Search - للبحث فى مقالات الموقع

Saturday, February 19, 2011

بيوتر إيليتش تشايكوڤسكي Pioter IlyichTchaikovsky (Tschaikowsky)



بيوتر إيليتش تشايكوڤسكي Pioter IlyichTchaikovsky (Tschaikowsky) مؤلف موسيقي روسي ولد في فوتكينسك Votkinsk وتوفي في بطرسبورغ. درس الحقوق نزولاً عند رغبة والده في بطرسبورغ حين استقرت العائلة فيها عام 1852، وصار، عام 1859، بعد انتهاء دراسته، موظفاً في وزارة العدل. وكان تشايكوڤسكي قد بدأ دراسة العزف على البيانو منذ سن السابعة من عمره، وكان يشارك في الغناء في الجوقة الغنائية الكنسية. ولما كان حنينه إلى دراسة الموسيقى شديداً دفعه إلى متابعة دراسته الموسيقية في العزف والتأليف الموسيقي في المعهد الموسيقي(الكونسرڤاتوار) في بطرسبورغ وحاز شهادته عام 1865 لقطعته الغنائية «المغناة» (الكانتاتا) cantata بعنوان «إلى السعادة» للشاعر الألماني شيلّر. وفي العام التالي، أسس نيكولاي روبنشتاين N.Rubinstein كونسرڤاتوار موسكو، وعيّن تشايكوڤسكي أستاذاً لتدريس مادة الانسجام[ر] (الهارموني)، ودام ذلك حتى عام 1877، وغدا ناقداً موسيقياً في إحدى جرائد العاصمة. وشاعت موسيقاه ـ بوصاية روبنشتاين لها ـ الذي كان قائداً للأوكسترا[ر.الفرقة الموسيقية] أيضاً. وألّف تشايكوڤسكي، في سني إقامته في موسكو، مايقرب من ثلاثين مؤلفة موسيقية منها، أربع أوبرات كانت أولها «ڤويڤودا» (1868) Voyevoda، وأربع سمفونيات أولها «أحلام أيام الشتاء» (1866) Winter Daydreams، وقصيد سمفوني symphonic poem«روميو وجولييت» (1869)، وحوارية[ر] (كونشرتو) أولى للبيانو مع الأوركسترا (1875)، وباليه «بحيرة البجع (التّم)» (1876) Swanlake.
تعرّف تشايكوفسكي «مجموعة الخمسة»، وهي خمسة موسيقيين روس نادوا بقومية الموسيقى الروسية عوضاً عن الموسيقى الأجنبية وهم: بالاكيريف M.Balakirev، وكْوي Cui، وموسورغسكي M.Moussorgsky، وريمسكي ـ كورساكوف N.Rimsky-Korsakov (وهو من أشهرهم)، وبورودينA.Borodin، وغدا تشايكوڤسكي صديقاً لبالاكيريڤ، وعلى خلاف عميق مع موسورغسكي الذي كان أشد المجموعة تمسكاً بقومية الموسيقى بخلاف تشايكوفسكي الذي لم يلق بالاً لنهج «المجموعة» القومي. ومع ذلك، فقد أبدى أعضاء المجموعة إعجابهم بسمفونيته الثانية التي كان يتخللها بعض الألحان الفولكلورية الروسية، إلا أنهم اتهموه، فيما بعد، بأن موسيقاه أوربية لاتنتمي إلى المشاعر الروسية. ومن دواعي ذلك أن الناقد الموسيقي والأدبي ستاسوف (1824-1906V.Stassov، الذي كان المشجع للمجموعة والناطق باسمها، كان يقدم لأعضائها موضوعات أدبية روسية لتلحينها، بينما كان يمنح تشايكوڤسكي أدبيات أجنبية، إضافة إلى ذلك، كان الموسيقي دارغوميشكي (1813-1869) A.Dargomyzsky قد أوحى إلى تشايكوڤسكي بوجوب شيوعية الموسيقى دون توكيد قوميتها. وهذا ما شجعه على زيارة عدة بلاد أوربية وتوسيع علاقاته الفنية مع موسيقييها، إضافة إلى إعجابه بمشاهير مؤلفي الأوبرا الإيطاليين مثل روسيني G.Rossini، وفيردي G.Verdi، وبلّيني V.Bellini، وبالكثير من الرواد الموسيقيين الأوربيين السابقين له مثل موتسارت، وبتهوڤن وغيرهما من المشاهير.
