تعد سيرة ابو زيد الهلالى من اضخم وابقى الاعمال التراثيه التى تحكى و تخلد حياه العرب البدو الرحل و بيان خطوط الهجرة من الجزيرة العربية إلى مختلف بلدان العرب فيما يعرف حاليا بمنطقه الشرق الأوسط وذلك بحثا عن المرعى و المياه و كيفيه تقرب وتلاحم الثقافات و العادات بين القبائل العربيه المختلفه مما ادى إلى اثراء و توسع هذه القبائل وانتشارها . تبدأ هذه السيره ببيان المجتمع القبلى فى الجزيرة العربية عن طريق قبيلة بنى هلال
بطل أشهر الملاحم الشعبية العربية المعروفة بسيرة بني هلال وقد صورت الملحمة وقائع العرب في الفترة من منتصف القرن الرابع الهجري وحتى منتصف القرن الخامس الهجري إبان عصر الدولة الفاطمية . وعلى الرغم من شهرته لم يكن أبو زيد الهلالي محور هذه الملحمة وانما واحد من أربعة انتهت إليهم الرياسة في القبيلة وهم حسن بن سرحان المعروف ب(أبي علي) الملقب بالسلطان ودياب بن غانم والقاضي بدير بن فايد وأبو زيد بن رزق الهلالي .
ولقد مهدت الملحمة ولادة هذا البطل بحادث فذ جعله يبدو كانسان خارق . وترتكز بطولة أبي زيد على دعامتين الأولى الشجاعة وقد بالغ فيها الشعب العربي حتى أخرجها من الممكن وتجاوز بها الطاقة البشرية وكاد يعتبرها من الخوارق أما الدعامة الثانية فهي الحيلة وقد أهله الشعب العربي لها بأن علمه مختلف العلوم والفنون واللغات فهو يستطيع أن يتنكر في أي زي وأن يحترف أي مهنة وأن يتحدث بأي لغة .
ومن هنا جاء المثل العربي الشهير " سكة أبي زيد كلها مسالك " كناية عن قدرته الخارقة على اجتياز الصعاب . وابتدعت الملحمة الشعبية مبرراً للغزوة الهلالية التي اصطحب فيها أبو زيد من أرض نجد إلى بلاد المغاربة خيرة الفرسان ومن بينهم يحي ومرعي ويونس . وكان المبرر هو وقوع أولئك الفتيان الثلاثة في يد الخليفة " الزناتي " بمدينة تونس الخضراء . واحتال أبو زيد حتى تخلص من الأسر وعاد إلى قومه في نجد فما كان مهم إلا أن قاموا معه قومة رجل واحد يستهدفون مدينة تونس لتخليص الثلاثة وتحريرهم . وقد آثر الشعب العربي هذه الشخصية بحبه وأعطاها مكان الصدارة ليس فقط بين أبطال سيرة بني هلال وإنما أيضاً بين أبطال السير الشعبية جميعاً
.
السيرة الهلالية هي واحدة من السير الشعبية العربية الأقرب إلى ذاكرة الناس، و الأكثر رسوخاً في الذاكرة الجمعية. وتبلغ نحو مليون
بيت شعر.
وهي عبارة عن ملحمة طويلة تغطي مرحلة تاريخية كبيرة في حياة بني هلال أبطال السيرة الهلالية، و تبدأ جذورها في سيرة الزير سالم جد الهلالية. ثم تمتد لتشمل تغريبة بني هلال و خروجهم إلى تونس.
السيرة الهلالية هي واحدة من السير الشعبية العربية، وهي عبارة عن ملحمة طويلة تغطي مرحلة تاريخية كبيرة في حياة بني هلال المعروفة بهجرة بني هلال، وتبدأ جذورها في سيرة الزير سالم جد الهلالية. ثم تمتد لتشمل تغريبة بني هلال وخروجهم إلى تونس. هي السيرة الأقرب إلى ذاكرة الناس، والأكثر رسوخًا في الذاكرة الجمعية. وتبلغ نحو مليون بيت شعر. وإن أضفى عليها الخيال الشعبي ثوبًا فضفاضًا باعد بين الأحداث وبين واقعها، وبالغ في رسم الشخصيات.
ومن السيرة الهلالية تتفرع قصص كثيرة مثل قصة الأمير أبو زيد الهلالي وقصص أخته شيحة المشهورة بالدهاء والاحتيال، وسيرة الأمير دياب بن غانم الهلالي، وقصة زهرة ومرعي. وغيرها من السير المتراصة التي تشكل في مجموعها ما يعرف بسيرة بني هلال. والسير الشعبية هي من أهم مصادر الثقافة في أرياف البلاد العربية، وخصوصًا إذا ما أخذنا في الاعتبار نسب الأمية المرتفعة. ويسمى المهتم بالسيرة الهلالية بالمضروب بالسيرة. ومنهم الشاعر الشعبي عبد الرحمن الأبنودي. هذه القصة الغنية بالشخصيات والأحداث والمواقف، تضفي على الأدب الشعبي لونًا خاصًا يمثل الحياة الاجتماعية والفكرية التي كان يعيشها الإنسان العربي في تلك الفترة من الزمن.
وقائع تاريخية
بنو هلال قبيلة عربية تغلب عليها الفاطميون بعد عدائها لهم فنقلوها إلى صعيد مصر أول مرة ثم بدا لهم أن يتخلصوا منها نهائيا ومن أعدائهم في المغرب فسمحوا لها ولأحلافها بعبور النيل. وهكذا بدأت ملحمة دامت عدة قرون وكان ذلك عام 1149م.
قبائل هلال، وسليم، ودريد، والأثبج، ورياح، قد هاجرت من نجد من منتصف القرن الخامس الهجري، واستمرت موجات الزحف لما يقرب عن قرن. وقد استطاع عبد المؤمن بن علي إمام الموحدين التصدي لها بعد أن وطن بعضها واستعان ببعضها على بعض.
