الأحمديليون
(420-604هـ/1029-1207م)
الأحمديليون Ahmadilis أو بنو روّاد، أسرة من الأسر المحلية التي أقامت لها حكماً في جزء من أذربيجان (بين مدينتي تبريز ومراغة في الوقت الذي كانت تقوم دويلات أخرى في الأجزاء المتبقية من أذربيجان) في مطالع القرن الخامس الهجري (مطالع القرن الحادي عشر الميلادي)، في الوقت الذي كانت فيه قبائل الغز الأتراك بقيادة أمراء من بني سلجوق، تعبر جيحون (أموداريا) وتتجه غرباً نحو بغداد لتبسط نفوذها في عاصمة الخلافة العباسية، التي أصابها الضعف الشديد، تحت نفوذ آل بويه المتحكمين هناك.
ويرجع الأحمديليون في نسبهم إلى ابن الروّاد الكردي، الذي كان يحكم منذ عهد الخليفة العباسي المعتصم[ر] قلعة شاهي الحصينة في أذربيجان، وتتبع له تبريز، المدينة الرئيسة في المنطقة. والأكراد الروّادية من أشراف الأكراد، انحدر منهم فيما بعد، أيوب بن شادي والد صلاح الدين الأيوبي. والروّاديون فرع من أسرة كردية أخرى تعرف ببني سلاّر، كانوا يحكمون مناطق أخرى من أذربيجان وأرّان شمال أذربيجان.
وكان على رأس الدولة أبو منصور وَهْسوذان ابن مملان (حكم بين 420-450هـ/1029-1058م) عندما بدأت طلائع الغز تغزو المنطقة في سنة 422هـ/1031م. وأحسن أبو منصور استقبالهم عندما وصلوا إليه في عاصمته تبريز، وصاهرهم بهدف أن يستعين بهم لدرء خطر شعوب الأبخاز والكرج والأرمن التي كانت تغزو بلاده من ناحيتها الشمالية. ولكن الغز دأبوا على أعمال الشر والفساد، فأغاروا على مدينة مراغة التابعة له، وأحرقوا مسجدها، وقتلوا عدداً من سكانها فدفع ذلك أبا منصور إلى أن ينسى خلافاته الإقليمية مع جيرانه، حكام المناطق الأخرى من أذربيجان، وإلى التعاون لدفع الغز عن المنطقة، وتمكن وهسوذان من إجلائهم في سنة 432هـ/1041م عن أملاكه، عندما اعتقل ثلاثين من زعمائهم في أثناء وليمة أقامها لهم في تبريز فاضطر الباقي منهم إلى الجلاء واسترجع وهسوذان سلطته على أملاكه.
ولما بلغ الزعيم السلجوقي طُغْرل بك[ر] أذربيجان، وهو في طريقه نحو العراق سنة 446هـ/1054م. عرَّج على تبريز، وأحسن وهسوذان استقباله. ودخل في طاعته. وخطب له وحمل إليه من الأموال ما أرضاه. وأعطاه ولده رهينة على إخلاصه. وأمضى طغرل بك ذلك العام في أذربيجان. وقام خلال إقامته بغزوة إلى بلاد الروم ثم عاد ليتابع التقدم إلى بغداد.
خلف وهسوذان أحْمديل (450-510هـ/1058-1116م). فنقل مركز حكمه إلى مراغة وقُدِّر دخله السنوي من أملاكه بأربعمئة ألف دينار، وبلغ عدد جيوشه خمسة آلاف. لبى أحمديل دعوة السلطان السلجوقي محمد ابن ملكشاه (505هـ/1111م)، للاشتراك مع عدد من الأمراء الأكراد والأتراك في حملة على الفرنجة الصليبيين الذين كانوا قد تمكنوا من الاستقرار في بعض مناطق بلاد الشام. وكان هدف الحملة إمارة الرها ولم تتمكن الحملة من تحقيق هدفها لإحجام رضوان بن تتش حاكم حلب عن التعاون معها، وتشكك حاكم دمشق طغتكين في نوايا سلاجقة العراق، الذين أرسلوا الحملة، وخشي أن يكون الغرض منها القضاء على حكمه. ووقعت الخلافات بين قواد الحملة، ومات أحدهم وهو سكمان القطبي حاكم ميافارقين. وتقدم الباقون ومعهم أحمديل الكردي لحصار تل باشر في شمال حلب. وكادت أن تقع في أيديهم، لولا أن أميرها الفرنجي، تمكن من رشوة أحمديل بمبلغ من المال ليعمل على رحيل العساكر، وفك الحصار ففعل. ولما أرادت الحملة التقدم إلى شَيْزَر عاد أحمديل بقواته وقوات سكمان المتوفى إلى بغداد، ليطالب السلطان بضم أملاك سكمان إلى أملاكه ومات أحمديل غيلة في بغداد، بيد أحد الباطنية، عندما كان بحضرة السلطان السلجوقي.
