Search - للبحث فى مقالات الموقع

Saturday, January 8, 2011

رحم الله الرئيس السادات


محمد أنور محمد السادات (25 ديسمبر 1918 - 6 أكتوبر 1981)، ثالث رئيس لجمهورية مصرالعربية في الفترة من 28 سبتمبر 1970 وحتى 6 أكتوبر 1981.


اشتهر الرئيس المصري الراحل انور السادات ببدلته الانيقة ذات اللون الداكن ورباطه الانيق، وكان قريبًا الى زي عبد الناصر في بدلته ونظارته السوداء، لكنه اشتهر بشرب الغليون. كما كان السادات حساسًا جدًا اتجاه الامور التي تتعلق باناقته.
وارتدى السادات بدلة عسكرية صممت فى بيت أزياء لندن أو ألمانيا خصيصًا له، كما كان يرتدي القميص الواقي للرصاص في بعض الاحيان.
واعتبرت مجلة "شتيرن" السادات واحدا من عشرة زعماء يتسمون بالأناقة في العالم.
وكان السادات يفضل الوقوف أمام عدسات التصوير بأناقته الكاملة وهو يدخن البايب وفي يده عصاه الشهيرة.
واستعان السادات بعدد من الخبراء الاميركيين لتحسين صورته ذلك انه جاء الى الحكم بعد عبدالناصر، الذي كانت له كاريزما خاصة لدى الجمهور.
ونصح الخبراء السادات بأن تظهر زوجته الى جواره وأن تحمل لقب السيدة الأولى، وأن يرتدي البدل الأنيقة، وأن يظهر في بعض الصور ومعه الكلب الخاص، ليبدو في مظهر المحب للحيوانات وأن يرتدي الازياء العسكرية في زياراته لأسلحة الجيش وإلتزم بذلك.
لكن السادات ارتدى ايضًا الجلابيب والعباءات وجلس على الأرض مع الفلاحين في قريته ميت أبوالكوم،
وكان السادات يرتدي وشاح القضاء الى جوار الزي العسكري ويحمل العصا الفرعونية، بل اصدر قرارًا جمهوريًا بأن يرتدي الرئيس وشاح القضاء•• وكان يرتدي ايضًا الجلاييب والعباءات فضلاً عن احدث الموضات في البدل والأحذية.







نشأته

كان أنور السادات طفلا غير عادى بتخيله البعيد الذي يميزه عن أقرانه ، وكانت والدته سودانية تدعى ست البرين تزوجها والده حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان ، لكنه عاش وترعرع في قرية ميت أبو الكوم ، أشار السادات إلى أن القرية لم تضع غشاوة على عقله ، لكن كانت جدته ووالدته هما اللتان فتنتاه وسيطرتا عليه ، وهما السبب الرئيسي في تكوين شخصيته . فقد كان السادات يفخر بأن يكون بصحبة جدته الموقرة ، تلك الجدة التي كان الرجال يقفون لتحيتها حينما تكون مارة رغم أميتها ، إلا إنها كانت تملك حكمة غير عادية ، حتى أن الأسر التي كانت لديها مشاكل كانت تذهب إليها لتأخذ بنصيحتها علاوة على مهارتها في تقديم الوصفات الدوائية للمرضى .


وذكر السادات أن جدته ووالدته كانت تحكيان له قصصا غير عادية قبل النوم ، لم تكن قصصا تقليدية عن مآثر الحروب القديمة والمغامرات ، بل كانت عن الأبطال المعاصرين ونضالهم من أجل الاستقلال الوطني ، مثل قصة دس السم لمصطفى كامل بواسطة البريطانيين الذين أرادوا وضع نهاية للصراع ضد احتلالهم لمصر ، أنور الصغير لم يكن يعرف من هو مصطفى كامل ، لكنه تعلم من خلال التكرار أن البريطانيين أشرار ويسمون الناس ، ولكن كانت هناك قصة شعبية أثرت فيه بعمق وهى قصة زهران الذي لقب ببطل دنشواى التي تبعد عن ميت أبو الكوم بثلاث أميال ، وتتلخص أحداثها في أن الجنود البريطانيين كانوا يصطادون الحمام في دنشواى ، وأشعلت رصاصة طائشة الحريق في أحد أجران القمح ، فاجتمع الفلاحون ليطفئوا الحريق ، لكن أحد الجنود البريطانيين أطلق عليهم النار وهرب ، وفى معركة تالية قتل الجندي ، وحينئذ تم القبض على العديد من الناس وشكل مجلس عسكري بالساحة ، وعلى وجه السرعة نصبت المشانق ، كما تم جلد بعض الفلاحين وكان زهران هو أول من شنق ، وكان من فرط شجاعته مشى إلى المشنقة برأس مرفوعة بعد أن قرر قتل أحد المعتدين في طريقه .


