الجلد skin هو الكساء الطبيعي لجسم الإنسان يغلفه ويغطيه من قمة الرأس حتى أخمص القدمين، يحميه من أذى العوامل الخارجية المحيطة به، ويحفظه من الحر والقر.
وهو أكبر وأوسع عضو في جسم الإنسان. تراوح مساحته، لدى الكهل، بين 1.5 ـ 2م2، ويبلغ وزنه 15% من وزن الجسم العام (أي 11كغ تقريباً).
وتختلف سماكة الجلد بحسب مناطق الجسم، فأثخنه في جلد أخمص القدمين، وأرقه في جلد الجفنين والحشفة.
أما لونه فيختلف حسب العرق والإقليم، كما أن اللون الواحد يختلف، لدى الشخص نفسه، بحسب مناطق الجسم ومدى تعرضها للشمس والنور.
يعد الجلد الحد الفاصل بين جسم الإنسان والوسط الخارجي المحيط به، ويتصل مع الأغشية المخاطية لفوهات البدن الطبيعية، بوساطة الأغشية نصف المخاطية، كحافة الشفتين مثلاً.
الجلد أملس تماماً، ما خلا بعض الثنيات التي ترى بوضوح كبير عند المفاصل.
إذا نظر إلى الجلد السليم بالعدسة المكبرة، ترى على سطحه خطوط وأقواس تتقاطع فيما بينها لتشكل مربعات ومثلثات ومعينات ومنحنيات، في حين تبقى متوازية ودائرية على جلد راحة اليدين وأخمص القدمين، وتتخذ أشكالاً مميزة تختلف من إنسان لآخر، لذا يعول عليها كثيراً في الطب الشرعي (بصمات الأصابع).
تشاهد على سطح الجلد انخفاضات عدة تسمى (المسام pori)، بعضها واضح ويوافق فوهات الجريبات الشعرية والغدد الدهنية، وبعضها غير واضح، ويوافق فوهات الغدد العرقية.
وللجلد لواحق: بعضها ظاهر، كالأظفار والأشعار، وبعضها الآخر غير ظاهر، كالغدد العرقية، والغدد الدهنية، والعضلات الجلدية المقفة (أي الناصبة للأشعار).
تشريح الجلد
يتألف الجلد من خلايا وألياف تترابط فيما بينها لتؤلف نسيجاً متيناً مرناً ومقاوماً. وهو غني بالأوعية الدموية واللمفية والألياف العصبية وجسيمات الحس واللمس والأشعار والغدد الدهنية والغدد العرقية والعضلات المقفة.
تشكل كل مجموعة من الخلايا الجلدية المتشابهة، والمرصوف بعضها بجانب بعض بانتظام طبقة متجانسة، أو تشكل عدة طبقات متكدس بعضها فوق بعض.
طبقات الجلد
الجلد ولواحقه |
يتألف المقطع النسيجي للجلد من الأعلى إلى الأسفل من ثلاث طبقات متميزة:
- البشرة epidermis وهي الطبقة السطحية الظاهرة.
- الأدمة dermis وهي التي تلي البشرة وتتصل بها اتصالاً وثيقاً.
- اللحمة أو (الأدمة التحتانية) hypodermis وهي الطبقة العميقة، تلي الأدمة وتختلط معها.
1- البشرة: وتعرف باسم الطبقة الظهارية epithelial layer، وهي رقيقة جداً تبلغ سماكتها 0.25مم تقريباً، وتتألف من خلايا مرصوفة ومتطابق بعضها فوق بعض على شكل مجموعات. وكل مجموعة من هذه الخلايا المتطابقة والمتجانسة تؤلف طبقة متميزة. وهي من الأسفل إلى الأعلى:
أ - الطبقة القاعدية basale layer.
ب - الطبقة الشائكة prickle layer.
ج - الطبقة الحبيبية stratum granulosum.
وتعرف هذه الطبقات الثلاث باسم البشرة الحية أو طبقة مالبيكي.
د - الطبقة الرائقة Str. lucidum
هـ - الطبقة المتقرنة Str. corneum
وتعرف هاتان الطبقتان باسم البشرة الميتة أو المتوسفة.