وأصل الأمر أن هذا الزحف قد تم بتدبير الوزير اليازوري وزير الخليفة الفاطمي في مصر، والذي منح المعز بن باديس حاكم أفريقية عام 435 هـ لقب "شرف الدولة"، وبدلا من أن ينحاز "المعز" بعد هذه المنحة للخليفة الفاطمي، انحاز لعامة شعبه الذين قاموا بثورة ضد أصحاب المذهب الشيعي الإسماعيلي، وبالفعل أمام الثورة الشعبية نادى المعز بإتباع مذهب الإمام مالك وخطب في المساجد للخليفة العباسي القائم بأمر الله، واعترف له الأخير باستقلال المغرب تحت إمرته.
جن جنون الخليفة الفاطمي في مصر، مما يحتسبه نصرا للخليفة العباسي السني في بغداد، فأشار عليه الوزير اليازوري بتحريض قبائل نجد بالزحف على تونس، فكان ما كان. وتصدى لهذا الزحف المعز بجيش مؤلف من قبيلتي زناتة وصنهاجة، ويقال إن هروب زناتة بعد بطولات المعز هو ما حسم الأمر للغازين.
لكن السيرة لا تذكر شيئا عن الشيعي والسني والخليفة الفاطمي والعباسي، بل تقدم مبررا أخلاقيا لهذا الغزو، وإن نوهت ولو بشكل متوار على ما حدث، ففي السيرة أن "زناتة" أو الزناتي خليفة وحلفاءه قد طمعوا في أرض يحكمها الأمير "عزيز الدين بن الملك جبر القريشي"، فاستولوا عليها بالخداع، فاستعان الشريف القريشي بأبناء عمومته من قبائل نجد، ليردوا الحق السليب لأصحابه الأشراف.
محتوى السيرة
السيرة الهلالية تضم خمسة كتب، الكتاب الأول هو خضرة الشريفة ويتناول مأساة رزق بن نايل جرامون بن عامر بن هلال قائد الهلاليني وفارسهم وأميرهم، الذي تعجب خضرة بخلقه وشهامته وفروسيته رغم أن فارق العمر بتهما 45 عامًا. والكتاب الثاني هو "أبو زيد في أرض العلامات" حيث أتمت خضرة خمس سنوات تحيا في منازل "الزحلان" في كنف الملك فاضل بن بيسم.
ويسرد هذا الكتاب ما حدث لأبي زيد في بلاد الرحلان من علو المجد والشام وفي "مقتل السلطان سرحان" وهو الكتاب الثالث يتخفى أبو زيد في ملابس شاعر رباب ويدخل قصر حنظل بعد أن عرفت نساء بني هلال حقيقته وتكتشف عجاجة ابنة السلطان حنظل حقيقة فارس هلال فتبلغ أباها الذي يعتقل غريم بني عقيل. ليقيد بالسلاسل ويلقي به في السجن انتظارًا لشنقه. [1]
أما الكتاب الرابع (فرس جابر العقيلي) وكيف خاض أبو زيد الأهوال ليعود بالفرس التي حكت عنها الأجيال، وفيه يحتال الدرويش لدخول جناح الأميرة ليلضم لها عقدًا، ويقرأ لها الطالع وتكاد جارته أن تكتشف تسلله والهدف منه، لكنه يقنعها بدروشته وفقره وبالرشوة أيضًا، بأن أسئلته عن "الخيمة المتبوعة" إنما هي من قبيل الفضول. وفي الكتاب الخامس (أبو زيد وعالية العقيلية) وكيف أسرت أبو زيد بجمالها وكيف ناضل إلى أن اقترن بها وفيه ليلة وداع البطل لعالية العقيلية حيث أولمت الولائم ووجهت الدعوة لحراس فرس والدها الملك (السلطان) جابر العقيلي، ووضعت في المنان مخدرًا قويًا لينام الحراس كي يتمكن أبو زيد من امتطاء الفرس والانطلاق إلى خارج المدينة.[1]
محور السيرة
يتمحور موضوع السيرة الهلالية عن التجربة الحياتية للحلف الهلالي المكون من قبائل نجد المقاتلة والمدافعة عن قيم الأمة وشرفها. وكعادة الملاحم، هي تستنهض الأمم بذكر أمجادها العسكرية، وبطولات القادة الذين أنجبتهم أرضها في السلم والحرب. وتعيد السيرة الشعبية تاريخ الأمة وتفسره بطريقة فنية حسب معتقدات البسطاء.
"هلال" الجد البعيد الذي تنتسب له القبيلة المحاربة قبيلة "بني هلال" هو أحد رجال الإسلام الذين أبلوا أحسن البلاء في الدفاع عن الرسول في غزوة تبوك - هذا ما تذكره السيرة وإن كان غير صحيح - فاستحق بذلك التمجيد، ونال نسله فخر البطولة وشرف الفروسية. وفي اللحظة التي تبدأ فيها السيرة، يكون فارس بني هلال المغوار هو "رزق بن نايل بن جرامون بن عامر بن هلال"، حامي حمي الحلف الهلالي.
وعبر ملابسات معينة يتزوج "رزق" من "خضرة الشريفة" ابنة الأمير "قرضة الشريف" حامي الحرمين وحامل مفتاح الروضة الشريفة، وينجب منها "أبو زيد الهلالي سلامة"، ليكون بذلك جامعا لطرفي المجد، فهو بذلك شريف من نسل النبي يأخذ ويرث من ناحية أمه الحكمة والعلم، ومن ناحية أبيه مجد البطولة وعنفوان الفروسية. [2]
ولكن ينكر رزق نسب ابنه أبو زيد ويتهم أمه خضرة بالزنا وطردها من مضارب القبيلة وابنها لم يتجاوز 7 أيام، فتربيه أمه على الفروسية من صغره بعد أن تلجأ لحاكم مدينة العلامات الملك فاضل الزحلاني وتظهر على أبوزيد علامات النبوغ وهو طفل صغير، ويستطيع في طفولته أن يخوض صراعا مع بنى عقيل أعداء أهله بنى هلال، حتى يستعين مشرف العقيلي على أبوزيد بعدد من فرسان بنى هلال ومنهم عم أبوزيد الأمير عسقل الذي سأهم في طرد خضرة الشريفة من مضارب الهلالية ويحارب أبوزيد فرسان الهلالية ويقتل عمه الظالم عسقل ويأتي لأمه بحقها بعد أن يعنف أباه الأمير رزق بن نايل ويحكم على بنى هلال أن تعود أمه خضرة الشريفة على بساط من حرير تأكيدا لبراءتها.
