Search - للبحث فى مقالات الموقع

Wednesday, December 15, 2010

مرض السل

السل مر ض معد ينتشر عن طريق الهواء. وحينما يسعل المصابو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسبّبة للسل والمعروفة باسم "العصيات". ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيات ليُصاب بالعدوى. غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يُصاب بها. فالنظام المناعي يقتل أو "يقاوم" تلك العصيات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام. ويؤدي إخفاق النظام المناعي في مقاومة عدوى السل إلى تنشيط المرض، وذلك عندما تتكاثر العصيات وتلحق أضراراً داخل الجسم. ويمكن لكل مصاب بالعدوى، إذا تُرك بدون علاج، أن ينقل العصيات إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام.
  • تحدث، في كل لحظة، إصابة جديدة بالعدوى الناجمة عن عصيات السل
  • بوجه عام، يحمل ثلث سكان العالم، حالياً، العدوى الناجمة عن عصيات السل
  • تظهر الأعراض المرضية على 5% إلى 10% من المصابين بالسل.
وينبغي، بعد الكشف عن أحد المصابين بعدوى السل (باستخدام الفحص المجهري الذي يمكّن من مشاهدة العصيات في لطاخة بلغمية)، البدء في تطبيق مقرّر علاجي كامل بالأدوية المضادة للسل بالاستناد إلى تقدير صحيح للجرعات وبدعم العاملين الصحيين والمجتمعيين أو المتطوعين المدرّبين. والأدوية الأكثر شيوعاً ، من بين الأدوية المضادة للسل، هي: الإيزونيازيد، والريفامبيسين، والبيرازيناميد، والإيثامبوتول.
ويساعد العلاج المراقب على ضمان استكمال المصابين مقرّراتهم العلاجية من اجل علاجهم والوقاية من انتشار المرض. ويجب أن يستمر العلاج بشكل منتظم وبدون انقطاع لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أشهر. ويتمثّل النهج الموصى به دولياً لعلاج السل في استراتيجية الدوتس، التي تُعد من الاستراتيجيات العالية المردود للكشف عن مرضى السل وعلاجهم. كما يمكن، باتباع هذا النهج، توقي الملايين من إصابات السل والوفيات الناجمة عنه في السنوات العشر القادمة



يوجد نوعان للدرن الرئوي إما كامن (Latent) أو نشط (Active):
1-
الدرن الكامن (Latent TB):
الدرن الكامن معناه وجود بكتريا الدرن فى جسم الإنسان فى حالة عدم نشاط حيث يعمل الجهاز المناعي بالجسم على محاربتها والمحاولة على إبقائها فى حالة الخمول (يجعلها متحوصلة) ليمنع تحولها إلى النوع النشط. وهذا معناه أيضاً عدم ظهور أية أعراض وأن الشخص لا ينقل العدوى للآخرين.