وتنتشر بين خلايا الطبقة القاعدية خلايا تدعى الخلايا الملانية أو الخلايا الصباغية، وهي المسؤولة عن تشكل مادة الميلانين التي تعطي الجلد لونه الطبيعي.
2- الأدمة: وتعرف باسم الجلد الحقيقي. تبلغ سماكتها 2مم تقريباً، وتقع تحت البشرة مباشرة، وتلتصق بها التصاقاً وثيقاً. وتقسم إلى قسمين متميزين: الأدمة السطحية أو الطبقة الحليمية، والأدمة العميقة أو الطبقة الشبكية.
وتتكون الأدمة من نسيج ضام مؤلف من ألياف (غروية، مرنة، شبكية)، ومادة أساسية، وخلايا ضامة دموية المنشأ (كالكريات البيض، الكثيرات النوى والمعتدلة والحَمِضات والخلايا اللمفاوية والخلايا البلازمية). وخلايا ضامة أدمية المنشأ (كالخلايا الناسجة، والخلايا الليفية، والأرومات الليفية، والخلايا البالعة، والخلايا البدينة).
3- اللحمة أو (الأدمة التحتانية): وهي طبقة النسيج تحت الجلد، وتتكون من عناصر الأدمة ذاتها، ومن خلايا دهنية تؤلف بطانة الجلد.
وتتصل اللحمة بالأدمة اتصالاً وثيقاً لدرجة لا يمكن معها تفريق الطبقتين بعضهما عن بعض.
ولذا فإن كثيراً من المؤلفين لا يعد اللحمة طبقة مستقلة، بل يعدها جزءاً من الأدمة.
تحتوي اللحمة على الأوعية الدموية واللمفية التي تصل حتى الأدمة وتؤمن تغذية الجلد، كما تحتوي على الأعصاب الجلدية وجسيمات اللمس.
والأعصاب الجلدية تكون حسية أو حركية أو أعصاب إفراز وتغذية أو أعصاب أوعية دموية وتتوزع في اللحمة والأدمة.
أما الأعصاب الحسية فتنتهي في الأدمة أو البشرة إما على شكل نهايات عصبية حرة، وإما على شكل نهايات حاملة لأجهزة الحس المختلفة (اللمس والضغط والسخونة والبرودة والألم والحكة).
لواحق الجلد
وهي نوعان: منها ما هي ظاهرة مرئية، كالأشعار والأظفار. ومنها ما هي غير مرئية كائنة بين طبقاته المختلفة كالغدد العرقية والغدد الدهنية والعضلات المقفة أو العضلات الناصبة للأشعار.
فيزيولوجية الجلد
الجلد هو المرآة التي تعكس بوضوح حالة الجسم الصحية، وهو الصفحة المنشورة التي تقرأ فيها الحوادث والتغيرات التي تطرأ على العضوية كلها، ما ظهر منها وما بطن.
فبالنظر إلى الجلد يمكن الاستقراء بالملاحظة المكشوفة حالة مختلف الأجهزة وما يطرأ عليها، كالآفات القلبية وإصابات الكبد والطرق الصفراوية وآفات الغدد والإصابات العصبية المركزية والمحيطية، التي تنعكس مظاهرها على الجلد، بتغير لونه أو ظهور آفات جلدية عليه.
وللجلد وظائف رئيسية يختص بها دون سواه من الأعضاء، وهي:
الحس واللمس والحماية والوقاية وتنظيم الحرارة والإفراز الخارجي والإفراز الداخلي والامتصاص وحفظ السوائل.
1- الحس واللمس: يعد الجلد عضو الحس، وهو الوسيط بين المحيط الخارجي والجملة العصبية المركزية، إذ تنقل النهايات العصبية والأجسام الحسية المنبثة في طبقات الجلد الإحساسات المختلفة من برودة وسخونة وألم وحكة وضغط إلى قشرة الدماغ.