ويعود أبوزيد إلى أهله بنى هلال ليصبح فارسها المغوار وليقاتل العدو الأجنبي اليونانيين الذين هاجموا الأراضي العربية، وتتوالى مغامرات أبوزيد الهلالي ويخوض تغريبة طويلة مع بنى هلال عندما يرحلون غربا بحثا عن المرعى بعد ثمان سنوات من الجفاف لتتوالى فصول سيرته ليرحل إلى تونس ومعه أبناء الأمير حسن مرعى ويحيى ويونس وتتوالى القصص الفرعية من مقتل مرعى وحب يونس لعزيزة والصدام الكبير بين أبوزيد وحاكم تونس خليفة الزناتي أو حسب الرواية الشعبية الزناتي خليفة وتقوم الحرب بين بنى هلال وحلفائهم قبائل الزغابة من جهة وبين بنى قابس بزعامة خليفة الزناتي وأشجع فرسانه المسمى بالعلام من جهة أخرى بعد أن رفض الزناتي أن يحصل بنو هلال على المرعى في أراضيه، لينال جزاءه مقتولا على يد دياب بن غانم كما تنبأت سعدى الزناتي. [3]
و "التغريبة" هي موجة هجرة كبيرة قامت بها قبائل من نجد مخترقة مصر عابرة إلى المغرب العربي، بعد ما مر بهذه الأرض من مجاعة أهلكت الجميع. واستوطنت تلك القبائل أرض تونس، بعد أن زحفت إليها تسوق رجالها ونساءها.
التغريبة ورواياتها
تحمل آي سيرة عادةً اسم البطل، مثل سيرة عنترة بن شداد، سيرة الأمير سيف بن ذي يزن، أو سيرة الظاهر بيبرس، أو سيرة ذات الهمة، لكننا لا نجد هذا الأمر في السيرة الهلالية، يختلف البطل حسب المنطقة الجغرافية، ففي شرق الوطن العربي بطل السيرة هو أبو زيد الهلالي سلامة. في بلاد المغرب يصبح الزناتي خليفة. أما في الجنوب فهو دياب بن غانم.
يختلف منظور السيرة حسب زاوية النظر، الرواية في الشرق بطلها أبو زيد الهلالي سلامة، الفارس الأسود، الذي تُتهم أمه في شرفها لسواده وهي التي دعت الله أن يهبها غلاما يماثل الطائر الأسود القوي الذي رأته واختارته. في بلاد المغرب الزناتي يظهر أقوى وأروع آيات البطولة، ثم المقاومة بعد الاحتلال، وهو نموذج البطل الشعبي المناضل في السيرة. فالروايتان لا تقللان أبدا من قدر بطولة البطل الآخر، مع الاحتفاظ بكونه العدو. بل إن الرواية المغربية تعطي أبو زيد من الأوصاف والمقدرة والبطولة ما تجعله لا يهزم البشر فحسب بل الجان كذلك. كما أن الرواية الشرقية تعطي الزناتي من أبيات المدح في مآثره وشجاعته وجسارته ما يفوق الأخرى، كذلك فإن كلا البطلين لا ينكران قيمة الآخر، بل يكيلان المديح لبطولة الآخر.
الرواية ثالثة في الجنوب تنتصر لـذياب بن غانم. فذياب بن غانم هلاليا، من الزغابة، وزغب هي قبيلة من قبائل بني هلال ويعود نسبها إلى زغبـة بن أبي ربيعـة بن نهيك بن هـلال بن عامـر بن صعصعـه ،وذياب مع قوته وعنفوانه يحاول دائما الاستيلاء على السلطة في غيبة أبي زيد الذي يردعه، وهو نفس ما يفعله في تونس مع "الزناتي"، لكن رواية الجنوب لا تراه رمز الخسة والبطش، بل تراه البطل المناوئ، هو ليس من السادة والأكابر، وليس من بيت الحكم، لكنه الأمل الذي يمكن للصاعد من أسفل إذا ما أجتهد أن يناله فيكون بذلك قد نال ما يستحق.
