Search - للبحث فى مقالات الموقع

Tuesday, January 18, 2011

بتاء المتاحف وأنماطها والمتحف المصرى بالقاهره

للمتاحف بجميع أنواعها أهمية كبيرة في جميع البلدان، وقد أبدع المهندسون المعماريون في تخطيط المتاحف وبنائها الذي تتوافر فيه كل متطلبات الزوار، مما جعل عمارة المتاحف فناً له أهمية كبيرة في ميدان البناء
أنواع المتاحف:
1ـ تصنيف المتاحف حسب نوع المعروضات:
أ ـ المتاحف التاريخية: كمتاحف المعابد القديمة ومتاحف كنوز الأمراء والمتاحف الأثرية ومتاحف الآثار الحجرية ومتاحف المواقع الأثرية التي تحفظ فيها الآثار في مواقع اكتشافها ومتاحف التاريخ الطبيعي.
ب ـ المتاحف الفنية: كمتاحف الفن الحديث ومتاحف الأزياء والملابس ومتاحف الفنون الأخرى كمتاحف الشمع وفن «الكاريكاتير».
ت ـ المتاحف العلمية والتربوية: كمتاحف الأعلام والمتاحف الأدبية والموسيقية والتربوية والعلمية ومتاحف الوثائق والطوابع.
ج ـ المتاحف الصناعية: متاحف التقنيات ومتاحف الصناعات اليدوية والتقاليد الشعبية ومتاحف وسائل النقل ومتاحف الزجاج والصناعات الاختصاصية.
 ح ـ المتاحف البحرية: متاحف الصيد ومتاحف الوسائط البحرية.
 خ ـ المتاحف الزراعية: متاحف الأدوات والآليات الزراعية والتربة والحيوانات والدواجن وغيرها.
 د ـ متاحف المدن: متاحف المباني ومتاحف المدينة.
 ذ ـ متاحف الأطفال: متاحف تجهيزات الأطفال ومتاحف الألعاب.
ر ـ المتاحف الحربية.
 ز ـ المتاحف الأتنوغرافية.
2ـ أنواع مباني المتاحف:
أ ـ المتاحف المؤسسة في المباني التاريخية والأثرية القديمة كالقصور والقلاع والمعابد والأبراج والحصون والحمامات والخانات والجامعات والتكايا، وهذه المتاحف لها الخصائص الآتية:
ـ تضفي هذه المباني جواً تاريخياً ينقل الزائر إلى عالم غابر وتجعل المعروضات التاريخية تعرض في بيئتها الطبيعية المناسبة.
ـ يسهم توظيف هذه المباني في إنقاذها وحمايتها واستمرار وجودها وشهرتها وزيارتها.
ـ تنمية الحس الحضاري وإثارة الذكريات المختلفة المتعلقة بالمبنى التاريخي.
أما الصعوبات الناجمة عن عرض المجموعات المتحفية في المباني القديمة فهي:
ـ التقيد بظروف المبنى وشروطه وعدم إمكانية القيام بأي تعديل فيه.
ـ تعذر تطبيق الطرق المتحفية الحديثة في المباني القديمة من إضاءة وأجهزة إنذار وقواعد العرض.
ـ صعوبة فتح أبواب جديدة في المبنى لتسهيل تجول الزائرين في الأقسام التاريخية.
ـ صعوبة التوسع في المبنى مع ازدياد المعروضات في المتحف.
ـ صعوبة القيام بالخدمات اللازمة للمبنى من صيانة وتنظيف ووضع أجهزة سمعية وضوئية وغيرها.
ب ـ المباني الحديثة للمتاحف، وتتميز بالخصائص الآتية:
ـ تأمين كل متطلبات العرض من إضاءة وتكييف وأجهزة إرشاد ومرآب....
ـ الحرية في اختيار الموقع المناسب لتشييد المبنى إضافة إلى إمكانية التوسع المستقبلي بإضافة أجنحة جديدة .
ـ تعد هذه المباني مناسبة جداً لمتاحف الفنون الحديثة ولكن تتطلب جهوداً خاصة لتصبح مناسبة لعرض اللقى والمجموعات الأثرية والتاريخية.
المبادئ الأساسية في تصميم المتاحف
مكونات المتحف:
تختلف مكونات مبنى المتحف تبعاً لنوعه وحجمه وأهميته، وهو عامة يحوي مايأتي:
ـ صالات العرض : في الحالة التي تكون فيها صالات العرض كلها بحجم واحد يكون ذلك مملاً لذلك تتغير المقاسات والعلاقة بين الارتفاع والعرض وتستعمل ألوان مختلفة للجدران مما يوفر دافعاً فورياً للاهتمام، أما بالنسبة لحجم الصالات فيكون متناسباً مع نوع المعروضات وحجمها، وتصمم حديثاً صالات عرض واسعة لخلق فراغات غير منتظمة بحيث يمكن تركيب فواصل متحركة خفيفة الوزن بينها توضع حسب الحاجة.
ـ خدمات صالات العرض: كقسم الصيانة الذي تتم فيه عمليات صيانة المعرض وتخزين المواد إضافة إلى الطباعة والتصوير والإلكترونيات والخدمات التقنية اللازمة من تدفئة وتكييف وغيرها.
ـ إدارة المجموعات والإدارة اليومية:  يغطي هذا القسم جميع الوظائف العلمية والإدارية المتعلقة بالمتحف.
ـ قسم الإدارة اليومية:  يقوم بالتحكم بالحركة ودخول العامة والبحث، ويتألف من مكاتب للمديرين ورؤساء الأقسام ومكاتب للموظفين وخدماتها.
ـ الخدمات الثقافية: إن المتاحف منشآت ثقافية وترفيهية بآن واحد لذلك يجب أن تتضمن بعض النشاطات الثقافية كصالة محاضرات وغرفة نشاطات، إضافة إلى المكتبة وأقسام البحث والدراسة.
ـ الخدمات الترفيهية: كمطعم أو مقصف.
