Search - للبحث فى مقالات الموقع

Tuesday, February 22, 2011

النوم sleep


النوم sleep حالة انخفاض في نشاط فترة اليقظة، وهو حالة متموجة من الاسترخاء البدني والعقلي. يحدث النوم من تحريض أجزاء محدودة من الدماغ، وله تأثير في العمليات الفيزيولوجية البدنية والنفسية في الشخص، كما أنه ضروري للمحافظة على القدرات الفيزيائية والعقلية. وليست درجة عمق النوم ثابتة، فهو يتموج حسب مراحله المختلفة.
تبلغ مدة النوم نحو ثلث عمر الإنسان، وتختلف الحاجة إليه بحسب العمر، فهي للرضَّع بين 18-20 ساعة يومياً، وللأطفال بين 12-14 ساعة، وللكهول بين 7-9 ساعات وللمسنين بين 5-7 ساعات يومياً. وهذا يعني تناقص الحاجة إلى النوم بتقدم عمر الإنسان، إذ تنقص فترة النوم الليلي على حساب زيادة القيلولة النهارية.
استعملت ثلاثة مقاييس لتحديد اليقظة ومراحل النوم أهمها: تخطيط كهربائية الدماغ electroencephalogram (EEG) الذي يسجل الموجات الكهربائية من فروة الرأس، ويعبَّر عن سعة الموجات (الجهد voltage) بالميكروفولط، وعن تواتر الموجات بالهرتز (دورة بالثانية)، وتخطيط حركة كرتي العينين، وتخطيط كهربائية العضلات.
الفعالية الكهربائية للدماغ
أمكن تسجيل أربعة نماذج من الموجات من فروة الرأس بتخطيط كهربائية الدماغ هي:
ـ موجات ألفا alpha waves: يتم تسجيلها في حالة اليقظة الهادئة (حالة الراحة البدنية والفكرية مع غمض كرتي العينين)، وهي موجات جيبية منتظمة. تبلغ سعتها بين 40-50 ميكروفولط، وتواترها بين 2-8 دورة بالثانية، وتنتج من الإشارات العصبية التي تصل إلى قشر المخ من نوى المهاد اللانوعية، وهي موجات متزامنة synchronized waves؛ أي إن الإشارات العصبية تصل إلى جميع أنحاء قشر المخ في وقت واحد.
ـ موجات بيتا beta waves: يتم تسجيلها في حالة اليقظة الناشطة (حالة الانتباه والانفعال والحركة)، وهي موجات غير منتظمة تدعى بالموجات اللامتزامنة desynchronized waves. تبلغ سعتها بين 10-12 ميكرو فولط وتواترها بين 14-50 دورة بالثانية، وهي موجات اليقظة الفاعلة والانتباه.
ـ موجات تيتا theta waves: يتم تسجيلها في حالة النوم الخفيف، وهي موجات متزامنة، تبلغ سعتها بين 60-70 ميكرو فولط وتواترها بين 4-7 دورات بالثانية، وهي نوم الموجات البطيئة.
ـ موجات دلتا delta waves: يتم تسجيلها في حالة النوم العميق، وهي موجات متزامنة، تبلغ سعتها أكثر من 100 ميكرو فولط وتواترها بين 1-3 دورات بالثانية. تنشأ من قشر المخ نفسه من دون أن يكون لها روابط مع المراكز السفلية من الدماغ (المهاد أو جذع الدماغ).
اليقظة والنوم في تخطيط كهربائية الدماغ
موجات كهربائية الدماغ
ـ اليقظة: نوعان هما:
- يقظة فاعلة (ناشطة): يكون الشخص فيها بحالة انتباه والعينان مفتوحتان، ويتم تسجيل موجات غير متزامنة بسعة منخفضة تقدر بين 10-30 ميكرو فولط وتواتر بين 6-25 دورة بالثانية تشبه موجات بيتا.
- يقظة منفعلة (هادئة): يكون الشخص فيها بحالة يقظة واسترخاء بدني وفكري والعينان مغلقتان، ويتم تسجيل موجات متزامنة جيبية منتظمة تدعى موجات ألفا، وهي موجات الراحة.
ـ النوم: سُجلت تغيرات في موجات الدماغ في أثناء فترة النوم، فقد أمكن بوساطة تخطيط كهربائية الدماغ تقسيم النوم إلى نوم الموجات البطيئة ونوم الموجات السريعة (نوم حركات العين السريعة).
- نوم الموجات البطيئة slow waves sleep: ويدعى أيضاً النوم اللاريمي non rem sleep أو نوم الموجات المتزامنة synchronized waves sleep. تبلغ مدة هذا النمط من النوم نحو 70-80٪ من فترة النوم الإجمالية.
يبدأ النوم عند الإنسان بالانتقال من مرحلة اليقظة الهادئة (نظم ألفا) إلى مرحلة نوم الموجات البطيئة التي تشمل أربع مراحل هي:
- مرحلة النعاس: وفيها تنخفض سعة موجات ألفا وتسجل موجات بسعة منخفضة مع نقص بسيط في توتر العضلات.
- مرحلة النوم الخفيف: وفيها تغيب موجات ألفا وتظهر هبّات من مغازل النوم spindle bursts، وهي موجات بسعة منخفضة في البدء، تزداد سعتها تدريجياً ثم تنخفض لتشكل المغزل. يبلغ تواترها بين 12-14 دورة بالثانية تتداخل مع موجات تيتا، وتظهر حركات بطيئة في كرتي العينين مع نقص متوسط في توتر العضلات.
- مرحلة النوم المتوسط: تغيب هبّات المغازل، وتزداد سعة موجات تيتا وينقص تواترها وتظهر موجات دلتا بسعة أكبر من 100 ميكرو فولط، وتواترها بين 1-3 دورات بالثانية، وتبقى كل من حركات كرتي العينين وتوتر العضلات كما في المرحلة الثانية.
- مرحلة النوم العميق: تغيب موجات تيتا، وتزداد سعة موجات دلتا وينقص تواترها، وتبقى كل من حركات كرتي العينين وتوتر العضلات كما في المرحلتين الثانية والثالثة. وقد لوحظ أنه كلما تعمَّق الشخص في مراحل نوم الموجات البطيئة سجلت موجات بسعة أكبر وتواتر أبطأ.