وانتهت جنة القرية بالنسبة للسادات مع رجوع والده من السودان ، حيث فقد وظيفته هناك على أثر اغتيال سيرلى ستاك ، وما ترتب على ذلك من سحب القوات المصرية من المنطقة . بعد ذلك انتقلت الأسرة المكونة من الأب وزوجاته الثلاث وأطفالهن إلى منزل صغير بكوبري القبة بالقاهرة وكان عمره وقتها كان حوالي ست سنوات ، ولم تكن حياته في هذا المنزل الصغير مريحة حيث أن دخل الأب كان صغير للغاية ، وظل السادات يعانى من الفقر والحياة الصعبة إلى أن استطاع إنهاء دراسته الثانوية عام 1936 ، وفى نفس السنة كان النحاس باشا قد أبرم مع بريطانيا معاهدة 1936 ، وبمقتضى هذه المعاهدة سمح للجيش المصري بالاتساع ، وهكذا أصبح في الإمكان أن يلتحق بالكلية الحربية حيث كان الالتحاق بها قاصرا على أبناء الطبقة العليا ، وبالفعل تم التحاقه بالأكاديمية العسكرية في سنة 1937 ، وهذه الأحداث هي التي دفعت السادات إلى السياسة .
حياته

[] حياته الأولى


الرئيس السادات في صورة التخرج من الكلية الحربية 1938


ولد بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية سنة 1918، وتلقى تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية. وفي عام 1935 التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج من الكلية الحربية بعام 1938 ضابطاً برتبة ملازم ثان وتم تعيينه في مدينة منقباد جنوب مصر. وقد تأثر في مطلع حياته بعدد من الشخصيات السياسية والشعبية في مصر والعالم.
[] زواجه الأول

كان زواجا تقليديا حيث تقدم للسيدة إقبال عفيفى التى تنتمي إلى أصول تركية ، وكانت تربطها قرابة بينها وبين الخديوي عباس ، كما كانت أسرتها تمتلك بعض الأراضي بقرية ميت أبو الكوم ، وهذا ما جعل عائلة إقبال تعارض زواج أنور السادات لها ، لكنه بعد أن أتم السادات دراسته بالأكاديمية العسكرية تغير الحال وتم الزواج واستمر لمدة عشر سنوات ، وأنجب خلالها ثلاثة بنات هم رقية ، وراوية ، كاميليا.
[] زواجه الثاني

تزوج للمرة الأولى بعام 1940 من السيدة إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات هن رقية، راوية وكاميليا، لكنه إنفصل عنها بعام 1949. وتزوج بعدها من جيهان رؤوف صفوت التي أنجب منها 3 بنات وولداً هم لبنى ونهى وجيهان وجمال.
[] بداية حياته السياسية

شغل الاحتلال البريطاني لمصر بال السادات ، كما شعر بالنفور من أن مصر محكومة بواسطة عائلة ملكية ليست مصرية ، كذلك كان يشعر بالخزى والعار من أن الساسة المصريين يساعدون في ترسيخ شرعية الاحتلال البريطاني ، فتمنى أن يبنى تنظيمات ثورية بالجيش تقوم بطرد الاحتلال البريطاني من مصر ، فقام بعقد اجتماعات مع الضباط في حجرته الخاصة بوحدته العسكرية بمنقباد وذلك عام 1938، وكان تركيزه في أحاديثه على البعثة العسكرية البريطانية ومالها من سلطات مطلقة وأيضا على كبار ضباط الجيش من المصريين وانسياقهم الأعمى إلى ما يأمر به الإنجليز ، كما شهدت هذه الحجرة أول لقاء بين السادات وكل من جمال عبد الناصر ، وخالد محي الدين ، ورغم إعجاب السادات بغاندي إلا أنه لم يكن مثله الأعلى بل كان المحارب السياسي التركي مصطفى كمال أتاتورك ، حيث شعر السادات بأن القوة وحدها هي التي يمكن من خلالها إخراج البريطانيين من مصر وتغيير النظام الفاسد والتعامل مع الساسة الفاسدة ، كما فعل أتاتورك في اقتلاع الحكام السابقين لتركيا .
ولكن كيف يتحقق ذلك وهو في وحدته بمنقباد ، وفى أوائل 1939 اختارته القيادة للحصول على فرقة إشارة بمدرسة الإشارة بالمعادى هو ومجموعة أخرى كان منهم جمال عبد الناصر ، لم يكن عنده أمل في العمل بسلاح الإشارة الذي انشىء حديثا في الجيش حيث كان من أهم أسلحة الجيش في ذلك الوقت ، ولابد لوجود واسطة كبيرة لدخوله ، وفى نهاية الفرقة كان عليه إلقاء كلمة نيابة عن زملائه قام هو بإعدادها ، وكانت كلمة هادفة ذات معنى علاوة على بلاغته وقدرته في إلقاءها دون الاستعانة كثيرا للورق المكتوب ، وذلك ما لفت نظر الأمير الاى إسكندر فهمي أبو السعد ، وبعدها مباشرا تم نقله للعمل بسلاح الإشارة ، وكانت تلك النقلة هي الفرصة التي كان السادات ينتظرها لتتسع دائرة نشاطه من خلال سهولة اتصاله بكل أسلحة الجيش ، كانت الاتصالات في أول الأمر قاصرة على زملاء السلاح والسن المقربين ، ولكن سرعان ما اتسعت دائرة الاتصالات بعد انتصارات "الألمان" هتلر عام 39 ، 40 ، 41 وهزائم الإنجليز.
في هذه الأثناء تم نقل السادات كضابط إشارة إلى مرسى مطروح ، كان الإنجليز في تلك الأثناء يريدون من الجيش المصري أن يساندهم في معركتهم مع الألمان ، ولكن الشعب المصري ثار لذلك مما أضطر على ماهر رئيس الوزراء في ذلك الوقت إلى إعلان تجنيب مصر ويلات الحرب كما أقر ذلك البرلمان بالإجماع وبناء على ذلك صدرت الأوامر بنزول الضباط المصريين من مرسى مطروح وبذلك سوف يتولى الإنجليز وحدهم الدفاع ، وذلك ما أغضب الإنجليز فطلبوا من كل الضباط المصريين تسليم أسلحتهم قبل انسحابهم من مواقعهم ، وثارت ثورة الضباط وكان إجماعهم على عدم التخلى عن سلاحهم إطلاقا حتى لو أدى ذلك للقتال مع الإنجليز لأن مثل هذا الفعل يعتبر إهانة عسكرية ، وذلك ما جعل الجيش الإنجليزي يستجيب للضباط المصريين .
وفى صيف 1941 قام السادات بمحاولته الأولى للثورة في مصر ، وبدت السذاجة لخطة الثورة فقد كانت معلنة ، حيث كانت تقضى بأن كل القوات المنسحبة من مرسى مطروح سوف تتقابل بفندق مينا هاوس بالقرب من الأهرامات ، وفعلا وصلت مجموعة السادات الخاصة إلى الفندق وانتظرت الآخرين للحاق بهم ، حيث كان مقررا أن يمشى الجميع إلى القاهرة لاخراج البريطانيين ومعاونيهم من المصريين ، وبعد أن انتظرت مجموعة السادات دون جدوى ، رأى السادات أن عملية التجميع فاشلة ولم تنجح الثورة .
[] تجربه السجن

