Search - للبحث فى مقالات الموقع

Tuesday, January 18, 2011

«البحرية» marine

يطلق مصطلح «البحرية» marine على كل ما هو على علاقة بالبحر، من وسائل نقل وملاحة وتعويم. والبحرية على أنواع هي البحرية التجارية والبحرية الحربية وبحرية الصيد وبحرية النزهة.
البحرية قبل التاريخ وفي العصور القديمة
نشأت حضارة الإنسان الأول حول الأنهار الكبيرة وشواطئ البحار والبحيرات في مجتمعات صغيرة تجرأت على ركوب البحر متدرجة من المساحلة إلى التوغل في أعالي المحيطات.
وقد كانت الشعوب الشرقية القديمة أسبق من شعوب الغرب في ركوب البحر، فقد أثبتت الدراسات امتلاك السومريين وسائل صيد بحرية، ومعرفتهم بالفلك والملاحة البحرية، وبرعت شعوب بلاد الرافدين في بناء القوارب المستديرة. كذلك دلت الأبحاث على وجود حضارات اندثرت في إفريقية والهند وجزائر الهند الشرقية وبحار الصين واليابان استعانت بالعائمات في تنقلها، غير أن تأريخ ركوب البحر وثائقياً يبدأ من البحر المتوسط.
بحرية جزيرة كريت: سكنت جزيرة كريت والجزر المجاورة لها أمة بحرية متطورة (3000-1400ق.م) مجهولة الأصل يعتقد أنها قدمت من جنوب غربي آسيا وسيطرت على بحر إيجة وشبه الجزيرة اليونانية، وعرفت باسم شعوب البحر. وقد دلت آثارهم على اتصالهم بالعالم الخارجي عبر شبكة تجارية بحرية شملت البحرين الأسود والمتوسط حتى شواطئ شبه جزيرة إيبيرية.
الكنعانيون (الفينيقيون): وهم من الشعوب التي قدمت من الجزيرة العربية وعرفوا باسم «عمورو» أو «أمورو» أي الغربيون، وعرف من قطن منهم المناطق الساحلية منها بالكنعانيين[ر]، وكان هؤلاء من أشد الناس جرأة وخبرة في ركوب البحر، مكنتهم من السيطرة على سواحل المتوسط، واستوطن بعضهم الشمال الإفريقي وشبه جزيرة إيبيرية، ووصلوا شمالاً إلى الجزر البريطانية، وطافوا حول القارة الإفريقية. وقد بدأ الفينيقيون إبحارهم على أطواف Radeaux أولاً، ثم تحولوا إلى بناء سفن مستطيلة ومستديرة وأضافوا إليها الأشرعة. وبقي الفينيقيون قوة بحرية يحسب حسابها حتى مجيء الاسكندر الكبير.
مصر القديمة: قدمت الطبيعة لمصر كل التسهيلات الملاحية النهرية، فلم يكن على الملاح المتجه شمالاً إلا أن يجري بمركبه مع مجرى النيل، أما من أراد التوجه جنوباً فما عليه إلا أن يرفع الشراع. ويعود تاريخ أقدم شراع معروف إلى نحو 3200 سنة. وقد تنوعت المراكب النيلية وأشكالها، فمنها النقالات الصغيرة التي تبحر في الأقنية، والمراكب الكبيرة التي كانت تنقل المسلات الحجرية من مقالعها، وكذلك مراكب الشمس التي كانت تعد لمن يغادرون الحياة الدنيا في رحلتهم الأخيرة إلى الأبدية عند مغرب الشمس.
ولم يكن للمصريين نشاط حربي يذكر في مجال البحر فقد اقتصر نشاطهم البحري  على التجارة مع الدول المجاورة.
البحرية في العصور الكلاسيكية
اليونان: فرض تهديد الفرس الدائم على الهلينيين إنشاء قوة بحرية توفر لهم حماية سواحلهم. وبرزت أثينة قوة بحرية بلغت أوج مجدها البحري في معركتيها مع الفرس (ماراتون سنة 490ق.م، وسلاميس سنة480ق.م) في الحرب الميدية الثانية. واستطاع الملك المقدوني فيليب الثاني ومن بعده ابنه الإسكندر فرض سيطرتهما التامة على بلاد الإغريق، وعلى المواصلات البحرية في بحر إيجة وشرقي البحر المتوسط.
الرومان وبيزنطة: ورثت رومة معظم التركة اليونانية وأنشأت أسطولاً حربياً قوياً استولت به على أكثر جزر البحر المتوسط.
وبعد أن احتلت رومة آسيا الصغرى (189ق.م) وبلاد الشام (64ق.م) ومصر وشمال إفريقية أصبح المتوسط بحيرة رومانية.
تضاءلت سطوة الإمبراطورية الرومانية أمام بيزنطة الفتية منذ سنة 395م، وسيطر البيزنطيون على البحر المتوسط حتى طردهم العرب المسلمون من سورية سنة 636م، ومن مصر 642م، وتمكن المسلمون بعد معركة ذات الصواري (34هـ/654م) من فرض سيطرتهم البحرية على الحوض الشرقي للبحر المتوسط أولاً ثم على حوضه الغربي بعد ذلك [ر.البحرية العربيةوالإسلامية].
البحرية في العصور الوسطى
1ـ بيزة و جنوة والبندقية
كانت جنوة وبيزة تسهمان إسهاما كبيرا في التصدي لتحركات المسلمين، فكان الأسطول البيزاني يغير على الثغور الإسلامية. واستخدم هذا الأسطول إلى جانب سفن الأسطولين الجنوي والبندقي لنقل الحملات الصليبية المتوجهة إلى بلاد الشام وإمدادها. وكانت هذه المدن الثلاث تتنافس من أجل السيطرة على طرق الملاحة والتجارة البحرية في المتوسط. وقد استطاعت جنوة في خاتمة المطاف تدمير أسطول بيزة قرب ميلورية(1284م) Meloria، وانتزعت منها السيادة البحرية. لكن التنافس البحري بين جنوة والبندقية استمر أكثر من قرن وانتهى بفوز البندقية على جنوة بحراً في معركة كيوجيا  (1381م) Chiogia.
2 ـ الفايكنغ واتحاد الهانزا
في أواخر القرن الثامن للميلاد اندفع الاسكندنافيون (الفايكنغ) بحراً لغزو أوربة الغربية فسيطروا على بحري البلطيق والشمال، واستوطنت قبائل منهم (النرمان) شرقي الجزر البريطانية، وغزوا سواحل شبه جزيرة إيبيرية. واستولوا سنة 1091م على جزيرة صقلية، التي كانت تحت الحكم العربي.
وفي القرن الثالث عشر أقيم حلف بين المدن التجارية البحرية في ألمانية وبريطانية وشمالي فرنسة، عرف باسم اتحاد الهانزا Hansa وشمل نفوذه بحري البلطيق والشمال وبعض سواحل الأطلسي، وظل يحتكر التجارة والملاحة إلى أن انهار تدريجيا مع نهاية القرن الخامس عشر.
3ـ العثمانيون
بعد سقوط القسطنطينية سنة 1453م غدت السلطنة العثمانية القوة الأولى في العالم. وطلب السلاطين من دور الصناعة في مصر والشام واصطنبول تعمير السفن الموجودة وبناء قوة بحرية قادرة على مجابهة القوى المعادية في البحر المتوسط.
4ـ البحرية الصينية
اتسعت التجارة البحرية الصينية في عهد أسرة سونج (960-1279م) وحقق الصينيون بفضل استخدام الإبرة العائمة (البوصلة 1031م) تقدما في علم الملاحة، وحققت بعثات تشانغ-هو البحرية السبع التي بدأت عام 1405م إنجازات مهمة في هذا المجال. وظل الصينيون مدة طويلة يستخدمون السفن العريضة المصنوعة من حزم القصب الغليظ المجدول والمشدود.
نشوء القوى البحرية الحديثة في أوربة
تقلص النشاط البحري الروماني إبان تعرض أوربة لاجتياح الشعوب البربرية، ثم عاد فازدهر بعد أن اندمجت هذه الشعوب في المجتمع الأوربي، واشتهرت في ذلك العصر موانئ أوربية كثيرة. وتطورت صناعة السفن في هذه الحقبة، فتعددت صواريها واتسعت أشرعتها وتضاعفت طوابقها وغدت قادرة على الملاحة في أعالي البحار. وصنفت في تلك الحقبة في نوعين:
ـ السفن الطويلة ومنها: القادس (الشونة) galere والسجانة الكبيرة (الغراب) galeasse والقليعة (السكّونة) brigantin والغليون galiote والفرقاطة fregate .
ـ السفن المكورة ومنها: الطوف barge وقشرة البيضة coque والشراعية nef  والحوتية baleinier والبلطيقية crayer والفلمنكية hues.
وجهزت السفن الحربية منها بالمدافع (بدءاً من سنة 1311م) وطور بناؤها للحد من المساحات الصادة للريح، وزود بعضها بالأشرعة المثلثية إضافة إلى الأشرعة المربعة، وتنوعت أسماؤها بحسب أشكالها وتسلحها ومنها: الكارافيل (الصرصور) caravelle والقرقور caraque والبارجة vaisseau، وغدت التجارة عبر البحار والمحيطات مسألة حيوية لكل الأمم، وعاملاً أساسياً في النزاعات الدولية. واستخدمت البوصلة والاسطرلاب وآلة الربع والقوس ثم آلة السدس، ووضعت الجداول الملاحية والخرائط البحرية والتقاويم الفلكية، وابتكر قائس المسافات والساعة البحرية لقياس الزمن.
الكشوف الجغرافية الكبرى
كان لتطور علمي الملاحة وبناء السفن، إضافة إلى الفضول العلمي أثر كبير في تطلع المغامرين إلى القيام برحلات طويلة عبر المحيطات بحثاً عن الثروة وعن كل جديد. وكان البرتغاليون والإسبان في مقدمة هؤلاء المغامرين.
البرتغال: شجع موقع البرتغال المغامرين على اقتحام البحر لغزو سواحل إفريقية المطلة على المحيط الأطلسي بدءا من عام 1415 بهدف النهب والتبشير وأقاموا مستعمرات لهم فيها. وأُحدث في عام 1482 في عهد الملك خوان (جان) الثاني المعهد البحري لتثقيف قادة السفن، ومن مشاهير ملاحيهم الملاح بارتلوميو دياز Bartholomeu Diaz الذي استطلع سنة 1487 رأس العواصف (رأس الرجاء الصالح). ودار فاسكو دا غاما سنة 1497 حول رأس الرجاء الصالح وعبر المحيط الهندي ووصل إلى كلكوتة. وفي سنة 1494 اتفقت البرتغال وإسبانية على تقاسم المجال الحيوي في الأطلسي.