2ـ الحركة في المتحف:
يترافق موضوع الحركة في المتاحف مع أحجامها وترتيب المعروضات فيها وتنظيمها في الفراغات وتنظيم حركة الزوار.
تختلف طرائق الترتيب للمعروضات تبعاً لمجموعة من النظم والاحتمالات، ويعدّ المدخل المنظم الأول لتدفق الزائرين ويقع على المدخل عاتق توجيه الزوار للحركة سواء كانت الجولة مع مشرف أم حرة، إذ تبدأ حركة الزوار من المدخل الرئيسي الذي يؤدي إلى ردهة كبيرة تتوضع فيها الخدمات الأساسية كافة، ثم يتم الانتقال من هذه الردهة إلى صالات العرض التي تتنوع طرق الانتقال بينها.
ـ كانت النماذج المبكرة للمتاحف تجبر الزائر على المرور من خلال غرف العرض المتعددة لكي يصل إلى الصالة أو الغرفة المطلوبة، مثل متحف اللوفر في باريس.
الشكل (1)
ـ لاحقاً اعتمد نظام الطريق ذي المسار الواحد والمستخدم غالباً في المتاحف الصغيرة،لأنه يوفر المساحات ويسهل المراقبة، ويضمن للزوار إمكانية الخروج في طريق تجوالهم إذا أرادوا قطع زيارتهم أو تحديدها من دون الرجوع إلى الوراء والدخول إلى صالات قد زاروها مسبقاً للوصول إلى المخرج.
ـ اعتمدت متاحف أخرى أكثر من مدخل خارجي حيث لا يكون الزائر مجبراً على اتباع دائرة معينة في حركته، ويسمح له بالحركة بصورة حرة مثل متحف الفنون الجميلة، في مدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، (الشكل 1).
ـ في المتاحف الضخمة غالباً ما يتم الانتقال المباشر من صالة المدخل إلى الطابق العلوي عن طريق مصاعد كبيرة، ومنها يتم السير ضمن صالات العرض كافة من الأعلى إلى الأسفل عن طريق ممرات منحدرة ومنها إلى المخرج، مثل متحف غوغنهايم  في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، (الأشكال 2 و3).
الشكل (2)
   الشكل (3)
3ـ أساليب العرض في المتحف:
تختلف أساليب العرض المتحفي حسب نوع المتحف وأشكال الصالات ونوع المعروضات وحجمها ويمكن إجمال تلك الأساليب بما يأتي:
ـ العرض على الجدران على شكل صورة معلقة كما في متاحف الفنون عامة.
ـ العرض على شكل حافظة معلقة على الجدار غالباً ما تكون مزججة كما في متاحف الآثار الحجرية والمتاحف الموسيقية والمتاحف العلمية والتقنية ومتاحف الزجاج ومتاحفالصناعات الاختصاصية ومتاحف الصيد.
ـ العرض بشكل مباشر على مسند مرتكز على الجدار، كما في متاحف النوع السابق.
ـ العرض على الأرضية مباشرة من دون قاعدة وتستخدم هذه الطريقة عامة في المتاحف التقنية أو المتاحف ذات المعروضات الضخمة، متحف أونتاريو ـ كندا Art Gallery of Ontario(الشكل 4).
ـ العرض على حمالات سقفية كما في المعارض العلمية، مثال متحف سنكنبورغ، فرانكفورت، ألمانيا (الشكل5).
الشكل (4)
الشكل (5)
الشكل (6)
ـ العرض على قاعدة مستندة إلى الأرضية مباشرة، وتستخدم في متاحف الفنون ومتاحف الصناعات اليدوية والتقاليد الشعبية ومتاحف الأزياء ومتاحف المباني والمدن، مثال مركز غيتي Getty Center في كاليفورنيا، (الشكل 6).
ـ العرض على لوحات منتصبة للعرض كما في المتاحف الأدبية ومتاحف الوثائق والطوابع، مثال متحف الآثار ـ فرنسا Musée Archeologique ومتحف اونتاريو ـ كندا Art Gallery of Ontario (الشكل 7).
الشكل (7)
ـ العرض في صناديق ثابتة أو متحركة متنوعة الأشكال والأحجام مستندة إلى الأرض كلياً أو جزئياً، كما في متحف الطب البيطري في زوريخ(الشكل 8).
الشكل (8)
الشكل (9)
4ـ إنارة المتحف: للإنارة دور مهم في إظهار خواصّ المعروضات ومزاياها بجميع تفاصيلها وموادها ونقوشها.
وعلى الرغم من أن الكهرباء ذات ميزات يمكن من خلالها تأمين محاكاة للإنارة الطبيعية في كل المجالات، وهي سهلة الاستخدام والوصل وغير محدودة الإمكانات في التدرج وشدة الإضاءة والتأثير، إن الضوء الطبيعي يبقى هو الأفضل لإنارة المتاحف على الرغم من الاختلافات والصعوبات التي تطبعه باختلاف الفصول.
من هنا يجب أن تدرس بصورة دقيقة مسألة الإنارة لتحديد نوعها (طبيعية ـ اصطناعية) وقوتها وتوزعها بما يتلائم مع نوع المعروضات، وفيما يأتي حالات الإنارة الممكنة:
 ـ إنارة طبيعية علوية (الشكل 9) أو جانبية للفراغ، مثل المتحف البريطاني.
ـ إنارة طبيعية لصالة العرض مدعومة بضوء اصطناعي، مثل متحف الضوء الطبيعي ـ شيغا، اليابان  Japan Daylight Museum (الشكل 10).
ـ إنارة طبيعية للخلفية في صالة العرض إضافة إلى التركيز على المعروضات بإنارة اصطناعية.
ـ إنارة طبيعية علوية إضافة إلى إنارة اصطناعية للمعروضات.
ـ إنارة اصطناعية منتشرة أو موجهة أو مركبة لصالة العرض.
الشكل (10)
5ـ الأمن والحماية:
أ ـ حماية المتحف من السرقة: تعد المتاحف من أكثر المنشآت تعرضاً للسرقة فيجب حمايتها جيداً والاهتمام بما يأتي:
ـ مراقبة الساحات العامة المحيطة.