كانت أيام حرية السادات معدودة ، حيث ضيق الإنجليز قبضتهم على مصر ، وبالتالي على كل مناضل مصري يكافح من أجل حرية بلاده مثل أنور السادات ، فتم طرد السادات من الجيش واعتقاله وإيداعه سجن الأجانب عدة مرات ، حيث قام بالاستلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان " ضد الإنجليز" وذلك لاستغلال ذلك الجهاز لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر ، وفى السجن حاول السادات أن يبحث عن معاني حياته بصورة أعمق وبعد أن مضى عامين (1942 : 1944) في السجن قام بالهرب منه حتى سبتمبر 1945 حين الغيت الأحكام العرفية ، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقا للقانون ، وفى فترة هروبه هذه قام بتغيير ملامحه وأطلق على نفسه اسم الحاج محمد ، وعمل تباعا على عربة تابعة لصديقه الحميم حسن عزت ، ومع نهاية الحرب وانتهاء العمل بقانون الأحوال العسكرية عام 1945 عاد السادات إلى طريقة حياته الطبيعية ، حيث عاد إلى منزله وأسرته بعد أن قضى ثلاث سنوات بلا مأوى .
عقد السادات ومعاونيه العزم على قتل أمين عثمان باشا ، وزير المالية في مجلس وزراء النحاس باشا لأنه كان صديقا لبريطانيا وكان من اشد المطالبين ببقاء القوات الانجليزيه فى مصر وكان له قول مشهور يشرح فيه العلاقه بين مصر وبريطانيا ويصف العلاقه بانها زواج كاثوليكى بين مصر وبريطانيا لا طلاق فيه, وتمت العملية بنجاح في السادس من يناير عام 1946 على يد حسين توفيق ، وتم الزج بأنور السادات إلى سجن الأجانب دون اتهام رسمي له، وفى الزنزانة 54 تعلم السادات الصبر والقدرة على الخداع ، حيث كانت تتصف هذه الزنزانة بأنها قذرة لا تحتوى على شئ إلا بطانية غير آدمية ، وتعتبر تجارب السادات بالسجون هذه أكبر دافع لاتجاهه إلى تدمير كل هذه السجون بعدما تولى الحكم وذلك عام 1975 وقال حين ذاك: "إن أي سجن من هذا القبيل يجب أن يدمر ويستبدل بآخر يكون مناسبا لأدمية الإنسان".
كما أدى حبس السادات في الزنزانة 54 بسجن القاهرة المركزي إلى التفكير في حياته الشخصية ومعتقداته السياسية والدينية ، كما بنى السادات في سجنه علاقة روحانية مع ربه ، لانه رأى أن الاتجاه إلى الله أفضل شئ لأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله أبدا . وأثناء وجوده بالسجن قامت حرب فلسطين في منتصف عام 1948، التي أثرت كثيرا في نفسه حيث شعر بالعجز التام وهو بين أربعة جدران حين علم بالنصر المؤكد للعرب لولا عقد الهدنة الذي عقده الملك عبد الله ملك الأردن وقت ذلك ، والذي أنقذ به رقبة إسرائيل وذلك بالاتفاق مع الإنجليز ، وفى أغسطس 1948 تم الحكم ببراءة السادات من مقتل أمين عثمان وتم الإفراج عنه ، بعد ذلك أقام السادات في بنسيون بحلوان لكي يتمكن من علاج معدته من آثار السجن بمياه حلوان المعدنية.
في عام 1941 دخل السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية وذلك إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب منه مساعدته للهروب إلى العراق، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بالمصري لميوله المحورية غير أنه لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام 1942. وقد خرج من سجن الأجانب في وقت كانت فيه عمليات الحرب العالمية الثانية على أشدها، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثف اتصالاته ببعض الضباط الألمان الذين نزلوا مصر خفية فاكتشف الإنجليز هذه الصلة مع الألمان فدخل المعتقل سجيناً للمرة الثانية عام 1943. لكنه استطاع الهرب من المعتقل، ورافقه في رحلة الهروب صديقه حسن عزت. وعمل أثناء فترة هروبه من السجن عتالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو الحاج محمد. وفى آواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة أبو كبير بالشرقية ليعمل فاعلاً في مشروع ترعة ري. وفي عام 1945 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية سقطت الأحكام العرفية، وبسقوط الاحكام العرفية عاد إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة والحرمان.
وكان قد إلتقى في تلك الفترة بالجمعية السرية التي قررت اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية - البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنجليز. وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد مرة أخرى وأخيرة إلى السجن. وقد واجه في سجن قرميدان أصعب محن السجن بحبسه إنفرادياً، غير إنه هرب المتهم الأول في قضية حسين توفيق. وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه.
[] بعد السجن

