الكونشيرتو لحن يُعزف على آلة منفردة أو أكثر بمصاحبة الأوركسترا (الفرقة الموسيقية). ويشبه الكونشيرتو المعزوفة السيمفونية (لحن موسيقي طويل تعزفه أوركسترا سيمفونية). لكن أغلب معزوفات الكونشيرتو لها ثلاث حركات (أجزاء)، في حين أن لمعظم السيمفونيات أربع حركات.
وقد تطور الكونشيرتو المعروف حاليًّا عن الكونشيرتو جروسور (الكونشيرتو الكبير) الذي كان شائعًا في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر الميلاديين. والواقع أن الكونشيرتو الكبير كان يتميز بأن مجموعة صغيرة من العازفين المنفردين يعزفونه بمصاحبة أوركسترا. ومن أشهر أعمال الكونشيرتو الكبير، أعمال براندنبرج الستة للموسيقي الألماني جوهان سيبستيان باخ (1721م).
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، كتب فولفغانغ أماديوس موزارت أعمال كونشيرتو ذات حركاتٍ ثلاث. في الحركة الأولى، تستعرض الأوركسترا الكثير من التيمات الرئيسية للعمل (النغمات الرئيسية) قبل أن يبدأ العازف المنفرد. وقرب نهاية الحركة، تأتي الكادنزا؛ وهي جزء من مقطوعة موسيقية يقوم بها عازف منفرد مستعرضًا مهارته الفنية. وفي الحركتين الثانية والثالثة، يقوم العازف المنفرد والأوركسترا بالعزف معًا. وتكون الحركة الثانية بطئية بينما تكون الثالثة سريعة.
وفي القرن التاسع عشر الميلادي، شاع نوعان من الكونشيرتو: الكونشيرتو السيمفوني، وفيه يشترك العازف المنفرد والأوركسترا في العزف بالتساوي. وقد ألَّفَ كل من لودفيغ فان بيتهوفن ويوهانس برامز هذا النوع. أما النوع الآخر، فكان كونشيرتو العازف، وفيه تصاحب الأوركسترا العازف المنفرد. وقد كتب هذا النوع كل من نيكولو باجانيني، وليست فرانز، وفردريك شوبان. وفي القرن العشرين، اتبع المؤلفون بصفة عامة الشكل الذي ابتكره موزارت. ومن هؤلاء المؤلفين بيلا بارتوك وسيرجي بروكفييف وإيجور سترافينسكي.