Search - للبحث فى مقالات الموقع

Monday, January 3, 2011

تنظيم طلبه المدارس الدينيه (طالبان)الذى ولد من اجل انقاذ فتاتين من الخطف والاغتصاب وتوالت الاحداث

حركة طالبان

 الملا محمد عمر مجاهد


نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة باسم طالبان (جمع كلمة طالب في لغة البشتو) في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد، حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.


بعد سقوط الجمهورية الديموقراطية الأفغانية المدعومة من قِبل الإتحاد السوفييتي في عام 1992م، تردّت الأوضاع في أفغانستان وشاع قانون الغاب بين القوى الأفغانيّة المتناحرة.
في ربيع عام 1994م، شاع خبر إختطاف وأغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التّابعة لأحد الفئات الأفغانيّة المتناحرة في قرية "سانج هيسار" قرب مدينة "قندهار" ونما إلى الملاّ محمد عمر خبر إختطاف الفتاتين فألّف قوة من 30 رجل وسعي مع الرّهط لتخليص الفتاتين وقد نجح في عملية التخليص وقام بدوره بتعليق قائد عملية الخطف والإغتصاب على المشنقة. من هذه اللحظة، وُلدت جماعة طالبان بسبب فعلتهم هذه في تخليص الفتاتين وإضفاء نوع من العدالة والأمن بين القرويين الذين كانوا في أمس الحاجة لهذه الأفعال البطولية.
فرّ الملا عمر بعد هذه الحادثة إلى "بلوشستان" الواقعة في باكستان وعاود الظّهور مرة أخرى في أفغانستان في الخريف إلا أنه هذه المرة كان مدجّجاً بـ 1500 من الرّجال المسلحين والهدف من هذا العتاد كان لتوفير الحماية لقوافل التّجار الباكستانيين لعبور الأراضي الأفغانية مروراً إلى تركمانستان، إلا أن التقارير كانت تفيد أن هذه القوافل لم تكن إلا مقاتلين باكستانيين متخفّين كقوات طالبان. بهذا، تكون طالبان قد تلقّت دعما ماديّاً، عتاديّاً، والتّدريب اللازم من الباكستانيين.
بعد التمكن من السيطرة على قندهار وما حولها، هاجمت طالبان قوات إسماعيل خان المتمركزة في غرب البلاد وتمكنت من السيطرة على مدينة "هرات" في 5 سبتمبر من عام 1995م. وفي شتاء نفس العام، حاصرت طالبان العاصمة "كابول" وأطلقت الصواريخ على المدينة وقطع الطرق التجارية المؤدية إلى مدينة كابول مما إستدعى من كل من رئيس أفغانستان برهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار المتناحرين التّوقف عن القتال فيما بينهما وتوحيد الصّفوف في مواجهة العدو المشترك طالبان. في 26 سبتمبر من عام 1996م، ترك حكمتيار وربّاني كابول العاصمة واتّجها شمالاً وتخليا عنها لتقع في يد طالبان التي تسلمت مقاليد الأمور في العاصمة وأنشأت إمارة أفغانستان الإسلامية.
في أحسن الأحوال، إعترفت باكستان بحركة طالبان كحكومة شرعية في أفغانستان وتلتها العربية السعودية في اليوم التالي وآخر المعترفين في حركة طالبان كممثّل شرعي في أفغانستان كان الإمارات العربية المتحدة. وكانت طالبان تتحكم بالسواد الأعظم من أفغانستان باستثناء الجزء الشمالي الشرقي الذي فرضت قوات "التحالف الشمالي" سيطرتها عليه. لم يعترف باقي العالم بحركة طالبان كممثل شرعي في أفغانستان إلا الدول الثلاث آنفة الذّكر ومن ضمن الذين لا يعترفون بحركة طالبان كممثل شرعي هو منظمة الأمم المتحدة التي كانت لاتزال تنظر إلى "رباني" كرئيس لأفغانستان رغم علم المنظمة بقلة حيلة رباني في السيطرة على زمام الأمور.
تلقت الحركة دعماً لوجيستياً وانسانياً من العربية السعودية في فترة نشأتها وما بعد تمكّن الحركة من الإمساك بزمام الأمور وكانت العربيةالسعودية وعبر لجانها الخيرية تبعث مليونين دولار سنوياً لتمويل جامعتين، 6 مراكز طبيّة، ورعاية 4000 من الأيتام.
في 22 سبتمبر 2001 ونتيجة ضغوط دولية من أطراف عديدة سحبت كل من العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إعترافهما بحكومة طالبان مما ترك باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان. وفي أكتوبر من العام 2001، قامت الولايات المتحدة مدعومة من قبل بلدان أخرى بغزو أفغانستان لرفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن وقامت قوات تحالف الشمال بخوض المعارك البرية وتم إستبعاد حركة طالبان من دفّة الحكم.

