Search - للبحث فى مقالات الموقع

Tuesday, February 22, 2011

النمل ants


النمل ants مجموعة من الحشرات تنتمي إلى فوق فصيلة النمليات Formicoidea ورتبة غشائيات الأجنحة Hymenoptera التي تضم أيضاً النحل والزنابير.
يُعدّ النمل - كما في غالبية أفراد الرتبة - ثاني أكبر الجماعات الحشرية من حيث تطور السلوك الاجتماعي. فجميع أنواع النمل بلا استثناء اجتماعية بطبعها، وتدوم مستعمراتها سنة بعد أخرى.
هناك العديد من أنواع النمل المختلفة، تفوق في عددها أنواع الحشرات الاجتماعية مجتمعة، باستثناء النمل الأبيض [ر: الأرَضَة] من رتبة متساويات الأجنحة. وتنتشر أنواع النمل في أنحاء المعمورة كافة، من القطبين إلى خط الاستواء.
وصفها
يمتاز النمل بتَحَوُّرٍ في القطعة البطنية الأولى التي تضيق، مكونة خصراً propodium واضحاً، وتستدق القطعة البطنية الثانية مشكلة سويقة petiole تربط الخصر بالصدر. وينتهي الخصر عادة بجزء كروي، كما يحمل على سطحه العلوي سناماً. وهذا الترتيب لا يوجد في أي من الحشرات الأخرى التي يكون فيها البطن ذا خصر مثل أنواع الزنابير. الرأس حر الحركة، والعيون المركبة كبيرة، والبسيطة ثلاث عيون تقع في مقدمة الرأس، وقرون الاستشعار مرفقية، وأجزاء الفم ذات فكوك علوية (فقيمات) mandibles تستخدم للقطع أو المضغ كما تستعمل للنقل والحفر والحمل أو القبض على الفريسة. أما الفكوك maxillae السفلية (الفكوك) فتستعمل لارتشاف السوائل؛ إذ يقوم النمل بتفتيت الغذاء وتحطيمه بفكوكه العلوية القوية واستخلاص عصارته. ولا يتغذى النمل أبداً بأغذية صلبة بل يقوم بتحويلها بعد استخلاص عصارتها إلى فتات كروية تُرمَى خارج مستعمراتها. والصدر الأوسط متضخم متداخل مع الصدر الأول والأخير والقطع الأولى من البطن، والأرجل طويلة مستدقة، والأجنحة - إن وجدت - شفافة قليلة العروق، وهي لا توجد إلا عند الذكور والإناث الخصبة (الملكات) التي تكون أكبر حجماً من الذكور. أما بقية أفراد المستعمرة فتسمى الشغالات (العاملات)، وهي إناث غير مجنحَة وعقيمة. وقد تتمايز بعض الشغالات حجماً، مشكلة الجنود التي تدافع عن المستعمرة.
يرقات النمل رخوة تبقى عديمة الأرجل لأن لها مدلول خاص في علم الحيوان، تشبه يرقات النحل، وتوجد العذارى حرة ضمن شرانق حريرية رهيفة.
حياة النمل الاجتماعية
الشكل (1) عش نمل الخشب Formica rufa والملكة والذكر ومراحل تطوره
النمل أساساً من الحشرات الأرضية، يعيش تحت سطح التربة، ولو أن بعضه يقوم بتجميع ذرات التراب وبناء أكَمات صغيرة أو كبيرة تشاهد فوق سطح الأرض. كما أن بعضه الآخر يفضل المعيشة في أنفاق تُصنَع من الخشب مثل نمل الخشب (الشكل 1). ولا يبني النمل - كما هي الحال في النحل - أقراصاً للعسل، فهو يخزن طعامه وطعام صغاره في حجرات خاصة.
وتتكون مستعمرات النمل من دهاليز وأنفاق تمتد أحياناً عدة أمتار تحت سطح الأرض، وينتهي بعضها بحجرات تستعمل للحضانة أو لتخزين الطعام أو تستعمل لأغراض أخرى. وقد تسببت معيشته تحت الأرض أو ضمن الأنفاق في استغنائه عن الأجنحة بصورة كبيرة لعدم الحاجة إليها في هذه الظروف. وقد عَوَّض النمل عن فقدان أجنحته بأن أصبح أكثر الكائنات الجارية (التي تجري) نشاطاً في الحركة في عالم الحشرات.