ـ الحد من نقل المعروضات من وإلى صالات العرض.
ـ وضع الكواشف على محيط الأسوار والنوافذ والأبواب ودراسة الفتحات بشكل يمنع المرور عبرها.
ـ توزيع أجهزة إنذار مرتبطة مع مراكز الأمن أو الشرطة.
ـ تأمين حماية خاصة للأشياء القيمة والصغيرة والمرغوبة على نحوٍ خاص،كالنقود والميداليات، عن طريق وضعها داخل صناديق عرض مغلقة.
ـ حماية المبنى وصيانته خارج أوقات الدوام من أجل المراقبة المستمرة على أعمال الصيانة.
ب ـ حماية المتحف من الحريق:
ـ تقسيم صالات العرض والمستودعات إلى أقسام مقاومة للحريق (لا تتجاوز1500م2) .
ـ إنشاء بيوت الدرج والأبواب من مواد مقاومة للحريق.
ـ توزيع أنظمة سحب دخان.
ـ الإقلال من استخدام المعدات القابلة للانفجار في الأماكن القريبة من صالات العرض.
ـ الإقلال من استخدام المواد والمعدات القابلة للحريق في المبنى كالخشب.
ـ توزيع أنظمة كشف الحرائق الحساسة للحرارة أو للدخان على نحو مرتبط أوتوماتيكياً مع محطات الإطفاء المحلية ما أمكن.
ـ توزيع مطافئ قابلة للحمل من جميع الأنواع.
ـ عدم وضع أنظمة الضخ الآلية التي تستخدم الماء قرب المعروضات.
ـ استخدام أنظمة إطفاء الحريق في مخازن اللوحات والأرشيف.
ـ وضع إشارات دلالة للزوار توضح مخارج النجاة.
تطور التشكيل الحجمي والفراغي في المتاحف الحديثة
استمرت فترة طويلة فكرة تصميم المتاحف على أنها تعكس روح المعابد الإغريقية والرومانية القديمة أو قصور عصر النهضة أو كنائس القرون الوسطى.
الشكل (11)
إلا أن الإنجازات التي توصل لها العقل الإنساني في المجالات كافة والتطورات الاجتماعية والثقافية التي رافقت ذلك، أسهمت في تطوير جوانب متعددة في تصميم المتحف، وخاصة في تطوير التشكيل المعماري للمتحف مع بقائه متمسكاً في بعض الأحيان بنقل روح تلك القصور القديمة وتطوير مفاهيم القدماء في الأسس التشكيلية لبعض العناصر لديهم.
معظم هذه الأسس قد استنبطت من العمارة الرومانية والتي بدورها كانت قد أخذتها عن العمارة الرافدية القديمة، فمعظم خصائص البيت الروماني مشابهة لتلك التي في المنزل الرافدي وخاصة عنصر الأتريوم :Atrium  وهو عبارة عن فناء يحيط به ممر تتوزع حوله الغرف، وعنصر الروتندا :Rotunda  وهو فراغ دائري استخدم في معبد البانتينون كفراغ أساسي غطي بقبة ضخمة مثال معاصر للروتندا مركز للفن البصري، كاليفورنيا  Center for Visual Arts¨ California (الشكل 11).
تعود أهمية العنصرين السابقين إلى ظهورهما المستمر في التشكيلات الحجمية الخاصة بمتاحف الفن الحديث في القرن التاسع عشر، وظلت تنتقل عبر الأجيال مع دخول بعض التطورات عليها نتيجة التقدم التقني والصناعي المهم منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى أواخر القرن العشرين.
1ـ المتاحف في فترة العمارة الكلاسيكية (القرن التاسع عشر): تمسك المعماريون بالعناصر السابقة (الروتندا والأتريوم) إيماناً منهم بأن المتحف هو معبد للجمال ، ولكن من دون أي محاولة للتطوير في هذه العناصر، على الرغم من التطورات التي طرأت على طبيعة العصر، ومن الأمثلة المهمة على ذلك متحف للمعماري فريدريك شنكل في ألمانيا، والذي بني بين العامين1824ـ1828، وسمي فيما بعد بالمتحف اللوحة (الشكل 12)، كذلك اعتمد المتحف البريطاني (1825ـ 1827)، على عنصر الأتريوم (الشكل 13)  وكذلك مثال متحف بازل للفنBasel Kunst Museum، (الشكل 14). إضافة إلى ذلك ظهرت بعض المتاحف التي لم تعتمد على الأتريوم أو الروتندا بل اعتمدت على حل حركة الزوار وتغليفها بحجم مناسب، مثل متحف بيناغوتيك في مونيخ، ألمانيا (1952ـ1957)، للمعماري ليوفون كلانز (الشكل 15).
الشكل (12)
   الشكل (13)
2ـ المتاحف في النصف الأول من القرن العشرين: أسهم التقدم الملحوظ في هذه الفترة بتطوير الرؤية المعمارية وفي دعم عمارة المتاحف وتطوير العناصر التشكيلية الموروثة بشكل تحل المتطلبات الجديدة للمتحف، مثال ذلك متحف غوغنهايم في نيويورك الذي سبق ذكره، والذي استخدم عنصري الأتريوم والروتندا ولكن بشكل مطور.
كما تطوّر مفهوم الأتريوم كذلك، ومثاله متحف الفنون الجميلة، في هيوستن (1954)، للمعماري ميس فان دررويه.
3ـ المتاحف في النصف الثاني من القرن العشرين: بقي بعض المعماريين مصرِّين على الشكل التقليدي للأتريوم، مثل متحف يوتكا (1956ـ1960) للمعماري فيليب جونسون.
الشكل (14)
   الشكل (15)
وفي فترات لاحقة اعتمد بعض المعماريون على أسلوب التلميح والإشارات بالاستفادة من العمارة الكلاسيكية لبعض العناصر التشكيلية، مثل متحف التوسع في ألمانيا (1977 ـ 1984) لجيمس ستيرلينغ وميشيل ميلفورد، (الشكل 16). 