مناطق سيطره طالبان

الانتماء العرقي

ينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 38% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.

عقيدة طالبان

تعتنق طالبان العقيدة الماتريدية السنية التي تختلف مع العقيدة الأشعرية في 13 مسالة ، وتتبع أيضا المدرسة الديوبندية الصوفية ، وتلزم نفسها بالمذهب الحنفي كمذهب رسمي لا يجوز الخروج عليه [4]

الانتماء الفكري

طالبان حركة إسلامية سنية تعتنق المذهب الحنفي، وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه.
وقد تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.
يتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان" وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس.

الصفات النفسية لأفراد الحركة

يتميز أفراد الحركة بعدة صفات نفسية أهمها العناد والصلابة وتحمل المشاق شأنهم في ذلك شأن الأفغان عموما وسكان ولاية قندهار التي نشأت حركتهم بها على وجه الخصوص.
ولعل في المسابقة الشعبية المشهورة في ولاية قندهار والتي يطلق عليها "إطفاء الجمر" ما يعطي إشارة على ذلك، فالمسابقة تتلخص في حمل اللاعبين لجمر مشتعل بأيديهم لمدة طويلة حتى تنطفئ، ويكون الفائز في هذه المسابقة هو من لا يتحرك أو يتأوه. كما يتميز أفراد هذه الحركة بالقدرة على تحمل الخشونة وشظف العيش، واحترامهم لعلماء الدين، إضافة إلى الإخلاص لفكرتهم والعمل الجاد على تنفيذها، والبساطة التي تميز حياتهم.

العوامل الداخلية والخارجية لبروز الحركة

ساعد على سرعة انتشار الحركة وإقبال الأفغان عليها في العديد من الولايات وبالأخص الجنوبية والشرقية عدة عوامل داخلية وخارجية منها:

أولا: العوامل الداخلية

  • اغتيال أحمد شاه مسعود قائد تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان على أيدي عناصر يشتبه في انتمائها إلى طالبان.
  • الحروب الأهلية:
كان للحروب الأهلية الطاحنة التي نشبت بين فصائل المعارضة الأفغانية بسبب الصراع على السلطة وإيمان كل طرف بأنه الأحق بالحكم والتي أوقعت عددا كبيرا من الخسائر البشرية بلغ أكثر من 40 ألفا إضافة إلى خسائر مادية أخرى جسيمة، ولم ينجح الوسطاء الدوليون في وضع حد لهذه الحروب، وكان لذلك دور مهم في إقبال قطاعات كبيرة من الأفغان على حركة طالبان التي رأوا فيها وسيلة لتخليصأفغانستان من ويلات تلك الحروب وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
  • الفوضى وانعدام النظام:
دبت الفوضى في الجسد الأفغاني بعد دحر قوات الاحتلال السوفياتي، وانقسمت أفغانستان بين الجماعات والفرق المتصارعة، وأصبحت وحدة البلاد مهددة نتيجة لذلك، ولم يكن أمام السكان قوة موحدة تجبرهم على احترام القوانين والتقيد بالقرارات الصادرة. فإبان ظهور الحركة كانت حكومة رباني ومسعود تسيطر على سبع ولايات فقط في شمال ووسط أفغانستان، بينما يسيطر القائد الشيوعي السابق رشيد دوستم على ست ولايات في الشمال، وكانت "شورى ننجرهار" تحكم ثلاث ولايات في الشرق، وإدارة إسماعيل خان تتحكم في غرب أفغانستان، إضافة إلى العديد من الولايات التي كانت دون أي نوع من الإدارة، فكانت حركة طالبان أملا للشعب الأفغاني في المحافظة على وحدة البلاد ومنع انشطارها الداخلي.
  • الفساد الأخلاقي:
فقد استشرى الفساد نتيجة لرواسب الحقبة الشيوعية التي عاشتها أفغانستان وتحكم القائد الشيوعي رشيد دوستم في بعض الولايات والفوضى الإدارية التي جعلت من الصعوبة على جهة معينة محاربة الرذائل التي انتشرت في المجتمع الأفغاني المحافظ بطبيعته، وهو ما جعل من حركة طلاب المدارس الدينية (طالبان) -والتي أخذت على عاتقها محاربة مثل هذه المظاهر- تلقى صدى طيبا في نفوس الأفغان.
  • الاضطرابات الأمنية:
وقد عانت أفغانستان كثيرا من انفلات الوضع الأمني الذي تمثل في اختطاف السيارات وبالأخص التابعة للمؤسسات الإغاثية وأعمال السلب والاشتباكات المسلحة التي كانت تقع بين المجموعات المسلحة داخل الأماكن المزدحمة مما كان يسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما نتج عن ذلك ابتزاز الأموال وفرض أنواع من الإتاوات، لذلك رغب الناس في أية سلطة تعيد الأمن وتفرض الاستقرار وتمنع هذه الانتهاكات مما مهد الطريق أمام طالبان الذين استطاعوا التعامل بفاعلية مع هذا الأمر حتى تخلصت أفغانستان من آثاره.
  • طبقة أثرياء الحرب:
وهي طبقة ظهرت عليها علامات الثراء السريع بعد انتهاء الحرب الأفغانية السوفياتية بسبب الاتجار بالمعادن والأحجار الكريمة والأسلحة والذخيرة وأكوام الحديد الخردة التي خلفتها الحرب إضافة إلى تحكم بعض ذوي المناصب في الأموال الناتجة عن الجمارك والضرائب الحدودية، فأصبح هناك طبقة ثرية وسط شعب يعتبر من أفقر شعوب العالم مما أوجد مشاعر من الحنق على هؤلاء، وقد رغبوا بأن تخلصهم طالبان منهم وتعمل على إعادة توزيع الثروة في البلاد بطريقة عادلة.