يُعدّ نوم الموجات البطيئة نوماً مريحاً، وخاصة في مرحلة النوم العميق الذي يترافق بانخفاض بسيط في وظائف البدن ووظائف الجهاز العصبي المستقل (الودي)، فينخفض قليلاً كل من: الاستقلاب العام، وضغط الدم الشرياني، والتوتر العضلي، وتوتر الأوعية الدموية، والمنعكسات الشوكية، وتواتر نظم القلب، والتنفس، كما تظهر الكوابيس nightmares في مراحل النوم العميق، وتتم رؤية الأحلام التي لا ترسخ بالذاكرة ولا يمكن تذكرها.
- نوم الموجات السريعة rapid waves sleep: يدعى أيضاً نوم حركات العين السريعة (نوم الريم (REM) rapid eye movement)، أو نوم الموجات اللامتزامنة desynchronized waves sleep، أو النوم التناقضي paradoxical sleep.
يظهر نوم الريم بعد مضي 80-120 دقيقة من بدء النوم بشكل هبَّات مدتها عدة دقائق، تزداد تدريجياً حتى تبلغ أطول مدة لها؛ أي نحو 15-40 دقيقة قبل الاستيقاظ الصباحي، وذلك على حساب المرحلتين الثالثة والرابعة من نوم الموجات البطيئة. تبلغ مدة هذا النمط من النوم نحو 20-30٪ من فترة النوم الإجمالية أي نحو 1.5-2 ساعة.
يسجل تخطيط كهربائية الدماغ في هذه المرحلة نمطاً من الموجات سعتها منخفضة وتواترها سريع، تشبه موجات بيتا التي تسجل في أثناء اليقظة الناشطة، لذلك دعي بالنوم المتناقض. وتتصف هذه الموجات بأنها غير منتظمة وغير متواقتة (زوال الإيقاعية النظمية للإشارات العصبية التي تنطلق من الجهاز الشبكي المنشِّط إلى قشر الدماغ) لذلك دعي بالنوم اللامتزامن وفيه تظهر حركات كرتي العينين السريعة.
تتداخل هبّات نوم الريم مع مراحل نوم الموجات البطيئة، وتتكرر كل 90 دقيقة أي بمعدل 4-6 هبّات في الليلة.
يُعدّ هذا النمط من النوم غير مريح على الرغم من النقص الشديد في توتر العضلات أو غيابه. ويزداد فيه الاستقلاب العام بنسبة 20٪، ويكون الدماغ فعّالاً، وترتفع درجة حرارته نتيجة زيادة جريان الدم وزيادة الاستقلاب الدماغي، إلا أن هذه الفعالية لا تجعل الشخص قادراً على إدراك البيئة المحيطة به أو تدفع إلى يقظته فيبقى نائماً على الرغم من الفعالية الدماغية، ويرى فيه الأحلام dreams النشطة التي ترسخ بذاكرة الدماغ ويمكن تذكرها، كما تنخفض شدة المنعكسات الشوكية أو تغيب، ويتسرع نظم القلب والتنفس، وتزداد مقاومة الطريق الهوائي العلوي، ويصعب إيقاظ الشخص بالمنبهات المختلفة، ويحدث نعوظ القضيب والرمع العضلي.
إن نوم الموجات السريعة ضروري للوليد والخديج لنضج قشرة المخ والدارات العصبية بالدماغ، ولنظام تحريك كرتي العينين، إذ تبلغ مدة نوم الريم لديهم نحو 50٪ من مدة النوم الإجمالية، وذلك على حساب المرحلتين الثالثة والرابعة من نوم الموجات البطيئة.
دورة النوم واليقظة
يؤدي استمرار فعالية الدماغ عدة ساعات في أثناء اليقظة إلى تعب مشابك synapses عصبونات الجهاز الشبكي المنشِّط (يقع في قمة جذع الدماغ)، فيؤدي ذلك إلى انخفاض تدريجي في فعالية التلقيم الراجع الإيجابي feedback positive بين عصبونات النوى الشبكية وكلّ من عصبونات قشر المخ والنخاع الشوكي، نتيجة انخفاض تواتر الإشارات العصبية الحسية والحواسية من المحيط إلى جذع الدماغ. فتبدأ عصبونات مركز النوم - الذي يدعى نوى الرفاءraphe nuclei - بإفراز ناقل يدعى السيروتونين serotonin، ومن خصائصه أنه يخفِّض نقل الإشارات الحسية في النخاع الشوكي ويسبّب ظهور نوم الموجات البطيئة التي تصدر إشاراتها الإيقاعية من نوى المهاد اللانوعية. ويحدث بعد نحو 90 دقيقة من بدء نوم الموجات البطيئة انطلاق إشارات عصبية عشوائية من عصبونات الموضع الأزرقlocus ceruleus، تسبب تلك الإشارات حركة كرتي العينين. تفرز نهاية ألياف عصبونات الموضع الأزرق ناقلاً عصبياً يدعى النورإبنفرين norepinephrine، وتتم رؤية الأحلام نتيجة محاولة قشر المخ تفسير تلك الإشارات العصبية في أثناء فترة هبّات نوم الريم. ويحدث الاستيقاظ نتيجة زيادة إثارة عصبونات الجهاز الشبكي المنشِّط تدريجياً بسبب تعب مشابك عصبونات مراكز النوم، مما يؤدي إلى ظهور دورة جديدة من اليقظة. ومما يزيد تحريض نوم الموجات البطيئة هو تحريض المستقبلات الحسية الآلية الجلدية بتيار كهربائي شدته ضعيفة وتواتره 10 دورات بالثانية (مثل القرع المنتظم على ظهر الطفل والغناء الإيقاعي).
يؤدي حقن الأدينوزين إلى ظهور نوم الموجات البطيئة، ويسبب حقن الكافئين حدوث اليقظة نتيجة تثبيطه لمستقبلات الأدينوزين في عصبونات جذع الدماغ، وينجم عن حقن الرزربين حصر نوم الموجات البطيئة (نتيجة تثبيط فعالية السيروتونين)، وخفض توتر العضلات، وإزالة التزامن، وظهور الإشارات العصبية الجسرية الركبية القذالية ponto geniculo occipit (PGO)al. ويسبب حقن البربيتوريات نقص مدة نوم الريم. كما أن بعض الأدوية المثبطة للمونوأمينوأكسيداز MAO تزيد من تركيز النورإبنفرين بالدماغ الأمامي. ويؤدي منع هبَّات نوم الريم في أثناء النوم إلى ظهور قلق عند الإنسان فيصبح عصبي المزاج وعدوانياً.
