي النيل ، حيث أقيمت الزينات ثلاثة أيام متواليات .
واشتغل المهندسون العسكريون بحفر الخنادق المتعرجة وإقامة متاريس قريبة من الأسوار ونصب المدافع ، وأتموا جل هذه الأعمال في غمار الظلام ، بينما كانت نيران المدفعية تنصب باستمرار على المدينة .
وفي فجر 27 مايو ، عقب شروق الشمس ، صدر أمر القائد العام بالهجوم ، واستمر القتال كما ذكرنا طيلة اليوم . وفي المساء سقطت عكا في قبضة المصريين .
ومن ثم جاء أعيان عكاء يلتمسون الرحمة – ولما كان دائما من شيمة الشجاع تعظيم الشجعان – فرأى إبراهيم باشا في فلول الجيش المنهزم أعداء له يفخر بمحاربتهم – فلم يسعه إلا أنه يؤمنهم على أنفسهم وأموالهم ، وبلغ منه ان سمح لهم بأن يحتفظوا بأسلحتهم .
أما عبد الله نفسه فلم يعد بأكثر من تأمينه على حياته لكنه تلقاه بما هو خليق بمقامه كوزير من وزراء الدولة من الحفاوة .
وكان طبيعا أن يعمل الجند النهب في عكا ، مثلما يفعل زملاؤهم في الشرق والغرب ، قديما وحديثا ، رغم ما أصدره إبراهيم باشا من الأوامر . انطلق الجنود في المدينة ينهبون محتوياتها ، بيد أن النظام لم يلبث أن أعيد في صباح اليوم التالى . وبذل القائد الكبير كما ما في وسعه ليكفر عن خروج الجند عن النظام ، وكان مما فعله أن أذاع بين الناس أن كل من فقد متاعه سيرد إليه إذا وجد ، وأمره جنوده أن يعيدوا كل ما كان في حوزتهم من الأسلاب .
أما خسائر المصريين في معارك حصار عكا فهي :
الجرحى القتلى 1 قائمقام 1 قائمقام 1 بكباشي 2 قائد أورطة 2 قائد أورطة 3 صاغ 3 صاغ 8 يوزباشي 3 يوزباشي 47 ضابط 15 ضابط 1368 جندي 489 جندي ــــــ ــــــ 1430 المجموع 512المجموع

معركة الزراعة

قدر إبراهيم موقفه فرأى أنه لايبعد كثيرا عن عكاء . ولذلك ارتأى أن يترك حمص حيث لايتوفر العيش والمؤنة لجيشه ، واعتل وادي الأورنت (العاصي) حتى وصل إلى خان قصير ، حيث عسكرت قواته إلى الشرق في سهل الزراعة .
توهم عثمان باشا أن تراجع إبراهيم باشا عن حمص علامة ضعفه ، فجمع إلى قواته حشدا من أهالي المنطقة والأكراد وفرسان العرب بلغ عددهم 15.000 مقاتل ، وساربهم لمقاتلة إبراهيم باشا ، وكان هذا قد دبر له الخطة الناجحة وقسم قواته إلى قولين ، وحشد خلف كل منها مدفعيته في أماكن مستورة عن بصر العدو . وخدع خصمه وأوهمه أنه سيلزم الدفاع . فانخدع القائد العثماني وهجم بكل وحداته على القولين فلبثت هذه صامتة حتى إذا صار الأعداء على سمافة قريبة ارتد المصريون بسرعة عجيبة خلف المدافع وبمجرد انتهاء الارتداد طفقت المدافع نصب حممها . فحصدت المهاجمين حصدا ، ووقعت بهم الخسائر ، واختل نظامهم وسادهم الهرج ، وفي وقت قصير تفوق جميعه ، وارتدوا خائبين . فطاردتهم الفرسان المصريون حتى دفعوا بهم إلى نهر الأورنت ومن نجا منهم مات غرقا.
انتهت معركة الزراعة (14 إبريل 1832) بهزيمة الجيش التركي ، وارتد عثمان باشا إلى حماه ، وبقي فيها يرتقب وصول الإمداد .
وعاد إبراهيم باشا إلى بعلبك ليستعد لجولة أخرى . وفيها التقى بإبن أخيه عباس باشا ، الذي استدعاه من عكا على رأس الآلاي الثاني عشر المشاة والآلاي الخيالة الثالث وثلاث بطريات
أهمية موقع بعلبك
تقع مدينة بعلبك ، ذات الشهرة التاريخية ، في وادي نهر الليتاني الذي يربط قسمي لبنان (الخارجي والداخلي) ويصل بين وادي نهر الأردن والأورنت – وفي هذه المنطقة تخرج الأنهر الثلاثة الأردن ، والليطاني ، والأورنت وتعمل معا أخدودا طويلا يكاد يكون موازيا للبحر المتوسط – وقد مرت ببعلبك أكثر الحملات العسكرية في التاريخ ، سواء القادمة من الشمال أو الشرق أو الجنوب . فلها موقع استراتيجي هام يسيطر على إقليم الشام . وهي على مسافة متساوية من دمشق وبيروت وطرابلس – وقد ارتأى إبراهيم باشا أن يسيطر على ما حولها ليحول دون وصول الإمدادات إلى الأتراك ويمنع قدوم أية قوة لمعاونة عبدالله الجزار لفك الحصار عنه . وكان قد أمن على أجناب جيشه بعد اطمئنانه لمسلك اللبنانيين نحوه . لذلك رأى الاحتفاظ بأي جهد على بعلبك وما حولها ويحرم العثمانيين من الاستيلاء عليها . ولضمان هذا لم يتردد في إمداد عباس باشا بالآلاي الثامن عشر من طرابلس ، وبالآلاي الحادي عشر الذي وصل حديثا ، والآلاي الحرس ، والآلاي السابع الخيالة ، الذي كان تحت قيادته .
