الرُهـاب والهلع
الرهاب أو الخوف المرضي phobia حالة تتجلى بخوف مفرط ملّح لا عقلاني الطابع، تظهر حين مواجهة المرهوب أو مصادفته شيئاً معيناً أو موقفاً حياتياً ليس فيه ما يعرضه للخطر. يتزايد قلق المريض كلما اقترب من الموقف الذي يخيفه، ويتراجع الخوف حينما يبتعد عن الموقف، لذا يلاحظ أن المريض يتجنب دوماً ما يخيفه ويبتعد عن مواجهته.
تدخل اضطرابات الرُهاب المختلفة في تصنيف اضطرابات القلق anxiety disorders وتتسم السمات المميزة لاضطرابات الرُهاب بأنها موقفية situational، أي لا يظهر الخوف إلا في مواقف معينة من أشياء معينة، ويكون الرهاب مصحوباً باضطراب الهلع (أو الجزع) panic disorder أو من دونه. والهلع هو حدوث فزع طاغ لا يستطيع الفرد السيطرة عليه يصاحبه نشاط شديد في الجملة العصبية المستقلة يتجلى بالدوام (دوار) dizzness، وتسرع القلب، وشحوب الوجه، والرُعاش، والنزوع نحو التقيؤ، والتبوال أو التغوط. يحدث الفزع فجاءة وعلى نحو غير متوقع، وتحُّد عادة نوب الهلع ذاتها بنفسها وتدوم النوبة عدة دقائق أو ساعات. وفي مدة النوبة يصعب على المريض السيطرة على ضبط الذات أو إبعاد الأفكار الكارثية. يجوب المريض في حالة الهلع أحياناً الطرقات تائهاً فاقد التوجه والهدف. ومن أعراضه أيضاً الاحساس بالانقطاع عن المحيط وفقدان الاحساس بالواقع derealisation. ويترك الهلع المصاب به منهكاً وواهناً.
قد يظهر اضطراب الهلع مع رهاب الخلاء أو الساح، ففي حال ظهوره معه يسمى الهلع المصحوب برهاب الساح panic disorder with agoraphobia وفي حال عدم ظهوره معه يسمى الهلع غير المصحوب برهاب الساح panic disorder without agoraphobia.
أما معايير تشخيص اضطراب الهلع فهي:
أ ـ نوبات غير متوقعة. لا تحدث نتيجة تعرض الفرد لموقف يبعث القلق، ولا تتحرض بفعل مواقف يجلب الفرد فيها انتباه الناس إليه.
ب ـ تحدث عادة أربع نوبات في أربعة أسابيع، يتبعها حدوث نوبة أو أكثر في زمن لا يقل عن شهر واحد أو قد يشعر المريض بخوف مستمر يحرض حدوث نوبة أخرى.
وتلاحظ على الأقل أربعة من الأعراض الآتية في أثناء نوبة الهلع وهي: زِلة تنفسية (ضيق النفس) أو احساس بالاختناق، ودُوام غير مستقر أو غشي (فقدان الوعي)، وخفقان قلب أو تسرعه tachycardia، ورجفان، وتعرق، وغثيان أو ضائقة بطنية (انزعاج في البطن)، واحساس بالاغتراب عن المحيط أو فقدان الشعور بالواقع derealization، وخدر حسي أو مذل، واحساس بهبات حرارة في الوجه، وألم في الصدر أو انزعاج، وخوف من الموت، وخوف من الإصابة بالجنون أو القيام بأفعال خارجة عن السيطرة الإرادية.
ج ـ يشترط ألا يكون سبب نوبة الهلع وجود عامل عضوي حرض النوبة أو أبقى استمرار الاضطراب، كتناول الأمفيتامين، والانسمام بالكافيئن، أو وجود فرط أفراز درق.
د ـ تظهر أعراض الهلع فجاءة في 10 دقائق من بداية أول عرض وتكون مصحوبة بخوف شديد، أو رعب واحساس بحدوث كارثة أو مصيبة وشيكة الوقوع. وتدوم نوبة الهلع عادة عدة دقائق ونادراً ما تستمرعدة ساعات.
