Search - للبحث فى مقالات الموقع

Friday, March 18, 2011

الاخوان كما يصفون انفسهم هل الاخوان جماعه ارهابيه




الإخوان المسلمون هي جماعة إسلامية، تصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة"  تعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية، خاصة في مصر، أسسها حسن البنا في مصر في مارس عام 1928م كحركة إسلامية وسرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول، ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولاً إسلامية وغير


إسلامية في القارات الست



بدأ نشاط الإخوان المسلمين في مصر كحركة جامعة شاملة تُعنى بالإصلاح الاجتماعي والسياسي. أسسها حسن البنا عام 1928 في مدينة الإسماعيلية وما لبثت أن انتقلت إلى القاهرة. وفي ثلاثينيات القرن العشرين، زاد التفاعل الاجتماعي والسياسي للاخوان المسلمين وأصبحو في عداد التيارات المؤثرة سياسياً واجتماعياً.وفي عام 1942 وخلال الحرب العالمية الثانية عمل الاخوان على نشر فكرهم في كل من شرق الأردن وفلسطين، كما قام الفرع السوري بالانتقال إلى العاصمة دمشق في عام 1944.




وبعد الحرب العالمية الثانية، قام الاخوان المسلمون بالمشاركة في حرب 1948 لتحرير فلسطين بكتائب انطلقت من كل من مصر بقيادة البطل أحمد عبد العزيز والصاغ محمود لبيب والشيخ محمد فرغلي وسعيد رمضان ومن سوريا بقيادة مصطفي السباعي ومن الأردن بقيادة عبد اللطيف أبو قورة وكامل الشريف ومن العراق بقيادة محمد محمود الصواف وفلسطين]. وحلت الجماعة في أعقاب عودة مقاتليها من حرب فلسطين من قبل محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء المصري آنذاك، بتهمة "التحريض والعمل ضد أمن الدولة". ولاحقا اغتيل محمود فهمي النقراشي.[40] وقد أدان الاخوان قتل النقراشي وتبرؤوا من القتلة بعدما قال البنا مقولته الشهيرة علي القتلة "ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين".[41] وكان الذي قام بهذا العمل طالبا بكلية الطب البيطري بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، اسمه "عبد المجيد حسن" أحد طلاب الإخوان الذي قُبض عليه في الحال، وأودع السجن، وقد ارتكب فعلته، وهو يرتدي زي ضابط شرطة، لهذا لم يُشَك فيه حين دخل وزارة الداخلية، وتربصّ بالنقراشي، لإطلاق النار عليه. وبعد اغتيال النقراشي بعدة أشهر، تم اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا مساء السبت 12 فبراير 1949م.



منهجهم كما يصفون الجماعة

وصف حسن البنا جماعة الإخوان في رسالة المؤتمر الخامس على أنها جماعة إصلاحية شاملة تفهم الإسلام فهما شاملا وتشمل فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة وأنها:
دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى أصوله الصافية القرآن والسنة النبوية، وهي أيضا
 •طريقة سنية لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا
 •حقيقة صوفية، يعتقدون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والأخوة في الله.
 •هيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة.
 •جماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، ويلتزمون قول النبي: "إن لبدنك عليك حقًا"، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح.
 •رابطة علمية ثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان، والعلم.
 •وشركةاقتصادية، فالإسلام في منظورهم يُعنَى بتدبير المال وكسبه، والنبي يقول: "نعم المال الصالح للرجل الصالح" و(من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له).
 •كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها. أي أن فكر الأخوان مبني على شمول معنى الإسلام، الذي 
جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا والدين.

  أهداف الجماعة ووسائلها كما يصفون أنفسهم

طبقاً لمواثيق الجماعة فان "الاخوان المسلمون" يهدفون إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الاخوان المسلمون مثل الأردن والكويت وفلسطين كما أن الجماعة لها دور في دعم عدد من الحركات الجهادية التي تعتبرها حركات مقاومة في العالمين العربي والإسلامي ضد كافة أنواع الاستعمار أو التدّخل الأجنبي، مثل حركة حماس في فلسطين، وحماس العراق في العراق وقوات الفجر في لبنان[4][5] وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورهم. وشعار الجماعة "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله اسمي أمانينا


مرشدو الإخوان المسلمين
1.حسن البنا: المرشد الأول ومؤسس الجماعة (1928 - 1949)
 2.حسن الهضيبي: المرشد الثاني للجماعة (1949 - 1973)
 3.عمر التلمساني: المرشد الثالث للجماعة (1973 - 1986)
 4.محمد حامد أبو النصر: المرشد الرابع للجماعة (1986 - 1996)
 5.مصطفي مشهور: المرشد الخامس للجماعة (1996 - 2002)
 6.مأمون الهضيبي: المرشد السادس للجماعة (2002 - 2004)
 7.محمد مهدي عاكف:المرشد السابع للجماعة (يناير 2004 - 16 يناير 2010)
 8.محمد بديع: المرشد العام الثامن (16 يناير 2010 - حتى الآن)

بعض أعضاء مكتب الإرشاد العام العالمي
1.أ.د. محمد بديع: المرشد العام للجماعة، وعضو مكتب الإرشاد العالمي منذ 2007, أستاذ متفرغ بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف، وواحد من أعظم مائة عالم عربي حسب الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية عام 1999م .
 2.محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للجماعة.
 3.راشد الغنوشي: هو سياسي ومفكر إسلامي تونسي، وزعيم حركة النهضة التونسية وعضو مكتب الإرشاد العالمي للجماعة.
 4.إبراهيم منير: مصري مقيم في لندن [47]، والمتحدث باسم الإخوان المسلمين بأوروبا والمشرف العام على موقع (رسالة الإخوان) .
 5.عبد المجيد ذنيبات: المراقب العام السابق لإخوان الأردن وعضو مجلس الأعيان الأردني.
 •انظر أيضا: أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في مصر

 أعلام الجماعة

 قيادات معاصرة
المستشار القاضي فيصل مولوي: الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، ونائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.
 •يوسف ندا: رجل أعمال مصري إيطالي مفوض العلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين سابقا، ورئيس بنك التقوي، وله دور فعال في العلاقات الدولية [50].
 •خالد مشعل: رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ومسئول الحركة في سوريا.
 •إسماعيل هنية: رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة الفلسطينية العاشرة وحكومة الوحدة الوطنية المقالة، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، والقيادي في حركة حماس.
 •د.عبد المنعم أبو الفتوح: عضو مكتب إرشاد سابق في مصر، وأمين عام اتحاد الأطباء العرب وناشط مصري في مجال الحريات ويقوم بالتنسيق بين الإخوان والقوى السياسية المصرية كما أنه ضيف دائم لوسائل الاعلام العربية والدولية لشرح رؤية الإخوان في القضايا المختلفة المتعلقة بالإصلاح في مصر والوطن العربي عموماً، ضاحب الموقف الشهير عندما كان رئيس اتحاد طلاب مصر ووقف يناقش الرئيس المصري السابق أنور السادات.
 •محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي زعيم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (موريتانيا) المعروف بحزب تواصل.