إسبانية: تقدمت إسبانية على البرتغال في المجال البحري منذ نشأة الدولتين، وكان لانضواء كريستوفر كولومبس[ر] تحت لوائها واكتشافه القارة الجديدة (1492- 1506) أثر عظيم في بناء مجدها البحري.
تعاقب الملاحون الإسبان على استكشاف القارة الجديدة، ومن أشهرهم هرنان كورتيز Hernan Cortez ورفاقه من مستكشفي المكسيك (1519)، و فيرناو ماجيلاّن Fernao Magellan الذي حاول الدوران حول الأرض. وتقاسم الإسبان والبرتغاليون النفوذ في المحيط الهادي، كما فعلوا في الأطلسي، وغدا خط الطول 152ْ شرقاً حدا فاصلا بين مجاليهما.
تحول عصر الكشوف الكبرى إلى عصر استعمار واستغلال وهجرة، وتسابق المغامرون من كل البلدان إلى تقليد الإسبان والبرتغاليين، فحاول الإنكليز سنة 1553 إيجاد طريق إلى الهند عبر شمالي أوربة. وتحول الملاحون الإنكليز إلى غزاة وقراصنة وتجار رقيق أسود وصيادي سمك. ولم يشارك الفرنسيون في الاستكشافات البعيدة، واقتصر نشاط النرمنديين منهم على إقامة مؤسسات تجارية مزدهرة في غينية، ومارسوا أعمال القرصنة والسلب في ممتلكات البرتغاليين على سواحل إفريقية، واهتموا بالصيد في أعالي البحار. وكانت لهم وللبريطانيين مؤسسات كبيرة لصيد الأسماك والحيتان.
في القرن السابع عشر تحول النشاط التجاري من البحر المتوسط إلى الأطلسي، وكان الهولنديون المستفيد الأول من هذا النشاط الذي أكسبهم مكانة دولة بحرية، وحازت دور الصناعة البحرية عندهم خبرة تقنية عالية في مجال بناء السفن. غير أن حربها البحرية مع إنكلترة وفرنسة أفقدتها التفوق التجاري إبان حرب الوراثة الإسبانية (1707- 1714).
وبرزت إلى الوجود قوى جديدة تحلم بالثروة والنفوذ أمثال السويد والدنمارك وألمانية، وتقلصت قوة الجمهوريات الإيطالية أو زالت تماما.
وفقدت البرتغال أكثر مستعمراتها وغدت تابعة للدولة الإسبانية في عهد فيليب الثاني [ر] وفقدت إسبانية عظمتها البحرية تماما إثر تحطم أسطولها الأرمادا الشهير (1588).
تقاسم الهولنديون والفرنسيون مع إنكلترة تركة إسبانية والبرتغال، وانطلقت أساطيلهم تلاحق سفنهما لتستولي عليها أو تغرقها، وعُدَّ العام 1635 بداية نهاية الإمبراطوريتين، في حين سيطرت هولندة على أربعة أخماس عمليات النقل البحري في العالم. وحققت من وراء ذلك دخلاً وأرباحاً خيالية، حتى غدت أمستردام وموانئ نهر الموز تعرف على أنها مستودعات العالم التجارية.
وادعت بريطانية ملكيتها للبحار المحيطة بجزرها، إلا أن حرب المئة عام أنهكت اقتصادها فراحت تبحث عن نصيب لها في العالم الجديد ودخلت في سباق لامتلاك أراض وراء البحار وأسست مستعمرات استيطانية لها، وأقامت مراكز تجارية في أنحاء مختلفة، نقلت إليها أعداداً كبيرة من المواطنين البريطانيين المحكومين أو الباحثين عن الثروة. وكانت تجارة العبيد أكثر أنواع التجارة ربحا. وحققت بريطانية انتصارات كبيرة وفرت لها القدرة  على أن تكون الدولة البحرية الأولى في العالم.
أدى التسابق على المستعمرات إلى نشوب حروب بحرية في القرنين السابع عشر والثامن عشر تميزت من سابقاتها بالتقدم التقني والإعداد الحربي، فاحتلت «البوارج الرتلية»Vaisseau de Ligne الشراعية المتعددة الطوابق المكانة الرئيسية في الأسطول، وزودت بمجموعات من المدافع على جانبي السفينة وفي مقدمتها ومؤخرتها. أما أشرعتها فكانت على ثلاث صوار يعلو أوسطها شراع مربع، وفي مقدمة البارجة ومؤخرتها أشرعة إضافية صغيرة. وعلى شاكلة هذه البوارج كانت توجد سفن أصغر منها حجما وأقل تسليحا تدعى الفرقاطات.
لم تخل حقبة السلام التي امتدت ربع قرن (1715- 1740) عقب معاهدة أوترخت الشهيرة من نشوب نزاعات كثيرة بين  الفرقاء المستعمرين. غير أن أكثرها ضراوة كانت حرب السنوات السبع (1756- 1763) التي كان من نتائجها تدهور موقف فرنسة وراء البحار، وخرجت إنكلترة منها سيدة بحار العالم. وفي أواخر القرن الثامن عشر حاولت فرنسة غزو مصر وخاضت بريطانية معها حربا بحرية حققت فيها نصرين كبيرين في معركة أبي قير (1798) وفي معركة الطرف الأغر (1805)، وإثر سقوط نابليون بعد واترلو (1815) غدت بريطانية أكبر دولة بحرية استعمارية في العالم.
البحوث العلمية وتطور علوم البحار في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر
نشأت في نهاية القرن السابع عشر في أوربة مؤسسات للبحث العلمي. فتأسست على سبيل المثال المؤسسة الملكية العلمية البريطانية (1665) وأكاديمية العلوم الفرنسية (1666) اللتان كان من بحوثهما تحديد شكل الأرض وقياس قوس خط الطول بين منطقتي القطبين وخط الاستواء، وإثبات صحة نظريات العالم نيوتن، وفهرسة الخرائط السماوية ورسمها وإثبات مواقع النجوم عليها، ودراسة الأحوال الجوية وجغرافية البلدان والمحيطات ومسحها، وتصحيح الخرائط المتداولة براً وبحراً وتعيين المواقع البحرية الصحيحة لصالح الملاحين ووضع دليل بحري موثوق. وكانت ترافق الرحلات البحرية المتخصصة بهذه القضايا العلمية  هيئات علمية متخصصة. واستخدمت في هذه البحوث أجهزة قياس ورصد مبتكرة منها ساعة التوقيت الدقيقة (الكرونومتر) وآلة السدس المطورة والبوصلة المحسنة وغيرها.
بلغت صناعة السفن في القرن الثامن عشر درجة عالية من الكفاية والمقدرة وتطلب ذلك تحديثاً علمياً لدور صناعة السفن. وقد استمرت السفن الشراعية الوسيلة الوحيدة حتى عصر البخار، وكان سلاحها الرئيسي المدفع وخضعت المعارك البحرية لقواعد تكتيكية تديرها هيئة مصغرة من القادة البحريين على سفينة قيادة.
ومع دخول عصر البخار تنوعت السفن البخارية، واستبدل «الرفاص» بالدواليب الدافعة، وحل الحديد والنحاس مكان الخشب تدريجيا، ولم يبق من بحرية الشراع إلا السفن الكبيرة التي حولت إلى مدارس بحرية. وتطور سلاح المدفعية، ومع حلول العقد السابع من القرن التاسع عشر أصبحت كل السفن الحربية مصفحة، وصارت قدرة الدولة تقاس بحرياً بعدد دارعاتها. وتغيرت شروط توازن القدرات البحرية في العالم، وتقاربت مستوياتها. وعشية القرن العشرين ظهرت الطرادات الحديثة واستخدم سلاح الطوربيد والسفن القاذفة للطوربيد وأعقب ذلك ظهور الغواصات ثم الطيران المحمول بحراً.
توازن القوى في مطلع القرن العشرين والحربان العالميتان الأولى والثانية
لجأت بريطانية إلى دعم قدرتها البحرية لحماية مستعمراتها. وتزامن ذلك مع سعي ألمانية إلى تقوية أسطولها وتحديثه. والجدول 1 يبين القدرات البحرية التي امتلكتها كبريات دول العالم مع بداية الحرب العالمية الأولى.