ثانيا: العوامل الخارجية

أما العوامل الخارجية فقد تضافر العديد منها في وقت واحد على المستوى الدولي والإقليمي وهيأت المجال أمام حركة طالبان.
فباكستان تسعى إلى التعاون مع حكومة صديقة في أفغانستان لتسهيل عمليات التبادل التجاري بينها وبين جمهوريات آسيا الوسطى، ولم تجد بغيتها في حكومة رباني ومسعود التي اتهمتها بالتعاون مع الهند،وحاولت الإطاحة بتلك الحكومة عن طريق حكمتيار ودوستم لكنها فشلت في ذلك، فلما ظهرت طالبان سارعت باكستان إلى دعهما والتعاون معها.
أما الولايات المتحدة الأميركية فقد تقاطعت مصالحها مع مصالح طالبان فلم تمانع من ظهورها في بداية الأمر ثم سرعان ما اختلفت المصالح بعد ذلك فانقلب الوضع وأصبحت من ألد أعدائها. ففي البداية رغبت الولايات المتحدة في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها حتى تخلو الساحة لجماعة أصولية واحدة تستطيع تطويعها في فلك السياسة الأميركية بعد ذلك، ورغبت واشنطن كذلك في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق وبخاصة في جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي. لذلك لم تمانعالولايات المتحدة ولم تقف حجر عثرة أمام تقدم طالبان.

أهداف الحركة

أعلنت طالبان على لسان الناطق الرسمي باسمها الملا عبد المنان نيازي يوم 3/11/1994 بعد أن استولوا على مديرية سبين بولدك أن هدف حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف إضافة إلى إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم.
لكن بعد أن استولت الحركة على عدد من الولايات ولقيت قبولا مبدئيا لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية، طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومةإسلامية كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم 4/4/1996. وقد نشرت الحركة أهدافها على النحو التالي:
  • إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.
  • أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.
  • أن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة الإسلامية.
  • اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.
  • قلع جذور العصبيات القومية والقبلية.
  • حفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
  • توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات الإٍسلامية.
  • تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
  • التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات.
  • تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة.
  • قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.
  • استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.
  • إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية.
  • اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
  • التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب (القرآن) والسنة.
  • أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات.
  • طلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار أفغانستان.
  • جمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع والمرافق العامة.