من الممكن أن يتحول الدرن الكامن إلى ذلك النشط بعد عامين من الإصابة بالبكتريا وتشكل نسبة التحول هنا 5% (أى إصابة شخص/20) أو قد يحدث التحول فى أى مرحلة من مراحل الحياة بنفس النسبة السابقة (5%).
لكن فى بعض الحالات قد تحدث المضاعفات وتتحول البكتريا من حالة الكمون إلى حالة النشاط فى الحالات التالية:
-
إصابة الشخص بمرض نقص المناعة البشرى أو أية أمراض أخرى تضعف الجهاز المناعي، أو الإصابة ببعض أنواع السرطانات أو مرض السكر غير المعالج.
 -
غياب الرعاية الصحية فى بعض البيئات مثل الشوارع.
-
الأشخاص التي تدمن المخدرات أو تشرب الكحوليات.
-
أخذ الأدوية التي تحتوى على (Corticosteroids) لفترة طويلة من الزمن أو تلك العلاجات التي تُستخدم مع داء كرون و الروماتويد.
 -
حالة صحية تؤدى إلى خلل فى الجهاز المناعي كما يحدث عند كبار السن، حديثي الولادة، المرأة التي وضعت طفل حديثاً، الأشخاص التي زرعت أعضاء وتعتمد على أدوية تمنع رفض هذا العضو الجديد.
-
الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية (Celiac disease) الذى يصيب الأمعاء الدقيقة يحدث كردة فعل عند التعرض لمادة الجلوتين (Gluten) الموجودة في الحبوب وخاصة القمح. ومن أعراضه انتفاخ البطن، الإسهال المزمن أو الإمساك، فقدان الوزن.
-
إجراء جراحة تحويلية بالمعدة أو استئصال بها.
-
وجود مرض رئوي مزمن بسبب تنفس جزيئات الرمل والسيليكا.
-
فقدان الوزن بنسبة 10% أو أكثر عن الوزن المثالي 
2- الدرن النشط (Active TB):
يعنى أن بكتريا الدرن فى حالة نشاط ونمو مؤدية إلى ظهور أعراض المرض، إذا أصيبت رئة الإنسان بالدرن النشط من السهل نشر العدوى للآخرين ممن يحيطون به.
بكتريا الدرن النشطة داخل الرئة معدية، وتنتشر عندما يقوم الشخص المصاب بإخراج زفيره الذي يحتوى على بكتريا الدرن فى الهواء ويقوم شخص آخر سليم باستنشاق هذه البكتريا من الهواء. وتظل بكتريا الدرن فى الهواء لمدة ساعات عدة، والسعال والعطس والضحك والغناء تطلق بكتريا أكثر من الزفير ولا تنتقل العدوى من خلال المواد التي يلمسها الشخص المصاب، وينتشر مرض الدرن فى المواقف التالية:
-
فى الأماكن المزدحمة، الحضانات، المستشفيات، المدارس، السجون، الثُكنات العسكرية ... الخ.
-
الحياة مع شخص مصاب بالبكتريا النشطة فى نفس المكان.
بعد تلقى أسبوعين من العلاج بالمضادات الحيوية (بوجه عام) يصبح الشخص المصاب غير ناقل للعدوى لغيره من الأصحاء.
بدون العلاج من الممكن أن تسب بكتريا الدرن النشطة مضاعفات خطيرة، منها:
-
تكون حويصلات أو تجاويف بالرئة مما يؤدى إلى حدوث النزيف، والإصابة بعدوى بكتيرية أخرى وتكون الدمامل التي تحتوى على الصديد.
-
صعوبة فى التنفس بسبب انسداد ممرات الهواء.
-
تكون الناسور فى الرئة.
-
من الممكن أن يكون مرض الدرن مميت إذا لم يتلق الشخص العلاج.

3-
الدرن الذي يصيب أعضاء الحسم الأخرى خارج الرئة (Extra pulmonary TB):
هي العدوى التي تسببها بكتريا الدرن وتنتشر خارج الرئة، وهناك بعض الفئات من الأشخاص تكون أكثر عرضة للإصابة عن غيرها من الفئات الأخرى بهذا النوع من الدرن مثل مواطني جنوب شرق آسيا، الأطفال الرضع والأطفال الصغار، بالإضافة إلى الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرى.
وتعتمد الأعراض على الجزء المصاب فى الجسم، من أكثر الأعضاء تأثراً بمرض الدرن غير الرئوي:
- العقد الليمفية.
-
العظام والمفاصل.
-
الأعضاء التناسلية وأعضاء الجهاز البولي.
- الأنسجة
التي تحيط بالمخ والحبل الشوكى.

*
أسباب الإصابة بمرض الدرن:
كيف تنتشر العدوى بمرض الدرن؟
الدرن الرئوي معدٍ، وينتقل من الشخص الذي يحمل البكتريا النشطة إلى الشخص السليم من خلال التنفس حيث يطلق بكتريا الدرن فى الهواء من خلال الزفير ثم تلتقطها أنفاس الشخص السليم من خلال شهيقه للهواءأى أن الوسيط هو الهواء الذي ينقل العدوى من الشخص المريض إلى الشخص السليم.
زفير شخص مريض  --- هواء --- شهيق شخص سليم
كما تنتقل العدوى من خلال الضحك أو السعال.
أما إذا كان الدرن فى أجزاء أخرى من الجسم غير الرئة، فمن الصعب نقل العدوى للآخرين.
من هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمرض الدرن؟
هناك فئة من الأشخاص تكون أكثر عرضة للإصابة ببكتريا الدرن عن غيرها من الفئات الأخرى:
-
المصابون بفيروس مرض نقص المناعة البشرى، أو أى مرض آخر يضعف الجهاز المناعي لدى الإنسان.
-
السفر إلى الأماكن التى تنتشر فيها بكتريا الدرن.
- شرب الكحوليات
، واستخدام المواد المخدرة الضارة.
-
غياب الرعاية الصحية أو ضعفها (عدم توافر بيئة صحية).
-
العمل أو التواجد فى أماكن مزدحمة مثل السجون أو الحضانات حيث انتشار العدوى.
-
عند العناية بمريض الدرن (أحد أفراد العائلة أو الطبيب أو التمريض).
-
الاتصال عن قرب بالشخص المصاب ببكتريا الدرن النشط.
لذا من الهام لهؤلاء الأشخاص إجراء اختبار الإصابة بالبكتريا من عدمه مرة أو مرتين فى العام الواحد.

