Search - للبحث فى مقالات الموقع

Sunday, January 23, 2011

حى اجدادى بدمشق حى أسسه الامير نورى ال شعلان



الأمير النوري بن هزاع الشعلان
1267هـ - 1361هـ
1851م - 1942م


هو الأمير النوري بن هزاع بن نايف الشعلان، ولد في عام 1264هـ، وقيل 1267هـ/1851م ، تولى الإمارة في عام 1319هـ ، أخذ الجوف من ابن رشيد عام 1327هـ/1909م وعين ابنه نواف أميراً عليه.
استمر أميراً على الرولة والجلاس من عنزة لأكثر من أربعين عاماً، واشتهر النوري بدرايته وحنكته البالغتين فقد كـانت علاقته بالحكومات بشكل عام تتصف بالود والمسالمة .
صاهر الملك عبد العزيز حيث زوجه حفيدته الأميرة نوف بنت نواف الشعلان. ومن أبنائها الأمراء : ممدوح . ومشهور . وثامر .
وتزوج الملك سعود بن عبد العزيز يرحمه الله الأميرة فوزة بنت نواف الشعلان .
قال عنه الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله -:
كان شيخ مشايخ الرولة نوري الشعلان ؛ ولما كانت الجزيرة مقسمة في كل ناحية ملك وسلطان ، وكان ابن سعود في نجد بعد توحيد نجد ، وابن الرشيد في حائل ، كان النوري في القريات ، وكانت له فيها شبه دولة.
إلى أن قال: ثم استقر - أي النوري - في عذرا وراء الغوطة، وبنا في طرف دمشق في بساتينها داراً واسعة له ومسجداً ومنازل، وسمى ذلك حي الشعلان، ولما توسعت دمشق صار في وسطها بعد أن كان في طرفها، ولطالما خطبت في مسجده - أي في جامع الشعلان -، ورأيته وسلمت عليه، وكان داهية مهيباً، ويقولون: إنه كان في شبابه جباراً، بطاشاً مخيفاً، عاش مئة سنة إلا سنتين .
وقد وصفه الصحفي عبدالله بن ماجد الكريدية في مقالته عن البادية عام 1350هـ/ 1932م ما ملخصه فقال :
الأمير نوري سلطان البادية ورائدها دون منازع طوال فترة حياته، حيث كان يتمتع بشخصية قوية مميزة وذات نفوذ وسلطان على أركانها.
ويضيف: كان إذ همس نوري في عذرا تحركت له مضارب الجوف جنوباً مروراً بوادي السرحان وقريات الملح وحوران حتى القريتين وحيسة شمالاً.
وقال: كنت قد اجتمعت مع الأمير نوري في بيروت، وزرته في مضاربه في البادية لأكثر من مرة، وكذلك في قصره الكبير في دمشق حيث كنت موفداً من قبل الآغا كريدية حاملاً رسالة إليه، وكنت في كل زيارة أكتشف قوة الأمير نوري هذا الرجل الكريم بأخلاقه، الكبير برجولته وهيبته السمحة. وفي إحدى الاجتماعات معه وكان متواجداً صدفة: شيخ قبيلة بني صخر، اعتقد الشيخ سطام أو الشيخ مثقال الفائز، وشيخ قبيلة الموالي الأبو ريشة، والشيخ بدر بن فندي الملحم، والشيخ محمد بن تركي شيخ الدهامشة من عنـزة، وشيخ الأشاجعة قاسم المعجل، وشيخ السوالمة عارف بن جندل. وبعد السؤال عن أوضاع الساحل وبيروت قال لي الأمير نوري: طمئن الآغا بأن قوافل البيارتة إلى الديار المقدسة ستكون بأمان وبحراستنا - إن شاء الله - في طرق البادية. فقلت له: تقصد القوافل الساحلية لا البيروتية فقط يا أمير. فقال: أقصد ما يراه زعيمكم. سلم عليه كثيراً وقل له: دعوة الأمير نوري قائمة دائماً له. فقلت: ودعوته لكم إلى بيروت كذلك يا أبا خفاجي .
علاقة الأميـر النوري بالدولة العثمانية :
كانت جيدة، وكان يرسل لهم ما يطلبونه من الأموال: سواء الزكاة أو الضرائب، إلا أنهم أخذوا عليه بعض المآخذ، فقاموا بنفيه إلى الأناضول؛ لكنه عاد بعد مدة وجيزة وزادت منعته وعلت كلمته من يومئذ .
وفي خلال الحرب العامة 1914م - 1918م كان قائد الجيش الرابع أحمد جمال باشا ينقده نحو 20 ألف ليرة ذهبية في كل شهر، ويحاول بذلك أن يستنصره، ويشركه في حملته على قناة السويس وفتح مصر؛ لكنه لم يوفق لجذبه كما أراد .
وفي الرحلة الثالثة 1332هـ/ 1914م - 1333هـ/ 1915م حينما جاء الأستاذ موسى الرويلي (موزل) دمشق كان الأمير نوري الشعلان معتقلاً في ضمير، فتوسط لدى الحكومة التركية من أجله، فأطلقت سراحه بعد أن تواعدت وإياه على الجهاد والحملة على مصر وحرب الإنجليز، فوعدها النوري وعداً كان الشوق إلى البادية أكبر ما فيه، وأسرع بعد ذلك بالرحيل، دون أن ينتظر صديقه ومنقذه الشيخ موسى الرويلي، فسافر الشيخ موسى وهو ينشد شيخ مشايخ الرولة، وظل يطوي عشرين يوماً في البادية قبل أن يظفر به في مخيمه بخبرة الهجم جنوبي اللاهة في قلب الصحراء داخل الحدود السعودية (الآن). وقد جاء الشيخ موسى كمندوب عن الترك والألمان لنصح النوري والرولة وعشائر البادية الأخرى بأن يثوروا ببنادقهم على الإنجليز بدل أن (يثوروها) بعضهم على بعض... وظل الأمير النوري يتدرع بالسياسة، ويتملص من الاشتراك بحملة مصر إلى أن ظهر في الحجاز (الكولونيل: لورنس)، فغلب الحصان الإنجليزي النسر الألماني وظفر (لورنس) بما لم يظفر به الشيخ موسى .
وبعد ذلك قامت الدولة العثمانية بدعوة الأمير النوري وأعطته العهود والمواثيق؛ فلما حضر اعتقلوه. وقد أصدر القائد التركي سامي باشا الفاروقي قراراً بإعدام الأمير النوري، وفي ليلة التنفيذ قُتل سامي باشـا، وألغى القائد الذي جاء بعده قرار الإعدام وأفرج عن الأمير النوري، الذي قال :