2- الحماية والوقاية: الجلد هو الكساء الطبيعي لجسم الإنسان، لذا فهو يقي البدن ويحميه من المؤثرات الخارجية المؤذية من ميكانيكية أو فيزيائية أو كيمياوية أو جرثومية.
وهو ناقل رديء للحرارة، لذا فهو يقي جسم الإنسان من الحر والبرد الشديدين ويحافظ على حرارته ثابتة. والطبقة المتقرنة هي درع منيع ضد دخول الجراثيم المؤذية.
3- تنظيم الحرارة: يقوم الجلد بدور هام في تنظيم حرارة البدن، وذلك إما بوساطة التعرق المتزايد في حالة الحر الشديد والحمى، وإما بوساطة نقص التعرق في حالة انخفاض درجة حرارة البدن الداخلية.
4- الإفراز الخارجي للجلد: ويشمل إفراز العرق والدهن وطرح الخلايا المتقرنة.
أ- إفراز العرق: يتم هذا الإفراز بوساطة الغدد العرقية المنتشرة بكثرة على سطح الجلد، ويطرح الإنسان بوساطة العرق كثيراً من الفضلات السامة والماء والأملاح، مما يساعد على تنظيم الشوارد وحرارة البدن.
ب- الإفراز الدهني: يحصل هذا الإفراز بوساطة الغدد الدهنية الجلدية. وله أهمية كبرى في سلامة الجلد إذ إنه يكسبه الليونة، ويمنع نمو كثير من الجراثيم الممرضة بسبب تفاعله الحمضي (تقع درجة حموضة الجلد بين 5 و3 pH).
ج- طرح الخلايا المتقرنة: يتم طرح خلايا البشرة السطحية المتقرنة الميتة إما تلقائياً بتوسفها، وإما بوساطة الماء والمنظفات.
5- الإفراز الداخلي للجلد: ويشمل:
أ- تشكل الخلايا الملانية الكائنة في البشرة والأشعار الملانين melanin، وهو الصباغ الطبيعي لجلد الإنسان وأشعاره.
ب- تشكل الخلايا المقرنة القرنين keratin، وهو العنصر الرئيسي المكون للبشرة.
ج- والخلايا البدينة mastocytes الموجودة في الأدمة لها دخل كبير في تنظيم التخثر الدموي، وإفراز مادة الهستامين.
د- وأخيراً، يركب الجلد فيتامين د، بتأثير الأشعة فوق البنفسجية.
6- قدرة الجلد الامتصاصية: يمتص الجلد بسهولة كبيرة بعض المواد الدوائية الطيارة كالكلوروفورم والأثير، ولذا يستفاد من هذه الخاصة بإدخال مواد دوائية إلى الجسم عن طريق الجلد.
كما يمتص الجلد الغازات كالأكسجين وثاني أكسيد الكربون مما يساعد عمل الرئة في التنفس.
7- حفظ السوائل: تقوم بهذه الوظيفة الطبقة المتقرنة التي تعد نصف نفوذة، فتمنع ضياع السوائل التي تحتوي عليها طبقات الجلد
امراض الجلد
لكل مرض جلدي أعراض خاصة وعلامات سريرية يتميز بها من سواه من الآفات الجلدية المختلفة. غير أن هنالك أعراضاً مشتركة تُرى في أكثر الإصابات الجلدية.
وفي بعض الحالات، قد تقتصر شكوى المريض على أحد هذه الأعراض فقط.
ومن أهم هذه الأعراض:
الحكة والحمامى والسخونة الموضعية والوذمة والاضطرابات الحسية وضخامة العقد اللمفية.
1- الحكة pruritus: ترافق الحكة عدداً كبيراً من الأمراض الجلدية، بل تكاد تكون، في أغلب الأحيان، العرض الجلدي الوحيد الذي يشكو منه المريض ويحثه على مراجعة الاختصاصي.
وهي إحساس خاص، يترافق بشعور غامض يشبه الوخز أو اللدغ أو الكي بالنار، ويستدعي الحك بالأظافر أو بأي آلة مدببة.