*
أعراض الدرن السل:
الأشخاص المصابة ببكتريا الدرن الكامن لا تظهر عليها أية أعراض ما لم تتحول إلى النوع النشط، وفى حالة الإصابة بالبكتريا النشطة قد تكون الأعراض غير حادة وقد لا يعرف الشخص أنه مصاب بمرض الدرن.
ومن أعراض البكتريا النشطة:
-
سعال مصحوباً ببلغم سميك غير صافٍ وأحياناً يكون به دم على مدار أسبوعين.
-
إرهاق وتعب.
-
فقدان فى الوزن.
- سخونة .. المزيد
-
عرق ليلى.
-
سرعة ضربات القلب.
-
تورم بالرقبة (عندما تصاب العقد الليمفية فى الرقبة).
-
قصر النفس وآلام بالصدر (فى حالات نادرة).
متى يتم اللجوء الفوري للطبيب؟
إذا:
-
ظهرت الأعراض السابقة.
-
تم الاتصال بشخص مريض يحمل بكتريا الدرن النشطة ولم يتم علاجه، لأنه سيكون ناقل للعدوى.
-
زغللة فى الرؤية أو عمى ألوان.
-
اصفرار لون الجلد وبياض العين.
-
آلام
-
إذا ظهرت كتلة حمراء مكان الحقن بإبرة اختبار الجلد لاكتشاف مرض الدرن.

*
تشخيص الدرن:
عادة ما يشخص الطبيب كلية مرض الدرن عن طريق اختبار (Tuberculin) بالجلد، وفى هذا الاختبار الجلدى يتم حقن الشخص بجين مضاد للمرض تحت الجلد، فإذا كانت بكتريا الدرن فى الجسم ففى خلال يومين سيتورم مكان الحقن ويكون لون الجلد أحمر (مكان إدخال الإبرة تحت الجلد).
وهذا الاختبار لا يخبر الإنسان متى سيصاب بالدرن أو متى سينشره للآخرين.
ولاكتشاف الدرن الرئوي أيضاً، سيقوم الطبيب بأخذ عينة من المخاط الموجود بالرئة (البلغم) لاختبار البكتريا.
أو قد يلجا الطبيب أحياناً إلى إجراء الأشعة السينية على الصدر لاكتشاف الدرن الرئوي.
أما الدرن غير الرئوي يقوم الأطباء فيه بأخذ عينة من الأنسجة لتحليلها، وقد يخضع المريض لأشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي حتى يستطيع الطبيب رؤية ما بداخل الجسم..
* علاج الدرن:
1-
العلاج الدوائي:
لغالبية الحالات يقوم الطبيب بوصف مجموعة من المضادات الحيوية (أربعة أنواع) لعلاج الدرن الرئوي، ومن الهام جداً المداومة على أخذ الدواء بانتظام لمدة ستة أشهر على الأقل. ويتماثل المريض للشفاء بعد أخذ الدواء طبقاً لتعليمات الطبيب، لكن إذا استمرت العدوى بعد انقضاء الستة أشهر يستكمل العلاج لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر إضافية.
أما المريض الذي يحمل بكتريا الدرن الكامنة فيتم علاجه بمضاد حيوي واحد يستمر معه لمدة تسعة أشهر وذلك لإبعاد احتمالية تحول البكتريا الكامنة إلى بكتريا نشطة.
يتم علاج الدرن خارج الرئة بمجموعة أيضاً من المضادات الحيوية (أربعة أنواع) وتستمر مدة العلاج من 6 – 9 أشهر، وقد يعقبها فترة علاجية أخرى من 4 – 7 أشهر بنوعين فقط من الأدوية العلاجية.
إذا نسى الشخص أخذ جرعات من الدواء أو توقف عنه، فقد يفشل العلاج أو يستمر المرض لفترة أطول ويوصى حينها بالبدء فى العلاج من جديد، وهذا يزيد من الحالة سوءاً حيث تقاوم البكتريا المضادات الحيوية ويكون من الصعب الاستجابة للعلاج.
ينجح العلاج عند تناول جرعات الدواء كلها، كما أن الطبيب يقوم برؤية المريض يومياً وهذا يسمى بالعلاج عن طريق الملاحظة وذلك من أجل متابعة تحسن الحالة ومعرفة مدى فاعلية العلاج.
معدلات الشفاء من هذا المرض عالية نتيجة لتطور نوعية العلاج المقدمة له.
إذا لم يتم علاج بكتريا الدرن النشطة ستدمر أنسجة الرئة وباقي الأعضاء الأخرى بالجسم ثم الموت.