إن الأكثرية العظمى من حالات اضطراب الهلع تلاحظ في بعض أعراض رهاب الساح agoraphobia. ورهاب الساح هو الخوف من أن يكون الفرد المريض في أمكنة أو مواقف اجتماعية يصعب عليه الفرار منها ولا يتوافر في هذه الأمكنة تقديم العون له. ونتيجة للخوف من هذا الأمر، إما أن يفرض هذا الخوف عليه قيوداً حين السفر، أو أن يحتاج إلى من يصاحبه حينما يبتعد عن داره، أو حينما يريد الذهاب لقضاء حاجاته. وليس سبب رهاب الساح اكتظاظ الناس كما هو الأمر في الأسواق وسيارات النقل ولكن السبب هو الخوف من أن تباغته نوبة هلع يصعب عليه الفرار فيها من الزحام طلباً للعون والإسعاف الطبي. لذلك يقترن عند المريض اكتظاظ الناس في الأسواق والساحات مع الخوف من نوبة الهلع. لهذا يتجنب ركوب سيارات النقل العامة والأمكنة المزدحمة.
إن أعراض الهلع البدنية تصاحبها في رهاب الساح، الأفكار الكارثية (الخوف من توقف القلب، أو الاختناق، أو فقدان الوعي وغيرها من الأعراض البدنية)، وهذه الأفكار هي التي تفجر نوبة الهلع لدى المصاب.
غالباً ما يشعر المريض في نوبات الهلع بدرجات مختلفة من العصبية، ومن الخوف من شر مرتقب وشيك الوقوع، أي ما يسمى القلق التوقعي expectory anxiety وغالباً ما يترافقالاكتئاب مع الهلع. ولابد من التنويه أن الهلع هو الاضطراب المصحوب برهاب الساح ولا يكون كالاضطراب المستقل غير المرتبط بتحريض خارجي، أي لكيان مرضي مستقل.
أنواع الرهاب
هناك ثلاثة أنواع رئيسة للرهاب هي: رهاب الساح غير المصحوب بنوب هلعية، والرهاب الاجتماعي social phobia، والرهاب البسيط simple phobia.
1ـ رهاب الساح من دون اضطراب هلع سابق: إن الصورة الجوهرية لهذا الاضطراب هي عدم معاناة المريض لقصة هلع سابقة. ويمكن تعريف رهاب الساح بخوف المريض من وجوده في أماكن أو مواقف معينة حيث يجد صعوبة في الهرب من تلك الأماكن أو المواقف، التي قد لا يتوافر فيها العون أو الإسعاف الطبي (العيادات أو المستشفيات) إذا ما تعرض لنوبة هلع غير متوقعه ومفاجئة بأعراضها المثيرة للخوف الشديد والشالة لقدراته البدنية.
وكنتيجة لمثل هذا الخوف الشال يصبح المريض متخوفاً من السفر أو مغادرة داره وحيداً إلا بصحبة فرد أو أفراد يطمئن إلى قدرتهم على إسعافه إذا تعرض لنوبة هلع في أثناء وجوده في أماكن مزدحمة بالناس، أو ركوب سيارات نقل، أو حين السفر بسيارته الخاصة، أو دخوله في نفق أو وقوفه على جسر. ويخاف المريض عادة من أن يتعرض لنوبة فيها أعراض بدنية محدودة، ولكنها تأخذ بالتعاظم فتحرض عنده الأفكار الكارثية؛ كأن يخاف من فقدانه الوعي أو الجنون، أو التبول أو التغوط بفعل الخوف، أو السقوط، أو فقدان احساسه بالواقع أو اغترابه عن المحيط الذي حوله وانفصاله عنه، أو الموت بتوقف القلب. وفي بعض الحالات يكون المريض قد تعرض لمثل هذه الأعراض في الماضي، وبذلك يصبح مشغولاً بمخاوف حدوثها (الخوف التوقعي). وفي حالات أخرى، لا يكون الفرد قد تعرض لهذه الأعراض، ولكن مع ذلك يخاف من العَرَض الذي يمكن أن يظهر وبالتالي يشله أو يزعجه كثيراً. وفي عدد قليل من الحالات يخاف المريض من العجز، ولكنه يعجز عن تحديد ماهية العَرَض الذي يخيفه.
