معركة الصريف هي معركة حدثت في 17 مارس 1901 بين قوات مبارك الصباح ومعه عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وسعدون باشا السعدون وصالح الحسن آل مهنا و سلطان بن الحميدي الدويش ضد قوات عبدالعزيز المتعب الرشيد من اهالي حائل و شمر في الصريف شمال شرق بريده إنتهت بإنتصار ابن رشيد.
ويُستشهد على ذلك بما نقله الباحث والمؤرخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، عن سيف بن مرزوق الشملان في كتابه تاريخ الكويت، ما نصه :
" قصد الشيخ مبارك ، ابن رشيد بجيش كبير مكون من أهل الكويت والبادية وأهل نجد وعدد الكويتيين نحو (800) وهذه أسماء القبائل التي اشتركت في الحرب مع الشيخ مبارك وأسماء رؤسائها: الإمام عبد الرحمن الفيصل السعود وابنه الملك عبد العزيز ومن معهما من أهالي نجد ، آل سُليم أمراء بلدة عنيزة في نجد ، آل مهنا أمراء بلدة بريدة في نجد ورئيسهم صالح الحسن المهنا ، المنتفق ورئيسهم سعدون باشا المنصور ، الظفير ورئيسهم جُعيلان بن سويط ، مطير ورئيسهم سلطان الدويش ، العُجمان ورئيسهم أبوالكلاب محمد بن حثلين ، بنو هاجر ورئيسهم ابن شافي ، المرة ورئيسهم ابن فنيخير ، العوازم ورئيسهم مبارك بن دريع ، الرشايدة ورئيسهم محمد بن قريبيس ، سبيع ورئيسهم ظرمان أبو اثنين ، السهول ورئيسهم ابن جلعود ، عتيبة ، قحطان ، الرولة ". [1]
بعد أن تولى عبدالعزيز المتعب الرشيد الحكم في حائل عام 1897 ، بعد وفاة عمه محمد العبدالله الرشيد، كانت سلطة الدولة في حائل تمتد من جنوبي دمشق بـ 60 كلم وحتى شمال نجران بـ 170 كلم، ومن الحدود الداخلية لإمارة الكويت في الشرق وحتى المدينة المنورة وأطرافالحجاز[بحاجة لمصدر].
وكانت ساحة عبدالعزيز المتعب حصينة وقوته متكاملة ودولة الرشيد وعاصمتها حائل في أوج مجدها وازدهارها، وفي المقابل كان حاكمالكويت الشيخ مبارك الصباح الذي وصل إلى الحكم بعد قتل أخويه محمد وجراح في 16 ديسمبر 1895 [2] يستضيف عائلة آل سعود، وبالتحديد عبدالرحمن بن فيصل وابنه عبدالعزيز (الملك عبدالعزيز لاحقاً)، ويخطط بطريقة لإيقاف نفوذ حائل في الجزيرة العربية.
ومن جهته كان عبدالعزيز المتعب الرشيد حاكم حائل، يطمع في الكويت، بشكلٍ ظاهري فقط، ويسانده في طموحاته الحكام العثمانيون الذين هم على وفاق تام مع أسرة آل رشيد بسبب معاداتهم للإنجليز ورفضهم لمبادراتهم.
حشد القبائل والأسلحة
كان عبدالعزيز المتعب آل رشيد عازماً على غزو الكويت، فقد طلب من العثمانيين تزويده بالسلاح، وتم الإتفاق معهم على أن يتم تزويده بالأسلحة من خلال موانئ قطر، وكانت قطر تحت سلطة آل ثاني الذين كانوا على وفاق مع عبدالعزيز المتعب، فأرسل لهم الأخير رسالة بخصوص وصول شحنات الاسلحة من العثمانين، إلا أن المندوبين حاملي الرسالة قد قبض عليهم مبارك الصباح قبل وصولهم فقطع الإمداد العثماني عن ابن رشيد.وجمع الشيخ مبارك حشود كبيرة من قبائل الجزيرة العربية وانضاف إليه ابن سعود وأمراء القصيم (أمراء عنيزة آل سليم، وأمراء بريدة آل مهنا اباالخيل).
ذروة الاحتقان
وفي هذه الأثناء وصل الاحتقان غايته لدى كلا الطرفين، فسار مبارك بن صباح بقواته نجد وخيّم في الطرفية، أما عبدالعزيز المتعب، والذي كان يبدو في الكفة الأسوأ من حيث العدد والعتاد، خصوصا بعد انعدام فرصة وصول الإمداد العثماني له، فلم يكن معه سوى أهالي منطقة حائل من الحاضرة وبادية شمر.المكان
تقع الصريف في مكان بالقرب من بلدة الطرفية إحدى ضواحي محافظة بريدة في منطقة القصيم، وقد حدد الباحثون وصف مكان المعركة كالتالي:- مخيم ابن رشيد كان في وادي أبو مساجد في الجهة الشمالية من الصريف.