بعد خروجه من السجن عمل مراجعاً صحفياً بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948. وعمل بعدها بالأعمال الحرة مع صديقة حسن عزت. وفي عام 1950 عاد إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.
وفي عام 1951 تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش والذي عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها. وتطورت الأحداث في مصر بسرعة فائقة بين عامي 1951 - 1952، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها إندلع حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة.
وفي ربيع عام 1952 أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة، وفي 21 يوليو أرسل جمال عبد الناصر إليه في مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلى القاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك والإنجليز. وقامت الثورة، وأذاع بصوته بيان الثورة. وقد أسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق.
[] بعد الثورة

في عام 1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة. وفي عام 1954 ومع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك في سبتمبر 1954.
وانتخب عضواً بمجلس الأمة عن دائرة تلاولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957. وكان قد انتخب في عام 1960 أنتخب رئيساً لمجلس الأمة وكان ذلك بالفترة من 21 يوليو 1960 ولغاية 27 سبتمبر 1961، كما أنتخب رئيساً لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968.
كما أنه في عام 1961 عين رئيساً لمجلس التضامن الأفرو - آسيوي.
في عام 1969 اختاره جمال عبد الناصر نائباً له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970.
[] رئاسة الجمهورية


الرئيس السادات

بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكونه كان نائباً للرئيس أصبح رئيساً للجمهورية. وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العام أصدر دستوراً جديداً لمصر.
وقام في عام 1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 17000 خبير روسي في أسبوع واحد في خطأ استراتيجي كلف مصر الكثير إذ كان السوفييت محور دعم كبير للجيش المصري وكان الطيارين السوفييت يدافعون عن سماء مصر التي كان الطيران الإسرائيلي يمرح فيها كيفما شاء ومكن هولاء الخبراء مصر من بناء منظومة الدفاع الجوي الصاروخي لكن السادات حاول التقرب لأمريكا فأقدم على خطوة كهذه [بحاجة لمصدر]. بينما يؤمن الكثيرون بأن اقدام السادات على هذا التخلي كان من خطوات حرب أكتوبر، حيث اراد السادات عدم نسب الانتصار إلى السوفيت.
وكذلك من اهم الاسباب التي جعلته يقدم على هذه الخطوه هو ان الاتحاد السوفياتي اراد تزويد مصر بالاسلحه بشرط عدم استعمالها الا بامر منه .حيث اجابهم السادات بكلمة: (أسف ) فلا اقبل فرض قرار على مصر الا بقراري وقرار الشعب المصري . وقد أقدم على إتخاذ قرار مصيري له لمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل.
وقد قرر في عام 1974 على رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بإنفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادي.
ومن أهم الأعمال التي قام بها كان قيامه بإعادة الحياة الديمقراطية التي بشرت بها ثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها، حيث كان قراره الذي اتخذه بعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذي أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالى من بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي وغيرها من الأحزاب.
[] معاهدة السلام


كامب ديفيد

 بتاريخ 19 نوفمبر 1977 اتخذالرئيس قراره الذي سبب ضجة بالعالم بزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصرو إسرائيل. وقد قام في عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. وقد وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن. والاتفاقية هي عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادئ للسلام العربي الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائلية عام 1979 والتي عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلى مصر.
وقد حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
[] علاقته بالعرب


السادات مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغن عام 1981


لم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارته لإسرائيل، وعملت الدول العربية على مقاطعة مصر وتعليق عضويتها في الجامعة العربية، وتقرر نقل المقر الدائم للجامعة العربية من القاهرة إلى تونس العاصمة، وكان ذلك في القمة العربية التي تم عقدها في بغداد بناء على دعوة من الرئيس العراقي أحمد حسن البكر في 2 نوفمبر 1978، والتي تمخض عنها مناشدة الرئيس المصري للعدول عن قراره بالصلح المنفرد مع إسرائيل مما سيلحق الضرر بالتضامن العربي ويؤدي إلى تقوية وهيمنة إسرائيل وتغلغلها في الحياة العربية وانفرادها بالشعب الفلسطيني، كما دعى العرب إلى دعم الشعب المصري بتخصيص ميزانية قدرها 11 مليار دولار لحل مشاكله الاقتصادية، إلا أنه رفضها مفضلاً الاستمرار بمسيرته السلمية المنفردة مع إسرائيل.
وقد أقدمت الدول العربية على قطع علاقتها مع مصر، باستثناء سلطنة عمُان والسودان. وقد اعتبر كثير من الباحثين أن هذا القرار كان متسرعاً وغير مدروس، وكان في جوهره يعبر عن التطلعات المستقبلية للرجل الثاني في العراق آن ذاك صدام حسين. لكن سرعان ما عادت الجامعة العربية لجمهورية مصر العربية عام 1989.
[] أواخر أيامه

بحلول خريف عام 1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلاً وذلك على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الاقتصادية.
[] اغتياله


السادات قبل إغتيالة بحادثه المنصة


وفي 6 أكتوبر من العام نفسه (بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال)، تم اغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بقيادة عملية الاغتيال خالد الإسلامبولي التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل ولم يرق لها حملة القمع المنظمة التي قامت بها الحكومة في شهر سبتمبر.
خلفه في الرئاسة نائب الرئيس محمد حسني مبارك.
[] الأزمة مع إيران