تختلف شدة الحكة باختلاف الإصابة الجلدية، كما تختلف بحسب الأشخاص وحالتهم النفسية. قد تسبق الحكة الاندفاع الجلدي، وقد ترافقه منذ البدء، وقد تكون تالية له. وهي إما أن تكون مستمرة أو متقطعة، وإما أن تكون ليلية أو نهارية. وهي، في بعض الحالات، قد تكون مؤلمة ومؤذية، وتنجم عنها تخريشات وتقيحات جلدية مختلفة، وقد تسبب مضاعفات موضعية أو عامة مهمة جداً.
كما أنها، في بعض الحالات الأخرى، تكون مريحة، وقد ترافقها لذة، حتى إن بعض الأشخاص يعترفون بأن الحكة في ناحية الجهاز التناسلي تؤدي بهم إلى شعور شبقي.
والحكة إما أن تكون متوضعة في ناحية معينة، وتسمى (الحكة المحصورة)، كالحكة الشرجية، والحكة الفرجية، والحكة الصفنية. وإما أن تكون متعممة تصيب الجسم كله، وتسمى (الحكة المتعممة)، كحكة الشرى، وحكة الجرب، وحكة داء هودجكِن، وحكة الداء السكري، وحكة الشيخوخة.
يميز للحكة نوعان رئيسيان:
- الحكة البدئية أو الأساسية: وهي حكة مستقلة عن الأمراض الجلدية ولا تنجم عنها. والحكة في هذه الحالة، لا تعد عرضاً، بل تكون مرضاً، أو تكون العرض والمرض معاً.
يصادف هذا النوع من الحكة في سرطانات الدم، وسرطان العقد اللمفية (داء هودجكِن) وفي الاضطرابات العصبية والنفسية، وفي الانسمامات الدوائية والغذائية، وفـي الداء السكري، وفي اليرقانات، وفي اليوريمية uremia.
- الحكة الثانوية أو التالية: وتدعى الحكة العرضية أيضاً. وهي تشكل عرضاً هاماً يرافق كثيراً من الأمراض الجلدية، أو يكون تالياً لها، كالجرب والإكزيمة[ر] والشرى والاندفاعات الجلدية الدوائية.
2- الحُمامى erythema: وهي تبدل يطرأ على لون الجلد فيصبح وردياً أو أحمر قاتماً. وهي غالباً ما تترافق بسخونة موضعية.
تكون الحمامى إما متوضعة محدودة، كالحمامى الناجمة عن الضغط والفرك، وإما متعممة، كحمامى الأمراض الخمجية (الحمى القرمزية والحمرة)، وحمامى التسممات الدوائية والغذائية، وحمامى ضربة الشمس sunstroke.
3- السخونة الموضعية: تترافق بعض الإصابات الجلدية بحرارة موضعية يشعر بها المريض ويشكو منها أكثر من أي عرض آخر، ففي الالتهابات الجلدية الحادة تكون الحرارة الموضعية مرتفعة ومحسوسة، وكذلك في الحمامى العقدة.
4 ـ الوَذمة edema: وهي انتفاخ وتورم مؤقت يطرأ على الجلد، وخاصة في الأماكن المكشوفة منه، كالوجه واليدين والرجلين والنحر.
تكون الوذمة واضحة في الوجه والأجفان، فينتفخ الوجه وتتغير معالمه وتنطمر العينان.
وإذا أصابت الوذمة الطرفين السفليين فإنها تضفي على الساقين والرجلين ضخامة كبيرة تمنع صاحبها من المشي ولبس الحذاء.
5- الاضطرابات الحسية: ترافق بعض الآفات الجلدية اضطرابات حسية مختلفة، وقد تكون النذير الذي ينبه المريض إلى إصابته الجلدية فيراجع الاختصاصي بشأنها (كما هي الحال في الجذام).
والاضطرابات الحسية متنوعة ومختلفة، ففي الجذام تفقد صاحبها حس الألم والحرارة، بينما يبقى حس اللمس سليماً، وفي الإفرنجي (السفلس)[ر] تفقده حس الألم واللمس والحرارة.