وللأهمية نورد في هذا السياق بيانا للقوات المصرية التي أصبحت مرابطة في بعلبك – وهي بمثابة طليعة الجيش المصري ، التي ستقابل الصدمة الأولى في القتال المقبل :
4 آلايات مشاة – 11 و 12 و 18 والحرس . 2 آلايات خيالة – 3 و 7 . مدفعية كافية ووحدات مساعدة . قوات غير نظامية .
معركة بيلان (29 يوليو 1832) هي الجولة الثالثة في الحرب المصرية العثمانية في عهد محمد علي باشا.
قضى إبراهيم باشا وجنوده ليلتهم في المواقع التي كانت تحتلها بالأمس جنود الترك ، وفي التاسع من يوليو دخل حمص على رأس شجعانه ، وقصد بهم حلب . فبلغ حماه في العاشر من يوليو وكان رجاله يلتقطون الأسرى وقد ارتضى معظمهم الإندماج تحت رايته . هذا فضلا عن المدافع والعتاد . وفي حماه عثر على خيرات الطعام الوفيرة التي كدستها القيادة العثمانية ، لأنهم رأوا جعل حماه قاعدة لعملياتهم ، وقد سارع إبراهيم في مطاردته للعدو ليحرمه من التجمع وإعادة ترتيب صفوفه ، فكان يسير بقواته في الساعات الأولى من النهار ومن ثم يمنحهم الراحة . وقد تقدموا سريعا فاحتلوا ماهنيكه يوم 11 ومعار ونعمان في يوم 12 و تل سلطان يوم 13 و زيتان يوم 15 .
وهنا يحسن أن نعرض أعمال السردار حسين باشا مذ تركناه بعد إصدار أوامره لقائده محمد باشا . فإنه تقدم على رأس قسم من الجيش بين اسكندرونه وأنطاكية . كان من بينه 800 خيال و700 جمل تحمل الذخيرة مميما صوب حمص . وكان يظن أنه سيسبق إبراهيم باشا ويملي عليه المعركة فالتقى في طريقه بفلول جيش محمد علي باشا وعرف نبأ هزيمة حمص . وعلى ذلك ارتد إلى حلب ليتخذها قاعدة حربية .
وطلب حسين من أعيانها أن يمدوه بالمؤونة والرجال ولكن كان أهلها قد بغضوا الحكم التركي وأشفقوا على مدينتهم أن يحل بها الخراب ، فأبوا أن يدخل أحد من جنوده إلى مدينتهم ، ولم يسمحوا إلا للجنود الجرحى والمرضى بالدخول ، ثم أغلقوا أبوابها ...
احتفظ حسين باشا بالهدوء وقال مداعبا الذين حوله . إن جوادي لا أستيطع إرغامه على شرب الماء . فقد صمم على أن يرتوي من ماء النيل ...
وقبالة عناد الحلبيين اضطر السردار إلى مبارحة مدينتهم يوم 14 يوليو قاصدا اسكندرونة حيث كان يرسو الأسطول العثماني ، فاصبح تحت عاملين ، هل يعود إلى بيلان (جنوبي اسكندرونة) أم ينطلق نحو الشمال ويحصن نفسه بالقرب من مضيق طوروس المفتاح الشمالي ؟ . وأخيرا قر قراره على اتخاذ مكان حصين لدى مضيق بيلان وساعدته طبيعة الأرض على الامتناع بها .
أما إبراهيم باشا فقد وصل حلب يوم 17 يوليو واضطر للإقامة فيها عدة أيام لتستريح جنوده ، وينفضوا عن أنفسهم متاعب القتال والوباء ، الذي تفشى في بعض صفوفهم ، نتيجة لما خلفه الأتراك وراءهم . وقد أفاد من بقائه هناك ، بعد أن أوضح للأهالي من جميع الملل أهداف أبيه من قتال الباب العالي . فانضموا إليه بعد أن تبدت نواياه ، وسمعوا خطباء المساجد يخطبون باسم خليفة المسلمين . وفي أثناء إقامته جاءته وفود من أورفا وديار بكر تعلن خضوع المدينتين لحكم محمد علي .