ويظهر الاضطراب عموماً في العشرينات أو الثلاثينيات من العمر ويدوم عدة سنوات، أما التأذي فيكون على المستوى السريري شديداً، وتظهر المضاعفات في بعض الأشخاص بعد اضطراب الهلع، ودرجة شيوعه على مستوى النماذج السريرية نادر. أما معدلات الإصابة فيه فهي في النساء أكثر منها في الرجال.
2ـ الرهاب الاجتماعي social phobia: تظهر الصورة الجوهرية لهذا الاضطراب في خوف مستمر إزاء موقف أو أكثر من المواقف الحياتية التي يتعرض فيها الفرد إلى تقييم وتفحص من قبل الآخرين ويخاف من أن يفعل شيئاً أو يتصرف بطريقة يكون فيها موضع التحقير والانزعاج.
يتجلى الخوف الرهابي الاجتماعي بمظاهر متعددة؛ كالخوف من عجز المريض عن الاستمرار في الكلام أمام الجمهور، والشعور بالاختناق عندما يأكل أمام الآخرين، والعجز عن التبول في المراحيض العامة، ورجفان يده عند الكتابة بوجود الآخرين (الإحساس بالمراقبة) وفي حالات أخرى قد تتضمن المخاوف الرهابية الاجتماعية مواقف أخرى مثل الخوف من قول أشياء سخيفة، أو العجز عن الإجابة عن أسئلة في مواقف اجتماعية.
يتم تشخيص الرهاب الاجتماعي إذا تدخل السلوك التجنبي عند الفرد فأعاق الوظيفة المهنية، أو النشاطات الاجتماعية العادية، أو العلاقات بين الأفراد مع الآخرين.
غالباً ما يبدأ الاضطراب في الظهور في الطفولة المتأخرة أو في بداية المراهقة، ويكون الاضطراب عادة مزمناً، وقد يتأزم إذا سبب القلق إعاقة لأداء الفرد في الموقف المثير للخوف، وإذا لم يكن الاضطراب شديداً، فمن النادر أن يكون محدثاً للعجز على الرغم من حدوث بعض التأذي بالوظيفة المهنية أو في النشاطات الاجتماعية أو في العلاقات مع الآخرين.
يميل الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تعاطي الكحول أحياناً أو تعاطي الأدوية المضادة للقلق، أو البربيتورات.
إن الرهاب الاجتماعي الذي تظهر أعراضه في الخوف من تناول الطعام أمام الناس، والكتابة أمام الآخرين، أو استخدام المراحيض العامة هو نوع نادر نسبياً. أما الرهاب الذي تظهر أعراضه في الخوف من الكلام أمام الجمهور والخوف الاجتماعي الذي يتضمن الخوف المعمم، أو الخوف من معظم المواقف الاجتماعية، فهو النوع الشائع. والخوف الرهابي أكثر شيوعاً عند الذكور منه عند الإناث.
3ـ الرهاب البسيط simple phobia: تميز هذا النوع من الرهاب بالخوف الموقفي (نسبة إلى الموقف) المستمر من شيء أو موقف وليس الخوف من أن يتعرض لنوبة هلع أو الإحساس بالإذلال أو الانزعاج الشديد في بعض المواقف الاجتماعية (مثل الرهاب الاجتماعي) وأحياناً يسمي الرهاب البسيط بالرهاب النوعي. إن الرهاب البسيط الأكثر شيوعاً عند عامة الناس، هو الخوف من الحيوانات، وبخاصة الكلاب، والأفاعي والحشرات والفئران. وهناك أنواع أخرى من الرهاب البسيط مثل الخوف من مشاهدة الدم أو الإصابات النازفة، والأماكن المغلقة والخوف من الارتفاعات والسفر بالطائرة.
إن التعرض للرهاب البسيط يثير دوماً استجابة قلق آنية. مثلاً إن اجبار الفرد الذي يخاف من القطط على الاقتراب من القطة سرعان ما يحدث عنده استجابة قلق آنية فيصاب بالتعرق وتسرع قلب، وزلة تنفسية. يتم تشخيص الرهاب البسيط لدى الفرد إذا كان السلوك التجنبي لديه يعيق من وظيفته الحياتية السوية أو يعرقل نشاطاته الاجتماعية وعلاقاته مع الآخرين، أو إذا لوحظ أنه يعاني من كرب.