بعد وقوع الثورة الإيرانية استضاف الرئيس شاه إيران محمد رضا بهلوي في القاهرة، مما سبب أزمة سياسية حادة بينه وبين إيران، وتعددت وسائل التعبير عنها من كلا الطرفين بحرب إعلامية وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي مطلع عام 2004 وفي عهد الرئيس محمد خاتمي طلبت إيران عودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر واشترطت مصر تغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم "خالد الإسلامبولي".
في عام 2008 تم في إيران عرض فيلم وثائقي من إنتاج إيراني بعنوان "إعدام الفرعون". ويصف الفيلم السادات "بالخائن"، ويمجد قاتليه، مما زاد في توتر العلاقات بين البلدين، ما أدى لاستدعاء القاهرة المبعوث الإيراني لديها محذرة طهران من مزيد من التدهور في علاقات البلدين.
وبعد ذلك اعلنت الحكومه الايرانيه رسميا وقف عرض الفيلم وسحبه من الاسواق كما اعلنت ان الفيلم تم إنتاجه بواسطه إحدى القنوات الفضائيه العربيه
[] ميراثه السياسي


أنور السادات يتصافح مع بيجِن بعد الاتفاقية


يرى مؤيدو سياسته أنه الرئيس العربي الأكثر جرأة وواقعية في التعامل مع قضايا المنطقة وأنه انتشل مصر من براثن الدولة البوليسية ومراكز القوى ودفع بالاقتصاد المصري نحو التنمية والازدهار.
وعلى النقيض من ذلك يرى آخرون أنه قوض المشروع القومي العربي وحيد الدور الإقليمي المصري في المنطقة وقضى على مشروع النهضة الصناعية والاقتصادية ودمر قيم المجتمع المصري وأطلق العنان للتيارات الإسلامية.
[] حياته العائلية

تزوج للمرة الأولى بعام 1940 من السيدة إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات هن رقية، راوية وكاميليا، لكنه إنفصل عنها بعام 1949. وتزوج بعدها من جيهان رؤوف صفوت التي أنجب منها 3 بنات وولداً هم لبنى ونهى وجيهان وجمال.
له 13 أخاً وأخت، وكان والده متزوج ثلاث سيدات، ومن أشقائه عصمت والد السياسيين طلعت ومحمد أنور.
[] السادات في السينما والتليفزيون

تناولت شخصيته بعدد من الأفلام والمسلسلات نذكر منها

اجمل ما كتب بالشعر عنه- للشاعر احمد الهمامى -ميـــــــــــن اللي ماسمعش عنك أو شـاهد إنجازاتك- -يا ســـــــادات يا سابق عصرك ياللي خسرنا بمماتك- -وحتى لو قالوا إنك غلطْت كتير مين اللي مغلطشي؟- -واهُـــــه جِه أوان واللي عادوك أهُم حلفوا بحيـاتك- -وآه
[] مؤلفاته

من أبرز مؤلفاته:




للمزيد عن أصول السادات و منهجه اذهب لتحميل هذا الكتاب
http://www.4shared.com/get/eEknhpPX/_______.html;jsessionid=401E6DFCBE4A5A00F3304FABC8596980.dc214


الانجازات العظيمه لعهد السادات من واقع تكوينه النفسى والايدلوجى


فى فترة حكم السادات التى امتدّت 11 عاماً بلغ عدد أوامر الاعتقال الصادرة من أجهزته السلطويّة فى عهده أكثر من 19 ألف أمر اعتقال رسمى(بخلاف الاعتقالات التى تمّت دون صدور أوامر اعتقال رسميّة بخصوصها بموجب قانون الطوارئ الذى كان السادات هو من أصدره).

- تم فى عهده اعتقال 2100 شاب جامعى أثناء مظاهرات طلبة الجامعات فى العام الدراسى 1971/1972.

- تم فى عهده اعتقال 6800 شخص أثناء وبعد مظاهرات الطعام فى 1977 (و التى وصفها السادات بـ"إنتفاضة الحرامية").

- تم فى عهده اعتقال 9300 من صفوة مثقّفى ومفكّرى ومستنيرى البلد ورموزها الدينيّه والثقافيّه والسياسيّة والفكرية خلال هوجة اعتقالات 3 سبتمبر الشهيرة , و ضمت قائمة المعتقلين :فؤاد سراج الدين , عبد الفتّاح حسن , فتحى رضوان , المهندس عبد العظيم أبو العطا , ابراهيم طلعت , د. محمد عبد السلام الزيّات , محمد فائق , د.حلمى مراد (نائب رئيس حزب العمل) , حامد زيدان ( رئيس تحرير جريدة الشعب) , محمد أبو الفضل الجيزاوى و ابراهيم يونس (من أقطاب حزب العمل) , د. فؤاد مرسى و د. اسماعيل صبرى عبد الله و د. جلال رجب و د. محمد أحمد خلف الله و د. وفريد عبد الكريم و صبرى مبدى و د.على النويجى و عبد العظيم المغربى و محمد خليل والشيخ مصطفى عاصى ( وهم يمثّلون أغلب ان لم يكن كل اللجنة المركزيّة لحزب التجمّع التقدّمى الوحدوى ) , ناهيك عن اعتقال جميع نوّاب مجلس الشعب المستقلّين الّذين تدين لهم العديد من المجالس النيابيّة بالفضل فى اضفاء الحيويّة والزخم النيابى لها مثل أحمد فرغلى و عادل عيد و د. محمود القاضى و كمال أحمد , بالاضافة للغالبية الساحقة من مجلس نقابة المحاميين ومن أبرزهم النقيب الأكبر للمحاميين ورجل القانون الجليل الأستاذ عبد العزيز الشوربجى بالاضافة الى لفيف من خيرة رجال القانون بمصر من أمثال محمد فهيم وعبد العزيز محمد ومحمد عيد......... هذا بخلاف اعتقال أساتذة الجامعات البارزين مثل (على سبيل المثال لا الحصر) د.كمال الابراشى و د. ميلاد حنّا و د.عبد المحسن حمّوده...الخ الخ الخ , ناهيك عن عدد مهول من أبرز المثقّفين فى الحياة المصريّة مثل (على سبيل المثال لا الحصر) د.عصمت سيف الدولة و صلاح عيسى وصابر بسيونى و محمد حسنين هيكل و محمود زينهم وحسين عبد الرازق و حمدين الصبّاحى وكمال عطيّه الخ الخ الخ الخ..... وحتّى القيادات النسائية كالسيدة لطيفة الزيّات مثلا لم تسلم من الاعتقال , كما تم اعتقال رموز مصر من رجال الدين أمثال (على سبيل المثال لا الحصر) الأستاذ عمر التلمسانى والشيخ المحلاّوى والشيخ عيد والشيخ كشك والأنبا ابشواى (الأنبا شنودة تمت محاصرته بقوّات تكفى لمعركة عبور جديدة فى وادى النطرون) بالاضافة لمئات من الشيوخ والقسس والرهبان والأساقفه والمطارنه.