وفي 25 يوليو خرج من حلب مبتغيا أنطاكية ، وقسم قواته إلى شعبتين : أحدهما تولف من غير النظاميين اتخذوا طريقهم إلى أنطاكية مباشرة وثانيتهما قواته النظامية عبروا مضيق كليس للالتفاف شمال أنطاكية والاستيلاء عليها من الخلف .
وفي يوم 28 وصل إلى قبلة أنطاكية ، وحدثت عدة مناوشات بين البدو وبضع مئين من الترك ، ثم دخل المدينة وكان حسين باشا قد أعلن أنه سيدافع عنها لكنه لم يفعل .

وقف إبراهيم أمام جبل أمانوس ، وهو من شعاب جبال طوروس أو امتداد لها شاهق العلو ، يرتفع نحو 1.800 متر ، يجتازه مضيق بيلان الذي يصل بين سهلي أنطاكية وخليج اسكندرونة ، أو يفصل بين سوريا وكيليكيا ، وهو الممر الذي اجتازه جميع قادة العالم العسكريين لفتح الشرق ، من مصريين وآشوريين وفرس وأغريق ورومان وعرب وفرنج وترك وسواهم . واليوم يدنو منه قائدنا إبراهيم ليجتازه وليس عليه ذلك بعسير . هذا اليوم هو صباح 29 يوليو
مواقع الجيش التركي الدفاعية
كان الجيش التركي مؤلفا من نحو 45000 من المقاتلين من جميع الأسلحة ، و160 مدفعا بقيادة حسين باشا ، يرابط في مواقع منيعة – اتخذ مواقعه على قمم جبال بيلان . فاحتشد المشاة وتؤلف من خمس أورط فوق هضبة ، يصل طرفه الأيمن (ميمنة الجيش) إلى طريق وعر يخترق جبال أمانوس آتيا من خان قرموط إلى بيلان ، وطرفه الأيسر (حيث القلب) إلى الطريق الوسط الواصل في أنطاكية إلى بيلان ويؤلف من 14 أورط مشاة . أما ميسرة الجيش (5 أورط) فكانت ترابط على امتداد ذلك الخط فيما يلي هذا الطريق ، تعلوها بعض المدافع الموضوعة على أكمة قريب من الطريق . وأقام الترك أمام صفوف المشاة بعض الموانع والبلانقات وزعوا خلالها المدافع . وفي واد ضيق بقطع الطريق جنوبي بيلان كان آلايان من خيالتهم .
وكانت مؤخرة الترك المؤلفة معظمها من المشاة موزعة في خط واحد على قمة أمانوس ، وهكذا ترى من أول نظرة أن حسين باشا لم يكن موفقا في وضع خطة دفاعه . فقد اتبع الأسلوب الخطي في توزيع قواته وأهمل العمق ، الذي يسهل عليه القيام بالمناورة ، على مقياس كبير .
خطة الجيش المصري
عسكر الجيش المصري في السهل المنبسط ، تحت مضيق بيلان ، غربي الطريق الواصل من كليس وأنطاكية ، واتخذ المشاة مواقعهم في الصفوف الأمامية ، وخلفهم الخيالة والمدفعية في الوسط ، وخلف هذه الصفوف مهمات الجيش وعتاده .
كشف إبراهيم باشا مواقع الترك على جبل بيلان ، فوجدها منيعة ، يصعب على قواته أن تنال منها فوزا . وفي مساء يوم 28 جمع مجلسا من ضباطه لوضع قرارهم النهائي في الخطة التي ستنفذ . فرأى بعضهم تأجيل الهجوم على المضيق إلى بعد الغد ، ورأى الآخرون القيام بهجومهم يوم الغد ليحرموا العدو من تعزيز مراكزه أو وصول إمدادات إليه من اسكندرونة .
ومن محاسن الصدف ، أن يقع المستشار الفني لحسين باشا في قبضة إبراهيم باشا ، وهو الكابتن الفرنسي بعد الاستيلاء على حلب ، فحرم الأتراك من معاونته . وينتهي قرار المجلس إلى الأخذ بخطة الهجوم ، في اليوم التالي (صباح يوم 29 يوليو) ، والقيام بحركة التفاف حول ميسرة الترك من الجنب ، تمهيدا للإحاطة بها ، ثم احتلال بعض المرتفعات المتسلطة على القلب . ويجعل المشاة الأتراك هدفا لنيران المدافع المصرية ، وفي الوقت نفسه يرسل جزءا من قواته للإحاطة بميمنة الأتراك – وكانت خطته صورة لما اتبعه في معركة حمص – وكانت خطة الإلتفاف تتطلب القوات الآتية : 4 آلايات مشاة 3 آلايات خيالة 4 بطرايات مدفعية ميدان وفي مصدر آخر 2 مدفع أبوس
وأخذ إبراهيم باشا على كاهله قيادة هذه الوحدات ، لأهمية دورها المطلوب تنفيذه .