بريطانية
فرنسة
إيطالية
ألمانية
النمسة والمجر
الولايات المتحدة
اليابان
بارجة حديثة
31
7
6
20
4
22
6
بارجة قديمة
30
18
6
20
12
-
1
دارعة ثقيلة
10
-
7
7
3
9
1
طراد ثقيل
34
22
-
9
4
15
7
طراد خفيف
56
88
6
41
-
34
22
نسافة أومدمرة أو فرقاطة
316
88
88
177
25
60
54
قاذفة طوربيد
100
141
-
32
73
21
55
غواصة
98
19
25
42
-
50
15

وخاض الأسطولان البريطاني والألماني معركة رئيسية واحدة في تلك الحرب هي معركة جوتلند (مالسي 1916)، لجأ الألمان بعدها إلى حرب الإغارات مستخدمين الغواصات والطرادات الخفيفة، في حين سلكت بريطانية أسلوب الحصار البحري للموانئ الألمانية، وفي مطلع عام 1917 نشطت الغواصات الألمانية في إغاراتها على سفن الحلفاء وأغرقت الكثير من السفن التجارية التي كان بعضها عائد إلى دول محايدة، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي دخلت الحرب إلى جانب الحلفاء، وسبق ذلك دخول الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانية (تشرين الأول 1916).
وكان من نتائج انتصار الحلفاء على ألمانية فرض قيود بحرية عليها، ومصادرة جميع غواصاتها العاملة، واحتجاز سفنها التجارية، وكذلك سفن كل من النمسة وهنغارية (دول المحور) وتوزيعها على الدول الحليفة، وحددت المعاهدات والاتفاقيات التي عقدت بعد ذلك أحجام أساطيل الدول ووضعت تشريعات لمراقبة التسلح البحري، وكان نصيب المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان أعلى من حصتي فرنسة وإيطالية. فلم تتقيد الدولتان بتلك الشروط، في حين توقفت ألمانية عن دفع تعويضات الحرب، وقام هتلر ببناء قوة بحرية حديثة يتخطى حجمها الحدود المفروضة عليه، وتدهور الموقف الدولي، ولاح في الأفق شبح حرب عالمية جديدة. أما الأساطيل الحربية التي كانت تملكها الدول الكبرى عشية الحرب العالمية الثانية فكانت كما هو مبين في الجدول 2.