كانت علاقات تشايكوڤسكي النسائية فاشلة. وكان أن تعرّف عام 1868 المغنية البلجيكية ديزيريه آرتو D.Artot إلا أن علاقتهما العاطفية سرعان ما فُصمت عراها. وتزوج عام 1877إحدى طالبات كونسرڤاتوار موسكو ثم انفصل عنها بعد أسابيع قليلة. وإضافة إلى معاناته النفسية بسبب فقدان والدته، والصعوبات المالية التي يعانيها، كل ذلك كان له الأثر الكبير في سلوكه الشخصي والنفساني، وكان عنصراً فعالاً في حياته الاجتماعية والفنية. ولم ينقذه من محنه تلك سوى صلته الروحية بالأرملة الثرية الروسية فون ميك N.Von Meck التي عشقت موسيقاه، دون أن يلتقي بعضهما بعضاً، وخصصت له راتباً سنوياً سخياً للتفرغ للتأليف الموسيقي فحسب، وعدت فون ميك بذلك نصيرته الأدبية والفنية والمالية، وحبه الوحيد البريء. توالت بعد ذلك جولات تشايكوڤسكي الموسيقية في أوربة وأمريكة مؤلفاً موسيقياً وقائداً للأوركسترا. وافتتح عام 1891 مسرح كارنغي هول Carnegie Hall في نيويورك، وحاز شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة كمبردج Cambridge في لندن عام 1893، قبل وفاته بأربعة أشهر. وأقيمت له تماثيل شخصية ـ بعد وفاته ـ في موسكو وبطرسبورغ، وتحولت داره في مالدانوڤاMaldanova إلى متحف خاص لحياته الموسيقية والخاصة. وتقام مسابقات دولية سنوياً في موسكو باسم «تشايكوڤسكي».
لاقت مؤلفات تشايكوفسكي تأييداً فنياً، وشاعت في روسية ومدن أوربة وعواصمها، عدا ڤيينة وباريس، وفي أمريكة الشمالية. ولما كانت الموسيقى تعكس حياة الإنسان، كانت موسيقى تشايكوڤسكي مرآة لانفعالاته ومشاعره العاطفية، ومثالاً للرومنسية الأصيلة فيه. ومع ذلك لم يكن ميالاً إلى الكثيرين من الموسيقيين الرومنسيين من أمثاله. وبسبب استسلامه لعواطفه الجياشة في موسيقاه، فإنه لم يوفق في السيطرة على البناء الموسيقي في بعض ألحانه. ومع أنه كان يؤمن بعولمة الموسيقى، ويمثل التيار الغربي في بلده، فهو لا يعد نفسه بعيداً عن القومية الروسية. وفي الحقيقة، فإن العنصر الروسي الأصيل لايمكن إنكاره في موسيقاه. فالموسيقى الشعبية كانت ذكرى طفولته السعيدة، وحلية في بعض ألحانه، فلم تكن أساساً في مؤلفاته كما هو الحال في موسيقى موسورغسكي مثلاً.
من مميزات موسيقى تشايكوڤسكي التقانة الجادة والمشاعر الصادقة في أعماله. فقد قدّم الباليه بنمط سمفوني كانت بدايته على يديه. وكتب أعمالاً كثيرة في صيغ موسيقية مختلفة منها: عشر أوبرات من أشهرها «أوجين أونيغين» (1878) Eugene Onegin و«ملكة البسطوني» (1890) Queen of Spades، وثلاث باليهات شهيرات وهي «بحيرة البجع» و«الجميلة النائمة» (1889) Sleeping Beauty، و«كسارة البندق» (1890) Nutcraker، وثلاث حواريات للبيانو (أشهرها الأولى ـ 1875) وحوارية للكمان (1878)، وست سمفونيات أشهرها الثلاث الأخيرات وخاصة السادسة منها «المؤثرة» Pathétique (وهناك أوراق متناثرة لسمفونية سابعة غير مكتملة)، وافتتاحيات overtures مختلفة من أشهرها «فرنشيسكا داريميني» (1876)Francesca da Rimini  و«افتتاحية 1812» (1880) و«هملت» (1888)، وقطعة «المارش السلافي» (1876) Slavonic March، و«النزوة الإيطالية» (1880) Italian Caprice، وثلاث رباعيات quartets وترية، وقطع موسيقية وافرة من موسيقى الحجرة [ر. الموسيقىChamber Music ولمختلف الآلات الموسيقية المنفردة وللمجموعة وللغناء المنفرد وللجوقات الغنائية.