2-
العلاج المنزلي يتمثل فى الخطوات التالية:
-
المداومة على أخذ الأدوية فى مواعيدها، وكما هو موصوف من قبل الطبيب لتفادى مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية.
-
عدم الذهاب للعمل أو مكان الدراسة لعدم نشر العدوى، والبقاء فى حجرة منفصلة بالمنزل حتى لا تنتقل العدوى إلى باقي أفراد العائلة.
-
التهوية الجيدة فى الحجرة لتجديد الهواء وإخراج البكتريا.
-
التغذية الجيدة لمساعدة الجسم على محاربة العدوى والتماثل للشفاء.
-
تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال، مع التخلص من المناديل فى حاوية مغطاة حتى لا تنتشر البكتريا.
-
إذا كان هناك شخص يعيش مع الشخص المصاب، لابد من اختباره ما إذا كان حاملاً للمرض عن طريق اختبار الجلد (TB skin test).
3- الجراحة:
من النادر اللجوء إلى الجراحة لعلاج مرض الدرن، لكنه من الممكن استخدامها لعلاج مضاعفات العدوى التي قد تكون لحقت بالرئة أو بأي جزء من أجزاء الجسم.
حيث تستخدم الجراحة لـ:
-
علاج تلف بأنسجة الرئة مثل النزيف الخطير الذي لا يتوقف بأي طريقة أخرى سوى الجراحة أو للعدوى المتكررة بخلاف الدرن ..
-
إزالة حويصلات البكتريا التي لا تقتل بالعلاج الدوائي على المدى الطويل.
معدلات نجاح الجراحة عالية، كما يوجد لها مضاعفات مثل العدوى بأمراض أخرى غير الدرن وقصر النفس بعد الجراحة.
أما الجراحة للدرن خارج الرئة، فيكون اللجوء إليها من أجل استئصال الضمور أو علاج الضمور الذي لحق بالأعضاء من جراء الإصابة بالدرن غير الرئوي ومن أجل تجنب المضاعفات الأخرى النادرة، مثل:
-
عدوى درن المخ (الحمى الشوكية الدرنية/TB meningitis)، حيث يستخدم الطبيب أنبوب للتخلص من السوائل الزائدة فى المخ ليمنع تراكمها وضغطها على الأنسجة وحدوث الضمور.
-
عدوى درن الغشاء المحيط بالقلب (TB pericarditis)، حيث يقوم الطبيب بعلاج أو استئصال الحويصلات المصابة حول عضلة القلب.
-
عدون الدرن الكلوي (Renal TB)، يقوم الطبيب باستئصال الكلية المصابة أو بعلاجها بالإضافة إلى علاج أى أعضاء أخرى مصابة فى الجهاز البولي.
-
عدوى درن المفاصل (Joints TB)، لعلاج المناطق المصابة فى العظام أو المفاصل.

*
الوقاية من مرض الدرن:
وصلت تقديرات منظمة الصحة العالمية عن عدد المصابين بعدوى الدرن إلى حوالي 1/3 سكان العالم، ومن أجل الوقاية من هذا المرض يُتبع التالى:
1-
عدم البقاء فى حجرة مغلقة لفترة طويلة من الزمن مع شخص مريض بالدرن النشط حتى انقضاء أسبوعين من العلاج على الأقل.
2-
استخدام الإجراءات الوقائية بارتداء ماسكات الوجه.
3-
تجنب تحول بكتريا الدرن الكامنة إلى بكتريا نشطة، وذلك بواسطة العلاج الدوائي إذا ثبت من خلال الاختبارات حمل الشخص لعدوى الدرن عن طريق اختبار الجلد، وهذا الاختبار هام للأشخاص التالية:
-
الأشخاص المشكوك فى إصابتهم بمرض نقص المناعة البشرى أو ثبت إصابتهم به بالفعل.
-
الأشخاص التي تتصل اتصالاً مباشراً بشخص مريض ببكتريا الدرن النشط.
-
إثبات أشعة إكس إصابة الشخص بمرض الدرن ولم يأخذ جرعات كاملة من العلاج.
-
الاعتماد على المواد المخدرة.
-
المعاناة من اضطرابات صحية أخرى أو تناول أدوية تضعف من وظيفة الجهاز المناعي بالجسم.
-
اختبار سابق عن طريق الجلد لمرض الدرن الكامن فى آخر عامين ولم تثبت الإصابة به، ولكن مع الاختبار الجديد ثبتت الإصابة.