الموروث الشعبي
رواة سيرة بني هلال الشعبية هم من العامة والذين لا يقرءون ولا يكتبون في غالب الأمر، وإنما تناقلونها خلفًا عن سلف. ولو قمنا بمقارنة بين ما بقي من أحداث هذه السيرة الشعبية في الذاكرة الجماعية وبين ما تتداول في الأسواق من كتب السيرة الهلالية لوجدنا إنهما يشتركان في شخوص وأبطال تلك السيرة الشعبية والخطوط العريضة لتلك السيرة، ولكنهما يختلفان في الكثير من التفاصيل الخاصة بها.كان الراوي أو الحكواتي يحكي تفاصيل أخبارها وبطولات فرسانها وشجاعة شخصيّاتها، فتملأ نفوسهم بالعزّة والأنفة، مغتبطين بنصر هؤلاء الأبطال على أعدائهم، في كلّ حلّ وترحال، أو لقاء في ساحات القتال. الشعب العربي كان ولا يزال شديد التمسك بسيرة بني هلال كثير الإقبال على مطالعتها، يجعلها حديث لياليه، ويمجد أبطالها ويتعصب لهم ويرى فيهم آماله ومثله العليا، ولا شك أن شخصية أخيل اليوناني وأوروما الهندي أو رستم الفارسي هي بالنسبة إلى قومه كشخصية أبي زيد الهلالي بالنسبة إلى العرب.[4]
يحكي الراوي سيرة بني هلال التي شكلت جزءًا كبيرًا من الذاكرة الشعبية، بما زخرت به من أحداث، وبما حملته من صفات بطولية ومن صفات الكرم والشجاعة والمروءة والأخلاق الحميدة وتلك الأخلاق والشيم العربية التي تحلّى بها أبطال تلك الحكايات، فكان النصر دائمًا للخير وأصحابه والهزيمة والفشل دائمًا للشر وأعوانه:
"قال الراوي: بعد وفاة الزير أبي ليلى المهلهل وضعت امرأة الأوس غلامًا سمّوه عامرًا وعندما بلغ سن الرجولة تزوج بامرأة من أشراف العرب فولدت له غلامًا في نفس الليلة التي مات فيها جده الجرو فسمّاه هلالًا؛ وهو جدّ بني هلال، وكان متصفًا بالفشل والأدب. ولما كبر الأمير هلال تزوج بامرأة بديعة في الجمال فولدت غلامًا سماه المنذر. واتفق أن هلالًا زار مكة في أربعمائة فارس وطافوا حول البيت وتشرف بمقابلة النبي المختار فأمره النبي (صلى الله عليه وسلم) أن ينزل في وادي العباس. وكان النبي يحارب بعض العشائر المعادية له فعاونه الأمير هلال، ومدّه بالعساكر. وكانت فاطمة الزهراء راكبة على جمل في الهودج فلما رأت هول القتال ومصارعة الأبطال؛ حوّلت راحلتها لتبتعد عن القتال، فشرد بها الجمل في البر، فدعت على الذي كان السبب بالبلاد والشتات. فقال لها أبوها: ادعي لهم بالانتصار فهم بنو هلال الأخيار، وهم لنا من جملة الأحباب والأنصار. فدعت لهم بالنصر فنفذ فيهم دعاؤها بالتشتيت والنصر. ثم رحل الأمير هلال إلى وادي العباس وعسكر في تلك النواحي. ولما سمعت به العريان تواردت إليه من جميع الجهات، فكثرت عند الأصحاب والأنصار. وكان له ولد حلو الشمائل وكان فارسًا مشهورًا وبطلًا عنيدًا اسمه المنذر. قال الراوي: بينما كان المنذر جالسًا في نافذة قصيرة، رأي ابنة قاهر الرجال تخطر أمامه وهي تميس حسنًا ودلالًا فعشقها..". |
السيرة الهلالية بين السير الأخرى
- سيرة سيف بن ذي يزن
- ولا تناهز السيرة الهلالية طولًا إلا سيرة مناس القرغيزية، التي تتعدى 2 مليون بيت شعر.
مراجع
- ^ أ ب عبد الرحمن الأبنودي السيرة الهلالية نيل وفرات.كوم تاريخ الولوج 30-03-2009
- ^ السيرة الهلالية.. قراءة لفهم الذات والآخر 1 إسلام ان لاين، تاريخ الولوج 30-03-2009
- ^ الهلالي سلامة.. البطل العادل الذي يحتاجه العرب، اليوم السابع
- ^ فرائد اللآل في سيرة بني هلالنيل وفرات.كوم تاريخ الولوج: 31-03-2009
قصته الأسطورة
الروايات قد تتفق عنه من مكان إلى آخر مع بعض التحريف والمهم كل اقليم من الجزيرة يدعي رحيله مع بني هلال بن عامر بن صعصعة من منطقته أحد يصر على أن رحيلهم كان من نجد ونحن نقول من الحجاز وندعم هذا القول بشهادة المؤرخ اليمني مفرح الربعي الذي قدم أواسط القرن الخامس للحج وحيث أثبت أنه مر على بديار بني عامر عام 459هـ في قدومه من مكة بعد أداء الحج وذهب للمدينة ثم بعد ذلك مر على ديار حرب حتى وصل المدينة ، فكان رحيل بني هلال في أواخر القرن الخامس الهجري عبر سيناء فمصر ثم تونس الخضراء فالمغرب العربي وتوجد عشائر بني هلال في الشريط الشمالي الافريقي في الدول العربية حتى الآن ومنهم بنو مسكين في مدينة البروج . وهذا أبو زيد العربي الاسطوري ذاع صيته في كل نواحي المعمورة وصارت اسطورته يحاك عليها الإليادة العربية الشهيرة وهذه القصة منقوله لكم من منتديات يام جنوب المملكة . إلا إنها تنسب زوجته عليا إلى شيخ من قحطان والمعروف لدينا فيما بين الحرمين على أن عليا هلالية الأصل عامرية الارومة حتى أننا أسمينا حصن الجحفة بقصر علياء فلندعكم والقصة لكن أولا انظروا لذلك الحصن الذي خلدنا ذكراها به تيمنا باسمها الشهير رحمها الله تعالى لازال شاهد عيان بالاضافة لتاريخ الربعي:
قصر علياءالهلالية قرب ميقات الجحفة 4 كم شمالا استخدمه العباسيون كقلعة عسكرية وسوق تجاري
بداية قصة الرحيل:
ابو زيدالهلالي (سلامة) كان يوصف عليا عند الامير حسن بن سرحان يقول عليا إذا وقفت من اوسط البنات بالطول وإذا جلست تكون اطولهن ( يقصد بكلامه أن فخوذها كبار إذا جلست ترفعها ) راح الامير يشوفها واخذ معه واحد اسمه ابو العلا وكان الامير راكب ناقه يوم شافها انبهر من جمالها ما يدري يمشي في أي اتجاه بالعربي ضيع نزل من ناقته وراح يمشي ويردد قصيده يقول فيها :
ابا العلا قدلي مع الدرب ناقتي *بحسناك والا ناد لي من يقودها
يقولون لي عليا نشاش دقاقـه*وانا اقول ريان من الغي عودها
ان وقفت دق العسيلي بوركهـا*وان دنقت ما رده الا نهودهـا
قولو لطراد الهوى يطرد الهوى*وانا كفيلك عن بلاوي حسودها
قال أميرهم قولوا لأبو زيد ياخذها
العسيلي هو نوع من الجلد المقوى على شكل حزام وسيع على شكل حجل في الوسط ويقصد بالبيت ان وسطها ضامر مافيه شي يرد الحزام
على كذا يسمح لابو زيد ما لا يسمح لغيره طبعاً هذا ابوزيد الهلالي من قده
تزوجها ابو زيد
وكان معروف عن بني هلال انهم اهل طرب ورقص وفلة حجاج بس مافيه شي يدوم لانه جاهم اسبوع امطار الليل والنهار تصب عليهم ما قدروا يرقصون ولا ياخذون حريتهم من المطر قال لهم واحد( ويقال انها عجوز في اغلب الروايات ) اذا تبون المطر يوقف اسلخوا لكم بقره وهي حيه ويوقف المطر طبعاً هم ماصدقوا خبر سوو اللي قالته العجوز وفعلاً وقف المطر والوقفه الواقفه اخذوا ثمان سنين ما جاهم ولا قطره ولا هب عليهم الهبوب
ومن قصص ابو زيد مع ولد اخته...