من وراء طالبان؟

كثرت التحليلات التي تناولت الجهات الخارجية التي كانت وراء إنشاء حركة طالبان وبروزها على مسرح الأحداث، بعضها ينسبها إلى المخابرات الباكستانية والبعض الآخر ينسبها إلى المخابراتالأميركية إبان الحرب الأفغانية السوفياتية، وهي تنفي عن نفسها كل ذلك وتحكي على لسان مؤسسها الملا محمد عمر كيف نشأت وتطورت.
والذين ينسبون قيام الحركة إلى باكستان يستندون إلى الجولة التي قام بها وزير الداخلية الباكستاني آنذاك الجنرال نصير الله بابر في جنوب وغرب أفغانستان في أكتوبر/تشرين أول 1994 حيث التقى فيها بالقادة والمسؤولين في ولايتي قندهار -معقل الحركة- وهيرات، وأرسل قافلة إغاثية مكونة من 30 حافلة تحت قيادة كولونيل من المخابرات الباكستانية واستطاعت طالبان إنقاذها بعد أن حاولت جماعة جيلاني بزعامة منصور آغا اعتراضها، وبرز اسم طالبان في الإعلام العالمي منذ ذلك اليوم الذي كان يتابع أنباء الاستيلاء على تلك القافلة.
لكن من الثابت أن حركة طالبان كانت قد بدأت نشاطها قبل ذلك بأربعة أشهر على الأقل، وجاء ظهورها متواكبا مع رغبة باكستان في الحصول على تأييد حركة شعبية بمثل حجم طالبان التي بدأت تكسب تأييد الشعب الأفغاني يوما بعد يوم.
ويرى آخرون أن المولوي فضل الرحمن أمير جمعية علماء الإسلام في باكستان والذي كان يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الباكستاني في حكومة بينظير بوتو هو الذي طرح فكرة إنشاء حركة طالبان واستشار في ذلك برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف وقد وافقا على إنشائها على اعتبار أنها ستوجه ضربة قوية لقوات حكمتيار عدوهما اللدود حينذاك. ويرى بعض المحللين أن المولوي فضل الرحمن لم يكن بالشخصية المؤثرة فيما كان يجري في أفغانستان ولم يكن في استطاعته إنشاء حركة مثل طالبان.
أما الملا محمد عمر مؤسس الحركة فيقول إن الفكرة نبعت في ذهنه بعد أن فكر في الفساد المستشري في ولاية قندهار حيث كان يتلقى علومه الدينية ورأى أنه لا بد من وضع حد لهذا الفساد الذي أشاع الفوضى والإخلال بالأمن في ربوع البلاد، ودعا بعض طلاب المدارس الدينية فوافقوا على العمل للقضاء على هذا الفساد وبايعوه أميرا لهم. وفي 3/4/1996 اجتمع 1500 من علماء أفغانستان من مناطق مختلفة وبايعوه أميرا على البلاد.