الحمد للي قتـل سامـي الربّ ما احسن تدابيـره
أمسيت والموت قدّامـيوأصبحت في نازح الديره
أصدر على القوم باعداميوذبح وصارت لنا خيـره


ولعل نفيه، وفيما بعد سجنه، والأمر بقتله؛ أحد الأسباب الرئيسة لوقوف الأمير النوري إلى جانب الشريف حسين بن علي فيما يسمى الثورة العربية الكبرى؛ حتى إن هناك سنة عند الرولة تسمى سنة الشريف، وهي سنة 1336هـ/ 1918م .
وقوف الأمير النوري الفعلي مع الشريف حسين كان في صيف عام 1336هـ/ 1918م . عندما وصل الثوار العرب إلى شمال الجزيرة العربية ، وإلى بادية الشام ، حيث دخلوا الأراضي التي يسيطر عليها ؛ عندها وقف بكل قوته ، وكان الفضل له ولقواده في حفظ الأمن والنظام عندما سيطر الشريف فيصل على دمشق .
تحدث لورنس العرب عن الثورة العربية، وعن وقوف الأمير النوري معهم فقال :
وكانت تقع في الخلف منه - أي شيخ بني عطية عندما حضر لمقابلة الشريف فيصل في الوجه - قبائل تدين بالطاعة والولاء لنوري الشعلان، شيخ مشايخ أو أمير قبائل الرولة، وكان يأتي في المرتبة الرابعة بعد الشريف حسين وابن سعود وابن رشيد في الجزيرة العربية .
كان نوري الشعلان شيخاً مسناً، حكم رجال قبيلة عنـزة لمدة ثلاثين سنة، وكان هو أيضاً زعيماً لقبائل الرولة ، وقد استطاع أن يستمد ويحصل على الزعامة بواسطة قوة شخصيته. وأضاف إلى زعامته فيما بعد قبيلة الشرارات وعدد آخر من القبائل ، وكانت كلمته بمثابة القانون المطلق في المناطق التي كانت تابعة له . كما أنه لم تكن لديه دبلوماسية الشيخ العادي ، فقد تصدر منه كلمة واحدة وتنتهي المعارضة ضده ، أو ينتهي معارضيه.
ولحسن الحظ فقد كان هذا هيناً. فقد أمّن فيصل ذلك منذ سنوات، أبقى عليه من خلال تبادل الهدايا معه، عندما كان في المدينة وفي ينبع .
والآن يقوم بذلك من الوجه، حيث أرسل فايز الغصين إليه. والذي عاد ومعه هدايا قيمة محمولة على عدة مئات من الجمال القوية. وقد كان النوري بالطبع ما زال مبقياً على علاقته الودية مع الأتراك. فقد كانت كل من دمشق وبغداد مركزي أسواقه، وكان بإمكانهم أن يجعلوا قبيلته نصف جائعة خلال ثلاثة أشهر، إذا ما شكّوا فيه، إلا أننا كنا نعلم أنه عندما تحين اللحظة؛ فإنه لا بد وأن يقدم مساعدته العسكرية لنا. وإلى أن يحين ذلك الوقت فلا بأس من الإبقاء على بعض علاقاته مع الترك.
إن تعاونه يمكن أن يفتح أمامنا وادي السرحان، وهو طريق شهير وملائم للتخييم، ويوجد به سلسلة من حفر المياه والآبار، وهو يمتد في سلسلة من الانخفاضات تبدأ من الجوف، التي كانت بمثابة عاصمة للنوري، في الشمال شرق، وباتجاه الشمال حتى الأزرق، وبالقرب من جبل (الدروز) العرب، في سوريا. وكنا بحاجة لأن نمر بحرية في وادي السرحان لنصل إلى قبيلة الحويطات الشرقية التي كان زعيمها عودة أبو تايه الذي يعتبر من أعظم المقاتلين في شمالي الجزيرة العربية .
وقال لورنس : إن الأمير نوري الشعلان، الرجل الهادئ والصلب، كان يسيطر على قبيلته تماماً كمثل آلة بيده. كان نادراً من وجود مثله في الصحراء، كرجل ليس لديه إحساس بالجدال. فعندما كان الآخرون ينهون كلامهم، كان يعلن رغبته ببضعة عبارات، وينتظر بهدوء طاعته؛ الذي يأتي دونما تأخير، حيث أنه كان مهيباً. كان كبيراً في السن وحكيماً .
ومن مواقف الأميـر النوري الشهيرة :
موافقته على صلح بادية الشام الكبير بين ضنا عبيد من عنـزة، وضنا مسلم من عنـزة. والذي عقد في المفوضية الفرنسية العليا في بيروت سنة 1347هـ/1929م، حيث كان بين الحضور أعيان الشام من بدو وحضر، وأغلب فروع عنـزة، الفدعان والسبعة والحسنة والرولة والمحلف وولد علي، وغيرهم من شيوخ القبائل الشاهدة على الصلح،أمثال الشيخ طحان النعيمي، والجرباء، والموالي، والعبد القادر، والفائز، ومن العاصمة بيروت، ابن الآغا الكريدية، وعبدالله بيهم، وناجي سرسق، وغيرهم من أعيان المدن الشامية، علماً بأن ذلك الصلح يصب في خانة تأمين طرق البادية .
لكن هذا الصلح لم يقطع دابر المشاكل، إلى أن عقد مؤتمر عشائري كبير في قرية عذرا شرقي دمشق في مضارب الأمير نوري الشعلان عام 1351هـ/1932م، وتم الصلح نهائياً وصفا الجو بين ضنا مسلم وضنا عبيد صفاءً تاماً، بفضل حكمة الأمير نوري وسماحته .
وفي عام 1412هـ/1992م زرت أنا كاتب هذه السطور الشيخ مشعان بن موقد - رحمه الله - أحد مشايخ قبيلة حرب في بلدة النخيل بالمدينة المنورة؛ فلما علم أني من قبيلة الرولة أخبرني أنه تجمعه الصحبة والصداقة بالأمير النوري - رحمه الله -، وأنه قابله عند الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحدثني بهذه القصة فقال: سرنا بتوجيه من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى الشمال، وكان عددنا (600) رجلٍ تقريباً، ولنا أكثر من راية، وكان هدفنا قبيلة الحويطات وزعيمهم عودة أبو تايه، فلما انتصرنا على الحويطات وقتلنا ولداً لعودة أبو تايه. استأذن جزء من الجيش بأنهم يريدون الرولة. قال: فأغاروا على الرولة؛لكن الرولة ردت الغارة وانتصرت عليهم، فالذي لم يقتل من جيشنا وقع في الأسر- قالها وهو يضحك رحمه الله-، فجاء أمير الجيش يعتذر ويطلب الأسرى فأطلقهم له الأمير النوري .
وهذه المعركة - والله أعلم – هي معركة (منوة) بين الرولة والإخوان، وقد ذكرها جون فلبي في رحلته في شمال الجزيرة العربية فقال: في هذه المعركة أحسن مقحم وعائلته معاملة الضيوف الجدد، بالتصرف الشجاع في أرض المعركة، ضد الوهابيين الذين وقعوا عليهم بدون سابق علم، صباح السادس عشر من شهر مايو (1340هـ/1922م). لقد هزموا الوهابيين هزيمة كبيرة، وتم القبض على قائدهم ومن كان معه.
وتحدث عن عدد قوة الإخوان فقال: يستحيل القول ما هو الرقم الحقيقي لهذه القوة؟ ربما (500) أو (600) رجل في مجملهم ؟ ما يقارب 200 منهم هلكوا في (منوة)، ومصير المتبقين غير معروف .
الأميـر النوري شاعـراً:
الأمير النوري علاوة على فروسيته؛ هو أيضاً شاعر مجيد، ولا يزال بعض شعره محفوظاً إلى الآن .
ومن شعر الأمير النوري هذه القصيدة في القهوة حيث قال :