والقصة كما يقول الرواة جرت في أثناء رحلة أبي زيد وابن اخته يحيى للبحث عن الأراضي الخصبة لأدباشهم ، وعندما خلص الماء الذي معهم في أثناء مسيرهم وردوا على ماء في ضواحي ( الأجفر ) ولما أناخو ركائبهم وجاءوا إلى البئر يريدون استخراج الماء وإذا البئر مهجور ولا عليه أثر وِرْد.
فقال يحيى : يا خالي هذا بئر مهجور وأخاف أن يكون فيه هوام . قال أبو زيد: الذي كاتبه الله سوف يحصل . قال يحى : اتكلنا على الله . ونزل بالبئر لتعبئة الماء، وأمسك أبو زيد ولما وصل عند الماء وبدأ يغرف في الدلو وخاله ابو زيد يجذبها إلى خارج البئر وإذا بأفعى تقترب من فوهة البئر فأهوى عليها
أبو زيد يريد قتلها ولكنه ما تمكن من ذلك حيث وقعت الأفعى بالبئر ولدغت يحى فصاح أبو زيد قائلاً : الحذر ما يفك من القدر، ثم سمع أنين ابن أخته بالبئر فقال :
سمعت مّنك يافتى الجود ونّـه
عساك منها يافتى الجود سالم
قال يـحيى :
أنــا سـالـم منـهـا ولا نـيــب سـالــم
والــراس ماتـطْـوَى علـيـه الغمـايـم
أنا سالم لو ما ازرق النـاب صابنـي
ضربنـي بنـابـه واتـقَـى بـالـر دايــم
وانـا خايـف يـا خـال هــذي منيَّـتـي
ومـن رافـقـك يـاخـال مــا رد سـالـم
وحلفت انا لا أرويك واروي ركايبك
واخلَّي الماء من على الحوض عايم
قال أبو زيد :
يا وُلَيْد قم خم الرشا واحتزم بـه
خل اظْهرك عن بير فيه الصمايم
قال يحيى يوصي خاله على ابنه الصغير وعلى اخته وزوجته :
يـا خـال خـل الـدَّوح والنـوح خـلَّـه
واعمل بقبري يا عطيـب الضرايـب
خـل القبـر فـي راس عيطـا طويلـة
وسيفي ورمحي حطَِّهن لي نصايب
غَـــدِي بـنــات الهـلالـيـة يـجـنـنـي
يجذن على قبـري بـروس الذوايـب
وداعـتـك يـــا خـــال وِْرعٍ صْـغَـيّـر
يلعـب مـع الصبيـان وابـوه غـايـب
احذرك انا ياخال عن ضربة العصا
أو نــزرة تـــودع قلـيـبـه حـطـايـب
وقولوا لبنت امي تغطَّى وتستتحـي
لا جـو لهـا الـورّاث فـوق النجايـب
وقولوا لبنت العم ترحل الـى اهلهـا
حرَّم عليهـا اليـوم شـوف الحبايـب
وعندما سمعه أبا زيد وهو يظهره من البئر وإذا هو ميت لأنه حازم نفسه بالحبل قبل يموت وهو يحفر له قبره ويدفنه في ضواحي ( الأجفر ) . وقال أبوزيد
في ذلك بعض الأبيات منها :-
دفقـت علـى قبـر الهلالـي قربـتـه
وخلَّيتها تسقي الرياض المجادب
وحطَّيت على قبر الهلالي جوخته
وتركتهـا تـذرَى عليـهـا الهبـايـب
وحطَّيت على قبر الهلالـي فتختـه
فـي ماقـعٍ يشوفهـا كــل صـاحـب
وعلقت على قبـر الهلالـي بكرتـه
وخليتهـا تعتـب حـوال النصـايـب .