يبدأ رهاب الحيوانات غالباً في سن الطفولة، أما الرهاب الناجم عن رؤية الدماء النازفة فيظهر في المراهقة أو في بداية سن الرشد ويظهر رهاب الارتفاعات، والأماكن المغلقة، والسفر بالجو غالباً في العقد الرابع من العمر.
يزول معظم الرهاب البسيط الذي يظهر في الطفولة من دون معالجة، أما الرهاب الذي يستمر حتى سن الرشد فنادراً مايشفى من دون معالجة.
ويكون التأذي في حده الأدنى إذا كان الشيء الذي يثير الرهاب نادر الحدوث ويمكن تجنبه بسهولة، مثل الخوف من الأفاعي عند الفرد الذي يعيش في المدينة. يكون التأذي كبيراً إذا كان الشيء المثير للرهاب موجوداً وشائعاً ولا يمكن تجنبه، كالخوف من المصاعد الكهربائية في المدن التي لابد من استخدام المصاعد فيها.
المعالجة
على مستوى الطب النفسي تعالج كافة أنواع الرهاب بالأدوية المضادة للاكتئاب والخوف وحصراً الأدوية ذات الحلقة الثلاثية كيمياوياً التي لها تأثير على الناقل العصبي السيروتونين مثل توفرانيل وكلوبيرامين tofranil clopiramine. كما أن مثبطات أحادي الأمينات monoamine oxydase inhibitor (M.A.O.I) يستطب بها في الهلع والرهاب. وتوصف المهدئات الصغرى إضافة إلى تلك الأدوية مثل مركبات البنزوديازيبينات للسيطرة على القلق التوقعي الذي يصاحب هذه المخاوف عادة.
وحديثاً تستعمل الأدوية التي تسمى SSRI أي مثبطات إعادة اختزان السيروتونين في عصبونات الدماغ ذات الخاصية المضادة للاكتئاب والرهاب والوسواس معاً. ولا يفيد العلاج النفسي التحليلي في هذا النوع من الاضطراب الإفادة المرجوة إضافة إلى مدة العلاج والتكلفة العلاجية الباهظة.
إن العلاج الحديث المتمثل بالعلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأمثل والفعال في الممارسات السريرية في البلاد الانكلوساكونية. ويتميز بقصر مدة العلاج ونسبة النجاح العالية التي تصل إلى 90% من الحالات وقلة تكلفة المعالجة.
وغالباً ما تشرك المعالجة الدوائية مع العلاج النفسي السلوكي المعرفي.
مصادر
- موسوعة إنكارتا
- Phobia
مرض الرهاب أو الفوبيا هو مرض نفسي ويعني الخوف الشديد والمتواصل من مواقف أو نشاطات أو أجسام معينة أو أشخاص. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر. فوبيا القلق (أو الخوف اللامنطقي) يكون فيها المريض مدركا تماما بأن الخوف الذي يصيبه غير منطقي. فوبيا الخوف تتميز عن الأنواع الأخرى من أمراض القلق اللامنطقي، بأنها تحدث في مواقف متعلقة بأشياء أو ظروف معينة. وأعراضها غالبا ما تكون : الخفقان السريع في دقات القلب، تقلب في المعدة، غثيان، إسهال، التبول بكثرة وفي فترات متقاربة، الشعور بالاختناق، احمرار الوجه (تدفق الدم بكثرة في منطقة الوجه)، التعرق، الارتعاش الشديد والإعياء بعض المرضى بهذا المرض باستطاعتهم التعايش معه وهي النسبة الشائعة، وذلك بتجنب المواقف أو الأجسام التي تسبب الخوف. المعالجون النفسيون صنفوا هذا المرض إلى ثلاث أنواع: • النوع الأول وهو الرهاب البسيط وهو الخوف من أجسام أو مواقف معينة مثل الخوف من الحيوانات أو الفراغات المتقاربة أو المرتفعات. • النوع الثاني هو رهاب الخلاء وهو الخوف من الأماكن العامة المفتوحة مثل الحافلات العامة ومراكز التسوق المكتظة وهي صعب الهروب منها مما يجعل المريض تدريجيا أن يصبح حبيس المنزل. • النوع الثالث هو الرهاب