وتختلف مستعمرات النمل في عدد أفرادها حسب النوع. ففي بعضها لا يزيد عدد أفراد المستعمرة (الشغّالات) على 12 فرداً، وقد تصل في مستعمرات أنواع أخرى إلى عشرات ومئات الألوف.
تبدأ مستعمرة النمل من الملكة (وهي أنثى خصبة) التي تعود بعد قيامها بطيران التزاوج؛ إذ تقوم الذكور والإناث المجنحة - التي تُشاهد وهي تطير بأعداد هائلة مع نهاية الصيف - بترك مستعمراتها في طيران تزاوجها الذي يحدث في الهواء، والذي كثيراً ما يحدث بين أفراد المستعمرات الأخرى. تسقط الملكة بعد إخصابها على الأرض وتتخلص من أجنحتها، وهي إما أن تعود إلى مسكنها الأصلي لتعيش إلى جانب أمهاتها، ومن ثمّ يكون للمستعمرة عدد غير محدود من الملكات، أو تدخل مستعمرة أخرى غير الأصلية، أو تبني لنفسها مستعمرة جديدة، وعندها تقوم الملكة بحفر فجوة في التربة تغلقها على نفسها وتظل في عزلة حتى تبدأ بوضع البيض. تعيش الملكة وتغذي اليرقات الخارجة من البيض بما تخزنه في جسمها إلى حين تَحَوُّل اليرقات إلى عذارى معطية الحشرة الكاملة.
الشكل (2) النمل الحاصد
الشكل (3) نمل العسل
ينتج من جميع البيض في نهاية الأمر شغالات، وهي نمل عقيم عديم الأجنحة. تقوم الشغالات مباشرة بمهام جمع الغذاء وتوسيع حجم المستعمرة وحضانة أفراد المستعمرة الجديدة والملكة أو الملكات التي تقوم باستمرار - ولفترة طويلة تقارب ثمانية عشر عاماً - بوضع البيض. تضع الملكات في نهاية الصيف بيضاً ينتج منه إما ملكات جديدة أو ذكور خصبة تتميز بأجنحتها النامية. تقوم الذكور والملكات بترك المستعمرة والطيران حيث يتم تلقيح الملكات من قبل الذكور التي تموت، لتعيد الملكات دورة حياتها بإنشاء مستعمرات جديدة أو توسيع مستعمرات قائمة.
تتميز مستعمرات النمل بتطور المعيشة الاجتماعية الشبيهة جداً بالتجمعات السكنية للإنسان. فبعض النمل تستخدم شغَّالاتها لخزن الغذاء، فبطن الشغالات قابل للتمدد بحيث يمكن ملؤه بالأغذية واختزانها. وعندما تحتاج النملة إلى الغذاء تلجأ إلى المخزن لتستعيد الغذاء منه بتقيئه، مثل النمل الحاصد (الشكل 2) ونمل العسل (الشكل 3)، إلى جانب قيام أنواع أخرى باستخدام كائنات أخرى مصدراً لغذائها، مثل الأنواع التي تستحلب المن وغيرها من الحشرات.
وتقوم أنواع أخرى بمعيشة اجتماعية أعقد وأكثر تنظيماً، كالنمل القاطع للأوراق الذي يقوم باستخدام أجزاء الأوراق المجموعة لتنمية مستعمرات من الفطر تستخدم مصدراً لغذائه. كما تقوم أنواع أخرى باستعباد أنواع أخرى من النمل واستغلالها لتقوم بالعناية بالمستعمرة. ولا يخفى تغذي بعض أنواعها على الحيوانات، حية أو ميتة، أو التغذي بالثمار أو حبوب اللقاح أو بجذور النباتات التي تتقاطع مع أعشاشها.