 أعلام تاريخية وعلمية



حسن البنا:ويلقب بين أنصاره "بالإمام الشهيد"، مؤسس الجماعة وصاحب الفكر الرئيسي المؤثر في أفرادها من خلال العديد من الرسائل التي ألفها.

سيد قطب
القاضي والفقيه عبد القادر عودة :كان فقيه دستورى كبير وأستاذ جامعى مصري مشهور، تم اعدامه بعد أحداث المنشية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر
 •المفكر سيد قطب: مفكّر إسلامي معاصر، وناقد أدبي. درس في الولايات المتحدة، خلال رحلته تلك حصلت له العديد من المواقف الفارقة في حياته، وبعد عودته من الولايات المتحدة انضم إلى جماعة الاخوان المسلمين، له مؤلفات ضخمة ومؤثرة مثل "في ظلال القرآن" و"التصوير الفني في القرءان" و"العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وقد اعدم في عهد الرئيس المصري جمال عبدالناصر
 •د.مصطفى السباعي :مؤسس حركة الإخوان المسلمين في سوريا وأول مراقب للإخوان في سوريا ولبنان، ورئيس المكتب التنفيذي للإخوان في الخارج إبان الحقبة الناصرية، وأول عميد لكلية الشريعة بجامعة دمشق.
 •محمد محمود الصواف: مؤسس فرع الإخوان المسلمين في العراق وأول مراقب للإخوان في العراق، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
 •الشيخ سعيد حوي: المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا سابقا، وأحد أبرز مفكري الجماعة.
 •زينب الغزالي: داعية إسلامية مصرية تعرضت في فترة حكم الرئيس عبد الناصر للاعتقال في أغسطس 1965 وسجنت 6 سنوات تعرضت خلالها لاضطهاد شديد سجلته في كتابها "أيام من حياتي".
 •الشيخ محمد الغزالي: إمام وداعية إسلامي معاصر، ذو منهج متفرّد في معالجة القضايا الإسلامية وأحد أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث وله عدد كبير من المؤلفات والاطروحات الفقهية المستنيرة ومن أشهر كتبه "الإسلام في مواجهة الاستبداد السياسي" و"قضايا المرأة بين التقاليد الوافدة والراكدة"و "الإسلام وقضايا العصر" و"السنة النبوية بين أهل الرأي وأهل الحديث".
 •الشيخ سيد سابق: أحد علماء الأزهر، اشتهر بكتابه "فقه السنة" والذي يعد من أهم المراجع الفقهية في العصر الحديث.
 •الشيخ المجاهد عبد الله عزام : "إمام المجاهدين العرب" في أفغانستان وقائد تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي.
 •محفوظ نحناح (مؤسس حركة مجتمع السلم حمس - الجزائر)
 •الشيخ المجاهد أحمد ياسين: مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين وشيخ الإنتفاضة الفلسطينية والأب الروحي للمقاومة الفلسطينية، اغتاله الجيش الإسرائيلي.
 •الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: أحد كبار علماء الإسلام في العصر الحديث، وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وله العديد من المؤلفات، وله برنامج أسبوعي على قناة الجزيرة الفضائية.
 •الدكتور العالم زغلول النجار: داعية إسلامي كبير واحد كبار العلماء الجيولوجيين في العالم واعتنق الإسلام علي يديه الألاف من البشر، ويعدّ من أفضل من تكلم في الإعجاز العلمي للقرأن الكريم وهو مستشار الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ويعمل مستشار لعدة جامعات ومؤسسات علمية ودعوية عالمية
 •المزيد من الأعلام: أعلام جماعة الإخوان المسلمين

مراحل تاريخية

وإذا أردنا أن نقسم هذه الفترة زمانيا فتكون كالتالي:

الفترة الأولى
 هي فترة التأسيس والانتشار وهي منذ عام 1928م حتى اغتيال الإمام البنا في 12 فبراير/شباط عام 1949.

الفترة الثانية
 استمرت الجماعة بغير اختيار لمرشد جديد حتى عام 1951 حيث تم اختيار المستشار حسن الهضيبي واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1954 حيث الصدام التاريخي الشهير بين النظام الناصري الجديد والإخوان بعد فترة وفاق لم تدم طويلا.

الفترة الثالثةاستمرت فترة الصدام منذ عام 1954 حيث اتهم النظام الناصري الإخوان بتدبير محاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في ميدان المنشية في مدينة الإسكندرية, واستمرت هذه الفترة حتى عام 1970 بوفاة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.

الفترة الرابعة
 وبدأ الإخوان عهدا جديدا مع الرئيس أنور السادات حيث بدأ بالإفراج عن الإخوان منذ عام 1971حتى أفرج عن الجميع في عام 1975.

الفترة الحالية
 بدأت المرحلة الأخيرة في عمر الجماعة منذ ذلك الحين حتى الآن حيث فترة إعادة بناء الجماعة وانتشارها مرة أخرى, وبالرغم من أن الأستاذ حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان استمر مرشدا حتى وفاته عام 1973. وكانت هناك بعض الأنشطة المحدودة في هذه الفترة إلا أني أعتبر أن البداية الحقيقية لعودة جماعة الإخوان مرة أخرى في مصر هي مع اختيار الأستاذ عمر التلمساني عام 1976 وحتى الآن أي أكثر من خمسة وعشرين عاما, وسوف أركز في هذه الدراسة على هذه الفترة الزمنية أي منذ عام 1976 حتى الآن.