ومن قصصه ايضا....... مر على بني هلال حين من الدهر أصابهم فيه الجوع , فقد شحت المراعي وقل الكلأ والمرعى , فمات أكثر حلالهم وأصاب القبيلة كلها الجوع والعطش فاقترحوا إرسال شخص يستكشف لهم الأراضي ويبحث لهم عن الأرض الطيبة فترحل لها كل القبيلة , وبالفعل نال هذا الاقتراح إجماع كل القبيلة إلا أنهم حاروا فيمن يرسلون وكان بالقبيلة شخص مسنّ - وقيل إنها عجوز - هذا الشخص يؤخذ رأيه فاستشاروه فيمن يرسلون فاشترط عليهم شرطاً قبل أن يقترحون من يرسلون وكان شرطه أن ترحل القبيلة كلها مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعدها يعلمهم من هو الشخص المناسب , وبالفعل رحلت القبيلة مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعد أن نزلوا بالمكان المحدد رجعوا له وسألوه عن الشخص فقال لهم هو أبو زيد الهلالي سلامه . . . فسألوه عن سبب اختياره له فقال أثناء رحيلنا لاحظت كل أبناء القبيلة يراوحون بالركوب بين ورك وورك أثناء الركوب على المطية إلا أبا زيد فقد كان ركوبه على ورك واحد حتى نزل وهذا دليل صبره وجلادته . . . واختاروه فعلا وأرسلوه , وقد طلب أن يرافقه اثنان من أبناء القبيلة ورحل هو ورفاقه يبحثون عن المرعى للقبيلة كلها . . . وطال بهم المسير دون جدوى , وتقطعت مطاياهم , وأصابهم الجوع فكانوا قرب قرية فنزلوا بسوقها ولم يجدوا من يطعمهم , كما لم يوفقوا إلى عمل يرتزقون منه . . . فاحتاروا بأمرهم , وكان أبو زيد واسع الحيلة داهية فاقترح على رفاقه أن يبيعوه في سوق المدينة على أنه عبد لهم , فقد كان أسمر اللون . . . وأما إلحاحه وافقوه على أن يبيعوه ويشتروا بثمنه مطايا وزاداً لهم , ويواصلوا البحث . . . أما هو فقد قال لهم أنه سيستطيع تخليص نفسه , على شرط أن يواصلوا هم البحث عن المراعي للقبيلة
فاتفق الثلاثة ونزلوا سوق المدينة . . وباعوه . . وقبضوا الثمن كما تم الاتفاق واشتروا بثمنه المطايا والمتاع . . . وقد كان ينوي الهرب من سيده الذي استراه , إلا أن هذا السيد كان نبيلاً وطيباً , أولاه ثقته وجعله وكيلاً على أمواله فصعب على أبو زيد أن يخون الأمانة ويهرب . . . ومن هنا كانت معاناته واستمر في خدمته فتره . . . وذات مرة كانوا جالسين بمجلس هذا السيد وأبو زيد بالقرب من الدلال يصنع القهوة . . . فتمنى السيد من يجيد العزف على الربابة ليحلوا لهم السمر فعرف أبو زيد أنها فرصته فنهض مسرعاً وأخذ الربابة وأنشد يقول
يقـول الهـلالي والهـلالي سـلامـه
شـوف الفجـوج الخاليـات تــروع
يقـول الهـلالي والهـلالي سـلامـه
يبغـي الطمـع وهـو وراه طمــوع
لابد عقـب الوقـت من لايـح الحيـا
مـن بارقـن يوصـي سنـاه لمـوع
لابـرقـن إلا فـي حجـا مستهلــه
ولا طـرقـي إلا مـن وراه نجــوع
ولا ضحـك إلا البكـا مـردفـن لـه
ولا شبعــة إلا مقتفيهــا جـــوع
ولا يــدن إلا يــد الله فـوقهــا
ولا طـايــرات إلا وهـن وقــوع
ألا يا حمامتيـن فوق نبنـوب دوحـة
وراكـن فرقـن والحمــام ربــوع
حمـامتيـن جعـل تبلــن بنــادر
حـر قطـوع وجـاري لـه جــوع
وراكـن مـا تبكـن عليـا مظنتــي
لو كـان مـا يجـري لكـن دمـوع
أبكي عليهـا ليـن حفيـت نواظـري
ولانـي بمـن تدبيـر الإلـه جـزوع
حشى ما لاق غير الجـازي أم محمـد
عليهـا ثويـب الطيلســان لمــوع
تنفـق كمـا نفـق الوغيـد مـع أمـه
وتحـط الهـوى في قلـب كل ولـوع
قد يستغرب القارئ من تكرار اسم الشاعر بالبيت الأول والثاني ولكن ذلك لتأكيد أنه الهلالي وليس عبداً وقد بين للسيد أنه جاء يبغي الطمع فصار الطمع برأسه . . . عرفه السيد وأنَّبه على ما عمل وأطلق سراحه وأغدق عليه الهدايا وعاد أبو زيد لقبيلته :
إنتهى الراوي أما الأشعار فكأني سمعته من الأجداد وسبب الرحيل أن الأرض أجدبت وحفروا يطلبون الماء على مر السنين تسعين قامة لكن القصة لم تشر هذه القصة إلى ذلك قد توافق بعض رواة الحجاز في بعض ثناياها وتختلف أحيانا إلا أن شواهدنا أثبت من غيرنا على رحيلهم من قرب رابغ والجحفة نشير إلى أن خراب الجحفة كان في عام 583هـ وتحول طريق الحج إلى رابغ المدينة المعروفة اليوم
بنى شعلان وبنى هلال
كانت العلاقات بين بني صخر والعدوان تتأرجح بين الشد والجذب.
من مظاهر التعاون بين بني صخر والعدوان
وقفت القبيلتان صفاً واحداً في وجه إبراهيم باشا، ولكنهم اندحروا ووقع ذياب العدوان أسيراً بيد جيش إبراهيم باشا، ونفي إلى حمص وبقي فيها سجيناً إلى عام 1841م.
في أواخر القرن التاسع عشر، تحالف العدوان وبنو صخر لمقاومة السلطات التركية.