تنوعها
من أهم فصائل النمل فصيلة البونوريدات Ponoridae الذي تبني مساكنها في جذوع أشجار مقطوعة أو في التربة أو تحت الحجارة أو الصخور، وهي تتغذى باللحم. وفصيلة الميرميسيات Myrmicidae وأنواعها شائعة تمتاز بخصرها الذي يتكون من قطعتين، ومن أشهرها النملة الفرعونية الشائعة في معظم أرجاء المعمورة. ومن أكبر فصائل النمل فصيلة النمليات Formicidae واسعة الانتشار، ويعيش معظم أنواعها في تجاويف في الخشب، كما تبني الروابي الترابية والتي ترى في الحقول والغابات وعلى مفارق الطرق وفي الحدائق والشوارع تحت الأرصفة وقواعد الجداول.
أهميتها الاقتصادية
تُعدّ بعض أنواع النمل آفة من الآفات المنزلية والزراعية. فقد تهاجم المطابخ والمطاعم ومستودعات الأغذية بأعداد كبيرة بحثاً عن الطعام. كما تقوم بعض الأنواع بالتدخل في عمليات مكافحة بعض الآفات مثل المن والحشرات القشرية؛ إذ تقوم بحمايتها من تدخل المفترسات والمتطفلات، كما يقوم بعضها بنقل المن من عائل إلى آخر للحفاظ على حياته.
ويضم النمل العديد من الأنواع التي تأكل النباتات مثل النمل الحاصد الذي يجمع البذور. كما تتحول بعض الأنواع إلى مفترسات تفترس الحشرات والعناكب حتى الحيوانات الصغيرة.
وأكثر الأنواع إرباكاً وإزعاجاً للإنسان الأنواع التي تهاجم المخازن والمستودعات والمنازل متطفلة على مخازن الأغذية، أو مُلحِقةً أضراراً بالأقمشة والأخشاب. ويقوم بعض النمل إذا ما أُزعِج بِعَضِّ أرجل الأطفال والكبار بشراسة، كما يفرز بعض الروائح المنفرة والمميزة مانحاً للأطعمة فيكسبها رائحة خاصة غير مرغوبة، مما يضطر إلى القيام بعمليات مكافحتها باستخدام المبيدات الحشرية. ولا يُنسى وقوع النمل فريسة لأعداد كبيرة من الحيوانات مثل طائر نقار الخشب والزواحف والحشرات والحيوانات آكلة النمل.

الأرضة (النمل الأبيض)

الأَرَضة termites حشرات صغيرة أو متوسطة الحجم، تتميز من غيرها من الحشرات بتماثل شفعي الأجنحة. وبسبب هذا التماثل في الشكل والحجم ونظام توزيع العروق في الأجنحة venation فقد أُطلق على هذه المجموعة من الحشرات اسم متماثلة الأجنحة Isoptera. وهي تتميز بميلها للحياة مجتمعة، فهي توجد في مجموعات صغيرة تُعَدّ بالمئات، أو في مجموعات كبيرة تقارب مئات الألوف على شكل مستعمرات. وأهم ما يميِّز هذه المستعمرات اختلاف أفرادها من حيث الشكل ووجود الأجنحة أو عدم وجودها. وهي تختلف عن النمل العادي [ر] ants الذي ينتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة [ر] Hymenoptera، من نواحِ عدة: فالأرضة ذات أجسام رخوة جداً ويغلب عليها الألوان الباهتة، أما النمال فهي ذات أجسام صلبة قاتمة اللون عادة. ولا يتماثل شفعا الأجنحة (عند وجودهما) لدى النمل إذ يكون الشفع الخلفي أصغر من الأمامي، وهو أقل تعرقاً. وعند الراحة يضع النمل أجنحته فوق الجسم بشكل غير متطابق بعكس الأرضة التي يمتد الجناحان لديها متطابقين فوق البطن تماماً. كما يتميز بطن الأرضة باتصاله بالصدر اتصالاً عريضاً مميزاً، على عكس النمل إذ يوجد اختناق واضح بين الصدر والبطن. كما أن قرني الاستشعار لدى الأرضة عقديان أو خيطيان، أما قرنا النمل فهما مرفقيان geniculate.