وحيث تكلمنا في هذه المقدمة عن البعد المكاني للحركة والبعد الزماني, فأرى من المهم أن نتحدث عن البعد الوظيفي لها, فكما يذكر مؤرخو الحركة ومنظروها والمراقبون والدارسون الإسلاميون عن أن دعوة الإخوان كانت رد فعل عمليا لسقوط الخلافة الإسلامية العثمانية رسميا على يد كمال أتاتورك في تركيا عام 1924, وكذلك كرد فعل على حالة التفسخ والتغريب التي انتشرت في المجتمع المصري في ظل وجود الاستعمار البريطاني في ذلك الوقت, فكانت دعوة الإخوان ومرشدها الإمام حسن البنا هي دعوة للعودة للتمسك بالإسلام منهجا كاملا للحياة ينظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع والحكومة والأمة الإسلامية كلها, فكانت هذه الدعوة بمثابة مدرسة أثرت وانتشرت في المجتمع المصري والعربي وبعض البلدان الإسلامية كما ذكرت, وتخرج في هذه المدرسة أعداد هائلة من البشر, أثر كل منهم فيمن حوله كما تخرج في هذه المدرسة مجموعات وكيانات ومؤسسات كلها أثرت في المجتمع والأمة تأثيرا مهما وهي بذلك مدرسة من أنجح المدارس في العصر الحديث.

 إلا أن التنظيم الذي تشكل من خلال هذه الدعوة وهذه المدرسة لم يكن على مستوى نجاح المدرسة, بل أخفق كثيرا في تحقيق أهدافه وخاصة في الفترات التي تلت استشهاد الإمام حسن البنا, وعلى هذا فدراستنا هذه تركز على هذا الجانب وهو الجانب التنظيمي لحركة الإخوان.



المعضلات التنظيمية لحركة الإخوان


هناك نوعان من المعضلات:

معضلات تتعلق بالوضع القطري للحركة في البلد الأم (مصر)


ومعضلات تتعلق بالوضع الدولي للحركة أي التنظيم الدولي للإخوان.



المعضلات المتعلقة بالوضع القطري في مصر

ومن وجهة نظري هناك عدة أنواع بهذا الخصوص.
 - المشروعية التاريخية لقيادة الجماعة الحالية
 منذ خروج قيادات وأعضاء الجماعة من السجن في بداية عهد الرئيس السادات بدأت فكرة عودة النشاط تراود كثيرا منهم وكان المفروض أن يجتمع من بقي من قيادات الجماعة بتشكيلاتها الأساسية أي الهيئة التأسيسية للجماعة وهي أعلى سلطة, أو من بقي منهم أحياء وكذلك أعضاء مكتب الإرشاد أو من بقي منهم, لأن هاتين الجهتين هما أصحاب المشروعية في قيادة الجماعة واتخاذ قرارات بشأن إعادة تنظيمها أو إعادة النشاط, لكن ما حدث كان غير ذلك وخاصة بعد وفاة المرشد الثاني المستشار حسن الهضيبي الذي توفي عام 1973 كما أسلفنا, فقد اجتمعت قيادات الجهاز الخاص** لترتيب أوضاع الجماعة متجاهلة القيادات الشرعية للجماعة أي أعضاء الهيئة التأسيسية وأعضاء آخر مكتب إرشاد قبل حل الجماعة عام 1954, وقاموا باختيار مرشد سري وطالبوا الإخوان ببيعته فرفض الكثير، سواء من كان بداخل مصر أو من أقام في دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية. وبعد فترة من هذا الرفض ذهبوا للأستاذ عمر التلمساني وطلبوا منه أن يكون المرشد حيث إنه أكبر أعضاء مكتب الإرشاد الأحياء سنا ويلقى قبولا من كل الأطراف, وسيطر رجال الجهاز الخاص على الجماعة ودخلت أجيال جديدة لها متأثرة بما تعرضت له الجماعة من اضطهاد ولم تكن تعلم بمشكلة مشروعية القيادة الموجودة حيث كان أعضاء الهيئة التأسيسية ومن بقي من أعضاء مكتب الإرشاد المشار إليه يعتبرون أن هؤلاء ليسوا القيادة الشرعية, وظلت هذه المشكلة لفترة طويلة ضاغطة على القيادة الموجودة في الجماعة.
 - طبيعة تشكيل الجماعة
 حينما أسس الأستاذ البنا جماعة الإخوان في مصر عام 1928 كانت مسجلة كهيئة إسلامية شاملة وفق الدستور الذي كان موجودا في ذلك الوقت دستور عام 1923 والقانون المنظم لهذا الشأن, فكانت الجماعة هيئة دعوية وتربوية واجتماعية وتنشئ شركات وتدخل في المضمار السياسي في أواخر فترة الأستاذ البنا حيث ترشح للبرلمان مرتين, ثم حدثت تطورات كبيرة في المجتمع المصري بعد ذلك وخاصة بعد الصدام الشهير بين الجماعة والنظام الناصري في ذلك الوقت عام 1954، وحلت الجماعة وتم تغيير الدستور مرتين, مرة عام 1956, والثانية في ظل حكم الرئيس السادات عام 1971, وتغيرت كذلك النصوص القانونية المنظمة للشأن العام, وأصبح الدستور والقانون لا يسمح بالنشاط العام إلا من خلال شكلين إما حزب سياسي وفقا لقانون الأحزاب رقم 40 لسنة 1977, وإما جمعية خيرية تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وفقا للقانون رقم 32 لسنة 1964, الذي تغير أخيرا مرتين، مرة عام 1999 بالقانون رقم 153, ومرة هذا العام بالقانون رقم 84 لسنة 2002, وبالتالي عودة الجماعة بالشكل القديم كهيئة شاملة هو أمر مستحيل, وعلى ذلك كان يجب حسم قضية أي الأشكال أنسب لعودة نشاط الجماعة هل هي حزب سياسي تنافسي يسعى لتكوينه وفق قانون الأحزاب, أو جمعية خيرية دعوية إصلاحية وفق قانون الجمعيات؟ وأعتقد أن هذه المعضلة حول طبيعة تشكيل الجماعة مازالت قائمة.
 - مشكلة الوجود القانوني للجماعة في مصر
 منذ إعادة ترتيب الجماعة في عهد الرئيس السادات ومشكلة الوجود القانوني للحركة غير محسومة, حيث عرض الرئيس السادات على قيادات الجماعة -من خلال محافظ أسيوط الأسبق وأمين اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي في عهد الرئيس السادات والرجل القوي والمقرب من الرئيس السادات- عودة الجماعة من خلال تأسيس حزب بغير اسم الإخوان المسلمين وإبعاد رجال الجهاز الخاص عنه, ولكن القيادات الموجودة في ذلك الوقت -وأغلبها من رجال الجهاز الخاص- رفضوا هذا العرض وتمسكوا باسم الجماعة (حسب رواية المرحوم محمد عثمان إسماعيل نفسه لي قبل وفاته ببضعة أشهر), فوافق الرئيس السادات على العمل الضمني دون رخصة وفق سياسة الضوء الأخضر, ولم تسع قيادات الجماعة في مصر سعيا حقيقيا منذ ذلك التاريخ حتى الآن لحل هذه المشكلة -مشكلة الوجود القانوني- مكتفية بالرد على من يطلب منها ذلك من أفراد الجماعة بأن هناك قضية مرفوعة في مجلس الدولة (القضاء الإداري) يطالب فيها الإخوان بالحكم ببطلان قرار حل الجماعة الصادر عن مجلس قيادة الثورة عام 1954, وهي قضية وهمية لأنه حتى لو حكمت المحكمة ببطلان قرار الحل فلن تعود الجماعة كما كانت بسبب تغيير الدستور مرتين -والقانون كذلك كما أسلفنا- وستأمر المحكمة في هذه الحالة -جدلا- بإعادة توفيق الأوضاع وفق القوانين الجديدة. أما التقدم بحزب أو جمعية فهو أمر لا يحتاج لحكم محكمة لأنه متاح أصلا بغير ذلك من الناحية النظرية.
 المعضلات المتعلقة بالوضع الدولي للحركة
 وهو الأمر المتعلق بالتنظيم الدولي للإخوان وهي فكرة حديثة بالنسبة لتاريخ الجماعة حيث انتشرت دعوة الإخوان كمدرسة كما ذكرت بشكل كبير وانتقلت الفكرة لعدة دول عربية في وقت مبكر مثل السودان وسوريا والأردن. ولكن لم يكن هناك تنظيم يربط بين هؤلاء والجماعة الأم في مصر إلا الارتباط الفكري والأدبي, حتى أوجد فكرة التنظيم الدولي المرشد الأخير المرحوم الأستاذ مصطفى مشهور الذي توفي منذ أيام حيث خرج من مصر في أعقاب قرارات التحفظ الشهيرة التي قام بها الرئيس السادات قبل اغتياله بشهر أي في سبتمبر/أيلول عام 1981 وتنقل الأستاذ مصطفى مشهور في هذه الفترة منذ عام 1982 حتى عام 1986 بين الكويت وألمانيا وأسس فيها ما عرف باسم التنظيم الدولي للإخوان, وهو يتكون من تشكيلين أساسيين هما مجلس شورى التنظيم الدولي ويتشكل بنسبة انتشار الإخوان في الأقطار المختلفة, ثم مكتب الإرشاد العالمي ويتكون من المرشد إضافة لثمانية أعضاء من بلد المرشد، وعدد آخر ينتخب من مجلس شورى التنظيم الدولي بنسبة توزيع الإخوان في باقي الأقطار المشاركة في التنظيم, ثم أجهزة وتشكيلات فنية تابعة لهذا التنظيم.
 ومنذ تشكل هذا التنظيم وضعت له لائحة لم يتم الالتزام بها ولا مرة واحدة في قضية اختيار المرشد, فلقد كان أول اختبار لها عام 1986, حين توفى المرحوم الأستاذ عمر التلمساني فتم اختيار الأستاذ المرحوم محمد حامد أبو النصر بغير الالتزام بهذه اللائحة. حيث لم تكن توجد لائحة للإخوان في مصر تتناسق مع لائحة التنظيم الدولي ولم تكن توجد انتخابات حتى ذلك الوقت, ثم تطور الموقف بعد ذلك وحينما توفي المرحوم الأستاذ محمد حامد أبو النصر عام 1996, أيضا لم يتم تطبيق اللائحة بانتخاب الأستاذ مصطفى مشهور المرشد الجديد من مجلس الشورى المصري, وتم ما عرف ببيعة المقابر التي جعلت الهيئات القيادية في التنظيم الدولي تقبل راغمة إقرار ما تم بالمخالفة للائحة. كما أن الكثير من القرارات التي صدرت من مجموعة مكتب الإرشاد -وخاصة المقيمة في مصر- لم تلتزم بها قيادات الأقطار المعنية.
 كما أن الإشكال الأكبر والذي برز منذ سنوات أن هناك عدة حكومات عربية ودولية تتعقب هذا التنظيم وهو غير مسجل قانونا في أي مكان وتضيق عليه ويترتب على وجوده أخطار وأضرار للحركة ولأفرادها، وما يتم من نقاط إيجابية أقل بكثير من سلبياته وعليه فقيادة الجماعة عليها الاختيار بين الاستمرار في هذا الوضع من بقاء التنظيم الدولي أو إعلان تجميده أو حله والاكتفاء بالتنسيق والتبادل الفكري والثقافي.