- بلغ عدد المعتقلين فى عهده باحصائيات منظمة العفو الدولية ، و وزارة الداخلية المصرية 19 ألف معتقل فى فترة حكم 11 سنة بينما بلغ عدد المعتقلين فى عهد سلفه الرئيس جمال عبد الناصر 14 ألف معتقل فى فترة حكم 18 سنة .

رغم كل ما أطلقه السادات واعلامه الرسمى ورغم كل أكاذيب الاخوان المسلمين وما روجوا له من مبالغات عن اعتقالات عهد عبد الناصر فقد تفوق السادات على عبد الناصر فى تلك النقطة كما وكيفا، وباحصائيات وزارة الداخلية المصرية ومنظمة العفو الدولية .


-عندما تسلّم السادات الحكم وحتى انقلاب مايو كانت طاقة خطوط المراقبة التليفونية والتسجيل الهاتفى 28 خط ، قفز بها السادات الى أكثر من 16 ألف خط مراقبة تليفونى من 13 مايو 1971 إلى 6 أكتوبر 1981 .

رغم تمثيلية حرق الشرائط والغاء التسجيلات التى مثلها ببراعة عقب انقلاب مايو 1971 .

- تفشى الفساد و سادت المحسوبية فى عهد السادات الذى جعل أفراد أسرته وعلى رأسهم عصمت (أخوه الأصغر) ينهبون خيرات البلد ..... فعصمت السادات لم يكن سوى صعلوك لم يحصل على الشهادة الابتدائية والتحق بأحد الورش كميكانيكى ثم عمل كسائق سيارة نقل الى أن قامت الثورة , وبعد ان تم تعيين أنور السادات كرئيس تحرير لجريدة الجمهورية الحقه بادارة توزيع الجريدة كمفتّش توزيع على أحد الخطوط , وتم اتّهام عصمت السادات بالاختلاس أكثر من مرّه ولكنّه لم يتم فصله الاّ بعد ان ترك أنور السادات رئاسة تحرير الجريدة..... ثم ذاع صيت عصمت السادات فى كتابة الشيكات بدون رصيد وفى النصب والاحتيال وتم تحويله للنيابه أكثر من مرّه وفى كل مره كان انور السادات يتدخّل ويتم حفظ التحقيق, وعندما أصبح أنور السادات رئيسا للجمهورية أصبح عصمت السادات فى منتصف السبعينيّات بقدرة قادر من نجوم الانفتاح وأصحاب الملايين , واذا به يظهر فى مؤتمر صحفى عقده فى سالونيك باليونان فى 1975 على هامش افتتاحه لــ"بعض" مشاريعه الضخمه هناك (شركة شحن بحريّه وشركة صناعة أنابيب أوكسوجين وثلاث شركات ملاحة بحريّة) ليقول فى المؤتمر أنه بصدد دراسة مشاريع اخرى كلفتها سبعة ملايين جنيه , و أصبح عصمت السادات فجأة مالكا لمجموعات من الشركات العاملة فى مجالات الملاحة والتوكيلات البحرية والنقل و توزيع الجرّارات وقطع الغيار والمقاولات فى مصر مع امتلاكه هو وأفراد اسرته لعشرات من الشقق والمكاتب والاستراحات والشاليهات الصيفيّه ناهيك عن خمس عمارات ضخمة أصغرها كان مكوّنا من تسعة طوابق للدرجة التى استلزمت قيام المدّعى العام الاشتراكى بتوجيهات من حسنى مبارك فى 1982 بتشكيل حوالى 22 لجنة تحقيق حتّى يكون بالاستطاعة حصر ممتلكات ومجالات نشاط وحجم ثروة عصمت السادات التى بلغ من ضخامتها أن ابنه الأصغر نسى مبلغ مليون ونصف مليون دولار فى أحد البنوك وظل المبلغ منسيّا !!! , كما أن عصمت السادات فى 1980 قام بتوقيع عقد مع شركة الشمس للتجارة والاستثمار بخصوص أرض تنازعت عليها الشركة مع احد الأشخاص بحيث يحصل عصمت السادات على 56 ألف جنيه مقابل تخليص قطعة الأرض للشركة وهو ماتم له بالفعل رغم أنه لكى يستطيع فعل ذلك فانه كان لزاما عليه أن يخلى قطعة الأرض من قوّة للبوليس الحربى كانت تستخدم قطعة الأرض ضمن خطّة حماية مطار القاهرة... وهو ما تم له بالفعل , كما أن عصمت السادات واحدى بناته (ناديه) كانا قد قاما بتزوير وثائق ادّعت ملكيّتهما لأحد قصور المعادى والذى كانت تملكه سيذدة المجتمع المعروفة هانم راتب وكانت قيمته تفوق الثلاثة ملايين جنيه, وبعد تزوير الوثائق وادّعاء الملكيّة للقصر فان أنور السادات طلب من أخيه عصمت أن يقوم بتسليف القصر له أو بيعه للدولة حتّى يكون مقرّا لاقامة شاه ايران الذى رفضت الدنيا استضافته وتطوّع بذلك السادات لولا أن تقرر اقامة الشاه فى قصر القبّه لدواعى أمنيّه.