وأمر أمير آلاي حسن بك المناسترلي بالإستعداد للهجوم المباشر على قلب وميمنة الأتراك والتقدم عن طريق بيلان أنطاكية ، على رأس الآلاي 14 وبطارية مدفعية – فتقدم إلى الطريق واحتل الموقع المطلوب بينما تبعه الآلاي الخياة الخامس كقوة احتياطية له في هجومه على ميمنة الجيش التركي .
أما اللواء الثاني الخيالة ، والآلاي السادس الرماحين المدرعين ، فطلب منهم العمل بين القوتين الآنفتين ، ومساعدة إحداهما لدى الضرورة ، بنيما يكون الآلاي 18 المشاة وبطارية ميدان في الإحتياط
المعركة
لما شاهدت القيادة التركية تقدم الشعبتين (القولين) المصريتين حتى أمرت بفتح النيران الشديدة على طريق تقدمهما فغمرتهما القذائف بعنف . وفي الحال ردت عليها مدفعية البطاريتين المصرية التي في القول اليمين بنيران محكمة للغاية وشديدة التأثير – وفتحت فصيلتان من القناصة تشكيلها بسرعة من الحرس واخترقت غابة صغيرة وأقحمت الجبهة برصاصها السريع . وبعد قليل التحق بالفصيلتين أورطة من الحرس ومعهما أبوسين واستمروا في هجومهم الموفق ونجحوا في إسكات الميسرة التركية ، واستمر وصول بقية آلاي حرس بسرعة مع أفراد الآلاي السابق في أمواج تدريجية متتالية . وفي نفس الوقت كان الهجوم الجبهي بقيادة المناسترلي سائرا على مايرام ونجحت البطارية التي تحت قيادته في إنزال الخسائر الجسيمة بالأتراك . وهنا انحرف الآلاي 13 المشاة إلى غرب الطريق (أنطاكية) وهاجم ميمنة العدو . وأخذ الآلاي 18 مكانه في الهجوم الخفيف ضد قوات القلب .
وفي اللحظة التي انتهى فيها آلاي الحرس من تحقيق أهدافه الأولى ، تهيأ للإلتفاف بميسرة العدو فلم ينتظر حسين باشا اللطمة التي كانت مسددة نحوه – وعمل على التقهقر السريع نحو بيلان . وانتهز الفرصة القناصة المصريين فهجموا على بطارية تركية (6 مدافع) كانت قد تركت وحدها بدون المشاة تحرسها وصعد الجنود عليها وأسكتوها . وحاولت آلايات الخيالة التركية القيام بحركة تقدم إلى الأمام فصدتها نيران الحرس ، الشيء الذي جعلها تسرع نحو بيلان بغير نظام وقد تبددت جموعهم .
وهكذا أخلى الطريق إلى بيلان من قوات الأعداء ...
وبعد أن ارتدت ميسرة الترك ، وصل المصريون في تقدمهم إلى طريق بيلان نفسها ، وتخرج مركز قلب الجيش التركي ، وأدركت قيادته أن خط الرجعة إلى بيلان أصبح مقطوعا بوصول المصريين إلى الطريق . فلاذ العدو بالفرار ، وتخلى عما بقى له من المواقع ، وتشتت وحداته في الجبال .
وكان الآلاي الثالث عشر قد قام بمهمته خير قيام ضد ميمنة الترك ، ووصل رماتهم و معهم مدفعيتهم إلى أكمة قريبة من أقصى الميمنة . ولما رأى العدو ما حل بالميسرة ، تخلوا أيضا عن مركزهم وتقهقروا نحو الجبال .
نتيجة المعركة
باستيلاء المصريين على مواقع الأتراك انتهت معركة بيلان بهزيمة تامة ، بعد قتال عنيف دام نحو ثلاث ساعات . وهكذا فاز إبراهيم بالنصر ، لأن تنفيذه للخطة كان دقيقا ورائعا . وأعاد حسين باشا السردار أمام بيلان موقف سلفه القائد محمد باشا قبالة حمص .
وكان نشاط إبراهيم باشا في المعركة ، التي قام بها باديا في كل حركة من حركات الجند والضباط ، فاستحق ثناء والده و إعجاب مواطنيه .
قضى الجيش المصري ليلة 29 يوليو في مواقع الأتراك ما عدا أورطتين أمرتا بدخول بيلان وانفصل منهما بلوكان وفصيلة خيالة مدرعة لاستكشاف الطريق إلى اسكندرونة .
وفي يوم 30 يوليو احتل إبراهيم باشا بيلان . أما الخيالة فقد سلكت طريق اسكندرونة بقيادة عباس باشا حلمي . حيث عثروا على كميات مكدسة من الغنائم و14 مدفعا وأصناف التعيين التي تكفي الجنود أربعة أشهر .
والتى تردد حسين باشا في تدميرها . وكان وصول فلوله إلى اسكندرونة ، بعد قيام سفن الأسطول العثماني بدقائق .