20060716-035218.jpg
(الشكل -1) جندي القلطرم الصفراء
وأجزاء فم الأرضة من النوع القارض. والتحول فيها من النوع البسيط paurometabolous إذ تمر الأرضة في دورة حياتها بعدة أطوار مميزة، هي: البيضة التي تفقس وتعطي الحورية nymph التي تنسلخ عدة مرات (بين 5 و8 انسلاخات) قبل أن تصل إلى طور الحشرة الكاملة. ويستغرق الجيل الواحد في بعض الأنواع 4 - 7 أشهر، وقد يمتد في البعض الآخر 16 شهراً. فالأرضة صفراء العنق Calotermes flavicollis (Fabr) (الشكل 1) مثلاً (وهي أكثر الأنواع انتشاراً في الشرق الأوسط) تستغرق في تحولاتها المدد التالية:
الطور المدة
البيضة 50-60 يوماً
الحورية الأولى 11-13 يوماً
الحورية الثانية 13-18 يوماً
الحورية الثالثة 16-18 يوماً
الحورية الرابعة 30-50 يوماً
الحورية الخامسة (الجنود) 14 يوماً
المجموع 4-6 أشهر
مظاهر الأرضة وتعدد أشكالها
20060716-035336.jpg
(الشكل -2) الأشكال المختلفة للأرضة المنهجية الموزنبيقية
من أهم ما يميز مستعمرات الأرضة تعدد أشكالها واختلاف مظاهر أفرادها التي تختلف عنها لدى النمل العادي (الشكل 2). فتُطْلَق كلمة شغالة أو عاملة worker وجند أو عساكر soldiers على ما يوجد من الذكور والإناث من الأرضة. وتعمل الحوريات شغَّالات. أما في النمل العادي فجميع أفراد هذين المظهرين (الشغالات والجنود) من الإناث فقط. وعلى كل حال يميز لدى الأرضة أربع مجموعات من الأفراد.
الأفراد التناسلية (الملوك والملكات): وهي أكثر أفراد المستعمرة نضجاً من الناحية التناسلية، وتتميز بأجنحتها التامة النمو (غير مختزلة أو معدومة)، وبعيونها المركبة النامية، وبلونها القاتم، وبذكورها الواضحة الصغر مقارنة مع الإناث التي قد يصل طول بعض الأنواع الاستوائية منها إلى 7-8 سم. ويمتد عمر الملكات أحياناً عدة أعوام، تضع خلالها آلاف البيوض التي ينتج منها في فصول خاصة أعداد كبيرة من الذكور والإناث الخصبة التي تترك المستعمرة في أسراب لتتسافد ويكوِّن كل زوجين مستعمرة جديدة. ويتم ذلك عادة في مطلع الربيع أو الخريف بحسب النوع.
وتَتَقَصَّف أجنحة هذه الأفراد بعد تزاوجها حتى أن بقاياها تُرى على شكل ثفنات جناحية wing pads.
الأفراد التناسلية الإضافية أو الاحتياطية: وتتميز بأجنحتها القصيرة، وبلون جسمها الأقل دكنة من لون الملوك والملكات، وبعيونها الأصغر نسبياً. وهي ذات قدرة على التناسل بدرجة ملحوظة، ولذلك فهي تعاون الملكات في إكثار أفراد المستعمرة الواحدة. وقد يوجد، إلى جانب الأفراد الإضافية، أفراد تشبهها ولكنها تتصف بالعقم.
الشغالات أو العاملات: وهي حوريات أو حشرات كاملة تتصف بلونها الباهت. وهي عديمة الأجنحة والعيون، وفكوكها صغيرة، وتتصف بالعقم. وتقوم هذه الأفراد التي تمثل الجزء الأكبر من أفراد المستعمرة، بمعظم الأعمال فيها كجمع الغذاء وإطعام الملكات والجنود والصغار (الحوريات) الحديثة الفقس، كما تقوم ببناء الأعشاش والدهاليز والأنفاق والحجرات (الردهات)، وتعنى بمزارع الفطر التي تُنَمِّيها بعض مستعمرات الأرضة.
20060716-035428.jpg
(الشكل -3) رؤوس الجنود لأشكال الأرضة
الجنود: وهي مجموعة من أفراد المستعمرات تتصف بالعقم وبضخامة رؤوسها وفكوكها، وقد تزيد هذه الضخامة على الحدود الطبيعية، مما يؤدي إلى عدم قدرتها على تغذية نفسها، فتقوم العاملات بهذه الوظيفة. وتتصف الجنود بكبر الحجم مقارنة بالعاملات، وقد لا يكون لها عيون. وظيفتها الدفاع عن المستعمرة من الدخلاء، ويتم ذلك باستخدام رؤوسها وفكوكها. ويعد شكل الفكوك ميزة أساسية يتم بها التفريق بين الأنواع (الشكل 3).