- مخيم ابن صباح في قويرة الحاكم في الجهة الشرقية من الصريف.
- ابتدأت المعركة من مخيم ابن صباح وبدأ جيشه بالتراجع حتى وصل الصريف، وفيه انهزم جيش ابن صباح وتشتت.
المعركة
كانت خطة مبارك الصباح تقوم على أن يتجه عبدالرحمن بن فيصل وابنه عبدالعزيز إلى الرياض، وأن يتجه آل سليم إلى عنيزة ، وأن يتجه آل مهنا أبا الخيل إلى بريدة، في حين يلتحم هو وجيوش القبائل التي معه مع جيش عبدالعزيز المتعب المكون من أهالي حائل وشمر. وهكذا تم.الجبهة الرئيسية
كانت جبهة المعركة الرئيسية بين جيش عبدالعزيز المتعب وجيش مبارك الصباح، ومما يروى عن ساعات ما قبل المعركة، أن مبارك الصباح ومعه زعماء القبائل كانوا واثقين تمام الثقة من انتصارهم على عبدالعزيز الرشيد وتمزيق نفوذ حائل وإخضاعها، نظرا لكثرة جيشهم وتوقعهم بأنه لن يكون على جاهزية لهم خصوصا بعدما مُنعت الإمدادات العثمانية من الوصول إليه. وفي مساء 16 ديسمبراجتمع مبارك الصباح مع زعماء القبائل لمناقشتهم في خطة الهجوم الرئيسيةتقدم جيش ابن رشيد نحو جيش مبارك الصباح، فبادرهم الجيش بالرصاص ، فتراجع الفرسان، وأمر عبدالعزيز المتعب بإحضار ( الصخريات ) وهي نياق حربية لإبن رشيد، مجهزة ومدربة للغزو، فقدموها نحو جيش ابن صباح والقبائل، فيما كان جيش حائل خلفها حتى ألتحموا معهم، وما هي إلا فترة قليلة حتى تشتت جيش ابن صباح وتفرق أتباعه.
وقتل في تلك المعركة أربعة من أبناء حمود العبيد الرشيد.
جبهة الرياض
اتجه عبدالرحمن الفيصل وابنه عبدالعزيز مع جزء كبير من الجيش (حوالي 1000 مقاتل) نحو النجاع في صبيحة اليوم ذاته،ليقضوا تناية بعشرة ثم افترقوا عن جيش ابن صباح في روضة التنهات، ولما وصلوا الرياض لقوا ممانعة شديدة ولم يتمكنوا من حكم الرياض التي إلتف أهلها حول حاكمهم المعيّن من قبل حائل، كما يذكر ذلك بالنص عبدالله فلبي : " أن عبدالعزيز اقتحم فعلاً أسوار الرياض، ولكن أهلها التفوا حول أميرهم، وقاتلوا قتال المستميت، حتى كسر اصبع عبدالعزيز". واستمر ابن سعود وجيشه في حصار الرياض حتى وردهم نبأ هزيمة قوات مبارك إلى الكويت وتشتت القبائل، فسارع ابن سعود باللحاق به نحو الكويت ثانية.جبهة القصيم
كان آل سليم قد تمكنوا من دخول عنيزة أثناء إنشغال عبدالعزيز المتعب بمعركة الصريف ومطاردة فلول الغزاة من القبائل المنهزمة، وكذلك تمكن آل مهنا أبا الخيل بقيادة صالح الحسن المهنا أبا الخيل في نفس الوقت من دخول بريدة، وكان كلا الحاكمين يظن بأن مبارك صباح منتصر لا محالة، لكنهم فوجئوا بأخبار الهزيمة، وكان رد عبدالعزيز المتعب قريباً إذ سار نحوهم بعد أن شتت شمل من تبقى من المتحالفين مع ابن صباح وعزز وجوده العسكري في الرياض وبسط نفوذه على سائر مناطق نجد والشمال الشرقي للجزيرة العربية.ولاكن لم يسلط نفوذه على القصيم فظل امراء بريده ال مهنا اباالخيل على بريده وتوابعها و امراء عنيزه ال سليم علي عنيزه.مراجع ومصادر
- دليل الخليج - المستشرق الإنجليزي : لوريمر.
- عبدالعزيز بن رشيد والحماية البريطانية - د. عبدالله الثنيان - الجمعية التاريخية السعودية - 1420.
- سلسلة مقالات للدكتور عبدالله بن صالح العثيمين [3][4][5][6]
- معركة الصريف بين المصادر التاريخية والروايات الشفهية - فيصل السمحان
مصادر أخرى :
- صفحات من تاريخ الكويت - يوسف عيسى القناعي - مطبعة حكومة الكويت - الطبعة الرابعة - 1968 [7]