احتل إبراهيم باشا ميناء اسكندرونة ، واندفعت الخيالة إلى باياس آسرة نحو 1400 تركي وسُلمت له أنطاكية واللاذقية والسويدية . أما حسين فقد أسرع نحو ادنه بعد اجتياز مضيق طوروس على رأس شراذم لا يفخر أي قائد في الدنيا أن يكونوا جنوده .
وعقب راحة قصيرة الأجل ، احتل جنود إبراهيم باشا ادنه وطوروس ، وكانت الأولى مفتاح الزحف على الأناضول . وبعد أيام كان العلم المصري يخفق على أورفا وعينتاب ومرعش وقيصرية .
وبعد هذا النصر ،أي الطرق السياسية يسلكها محمد علي !؟
ومن الواضح أنه كانت قبالته طريقان : إما أن يعلن الاستقلال ويأمر ابنه أن يستمر في الزحف للقضاء على جيوش السلطان الهاربة فيضطر الخصم إلى التسليم والاعتراف بالأمر الواقع ، أو أن يأمر ابنه بالوقوف أملا أن ينال هدنة عن طريق تدخل الدول . ولم يخل أحد الطريقين من أخطار .
وستبين لنا مسيرة الحوادث ما سيكون بعد معركة بيلان .
احتل إبراهيم باشا طرسوس ، ثم دخل أدنة في 31 يوليو سنة 1832 ، وفيها تلقى القائد من والده أمرا بالتوقف ، فقد بلغ الغاية التي كان يسعى إليها ، أي الوصول الى آخر حدود البلدان العربية . ولكنه أرسل آلايين إلى أورفة وقوة من فرسان العرب لمراقبة الطريق من أرضروم وسيواس وديار بكر فاحتلت القوة مرعش كما أرسل قوة إلى نهر الفرات لحماية جناحه الأيمن وبقي إبراهيم في خطة الدفاع منتظرا أوامر أبيه إلى 21 ديسمبر سنة 1832 .
خسائر الطرفين
قتل نحو 2500 تركي وجرح وأسر منهم نحو ألفين ، وغنم المصريون حوالي 25 مدفعا وكثيرا من الذخيرة والعتاد . ولم تتجاوز خسائر المصريين 20 قتيلا .

موقف إنجلترا من نجاح إبراهيم باشا
وإلى هنا كانت السياسة الإنجليزية أمام النجاح المصري غامضة . و أمامها سبيلان أولهما أن تدع محمد علي يؤسس دولة عربية قوية لصد التيار السلافي الروسي ، والسبيل الثاني أن تحتفظ بتركيا وتقويها لتظل هي الحاجز بينما تهدم الإمبراطورية المصرية الناشئة ، لأنها إذا عاشت أصبحت حاجزا قويا على طريق الهند .
فأي السبيلين تتجه إليه سياسة الإنجليز؟ لقد فضلوا الوقوف في منتصف الطريق فلا تقاوم محمد علي ولا تظاهر السلطان خوفا من روسيا . أما سياسة إبراهيم باشا فهي أخذ الأمور بالقوة وإيقاف الدول أمام الأمر الواقع .
لذلك كان يستأذن والده بالزحف على قونية ، ثم الآستانة ، ويرجوه في أن يحمل خطباء المساجد على إلقاء الخطبة باسمه . فكتب محمد علي إلى ابنه في الثامن من شهر سبتمبر يقول : "تقول لي في كتابك أنك تريد أن تسك المعدن وهو حام . وإنك تريد أن يخطب باسمي في جميع المساجد والمعابد – فاعلم يا ولدي أنا لم نصل إلى مركزنا الذي نشغله الآن إلا بقوة الوداعة وخفض الجانب فإنه يكفيني أن أحمل اسم (محمد علي) خالصا من كل رتبة وزينة فهو أكبر لي من جميع ألقاب السلطنة والملك لأن هذا الاسم وحده وهو الذي خولني الشرف الذي يجللني الآن . فكيف أستطيع يا ولدي أن أتركه إلى سواه – لا ياولدي إني أحفظ اسمي (محمد علي) وأنت يا ابني تحفظ اسمك (إبراهيم) وفى وعليك رحمة الله وبركاته" .
أما فرنسا فقد أبلغت الباب العالي أن إصراره على القتال لا يوصله إلى نتيجة لضعف قوته دون قوة محمد علي التي تتزايد بحرا وبرا .

اتفاقية كوتاهية
الحملة على الشام
اجتاحت جيوش إبراهيم باشا بن محمد بلاد الشام عام [=1931]]م ، وتساقطت مدنه واحدة تلو الأخرى دون مقاومة تُذكر، حتى مدينة عكا التي استعصت علىنابليون بونابرت ولم يفلح في اقتحامها، نجح إبراهيم باشا في فتحها، وكان لسقوطها دوي عظيم، ونال فاتحها ما يستحقه من تقدير وإعجاب.