النظريات الأساسية للنوم
هناك نظريتان هما:
ـ النظرية المنفعلة للنوم passive theory of sleep: وتفسره بتعب مشابك الجهاز الشبكي المنشِّط reticular activating system (RAS) الذي يقع في أعلى جذع الدماغ، والمسؤول عن تفعيل الدماغ في أثناء فترة اليقظة، والذي تصله إشارات عصبية تحريضية محيطية (حسية وحواسية) ومركزية تؤدي إلى استمرار فعاليته طوال فترة اليقظة.
ـ النظرية الفاعلة للنوم active theory of sleep: هناك مركزان للنوم يتحرضان من تحرر ببتيد يسمى ببتيد موراميل muramil peptid ينتجه الدماغ، وهو مسؤول عن إحداث النوم، وقد تم كشفه بالسائل الدماغي الشوكي والدم والبول في الشخص الذي يبقى بحالة يقظة عدة أيام: المركز الأول هو نوى الرفاء raphe nuclei الذي يقع في البصلة السيسائية بجذع الدماغ ويسبب تحريضها ظهور نوم الموجات البطيئة، في حين تسبب إصابتها استمرار اليقظة. أما المركز الثاني فهو الموضع الأزرق (البقعة الزرقاء) الذي يقع في منطقة الجسر في جذع الدماغ. وتنشأ من عصبوناتها ألياف تفعِّل أجزاء من الدماغ في أثناء فترة نوم الريم REM، لكنها لا تستطيع إثارة الوعي المميز لحدوث اليقظة. وتفرز نهايات أليافها ناقلاً عصبياً هو النورإبنفرين وتتداخل هبَّات نوم الريم في أثناء مراحل نوم الموجات البطيئة. ولم يعرف سبب تقطُّع نوم الموجات البطيئة دورياً بتلك الهبَّات. وقد تبين أن مقلدات الأستيل كولين تزيد من مدة نوم الريم، كما أن إصابة الموضع الأزرق تؤدي إلى غياب نوم الريم.
التأثيرات الفيزيولوجية للنوم
يسبب النوم حدوث تأثيرات فيزيولوجية في جميع أجهزة البدن:
1ـ الجهاز العصبي: يعيد النوم توازن وظائف الجهاز العصبي إلى الحالة السوية، لأن اليقظة المستمرة تسبب خللاً في وظائف العقل وتبلداً بالأفكار واضطراباً في السلوك. وتحدث التأثيرات الآتية في حالة:
ـ نوم الموجات البطيئة:
- تنخفض فعالية الدماغ وينخفض الاستقلاب فيه، كما تنخفض درجة حرارة الدماغ (الدماغ أكثر دفئاً من الدم بـ 0.2-0.6 درجة مئوية).
- يبقى جريان الدم في الأوعية طبيعياً.
- ترتفع عتبة تنبيه العصبونات الدماغية الحسية والحواسية والمنعكسات الشوكية ولاسيما منعكس الرضفة، وتظهر علامة بابنسكي في أثناء فترة النوم العميق.
- تنخفض فعالية الجهاز الودي وتزداد فعالية الجهاز اللاودي.
- الناقل العصبي المفرز في هذا النمط من النوم هو السيروتونين والميلاتونين.
- ينخفض توتر العضلات الهيكلية في البدن عدا عضلات كرتي العينين، وتنقبض الحدقتان.
ـ نوم الموجات السريعة:
- تزداد فعالية الدماغ، وتنشط الذاكرة وتحفظ المعلومات وتخزَّن ويتم تذكر الأحلام.
- يزداد جريان الدم في الأوعية الدماغية، ويزداد الاستقلاب الدماغي بنسبة 20%
- ترتفع عتبة تنبيه عصبونات الدماغ أكثر ويصعب إيقاظ الشخص.
- تزداد فعالية الجهاز الودي وتنخفض فعالية الجهاز اللاودي.
- الناقل العصبي المفرز في هذا النمط من النوم هو النورإبنفرين والأستيل كولين.
- ينخفض توتر العضلات الهيكلية في البدن بشدة، ويحدث استرخاء عضلي يظهر بخاصة في الأطراف والرقبة.
- تظهر حركات سريعة في كرتي العينين، وتتوسع الحدقتان.
2ـ الجهاز الغدي: تحدث التأثيرات الآتية في أثناء النوم:
- يزداد إفراز هرمون النمو في فترة النمو عند الأطفال.
- يزداد إفراز البرولاكتين بعد 30-90 دقيقة من النوم، ويكون الإفراز أعظمياً في الصباح وفي فترة الحمل.
- ينخفض إفراز الحاثة النخامية الدرقية TSH في مراحل النوم، ويزداد إفرازها بشدة في الصباح (يزداد تركيز التيروكسين بالدم صباحاً).
- ينخفض إفراز الحاثة النخامية القشرية الكظرية ACTH خلال مراحل النوم، ويزداد إفرازها بشدة في الصباح بين الساعة 6-8 صباحاً، (يزداد تركيز الكورتيزول بالدم صباحاً) الذي يسبب زيادة سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وزيادة عدد الكريات الحمر والصفيحات التي قد تسبب حدوث خثرة لذا تكثر إصابات السكتة stroke صباحاً، كما يمنع تحرر الهيستامين من خلايا البدن فتتحسن نوبة الربو صباحاً.
- يزداد إفراز حاثات القُنَّد (الحاثة الجريبية FSH والحاثة اللوتئينية LH) في مراحل النوم، ويثبَّط إفرازها بالنهار، كما يزداد إفراز التستوستيرون في مراحل النوم.
- يزداد إفراز الميلاتونين من الغدة الصنوبرية pineal gland في الليل (الظلام) ويتوقف إفرازها في النهار (الضوء). ويؤدي حقن الميلاتونين إلى الشعور بالنعاس.