- إستلم السادات حكم البلد وعليها ديون مقدارها مليار دولار كانت معظمها للاتحاد السوفييتى الذى لم يكن يحصّل عليها فوائد و قدم تيسيرات لدفعها بل وأسقطت فى النهاية ولم يتم دفعها , ولكن السادات رحل وقد وصلت الديون الخارجية الى أكثر من 40 مليار دولار بالاضافة الى دين عسكرى مقداره 7 مليار دولار ( قدّم السادات آخر ميزانية لمجلس الشعب قبل اغتياله -ميزانية 1981)-مدّعيا تحقيق فائض قدره 1000 مليون جنيه فاذا بميزانية 1982 -أول ميزانية بعد رحيله- تكشف عن عجز قدره 4000 مليون جنيه).


-بدأ السادات ممارسة نشاطه فى سرقة البلد ونهبها منذ أول لحظة تم تعيينه فيها كنائب لرئيس الجمهورية عندما كان جمال عبد الناصر فى موسكو فانتهزت جيهان السادات الفرصة وأخذت تبحث عن بيت يليق بوضعيّة السادات الجديدة فأعجبها قصرا يملكه اللواء الموجى (وهو لواء سابق عمل بالأعمال الحرّه) , وكان القصر فى شارع الهرم بالقرب من بيت السادات آنذاك فعرضت جيهان السادات على اللواء الموجى استئجار القصر فرفض , واذا بقرار من نائب رئيس الجمهورية (أى السادات نفسه) بوضع اللواء الموجى صاحب القصر تحت الحراسه فما كان من جمال عبد الناصر عند عودته من موسكو الاّ ان عنّف السادات بشدّة أمام بعض المسئولين وقام برفع الحراسه عن اللواء الموجى فاكتئب السادات وانزوى فى ميت ابو الكوم وأرسل المراسيل الى جمال عبد الناصر التى تبلغه بأن السادات تأثر لدرجة أنه أصيب باضطرابات فى القلب (كان قد عانى من بعض اضطرابات القلب وهو فى صدر الشباب أيضا وكان يتّخذ من هذه الاضطرابات القلبية ذريعة له لاحتساء الخمور وخاصة الفودكا التى كان يفضّلها بحجّة ان الأطباء نصحوه بها فكان يتعاطى فى المتوسط أربعة أو خمسة كئوس "فقط" يوميّا).... وفى بادرة تطييب خواطر له تم تخصيص بيت ضيافة كان مملوكا للتاجر اليهودى ليون كاسترو قبل تأميمه من أجل الاقامة به فانتقل السادات الى الاقامة به وبدأ به حملة اصلاحات متواضعة قادتها جيهان السادات على طريقة جاكلين كينيدى ونانسى ريجان حتى وصلت فاتورة الاصلاحات المتواضعة عندما اعتلى السادات الحكم الى 650 ألف جنيه بقيمة تلك الأيّام التى نعلمها جميعا.

- كان أنور السادات يحب الهدايا حتى من قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية, و بسبب علاقة السادات بالشيخ الكويتى مبارك الصبّاح وهبات الشيخ له فقد طلب السادات اضفاء مميّزات الحصانة الدبلوماسية على الشيخ الصبّاح والتصريح له باستيراد مايريد دون جمارك فما كان من جمال عبد الناصر الاّ ان رفض وعنّفه (وعند تتبّع ذلك الأمر تم اكتشاف شيك صادر من الشيخ المبارك الصبّاح للسادات بمبلغ 30 ألف دولار وهو الشيك الذى أجبره جمال عبد الناصر على ارجاعه بعد أن تم الاحتفاظ بصورة منه فى ملفات المخابرات).