ومضى الفاتح في طريقه حتى بلغ قونيه ، وكان العثمانيون قد هجروها حين ترامت الأنباء بقدوم إبراهيم باشا وجنوده، ولم يبق بها سوى الجيش العثماني بقيادةرشيد باشا، وكان قائدًا ماهرًا يثق فيه السلطان العثماني ويطمئن إلى قدرته وكفاءته، ولم يكن هناك مفر من القتال، فدارت رحى الحرب بين الفريقين في (27 من جمادى الآخرة 1248هـ= 21 من نوفمبر 1832م) عند قونيه، ولقي العثمانيون هزيمة كبيرة، وأُسر القائد العثماني، وأصبح الطريق مفتوحًا إلى القسطنطينية[1]
أسباب الحملة على الشام
كان السبب المعلن لقيام محمد علي بحملته على الشام هو اشتعال النزاع بينه وبين عبد الله باشا والي عكا، الذي رفض إمداد محمد علي بالأخشاب اللازمة لبناء أسطوله، وآوى عنده بعض المصريين الفارين من الخدمة العسكرية ودفع الضرائب، ورفض إعادتهم إلى مصر، وكان الخليفة العثماني محمود الثاني يقف وراء النزاع، ويُعضِّد والي عكا في معارضته محمد علي، ولم تكن العلاقة بين الخليفة العثماني وواليه في مصر على ما يرام. غير أن الذي جعل محمد علي يقدم على هذه الخطوة هو أنه كان يرى أن سوريا جزء متمّم لمصر، ولا يتحقق الأمن بمصر ويأمن غائلة العدو إلا إذا كانت سوريا تحت سيطرته وسلطانه، وأن حدود مصر الطبيعية في جهة الشرق هي جبال طوروس، وليست صحراء العرب، ومن ثم كان يتحين الفرصة لتحقيق هدفه، حتى إذا ما لاحت انتهزها، وجرّد حملته إلى الشام.
تدخل دول اوروبا وتوقيع الاتفاقية
فزع السلطان محمود الثاني من الانتصارات التي حققها ابراهيم باشا على الجيوش العثمانية بالرغم من القيادة الألمانية للجيوش العثمانية. فوجود أشهر قائد ألماني في القرن التاسع عشر فون مولتكه على رأس الجيش العثماني ومعه نحو ألف من الجنود الألمان لم يفلح في صد الجيش المصري.
فلجأ السلطان محمود الثاني إلى الدول الأوروبية الأخرى لمساعدته والوقوف إلى جانبه، لكنها لم تُجبه؛ورأت في النزاع القائم مسألة داخلية يحلها السلطان وواليه، عند ذلك لجأ السلطان إلى روسيا –العدو اللدود للدولة العثمانية- لتسانده وتساعده، فاستجاب نيكولاس الأول، قيصر روسيا على الفور، ولم يتلكأ، ووجد في محنة الدولة فرصة لزيادة نفوذ روسيا في منطقة المضايق، فأرسل قوة بحرية رست فيالبسفور، وهو ما أقلق فرنسا وإنجلترا، وتوجستا من تدخل روسيا وانفرادها بالعمل، والتظاهر بحماية الدولة العثمانية، وكانت الدولتان تتمسكان بالمحافظة على كيان رجل اوروبا المريض، الدولة العثمانية؛ خشية من روسيا التي لم تكن تُخفي أطماعها في جارتها المسلمة.
تحركت الدولتان لفض النزاع وإعادة الأمن بين الخليفة وواليه الطموح، ولم يكن أمام السلطان العثماني سوى الرضوخ لشروط محمد علي في الصلح، فلا فائدة من حرب نتائجها غير مضمونة لصالحه، في الوقت الذي يسيطر فيه إبراهيم باشا على الشام، ويلقى ترحيباً وتأييدًا من أهله.
بذلت فرنسا جهدها لحسم الخلاف بين محمد علي وتركيا، وجددت مسعاها بين الفريقين. وكان ابراهيم باشا يهدد تركيا بالزحف على الأستانة إذا لم تجب مطالبه. فاضطر الباب العالي إلى الإذعان ، وأرسل إلى كوتاهية، حيث كان ابراهيم باشا يقيم بها، مندوباً عنه هو رشيد بك[2] يصحبه البارون دي فارين، سرتير السفارة الفرنسية ليقوم بالوساطة بين الطرفين. وبعد مفازضة دامت أربعة أيام تم الاتفاق على الصلح في 8 أبريل 1833، وهو المعروف باتفاق كوتاهية.
عُقد الصلح في كوتاهية في (18 من ذي القعدة 1249هـ8 أبريل 1833)،
شروط الاتفاقية
يقضي اتفاق كوتاهية بأن يتخلى السلطان لمحمد علي عن سوريا وإقليم أضنة مع تثبيته على مصر وجزيرة كريت والحجاز، في مقابل جلاء الجيش المصري عن باقي بلاد الأناضول.[3] بفحوى هذه التوجيهات، وفيها إسناد ولاية سورية إليه وإلحاقها بولاية مصر وكريت.