محاولات الإصلاح في الحركة

في الفترة الأخيرة من عمر الجماعة أي منذ منتصف السبعينات وحتى الآن كانت هناك محاولات للإصلاح إما من أفراد وإما من مجموعات.
 محاولات إصلاحية من أفراد
 هذه المحاولات من أفراد علماء أو مفكرين أو حركيين بعضهم كانت له صلة بالجماعة ثم انقطعت وبعضهم كانت له صلة واستمرت, وكانت أغلب هذه المحاولات الإصلاحية بالكتابة والتعبير عنها في كتب أو دراسات أو مقالات

من هؤلاء فضيلة الشيخ المرحوم محمد الغزالي وفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والمرحوم الأستاذ عمر التلمساني والمرحوم الأستاذ صلاح شادي والمرحوم الأستاذ جابر رزق، وكذلك كتابات الدكتور عبد الله النفيسي (الكويت) والأستاذ فريد عبد الخالق (مصر) والمرحوم الشيخ سعيد حوى (سوريا) -وخاصة كتاباته الأخيرة- والأستاذ كمال الهلباوي والشيخ راشد الغنوشي (تونس), والمرحوم الأستاذ عبد الحليم أبو شقة والأستاذ فتحي يكن والشيخ فيصل مولوي (لبنان)، كذلك كتابات مجموعة من المفكرين المستقلين أمثال المستشار طارق البشري والدكتورأحمد كمال أبو المجد والدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد عمارة والدكتور جمال عطية والدكتور سيد دسوقي.
 محاولات إصلاحية من مجموعات



من أهم المجموعات التي حاولت القيام بدور إصلاحي للحركة سواء على مستوى الرؤى الفكرية أو الإصلاح الحركي:




1.
جناح د. حسن الترابي في السودان


والذي قدم رؤى إصلاحية واصطدم بفكرة البيعة للقيادة في مصر والارتباط الوثيق معها ثم التنظيم الدولي، والذي أدى إلى خروج الجسم الرئيسي للحركة في السودان عن حركة الإخوان في مصر، وبقى جناح ضعيف جدا تمسك باسم الإخوان وبالارتباط بالجماعة في مصر.