بريطانية
فرنسة
الولايات المتحدة
ألمانية
إيطالية
اليابان
بارجة
20
9
24
7
6
12
حاملة طائرات أو ناقلة طائرات
12
2
8
-
-
17
طراد ثقيل
15
7
18
2
7
18
طراد خفيف
-
12
25
6
26
25
نسافة أو مدمرة
187
70
253
46
130
127
غواصة
72
77
112
70
119
70

سيطر الحلفاء منذ بداية الحرب العالمية الثانية على جميع البحار والممرات البحرية المهمة، واضطرت ألمانية إلى إخفاء أسطولها التجاري، وردت على الحلفاء بإغراق مراكبهم التجارية في المحيط الأطلسي وفي بحار الجنوب وكان لنشاط الغواصات إلى جانب حقول الألغام الكثيفة نتائج خطيرة على سفن الحلفاء، ولجأت قيادة القوات الحليفة إلى اتباع نظام القوافل ضمن تشكيلات قتالية لحماية السفن التجارية، وشكلت مفارز استطلاع للبحث عن السفن الحربية الألمانية وتدميرها. إلا أن دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب الحلفاء غيّر في ميزان القوى، وتمكنت الولايات المتحدة من تعويض خسائر الحلفاء البحرية،  وجابهت القوات اليابانية القوية في الشرق الأقصى بعد هجومها على بيرل هاربور (كانون الأول 1941).
تعد نهاية عام 1942 بداية تحسن أوضاع الحلفاء بحراً في المحيطين الأطلسي والهادي وفي شمالي إفريقية وفي عمليات الإنزال البحري في صقلية (10 تموز 1943) واستسلام إيطالية، والإنزال على سواحل النرمندي (حزيران 1944) واستسلام ألمانية، ثم استسلام اليابان بعد معارك بحرية ضارية، وإسقاط قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي (آب 1945).
القوى البحرية الحديثة
ظلت البوارج أهم الوحدات البحرية وأقواها تسليحا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وبظهور حاملات الطائرات حدث تبدل جوهري في استراتيجية القوى البحرية. وما تزال الحاملات الكبيرة حتى اليوم أقوى السفن الحربية وأقدرها على العمل. وتحمل الواحدة منها ما يزيد على 80 طائرة قاذفة ومقاتلة، وترافقها سفن الدعم المسلحة بالصواريخ والمدفعية. وتأتي الغواصات في المرتبة الثانية. وقد تطور هذا السلاح وزود بمحركات الدفع النووي، والصواريخ ذات الرؤوس النووية والعابرة للقارات التي يمكن إطلاقها من تحت الماء، ولا يقتصر عمل الغواصات على البحر بل يتعداه إلى ضرب الأهداف الاستراتيجية في عمق أراضي العدو. أما البوارج والطرادات الثقيلة فلم يعد لها مكان في ميادين القتال البحرية وحلت محلها الطرادات الخفيفة والمدمرات والفرقاطات والخافرات المسلحة بالصواريخ والحوامات.
البحرية التجارية الحديثة وتطورها
تصنف السفن التجارية الحديثة في أنواع ثلاثة: سفن الركاب، وسفن الشحن، وسفن الخدمات، وثمة نوع آخر مغرق في التخصص هو سفن البحوث العلمية ودراسة المحيطات.
 وتعد سفن الركاب الضخمة عابرات المحيطات أكبر السفن التجارية منذ خمسينيات القرن العشرين إلى أن تفوقت عليها ناقلات النفط العملاقة. وظلت سفن الشحن الوسيلة الأساسية لنقل البضائع عبر البحار والمحيطات.
أما سفن الخدمة فمتعددة الأغراض والأشكال وأهمها مراكب القطر والإنقاذ والكرارات وسفن الإمداد والصيانة وكاسحات الجليد والأحواض العائمة.
وظلت المحركات البخارية القوة المحركة الرئيسية للسفن إلى أن حلت محلها العنفات والمحركات الانفجارية (ديزل) والمحركات النووية التي بدت كبيرة التكلفة واقتصر استخدامها على بعض الغواصات والسفن الحربية الضخمة، وعلى عدد ضئيل من السفن التجارية.
سفن الأبحاث ودراسة المحيطات
نشطت بعد الحرب العالمية الثانية الدراسات والأبحاث العلمية، ووضعت الفرضيات لتعرف البحار والمحيطات، ومنها نظريات انجراف القارات وتحرك الصفائح المشكلة لقشرة الأرض، ومنشأ الكوارث البحرية وآثارها، ودرست قيعان البحار والمحيطات والجروف القارية، واستخدمت وسائط غوص حديثة كشفت عن كثير من الخفايا البحرية، وبدأ العالم يفتش عن وسائل إنتاج الطاقة من تحت الماء كاستخراج النفط والغاز الطبيعي والمعادن.