قم سو ما يصبغ على الصين يا عيدواستدن اللي مثل البطوط الهدافـي
أحمس وزينها على كيف مـا ريـدبدلال ما عنهن سنا النـار طافـي
ودق النجر حسه يجيـب الملابيـديجلي نواد اللي من النـوم غافـي
تأتيـك دكـلات القـروم الأواليـدويكثـر علينـا قوّكـم والعوافـي
ادغث لها حفنه من الهيل لا تزيـدوالزعفـران وروكـه يالسنـافـي
وسقها لذربين الرجـال الأجاويـدوصبه للي يثني خـلاف المقافـي
اللـي يـروي حربتـه بالمطاريـدلعيون من قرنه على المتن ضافـي
بنت الشيـوخ مخضبيـن البواليـدحريبهـم لـو هـو بعيـد يخافـي
وأثنه على اللي وأن لفوه المعاويدريف النشاما والركـاب الهجافـي
يضحك حجاجه لا لفـوه المسانيـدلا يا بعد خطو الكـذوب الهلافـي
وحنا إلى صرقع ضبيـح البواريـدعدونـا تسفـى عليـه السوافـي
وأن لبس المركب بريش الهداهيـدوصار المقامع دون حـم الشعافـي
ناخذ على جمع المعـادي ملاكيـدونمشي على وضح النقا بالكشافـي
وان درهم الصابور ما من تصاديـدكم فارس صارت عظامـه تلافـي
مركاضنا يشبع به الضبـع ويعيـدوالنسر اللي بطنه من الجوع هافي


وقال الأمير النوري هذه الهجينية يتوجد :


لي فاطر يوم اقول ابهاتقطع رهاريـه داريـه
من نسل شعلان ناجبهاوعليها وسم العواجيـه
تزها الميارك مناكبهـاحمرا هميمـه شراريـه
ما أهبلك يا اللي تعذربهاما شفت مرواحها بيـه
أدور خلـي ومذهبـهـامن شان عين النداويـه
يا ما احلا يوم الاعبهـاوالصدر به بيض كدريه


وقال هذه الهجينية في مطلع شبابه :


من وقفت الترف بالبابي قلبي بحامـي لهايبهـا
أقفيت يا زين الاعذابـيوالعين ما النوم صايبها
يا ما أحلا نطت النابـيوتوقيفة فـي جذايبهـا
ترى السلف خير وركابيوكتبانها مـع مراكبهـا
مفزاعهم فـك الارقابـيعلى العدو ضاع مدّبهـا
كم من سبيق ومرعابيتاتي ولا شيف راكبهـا