- تزداد الإثارة الجنسية وينتعظ القضيب ويحدث القذف في فترة نوم الريم، وإن نعوظ القضيب في أثناء النوم يُميِّز بين العنانة العضوية والنفسية، فالخجولون والمصابون بالكآبة يشكون من عدم نعوظ القضيب في حالة الصحو فقط.
3ـ الجهاز القلبي الوعائي: تحدث التأثيرات الآتية في حالة:
ـ نوم الموجات البطيئة:
- تنقص سرعة نظم القلب ليصبح بين 45-60 ضربة في الدقيقة وينقص معدل النبض الكعبري.
- ينخفض ضغط الدم الشرياني الانقباضي ليصبح بين 90-110ملم زئبق في الساعات الأولى من النوم، ثم يرتفع قبيل فترة الاستيقاظ الصباحي بين الساعة 6-8، حينما يزداد إفراز الكورتيزول من غدة قشر الكظر.
- تتوسع الأوعية الدموية الجلدية وينقص حجم المصورة الدموية (البلازما) بنحو 10%.
ـ نوم الموجات السريعة:
- تزداد سرعة نظم القلب ويصبح غير منتظم، ويزداد معدل النبض الكعبري.
- يزداد ضغط الدم الشرياني الانقباضي بمقدار 30% عن قيمته في حالة الراحة بسبب تقبض أوعية العضلات الهيكلية.
4ـ الجهاز التنفسي: تحدث التأثيرات الآتية في حالة:
ـ نوم الموجات البطيئة:
- تنخفض سرعة نظم التنفس، كما تنقص السعة التنفسية ويكون التنفس منتظماً.
- تنخفض التهوية الرئوية بنسبة 13-15% بالدقيقة نتيجة ارتخاء عضلات السبيل التنفسي العلوي وانخفاض شراع الحنك، وقد ينسد الطريق الهوائي، فتحدث إعاقة بالمبادلات الغازية، مما يزيد من تركيز ثاني أكسيد الكربون بالدم وينقص تركيز الأكسجين، وتسبب فرط الكَربَميَّة حدوث تلقيم راجع feedback شديد يحرض مركز التنفس، فتحدث حركة شخيرية عميقة تؤدي إلى إدخال الأكسجين الكافي.
ـ نوم الموجات السريعة: يصبح النظم التنفسي سريعاً وسطحياً وغير منتظم لزيادة المقاومة في الطريق التنفسي العلوي، لذلك تزداد نوبات الربو في أثناء الليل نتيجة نقص الأكسجين.
5ـ الجهاز الهضمي (السبيل المعدي المعوي): تزداد فعالية السبيل المعدي المعوي فتحدث التأثيرات الآتية في أثناء النوم.
- ينقص الإفراز اللعابي.
- يزداد تقلص المعدة، ويزداد القلس المعدي المريئي.
- يزداد إفراز العصارة المعدية بين 3-20 ضعفاً، لذا تزداد الأذية المعدية والمعوية لدى المصابين بالقرحة.
6ـ الجهاز البولي: تحدث التأثيرات الآتية في أثناء النوم: ينقص الإفراز البولي وتزداد كثافته، وتزداد فعالية الألدوستيرون بتأثير البرولاكتين، فيزداد امتصاص الماء والشوارد من النبيبات الكلوية إلى الدم.
7ـ الاستقلاب العام: تحدث التأثيرات الآتية في حالة:
ـ نوم الموجات البطيئة:
- ينخفض الاستقلاب العام في البدن بنسبة 10-30٪.
- تنخفض درجة حرارة البدن، وتحدث القشعريرة، ويتعرق النائم بسبب توسع الأوعية الجلدية.
ـ نوم الموجات السريعة: تصبح درجة حرارة البدن متموجة (عدم انتظام في درجة حرارة البدن) وتتوقف القشعريرة، ويتوقف التعرق.
8ـ الخمج: يزداد النعاس في الإصابة بالخمج بسبب تراكم السيتوكينات cytokines والمواد التي تنتجها خلايا البدن في أثناء مقاومته للخمج، وهي مواد محرِّضة على النوم. وإن زيادة إفراز الكورتيزول صباحاً له تأثير مثبط لتحرر السيتوكينات، فيتحسن الالتهاب صباحاً، ويحافظ النوم على طاقة البدن التي يحتاج إليها الجهاز المناعي لمقاومة الخمج.
اضطرابات النوم
تشمل ثلاثة أقسام رئيسة هي الأرق وفرط النوم والسلوكيات الشاذة.
1ـ الأرق insomnia: هو عدم القدرة على النوم. وهو من أكثر اضطرابات النوم حدوثاً، ويُعرف بالنوم غير الكافي أو غير المريح. يحدث غالباً في فترة البلوغ، وعند المصابين باضطرابات عضوية أو نفسية.
تشمل مظاهر الأرق صعوبة البدء بالنوم، والنوم المتقطع، والاستيقاظ الباكر. ويحدث الأرق نتيجة عدة أسباب منها: التعرض للكرب stress أو التعب البدني، أو ينجم عن طول مدة القيلولة أو النوم المبكر، وقد يحدث الأرق في حالة الإصابة بالاكتئاب أو الهوس أو ظهور هجمة هلع نومي (الرعب) sleep panic attack، كما يدث في حالات إدمان الكحول أو التدخين أو تناول المنبهات قبل النوم كالكافئين والكوكائين، أو بعد الإيقاف المفاجئ للأدوية المنوَّمة كالبنزوديازبين benzodiazepine ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.