البارجة battleship اسم أطلقه العرب قديماً على السفينة الكبيرة التي تتخذ للقتال، وجمعها بوارج. ويطلق اسم البارجة اليوم على نوع رئيس من صنف سفن السطح الحربية، وهي أضخمها بعد حاملة الطائرات وأفضلها تسليحاً وتدريعاً.
لا توجد البوارج إلا في الأساطيل البحرية لتكلفتها عند البناء وفي أثناء الخدمة، ويطلق عليها أيضاً «سفينة قتال» battelship و«سفينة خطية» ship on line و«الدارعة» cuirassé كما يسميها الفرنسيون لقوة تدريعها وثخانته.
والواقع أن الدارعة ليست سوى مرحلة وسط بين سفن القتال الشراعية الضخمة المعروفة باسم «الغليون» galleon التي سادت البحار في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، والبوارج الحديثة. وكانت «الغليون» سفينة قتال شراعية كبيرة بثلاثة صوار أو أربعة، ومسلحة بصفين من المدافع في طابقين من كل جانب.
ويعد العقد السادس من القرن التاسع عشر مرحلة جديدة  تمخضت عن بناء أول دارعة في العالم في دور الصناعة الفرنسية، وأنزلت إلى البحر عام 1860. ومنذ ذلك الحين أخذت الدول العظمى تتنافس في تطوير سفنها الحربية وفق هذا المنهج وتزيد في ثخانة الدروع ومتانتها وتقسيماتها الداخلية، وفي عيارات المدافع وأوزان قذائفها في سباق محموم بين الدرع والمدفع استمر حتى الحرب العالمية الثانية، وترقت الصناعة البحرية بفضل ذلك إلى علم كامل تمخض عن ظهور البوارج التي احتلت المكانة الرئيسة بين سفن الأساطيل الحربية قرناً كاملاً.
خُصصت البوارج لتدمير سفن العدو من جميع الفئات والأنواع، ولقصف الأهداف الساحلية والقواعد الحربية المعادية، وتوفير الدعم المدفعي لعمليات الإنزال البحري، إضافةً إلى مرافقة أساطيل حاملات الطائرات وحمايتها.
وكانت البوارج في البدء تحمل 6- 10 مدافع كبيرة العيار (305-381مم) في برجين أو ثلاثة أبراج على السطوح العليا للسفينة، وعلى جانبي البارجة بريجات جيدة التصفيح تحمي مدافع صغيرة العيار وأسلحة رشاشة وقواذف قنابل أعماق للدفاع القريب. ومع ازدياد خطر الطيران وفاعلية الغواصات ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية اتجه الميل إلى تقوية سطوح البوارج وجوانبها، وكذلك حماية الأجزاء الحيوية منها تحت الماء بحزام مدرع على بضعة أمتار من الهيكل خوف المتفجرات الغاطسة (ألغام وطوربيدات).
وكان طاقم البارجة منها يتألف من 2000-6000 رجل، ومتوسط سرعتها في أثناء الإبحار 28-34 عقدة، ومدى عملها نحو 12000 ميل بحري (22000كم) وتحمل 8-12 مدفعاً رئيساً من عيار 305- 405مم في أبراج ثابتة أو دوارة في مستويين أو ثلاثة مستويات فوق السطوح العليا. وفي كل برج منها 2- 4 مدافع يمكن خفضها أو رفعها أثناء الإبحار أو إخفاؤها داخل بدن السفينة، إضافةً إلى عدد كبير من المدافع الصغيرة العيار (45-105مم) السريعة الرمي في بريجات صغيرة (نحو40-60 مدفعاً) للدفاع القريب والمضاد للطائرات.
تعد معركة جوتلند (31 أيار 1916) Jutland في بحر الشمال بالقرب من سواحل الدانمرك أكبر مجابهة بحرية جرت في الحرب العالمية الأولى بين الأسطولين البريطاني والألماني وبرهنت فيها البوارج الألمانية على تفوقها في التسليح والتدريع.
بيد أن ما قامت به البوارج أثناء تلك الحرب كان ثانوياً بالموازنة بينها وبين حاملات الطائرات والطرادات والغواصات، ومع ذلك فقد حازت بعض البوارج شهرة واسعة، وكادت البارجة  الألمانية «بسمارك» تذهب بسمعة بريطانية البحرية حين أغرقت بصلية واحدة من مدافعها الطراد البريطاني الشهير «هود» في معركة بحر الشمال (24 أيار 1941)، واضطر ونستون تشرشل آنئذ إلى تجنيد كل القوى البحرية والجوية التي تملكها بريطانية في بحر الشمال لملاحقة البارجة «بسمارك» وإغراقها بأي ثمن، وقد تم له ذلك يوم 27 أيار 1941.
أحدثت الثورة العلمية ـ التقنية التي شهدها العالم في الحرب العالمية الثانية وبعدها تحولاً جذرياً في تسليح القوات البرية والبحرية والجوية، فاحتل الطيران البعيد المدى والصواريخ العابرة للقارات والقذائف الصاروخية الموجهة المكانة الأولى بين معدات التسليح، وحافظت حاملات الطائرات والغواصات المسلحة بصواريخ على موقعها وظهرت أنواع جديدة من سفن السطح الخفيفة والسريعة مع قوة التسليح. في حين فقدت البوارج وسفن المدفعية الأخرى مكانتها فأخذت تختفي من أكثر أساطيل العالم وتوقفت دور الصناعة عن بناء أي بارجة ، وقامت أكثر الدول بتفكيك بوارجها، أو وضعها في الاحتياط أو تحويلها إلى متاحف أو سفن تدريب.
وأما أكثر البوارج الموجودة في الخدمة اليوم شهرة فهي البارجة «نيوجرسي» الأمريكية، دخلت الخدمة في بحرية الولايات المتحدة سنة 1943، وكلفت قصف سواحل فيتنام عام 1968 بعد أن عدلت مواصفاتها، وقلص تسليحها الذي اقتصر على المدافع الكبيرة العيار (9 مدافع 408مم في ثلاثة أبراج)، وأضيفت إليها بعض التجهيزات الإلكترونية ومهبط لحوامة في السطح الخلفي، كذلك أعيدت هذه البارجة إلى الخدمة عام 1982 بعد أن أخضعت لبرنامج تحديث شامل زوّدها بقذائف صاروخية موجّهة عابرة للقارات وأجهزة توجيه وقيادة جديدة، وشاركت بمهمة قتالية لمساندة القوات الأمريكية التي أنزلت في بيروت في ذلك العام (1982).


القوات البحرية المصرية


علم القوات البحرية 

القوات البحرية المصرية هي أصغر فرع في القوات المسلحة المصرية. تشمل مهام البحرية حماية أكثر من 2000 كيلومتر من الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمرـ وتأمين سلامة الملاحة في قناة السويس، وتقديم الدعم لعمليات الجيش وتعتبر اقوى سلاح بحرى فى المنطقة و اكبر سلاح بحرى .
التقسيمات التنفيذية الرئيسة للبحرية هي المدممرات ، الفرقاطات، الغواصات، مكافحة الألغام، والقوارب الصواريخية، وزوارق الدورية . تعتمد على سلاح الجو للاستطلاع البحري والحماية ضد الغواصات.
قال يوفال شتاينتز الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرئيلي أن الأسطول البحري المصري أكبر 3 مرات من الأسطول الإسرائيلي، وحسب قوله فإن لديهما نفس عدد الغواصات، إلا أنه قال الغواصات الإسرائيلية أكثر كفاءة. وجاءت هذه التصريحات بعد أن بدأت مصر مباحثات مع ألمانيا لشراء عدة غواصات من طراز دولفين[1]


 أوائل

في العام 1967 كانت القوات البحرية المصرية أول بحرية في التاريخ تستخدم لنشات الصواريخ لأغراق مدمرة عندما أغرقت اللنشات السريع المصرية من طراز كومار المدمرة الإسرائيلية إيلات من خلال ثلاث ضربات مباشرة.