صفة راية الرولة في عهد الأمير النوري :
يقول موسى الرويلي (موسيل) يصف هذه الراية: لقد جاء - أي الأمير نواف - لزيارة والده ، يصحبه عدة مئات من المحاربين على الجمال وهم يحملون في مقدمة صفوفهم علما غريباً مميزاً (بيرق) . إلى حربة طويلة مزينة بريش النعام كانت قطعة من قماش أسود مخاط عليها شكل سيف من قماش أبيض وموشّى في شكل متقاطع بالكلمات : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
أسـماء خيل الأميـر النوري :
نورد ما وصلنا خبره .
فرحة وفريحة، سعدة، نومة، فلحة، غراء، سميحة، شيحة، عونة، مغيضة, عيدة .
مصادر الإمارة المالية في عهد الأميـر النوري :
1- الزكاة، تؤخذ من قبائل الرولة وجميع رعايا الإمارة من الحاضرة والبادية.
2- (الودي)، وهو ضريبة تؤخذ من جميع رعايا الإمارة سواء الرولة أو غيرهم.
3- (الخوّة)، وهي ضريبة تؤخذ من بعض المدن والقرى والقبائل مقابل حمايتهم من غارات واعتداءات البادية وغيرهم .
4- الضريبة المفروضة على بعض المنتجات كالملح المستخرج من قريات الملح.
5- الغنائم التي تؤخذ من الخصوم.
علاقات الأميـر النوري الخارجية :
علاقات الأمير النوري الخارجية بشكل عام تتصف بالود والمسالمة مع الجميع. والقوى الموجودة كانت كالآتي :
1- الملك عبد العزيز: وبحكم أنهم أبناء عمومة فقد كانت العلاقات جيدة، وتوجوها بالنسب والمصاهرة ، فقد زوج الأمير النوري الملك عبد العزيز حفيدته الأميرة نوف بنت نواف الشعلان، وأنجب منها الملك عبد العزيز الأمراء : ممدوح ومشهور وثامر .
وتزوج الملك سعود الأميرة فوزة بنت نواف بن النوري الشعلان .
وفيما بعد تزوج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الأميرة حصة بنت طراد بن الأمير سطام الشعلان .
وتزوج الأمير نواف بن فواز الشعلان أمير الرولة والجلاس من عنزة تزوج الأميرة فهدة بنت الملك عبدالله بن عبدالعزيز .
وتزوج الأمير سعود بن فواز الشعلان إحدى بنات الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران .
وكذلك أخوه الأمير نايف بن فواز تزوج أختها .
2- ابن رشيد : كانت العلاقة جيدة في البداية إلى أن قام الأمير النوري بالاستيلاء على منطقة الجوف، ووضع ابنه نواف أميراً عليه، بعدها توترت العلاقة ونتج عنها معركة الجوف المعروفة .
3- الأشراف : حكام العراق والحجاز فيما سبق والأردن حالياً. العلاقة جيدة، ووصلت إلى تبادل الهدايا معهم؛ بل أكثر من ذلك فقد وقف معهم في ثورتهم. ولا تزال العلاقة جيدة بين الأشراف وآل شعلان إلى يومنا هذا.
4- الدولة العثمانية : كانت العلاقات فيما سبق جيدة. إلا أنهم أخذوا على الأمير النوري بعض المآخذ؛ الذي جعلهم ينفونه إلى الأناضول، وبعد مدة عاد فازدادت قوته ومنعته، فاحتالوا عليه واعتقلوه وأرادوا قتله ؛ لكن الله سلمه منهم . وهم بهذا يريدون أن يسيطروا على الوضع، وما علموا أنهم بهذا قد فقدوا الأمير النوري؛ حيث ما إن هبت رياح الثورة العربية حتى وقف معها بكامل قوته، وما كانت لتنجح هذه الثورة؛ لولا وقوف سلطان البادية الأمير النوري معها.
5- بريطانيا : خطبوا وده من البداية، ووافق هذا هوى في نفسه، فقد أبغض الدولة العثمانية إلا أنه لم يكن يثق في بريطانيا. قال (لورنس) : أحضر لي الأمير نوري الشعلان ملفاً يحتوي على وثائق كان يحتفظ بها في خيمته، وسألني : أي من التعهدات البريطانية يجب أن نصدق ؟! فمن خلال نبرته منتظراً جوابي ، كان يكمن نجاح أو فشل الثورة. وكانت إجابتي أو نصيحتي - مع ما كان يتملكني من أسى فكري - بأن يثقوا بالوعود البريطانية بالرغم من التناقضات التي تشوبها .
6- فرنسا : لم يقف ضدها ولم يقف معها عندما احتلت سوريا ولبنان وأسقطت الحكومة العربية في معركة ميسلون سنة 1338هـ/1920م، وكان هدفه هو اكتفاء شرها كقوة عظمى في ذلك الزمن ولا زالت. ومساعدته لها كان في تأمين طرق البادية. وبحكم موقفه هذا فقد منحوه في سنة 1345هـ/1927م وسام جوقة الشرف من درجة فارس ، ثم رفعوا هذا الوسام إلى درجة كوماندور ، وجعلوا الأمير النوري ممثلاً لعشيرته في جميع المجالس التمثيلية والنيابية في دمشق .
وفاة الأميـر النوري :
في آخر حياته تنسّك الأمير النوري ، وأوكل الأمر إلى حفيده الأمير فواز بن نواف بن النوري الشعلان ؛ حتى إنه عندما تأتيه الرولة في بعض الموضوعات يقول : شيخكم فواز.
وكانت وفاة الأمير النوري في السنة التي تسمى عند الرولة سنة الغبار عام 1361هـ/1942م بدمشق، ودفن في عذرا رحمه الله .

المصادر :

1- أخلاق الرولة وعاداتهم ، الرحالة موسى الرويلي [ موسيل ] .

2- عشائر الشام ، أحمد وصفي زكريا .

3- الرحالة الأوربيون في شمال الجزيرة العربية ، عوض البادي .

4- أعمدة الحكمة السبعة ، لورنس العرب .

5- قطوف الأزهار ، عبد الله بن عبار .

6- ذكريات الشيخ علي الطنطاوي .

7- اصول الخيل العربية الحديثة ، حمد الجاسر .

8- قبيلة الرولة في التاريخ ، فايز الرويلي .