كان للشيخة عليا بنت ذياب العدوان دوراً في إبعاد الرولة عن ديار بني صخر. حيث أنه في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي غزا بنو صخر عنزة عدة مرات توفقوا فيها كلها تقريباً، لكنهم لم يبلثوا أن إنقسموا على أنفسهم بسبب الزعامة، حيث إنشق الزبن بقيادة مناور الزبن على زعامة سطام الفايز. استنجد سطام الفايز بعنزة فأنجدوه، واستغل الرولة نزوح معظم عشائر المحمد (الخرشان والجبور) إلى شمالي الأردن، وكانت فاتحة هذه الحرب الأهلية أن أغار سطام بن شعلان الذي خلف الطيار وابن سمير في زعامة عشائر عنزة على البلقاء في كون مشهور عرف بكون الشيحا حوالي عام 1887 م، ولم يقو الزبن على الوقوف أمامه، فانسحبوا إلى جهات الغور ومناطق بني حميدة. ولما استفحل الأمر تدخل الخرشان وفضوا الخلاف بين أفراد قبيلة واحدة (الفايز والزبن)، كما كان لزوجة سطام الفايز عليا بنت ذياب العدوان تأثيراً على موقف زوجها من أبناء عمه، فأوعزت إلى أحد الشعراء أن ينبهه إلى خطورة وجود الرولة في ديار بني صخر، وإلى ضعفه وذله في غياب قومه، واستغل الشاعر وجود سطام الفايز مع سطام الشعلان، فقال للشيخ سطام الفايز: أريد أن أسمعك أبياتاً من الشعر لعلها تعجبك، فقال سطام: هات، وكان يظنها مدحاً له، فقال الشاعر الشراري:
عيا السبيب وراع لأصله كحيلان *** ما زلت نفسه يوم العلايق انهزي
ربعك وزر وانت يا شيخ سلطان *** وشيخ بلا عانه ما فيه عزي
شيخ بلا عانه مثل ثوب عريان *** ثوبه خلق وموجهن للتمزي
وتفرح إليا شفت الدريبي وقمعان *** بجموعن وراهن اظعونن اتكزي
عدو جدك لا تحطه بالأوطان *** ما تعجبه آخر أيامك اتهزي
فرجع سطام بن شعلان إلى الرولة وأمرهم بالرحيل، قائلاً إن بني صخر لن يتركوكم مرتاحين في ديارهم، وقد سمعت اليوم ما يؤكد ذلك. واصطلح بنو صخر، إلا أن الزبن ظلوا منشقين بزعامة شيخهم طراد الزبن الذي آلت إليه الزعامة بعد مقتل الشيخ مناور.
من القصص المشهورة، قصة الشيخ الفارس نمر العدوان الذي ارتحل عن قبيلته مغاضباً لزعيمها حمود العدوان، فنزل ضيفاً على الشيخ عواد بن ذياب الموح الفايز، وشاركه في إحدى غزواته وقسم له الشيخ عواد حصة جزيلة من الغنائم، ولقي في ديار بني صخر كل محبة وتقدير، وتزوج وضحا السبيلة القضاة من بني صخر. وعند مغادرته ديار بني صخر عائداً إلى قبيلته، قال:
يا نمر قم واكتب تحايا مسك وفاح *** للموح عز الجار يا نمر وديه
حقاً لزوم الجار مثلي الياراح *** الياشاف من خبر حلالات يطريه
لولا ابو فندي قيمة البدو تنباح *** كنز الشرف والجود عواد حاويه
فنيار لكل الفضايل ومصباح *** بيت الكرم للضيف وجاره معذيه
أشهد شهادة عند طلعات الأرواح *** عوّاد يافعل الدنس مايدانيه
أشهد شهادة عند طلعات الأرواح *** عوّاد إن بيت الشعر يفتخر بيه
ذكر الأستاذ روكس العزيزي في كتابه عن الشيح نمر بن عدوان هذه الأبيات التي رواها الشيخ عفاش السلطان العدوان:
بني صخر اللي على الخيل صلفين *** كم سابق بالكون عاقوا جهدها
للضيف لطفين وللضد عسمين *** جيرانـهم ما مرحوا في لهدها
نطاحة الكايد على العسر واللين *** وأهل البيوت ألمن تجلو قصدها
والمعنى أن بني صخر أشداء في الحرب، كثيرة هي خيول الأعداء التي قتلوها، وأخذوا فرسانها أسرى. لطفاء للضيوف أشداء على الأعداء، يبيت جيرانهم في راحة بال لصلابتهم وبطولتهم. يقابلون أعداءهم ببطولة على أية حالة، وبيوتهم ملجأ لمن قصدها.
ورواية الشيخ عفاش العدوان لهذه الأبيات تدل على مدى الاحترام والتقدير بين القبيلتين.
من مظاهر الحروب بين بني صخر والعدوان
ذكرنا فيما مر بعض المعارك التي وقعت بين القبيلتين، ونضيف ما يلي:
وقعت عدة صدامات بين القبيلتين منها وقعة العدسية التي وقعت في مطلع القرن التاسع عشر.
ومنها المعارك بين الخرشان من بني صخر بقيادة مطلق السلمان والعدوان ومعهم عشائر القرضة بقيادة نمر العدوان. وقد رويت بعض القصائد في ذلك، منها هذه الأبيات التي قالها مطلق السلمان:
يا طروش ياللي صوب غربنن تمدون***يا سامعين الصوت خوذوا وصاتي
ع نمر ابن عدوان لزوم تلفون *** ريف المقاوي وحامي التالياتي
فرد عليه الشيخ نمر بن عدوان بقصيدة طويلة، منها:
يا طروش ياللي صوب شرقن تمدون *** يا موافقين الرشد خوذوا وصاتي
ريضوا لي على مقدار بن أو غليون *** مقدار ما اغطّ القلم بالدّواة
ع مطلق السلمان لزوم تلفون *** عقب الغدا يهلي بكم للمبات
يرسل على حايل من الخور جابون *** قطّع عصبها ابماضي المرهفات
ريف المقاوي على ما يعدّون *** اللي يمينه لون نهر الفرات
يامطلق السلمان يابيرق الكون *** يامطاعن الفرسان حوف الزناتي
من مظاهر التعاون بين بني صخر والعدوان
وقفت القبيلتان صفاً واحداً في وجه إبراهيم باشا، ولكنهم اندحروا ووقع ذياب العدوان أسيراً بيد جيش إبراهيم باشا، ونفي إلى حمص وبقي فيها سجيناً إلى عام 1841م.
في أواخر القرن التاسع عشر، تحالف العدوان وبنو صخر لمقاومة السلطات التركية.