ولكن هذه التوجيهات كان ينقصها إقليم أضنة، فبان من ذلك أن الباب العالي أراد الرجوع عن اتفاق كوتاهية بالنسبة لهذا الإقليم، وقد بقيت المسألة موضع خلاف بين الطرفين وأوقف ابراهيم باشا جلاء الجيش حتى ينفذ الباب العالي ما تم الاتفاق عليه. فلم يسع السلطان إلا أن يسلم بالتنازل عن أضنة، وأصدر فرماناً في 6 مايو 1833 بمضمون الاتفاق بتمامه، أعلن فيه تثبيت محمد عليى على مصر وكريت وإسناد ولايات سورية إليه، وتجديد ولاية ابراهيم باشا على جدة مع مشيخة الحرم المكي ، أي إسناد إدارة الحجاز إلى عهدته، وتخويله إدارة إقليم أضنة.[4]
وبمقتضى اتفاق كوتاهية صارت حدود مصر الشمالية تنتهي عند مضيق كولك بجبال طوروس، ويسمى بالتركية بوغاز كولك (انظر الخريطة).
وبذلك انتهت الحرب السورية بتوسيع نطاق الدولة المصرية وبسط نفوذها على سورية وأضنة وتأييد سلطتها على كريت وجزيرة العرب.
ولا يغرب عن البال أن السلطان لم يقبل اتفاق كوتاهية إلا مرغماً، وكان يضمر السعي لنقضه إذا تهيأت الفرصة في المستقبل. ودليل ذلك أنه لم يكد يقر صلح كوتاهية حتى عقد سراً مع روسيا معاهدة هنكار أسكله سي في 8 يوليو 1833 وهي معاهدة دفاعية هجومية التزمت كل دولة بمقتضاها أن تساعد الدولة الأخرى إذا استهدفت بخطر خارجي أو داخلي.
وتعهدت تركيا بأن تأذن للأسطول الروسي بالمرور من البحر الأسود إلى البحر المتوسط، وتسد البواغيز في وجه جميع السفن التابعة للدول الأخرى. ومؤدى هذه المعاهدة تخويل روسيا مد يدها في شؤون تركيا وبسط حمايتها الفعلية عليها. وهذه المعاهدة لم يبرمها السلطان على ما فيها من مهانة لتركيا إلا ليسعى في نقض اتفاق كوتاهية، لأن تركيا لم تكن مهددة في ذلك الوقت بخطر خارجي أو داخلي إلا من ناحية مصر. فإبرام معاهدة هنكار اسكله سي معناه أن تركيا لم تكن خالصة النية في إبرام هذا الاتفاق ولا في إقراره.
المصادر
  1. ^ اسلام أونلاين
  2. ^ رشيد بك هو الذي أصبح فيما بعد الصدر الأعظم مصطفى رشيد باشا صاحب الإصلاحات الشهيرة في عهد السلطان عبد المجيد.
  3. ^ منشورة صورتها الفوتوغرافية ياللغة التركية في كتاب "خلاصة الوثائق التركية في مصر" للمسيو جان دني Deny، لوحة نمرة 23.
  4. ^ في الفرمان أنه خول تحصيل أموال الجباية فيها، ومعنى هذا إدارة الولاية فعلاً كما يستفاد من المخابرات الدولية التي تبودلت في هذا الصدد، فقد أورد البارون دي تستا في كتابه ("مجموعة معاهدات الباب العالي" ج 2 ص 377) رسالة المستر ماندفيل سفير إنگلترة في الأستانة إلى اللورد پالمرستون وزير خارجيتها بتاريخ 4 مايو سنة 1833 ينبئه فيها "بأن السلطان خول ابراهيم باشا ادارة ولاية أضنة بإسناد "تحصيل أموال الجباية فيها إلى عهدته"، وكذلك رسالة ابراهيم باشا إلى السلطان يشكره فيها على إسناد حكومة أضنة إليه، ولذلك كان الحكم المصري في إقليم أضنة لا يختلف في حدوده ومظاهره عن مثيله في الأقاليم السورية."
ثورة فلسطين (1834)
وسوف نمر سراعا على أهم الأحداث التي مرت بفلسطين ، لعلاقتها بواجبات الحاميات العسكرية ، التي لم يعرف رجالها الراحة ، منذ عام 1834 ولم يمض عام ونصف العام على معارك الحملة الشامية المظفرة . وبعبارة أخرى الدوافع التي بثت فيها بذور الثورة ، وأشاعت بها مظاهر التمرد .
(1) الدعايات السيئة التي اضطلع بها بنجاح رجال تركيا وجواسيسهم ، ووكلاء الدول الأوروبية ، وقد كانت لها نتائج وخيمة في مقاومة الحكم الصمري والعمل على تقويضه ، ولا سيما في نابلس وبيت المقدس ثم في دمشق وحلب – وكان الدروز ، إلى حد ما ، اللبنانيون من أوفى أصدقاء إبراهيم . كما لعب الدين دورا كبيرا في مناهضة باشا مصر . ويتبدى أن الشاميين كبعض المصريين – في صورة عامة – لم يروا أعمال محمد علي في صورتها الحقيقية إلا بعد وفاته وانقضاء زمن طويل . وليس هناك أدنى ريب في أن الأب وابنه كانا متقدمين على جبلهما بعشرات السنين .