6- ضخامة العقد اللمفية: قد تصاب العقد اللمفية بالضخامة، في سياق بعض الآفات الجلدية الالتهابية المتقيحة، كـداء الدمامل، والقوباء المتعممة، والجرب المتقيح، أو في سياق بعض الأمراض الجلدية غير المتقيحة، كالإفرنجي، وتسمى «ضخامة العقد اللمفية الحارة».
وقد تحدث الضخامة في سياق الآفات السرطانية المتوضعة أو المتعممة، وتسمى «ضخامة العقد اللمفية الباردة».
أمراض الجلد
يتعرض الجلد ولواحقه لأمراض كثيرة لا حصر لها:
- إما بسبب عوامل ممرضة خارجية مؤذية كالجراثيم والفيروسات والفطور والطفيليات والحشرات.
- وإما بسبب عوامل داخلية تفاعلية كالتحسس وعدم التحمل واضطراب المناعة.
- وإما بسبب عوامل محيطة كالحر والقر والإشعاعات وما شابهها.
- كما أن هنالك أمراضاً خلقية وراثية تتظاهر على الجلد بأشكال مختلفة.
وتصنف أمراض الجلد: إما بحسب عواملها الممرضة المعروفة، وإما بحسب أشكال اندفاعاتها الجلدية.
فيما يلي موجز عن أهم الأمراض الجلدية التي يصاب بها الإنسـان.
1- الأمراض الجلدية الناجمة عن العوامل الحية
وهي الأمراض الناجمة عن:
أ - الجراثيم: تتسلط بعض الجراثيم على الجلد فتسبب له آفات جلدية شائعة جداً. منها:
- المكورات العقدية والعنقودية: التي تسبب التقيحات الجلدية السطحية والعميقة كالقوباء والدمامل والتهاب الجريبات الشعري والجمرة الحميدة والتهاب الغدد العرقية.
- العصيات: كالجمرة الخبيثة والقرحة اللينة والعصيات السلية التي تسبب السل الجلدي (الذأب السلي، الخنزرة) والعصيات الجذامية التي تسبب الجذام.
- اللولبيات: التي تسبب الإفرنجي.
ب - الفيروسات: وهي كائنات حية دقيقة جداً، ولها أنواع عدة.
ومن أهم الفيروسات التي تسبب الأمراض الجلدية:
- الفيروسات الحَلَئية: ومن أمراضها الحَلأ البسيط والحَلأ النطاقي والحماق.
- الفيروسات البثرية: ومن أمراضها الجدري والوقس (جدري البقر) والمليساء المعدية.
- الفيروسات نظيرة المخاطية: ومن أمراضها الحصبة والحصبة الألمانية.
- الفيروسات البابوفية: ومن أمراضها الثآليل (الشائعة والفتوية والأخمصية والزهرية) وخلل البشرة الثؤلولي الشكل.
- الفيروسات البيكورنية: ومن أمراضها الخناق العقبولي، داء اليد والقدم والفم.
ج- المتدثرات: وهي عوامل ممرضة تدعى الكلاميديا chlamydiae أو البيدسونيا bedsoniae، وتسبب الورم الحبيبي اللمفي الزهري (داء نيقولا فافر) وداء خمش القط.
هـ - الفطور: وهي أحياء دقيقة تتطفل على الجلد ولواحقه (الأشعار والأظفار)، وتسبب له أمراضاً كثيرة. منها:
- الفطارات السطحية أو السعفات: ومنها فطارات البشرة (سعفة الجسد وسعفة اللحية وسعفة الفخذ وسعفة القدم). ومنها سعفات الرأس (السعفة الجازة والسعفة القرعية). ومنها فطارات الأظفار.
- أمراض المبيضات: وهي الأمراض التي تنجم عن فطور ناقصة (شبه خميرية) كالمبيضات البيض التي تسبب، مذح المبيضات والتهاب الأظفار وما حولها بالمبيضات وداء المبيضات الفموي (السُلاق) وداء المبيضات التناسلي الفخذي والإصابات الحشوية والأرجية.