الاستيلاء على الحكم

حققت قوات طالبان مكاسب عسكرية سريعة واستطاعت أن تهزم القيادات العسكرية ذات الخبرة الواسعة بفنون القتال أثناء الحرب الأفغانية السوفياتية، والسبب في ذلك يرجع إلى قوة الدافع الديني المحرك لهؤلاء الطلاب والذين أفتى لهم علماؤهم بأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله، وبسبب التعاطف الشعبي الذي لاقوه رغبة في التخلص من الاضطرابات الأمنية وحالة الفوضى التي كانت تعيشهاأفغانستان. وكانت مراحل الاستيلاء على السلطة على النحو التالي:
  • يوليو/تموز 1994 ظهرت الخلية الأولى لحركة طالبان بعد أن اجتمع 53 طالبا من طلاب المدرس الدينية في منطقة "سنج سار" بقندهار ثم انتقلوا إلى منطقة "كشك نخود" وبدؤوا بنزع السلاح من مجموعات المجاهدين وإزالة نقاط التفتيش الموضوعة لجمع الإتاوات على الطرق العامة ثم استولوا على مديرية أرغستان.
  • أغسطس/آب 1994 بايع طلاب المدارس الدينية الملا محمد عمر أميرا لهم وتعاهدوا على جمع السلاح واستعادة الأمن والاستقرار وإزالة نقاط التفتيش وجمع الإتاوات.
  • أكتوبر/تشرين أول 1994 وسعت طالبان من نشاطاتها فاستولت على مديرية "سبين بولدك" الحدودية كما استولت على مخازن الأسلحة والذخيرة المركزية للولايات الجنوبية الغربية التابعة للحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار التي تعتبر من أكبر مخازن السلاح في أفغانستان.
  • 3/11/1994 برز اسم طالبان في الإعلام الدولي لأول مرة بعد نجاحهم في إنقاذ قافلة الإغاثة التي أرسلتها الحكومة الباكستانية إلى أفغانستان واعترضتها مجموعة جيلاني بقيادة منصور آغا واستطاعت طالبان إنقاذ القافلة وإعدام قائد جماعة جيلاني مع بعض رفاقه.
  • 5/11/1994 سقطت مدينة قندهار بيد طالبان بعد معارك راح ضحيتها 40 قتيلا.
  • شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 1994 استولت الحركة على الولايات المجاورة دون مقاومة فبسطوا سيطرتهم على ولايات هلمند وزابل وأرزجان، ولم تكن الحركة تتوقع أو تنوي مجاوزة حدود قندهار إلى غيرها من الولايات كما صرح بذلك مولوي أحمد الله ناني وملا محمد حسن رحماني لمجلة "خبرنامه" في عددها الصادر في أغسطس/آب 1995.
  • 26/1/1995 سقطت مدينة غزني بيد طالبان بعد أن جردت قوات الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار من أسلحتهم.
  • 10/2/1995 استولى طالبان على ميدان شهر المعقل الحصين للحزب الإسلامي (حكمتيار) بولاية وردك في هجوم مباغت.
  • 14/2/1995 أي بعد أربعة أيام من سقوط ولاية وردك تمكنت حركة طالبان من إحكام سيطرتها على جميع مناطق نفوذ الحزب الإسلامي (حكمتيار) حول كابل بعد انسحابه من مقره في "تشاراسياب" إلى منطقة سروبي.
  • 19/2/1995 استولت الحركة على معظم مناطق ولايتي بكتيا وبكتيكا الجنوبيتين.
  • 21/2/1995 طالب المولوي فضل الرحمن رئيس جمعية علماء إسلام باكستان الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني بتسليم الحكم والأسلحة التي بحوزته لطالبان.
  • 6/3/1995 اندلعت حرب شديدة بين قوات مسعود وحزب الوحدة الشيعي بقيادة عبد العلي مزاري الذي فقد سندا قويا بعد انسحاب قوات حكمتيار ودوستم من مواقعها حول كابل.
  • 8/3/1995 تدخلت قوات طالبان للحيلولة بين الفصائل المتحاربة (حزب الوحدة والحكومة) واستولت على مواقع حزب الوحدة الشيعي وبدأت بنزع أسلحة الشيعة وأسرت قائد الحزب عبد العلي مزاري في 11/3/1995 ووجدت طالبان لنفسها موطئ قدم لها في العاصمة كابل وراحت تستعد لمواجهة القوات الحكومية للمرة الأولى.
  • 11/3/1995 استردت قوات مسعود جميع مواقع حزب الوحدة الشيعي التي استولت عليها طالبان في غرب كابل.
  • 13/3/1995 أعلن عن مقتل عبد العلي مزاري زعيم حزب الوحدة الشيعي في ظروف غامضة.
  • 9/5/1995 هاجمت القوات الحكومية بقيادة إسماعيل خان والي هيرات في جنوب غرب أفغانستان حركة طالبان وتمكنت من استرجاع ولايتي فراه ونيمورز وأكثر مناطق ولاية هلمند وبدأت تهدد قندهار مركز حركة طالبان ومعقلها الحصين.
لكن في 2/9/1995 استطاعت طالبان في هجوم مفاجئ أن تسترد ولاية فراه وهلمند ونيمروز من قوات إسماعيل خان واستولت على قاعدة "شين دند" الجوية التي تعتبر من أكبر القواعد الجوية في أفغانستان.