 أثناء حرب الأستنزاف (فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر)

 تدمير المدمرة إيلات

الكثير منا لا يعلم أن عملية إغراق المدمّرة إيلات تمّت على مرحلتين متتاليتين
شهدت الفترة التي تلت حرب يونية 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى أحداث أكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية ويعرف هذا النوع من القتال البحري في فنون الحرب البحرية بالأنشطة القتالية الروتينية للقوات البحرية.
استطاعت البحرية المصرية أن تطبق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة الاستنزاف تطبيقا سليما حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية. واستغلت إسرائيل قوة الردع المتيسرة لديها والمتمثلة في تفوقها ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في انتهاك المياة الإقليمية المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.
ومن هذه الأعمال الاستفزازية دخول المدمرة ايلات ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، ليلة 11/12 يوليه 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت ايلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ (كومر) السوفيتية وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما اعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي.
ولنش الصواريخ (كومر) السوفييتي مجهز بصاروخين سطح\سطح، من طراز (ستيكس) الذي تزن رأسه المدمرة واحد طن وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف.
هجم اللنش الأول على جانب المدمرة مطلقاً صاروخه الأول فأصاب المدمرة إصابة مباشرة وأخذت تميل على جانبها فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية.

لنش الصوايخ المصرى
تفاصيل العملية:
وقعت هذه المعركة في بورسعيد، بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى الميناء كانت القيادة الإسرائيلية قد أستغلت فترة إيقاف النار لمعركة بحرية على مشارف ميناء بورسعيد، وأتخذت الإجراءات التي تُجبر وحدات اللنشات المصرية على دخول المعارك في الوقت والمكان الذي يناسب القطع البحرية الإسرائيلية.
وقعت هذه المعركة في بورسعيد، بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى الميناء كانت القيادة الإسرائيلية قد أستغلت فترة إيقاف النار لمعركة بحرية على مشارف ميناء بورسعيد، وأتخذت الإجراءات التي تُجبر وحدات اللنشات المصرية على دخول المعارك في الوقت والمكان الذي يناسب القطع البحرية الإسرائيلية. تركزت خطة القيادة الإسرائيلية، على أن تقوم المدمرة المعروفة في ذلك الوقت ” إيلات ” بالمرور شمالاً بإتجاه البحر وفي مدى رؤية رادارات قاعدة بورسعيد، في نفس الوقت الذي يتحرك فيه لنشي طوربيد _ من طراز (ملان) الفرنسية الصنع _ جنوبًا بإتجاه الساحل، وفي حال اكتشاف أى وحدة بحرية مصرية يتم الإشتباك معها فورًا وتدميرها. على الجانب الآخر كانت دورية الطوربيد المصرية _ المكونة من لنشين يضم الأول قائد السرب ” نقيب بحرى / عونى عازر، ومساعده ملازم / رجائى حتاتة ” ويضم الثاني ” نقيب/ ممدوح شمس، ومساعده ملازم أول / صلاح غيث ” _ تنفذ مرورًا روتينيًا لتأمين الميناء والاستطلاع للإبلاغ عن أى أهداف تكتشف في نطاق المياه الإقليمية المصرية. وعلى بعد 16 ميل شمال شرق بورسعيد تمكنت الدورية من اكتشاف المدمرة ” إيلات ”، فتم إبلاغ القيادة لاسلكيًا، ثم أنطلقت اللنشات المصرية مدفوعة بثورة الغضب ورغبة عارمة في الثأر وأسترداد الكرامة المُهدرة منذ شهر وأكثر. وبينما كان النقيب ” عونى ” ينطلق بإقصى سرعة تسمح بها محركات اللنش الخاص به صوب المدمرة، ظهر فجأة لنشى الطوربيد الإسرائيليين، وبدأت تهاجم الدورية المصرية من الجانب الخلفى، فأسرع عونى يبلغ القيادة بالموقف الجديد، وتلقى تعليمات مشددة بتجنب الإشتباك ومحاولة التخلص من المعركة بأى شكل. ولكن آوان التراجع لم يعد متاحًا _ وبدأت معركة غير متكافئة بين لنشات الطوربيد المصرية والإسرائيلية، في ظل مساندة المدمرة ” إيلات”. وعلى الرغم من عدم التكافئو الواضح، إلا أن الدورية المصرية بقيادة نقيب / عونى عازر نجحت في الخروج من دائرة الضوء التي كانت ترسلها المدمرة مع وابل من النيران الكثيفة. ومع تعقد الموقف وأستحالة التراجع، أتخذ ” عونى ” قرارًا بالقيام بهجوم أنتحارى وأمر مساعده ملازم ” رجائى حتاته ” بنزع فتيل الأمان من قذائف الأعماق، وأنقض بزاوية عمودية على الجانب الأيمن من المدمرة في محاولة لتدميرها وإنهاء المعركة. ومع وضوح نية اللنش المصري، أزدادت كثافة النيران الصادرة من المدمرة وأنضم إليها لنشى الطوربيد، في محاولة لإيقاف لنش النقيب عونى قبل بلوغ المدمرة. وعلى مسافة 30 مترًا من المدمرة أنفجر اللنش المصري وأستشهد النقيب / عونى عازر ومساعده ملازم / رجائى حتاته، كما أستشهد طاقم اللنش بالكامل، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة ” إيلات ” من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية ـ إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة وأصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة. وقد سُجلت هذه المعركة ضمن الدوائر العسكرية الدولية كأشهر المعرك البحرية في العصر الحديث، بين لنشات الطوربيد والوحدات البحرية الكبيرة، وأشادت بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى في التاريخ الذي تدمر فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ.
كانت تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي بأكمله وعلى الجانب الآخر فان البحرية المصرية والشعب المصري بأكمله الذي ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا وردت إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في الزيتية بالسويس بنيران المدفعية كما حاولت ضرب السفن الحربية المصرية شمالي خليج السويس.
عجل حادث إغراق المدمرة ايلات بانتهاء إسرائيل من بناء 12 زورق صواريخ من نوع (سعر) كانت قد تعاقدت على بنائها في ميناء شربورج بفرنسا.

 إغراق السفينتين بات شيفع وبات يم

في أثناء فترة حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل نفذ لواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية (الضفادع البشرية) عملية فدائية بتاريخ 5 فبراير 1970 وهذا التاريخ ما لا يعلمه الكثيرين بسبب خطاء في الفيلم الذي تناول تلك العملية(الطريق إلى إيلات)حيث ربط الفيلم بين ثلاث عمليات للضفادع البشرية باسم الغارات المصرية على ميناء إيلات الإسرائيلي، الأولى في أكتوبر 1969 والثانية والثالثة في عام 1970 المعروفة والتي كان هدفها تدمير الناقلتين الحربيتين بيت شيفع وبات يام,ففى العملية الأولى لم يتم تدمير أى من السفينتين الحربيتين، ولكن كان يوجد عدد من المراكب التجارية في الميناء حينئذ فتم تدميرهم، وفى العملية الثانية تم تدمير السفينة "بيت شيفع" بشكل كامل وإعطاب السفينة "بات يام"، حيث تم إصلاحها بعد ذلك، وما إن تم إصلاحها في شهر أبريل، حتى وصلت مجموعات الضفادع البشرية إلى الميناء في شهر مايو، وأنهوا العملية بتدمير السفينة الثانية" بات يام". كانت تلك العملية هي الثالثة من نوعها بعد الأولي التي قام بها الالمان في الحرب العالمية الثانية ونجحت والثانية قامت بها إسرائيل في حرب 67 وفشلت.