- الفطارات العميقة: تنجم هذه الفطارات عن أنواع من الفطور تصيب طبقات الجلد العميقة والنسيج تحت الجلد، وقد تنتشر إلى العضلات والعظام والأحشاء، ومنها الفطار الشعّي وفطار الشعريات المبوغة والفطار المادوري.
و- الأوالي: وهي كائنات حية دقيقة جداً، مؤلفة من خلية واحدة، تتطفل على جلد الإنسان وأغشيته المخاطية وأحشائه فتحدث له إصابات مختلفة. ومن إصاباتها الجلدية الشائعة:
- داء الليشمانيات الجلدي (دمل الشرق أو حبة حلب).
- داء المتحولات الجلدي.
ز- المفصليات: وهي الحشرات كالبعوض والبراغيث والبق والقمل والعناكب التي تتطفل على الجلد فتسبب له آفات جلدية مختلفة. منها:
- الأمراض الجلدية الناجمة عن المفصليات ذات التطفل المؤقت: كلسع الحشرات (البعوض، الفواصد، البراغيث، البق)، والحرارة والشرى الحطاطي.
- الأمراض الجلدية الناجمة عن المفصليات ذات التطفل الدائم: كالقمال (قمل الرأس وقمل الجسم وقمل العانة).
- الأمراض الجلدية الناجمة عن العناكب: كالجرب.
2- الأمراض التحساسية
وهي أمراض أرجية تنجم عن اضطراب في مناعة الإنسان، أي في تفاعلات عضويته تجاه العوامل الممرضة ومحاصيلها السامة. ومن أهمها: الشرى urticaria والإكزيمة (إكزيمة التماس، الإكزيمة البنيوية) والاندفاعات الدوائية.
3- الأمراض البقعية
وهي الأمراض التي تتظاهر على الجلد بعناصر مرضية أولية تبدو على شكل بقع patchs أو لطخ macules أو وكت spots. ومن أهمها:
أ- الحماميات erythemas: كالحماميات الحصبية الشكل والحماميات الفرفرية الشكل وحمامى الإفرنجي وحماميات الاندفاعات الدوائية وحماميات الانسمامات الغذائية وحمامى الضغط وحمامى الحفاظ وحمامى المذح وحمامى النار وحمامى البرد وحمامى الأشعة والحمامى الشمسية والحماميات السمية والحمامى الانفعالية واحمرار الأطراف المؤلم والحمامى متعددة الأشكال والحمامى العَقِدة.
ب - الفرفريات وتوسع الشعيريات telangiectases purpuras
د - بقع خلل التصبغ dyschromia وهي إما أن تكون من منشأ ميلاني، وهي قسمان:
- بقع فرط التصبغ (كالنمش والكلف والبقع المصطبغة الشيخوخية والبقع الكبدية وتملن الجلد في داء أديسون).
- بقع نقص التصبغ (كالمهق والبهق).
وإما أن تكون من منشأ غير ميلاني: (كبقع أصبغة الدم وبقع الأصبغة العضوية وبقع المواد الدوائية والوشم).
وإما أن تكون ولادية كالوحمات.
4- الأمراض الحطاطية papular diseases
وهي أمراض جلدية تتصف بظهور اندفاعات حطاطية حاكة غير متوسفة تنتشر على سطح الجلد، ومنها: الحزاز المنبسط lichen planus.
5- الأمراض الحطاطية التوسفية erythemato-squamous diseases
وهي أمراض تتظاهر على الجلد باندفاعات بقعية أو حطاطية متوسفة، تتوضع في مناطق معينة من الجسم، أو تعم الجلد كله، ومنها: النخالية الوردية pityriasis rosea والصدافpsoriasis ونظائر الصداف parapsoriasis والاحمرارات الجلدية erythrodermas.
6ـ التقرانات keratoses
وهي آفات جلدية وراثية تنجم، في معظم الحالات، عن اضطراب في التقرن الجلدي. ومنها:
- السُماكات ichthyoses (كالسُماك الشائع والطفل الكولوديوني والجنين الهارليكوني وفرط التقران الانحلالي البشرة).
- تقرانات الجلد الراحية الأخمصية palmoplantar keratodermas.