  • 3/9/1995 وقعت خلافات بين والي هيرات وأحمد شاه مسعود فأصدر الأخير قراره بعزل والي هيرات وفي هذه الأثناء دخلت قوات طالبان هيرات بعد أن انسحب واليها مع رفاقه إلى إيران.
  • 10/10/1995 تقدمت قوات طالبان نحو كابل بعد أن سيطرت على مساحات شاسعة جنوب غرب أفغانستان وعلى تشاراسياب وتلال خير آباد المشرفة على جنوب كابل للمرة الثانية وبذلك أحكمت حصارها على مدينة كابل.
  • أغسطس/آب 1996 بدأ هجوم طالبان على معسكرات الحزب الإسلامي (حكمتيار) في ولايتي بكتيا وبكتيكا خوفا من تنسيق العمليات العسكرية ضدهم من جهتي الأمام والخلف بعد التوقيع على اتفاق بين حكمتيار ورباني في 24/5/1996 الذي دخل على أثره حكمتيار كابل وتولى منصب رئيس الوزراء.
  • 24/8/1996 استولت طالبان على قاعدة "سبينة شجة" المعقل الحصين لحكمتيار بولاية بكتيا واستولت على مخازن كبيرة للسلاح.
  • 27/8/1996 استولت طالبان على مديرية "أزره" بولاية لوجر التي كانت تعتبر خطا دفاعيا منيعا لمدينة كابل.
  • 8/9/1996 استولت طالبان على مديرية "حصارك" التي تعتبر بوابة مدينة جلال آباد وانهزمت قوات شورى ننجرهار دون مقاومة مخلفة وراءها عشرات الدبابات وراجمات الصواريخ.
  • 10/9/1996 استقال حاجي عبد القدير والي ننجرهار ورئيس شورى الولايات الشرقية من منصبه وهرب إلى باكستان برفقة محمد زمان القائد الميداني لجماعة جيلاني في ننجرهار.
  • 11/9/1996 دخلت قوات طالبان إلى مدينة ننجرهار بقيادة ملا بورجان بعد مقتل كبار شخصيات ولاية ننجرهار.
  • 13/9/1996 سقطت ولاية لغمان بيد الحركة.
  • 14/9/1996 سقطت ولاية كونر بيد الحركة.
  • 25/9/1996 دخلت طالبان مديرية سروبي بقيادة ملا بورجان وملا عبد الرازق واستولوا عليها بعد انسحاب قوات الحكومة منها.
  • 26/9/1996 تقدمت قوات طالبان إلى منطقة "بل تشرخي" وقتل في هذه المعارك ملا بورجان أحد أشهر القادة العسكريين للحركة.
  • 27/9/1996 سقطت العاصمة كابل في يد طالبان بعد انسحاب القوات الحكومية منها إلى الشمال، وأعدمت الحركة ليلة دخولها كابل رئيس أفغانستان الشيوعي السابق نجيب الله، وأعلن ملا محمد عمر عن تكوين لجنة من ستة أشخاص برئاسة ملا محمد رباني النائب الأول له، وسقطت قاعدة "بغرام" الجوية بيد طالبان.
  • 28/9/1996 وصلت قوات طالبان إلى مدخل وادي بنجشير وجبل السراج وهما من المعاقل الحصينة لأحمد شاه مسعود.
  • 10/10/1996 وقع كل من دوستم (قائد المليشيات الأوزبكية) وعبد الكريم خليلي (زعيم حزب الوحدة الشيعي بعد مقتل مزاري) اتفاقا للدفاع المشترك وأعلنوا عن ائتلاف جديد باسم "الدفاع عن أفغانستان" يرأسه دوستم.
  • 12/10/1996 اندلعت في شمال كابل انتفاضة شعبية ضد طالبان وفي الوقت نفسه شن أحمد شاه مسعود هجوما استرد فيه منطقة جبل السراج وتشاريكار واستعاد قاعدة بغرام الجوية يوم 18/10/1996.
  • 24/10/1996 وصلت قوات دوستم ومسعود إلى مديريتي حسين كوت وكاريزمير على مسافة 15 كم من كابل.
  • 17/1/1997 استردت قوات طالبان مناطق شمال كابل مرة أخرى من قوات دوستم ومسعود ووصلت إلى سالانغ بعد الاستيلاء على مطار بغرام.
  • 24/5/1997 دخلت القوات المتحالفة مع طالبان بقيادة الجنرال عبد الملك بعد انشقاقه على دوستم إلى مزار شريف وسقطت في يدها ولايات فارياب وجوزجان وسمنغان وبلخ وقندوز وبغلان.
  • 25/5/1997 اعترفت باكستان بحكومة طالبان وكانت أول دول في العالم تعترف بها.
  • 26/5/1997 اعترفت المملكة العربية السعودية بها (وطلبت عام 1998 من القائم بأعمال طالبان مغادرة المملكة).
  • 27/5/1997 حدثت خلافات شديدة بين قوات الجنرال عبد الملك وقوات طالبان أسفرت عن قتل وأسر آلاف العناصر من طالبان وكان من بينهم كبار القيادات وإجلاء طالبان عن بعض المناطق في الشمال.
  • عام 1997 استولت طالبان على أجزاء من ولاية قندوز وبغلان في الشمال.
  • عام 1998 عادت قوات طالبان إلى المناطق التي انسحبوا منها في الولايات الشمالية مثل فارياب ومزار شريف وطالقان.
  • عامي 1999/2000 بسطت طالبان نفوذها على بعض مدن الشمال مثل باميان وطالقان وبادغيس.