أبطال العمليات

  • قائد العملية رائد بحري/ رضا حلمي
  • قائد التدريب: رائد بحري/ مصطفى طاهر
  • المجموعة الأولي: ملازم عمر عز الدين - رقيب محمد العراقي
  • المجموعة الثانية: ملازم حسنين جاويش - رقيب عادل الطراوي
  • المجموعة الثالثة: ملازم عبد الرؤوف سالم - مساعد عبده مبروك
  • المجموعة الرابعة: ملازم نبيل فوزي - الرقيب فوزي البرقوقي (الشهيد الوحيد في العملية)
  • المجموعة الخامسة: ملازم أول رامي عبد العزيز - الرقيب فتحي محمد أحمد
  • المجموعة السادسة: ملازم اول عمرو البتانوني - رقيب علي أبو ريشة
  • مهندس العملية :مجند أسامة مطاوع
  • المجموعة المعاونة: رقيب أبراهيم الدخاخني - نقيب صاعقة امير يوسف- نقيب صاعقة علي عثمان النقيب احمدعلاءالدين قاسم
  • الشهيد الوحيد في العملية.. الرقيب/ فوزي البرقوقي

 إغراق الغواصة داكار الإسرائيلية

الحادث الثاني للبحرية الإسرائيلية فكان في شهر نوفمبر 1967 عندما اقتربت الغواصة (داكار) من ميناء الإسكندرية في رحلة عودتها من بريطانيا إلى إسرائيل وقد استطاعت قاعدة الإسكندرية البحرية من اكتشاف الغواصة الإسرائيلية وهاجمتها بفرقاطة مصرية بشكل مفاجئ مما اضطر الغواصة إلى الغطس السريع لتفادي الهجوم فارتطمت بالقاع وغرقت بكامل طاقتها واثر ذلك بشكل كبير على الروح المعنوية للبحرية الاسرائيية خاصة أنها كانت الرحلة الأولى لهذه الغواصة بعد أن تسلمتها إسرائيل من بريطانيا.

 اغراق الغواصة تانين

 إغراق المدمرتين هيدروما وداليا
ردا على غارة إسرائيلية قام بها العدو الإسرائيلي على مواقع للرادار بين منطقتي أبو الدرج والزعفرانة قررت القيادة المصرية تنفيذ عملية الإغارة على سفن الإبرار التي نفذت عملية أبو الدرج والمتمركزة في ايلات بوساطة قوة الضفادع البشرية وتوجه قائد لواء الوحدات الخاصة إلى ميناء العقبة الأردني للاستطلاع ودراسة المنطقة تحت ستار انه ضابط إشارة سيقوم بالتفتيش على أجهزة نقطة المراقبة البحرية المصرية الموجودة بجوار ميناء العقبة وكذلك التعرف على بعض الشخصيات التي قد تساعد في تأدية مهمة الضفادع البشرية.
وبدأ تدريب الأفراد تدريبا مركزا في ظروف وأماكن تشابه تماما ظروف تنفيذ العملية، وتوجهت المجموعة على متن إحدى طائرات النقل المصرية إلى إحدى المطارات العراقية على زعم أنهم أفراد من منظمة فتح وان الصناديق التي معهم هي معدات خاصة بالمنظمة ثم انتقلوا إلى بلدة الطفيلة بالأردن حيث تجمعوا انتظارا لوصول باقي أفراد الضفادع من القاهرة. وفى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم 14 نوفمبر 1969 تحركت المجموعة إلى عمان في اتجاه العقبة على غير الطريق التقليدي حتى وصلوا إلى مكانهم حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهر يوم 15 نوفمبر إذ كان المفترض أن يتم تنفيذ العملية الليلة التالية حتى ينال الأفراد قسطا من الراحة يتناسب مع المجهود الخارق المفترض بهم أن يبذلوه في الوصول إلى منطقة التنفيذ، إلا أن قائد العملية قرر تنفيذ العملية في الليلة نفسها خشية أن يحدث أي تغيير في الموقف. وفى الساعة الرابعة والنصف بدأ تحرك المجموعة في اتجاه ايلات وكانت حالة البحر سيئة للغاية والرياح شديدة وتم قطع المسافة إلى ميناء ايلات سباحة وغوصا في ثلاث ساعات حيث بدأت المجموعة الأولى في النزول إلى الماء ثم المجموعة الثانية ثم الثالثة وفى اقل من ثلاث دقائق كانت المجموعات الثلاث في الماء على بعد كيلومترين من أرصفة ميناء ايلات وكان من المخطط أن ينتظرهم القارب المطاط في المكان نفسه لالتقاطهم بعد انتهاء العملية ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف حتى الواحدة من صباح يوم 16 نوفمبر. وفى الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق وصلت المجموعات إلى مسافة 150 مترا من الهدف ثم بدأت في الغطس لتلغيم السفينتين “هيدروما” و”داليا” الراسيتين في الميناء. وتمت العملية بنجاح ثم بدأت رحلة العودة سباحة إلى الشاطئ الأردني وفى تمام الساعة الواحدة وثلاث عشر دقيقة سمع دوي هائل لانفجار في ميناء ايلات ثم تلاه انفجارات أخرى كانت جملتها خمس انفجارات دمرت السفينتين الإسرائيليتين.

 أبطال العمليات

  • قائد العملية رائد بحري/ رضا حلمي
  • قائد التدريب: رائد بحري/ مصطفى طاهر
  • المجموعة الأولي: ملازم عمر عز الدين - رقيب محمد العراقي
  • المجموعة الثانية: ملازم حسنين جاويش - رقيب عادل الطراوي
  • المجموعة الثالثة: ملازم عبد الرؤوف سالم - مساعد عبده مبروك
  • المجموعة الرابعة: ملازم نبيل فوزي - الرقيب فوزي البرقوقي (الشهيد الوحيد في العملية)
  • المجموعة الخامسة: ملازم أول رامي عبد العزيز - الرقيب فتحي محمد أحمد
  • المجموعة السادسة: ملازم اول عمرو البتانوني - رقيب علي أبو ريشة
  • مهندس العملية :مجند أسامة مطاوع
  • المجموعة المعاونة: رقيب أبراهيم الدخاخني - نقيب صاعقة امير يوسف- نقيب صاعقة علي عثمان النقيب احمدعلاءالدين قاسم
  • الشهيد الوحيد في العملية.. الرقيب/ فوزي البرقوقي

 تدمير الحفار الإسرائيلي " كينتنج "