عادات الأرضة وسلوكيتها
تتميز أفراد المستعمرة الواحدة بظاهرة تبادل الأغذية ولَعْقِ بعضها أجسام بعض. وتساعد هذه الخاصة على تَعَرُّفِ أفراد المستعمرات الواحدة بعضها ببعض، إذ إن لكل مستعمرة مادة تميزها. ويشتمل غذاء الأرضة على جلود انسلاخها وبراز الأفراد، وعلى الأفراد الميتة والمواد النباتية كالأخشاب ومنتجاتها.
20060716-035540.jpg
( الشكل -4) مخطط عش الأرضة المنهجية موضحاً عليه ارتباطات الخلايا بعضها وشكل أكوام التراب
20060716-035624.jpg
هياكل الأرضة الضخمة الناتالية هياكل الأرضة الضخمة البيلية
ويحتوي الجهاز الهضمي في الأنواع الابتدائية التي تتغذى بالخشب (وهي الأكثر انتشاراً في إفريقية والشرق الأوسط) على بعض الحيوانات الأوالي Protozoa التي تساعد في هضم السليلوز، في حين توجد أنواع تتغذى بمكوِّنات التربة العضوية soilfeeding Termitinae وتخلو أمعاؤها من هذه الحيوانات، وهي تقوم بتجميع حبيبات التربة، بعد مزجها بمخلفاتها، على شكل أكمات صغيرة على سطح التربة، وبها يُستَدَل على وجودها.
وهناك مجموعات من الأرضة (الأرضيات الضخمة Macrotermitinae) اشتهر عنها استزراعها «حدائق فطرية» ضمن حجر خاصة فوق وسادة من النباتات الممضوغة، التي تستخدمها في تغذية الأفراد التناسلية الملكية والحوريات. وبسبب حاجة هذه المزارع فإنها تقوم بإخراج ذرات التربة فوق سطح الأرض وتبني بها هياكل mounds ذات أشكال وأحجام تختلف باختلاف التربة والمناخ بعد أن تكون قد مزجت ذراتَها بلعاب العاملات (الشكلين 4و5).
ومع ذلك يوجد الكثير من الأرضة التي لا يحوي جهازها الهضمي الحيوانات الأوالي التي تقوم بهضم السليلوز، كما لا تلجأ لتنمية مزارع الفطور أو تخزين الغذاء، أو إلى هضم كميات كبيرة من ذرات التراب. ومع ذلك فهي تقوم بالتغذي بالخشب، ولا يعرف حتى اليوم الطريقة التي تهضم بها السليلوز.
أهمية الأرضة الاقتصادية
20060716-035733.jpg
20060716-035813.jpg
ا(الشكل -6) يخرب الأرضة الخشب وفق نمط يميز كل نوع من الأرضة)
الأرضة من الحشرات الشديدة الضرر. ولكونها تتغذى بصورة أساسية بمادة السليلوز فهي تعد منافساً أساسياً للإنسان الذي يستعمل الخشب في الكثير من الأغراض. فهي تقوم بإتلاف أخشاب المباني والجسور وعوارض السكك الحديدية وأعمدة الهاتف، إضافة إلى إتلافها الأثاث الخشبي والأسقف ودعائم الأبنية (الشكل 6).
وتقوم الأرضة بمهاجمة المكتبات وإتلاف ما فيها من كتب ومخطوطات، وتتلف أيضاً مادة الحرير والعظام والجلود. وتسطو على الكثير من سوق النباتات الحية وجذورها كأشجار الغابات والمشمش واللوز والكرمة والسماق وقصب السكر والقطن وغيرها.
ولكن يجب ألا يغيب عن الذهن الدور الكبير الذي تقوم به في تحسين خصوبة التربة الزراعية، إذ تساعد في تحلل الأخشاب المتداعية وتحوّلها إلى مواد تستطيع النباتات الاستفادة منها، إلى جانب استفادة الأشجار مما تفرزه الأرضة من مواد وفضلات ومخلفات انسلاخاتها الغنية بالآزوت. وتقوم الأرضة بتهوية التربة الزراعية بما تبنيه من أعشاش وردهات وما تحدثه من أخاديد.