التنظيم والقيادة

لا تتمتع حركة طالبان بتنظيم قوي، فليس عندها هيكل إداري واضح ولا لوائح تنظم شؤونها الداخلية وبرامجها، ولا برامج لتربية أعضائها، ولا حتى بطاقات عضوية توزع على الأعضاء لتسجيلهم.
ويقول طالبان إنهم ليسوا حزبا مثل الأحزاب الأخرى فلا يهتمون بالنظام الإداري التنظيمي، بل يريدون أن يخدموا الشعب كله عن طريق تفعيل الدوائر الحكومية. ومع ذلك فإن لهم هيكلا شبه تنظيمي يتمثل في:

أمير المؤمنين

وهو الملا محمد عمر ويتمتع بصلاحيات واسعة، أختاره طالبان أميرا لهم في أغسطس/آب 1994، وبايعه 1500 عالم من علماء أفغانستان عام 1996 أميرا للبلاد ولقبوه بأمير المؤمنين، وله حقوق شرعية فلا تجوز مخالفة أمره، كما لا يجوز عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز عن القيام بمسؤولياته، ويبقى في منصبه حتى الموت.

المجلس الحاكم المؤقت

عين الملا محمد عمر مجلسا لإدارة الأمور في كابل لفترة مؤقتة بعد سقوطها بيد طالبان في 27/9/1997، ويعمل هذا المجلس تحت إشرافه مباشرة، ويتكون من شتة أشخاص كان يرأسهم الملا محمد رباني قبل وفاته، ثم خلفه الملا محمد حسن.

مجلس الشورى المركزي للحركة

ليس لهذا المجلس عدد ثابت وأعضاء معينون، وإن كانت الحركة في بداية تشكيله قد أعلنت أنه يضم 70 عضوا برئاسة الملا محمد حسن رحماني والي قندهار.

مجلس الشورى العالي لحركة طالبان

تعتبر كل القيادات المعروفة داخل الحركة أعضاء في هذا المجلس، ولا يوجد أعضاء محددون له، ومن أشهر أعضائه محمد حسن رحماني ونور الدين الترابي وإحسان الله إحسان وسيد محمد حقاني ويار محمد ووكيل أحمد متوكل.

مجلس الوزراء

يتكون هذا المجلس من القائمين بأعمال الوزراء، ويعقد جلساته أسبوعيا باستمرار، ومعظمهم من الشباب، وقلما يبقى أحد من أعضاء المجلس في منصبه إذ يتغيرون باستمرار. وقد أصدر الملا محمد عمر قرارا بدمج العديد من الوزارات خفضا للنفقات.

دار الإفتاء المركزي

ويضم عددا من العلماء لاستفتائهم في الأمور الشرعية، ومقره قندهار الموطن الأصلي لحركة طالبان ومقر إقامة أمير المؤمنين الملا محمد عمر. ويرأس هذا المجلس المولوي نور محمد ثاقب. ومن علمائه المشهورين المولوي عبد العلي الديوبندي، والعالم الباكستاني شير علي شاه والمولوي نظام الدين شامزي.

مجالس الشورى في الولايات

منح الملا محمد عمر صلاحيات واسعة للولاة، وقد شكل كل وال مجلس شورى له تناقش فيه الأمور المتعلقة بإدارة حكومة الولاية وحركة طالبان.


من اسلحه طالبان

القيادات العسكرية

تعتمد طالبان في صراعها مع المعارضة الشمالية على العديد من القادة العسكريين من أشهرهم الملا عبيد الله وزير الدفاع، والمولوي جلال الدين حقاني القائد المعروف في ولاية بكتيا، والحاج محمد نعيم كوتشي من ولاية لوجر.

طريقة اتخاذ القرار

بالرغم من مجالس الشورى الكثيرة التي أنشأتها الحركة إلا أنها تؤمن بأن الشورى معلمة وليست ملزمة، فالقرارات المهمة يتخذها الملا محمد عمر بالاستئناس بآراء أهل الشورى، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضه.

عوامل التماسك الداخلي في حركة طالبان

ليس لحركة طالبان لائحة داخلية تنظم شؤونها، ولا يوجد لديها نظام للعضوية ومع ذلك فهي حركة متماسكة من الداخل، ويرجع ذلك إلى الخلفية الفكرية الموحدة لعناصرها إذ إن معظمهم تخرج في مدارس دينية واحدة تنتمي إلى المدارس الديوبندية التي تعارض التيارات الفكرية التجديدية. كما أنهم مخلصون لفكرتهم ومقتنعون بها ويعتبرون العمل من أجلها جهاد في سبيل الله. ويتمتع أمير الحركة بنوع من السيطرة الروحية على الأفراد الذين يعتبرون مخالفته معصية شرعية، وكان لعدم وجود شخصيات محورية ذات نفوذ قوي في الحركة أثر في استقرارها الداخلي، وساعد في ذلك أيضا قيام الحركة بعقوبات فورية للمخالفين وتغيير مستمر في المناصب حتى لا تتشكل جيوب داخلية في الحركة أو مراكز قوى، كما أنهم لا يقبلون أفراد الأحزاب الأفغانية الأخرى وبالأخص في المناصب الكبيرة ومراكز اتخاذ القرار.

الفكر السياسي للحركة

ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله. ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولةالإسلامية.
وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتي ما يخالف الدين. والشورى كما تؤمن بها الحركة معلمة فقط وليست ملزمة، وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور وتمنع عمل المرأة خارج بيتها ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس".