، قد قضى هذا الشيخ أربعاً وثمانين سنة في قيادة الرولة حافلة بأعمال وأحداث كثيرة عاصر خلالها أربعة عهود في بلاد الشـام هي على التوالي : [ العثمانية – الهاشمية – الفرنسية – السورية المستقلـة ] ، وكـانت علاقته بالحكومات بشكل عام تتصف بالود والمسالمة فقد كان ينأى بالرولة عن أتون الحرب مع هذه الدول.
ينتمي الأمير نوري بن هزاع بن نايف بن عبدالله بن منيف الشعلان إلى عشيرة الرولة ، من قبيلة عنزة النجدية ، من ضنا مسلم وبطن الجلاس . ولأسرة الشعلان تاريخ كبير وعريق في شئون البادية ومضاربها ووقوفهم إلى جانب القضايا العربية ، ويعود أصولهم على منطقة نجد في المملكة العربية السعودية التي هاجروها في بداية القرن الثامن عشر ميلادي أثر قحط نجد ، وتوجهوا شمالاً حتى وصلوا مناطق الجوف والقريات وما حولها وكذلك منطقة المثلث المعروفة بسلطتهم تاريخياً ، وعبروا بعد ذلك وادي السرحان بعد حرب ضروس مع القبائل الشامية والنجدية المتوجهة إلى بادية الشام لنفس السبب ، واستطاعوا التقدم حتى مناطق درعا وشرق البادية السورية مروراً بمناطق دمشق ومنها بلدة عدرا وصولاً إلى سهول حمص والقريتين وحسية والفركلس ومزارع البصيري ، علماً بأن الأمير نواف ابن الأمير نوري كان قد بنى قلعة حكم في كاف شرق قريات الملح وبدأ يمارس سلطة الحكم منها على تلك المنطقة ، وذلك في بداية القرن العشرين . 
هذا وقد تقلد الأمير نوري رئاسة الرولة سنة 1894م ، وبدأ عهد جديد لهذه العشيرة الكبيرة بقيادة هذا الأمير الشجاع الحكيم في الشئون العامة . 
ويقول الكاتب أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص375: (( إن الأمير نوري قد رافق أهم الوقائع التي مرت بها ببلاد الشام خلال نصف قرن أو نحوه في عهد السلطان عبدالحميد والسلطان رشاد والاتحاديين ، وسامي باشا الفاروقي ، وجمال باشا قائد الجيش الرابع والملك فيصل بن الحسين ، وعهد الجنرال غورو ، ولما اشتعلت الثورة الشامية الكبرى سنة 1925م ، وما بعدها أبرق النوري إلى المفوض السامي الفرنسي يستنكر هذه الثورة ويعرض ولاءه ومعاونته – تقديم البشير لسنة 1929م ص183 - ، وقد ظل على هذا الولاء طيلة الانتداب الفرنسي . وقد وصف الصحفي عبدالله ماجد الكريدية في مقالته عن البادية في مجلة مساس سنة 1932م ما ملخصه : الأمير نوري سلطان البادية ورائدها دون منازع طوال فترة حياته ، حيث كان يتمتع بشخصية قوية مميزة وذات نفوذ وسلطان على أركانها . ويضيف : كان إذ همس نوري في عدرا تحركت له مضارب الجوف جنوباً مروراً بوادي السرحان وقريات الملح وحوران حتى القريتين وحيسة شمالاً . وأضاف : كنت قد اجتمعت مع الأمير نوري في بيروت وزرته في مضاربه في البادية لأكثر من مرة ، وكذلك في قصره الكبير في دمشق حيث كنت موفداً من قبل الآغا كريدية حاملاً رسالة إليه وكنت في كل زيارة اكتشفت قوة الأمير نوري هذا الرجل الكريم بأخلاقه ، الكبير برجولته وهيبته السموحة وفي إحدى الاجتماعات معه وكان متواجداً ، صدفة ، شيخ قبيلة بني صخر ، اعتقد الشيخ سطام ... أو الشيخ مثقال الفائز ، وشيخ قبيلة الموالي الأبوريشة ، والشيخ بدر بن فندي الملحم ، والشيخ محمد بن تركي الدهامشة العمارات ، وشيخ الأشاجعة جاسم المعجل والسوالمة عارف بن جندل ، وبعد السؤال عن أوضاع الساحل وبيروت قال لي الأمير نوري : طمئن الآغا بأن قوافل لبيارتة إلى الديار المقدسة ستكون بأمان وبحراستنا إن شاء الله في طرق البادية . فقلت له : تقصد القوافل الساحلية لا البيروتية فقط يا أمير . فقال : أقصد ما يراه زعيمكم . سلم عليه كبير وقل له دعوة الأمير نوري قائمة دائماً له . فقلت: ودعوته لكم إلى بيروت كذلك يا أبا خفاجي . 
هذا وقد استطاع الأمير نوري أن يصمد في وجه التحالف التركي الألماني في بادية الشام ، وتم اعتقاله من قبل السلطات التركية ، وقد قام المستشرق لويس موزل ، المعروف بالشيخ موسى الرويلي التشيكي الأصل ، بالتوسط لدى السلطات الألمانية التركية لفك أسره حين قال لي رجل مسن من الرولة ، عاش تلك الأيام أن الأمير نوري استطاع الهروب من المعتقل وتوجه إلى الصحراء في منطقة الجوف بعد أن حُكم عليه بالإعدام من قبل السلطات التركية . وبعد هذه الحادثة وقف الأمير نوري مع الثورة العربية الكبرى بجهد أكبر ، ودخل مع الملك فيصل ألول دمشق على رأس خيالة كثيرة من الرولة واستحق على ذلك الموقف المنح والرواتب المالية الوفيرة من الملك ، كما تعهد الأمير نوري وعمل على تأمين طرق البادية أمام القوافل التجارية والحجيج ، وكان ذلك من أهم إنجازاته الاجتماعية في ذلك الوقت لعدم وجود وسائل مواصلات حديثة ، وكان أهل المدن بحاجة ماسة لتأمين طرق البادية أمام القوافل البرية . 
ومن مواقف الأمير نوري الشهيرة موافقته على صلح بادية الشام الكبير بين ضنا عبيد وضنا مسلم والذي عقد في المفوضية الفرنسية العليا في بيروت سنة 1929م ، حيث كان بين الحضور أعيان الشام من بدو وحضر وأغلب فروع عنزة من الفدعان والمهيد والسبعة والحسنة الرولة المحلف والولد علي ، وغيرهم من شيوخ القبائل الشاهدة على الصلح ، أمثال الشيخ طحان النعيمي والجرباء والموالي والعبد القادر والفائز ، ومن العاصمة بيروت ابن الآغا الكريدية وعبدالله بيهم وناجي سرسق وغيرهم من أعيان المدن الشامية ، علماً بأن ذلك الصلح يصب في خانة تأمين طرق البادية . 

ولما احتل الفرنسيون سورية لم يصطدم معهـم النـوري ، وسيطر على الرولة وحافظ على حياتهم من ويلات الحرب ، فمنحـه الفرنسيون بيتاً قرب الصالحية في دمشق فرممه وطوره حتى تكامل حوله حي كامل في دمشق ما يزال يعرف حتى اليوم بـ " حي الشعلان " فجمع بين حياة البادية والسكن في المدن وحياة السياسة والبرلمانات التي دخلها نائباً عدة مرات . 
وهناك في دمشق توفي النـوري رحمـه الله في يوليو من سنة 1942م ، واجتمعت دمشق كلهــا لتشييـع جنازته حيث نقل إلى قرية " عذرا " في ضواحي دمشق وورى جسده التراب هناك . 
كان النوري ذا هيئة مهيبة فلا يرى إلا وهو ملثم الوجه حتى عينيه إلا أنه في ساعات أنسه جميل الحـديث محب للدعابة ، ويقرض الشعر النبطي وله قصائد في شرح معاناته مع الحياة وجهوده الشاقة الطويلة 
هذا وقد منح الأمير نوري من الفرنسيين وسام جوقة الشرف من درجة فارس ووسام كوماندور ، بالإضافة إلى مركزه في البرلمان السوري الممثل الدائم لعشيرته ، ومنزلاً فاخراً في منطقة قرب الصالحية في العاصمة السورية عرف فيما بعد بحي الشعلان ، و مضافة الشعلان مازالت قائمة في ذلك الحي حتى الآن ، وقد توفي الأمير نوري سنة 1942م ونقل جثمانه بسيارة عسكرية في مأتم رسمي إلى بلده عدرا حيث مثواه الأخير.