إلا إن معظم معماريي هذه الفترة سعوا في تشكيلاتهم الحجمية والفراغية إلى ما هو غير تقليدي مع الاحتفاظ أحياناً بعنصري الأتريوم والروتندا ولكن بأشكال بعيدة عن المعتاد، كالمتحف العالي للفن في جورجيا، (1980ـ 1983) للمعماري ريتشارد ماير، ومتحف التوسع الشرقي لمتحف الفن الوطني بواشنطن (1967ـ 1971) للمعماري ليو مينغ باي.
الشكل (16)
   الشكل (17)
وقد كان لبعض المعماريين رأي خاص في تصميم متحف الفن الحديث، فظهرت مجموعة من المتاحف البعيدة كل البعد عن الأشكال والأفكار التقليدية، مثل متحف غوغنهايم في مدينة بلباو، إسبانيا، للمعماري فرانك و. غيري Frank O. Gehry، وقد افتتح عام 1997، وعدّ من النماذج المتقدمة التي يعبر فيها المعماري عن وجهة نظره الخاصة في تصميمه للمتحف الحديث، (الشكل 17).

المتحف المصرى بالقاهره

يُعد المتحف المصرى من أقدم وأشهر متاحف الدنيا حيث أن به أكبر مجموعة من الآثار المصرية المختلفة. وللمتحف المصرى تاريخ طويل يبدأ منذ عام 1825م حين أصدر محمد على باشا مرسوماً بإنشاء متحف للآثار، فاختاروا له مكاناً مؤقتاً على ضفاف بركة الأزبكية (حديقة الأزبكية الآن)، وهى بين ميدانى الأوبرا والعتبة، ووضعوا وقتها فيه الآثار التى كانت تُكتشف هنا وهناك. ولكن حكام مصر فى هذه الفترة لم يشعروا بقيمة الآثار، وأخذوا يهدونها لكبار السائحين الأوروبيين. وانتهى الأمر بنقل ما بقى فى ذلك المتحف إلى حجرة مهجورة بالقلعة. واكتملت المأساة فى عام 1855، حينما زار الأرشيدوق النمساوى "مكسمليان" هذه القاعة وهو بالقاهرة فأعجب بها، فأهداها له الحاكم الخديوى عباس باشا بأكملها إليه، ونُقلت إلى "فيينا" عاصمة النمسا، ومازالت هناك حتى اليوم.
قسم الآثار المصرية القديمة بالمتحف البريطانى بلندن.
وبعد عدة محاولات وبحماس وجهود الرجل الفرنسى العظيم وعالم الآثار المصرية "ماريت" Auguste Mariette، انتهى الأمر إلى افتتاح المتحف الحالى بميدان التحرير والذى تم بناؤه لهذا الغرض، وتم الاحتفال بافتتاحه رسمياً فى 15 نوفمبر سنة 1902.
المتحف المصرى بالقاهرة.
وأمام المتحف بركة صناعية صغيرة بها ماء، ويستطيع الزائر أن يشاهد نباتى اللوتس والبردى. إن البردى هو النبات الطويل الأخضر الذى كان الفراعنة يصنعون منه الورق فى الماضى، أما اللوتس فهو النبات الذى كانت أوراقه منبسطة على سطح الماء فى الحواف، وتوجد بعض الزهرات بين الأوراق. وكلمة Paper بالإنجليزية (Papier بالفرنسية) مأخوذة من كلمة البردى Papyrus، لأن الفراعنة هم وحدهم الذين كانوا يصنعون الورق فى العالم القديم. وكانوا يرمزون بنبات البردى للوجه البحرى، لأنه كان موجوداً بكثرة هناك؛ أما الوجه القبلى فكانوا يرمزون له باللوتس.
وموقع المتحف الحالى فى قلب القاهرة وفى أكبر ميادينها .. ميدان التحرير .. ويوجد مشروع كبير لبناء متحف جديد قد يكون قد تم بالفعل بناؤه عند قراءتك لهذه السطور. والحق أن الآثار مكدسة بالمتحف المصرى بميدان التحرير، ومهما كثرت المتاحف فهى تعتبر ضيقة بالنسبة لآثارنا العظيمة والكثيرة التى تكتشف كل يوم!
ومواعيد زيارة المتحف المصرى حالياً من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً .. وفى يوم الجمعة يغلق المتحف أبوابه لمدة ساعتين من الثانية عشرة ظهراً وحتى الثانية بعد الظهر، وذلك لصلاة الجمعة. أما أسعار التذاكر فهى تتغير كل عدة سنوات وتختلف بالنسبة للمصريين والأجانب. وعلى أية حال تُكتب أسعار التذاكر دائماً عند البوابة الخارجية سواء للمصريين أو للأجانب.
لقطة أخرى لمبنى المتحف المصرى من الخارج.
أقسام المتحف
إن المتحف يتكون من طابقين .. الطابق الأرضى يحتوى على الآثار الثقيلة كالتوابيت والتماثيل الضخمة واللوحات الحجرية. وتم الترتيب حسب العصور التاريخية وهى:
قاعات الطابق الأرضى.
أما الطابق العلوى فيشمل الآثار الخفيفة الوزن كالآلات والجهاز الجنائزى، والتماثيل الصغيرة، وأوراق البردى والتوابيت الخشبية، والمعدنية الخفيفة، والحلى والجواهر، ثم منقولات من مقبرة "توت عنخ آمون".
قاعات الطابق العلوى حيث تعرض منقولات من مقبرة "توت عنخ آمون".

منظر عام من داخل المتحف المصرى بالقاهرة.
لوحة نارمر
"لوح نارمر".
يُعتبر "لوح نارمر" ("نعرمر") أو لوح الملك "مينا" من أهم الأشياء التى يجب على الزائر مشاهدتها فى المتحف المصرى بإمعان، وذلك فى القاعة 42. إنه لوح كبير من حجر الشست وهو الدليل الوحيد على اتحاد القطرين فى هذا العصر.