بنى الحفار في انجلترا عام 1959 وعمل لفترة في بحر الشمال وهوة بمثابة بريمة حفر بحرية تستخدم لأغراض التنقيب واستخراج خام البترول وفى عام 1965 انتقل الحفار للعمل بجنوب افرقيا....وفى عام 1970 قامت شركة ميدبار الاسرائلية بتاجير الحفار للعمل بخليج السويس
عملية الحفار بدأت بخبر قرأه الرئيس جمال عبد الناصر في نشرة الأخبار اليومية التي كانت تستعرض اهم الأحداث العالمية وكان من ضمنها خبر صغير مضمونه ان إسرائيل اشترت حفارا للبترول من احدى الشركات الأجنبية
وقد كتب الرئيس بخط يده على الخبر تأشيرة لسامى شرف مديرمكتبه بالنص : سامى تكلف المخابرات العامة ببحث هذا الموضوع وان صحت الأخبار تشكل لجنة تجتمع مع لجنة العمل اليومى ويشارك فيها عناصر من المخابرات الحربية بالاتفاق مع الفريق فوزى تشمل مجموعة من الضفادع البحرية وتعمل خطة للقضاء على هذا الحفار توقيع (جمال عبد الناصر)
ابلغت هذه التعليمات لكل من السادة امين هويدى المشرف على المخابرات العامة والسيد شعراوى جمعة والفريق اول محمد فوزى واتفقنا على تشكيل فرق عمل لجمع المعلومات وأخرى للتدريب على تنفيذ ما سيتقرر بالنسبة لهذه العملية
في عملية حقيرة عقب نكسة 1967 حاول الإسرائيليين تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري وتدمير أملهم القائم على تحرير الأرض المغتصبة... فقاموا بتنفيذ مخطط لإذلال مصر, وقرروا استخراج البترول من خليج السويس أمام أعين المصريين وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين... إما أن تقوم إسرائيل باستنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل (مرجان) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول.
وتم الإعلان عن تكوين شركة (ميدبار) وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث قامت باستئجار الحفار (كينتنج) ونظرا للظروف الدولية السائدة، والتوترات الإقليمية حاول البعض إثناء إسرائيل عن هذا العمل حتى لا تزيد الموقف توترا إلا أن كل المساعي فشلت واستمرت إسرائيل في الإعلان عن مخططها فأعلنت القيادة السياسية المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله البحر الأحمر. وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيدا أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت.. وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات المصري التقدم باقتراح إلى الرئيس جمال عبد الناصر يقضي :
- بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.
- أو يتم الاستعانة بسفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول وعندما بدأت إسرائيل عدوانها عام 1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى السودان (ميناء بورسودان) والبقاء في حالة استعداد لنقل الضفادع المصرية ومهاجمة الحفار من ميناء (مصوع) في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى.
- وأما إذا فشلت تلك العملية، يتم الاستعانة بالقوات الجوية كحل أخير.
وقد أوكل الرئيس عبد الناصر للمخابرات العامة (وكان يرأسها في ذلك الوقت السيد أمين هويدي) التخطيط لهذه العملية وتنفيذها على أن تقوم أجهزة الدولة في الجيش والبحرية بمساعدتها. وتم تشكيل مجموعة عمل من 3 أعضاء في الجهاز، كان من ضمنهم السيد محمد نسيم (قلب الأسد)..و تم تعيينه كقائد ميداني للعملية ومن خلال متابعة دقيقة قامت بها المخابرات المصرية أمكن الحصول على معلومات كاملة عن تصميم الحفار وخط سيره ومحطات توقفه.
وبدأ الفريق المنتدب لهذه العملية في اختيار مجموعة الضفادع البشرية التي ستنفذ المهمة فعليا بتلغيم الحفار تحت سطح الماء أثناء توقفه في أحد الموانئ الإفريقية ورغم تكتم إسرائيل لتفاصيل خط السير، فقد تأكد الجهاز من مصادر سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال فسافر نسيم إلى السنغال تاركا لضباط المخابرات في القاهرة مسئولية حجز الأماكن المطلوبة لسفر طاقم الضفادع البشرية.
وفي السنغال, قام نسيم باستطلاع موقع رسو الحفار واكتشف أنه يقف بجوار قاعدة بحرية فرنسية مما يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد (خليفة جودت) فوجئ الجميع بالحفار يطلق صفارته معلنا مغادرته للميناء وكان هذا أمرا جيدا برأي السيد نسيم لأن الظروف لم تكن مواتيه لتنفيذ العملية هناك.
واضطر رجال الضفادع للعودة إلى القاهرة، بينما ظل السيد نسيم في داكار وشهد فيها عيد الأضحى ثم عاد للقاهرة ليتابع تحركات الحفار الذي واصل طريقه وتوقف في (أبيدجان) عاصمة ساحل العاج.
ومرة أخرى يطير السيد نسيم إلى باريس ومعه بعض المعدات التي ستستخدم في تنفيذ العملية ليصل إلى أبيدجان مما أتاح له أن يلقي نظرة شاملة على الميناء من الجو واكتشف وجود منطقة غابات مطلة على الميناء تصلح كنقطة بداية للاختفاء والتحرك حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد.
وفور وصوله إلى أبيدجان في فجر 6مارس 1970 علم نسيم بوجود مهرجان ضخم لاستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة.
فأرسل في طلب جماعات الضفادع البشرية لاستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء وحراستهم عن ملاحظة دخول المجموعات وتوجيه الضربة للحفار الذي يقف على بعد أمتار من قصر الرئيس العاجي (ليكون في ظل حمايته) وبدأ وصول الأفراد من خلال عمليات تمويه دقيقة ومتقنة وبمساعدة بعض عملاء المخابرات المصرية.
وتجمعت الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من 3 أفراد هم الملازم أول حسني الشراكي والملازم أول محمود سعد وضابط الصف أحمد المصري بالإضافة إلى قائدهم الرائد خليفة جودت وبقى أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية 8 أفراد وهنا بدأت المشاورات بين جودت ونسيم واتفقا على انتهاز الفرصة وتنفيذ العملية دون انتظار وصول باقي الرجال خاصة أنهم لم يكونوا متأكدين من وجود الحفار في الميناء لليلة ثانية، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع في طريق عودتهم إلى القاهرة.

 دور القوات البحرية في حرب اكتوبر

قبيل حرب 73 قام لواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية بسد فتحات النابلم في قناة السويس، كما قام بالهجوم على المواقع البترولية والحفارات البحرية في منطقة (أبو رديس) و(بلاعيم)، وكانت هذه المنطقة تضم حفارات بترول مصرية إيطالية ضخمة تقوم بالعمل في أكبر بئرين للبترول وبعد النكسة استغلت إسرائيل هذه الحفارات وبدأت في استخراج البترول بجنون ونقله إلى إسرائيل فطلب الرئيس السادات نسف هذه الحفارات والمنطقة كلها ونجحت القوات البحرية في ذلك.

 مراجع