2.
مجموعة حركة النهضة في تونس


وهي الحركة التي كان لها رؤى أكثر استنارة ونضجا واختلفت كثيرا عن رؤى الجماعة الأم في مصر، وإن ظلت جزءا من الحركة ولم تنفصل عنها.


3.
الجناح الإصلاحي في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن


والذي تزعمه المراقب الحالي للجماعة بالأردن الأستاذ عبد المجيد ذنيبات والتي انتهت محاولاته الإصلاحية بتغيير القيادة القديمة والتاريخية للجماعة بالأردن، وعلى رأسهم الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة (أبو ماجد). وهناك كثير من العناصر المتشددة في الجماعة، وهناك تجديد لجزء كبير من الرؤى الفكرية والسياسية للجماعة.


4.
حركة حماس في فلسطين


وهي وبالرغم من ارتباطها بالجماعة فإنها استطاعت أن تطور خطابها السياسي وخاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع الأنظمة العربية, ولم ترتبط بنظرة الحركة الأم أو حركة الإخوان بالأقطار التي بينها وبين أنظمة الحكم فيها مشاكل وصدام مثل سوريا ومصر وغيرها.


5.
الجناح الإصلاحي داخل الجماعة في مصر


وهو الجناح الذي يتكون من قيادات وسيطة جزء كبير منها كانوا قادة للحركة الطلابية الإسلامية بالجامعات قبل انضمامهم للإخوان وكذلك جزء آخر لم يكن ذا صلة بهذه الفترة, وبدأ دور هذا الجناح بالإصلاح بعد غياب المرشد الأسبق المرحوم الأستاذ عمر التلمساني في عام 1986 واستمر بدوره في محاولات تجديد الرؤى الفكرية والسياسية وكذلك محاولات تصحيح أسلوب الإدارة, حتى خرجت مجموعة منه بسبب تكوين حزب الوسط عام 1996 بعد اليأس من الاستجابة للتغيير وبقي جزء آخر مستمرا في دوره الإصلاحي داخل الجماعة.



ويتبقى هنا سؤال هل هناك صراعات أجنحة؟


بالطبع حركة الإخوان كحركة بشرية إنسانية تخضع لما تخضع له الحركات البشرية من وجود رؤى مختلفة ومن تشكيل أجنحة وفق هذه الرؤى وبالتالي فهناك صراع مكتوم, وإن كان من أدبيات الحركات الإسلامية عموما إخفاء الصراع ونفيه وعدم الرغبة في إشراك أطراف خارجية في متابعة هذا الصراع, لكن هذا النفي لا يلغي وجوده داخل الجماعة.






المستقبل التنظيمي للإخوان

على المستويين القطري والدولي:
 المستوى القطري في مصر



أمام الضغوط المحلية على الجماعة وتوافقها مع الضغوط الإقليمية والدولية ضد أغلب المجموعات الإسلامية الراديكالية هناك احتمالان للمستقبل:



1.إما إحداث تطوير وتغيير كبير في الجماعة على مستوى الفكر والهيكل والتعامل مع السلطة والأطراف السياسية الأخرى وإجراء مصالحة تاريخية, وحل إشكالية الوجود القانوني فتنجو بها الجماعة وتتطور وتستمر وتعطي فرصة تاريخية لقيادات جديدة أصغر سنا من القيادات الحالية التي تدور أعمارها حول الثمانين عاما, وهي (أي القيادات الجديدة) أكثر كفاءة وإدراكا للوضع المحلي والإقليمي والدولي.
2.أو استمرار الحال على ما هو عليه واستمرار حالة الجمود في الأوضاع الفكرية والتنظيمية والقانونية, وبالتالي استمرار حالة الصدام مع السلطة وحالة الخروج لأعداد مؤثرة عن الجماعة وخاصة من الأجيال الناضجة والواعية, وبالتالي استمرار الجماعة في حالة ضعف مستمر وحالة حصار ووضعها تحت السيطرة مما يؤدي إلى مستقبل مجهول وغير محمود العواقب.





المستوى الدولي:




أعتقد أنه ليس أمام قيادات الجماعة على مستوى كل قطر والمستوى الدولي سوى واحد من احتمالين:



1.إما حالة كمون كما هو الوضع الآن وانتظار انفراج الأوضاع الإقليمية والدولية غير المواتية لاستمرار فكرة تنظيم دولي إسلامي راديكالي, على أمل العودة إلى تنشيط دور التنظيم الدولي للإخوان في حالة حدوث هذا التحسن والانفراج.
2.أو التخلي بشكل نهائي وشجاع عن فكرة التنظيم وإحياء شكل التنسيق وتبادل الأفكار مثل فكرة المؤتمر القومي العربي الذي ينظمه مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت.



متطلبات الإصلاح في المستقبل








أرى من وجهة نظري أن متطلبات الإصلاح على المستويين القطري والدولي كالآتي:

 المستوى القطري بشكل عام:
 واجب تجديد الخطاب والرؤى الفكرية والسياسية والتخلي عن فكرة الهيمنة والتفرد والسعي إليها والتعامل كأحد مكونات المجتمع, وإدراك المخاطر المحيطة بالأمة وكل قواها بما فيها الأنظمة الحاكمة والانحياز لمصلحة الأمة وتقديمها على مصلحة التنظيم والجماعة.
 المستوى المصري بشكل خاص
يجب حسم الإشكاليات الخاصة بطبيعة الجماعة أي الاختيار بين إما حزب سياسي وإما جمعية دعوية إصلاحية تربوية وفق القانون ويجب قبلها حسم مسألة التصالح مع الدستور والقانون وقبول النزول عندهما مثل مقولات المرحوم الأستاذ عمر التلمساني, ويجب التخلص من فكرة الثأر من النظام الذي بدأ بالنظام الناصري وورثت هذه الروح لأجيال جديدة وانتقلت حالة العداء لأصل النظام رغم تغير الحكم ثلاث مرات.
 كما يجب العمل على صياغة لوائح أكثر شورية وديمقراطية والالتزام بها وعدم الخروج عليها والأخذ بأساليب الإدارة الحديثة والمشاركة في صنع قرار.
 المستوى الدولي
 التخلي عن فكرة التنظيم الدولي لأنها فكرة انتهى زمانها ويترتب عليها من الأخطار والأضرار أكثر مما يترتب عليها من الفوائد والإيجابيات كما ذكرنا, أو تستبدل بها فكرة مثل المؤتمرات الفكرية التنسيقية التي تنظمها بعض التيارات الفكرية مثل التيار القومي, من وجوب الالتقاء على تبادل الأفكار والآراء دون التزام تنظيمي والعودة إلى الإخوان كمدرسة ناجحة والتخلي عن فكرة التنظيم الدولي غير الناجحة.
 ______________
 * كاتب مصري
** وهو جهاز أنشأه الأستاذ البنا عام 1939 كجناح عسكري للجماعة واختلف في الغرض من إنشائه, فيقول قادة الجماعة إنه من أجل مقاومة الاحتلال الإنجليزي في القناة والمشاركة في الجهاد الفلسطيني, كما أن بعضا من قيادات الجهاز الذين تركوه يقولون -وكذلك خصوم الجماعة- إنه أنشئ ليكون الجناح العسكري للوصول للسلطة