ويشاهد الناظر اسم الملك "مينا" منقوشاً فى أعلى اللوح من الجهتين ويوجد الملك على أحد الوجهين، وقد لبس التاج الأبيض الذى يشبه القمع الطويل وقد رفع دبوسه ليضرب به أسيراً.
أما الوجه الثانى فيوجد فيه الملك وهو يرتدى التاجين، سائراً مع أتباعه ليشرف على الأسرى المذبوحين، وقد سار حامل الأعلام أمام الملك. وأسفل هذا المنظر يوجد حيوانان خرافيان. وأسفلهما يوجد الملك على شكل ثور وهو يهدم قلعة.
آثار الدولة القديمة
عند دخول الزائر من الباب الرئيسى للمتحف واتجاهه إلى اليسار سيجد آثار الدولة القديمة. والدولة القديمة اسم يطلقه رجال الآثار الذين يحافظون على الآثار ويصنفونها على العصر الذى يبدأ من الأسرة الثالثة وينتهى بانتهاء الأسرة السادسة. ومن آثار هذا العصر العظيمة الأهرامات و"أبو الهول" والهرم المدرج.
وكانت مدينة "منف" عاصمة البلاد فى ذلك الوقت ("ميت رهينة" قرب البدرشين حالياً). ومن أهم ملوك المدينة نذكر "زوسر" من الأسرة الثالثة، و"سنفرو"، و"خوفو"، و"خفرع"، و"منكاورع" من الأسرة الرابعة.
وحينما يذهب الزائر إلى الخزانة رقم 2 سوف يجد تمثالاً للملك "خفرع" وهو جالس .. وهذا التمثال مصنوع من المرمر، وسيجد الناظر حوله أربعة رؤوس من الحجر الجيرى الملون لأربعة من الأقارب. والملك "خفرع" هو الذى بنى الهرم الثانى.
وإذا انتقل الزائر إلى الخزانة المجاورة (D) سوف يجد مجموعة جميلة من التماثيل الصغيرة تمثل خدماً يزاولون الأعمال .. هذه امرأة تطحن الحبوب، وبجوارها رجل آخر يقوم بعجن العجين اللازم لصناعة الجعة أو البيرة بلغة هذه الأيام. وفى الجانب الآخر رجل يشوى إوزة. وللأسف فإن رأسه غير موجود، وبجانبه رجل واقف وعلى كتفه كيس، ويحمل فى يده اليمنى نعلى سيدة .. وهذه التماثيل كانت قد وُجدت فى مقابر بعض الأمراء، لتقوم بخدمتهم فى العالم الآخر، كما كانت تقوم بخدمتهم فى الحياة الدنيا.
وسوف يجد الناظر عن يمين وشمال هذا البهو عدة توابيت من مختلف الأحجار، أهمها ولاشك هو التابوت رقم 44، وهو من الجرانيت الوردى للمدعو "خوفو عنخ" الذى كان مشرفاً على المبانى الملكية. والتابوت يمثل بيت المتوفى، ولذلك فإنه قد زود بما يمثل بيتاً، فيُشاهَد على جانبيه المستطيلين الباب والنوافذ وكأنه واجهة منزل.
وتوجد أيضاً الحجرة الجنائزية التى أخذت رقم 48، وهى من مقبرة دشرى بـ"سقارة". وهى مثال بديع من فن الأسرة السادسة. ويشاهد الزائر على جدرانها قوائم الأشياء التى قد يحتاج إليها المتوفى مثل الخبز والجعة واللحم والطير والملابس وغيرها.
ويجب على الزائر أيضاً أن يتوجه إلى القاعة رقم 42، وبها أيضاً آثار من الدولة القديمة. وكان أجدادنا فى الدولة القديمة أغنياء وأقوياء، وأصبح لديهم نضج فنى هائل. ولذلك سيشاهد الزائر مجموعة من التماثيل التى تتميز بجمال الفن وقوته، وسوف يجد تمثالاً رائعاً للملك "خفرع" (رقم 138)، وهو مصنوع بدقة من حجر الديوريت الصلب جداً، وخلف رأسه يوجد صقر نَشَر جناحيه ليحمى الملك .. وهذا الطائر رمز للمعبود "حورس"، وهو الجد الأعلى للملوك القدماء فى معتقدات الفراعنة .. وقد وضع الأحفاد فى الزمن الحاضر صورة هذا التمثال على ظهر الورقة المالية المصرية فئة العشر جنيهات!
تمثال الملك "خفرع" وخلف رأسه يوجد صقر نَشَر جناحيه ليحمى الملك (ظهر الورقة المالية المصرية فئة العشر جنيهات).
وينتقل الزائر إلى تمثال رائع صُنِع من خشب الجميز وقد وُجِد فى "سقارة". وعندما عثروا عليه نظر عمال الحفر بعضهم إلى بعض، وتذكروا شيخ البلد الحالى (وقت الحفر) فى بلدتهم "سقارة"، وصاحوا فى نفس واحد "شيخ البلد!" ومن يومها يُسمى هذا التمثال فى المتحف وعند رجال التاريخ بتمثال "شيخ البلد" (رقم 140).
تمثال الكاتب المصرى الذى يجلس القرفصاء.
وهناك تماثيل أخرى رائعة كالتمثال رقم 141، وهو يمثل نفس الرمز الذى أتخذه الأحفاد الآن لتمثيل هيئة الكتاب فى مصر. إنه تمثال الكاتب المصرى الذى يجلس القرفصاء، وهو مصنوع من الحجر الجيرى الملون، وهناك أيضاً تمثال لثنائى رائع مصنوع من الحجر الجيرى الملون أيضاً.
تمثال رائع للأمير "رع حوتب" مع زوجته الأميرة "نفرت" من الأسرة الرابعة.