- التقرانات الجُريبية follicular keratoses (كالتقران الشعري وداء داريي والنخالية الحمراء الشعرية).
- الشُواك الأسود acanthosis nigricans.
7- الأمراض الفقاعية bullous diseases
هي الأمراض التي تتصف بظهور فقاعات على سطح الجلد، وهي كثيرة جداً.
- منها ما هو معروف الأسباب: وينجم عن عوامل مؤذية (فيزيائية أو كيمياوية أو آلية أو نباتية أو حيوانية أو خمجية).
- ومنها ما هو مجهول الأسباب: كالفقاع الشائع ونظير الفقاع والتهاب الجلد الحلئي الشكل والحلأ الحملي وانحلال البشرة الفقاعي والحمامى متعددة الأشكال الفقاعية.
8- أمراض النسيج الضام أو أمراض المغراء (الكلاجين) connective tissue diseases or collagen diseases: وهي أمراض تصيب عناصر النسيج الضام المكونة للأدمة (الألياف المغراوية، الألياف المرنة، الألياف الشبكية، المادة الاستنادية، الخلايا الأدمية).
ومن أهم هذه الأمراض: الذأب الحمامي lupus erythematosus والتهاب الجلد والعضل dermatomyositis والتصلبات الجلدية sclerodermas والضمورات الجلدية atrophies of the skin والجلد المفرط المرونة cutis hyperelastica وتهدل الجلد cutis laxa.
9- أورام الجلد
هي تشكلات جلدية ورمية، غير التهابية، مختلفة لوناً وحجماً وقواماً، وهي مجهولة الأسباب. وتقسم إلى قسمين رئيسيين:
- أورام الجلد الحميدة: ومن أهمها الوحمات الخلوية والوحمات النسيجية والوحمات الوعائية والورم الشائكي القرني والتقران الشيخوخي والجدرات والكيسات الظهارية والأورام الصفر.
ـ أورام الجلد الخبيثة أو سرطانات الجلد: ومن أهمها: الورم الظهاري القاعدي الخلايا والورم الظهاري الوسفي الخلايا والورم الميلاني الخبيث (الملانوم الخبيث).
وتلحق بها الأورام التي تتظاهر على الجلد في أثناء الإصابات ببعض الأمراض الدموية الخبيثة كابيضاضات الدم والشباكات وداء هودجكِن وغرن كابوزي والفطار الفطراني.
10- أمراض لواحق الجلد
وهي الأمراض التي تعتري الأشعار والأظفار والغدد العرقية.
- أمراض الأشعار: ومن هذه الأمراض: الحاصات البقعية (الثعلبة) والحاصات المنتشرة والحاصات الفطرية والجرثومية والصلع وعيوب بنية الشعر والشيب والشعرانية.
- أمراض الأظفار: ومن أهمها: الظفر الناشب والظفر الأبيض وتملن الأظفار وتقعر الأظفار وغلظ الأظفار وانعدام الأظفار.
- أمراض الغدد العرقية: ومن أهمها: فرط التعرق والصنان واللاعرقية وخلل التعرق وتلون العرق والتهاب الغدد العرقية.
11- أمراض الأغشية المخاطية
وهي الأمراض التي تصيب الأغشية المخاطية الفموية والتناسلية والشرجية.
- فمن أمراض الأغشية المخاطية الفموية: أمراض الشفاه والقلاع الفموي وداء بهجت وآفات اللسان المختلفة والطلوان.
- ومن أمراض الأغشية المخاطية التناسلية المذكرة: التهاب الحشفة والآفات الورمية القضيبية والصفنية وموات القضيب والآفات التنبتية والآفات التقرحية.
- ومن أمراض الأغشية المخاطية التناسلية المؤنثة: التهاب الجلد التماسي وأخماج الفرج والتهاب الفرج والمهبل وضمورات الفرج وأورام الفرج والحكة الفرجية ولوان الفرج.
- أمراض الأغشية المخاطية الشرجية: الشقاقات والتقرحات والآفات الالتهابية والآفات الورمية وأورام الشرج الخبيثة والحكة الشرجية.