فالاكتئاب depression مثلاً يترافق بنوم متقطع، ونقص في مدته الإجمالية على حساب نوم الموجات البطيئة، مع البدء الباكر لهبَّات نوم الريم التي تسجل في النصف الأول من الليل. في حين أن الهوس mania يترافق بعدم النوم، ونقص مدة النوم الإجمالية ونوم الريم مع زيادة فعاليته. أما إدمان الكحول فمن الشائع عند بعض الناس أن شرب الكحول وسيلة للخلود إلى النوم، والواقع أن الأمر على نقيض ذلك لأن الإدمان الحاد يسبب اضطراباً في دورة النوم الطبيعية، إذ ينجم عنه نقص مدة النوم الإجمالية ونقص مدة نوم الريم التي تحدث في النصف الأول من الليل وتزداد مدته في النصف الثاني من الليل، كما تزداد مدة المرحلتين الثالثة والرابعة من نوم الموجات البطيئة. وإدمان شرب الكحول المزمن يزيد مدة المرحلة الأولى من نوم الموجات البطيئة ويُنقص مدة نوم الريم. أما الفطام الكحولي فيحدث تأخراً في بدء النوم وفي دورة نوم الريم، كما يسبب استيقاظاً متكرراً في أثناء الليل. ويسبب التدخين المزمن وشرب القهوة نقص مدة النوم الإجمالية على حساب مدة نوم الموجات البطيئة.
يؤدي تناول البنزوديازبين إلى زيادة مدة النوم الإجمالية على حساب نوم الريم، ونقصان تكرر الاستيقاظ الليلي. وتسبب مضادات الاكتئاب نقص مدة نوم الريم لذا تتحسن حالة المريض، وحين إيقاف الدواء فجاءة تحدث الكوابيس وتزداد مدة نوم الريم من جديد وتسوء حالة المصاب بالاكتئاب.
2ـ فرط النوم hypersomnia: هو زيادة الحاجة إلى النوم، ويحدث في اضطرابات الغدد الصم كالداء السكري والقصور الدرقي (الوذمة المخاطية)، كما يشاهد في بعض أمراض العضلات والتهاب القصبات المزمن والتهاب الدماغ وأورامه. ويحدث في فرط النوم ما يأتي:
- انقطاع النفَس في أثناء النوم sleep apnea: ويصيب المتقدمين بالعمر بنسبة 30٪ ومرضى القصور الدرقي والبدينين والمصابين بضخامة اللوزات وبآفات جذع الدماغ في أثناء فترة نوم الريم. تبلغ مدة توقف النفَس نحو عشر ثوان، ويتكرر ذلك نحو 30 مرة في أثناء النوم. كما يُسمع الشخير بأصوات مرتفعة وتظهر حركات من الضجر، ويصاب المريض بالأرق الليلي وبنوم نهاري مفرط وصداع وتعب صباحي.
- السَّبَخ narcolepsy أو النوم الانتيابي paroxysmal sleep: وهو الشعور بالحاجة الملحة إلى النوم لا يمكن مقاومتها في أثناء فترة النشاط اليومي، ويحدث فيه نوب من فرط النوم النهاري وتبلغ مدة النوبة نحو 15 دقيقة، فتحدث نوبات مفاجئة من نوم الموجات البطيئة. أما الجُمْدَة cataplexy فهي حدوث نوبات مفاجئة من نوم الريم في أثناء فترة النشاط اليومي، يسقط فيها المريض على الأرض إذا كان واقفاً أو في أثناء المشي نتيجة فقد التوتر العضلي فجاءة. تدوم النوبة عدة دقائق، يستيقظ المريض بعدها ويتابع سيره. وتتميز من النوبة الصرعية بعدم ظهور اختلاجات في فترة غياب الوعي. تنتج نوبات الجمدة من إصابة الوطاء hypothalamus. وهناك الشلل النومي الذي يتصف بظهور ارتخاء عضلي شامل مع وعي تام بين فترة نوم الريم والاستيقاظ الصباحي، فتكون مدة نوم الريم طويلة مع حدوث اليقظة القشرية الدماغية، وقد يحدث الشلل النومي في حالة اليقظة، ويدعى حينئذ الذهول، وفيه يكون المريض بحالة يقظة قشرية، إلا أنه يصاب بانقطاع مفاجئ للإشارات العصبية الحركية ويقع على الأرض. أما الهلس النومي hallucination فهو حدوث نوبات من الهلس السمعي أو البصري قبل النوم أو في أثنائه.
- الرمع العضلي الليلي noctural myoclonus: الذي يتظاهر بحدوث نفضات عضلية مفاجئة بالأطراف، وتنجم هذه الحالة عن قلق المريض.
ـ السلوكيات الشاذة parasomnias: تحدث الاضطرابات السلوكية الشاذة في أثناء النوم عند الأطفال، وتشمل حدوث الفزع والكابوس الليلي والسير النومي والبوال الليلي، وصرير الأسنان وغيرها. فالفزع الليلي night terror هو اضطراب في السلوك يظهر في أثناء النوم اللاريمي، وهو شائع عند الأطفال الذكور في فترة البلوغ، وفيه ينهض الطفل وهو بحالة رعب وصراخ في أثناء المرحلتين الثانية والثالثة من نوم الموجات البطيئة، ويستمر ذلك عدة دقائق، لكنه ينسى نوبة الذعر حينما يستيقظ صباحاً. أما الكابوس الليلي nightmare فهو اضطراب في السلوك، يشعر فيه النائم بحالة من الانزعاج، كالشعور بوزن ثقيل على بطنه أو صدره، ويرى الأحلام المزعجة المرافقة للقلق ويتذكرها. يحدث الكابوس في فترة نوم الريم، ويستيقظ الشخص بحالة اضطراب نفسي، يصاب به الأشخاص الذين يتناولون وجبات طعام غير ملائمة، كما يحدث عند المصابين بالأمراض العصبية أو الهضمية أو بعد الفطام من الإدمان على الكحول أو المخدرات. ويظهر السير النومي somnambulism أو المشي في أثناء نوم الموجات البطيئة بالمرحلتين الثالثة والرابعة على هيئة نوبة تمتد عدة دقائق إلى نصف ساعة، وقد يجلس الشخص في السرير أو ينهض ويسير بعينين مفتوحتين، وينجز أعمالاً كبيرة، وقد يترافق مع عصاب ذهاني psychoneurosis، وهو يصيب الأطفال الذين تمتد أعمارهم من 6 سنوات إلى 12، وينسى الطفل ما حدث بعد الاستيقاظ. أما البوال الليلي nocturnal enuresis وهو التبول اللارادي في الفراش في أثناء نوم الموجات البطيئة بالمرحلتين الثالثة والرابعة، فيشاهد بنسبة 10٪ عند الأطفال الذكور بعمر أربع سنوات و1٪ عند الإناث بالعمر نفسه.