تفشى التذمر وعدم الرضى بين الزعماء والمشايخ وأتباع عبدالله الجزار ، ممن حرموا المناصب والوظائف الكبرى التيكانوا يأملونها ، أو فقدوا الجاه والمال بعدما نظمت أحوال البلاد – فجرت عدة وقائع بين المصريين والعكاريين والصافيتيين وأهل نابلس (الشيخ قاسم الأحمد) ثم حدثت معارك في حلب ومثلها في بيروت – وفد نكل بالكثيرين من زعماء البلاد ولا سيما آل طوقان وأعيان الأتراك .
وعلاوة على ذلك فقد توفرت الأسباب المادية لثورة الشام وفلسطين وأهمها الضرائب الفادحة التي فرضها إبراهيم على الأراضي بعد إصلاحها والجمارك وما جره نظام الاحتكار في أثره ، والتدخل في إلزام بعض أصحاب الحرف والصناعات اليدوية بالعمل فيها طبقا لسياسة اقتصادية عليا ، تكفل توطيد الأساليب في مصر والشام .
وأظهر مسببات التذمر نفرة الناس من الجندية الإلزامية التي فرضها محمد علي . فقد كره الشاميون الخدمة العسكرية بعد مرور مئات السنين وهم يفلحون الأرض أو يحترفون الصناعات الدنيا . وأضحوا يعدون التجنيد من باب إلقاء النفس في التهلكة – وقد زال من أفكارهم معنى الدفاع عن الوطن بعد أن حكمهم الغرباء قرونا بالسوط – وقد أقضى نظام التجنيد ، الذي ثاروا ضده ، إلى هجرة عدد كبير من أهل الشام ، إلى آسيا الصغرى والعراق والبادية والجبال .
وبالإختصار أفضت هذه الأسباب منفردة أو مجتمعة إلى :
  1. عصيان بيت المقدس (أبريل 1834) وقعه وكان زعيمه الشيخ قاسم الأمد وأبو غوشي – وقد اشتدت الثورة فترة مما جعل محمد علي يسافر بنفسه على رأس إمداد كبير .
  2. عصيان صفد وقد أخمده الأمير بشير الشهابي .
  3. فتنة دمشق وطرابلس (1834) وعكار وصافيتا وحلب، أنطاكية وبعلبك وبيروت .
  4. ثورة النصيرية شرقي اللاذقية (1834-1835) .
ولا مرية في أن هذه المعارك أنهكت قوى الجنود بحالة مستمرة . وقد أبدى إ[راهيم في قمعها كثيرا من الشدة ، بيد أن استحوذ على إعجاب الثائرين أنفسهم ، بتعريض نفسه للمخاطر بجرأة لايتصورها عاقل . وعلى هذا قيل عنه أن أبا خليل – وهذه هي الكنية التي يكنيه بها الشعب – محجب بحجاب ضد الجروح فعله محقق ، وأنه بعد كل واقعة كان ينفض ردائه فيتساقط منه الرصاص .
وقبيل آخر العام ، تمت عملية التجنيد في سورية ، وتم النقص في جميع الآلايات المعسكرة فيها .
معركة نصيبين

اتجه ابراهيم باشا بجيشه الذي يبلغ أربعين ألف مقاتل إلى حيث يعسكر الجيش العثماني، ويحتل مواقعه الحصينة في بلدة
نصيبين الروم(نزيپ) التي تقع بالقرب من الحدود التركية - السورية، وكان الجيش العثماني يبلغ تعداده أربعين ألف مقاتل، وقد أُعِدّ إعدادًا حسنا، وعلى كفاءة عالية في فنون القتال.
وفي (11 ربيع الآخر 1255هـ24 نوفمبر 1839) التقى الفريقان عند قرية نزيب في معركة هائلة حسمها إبراهيم باشا لصالحه، وألحق بالعثمانيين هزيمة مدوية، وكان ثمن النصر باهظا؛ حيث سقط أربعة آلاف جندي مصري بين قتيل وجريح.
وقبل أن تصل أنباء هذه الكارثة إلى عاصمة الخلافة العثمانية كان السلطان محمود الثاني قد قضى نحبه في (17 من ربيع الآخر 1255هـ= 30 يونيو 1839م)، وخلفه ابنه عبد الحميد، وكان شابا لا يتجاوز السادسة عشرة من عمره، تسلّم قيادة الدولة العثمانية في ظروف بالغة الصعوبة، فأراد أن يحسم الخلاف مع محمد علي؛ حقنًا لدماء المسلمين، ومنعًا للتدخل الأجنبي، وبعث برسول إليه للتفاوض في أمر الصلح، ونقاط الخلاف بين الطرفين