وتقل إصابة الأرضة للأخشاب كلما ازداد فيها الخشبين (اللجنين). فأكثر أنواع الخشب مقاومة للإصابة تراوح نسبة الخشبين فيه بين 45٪ و52٪، في حين لا تزيد نسبة هذه المادة في الأخشاب التي تتعرض للإصابة الشديدة على 23٪ كما في الصفصاف. وتعود مقاومة بعض أنواع الخشب إلى بعض المواد الطاردة. ومن أهم ما عرف من هذه المواد البينوسيلفين pinosylvin والتِكْتوكينون tectoquinone والكلوروفون chlorophon، إضافة إلى الراتين resin المتوافر في الأخشاب الصنوبرية.
مكافحة الأرضة
تتم الحيلولة دون إصابة الأخشاب بالأرضة بعدة طرائق، من أهمها استخدام الحواجز والعوازل الميكانيكية لمنع وصولها إلى المادة الخشبية المستخدمة في الأبنية، أو تستخدم لهذا الغرض بعض المواد الكيمياوية التي تُحقن حول المباني التي توجد فيها هذه الحشرات. وتعد مادة اللِّنْدين (a-isomer benzen hexachlorin) lindane من أهم المواد المستخدمة اليوم. وتقوم مصانع الأخشاب بتعقيم الأخشاب المصابة، أو التي يشك بإصابتها، بالتدخين وباستخدام مادة بروم المتيل methyl bromide، كما تتم معاملة الأخشاب بمواد كيماوية خاصة تمنع إصابتها، ومن هذه المواد الأكْريوزوت creosote وثاني نترو الفينول dinitrophenol وخامس كلور الفينول pentachlorophenol إلى جانب استخدام مركبات النحاس والكروم والزرنيخ والبور والتوتياء حافظاتٍ للأخشاب تمنع إصابتها بالأَرَضَة الشبكية Reticulotermes lucifugus والأرضة صفراء العنق التي يكثر انتشارها في الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط.
تصنيف الأرضة وانتشارها
تضم رتبة الأرضيات نحو 1800- 2000 نوع تنتمي إلى ست فصائل تقسم إلى 13 فُصَيِّلة sub- family. سُجِّل ثلثا أنواعها من القارة الإفريقية وحدها، وتنتمي أربعة أخماسها إلى فصيلة الأرَضيات Termitidae.
ويتم تحديد الأنواع بدراسة الأطوار المجنحة والجنود بصورة أساسية. ومن أهم الصفات المستخدمة في هذا التحديد أجزاء الرسغ وقرون الاستشعار ووجود الفَص القاعدي للجناح وطبيعة الأجنحة والعيون وأشكال رؤوس الجنود ووجود العيون المركبة والبسيطة أو عدم وجودها، وغير ذلك من الصفات.
وتنتشر الأنواع المختلفة للأرضة بين خطي العرض 49ْ شمالاً وجنوباً، ولاسيما في المناطق الاستوائية حيث تهطل الأمطار وتنتشر الغابات. ولكن ذلك لا يمنع من وجود أعداد قليلة منها تأقلمت للحياة في المناطق المرتفعة حيث تنخفض الحرارة بصورة ملحوظة كأعالي جبال هيمالايا في الهند وجبال روكي في أمريكية الشمالية في نصف الكرة الشمالي، وفي بعض القمم المرتفعة من تشيلي وتسمانية وجنوب شرقي أسترالية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
وقد سُجل من الألفي نوع حتى اليوم 109 أنواع تهاجم الأخشاب، 53 منها تعد من الآفات المهمة اقتصادياً. وأشهر ما يوجد منها في الشرق الأوسط وشمال إفريقية نوعان يعيشان على الأخشاب الجافة هما الأَرَضَة صفراء العنق Calotermes flavicollis في تركية وسورية، وأرضة سيناء C. sinaicus . في فلسطين، وخمسة أنواع تعيش في التراب. وفي سورية على نحو خاص توجد أيضاً الأرضة دقيقة القرنين Microcerotermes diversus silvestri التي تعيش على القطن والسماق والمشمش والكرمة.