تحليل الشخصية عن طريقة النوم بالصور .....................؟؟




تحليل الشخصية طريقة النوم بالصور

تحليل الشخصية طريقة النوم بالصور

تحليل الشخصية طريقة النوم بالصور

تحليل الشخصية طريقة النوم بالصور

تحليل الشخصية طريقة النوم بالصور

تحليل الشخصية طريقة النوم بالصور

تحليل الشخصية طريقة النوم بالصور

تحليل الشخصية طريقة النوم بالصور






التنويم الإيحائي
يرجع أصل التسمية hypnosis بالمعنى السائد اليوم إلى الجراح الإنجليزي جيمس برايد James Braid من مانشيستر في عام 1842، نسبة إلى هيبنوس إله النوم عند الإغريق. إلا أن الاهتمام العملي بهذه الظاهرة التي يعبر عنها هذا المفهوم يعود إلى وقت أبكر من ذلك بكثير، إذ إنَّها تمتد عبر الحضارات الصينية والهندية والفارسية والآشورية والبابلية والكلدانية والمصرية واليونانية والرومانية والعربية، وكانت ممارستها تعدُّ سرَّاً من أسرار رجال الدين أو الكهنة أو الأطباء أو بعض الجماعات الدينية أو ما شابه.
أما الطبيب النمساوي فرانس مسمر Franz Mesmer فقد أسماها في عام 1766 «المغنطيسية الحيوانية»، اعتقاداً منه أن سيالة المغنطيس تنتقل من المنوِّم إلى النائم، واستخدم المغنطيس في التنويم، وتخلّى عنه منذ عام 1777، وجاء الطبيب الفرنسي هيبوليت بيرنهايم (1843-1914) Hipolyte Bernheim الأستاذ في جامعة نانسي ليطلق عليها تسمية «الإيحاء» sugestion، إذ حدَّد طبيعة الإيحاء بدقة، وعدَّ أنَّ الإيحاء اللفظي الغيري verbal heterosugestion أي التأثير الانفعالي المكثَّف من خلال الآخرين، هو مفتاح التنويم. ويعود الفضل لأعمال بيرنهايم في نشوء أول مدرسة للتنويم الإيحائي المعروفة بمدرسة نانسي الأولى للتنويم Hypnosisschool of nancy I التي يرجع إليها فضل جعل التنويم طريقة رسمية في الشفاء ووضع البذور الأولى للعلاج النفسي المعياري.
وبدءاً من عام 1875 بدأت تنشر أعمال المدرسة الباريسية برئاسة شاركو J.M.Charcot إذ فهمت مدرسة باريس جوهر التنويم في حالة جسدية قابلة للمقارنة مع الهيستيريا وصفته على أنه «استعداد مميز غير مألوف للارتكاس» أي إنَّها انطلقت في محاولتها لفهم جوهر التنويم من خلال خصائص أو سمات المنوِّم، وذلك على عكس مدرسة نانسي التي فهمت جوهر التنويم في التأثير النفسي الذي يمارسه القائم بالإيحاء.
وحدث صراع بين مدرستي نانسي وباريس، ففي حين كانت مدرسة نانسي ترى أن العامل الحاسم في التنويم هو الإيحاء النفسي كانت مدرسة باريس ترى أنها منعكسات جسدية، وانتهى بعد مدّة قصيرة بانتصار مدرسة نانسي إلى أن برهن باحث الدماغ والطبيب النفسي الهنغاري كارل شيفر Karl Schaffer تجريبياً أنه حتى الإيحاء هو عبارة عن سلسلة مثيرات يمكنه أن يثير ارتكاسات في مسارات الترابط العصبية وفي الأجزاء الدماغية تحت القشرية. وعزت مدرسة بافلوف الحالة إلى أسباب فيزيولوجية تتعلق بالمثير (المنبه) والاستجابة، ويتم الإشراط باستخدام مثيرات حرارية أو لمسية أو سمعية وكلامية أو ضوئية لتوليد حالة التنويم الإيحائي.

أن العقل البشري ينقسم إلى قسمين:
1- العقل الحاضر الذي نحلل به الأمور و الأشياء التي نراهـا ونسمعها ونحسها ونلمسها ونتذوقها.ويشمل ذلك التفكير المنطقي التفكير التحليلي , الذاكرة المؤقتة , قوة الرغبة .