إنه التمثال رقم 223 للأميرة "نفرت" وزوجها الأمير الملكى "رع حتب" الذى كان رئيساً لكهنة "هليوبوليس" (مدينة "أون" القديمة ومكانها المطرية وعين شمس حالياً). ويلاحظ عليه لون بشرته الحمراء أو السمراء كما كانوا يلونون الرجال. أما الأميرة فمثل النساء .. لون بشرتها أصفر .. وهما من عصر أوائل الأسرة الرابعة.
وهناك آثار أخرى من الدولة القديمة سيجدها الزائر لنفس المكان، وعليه أن يحرص ألا يفوته شىء منها.
تمثال لسيدة تصنع الجعة.
آثار الدولة الوسطى
تمثال مصنوع من الحجر الجيرى للملك "سنوسرت الأول" ("سيزوستريس").
وتوجد عشرة تماثيل ترجع إلى الدولة الوسطى تمثل الملك العظيم "سنوسرت الأول" وهو من الأسرة الثانية عشرة .. والتماثيل مصنوعة من الحجر الجيرى، وله ثلاثة تماثيل أخرى على الحائط تمثله على هيئة الإله "أوزوريس" .. وقد اُكتشفت هذه التماثيل بمنطقة "اللشت" وهى منطقة قريبة من هرم "ميدوم"، بين بنى سويف والفيوم. ومن الأجداد العظام بخلاف "سنوسرت"، هناك الملك "أمنمحات".
والدولة الوسطى تبدأ بعد سقوط الدولة القديمة، وكانت فترة سيئة فى تاريخ مصر، لكن بعد أن حكمت الأسرة الثانية عشرة حوالى سنة 2000 قبل الميلاد، ازدهرت الفنون والصناعات، وامتدت حدود مصر داخل السودان، وأجريت مشاريع عظيمة للرى فى إقليم الفيوم لكن للأسف عادت البلاد بعدها مرة أخرى إلى الخلافات التى بين الأمراء، فانتهز الهكسوس هذه الفرصة وقاموا بغزو مصر، وحكموها أكثر من مائتى عام. وظل هذا الكابوس من الأسرة الرابعة عشرة وحتى الأسرة السادسة عشرة.
ثم جاء عهد الأسرة السابعة عشرة التى حكمت فى "طيبة" وهى الأقصر حالياً. وقام الملك "سقنن رع" بمحاربة هؤلاء الأجانب ثم استأنف ابنه "كاموزه" الكفاح، لكن أخيه "أحمس" هو الذى نجح فى طردهم نهائياً شر طردة، وأصبح هو رأس الأسرة الثامنة عشرة التى ينتسب إليها أيضاً الملك "توت عنخ آمون".
آثار الدولة الحديثة
والأسرة الثامنة عشرة التى يبدأ بها عصر الدولة الحديثة هى من أعظم الأسر فى تاريخ الفراعنة، امتدت مساحة مصر أثناء حكمها بشكل كبير، وعم الرخاء فى كل مكان. وليس هناك فى العالم من لا يعرف "تحتمس" و"حتشبسوت" و"أمنحتب" و"أخناتون"، و"توت عنخ آمون".
ونجد فى المتحف المصرى الإلهة "حتحور" وكان الفراعنة يصورونها على شكل بقرة (تمثال رقم 446)، ويرى الناظر الملك "أمنحتب الثانى" وهو يرضع من ضرعها. ويجد الزائر حجرة لها قبو بجوار هذا التمثال على جدارها يوجد الملك العظيم "تحتمس الثالث" وهو يقدم القرابين للإله "آمون" الذى يجلس على عرشه.
أحد القطع المعروضة بالمتحف المصرى بالقاهرة والتى تظهر فيها الإلهة "حتحور". الملك "ميسيرينوس" ("منكاورع" - من ملوك الدولة القديمة) بين الإلهة "حتحور" وإلهة الإقليم.
ويوجد تمثالان صغيران (613 614) يجلسان أمام هذه الحجرة، يمثلان الملكة "حتشبسوت". وفى الردهة رقم 7 نجد تمثالين لها: التمثال الأول (6152) يمثلها على هيئة "أبو الهول"، أما الآخر (6153) فيمثلها راكعة، وقد ارتدت ملابس الرجال.
الملكة "حتشبسوت".
ويلاحظ الزائر أن اسم "حتشبسوت" قد تم محوه على هذه التماثيل. وحدث ذلك فى عهد خليفتها "تحتمس الثالث"، وهو ابن زوجها الملك "تحتمس الثانى" .. وقد اشترك فى الحكم تسع سنوات كانت "حتشبسوت" شبه وصية عليه، ثم انفردت هى بالحكم وأبعدته، وبعد وفاتها قام "تحتمس الثالث" بتدمير الكثير من منشآتها، ورغم أنه من أعظم الأجداد، ولكن ما فعله عادة سيئة أن يقوم أحد بتدمير منشآت السابقين، وتحريف تاريخهم.
وعلى ذكر هذا الملك العظيم الذى كانت له غزوات جبارة وصلت إلى نهر الفرات .. فنذكر أن له بالمتحف المصرى بميدان التحرير عدة تماثيل مختلفة أرقام 404، 428، 447، ولكن أروعها هو التمثال رقم 400 الذى يمثل الملك واقفاً، وهو مصنوع من حجر الشست.
أحد تماثيل الملك "أخناتون".
الملك "أخناتون" هو الأخ الأكبر للملك "توت عنخ آمون"، وكان اسمه (أى اسم "أخناتون") الأصلى هو "أمنحتب الرابع"، وحكم حوالى سبعة عشر عاماً، هجر خلالها مدينة العاصمة، وأسس مدينة جديدة بـ"تل العمارنة" فى المنيا حتى يتفرغ لعبادة إله الشمس وحده، وأمر بمحو صورة الإله "آمون" واسمه.
"إخناتون" يقدم القرابين على طاولة.
وتوجد بالمتحف المصرى تماثيل مسنودة على الحائط وهى تمثل الملك بشكل غير جميل، له ذقن متدلى، ورقبة نحيفة، وصدر هزيل، وبطن منتفخ (التماثيل أرقام 6015، 6016، 6181) ويوجد أيضاً تمثال صغير .. كما أن هناك تماثيل ورؤوس لبعض الأميرات من بناته تظهر على وجوههن حلاوة الطفولة وروعة الفن (التماثيل 474، 476، 477، 479، 480، 481).