الانتقادات الموجهة للاخوان المسلمين
اتهم الرئيس المصري السابق حسني مبارك جماعة الاخوان المسلمين بأنها "جماعة لها تاريخ إرهابي" وذلك في حوار صحفي له مع مجلة دير شبيغل -  الألمانية، نشر في ديسمبر 2004، حيث قال "ان جماعة الاخوان المسلمين لها تاريخ ارهابي لقد قتلوا واحداً من رؤساء الوزارة قبل الثورة لاختلاف آرائهم السياسية وفي عام 1954 حاولوا قتل الرئيس جمال عبد الناصر وكرروا محاولاتهم عدة مرات" مضيفا بأن الأحزاب الدينية "تهدد السلام الاجتماعي". بينما رفضت الجماعة إتهامها بالإرهاب وأعلنت أنها تدين الإرهاب وأن موقفها ثابت من العنف والإرهاب وقالت أن تاريخها ناصع البياض وأن ما حدث في الماضي كانت أعمال فردية أستنكرها الإخوان ومرشدهم حسن البنا حينها، وعلق د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد علي محاولة قتل جمال عبد الناصر في حادثة المنشية قائلا: «إن هذا الحادث تمثيلية كبرى أحكم تدبيرها بهدف القبض على الاخوان المسلمين والزج بهم في السجون والمعتقلات وازاحتهم من الطريق للاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم»..
 •ترك بعض من أبناء الجماعة لها وابرز من تركوا الجماعة هم من عرفوا بأعضاء حزب الوسط، وكان على رأسهم المهندس أبو العلا ماضي وهو نقابي وعضو سابق في الجماعة، وهناك أيضا مختار نوح وثروت الخرباوي وآخرين، ولكن الإخوان المسلمون يردّون على هذا بأن كل قرار يتم تنفيذه داخل الجماعة لا يتم إلا بالشورى. ومن الطبيعي أن يختلف الأشخاص في الآراء ولكن كما يوجد في أي حزب هناك ما يسمى بالإلتزام الحزبي ويعني تنفيذ المنتمي للحزب لكل قرارات الحزب حتى وإن خالفت رأيه الشخصي، كما أنه من الطبيعي أنه عند أخذ الشورى فإنها لن تؤخذ من كل أفراد الجماعة ولكن تؤخذ من قيادات الجماعة، بينما ورد في استطلاع مركز أبحاث أمريكي أن أكثر من ثلثي المصريين (69%) يعتقدون أن جماعة الإخوان تؤمن بالديمقراطية
 •وفي أول دراسة ميدانية عن الإخوان منذ أربعين عاما، والتي استمرت لمدة عامين ونصف، يشير صاحب البحث الكاتب المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، خليل العناني، في كتابه "الاخوان المسلمون في مصر، شيخوخة تصارع الزمن" الصادر في 2007 إلى "وجود فجوة كبيرة داخل الجماعة في فهمهم لمسألة الديمقراطية، حيث يفهمونها كممارسة وليس كقيم، أي يدخلون الانتخابات ويطلقون مظاهرات لكن لا يوجد إيمان لديهم بقيم الديمقراطية من مساواة وحرية وعدالة".
 •مؤخرا قام معهد ديل كارنيجي للسلام بدراسة حول جماعة الإخوان في مصر جاء فيها أن الإخوان يواجهون أربع إشكاليات في مواجهة المجتمع المدني المصري وهي الديمقراطية والمرأة والاقباط والعلاقة مع الغرب.
 •وتتهم جماعة الاخوان المسلمين من قبل الحكومة المصرية وعدد من المحللين بتهمة استغلال الدين للوصول سياسيا إلى السلطة، من خلال شعار "الإسلام هو الحل".، وتنص التعديلات الدستورية التي تم اقرارها في مصر في مارس 2007م على منع استغلال الدين لأغراض سياسية.
 •كذلك هناك اتهام للجماعة في تاريخها الذي يتضمن عددا من عمليات الاغتيال السياسية التي أودت بحياة عدد من الزعماء والمسؤولين المصريين، أمثال رئيس الوزراء المصري بين عامي (1944 - 1945) أحمد ماهر باشا الذي إغتاله محمود العيسوي أحد المنتمين للحزب الوطني فيما يقول البعض أن العيسوي كان ينتمي للإخوان[68]، ورئيس الوزراء المصري بين عامي (1945 - 1948) محمود فهمي النقراشي[69]، والقاضي أحمد الخازندار الذي أصدر أحكاما قضائية على عدد من المتهمين في جرائم والمنتمين لجماعة الاخوان المسلمين، والذي تم اغتياله علي يد أفراد من النظام الخاص بالجماعة.[70] كذلك اتهم رفعت السعيد الجماعة بتفجير عدد من مراكز الشرطة المصرية في العام 1946.[71]
 •ألف الدكتور أيمن الظواهري زعيم جماعة الجهاد الإسلامي في مصر والرجل الثاني في تنظيم القاعدة كتابا بعنوان "الحصاد المر: الإخوان المسلمون في ستين عاما" ينتقد فيه الجماعة بشدة ويتهمها بالخلل والانحراف ويعطي أمثلة على تأييد الإخوان للحكام في مصر، ومواقفهم المؤيدة للدستور والديمقراطية ورفضهم العنف وقبولهم بالأحزاب العلمانية وغير الإسلامية، وقبولهم ومشاركتهم في عمليات تداول السلطة والتنافس عليها سلميا، وقبولهم بالقوانين والأنظمة والتشريعات القائمة في مصر والعالم الإسلامي. ويجد الظواهري أن الجماعة لم تكتف بعدم تكفير الحكام بغير ما أنزل الله، بل تجاوزت هذا الاعتراف بأقوالها وأفعالها بشرعية هؤلاء الحكام وتركت هذا الفهم يستشري في صفوفها، بل واعترفت الجماعة بشرعية المؤسسات الدستورية العلمانية والبرلمان والانتخابات والديمقراطية !! قائلا: «رضيت جماعة الإخوان بالاحتكام إلى الديمقراطية وسيادة الشعب والانتخاب كطريق للتغيير والوصول إلى الحكم حتى قال حسن البنا إن مؤاخذتهم على الدستور يمكن تغييرها بالطرق التي وصفها الدستور نفسه، أي الأسلوب الديمقراطي»، ويرى الظواهري أن الجماعة نبذت العنف الذي هو الجهاد في سبيل الله وتبرأت ممن يتبنون العنف ولو من أتباعها، ويعتبرها مخالفات شرعية كبيرة رافقت تأسيس الجماعة وقامت عليها ومتهما الجماعة بعدم جهاد الحكام معلقا على جهاد الإخوان في فلسطين وحرب السويس: «ثم إن القتال في فلسطين أقل وجوبا من قتال الحكام المرتدين لأن قتال المرتد مقدم على قتال الكافر الأصلي، ولأن تحرير فلسطين والبلاد الإسلامية المحتلة يكون بعد إقامة حكم الله»