2- العقل الباطني الذي نخزن فيه تحليل ما ندرك, فإذا تمكنا من تنوم العقل الحاضر والتخاطب مع العقل الباطني نتمكن من تغيير أو مسح أو تقوية ما يوجد بداخل العقل الباطني من معلومات وذلك عن طريق, التنوم الإيحائي (المغناطيسي).
ويعتمد التنوم الإيحائي على رغبة المحتاج لهذا النوع من العلاج, فإذا كانت هناك رغبة أصبح من السهل التنوم والعلاج, حيث أن التنوم الإيحائي يعتمد على الحالة النفسية كثيرا من ناحية الاقتناع.






ومنذ عام 1904 بدأت المدرسة الفيزيولوجية العصبية البافلوفية تهتم بالتنويم. فمن خلال تجارب فيزيوعصبية دقيقة عبر عقود استطاع بافلوف أن يقدم فهماً أفضل للتنويم الحيواني والإنساني لا يمكننا اليوم تجاهله. وترى نظرية الإشراط البافلوفي أن التنويم الإيحائي هو كف متعلم مديد، يصيب مراكز القشرة الدماغية يجعل الشخص المنوم في حالة متوسطة بين النوم واليقظة، ولذلك قد يفيد النوم الإيحائي في تفسير النوم العادي، وقد ينبه النوم بمثيرات لفظية ، هي من النظام الإشاري الثاني عند بافلوف، وتصبح بعد التدريب لها قوة مادية شأن المثيرات المادية.
ويرى بافلوف أن الكف الداخلي والتنويم والنوم عبارة عن العملية الفيزيولوجية نفسها، وأنه من المثبت أن المثير الحيادي المتكرر على الوتيرة نفسها لنقطة ما من محيط الدماغ سوف يقود عاجلاً أم آجلاً إلى الكف الداخلي وبعد ذلك إلى النعاس، ومن ثم التنويم وأخيراً إلى النوم العميق.
وأقرت الهيئات الطبية الفرنسية والبريطانية والأمريكية استخدام التنويم الإيحائي في العلاج بعد عام 1955، إلا أن كثيراً من المشعوذين مازالوا ينسبونه إلى قوى سحرية تُيسِّر سير الإيحاء في الجسد.
والتنويم الإيحائي هو حالة خاصة من حالات النوم النفسي العصبي. ويمكن للحالة التنويمية أو لعمق النوم أن يتدرج بدرجات مختلفة تتدرج من الطور شبه التنويمي، الذي يشبه النعاس مروراً بطور الجُمدة، الذي يحدث فيه تأثير واضح في التنظيم النفسي الحركي والسلوك وصولاً إلى طور الغشوة أو الغشية الذي يشبه النوم الشديد أو العميق، حيث يُظهر تخطيط الدماغ اختلافاً في الموجات الدماغية بين الشخص النائم نوماً عادياً وبين الشخص المنوَّم إيحائياً، حيث تشير الموجات الدماغية إلى حالة أقرب إلى اليقظة.
ويرى بعضهم في النوم المغنطيسي أنه حالة نوم تحدث بفضل النظر المطول إلى أشياء مضيئة. ويرى كثيرون أنه مجرد حالة نفسية جسمية، بينما يعد التنويم الإيحائي تقنية لإحداث تلك الحالة من النوم غير الكامل. وعرفته لجنة الجمعية الطبية البريطانية بأنه حالة عابرة من الانتباه المعدل لدى الفرد يمكن أن يحدثها شخص آخر، ويمكن خلالها لشتى الظاهرات أن تبدو تلقائياً استجابة لمنبهات لفظية وغير لفظية، وتزداد فيها قابلية المنوِّم للإيحاء.
تفسير طبيعة التنويم
مازالت طبيعة التنويم غير معروفة بدقة حتى الآن، غير أن كثيراً من الدلائل تشير أنه في الحالة التنويمية تكون المعطيات الفيزيولوجية، وبشكل خاص الأجزاء الدماغية الأقدم من الناحية النشوئية، متداخلة مع المعطيات النفسية، ومن خلال ذلك يحدث على ما يبدو حصار أو كف في محيط الدماغ، الأمر الذي يقود إلى سهولة التوجيه الحسي الحركي.
تنويم الحيوانات
تعود الجذور الأولى للتجارب العلمية في التنويم الإيحائي إلى تجارب أُجريت على الحيوان، ويعتبر دانييل شفينتر Daniel Schwenter أستاذ الرياضيات والاستشراق في جامعة ألت دورف Altdorf في ألمانية أول من وصف تجربة تنويم الدجاج في عام 1636، وبعد عشر سنوات من ذلك وصف الأب كيرشر في رومة في عام 1646 هذه التجربة التي تقوم على وضع دجاجة على لوح خشبي وربط رجليها وبسط منقارها إلى الأمام ثم القيام برسم خط مستقيم أمام عينها بالقلم أو الطباشير فتبقى الدجاجة ساكنة دون حراك حتى يتم تحريكها أو تنبيهها بمنبه صوتي قوي أو ما شابه. ويمكن أن يقوم بهذه التجربة أي فرد، على أن تجارب تنويم الحيوان لا تقتصر على هذه التقنية فقط، فمن خلال الضغط على مناطق عصبية معينة أو من خلال القيام بحركات معينة يمكن جعل الحيوانات حتى المفترسة منها تدخل في حالة تنويمية. وتفيد تجربة تنويم الحيوان في فهم تجربة تنويم الإنسان، لأن كلاً منهما يمثل حالة تكيف مع البيئة للحفاظ على بقائه، وتمارس كثير من الحيوانات تنويم غيرها لتفترسها، كالعنكبوت والحشرات الأخرى، أو الذكر الذي ينوم الأنثى في أثناء الجماع، أو عندما تصاب الفريسة بحالة شلل عندما تواجه خصماً عدواً يسعى لافتراسها.
قابلية التنويم الإيحائي