اشترى نوري الشعلان رئيس عشيرة الروّلة في مطلع العشرينيات من القرن الماضي، دار ياسين باشا الهاشمي رئيس الوزراء العراق السابق الكائنة في حي الشعلان بدمشق، ومنذ ذلك الحين بنى الشيخ نوري مسجدا بجوار منزله، واتخذ المسجد والحي الشهير تسميتهما من كنيتة "الشعلان".


يخضع مسجد الشعلان حالياً للترميم على نفقة "فاعل خير"، إثر تشققات سمحت للمياه بالنفاذ عبرها، حيث لم يرمم المسجد منذ إنشائه عام 1926 ، خاصة انه يخدم ثلاث حارات وهي، الشعلان والصالحية والحمرا، اعتاد سكانها على سماع صدح تكبيراته جيلاً اثر اخر.
حي الشعلان
يقول أحمد الأبش في كتابه معالم دمشق القديمة إن "محلة غربي جادّة الصالحية – الشعلان- كان موضعها في العهد العثماني بمنطقة تعرف (طاحون الوز)، وكان على الشمال منها محلة الشهداء والتي تعرف باسم (جسر البط) فيبدو ان هناك رابط بين الاسمين، لعل الوز والبط كان يرى هنا قديماً"، ويضيف الكتاب أن "اسم جسر البط ضاع في ذاكرة الناس وبقي طاحون الوز حتى الثلاثينات معروفاً بعبارة زقاق الوز".
وحول تسمية الحي بالشعلان يشير الأبش إلى أن "آل الشعلان هم من أمراء الروّلة العشيرة العنيزية من عشائر ضنا مسلم والتي ذاع صيتها بقوة البأس والكرم، وتخلد ذكرها في روايات حروب البادية وغزواتها"، " لافتاً إلى أن "اسم الشعلان فهو نسبة إلى جد العائلة الذي استخلص إمارة العشيرة من آل القعقاع، ومعنى الاسم الأشعل من خالط شعره بياض، وهو من ألوان الخيل المحمودة".


حي الصالحية: صلاح المقدسيين وفلاحهم
ولمعرفة تاريخ الحي وأثاره التقت سيريانيوز مدير مديرية أثار دمشق غزوان ياغي والذي تحدث بأن "المديرية تقسم الآثار الموجودة في دمشق إلى قسيمن أولهما داخل الأسوار– دمشق القديمة-، والثاني خارج الأسوار والذي يمتد ضمن محورين رئيسيين، الأول باتجاه حي الصالحية، والثاني باتجاه الميدان"، مضيفاً أن "المدينة التي داخل الأسوار هي الأقدم، حيث نشأت من نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، منذ العصر الآرامي، وتطورت وصولاً للعصر البيزنطي والروماني..".
ولفت ياغي إلى أنه "بقيت دمشق محظورة داخل الأسوار حتى منتصف القرن الثاني عشر الميلادي ففي العصر الأيوبي بعد عام 1174 بدأت تظهر بعض العمارات والمنشآت المهمة خارج الأسوار بدءاً من المنطقة الملاصقة للسور الشمالي بما يسمى بحي العقيبة، والذي ما زال قائماً إلى الآن، إضافة إلى توسع العمارات باتجاه الشمال الغربي أيضاً، والذي عرف لاحقاً بالصالحية، الذي ظهر كقرية ملحقة بدمشق".
وعن تسمية الصالحية بهذا الإسم قال مدير مديرية أثار دمشق إنه "ومع الحروب الصليبية هاجر عدد من المقدسيين من القدس، وسكنوا في باب توما، ثم ما لبثوا ان انتقلوا إلى منطقة الصالحية، ولأنهم كانوا أهل صلاح وفلاح، سمي الحي بتلك التسمية".


أبنية ستدخل قائمة التراث الوطني
وعن عدم تسجيل المسجد أو اي من آثار الحي أشار مدير مديرية الآثار بدمشق إلى أن "قانون الآثار ينص على أنه يعتبر أثراً كل ما مضى على بناءه 200 سنة ميلادية أو 206 هجرية، وللسلطات الأثرية أن تعين أثراً ما ترى انه يحمل صفات ترتبط بالذاكرة الوطنية أو المعمارية للبلد"، مضيفاً أن "حي الشعلان نشأ متأخراً عن تاريخ الصالحية، حيث كان عبارة عن بساتين لتخديم المدينة، ومع التطور العمراني الذي شهدته دمشق في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين بدأ يأخذ الصفة المعمارية الهامة، وأصبح منطقة جذب عمراني للعائلات الثرية التي كانت داخل دمشق، واضطرت للخروج منها نتيجة قلة الخدمات التي كانت في المدينة ان ذاك".
وتابع ياغي أنه "العمارات الموجودة في الحي مهمة وتشكل جزء من الذاكرة المعمارية لمدينة دمشق وعندما قامت المديرية بمسح لعدد من العقارات الهامة في منطقة الصالحية كنا نحافظ على الأمثلة الأفضل"، موضحاًُ أن "على هذه الأبنية ان تمثل القيم التراثية والتاريخية بما يتماهي مع ما نص عليه قانون الآثار وبالتالي يصار إلى تعيينها ومن ثم تسجيلها على قائمة التراث الوطني".