 إدراج كمنظمة إرهابية

أدرجت عدة دول جماعة الإخوان المسلمين ومنظمات مرتبطة بها "كمنظمة إرهابية" من بين هذه الدول روسيا الإتحادية التي أدرجت الجماعة في 28 يوليو 2006 ضمن قائمة ضمت 17 منظمة تصنفها كإرهابية. كما أدرجت جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية[73] مستثنية حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني من القائمة، لكن الحكومة الأردنية أكدت أن الجماعة في الأردن هي تنظيم سلمي ينبذ العنف والإرهاب وقالت "حركة الإخوان المسلمين في الأردن بالذات هي حركة شرعية تعمل تحت مظلة دستور وقوانين الأردن وهي ذات خصوصية أردنية تميزها عن أي تنظيم آخر يحمل ذات العنوان". وطالب مجلس النواب الأردني السلطات الروسية بالعودة عن قراره هذا
 كذلك اعتبر تقرير أمريكي صدر في 2008 عن "المشروع الأميركي الاستقصائي لمكافحة الإرهاب" بأن جماعة الإخوان "تستغل نشاطها لبناء قاعدة دعم كبيرة داخل الطبقات الفقيرة بمصر وأن لها دورا في تعزيز الإرهاب ضد مصالح أمريكا" "وأنهم ما زالوا يتحركون برأي مؤسس الجماعة حسن البنا، بأن الإسلام سوف يسود العالم، وأنهم (الإخوان) يسعون إلى استعادة الخلافة الإسلامية"، لكن د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد آنذاك أبدى استغرابه لما ورد في التقرير، قائلاً: «هل هناك ارتباط ما بين التواصل مع الجماهير ومحاولة رفع المعاناة عنها، والحرب على الإرهاب.. هذا أمر يستحق منا الاستغراب والدهشة».
 أيضا قامت كازاخستان باعلان جماعة الإخوان المسلمين وجمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت ضمن قائمة ضمت 12 منظمة دولية تصفها بالإرهابية.
 و7 مايو 2009 أعلنت وكالة أنباء نوفوستي الرسمية الروسية أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي والتي تشارك فيها روسيا وكازاخستان وبيلوروسيا وأرمينيا وقرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان قامت بتوسيع قائمة المنظمات الإرهابية إلى 31 متضمنة جماعة الإخوان المسلمين.






تصاعد أزمة الميليشيات المتطرفة في جامعات مصر



 خبراء يحذرون من خطر جناح عسكري للإخوان المسلمين















عبر خبراء أمنيون متخصصون في شؤون المنظمات الإسلامية عن خطورة دلالات مشهد ارتداء طلاب في جامعة الأزهر وينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين زياً موحداً يشبه أزياء الميليشيات المسلحة، وقال مساعد سابق لوزير الداخلية المصري، "إن هذا المشهد يعني ببساطة أنه لم يعد مستبعداً أن تنفجر الأوضاع داخل الجامعات المصرية بما قد يؤثر سلبياً على مجمل الوضع السياسي في مصر"، لافتاً إلى أن هذا المشهد رغم أنه لا يشكل أمنياً أي خطورة في حد ذاته، لكنه يعبر عما يدور في خلد هؤلاء الشباب، كما يؤكد أن خيار العنف ليس مستبعداً تماماً، وأن قدرة جماعة "الإخوان المسلمين" على تأسيس جناح عسكري ليست محدودة، بل يمكنها ـ لو أراد قادتها ذلك ـ أن تؤسس جناحاً عسكرياً، بالتوازي مع أجنحتها الأخرى، السياسية والاقتصادية والدعوية وحتى البرلمانية .

وربط المسؤول الأمني السابق بين هذا الاستعراض شبه العسكري الذي أداه الطلبة المنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، وما سبق وصرح به مرشد الجماعة مهدي عاكف قبيل وقف إطلاق النار في لبنان، من أنه على استعداد لإرسال عشرة آلاف شاب مقاتل للقتال بجانب حزب الله اللبناني، وحذر المسؤول الأمني من الاستخفاف بتصريحات من هذا النوع خشية استفحال الأمر على النحو الذي تفاقم فيه وجود التنظيمات الراديكالية داخل جماعات مصر، خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي . ومضى المسؤول الأمني السابق الذي تحدثت معه (إيلاف) شريطة عدم ذكر اسمه ـ بناء على طلبه ـ قائلاً إن تغلغل نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، في كل قطاعات المجتمع المصري لم يعد سراً، وإن تحديهم للإدارة على هذا النحو الصريح في الجامعات ليس سوى مؤشر على حجم تغلغلهم في قطاعات اجتماعية أخرى باعتبار أن الجامعات هي الرافد الأكثر تعبيراً عن بنية المجتمع المصري، شأنها في ذلك شأن عدة مؤسسات قومية، طالما كانت "حائط الصد" أمام مخاطر تمدد نفوذ المنظمات الراديكالية المتطرفة، كالمؤسسات العسكرية والقضائية والأمنية وغيرها .