الاجتماعي وهنا يخاف المريض من أن يظهر دون المستوى الاجتماعي أو الفكري أو أن يشعر بالإحراج في المواقف الاجتماعية. وقد اثبت بحث علمى اجرته الباحثه ساره الآن في جامعه فلوريدا ان الفوبيا بأنواعها عاده تصيب 3 من بين كل عشره افراد النوع الأول (خصوصا الخوف من الحيوانات) يبدأ في مرحلة الطفولة ويستمر حتى مرحلة البلوغ، أما رهاب الخلاء فهو عادة يبدأ في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ. أما النوع الثالث فعادة يرتبط بمرحلة المراهقة فقط. على الرغم من أن مرضى رهاب الخلاء كثيرا ما يكونوا من المترددين الشائعين لدى الطبيب النفسي إلا أن الرهاب البسيط هو الأكثر انتشاراً. فهذا المرض بشكل عام يشكل نسبة 5 إلى 10 أشخاص لكل مئة شخص. الرهاب البسيط ورهاب الخلاء يصيب النساء أكثر مما يصيب الرجال. أما بالنسبة لمرض الرهاب الاجتماعي فهو غير معروف تحديدا النسبة التي يشكلها لدى المصابين. يقول الأطباء النفسيين بأن مرض الفوبيا بمختلف أنواعه ينتقل عبر الوراثة. تقنيات المعالجة السلوكية أثبتت فاعليتها في معالجة مرض الرهاب وخصوصاً في النوع الأول والثالث من هذا المرض. أحد هذه الطرق هي اضعاف عامل الخوف وهو جعل المريض أن يواجه العامل الذي يسبب الخوف تدريجياً. والطريقة الأخرى هي العلاج بالمواجهة المباشرة وهذه الطريقة أثبتت فاعليتها بكونها من أفضل الطرق وهي جعل المريض أن يواجه العامل مواجهة مباشرة ومتكررة حتى يشعر بأن لا يوجد أي خطر ينتج عن الشيْ المسبب للخوف، وبهذه الطريقة يزول الخوف تدريجياً حتى يختفي. وهناك طرق أخرى لمعالجة هذا المرض وهي عن طريق تناول أدوية القلق أو تخفيف التوتر والتي تستخدم كمسكن، وكذلك الأدوية المضادة للاكتئاب التي أثبتت نفعها في معالجة هذا المرض...
القلق والخوف.. القلق حالة نفسية تتصف بالخوف والتوتر، وكثرة التوقعات، وينجم القلق عن الخوف من المستقبل، أو توقع لشيء ما، أو عن صراع في داخل النفس بين النوازع والقيود التي تحول دون تلك النوازع. والقلق أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا، فهو يصيب 10 – 15 % من الناس، ويزداد حدوثه في الفترات الانتقالية من العمر، كالانتقال من مرحلة البيت إلى المدرسة، أو من مرحلة الطفولة إلى المراهقة، وعند الانتقال إلى سن الشيخوخة والتقاعد، أو سن اليأس عند النساء. كما قد يحدث القلق عند تغيير المنزل أو العمل أو ما شابه ذلك. وقد يصاب الإنسان بالقلق كانفعال طارئ يزول بزوال السبب، وقد يصبح مزمنا يبقى مع الإنسان لساعات أو أيام. ومن أشكال القلق قلق الأم على ابنها إن تأخر عن موعد وصوله، وقلق الإنسان على وظيفته وعمله، أو قلق المرء على صحته حين يمرض، وقلق الطالب على نتائج امتحاناته، أو قلق التاجر على تجارته, وهناك أشكال كثيرة من القلق لا مجال لحصرها. ويصاب الإنسان القلق بأعراض مختلفة، منها الإحساس بالانقباض، وعدم الارتياح والشعور بعدم الطمأنينة، والتفكير الملح والأرق، كما قد يشكو القلق من الخفقان وإحساس بتشنج في المعدة أو برودة في الأطراف.. وليس منا من لا يقلق في لحظة من اللحظات، أو موقف من المواقف، فهذا أمر طبيعي، أما أن يستمر القلق لأيام، بل لشهور أو سنين، فهذا ما لا تحمد عقباه. ومن الناس من يقلق لأتفه الأسباب، فتساوره الهموم والشكوك، ويعيش أيامه بين القلق والاكتئاب