نقاط أدخلت دمشق لقائمة التراث العالمي
وسجلت دمشق القديمة على قائمة التراث الوطني منذ عام 1976، ولم تلبث أن تحولت بعد 3 سنوات لتسجل على قائمة التراث العالمي، حيث يعتمد تسجيل المنطقة الأثرية على قائمة التراث العالمي على 3 مبادئ.
المبدأ الأول "الاستدامة أي ما مدى استمرار الحضارة في المدينة (فيجب أن يكون الموقع مسكون، وما زال مأهول بالسكان إلى الآن وقابل لأن يستمر السكن فيه".
والمبدأ الثاني" الأصالة اي أن يكون الموقع موقع حافظ على عناصره الأصيلة بكل ما فيه من منتج معماري ومادي، بالإضافة إلى القيم الاجتماعية".
والمبدأ الثالث السلامة اي ان "تحافظ المدينة على سلامتها من وجهة نظر القيم التراثية منذ ان أسست فحتى الأن يُرى على بعض الأثار ظواهر رومانية وبيزنطية وإسلامية، فهذه المبادئ هي التي جعلت من دمشق تحظى بالنقاط العليا بتسجيلها على قائمة التراث العالمي".


فاعل خير
وفي عودة الى قصة الترميم التي يقوم بها "فاعل الخير" -لم تفلح محاولاتنا في الوصول الى اسمه- فحسب وزارة الوقاف بان قيمة الترميم مفتوحة، ولم يحدد فاعل الخير سقفا محددا للإنفاق ، وهي ستشمل الموضئات ودورات المياه، إضافة لمعالجة السطح الذي تنفذ من تشققاتها المياه وفقا خادم المسجد، فضلاً عن عمل أسقف مستعارة لزيادة جمالية المسجد من الداخل، أما عن خارج المسجد فيشمل الترميم تنظيف الواجهات الحجرية، وإعادة تأهيل المأذنة.
ويشار الى ان مضافة نوري الشعلان الملاصقة للمسجد تفتح ابوابها كل يوم جمعة للمصلين، لتستوعب مع المسجد أكثر من 2000 مصلي يقصدونهما للصلاة

الامير نورى بن شعلان فى الوثائق البريطانيه



لاشك في ان الامير النوري بن شعلان قد لعب دورا مهما ورائدا وكبيرا على خارطة الجزيرة العربية.

فهو ركن اساسي في نظامها السياسي والاجتماعي , وقد اعطى مفهوما شاملا ودقيقا لدور شيوخ

قبائل (عنزة ) السياسي والاجتماعي على مختلف الاصعدة .

كان الامير النوري بن شعلان مؤثرا بقوة على مسرح الاحداث التي طالت الجزيرة العربية , وما مخاطبة

وده من قبل الدول العظمى بحجمها كبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا , ومن قبل شخصيات مهمة كالملك

عبدالعزيز قبل ان يصبح ملكا على مختلف المناطق وابن رشيد والملك فيصل الشريف وغيرهم من

الشخصيات التي لعبت دورا مهما في مختلف بقاع الجزيرة الا لعظم واهمية دور ومكانة وعلو شأن

الامير النوري بن شعلان وقبيلتة ككل .

كيف لا وقد وصف الصحفي عبدالله الكريدية عام 1932 في مقالتة عن البادية (( الامير النوري

سلطان البادية ورائدها دون منازع طوال فترة حياتة )) .

واضاف (( كان اذا همس نوري في عدرا تحركت له مضارب الجوف جنوبا مرورا بوادي السرحان

وقريات الملح وحوران حتى القريتين وحيسة شمالا )) .

وليس ابلغ مما جاء في الوثائق البريطانية حين تم ذكر النوري بن شعلان فلقد جاء بين طياتها مايحمل

الكثير عن علو قامة الامير النوري بن شعلان .

ومما جاء (( ليس هناك ادنى شك انة حينما يظهر نوري الشعلان وكبار زعماء البدو الاخرين امام

الناس, فان سوريا ستثور من اقصاها الى اقصاها )) . وكذلك ((ان ملك الحجاز يرغب في ان تحكم

كل منطقة عربية نفسها تحت سيادته , فكما ان اما اليمن سيترك وشانة , فكذلك سيكون الامر مع

ابن سعود والشيخ الكبير للصحراء السورية نوري الشعلان )) .

نماذج لبعض الوثائق البريطانية التي تم ذكر الامير النوري بن شعلان فيها ..

1_ جاء في تعريف الامير النوري بن شعلان .. (( 1874 _ 1942 ))

نوري بن هزاع بن نايف الشعلان .. شيخ مشائخ الرولة من عنزه . كانت اقامته على الاكثر في جهات 

قرية ( عدره) شرقي دمشق مع عشيرتة , وهم من العرب الرحل , وقد انقادت الية قبائل ( الروله )

وخافتة بادية الشام . وقد صانع الحكومات المتعاقبة في سورية من عثمانية , وعربية , وفرنسية

على اختلاف الوانها , وفاز بعطاياها , وجمع ثروة ضخمة , وسكن دمشق حتى وفاته , ودفن في 

قرية ( عدره ) .

2_ جاء في احد الوثائق البريطانية مانصه .....

يطمح بن سعود بطبيعة الحال الى استعادة حائل التي كانت تشكل جزءا من ممتلكات ابائه , والتي لم

تستقل الى في سنة 1847 . تشغل حائل موقعا ذا اهمية جغرافية كمركز للطرق المتشعبة التي يمر

بها تيار القوافل في ذهابها عادة كل سنة الى دمشق تحت زعامة العقيلات الذين يقع مركزهم في القصيم.

وفي الوقت نفسه تطمح قوة عربية ثالثة ان تسيطر على حائل , تمثلها اسرة الشعلان , الرئيس الاكبر

للرولة , التي تمتد منطقتة من الجانب الشرقي لجبل الدروز جنوبا الى واحة الجوف . وهذة الواحة

المهمة كانت لمدة نصف قرن جزءا من ممتلكات بن رشيد , ولكن استولى عليها منه النوري الشعلان

سنة 1911 واصبحت مقره من ذالك الحين .

لايزال بن رشيد يحتفظ بممتلكاته في الواحة المهمة غربي حائل وتدعى تيماء , التي تقع جغرافيا على

حدود الحجاز , ولاشك في ان ملك الحجاز وبن سعود والشعلان كلهم يريدون الحصول على حائل .