تمثال للملك "تحتمس الرابع" (الأسرة الـ18) وأمه. و"تحتمس الرابع" هو ابن "أمنحتب الثانى" وحفيد "تحتمس الثالث".
وهناك من آثار الأسرة التاسعة عشرة تماثيل للملك "سيتى الأول" المؤسس الحقيقى للأسرة. والتمثال رقم 724 مصنوع من المرمر، وهناك تمثال لابنه "رمسيس الثانى" الملك المشهور بكثرة تماثيله ومعابده، وكذلك مجموعة تمثل الإلهين "حورس" و"ست" وهما يتوجان "رمسيس الثالث"، ومجموعة أخرى عبارة عن محراب من الحجر الرملى صنعها "رمسيس الثانى" وهى مكونة من مسلتين ومذبح وأربعة قرود تعبد الشمس. كما توجد تماثيل لحيوانات مقدسة. وقد حدثت أمور كثيرة وأحداث متنوعة ابتداء من الأسرة العشرين. كان أقوى الأجداد فى هذه الأسرة هو "رمسيس الثالث" الذى قاد عدة غزوات ضد الليبيين، وسكان جزر البحر الأبيض المتوسط.
كنوز الملك توت عنخ آمون
قناع "توت عنخ آمون" الذهبى.
تولى الملك "توت عنخ آمون" الحكم بعد أخويه "أخناتون" و"سمنخ كارع" وذلك فى سنة 1347 قبل الميلاد. وكانت البلاد وقتها فى فوضى وصراع بعد أن قام "أخناتون" بثورته الدينية المعروفة وعليه فقد أصبح "توت عنخ آمون" ملكاً وعمره تسع سنوات، وتوفى وعمره ثمانية عشر عاماً.
واُكتشفت مقبرته بـ"وادى الملوك" بالأقصر سنة 1922، وكانت كل آثار الملك "توت عنخ آمون" المعروضة حالياً بالمتحف المصرى موجودة وقتها بمقبرته بالأقصر، ثم نُقلت إلى الطابق العلوى للمتحف المصرى بالقاهرة.
من كنوز "توت عنخ آمون" بالمتحف المصرى بالقاهرة.
وفيما يلى وصف لمتعلقات "توت عنخ آمون" التى وُجِدَت كلها فى مقبرته بـ"وادى الملوك" بالأقصر وقد نُقلت إلى المتحف المصرى بميدان التحرير بالقاهرة:
ففى القاعة رقم 4 وضعوا جميع الحلى ومعظم التمائم، وعقود الصدر، وخواتم، وكلها صُنعت من الذهب والأحجار الكريمة. أما الخزانتان 41، 42 فيوجد فيهما أقراط (جمع قُرط وهو ما يوضع فى الأذن للزينة) محلاة بالجواهر الثمينة، وأدوات الكتابة وصناديق المرايا وغيرها. كذلك يوجد أربعة توابيت صغيرة من الذهب الخالص المطعم بالأحجار الكريمة. كما يوجد التابوت الداخلى حيث تم وضع المومياء الخاصة بـ"توت عنخ آمون". لقد صُنع هذا التابوت من الذهب ووزنه 100 كجم ويمثل توت عنخ آمون فى هيئة "أوزوريس"، ووضع هذا التابوت داخل التابوت الخشبى الموجود، والذى غُطى بقشرة من الذهب، وعليه زخارف مطعمة بعجينة الزجاج مختلفة الألوان. وكان هذا التابوت داخل تابوتين آخرين مازالا فى مقبرة "توت عنخ آمون" بالأقصر. وقد وُضِعت هذه التوابيت فى أربع مقاصير كبيرة من الخشب، وكُسيت بصفائح الذهب، ووُجِد بعضها داخل بعضها.
أما القناع الذهبى الخاص بالملك "توت عنخ آمون" والذى وُجِد أيضاً فى مقبرته بالأقصر ونُقِل إلى المتحف المصرى، فهو صورة بديعة ومتقنة للملك، وهو من الذهب الخالص المطعم بعجينة الزجاج. كما توجد أيضاً عربات حربية، منها المصنوع من خشب مغطى بجص (جبس) مُذَهَّب ومزين برسوم بارزة.
"توت عنخ آمون" وزوجته.
ومن متعلقات مقبرة "توت عنخ آمون" المعروضة بالمتحف المصرى نذكر أيضاً: تماثيل المحبين، ورقاع اللعب .. حيث كان للفراعنة فى ذلك العصر لعبة تشبه الشطرنج الذى نلعبه هذه الأيام، ويعتقد البعض أن الشطرنج الحالى ما هو إلا تطوير للعبة التى عرفها الفراعنة .. كما توجد أيضاً تماثيل مذهبة، وصناديق مغطاة بصفائح الذهب، وكراسى، منها كرسى العرش المكسو بالذهب، ومواطئ الأقدام، والعصى، والمراوح، والأبواق الحربية، والأوانى المرمرية، والسفن والسرر الخاصة بالنوم.
تابوت كنوز "توت عنخ آمون".
آثار العصر المتأخر والعصور التالية
فى أواخر عهد الأسرة الـ20 أخذ رؤساء الكهنة يسيطرون على الملوك حتى استولى الكاهن "حريحور" على العرش وقام بتأسيس الأسرة الحادية والعشرين. وأما الأسرة الثانية والعشرون فكانت علاقتهم بليبيا غريبة. ومنهم الملك "ششنق" الذى غزا فلسطين. وللأسف فإن الآثار الموجودة حتى الأسرة 24 قليلة جداً، وبعدها يمكن رؤيته فى الردهة 29 بالمتحف المصرى بميدان التحرير.