وربط المسؤول الأمني السابق بين مشهد "ميليشيات الإخوان" التي شهدتها جامعة الأزهر قبل أيام، وتلك المصادمات الدامية التي جرت بين طلاب ينتمون إلى الإخوان وطلاب يساريين في السبعينات من القرن الماضي، داخل الجامعات المصرية، وهو ما يلقي بظلاله على حجم مخاطر هذا المشهد الإخواني، واستدرك قائلاً إن اعتذار الجماعة عن هذا المشهد ليس حلاً مثالياً لهذه الواقعة، بل ينبغي على أجهزة الأمن أن تعيد تقويم استراتيجيتها الحالية نحو الجماعة، وأن توجه ضربات حاسمة لأي مظهر من مظاهر علانية أنشطة الجماعة، ومقارها شبه الرسمية، فهذا لا يتسق مع كونها "جماعة محظورة"، وفق القانون المصري .

وكان طلاب من جامعة الأزهر قد أدوا عرضا بأزياء شبه عسكرية أمام مكتب رئيس الجامعة احتجاجا على فصل خمسة من زملائهم، حيث ارتدى نحو مئة طالب زيا أسود، ووضعوا أقنعة على رؤوسهم كتبت عليها كلمة (صامدون)، وأجروا استعراضا لمهاراتهم في ألعاب الدفاع عن النفس مثل "الكونغ فو" و"الكاراتيه"، بينما اصطفوا في طوابير منتظمة، وقد اكتفت قوات الأمن بتكثيف وجودها أمام المبنى الذي يضم مكتب رئيس الجامعة لمنع المتظاهرين من دخوله .

ويرتبط هذا المشهد المشار إليه بما شهدته الانتخابات الطلابية في الجامعات المصرية مؤخرا، والتي أسفرت عن سيطرة المرشحين المنتمين إلى الحزب الوطني (الحاكم) على غالبية المواقع، في ظل غياب الطلاب عن المشاركة في التصويت، بسبب أحداث العنف التي شهدتها الجامعات، احتجاجا على استبعاد الطلاب المنتمين إلى جماعة الإخوان ووصلت إلى حد استخدام الأسلحة البيضاء والجنازير وقنابل المولوتوف في اشتباكات دامية بين الطلاب، فضلا عن اشتباكات بين الطلاب المعارضين وقوات الشرطة، ما أعاد إلى الأذهان وقائع دموية جرت في السبعينات من القرن الماضي، حين قرر الرئيس الراحل أنور السادات الاستعانة بجماعة الإخوان لحصار الطلاب اليساريين والناصريين، وفشل احتضانه للجماعة في بداية حكمه، بعد أن انقلبت عليه ودخلت في مواجهات عنيفة مع نظام حكمه وصلت إلى حد اغتياله.

و في أول رد فعل من قبل أجهزة الأمن المصرية على استعراض "ميليشيات الإخوان المسلمين" داخل حرم جامعة الأزهر، شنت الشرطة حملة مداهمات واسعة لعدد من قادة ونشطاء الجماعة، امتدت إلى توقيف محمد خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للجماعة وحوالي عشرة من قيادييها، فضلاً عن العشرات من أعضائها خلال الحملة الأمنية.









وتأتي هذه الحملة في أعقاب الاستعراض شبه العسكري الذي نظمه يوم الأحد الماضي طلاب في جامعة الأزهر ينتمون لجماعة "الإخوان المسلمين" وقد تركزت الحملة الأمنية فيما يبدو على قيادات الجماعة المرتبطة بحركة طلابية في جامعة الأزهر أسست ما أسموه "اتحادا طلابيا حراً"، بعد استبعاد طلاب من الإخوان رشحوا أنفسهم لاتحاد الطلبة .

وشنت الصحف الحكومية والمعارضة والمستقلة على السواء هجوماً شرساً على سلوك طلاب جماعة "الإخوان المسلمين"، واعتبره معلقون ومحللون استعراض قوة يعني أن الجماعة تستطيع تأسيس "جناح عسكري"، وهو ما نفاه قادة الجماعة، واعتبروا أن هذا الأمر اتخذ أكثر من حجمه على حد تعبير النائب الأول لمرشدهم العام محمد حبيب .

وبينما أعلن محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" رفضه لما أسماه "عبث الطلاب"، فقد نفى نائبه الأول محمد حبيب أن تكون الجماعة قد شكلت ميليشيات، وقالت الجماعة ان الطلاب أجروا الاستعراض من تلقاء أنفسهم .

وقالت جماعة الإخوان في بيان حمَل توقيع مرشدها العام "إن هذه الحملة اتخذت من مسرحيةٍ اصطَلَحت بعضُ أجهزة الإعلام على تسميتها بـ"ميليشيات الأزهر" ذريعةً لتصوِّر الإخوانَ على أنها جماعةٌ لها من الأغراض غير المعلَنة ما يتسم بالعنف"، وفق بيان الإخوان .

كما تقدَّم طلاب الإخوان بجامعة الأزهر باعتذارٍ عما وصفوه بالصورة السلبية التي أعطاها "الاستعَراض الرياضي التمثيلي"، الذي قاموا به ضمن الاعتصام للاعتراض على فصل 8 طلاب لمدة شهر من الدراسة، لنشاطهم في الدعوة لانتخابات ما يسمى الاتحاد الحر بالجامعة .

وشملت حملة المداهمة التي بدأت فجر أمس الخميس عدداً من قيادات الجماعة من أبرزهم : ممدوح الحسيني، ود. فريد جلبط أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، والدكتور عصام عبد المحسن الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر، والمحاسب ياسر عبده الأمين العام لنقابة التجاريين بالجيزة، ورجل الأعمال صادق الشرقاوي، ومحمود المرسي، والدكتور محمود أبو زيد أستاذ الجراحة بطب القصر العيني، والدكتور محمد بليغ بمعهد الرمد بالجيزة، والصحافي أحمد عز الدين، ومصطفى سالم .

وتأتي هذه الحملة الأمنية بعد أيام من الإفراج عن قياديي الجماعة محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد وعصام العريان المسؤول السياسي في الجماعة .

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الشاطر هو المسؤول الأرفع مكانة في الجماعة الذي تعتقله الشرطة المصرية منذ الإفراج في (أغسطس) الماضي، عن الأمين العام لمكتب الإرشاد محمود عزت .