وتذكر الوثيقة كلمة اخيرة عن الاشخاص

نوري الشعلان شيخ في السبعين من عمره , وله ولد اسمة نواف وهو رجل فعال وقدير في الاربعين 

من عمره , ابن سعود مثل طيب من العرب في نحو الثالثة والاربعين , ذو مطامح عظيمة, ومن الواضح

انه حريص على زيادة مواره ونفوذه بكل وسيله تقع في يدة .


( التوقيع ) الكابتن و . اور مزبي غور 

7 _1 _ 1918



3_ وفي وثيقة اخرى ..(كتاب ) من القنصل البريطاني في حلب الى وزير الخارجية .. 

... بعنوان ...

انباء من جنوب سوريا .. فعاليات بن سعود في جنوب سوريا

اتشرف ان احيطكم علما بان ضابطا في جيش الشريف قد زودني بالمعلومات التالية ..

ان العصيمي باشا في دمشق الذي يعمل مع الفرنسيين , هو جاسوس في خدمة بن سعود . ومنذ ثلاثة

اشهر وصل الى سورية رجل يدعى منصور بن رميح وهو من قبيلة ( العقييلات ) الخاضعة لابن سعود

وقد ارسلة بن سعود الى العصيمي باشا الذي كان علية ان يصله بزعماء القبائل ويمده بالمال 

والمساعدات .

وقد تجول منصور في منطقة دمشق , والتقى بنوري باشا الشعلان شيخ قبيلة الروله, وتحدث معه

عن المهمة التي اوفده فيها بن سعود .

ومنذ عدة ايام وصل منصور الى حلب ثم غادرها الى الرقة , حيث التقى بهاشم بك بن مهيد , ومقحم

بيك بن مهيد , ومزود بن قعيشيش, وسلمهم رسائل من بن سعود .


الرقم 147 _14 بتاريخ 30 تشرين الثاني نوفمبر 1922


*** تعليق بسيط ..

تمثل هذة الوثيقة بعدا مهما في علاقة بن سعود ( الملك عبدالعزيز ) وشيوخ قبيلة عنزة ومدى اتصاله 

بهم ومراسلهم , وهذا انما يدل على دور كبير لشيوخ قبائل عنزة مع الملك عبدالعزيز فيما بعد .


4_ جاء في احد الوثائق البريطانية بخصوص الثورة ....

ان الشيخ( نوري الشعلان) , وكل قبيلة الرولة التي يقدر عدد رجالها المقاتلين ب 15000 يساعدهم

( حاكم بن مهيد ) وعدد من الضباط العرب اللاجئين الذين ثاروا ايضا ودخلوا ولاية دمشق.

ويعتقد ان الحركات سوف تشمل غارات متعددة مما يساعد علية وضع نوري الشعلان لانة يستطيع

الانسحاب بسرعة الى الجوف حيث لايدركة الاتراك .

ويبلغ عدد القوات التركية في سورية ب 10000 الماني و150000 تركي و12000 سوري

وهؤلاء الاخيرون معضمهم تحت قيادة ضباط اتراك ولذلك لايحتمل ان يتحركوا, ويقال ان ثلاثمائة

رشاشة ارسلت حديثا من الاستانة الى سورية .


5_ وفي احد الوثائق .. هذة البرقية

من السر برسي كوكس ( البصرة ) الى المكتب العربي القاهرة

مكررة الى حكومة الهند _ سيملا _ ووزير الهند _ لندن


الرقم 4626 التاريخ 13 سبتمبر 1916



برقيتي رقم 4523 في 7 سبتمبر . تسلمنا مايلي من الوكيل السياسي . الكويت مؤرخ في 11 سبتمر.

قبل 15 يوما وصلت انباء من الرياض بان شقيق الشريف جاء لاقناع بن سعود بالمعاضدة .

قيل ان الاخير متردد او غير راغب .

ان فهد بك ( بن هذال ) ونوري الشعلان يتراسلان مع كربلاء والنجف وقد انضما الى الى الشريف

ولكن ( عنزه ) في انتظار اشارة من بن سعود , لو تحرك الاخير فان بقية الجزيرة العربية ستتبعه

افادت التقارير ان بن سعود كتب الى الحكومة التركية وانة بانتظار الرد .


6_ وجاء في احدى الوثائق ...

وهي رسالة من نائب جلالة ملك مصر السير ارثر هنري مكماهون الى الشريف الحسين.

فاني انصح لدولتكم بالحاح ان تستدعوا نجلكم المكرم من سورية وان تباشروا العمل الذي تنونه في 

الحجاز والجنوب فقط في الوقت الحاضر , وقد سرني ان حضرة الهمام الشهم الشيخ نوري الشعلان

وغيره من رؤساء قبائل عنزة الكرام مستعدون لان يعاونوكم ويشدوا ازركم في الشرق ايضا , فان

مساعدتهم لها قيمة عظيمة , ولنا وطيد الامل انكم تبذلون الجهد في حقيق ذلك .



7_ في كتاب مرسل بتاريخ 8 مايو 1916 من الحكومة البريطانية الى الشريف حسين .


جاء من ضمن ماذكر ... في احداث 1916 ضد الاتراك

ان موقف نوري الشعلان وغيرة من رؤساء قبائل (( عنزه )) يثير ارتياح الحكومة البريطانية تماما .


8_ جاء في احد الوثائق ..

انه في شهر يوليو في عام 1918 يعتقد ان نوري الشعلان الرئيس الاعلى للرولة من عنزة قد ظهر

علنا بصورة نهائية بجانب الشريف ضد الاتراك , كان الى وقت قصير واقفا على التل وحاصلا على

فوائد جمة من القوافل , ويقال بانة صرح الان انة سيسمح بمرور رشيد بن ليلى من خلال عاصمتة

الجوف في طريقة الى حائل , لكنه سيحتفظ بكل مامعه من مدافع او عتاد حربي .


ملاحظة ..

رشيد بن ليلى .. وكيل بن رشيد كان يحرسة 30 جندي تركي .

* السير برسي كوكس هو المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي خلال الحرب العالمية الاولى .


ماذكرته يمثل جزءا بسيطا مما تم ذكره عن الامير النوري الشعلان في الوثائق البريطانية , وماتم

ذكره يمثل الدور الاساسي والحيوي الذي كان يقوم به الامير النوري الشعلان من خلال الوثائق البريطانية.