لا تتعلق قابلية الأفراد للتنويم بشخصية المنوِّم بمقدار ما تتعلق بطبيعة وبنية شخصية الشخص الخاضع للتنويم أو بقابلية شخصيته للإيحاء.
ويتفاوت الناس في قابلية النوم الإيحائي والوصول إلى حالة الغشية حسب درجة قابليتهم للإيحاء، وغالبية الراشدين يمكن الوصول بهم إلى المرحلة الخفيفة من التنويم، أما الأطوار الأشد عمقاً من التنويم فلا يصل إليها إلا 20-30٪ منهم تقريباً. والأطفال أسهل تنويماً من الكبار ولا توجد فروق في التنويم الإيحائي حسب الجنس، ولا يمكن تنويم المقاومين إرادياً للنوم.
تقنية التنويم الإيحائي
استخدم في التنويم الإيحائي ثلاثة طرق هي:
1ـ إعادة تربية المواقف بالاعتماد على الإقناع: وتستخدم هذه الطريقة على نطاق واسع لدى أشخاص يعانون الوزن الزائد وفرط التدخين وغير ذلك.
2ـ التنفيس: وهو بعث الاضطراب ثم تفريغه. ونجحت هذه الطريقة في علاج العسكريين في الحرب العالمية الأولى، إلا أنها أخفقت في علاج المدنيين بعد ذلك. وهي طريقة لم تعد تستخدم اليوم إلا فيما ندر.
3ـ التنويم التحليلي: ويقوم على إزالة الاضطراب بإزالة الأعراض والأسباب.
ويستخدم أطباء الأسنان تقنيات التنويم لتخفيف ألم المعالجة بآلات حفر الأسنان، ويستخدمه الأطباء الجراحون والمولدون وأطباء النساء والمخدرون لتخفيف ألم المتعالجين.
لابد من التدريب على ممارسة هذه الطرائق لأن استخدامها بطريقة خاطئة يؤدي إلى مخاطر كأن يصاب النائمون بإدمان على التنويم الإيحائي. وتختلف مدة ممارسة جلسة التنويم الإيحائي تبعاً للشخص المنوَّم والمهمة التي يقوم بها، ويختلف عمق الإيحاء تبعاً للشخص المنوِّم وطريقة التنويم. ولكن يمكن تصنيف النوم بحالات نوم خفيف وغشية (نوم عميق) أو خدار. وتفحص الشدة بمقدار (التخشب) أو الجمدة أي ارتخاء العضلة واختزالها إلى أدنى طاقة فيها فتتجمد في الوضعية التي توضع بها.
ولتنويم الشخص الآخر يعطى بعد موافقته وتحضيره الأوامر البسيطة التي تتكرر بنبرة الصوت نفسها، ويطلب من المنوم أن يركز انتباهه على شيء ثابت أو نقطة ثابتة أو يطلب إليه أن يسترخي وأن يتنفس بعمق، وأن يعود في شعوره وانتباهه إلى سن معينة فيتذكر أحداثها، ويتقمص نفسه في تلك السن التي يقدر المعالج أنها سبب المشكلة. وقد يطلب المنوِّم من النائم أن يتصور نفسه في مرحلة مقبلة. أو أن يعيد المتعالج تركيب أحداث حياتية معينة أو يطلب منه تبني أنماط سلوك معينة.
وتنتهي جلسة التنويم الإيحائي بأن يطلب المنوِّم من النائم أن يعد حتى الخمسة مثلاً، أو يصدر عن المنوِّم صوت لإعادة النائم إلى اليقظة، أو يصحو النائم بنفسه، وبعد ذلك تتم مناقشة الجلسة مع المتعالج. وتحتاج ممارسة إنهاء جلسة التنويم المغنطيسي إلى مهارة لا يستطيع القيام بها إلا الممارسون المحترفون الحاصلون على ترخيص خاص بمزاولة التنويم.
مجالات استخدام التنويم الإيحائي
استخدم التنويم الإيحائي في البحث العلمي لفهم عقل الإنسان والتمييز بين السلوك السوي والسلوك الشاذ. واستخدم في الطب النفسي والعلاج النفسي للتخفيف من الإرهاق وتهدئة الأعصاب المتوترة، أو التخفيف من الاكتئاب أو السيطرة على عادات ضارة كالتدخين أو تغيير العادات في الأكل والرياضة البدنية أو علاج مشكلات النطق، وقد استخدم في التخفيف من آلام الأمراض الخطيرة كالسرطان، والمزمنة كالتهاب المفاصل، والجلطة الدماغية. واستخدم في القضايا القانونية لاستعادة الذاكرة في شهود عيان، وتذكر ضحايا الجريمة. ولكن الشواهد منها لا تعد صادقة تماماً، لأن بعض الناس قد يميلون للكذب أو يرتكبون الأخطاء خلال جلسة التنويم الإيحائي.
غير أن المجال الرئيس لاستخدام التنويم الإيحائي هو المجال العلاجي، إذ يُستخدم كتقنية علاجية مساعدة، وليست أساسية، ضمن تقنيات علاجية أخرى للتخفيف من حدة أعراض معينة أو للسيطرة عليها، وخصوصاً في المجال النفسي الجسدي كالاضطرابات الوظيفية واضطرابات نقص التروية الدموية واضطرابات النوم وحالات الألم والسلوك الإدماني وسلوك الطعام واضطرابات القلق واضطرابات السلوك والاضطرابات الجنسية الوظيفية وغيرها.
مخاطر التنويم الإيحائي
ليس للتنويم الإيحائي أيُّ مخاطر أو أعراض أخرى جانبية إذا ما استخدمه متخصّص مؤهّل لهذا الغرض في المجالات التي يكون فيها التنويم فاعلاً. أما مجالات عدم الاستخدام التي يكون فيها التنويم ضاراً ولا يجوز استخدامه أبداً فهي: الذهانات داخلية المنشأ كالمرض الهوسي الاكتئابي أو الفصامات، وكذلك في الأعراض الذهانية خارجية المنشأ. ولا يجوز استخدام التنويم مع مرضى تعرضوا لاغتصاب، أو لهدف إقناع تربوي عند الأطفال، بسبب مخاطر حدوث كف في النمو لديهم.