أما العصر المتأخر من الأسرة 25 وحتى الأسرة 30 فكان خليطاً من ملوك أثيوبيين وآشوريين. ولكن الأسرة 26 حافظت على استقلال مصر ورخائها. وكانت العاصمة هى "صالحجر" بمحافظة الغربية، ولذلك سُميت هذه الفترة بـ"العصر الصاوى". وعاد الظلام مرة أخرى فى عهد الأسرة 27، لأن الفرس احتلوا مصر حتى طردهم المصريون بعد ذلك. ونذكر بعد ذلك الأسرة 30 التى كانت عاصمة مُلكها فى سمنود بمحافظة الدقهلية. وقام الملكان "نختنبو الأول" و"نختنبو الثانى" بتشييد معابد كثيرة.
وينتهى تاريخ هذه الفترة بفتح "الإسكندر الأكبر" لمصر سنة 332 قبل الميلاد .. وعموماً سيجد الزائر فى القاعة 24 بالمتحف المصرى بميدان التحرير آثاراً للعصر المتأخر.
آثار العصر الإغريقى الرومانى
ويجب ألا ينسى الزائر زيارة القاعة التى تحتوى على آثار العصر الإغريقى الرومانى بمصر. وهذا العصر يبدأ منذ فتح "الإسكندر الأكبر" لمصر حيث قام أحد القادة فى جيشه واسمه "بطليموس الأول" بتأسيس دولة البطالمة فى مصر بعد وفاة "الإسكندر الأكبر". وبدأ البطالمة أقوياء ثم انغمس خلفاؤهم فى الملذات واللهو، فأصبحت دولتهم ضعيفة .. تتدخل دولة روما فى كل شىء فيها. وانتهت هذه الفترة بحرب بين "كليوباترا" آخر ملوك البطالمة ومعها زوجها وحبيبها القائد العاشق الرومانى "انطونيوس" ضد روما وعلى رأسها القائد الرومانى "أوكتافيوس" الذى سمى نفسه بعد ذلك "أوغسطس".
وانتهت الحرب لصالح "أوغسطس". وأصبحت مصر تابعة لدولة الرومان .. والقاعة رقم 34 بها بعض التماثيل لهذه الفترة. لكن أهم شىء هنا هو نموذج الجبس لـ"حجر رشيد" الذى كُتِب بثلاث لغات هى الهيروغليفية واليونانية والديموطيقية، وذلك لقرار واحد. وعن طريق "حجر رشيد" تمكن العالم الفرنسى "شامبليون" من حل رموز اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية)، فأتاح لنا ذلك التعرف على بعض أسرار الفراعنة العظام.
"حجر رشيد" وقد كُتب عليه نفس الموضوع بثلاث لغات مختلفة، والأصل معروض حالياً بالمتحف البريطانى بلندن.
وفى الردهة 49 آثار أخرى من العصر اليونانى الرومانى، وهناك تماثيل أيضاً، كما أن هناك آثاراً من العهد النوبى الذى يعاصر أواخر العصر الرومانى، وذلك فى القاعة رقم 44، حيث استقلت بعض الجهات فى بلاد النوبة، خصوصاً فى "مروى" جنوب أسوان. وقد تأثر فنهم بالفن الرومانى. وأهم شىء هنا نموذجان لجوادين مطهمين بسروج رائعة، ولجم من الفضة، وعدد مزركشة كانت توضع على الخيول القديمة التى كانت تقتل وتدفن مع صاحبها فى قبره، وغير ذلك من التيجان وبعض الحلى والأسلحة. وتوجد أيضاً بعض القاعات التى بها بعض الآثار الخفيفة الوزن. فمثلاً يوجد فى القاعة رقم 44 نماذج قديمة تمثل الصناعات والأدوات المنزلية فى العهود القديمة.
تمثال لـ"أمنوفيس (أمنحتب) الثالث" وزوجته "تى" Tiy - من آثار الدولة الحديثة.
وهذا موجز لما فى القاعات:
القاعة رقم 12: تحوى أثاثاً جنائزياً من مقابر ملوك الدولة الحديثة بالأقصر.
القاعة رقم 14: بها بعض التوابيت والصور الرومانية.
القاعة 17: تحوى الآثار المكتشفة فى مقبرتى المدعو "ماحريز" والمدعو "سنوتم".
القاعة رقم 19: بها مجموعة كاملة لمختلف الآلهة المصرية القديمة، ومعظمها من البرونز.
القاعة 22: بها أثاث جنائزى وُجِد فى مقابر العصر المتأخر.
القاعة رقم 24: بها مجموعة من الأحجار المكتوبة التى تُسمى "الأوستراكا".
القاعة 27: بها أثاث جنائزى وُجِد فى مقابر الدولة الوسطى .. وبها بعض روائع القطع التى وجدت بمقبرة "ماكت رع" بـ"الدير البحرى". ومن أهمها تمثال الخادمة حاملة القرابين، ونماذج ورشة النسيج، وورشة النجارة، ومراكب الصيد، واستعراض الماشية.
القاعة رقم 29: بها مجموعة من المخطوطات.
القاعة 32: بها أثاث جنائزى من الدولة القديمة.
القاعة رقم 34: بها بعض آثار مجموعات من أدوات الزينة والصناعات المختلفة.
القاعة رقم 37: تحوى هذه القاعة بعض التوابيت الخشبية من الدولة الوسطى. كما نجد بها نموذجاً لفرقتين من الجيش. ووجد هذا النموذج فى مقبرة الأمير "مسحتى"، أحد أمراء أسيوط. وتتألف كل فرقة من أربعين جندياً. والجنود المصريون مسلحون بحراب وتروس، أما الجنود السودانيون فمسلحون بأقواس وسهام.
القاعة 39: بها بعض آثار العصر اليونانى الخفيفة.
القاعة 42: بها آثار من العصر العتيق (الأسرة الأولى والثانية).
بردية جنائزية بها إلهة السماء "نوت" .. ويلاحظ الجسم الممتلئ بالنجوم.

بردية أخرى بها نصوص من كتاب الموتى - الأسرة 18.

المتحف المصرى بالقاهرة - تمثال القزم "سينيب" وعائلته.