كان للشيخة عليا بنت ذياب العدوان دوراً في إبعاد الرولة عن ديار بني صخر. حيث أنه في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي غزا بنو صخر عنزة عدة مرات توفقوا فيها كلها تقريباً، لكنهم لم يبلثوا أن إنقسموا على أنفسهم بسبب الزعامة، حيث إنشق الزبن بقيادة مناور الزبن على زعامة سطام الفايز. استنجد سطام الفايز بعنزة فأنجدوه، واستغل الرولة نزوح معظم عشائر المحمد (الخرشان والجبور) إلى شمالي الأردن، وكانت فاتحة هذه الحرب الأهلية أن أغار سطام بن شعلان الذي خلف الطيار وابن سمير في زعامة عشائر عنزة على البلقاء في كون مشهور عرف بكون الشيحا حوالي عام 1887 م، ولم يقو الزبن على الوقوف أمامه، فانسحبوا إلى جهات الغور ومناطق بني حميدة. ولما استفحل الأمر تدخل الخرشان وفضوا الخلاف بين أفراد قبيلة واحدة (الفايز والزبن)، كما كان لزوجة سطام الفايز عليا بنت ذياب العدوان تأثيراً على موقف زوجها من أبناء عمه، فأوعزت إلى أحد الشعراء أن ينبهه إلى خطورة وجود الرولة في ديار بني صخر، وإلى ضعفه وذله في غياب قومه، واستغل الشاعر وجود سطام الفايز مع سطام الشعلان، فقال للشيخ سطام الفايز: أريد أن أسمعك أبياتاً من الشعر لعلها تعجبك، فقال سطام: هات، وكان يظنها مدحاً له، فقال الشاعر الشراري:
عيا السبيب وراع لأصله كحيلان *** ما زلت نفسه يوم العلايق انهزي
ربعك وزر وانت يا شيخ سلطان *** وشيخ بلا عانه ما فيه عزي
شيخ بلا عانه مثل ثوب عريان *** ثوبه خلق وموجهن للتمزي
وتفرح إليا شفت الدريبي وقمعان *** بجموعن وراهن اظعونن اتكزي
عدو جدك لا تحطه بالأوطان *** ما تعجبه آخر أيامك اتهزي
فرجع سطام بن شعلان إلى الرولة وأمرهم بالرحيل، قائلاً إن بني صخر لن يتركوكم مرتاحين في ديارهم، وقد سمعت اليوم ما يؤكد ذلك. واصطلح بنو صخر، إلا أن الزبن ظلوا منشقين بزعامة شيخهم طراد الزبن الذي آلت إليه الزعامة بعد مقتل الشيخ مناور.
من القصص المشهورة، قصة الشيخ الفارس نمر العدوان الذي ارتحل عن قبيلته مغاضباً لزعيمها حمود العدوان، فنزل ضيفاً على الشيخ عواد بن ذياب الموح الفايز، وشاركه في إحدى غزواته وقسم له الشيخ عواد حصة جزيلة من الغنائم، ولقي في ديار بني صخر كل محبة وتقدير، وتزوج وضحا السبيلة القضاة من بني صخر. وعند مغادرته ديار بني صخر عائداً إلى قبيلته، قال:
يا نمر قم واكتب تحايا مسك وفاح *** للموح عز الجار يا نمر وديه
حقاً لزوم الجار مثلي الياراح *** الياشاف من خبر حلالات يطريه
لولا ابو فندي قيمة البدو تنباح *** كنز الشرف والجود عواد حاويه
فنيار لكل الفضايل ومصباح *** بيت الكرم للضيف وجاره معذيه
أشهد شهادة عند طلعات الأرواح *** عوّاد يافعل الدنس مايدانيه
أشهد شهادة عند طلعات الأرواح *** عوّاد إن بيت الشعر يفتخر بيه
ذكر الأستاذ روكس العزيزي في كتابه عن الشيح نمر بن عدوان هذه الأبيات التي رواها الشيخ عفاش السلطان العدوان:
بني صخر اللي على الخيل صلفين *** كم سابق بالكون عاقوا جهدها
للضيف لطفين وللضد عسمين *** جيرانـهم ما مرحوا في لهدها
نطاحة الكايد على العسر واللين *** وأهل البيوت ألمن تجلو قصدها
والمعنى أن بني صخر أشداء في الحرب، كثيرة هي خيول الأعداء التي قتلوها، وأخذوا فرسانها أسرى. لطفاء للضيوف أشداء على الأعداء، يبيت جيرانهم في راحة بال لصلابتهم وبطولتهم. يقابلون أعداءهم ببطولة على أية حالة، وبيوتهم ملجأ لمن قصدها.
ورواية الشيخ عفاش العدوان لهذه الأبيات تدل على مدى الاحترام والتقدير بين القبيلتين.
من مظاهر الحروب بين بني صخر والعدوان
ذكرنا فيما مر بعض المعارك التي وقعت بين القبيلتين، ونضيف ما يلي:
وقعت عدة صدامات بين القبيلتين منها وقعة العدسية التي وقعت في مطلع القرن التاسع عشر.
ومنها المعارك بين الخرشان من بني صخر بقيادة مطلق السلمان والعدوان ومعهم عشائر القرضة بقيادة نمر العدوان. وقد رويت بعض القصائد في ذلك، منها هذه الأبيات التي قالها مطلق السلمان:
يا طروش ياللي صوب غربنن تمدون***يا سامعين الصوت خوذوا وصاتي
ع نمر ابن عدوان لزوم تلفون *** ريف المقاوي وحامي التالياتي
فرد عليه الشيخ نمر بن عدوان بقصيدة طويلة، منها:
يا طروش ياللي صوب شرقن تمدون *** يا موافقين الرشد خوذوا وصاتي
ريضوا لي على مقدار بن أو غليون *** مقدار ما اغطّ القلم بالدّواة
ع مطلق السلمان لزوم تلفون *** عقب الغدا يهلي بكم للمبات
يرسل على حايل من الخور جابون *** قطّع عصبها ابماضي المرهفات
ريف المقاوي على ما يعدّون *** اللي يمينه لون نهر الفرات
يامطلق السلمان يابيرق الكون *** يامطاعن الفرسان حوف الزناتي