وخلف أحمديل على أملاكه في أذربيجان ابنه آق سُنْقُر (510-527هـ/1116-1133م). وكان له دور نشيط في الصراعات التي دارت بين الأمراء السلاجقة، بعد وفاة السلطان محمد بن ملكشاه. فجاهر بعداء السلطان السلجوقي الجديد محمود بن محمد (516هـ/1122م) وحرّض عليه شقيقه طغرل فاضطر السلطان محمود إلى إرسال جيش اكتسح أذربيجان واتجه لحصار مراغة، لولا توسط أحد الحكام المحليين.
وساعدت آق سنقر الأحمديلي الظروف عند وفاة السلطان محمود بن محمد (525هـ/1131م.) والمناداة بابنه داود خلفاً له، على أن يكون آق سنقر أتابكاً له. وخطب آق سنقر لمحميه بالسلطنة في أملاكه بأذربيجان، ولكنه عاد فانهزم مع داود في العام التالي أمام عمه طغرل بن محمد واضطر آق سنقر إلى الفرار مع داود لاجئين إلى الخليفة العباسي في بغداد. ووجد داود أن من مصلحته أن يتخلى عن أتابكه آق سنقر. ويتفق مع عمه الآخر مسعود ابن محمد على عمه طغرل، على أن ينزل له عن السلطنة بمقابل أن يكون ولياً لعهده. واجتاحت جيوش الحليفين السلجوقيين أذربيجان ومرت على مراغة فاضطر آق سنقر إلى أن يقدم لهما الأموال والإقامات. ولذلك لم يتعرضا له بأذى، ولكنه اغتيل في العام نفسه (527هـ1133م) على يد أحد الباطنية أيضاً.
خلف آق سنقر الأحمديلي ابنه خاص بك(527-570؟هـ/1133-1174؟م)، واشتهر أيضاً بابن الأحمديلي، وسار على سياسة والده نفسها، في الدخول في صراعات الأمراء السلاجقة ونجح سنة 554هـ/1159م، في الحصول على أتابكية أحد الأمراء الصغار، مثل سليمان شاه بن محمد، في الوقت الذي حصل فيه منافس آخر له هو إيلد كز مملوك السلطان مسعود السلجوقي وحاكم أران، على أتابكية أخرى لأمير سلجوقي آخر هو أرسلان ابن طغرل. وسار إيلد كز وأولاده من بعده على سياسة تطويق أملاك الأحمديليين القائمة بين تبريز ومراغة من الشمال والجنوب فسيطروا على بلاد الري والجبل وهمذان وأصفهان (564-566هـ/1169-1171م). على الرغم من إخفاق إيلد كز في تاريخ سابق (556هـ/1161م)، في حملة على خاص بك قرب نهر سفيدرود (قزيل رود الحالي) في شرقي أذربيجان بعد أن استعان خاص بك بحاكم خلاط أو اخلاط (شرق آسيا الصغرى اليوم).
ولذلك أرسل إلى بغداد (563هـ/1168م) يطالب بالخطبة لأميره، وأعلن عن استعداده لدفع ما عليه من أجل ذلك من أموال سنوية، وتعهد بالامتناع عن مهاجمة العراق. وظل إيلدكز أكبر معارض له في مشروعاته وسير إليه جيشاً هدد عاصمته مراغة إلى أن أبرم الصلح بينهما من دون التوصل إلى نتيجة حاسمة.
توفي خاص بك نحو 570هـ/1174م، وخلفه ابنه فلك الدين، واستطاع محمد البهلوان بن إيلد كز وخليفته أن ينتزع منه تبريز وأبقى له مراغة.
ولا يُعلم متى كانت وفاة فلك الدين الأحمديلي. إلا أن خليفته علاء الدين آق سنقر الثاني كان آخر حكام الأسرة الأحمديلية، وكانت وفاته 604هـ/1207م. لأن ولي عهده كان طفلاً صغيراً، وقام بتدبير دولته خادم والده ولذلك وجد البهلوان أن الفرصة سانحة للاستيلاء على مراغة ثاني المدينتين الرئيسيتين للأحمديليين في العام نفسه. وتوفي الطفل الوارث في العام التالي.
أسهم الأحمديليون، بسبب موقع مناطق حكمهم في أذربيجان المجاورة لأملاك الكرج والأرمن والأبخاز، في رد غزوات هؤلاء على حدود العالم الإسلامي في هذه المنطقة. وكان من وراء هذه الأقوام الروم البيزنطيون. فردوا غزوة الأبخاز عن تفليس (تبيليسي اليوم) سنة 429هـ/1038م. وأشركوا حكام الدويلات الأخرى بالمنطقة في غزوات انتقامية لصدّ غارات هذه الأقوام.
الأسرة الأحمديلية
1ـ وهسوذان بن محمد 420-450هـ/1029-1058م.
2ـ أحمديل 450-510هـ/1058-1116م.
3ـ آق سنقر الأول 510-527هـ/1116-1133م.
4ـ خاص بك 527- نحو 570هـ/1133- نحو 1174م.
5ـ فلك الدين نحو 750-؟هـ/ نحو 1174-؟م.
6ـ علاء الدين آق سنقر الثاني ؟-604هـ/؟-1207م.