الموقف من الدول المجاورة

يتفاوت موقف حركة طالبان من الدول المجاورة، فبالنسبة لإيران تميزت العلاقة بينهما بالتوتر الشديد، فالحركة تتهم إيران بالعمل على تصدير المذهب الشيعي إلى أفغانستان ودعم أحزاب المعارضة، بينما تتهمها إيران باضطهاد الأقلية الشيعية الموجودة هناك.
أما بالنسبة للموقف من الهند وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى فإن هذه الدول لا تخفي قلقها تجاه طالبان وتعمل على دعم المعارضة، فالهند ترى أن طالبان تشكل عمقا إستراتيجيا لباكستان وتفتح أمامها أسواق آسيا الوسطى، بينما تخاف روسيا وحلفاؤها في آسيا الوسطى من نفوذ حركة طالبان والإسلام المتشدد، وطالبان بدورها لا تخفي عداءها لهذه الدول.
وبالنسبة لباكستان فقد كانت الحركة تنظر إليها على أنها أقرب الدول إليها وأكثرها صداقة لها، حتى أعلنت إسلام آباد موافقتها على التعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد أفغانستان عقب تفجيراتنيويورك وواشطن في 11/9/2001.

منجزات الحركة والمآخذ عليها بالنسبة للأفغان

حركة طالبان شأنها شأن بقية أنظمة الحكم حققت بعض الإيجابيات ولكنها في الوقت نفسه تعاني من بعض السلبيات.
أولا: المنجزات
  • إعادة الأمن والاستقرار.
  • توحيد الأراضي الأفغانية.
  • القضاء على الفساد الإداري والمحسوبية.
  • مقاومة الفساد الخلقي.
  • جمع الأسلحة وحصرها بيد التنظيم.
  • القضاء على طبقة أثرياء وامراء الحرب.
  • إنشاء المحاكم وإيجاد نظام إداري في الولايات الأفغانية.
  • القضاء علي زراعة المخدرات -حيث من كان يثبت زراعته للمخدرات يحكم عليه بالإعدام-
ثانيا: المآخذ
  • عزل أفغانستان عن محيطها الخارجي.
  • تقديم صورة مشوهة للنموذج الإسلامي في الحكم.
  • التعصب بالرأي.
  • عدم وجدود كوادر مؤهلة.
  • أهمال التعليم العصري.
  • قتل عدد كبير من الأفغان لأسباب بسيطة.
  • نمو تجارة الرقيق وبيع النساء في الاسواق على شكل (جواري). [5]

طالبان والحرب مع أميركا

مثل يوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 يوما فاصلا في تاريخ حركة طالبان، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها، بعد أن رفضت الحركة تسليم بن لادن لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه.
ومن أبرز الأحداث التي عرفتها حركة طالبان بعد ذلك:
  • 22 سبتمبر/ أيلول 2001 سحبت السعودية والإمارات العربية المتحدة اعترافهما بحكومة طالبان، وبقيت باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان.
  • أكتوبر/ تشرين الأول 2001 شنت أميركا وبلدان أخرى حربا على أفغانستان.
  • 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 سقطت العاصمة كابل في يد تحالف قوات الشمال. ولم ينته هذا الشهر حتى سقطت مدن أفغانستان من يد حركة طالبان. وقد وقع الكثير من عناصر طالبان في الأسر.
  • مارس/ آذار 2002 سقوط مروحيتين أميركيتين على يد مقاتلين من طالبان.
  • 5 سبتمبر/ أيلول 2002 محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وقد اتهمت حركة طالبان بتدبير المحاولة.
  • يناير/ كانون الثاني 2003 سقوط مروحية أميركية وموت 4 جنود كانوا على متنها.
  • نوفمبر/ تشرين الثاني 2003 صرح قائد القوات الدولية لحفظ السلام المساعد الجنرال الكندي آندرو ليسلي بأن حركة طالبان تسيطر على ربع مساحة أفغانستان.
  • يناير/ كانون الثاني 2004 موت 8 جنود أجانب في منطقة غزني بسبب هجوم لمقاتلي طالبان.
  • أبريل/ نيسان 2004 هجوم للحركة على قاعدة أميركية وموت سبعة جنود.
  • 16 سبتمبر/ أيلول 2004 محاولة ثانية لاغتيال الرئيس كرزاي.
  • مايو/ أيار 2006 حركة طالبان تشن هجمات انتحارية في مدينة كابل.
  • 2005 - 2006: تصاعد عدد العمليات الانتحارية التي يشنها مسلحو طالبان.
  • 12 مايو/ أيار 2007 مقتل قائد حركة طالبان العسكري الملا داد الله.
  • 19 يوليو/ تموز 2007 اختطفت حركة طالبان 23 كوريا جنوبيا أغلبهم نساء في منطقة غزني على طريق كابل-قندهار.