- بدأ السادات فى سرقة ونهب البلد بعد أن أصبح رئيسا للجمهوريّه , وعلى سبيل المثال لا الحصر فاننى أعرض هنا صفقة البوينج 707 الشهيرة فى عام 1972 والتى تعثـّـرت لمغالاة بوينج فى شروط الصفقه (كانت تضم ستة طائرات) مما دفع بوزير الاقتصاد (محمد مرزبان) ووزير الطيران (أحمد نوح) الى ابلاغ السادات بمحاولات تمّت معهما من قبل شركة بوينج لتمرير الصفقة بصورة غير نظيفة وأوصيا السادات بعدم قبول الصفقة بشروطها المعروضة.... فاذا بالأوامر تصل بعد ذلك بأسبوع لوزيرى الطيران والاقتصاد بتوقيع العقد فورياً وبنفس الشروط مع شركة بوينج وأن يتم التوقيع فورا كذلك على عقد الضمان المالى (المجحف) الملحق بالعقد , وقد وصلت تلك الأوامر عبر العقيد أحمد المسيرى الذى كان احد ضبّاط الحرس الجمهورى والذى كان فى ذلك الوقت خطيب كبرى بنات أنور السادات وان كانت الخطبة قد تم فسخها بعد ذلك وتم نقله الى السلك الدبلوماسى , ثم ثبتت الرؤية عندما قام جيم هوجلاند الصحفى فى الواشنطن بوست بنشر قصّة توقيع عقد البوينج فى مصر والذى صاحبه ايداع مبلغ 8 مليون دولار بواسطة الشركة فى أحد الحسابات السرّيه فى سويسرا مع ايداع مبلغ آخر فى حساب سرّى آخر فى سويسرا بمبلغ 650 ألف دولار.


- قام السادات باصدار أوامره المباشرة أكثر من مرّة بخصوص تمرير صفقات اعترضت عليها الجهات المعنيّة ولجان مجلس الشعب , مثل صفقة الأتوبيسات المرسيدس المصنّعه فى ايران وذات الجودة المنخفضة والسعر الأعلى من الأتوبيسات المرسيدس الأصلى المصنّعه فى ألمانيا و هى الصفقة التى باصاها له شاه ايران ..... وكان أكثر نوّاب مجلس الشعب تصدّيا فى عناد لهذه الصفقة هو الدكتور محمود القاضى (الّذى صفّى معه السادات الحساب لاحقا واعتقله ضمن هوجة اعتقالات سبتمبر).


-مرر السادات بأوامر مباشرة منه صفقة حديد التسليح الأسبانى الشهيرة والتى أثارت زوبعة كبيرة فى مجلس الشعب , اذ كانت مواصفاته القياسيّه سيّئه وسعرها أعلى من الأسعار العالميّه ممّا دفع الدكتور عبد العزيز حجازى رئيس الوزراء فى ذلك الوقت الى أن يرفض التوقيع على الصفقه فأصدر السادات أمرا مباشرا منه بتمرير الصفقة ثم تمّ اعفاء الدكتور حجازى من منصبه.


- تدخل السادات بنفسه للوقوف فى صف بطانته ومرّر صفقة الاسمنت الشهيرة ذات الجودة السيّئة والسعر العالى ( ليست مصادفة أن كل البيوت والعمارات التى انهارت فى مصر هى تلك التى تم بناؤها فى فترة حكم السادات....و لا يعقل ألا يكون هناك علاقة بين ذلك و اغراق السوق المصرى بتلك الصفقة المشبوهة من الاسمنت المضروب).


-تدخّل السادات بنفسه لانهاء صفقة التليفونات المشبوهة التى كانت بقيمة 2 مليار دولار من باب توطيد أواصر الصداقة بين الشعبين المصرى والنمساوى باعتبار أن الصفقة كانت لصالح مجموعة شركات نمساويّه , ويبدو أن السادات من أجل هذه الصداقة الوهميّة تجاهل وجود عروض أقل من النصف مع جودة أعلى ليصدر توجيهاته بابرام الصفقة النمساوية التى تمّت مع رئيس مجموعة الشركات النمساوية والذى كان يهوديّا يدعى كارل هانز كاهان , ولم نسمع شيئا عن صداقة السادات الوهميّه مع برونو كرايسكى والتى تمسّح بها السادات ليمرّر الصفقة بعد أن وقّع كرايسكى بنفسه على قرار القبض على رؤوس هذه المجموعة النمساوية بتهمة الفساد المالى.


- كان عهد السادات مليئاً بالصفقات المشبوهة التى تمّت من خلال بطانته المقرّبه و أصدقائه مثل صفقة ايفيان الفرنسية للمياه المعدنية وصفقة الكوكاكولا الشهيرة والتى قصمت ظهر منتجات شركة سيكو الوطنية.


-باع السادات البلد تقريبا لديفيد روكفلر ولبنكه تشيس مانهاتن الّذى حقق فى سنوات فوضى ونهب حكم السادات أرباحا تفوق الألف فى المائة رغم ان رأس ماله المدفوع رسميا لم يتجاوز 490 ألف دولار... ووصلت البجاحة الى درجة ان عرض السادات على الشيخ الصبّاح أمير دولة الكويت أثناء زيارته لها لتوقيع اتفاقية صندوق المعونات والتنمية الكويتى والموجّه لدعم مصر اقتصاديّا أن يكون هذا الصندوق تحت تصرّف "صديقى ديفيد" فلمّا سأله الصباح فى استغراب : "صديقك ديفيد مين؟؟!!" قال له السادات :"ديفيد روكفيللر"!!!!!!!!! وهنا رفض الصباح ذلك بالطبع وقال بلهجة لا تخلو من الجفاء والمخاشنة : "والله يا فخامة الرئيس عندنا بالكويت خبراء اقتصاديين مصريين على أعلى مستوى عالمى ممكن يمسكوا ليكم الصندوق بس المشكله ان أساميهم أحمد وعلى و ابراهيم مش ديفيد........."


-وصل السادات الى الحكم فى ظل نظام اتّبعه جمال عبد الناصر بوضع اعتماد خاص تحت تصرّف رئيس الجمهورية مقداره مليون جنيه سنويّا , وكان عبد الناصر قد امر بوضع المبلغ فى مكتب وزير شئون رئاسة الجمهورية , وكان لهذا المبلغ أوجه صرف شبه ثابته منها 650 ألف جنيه لدعم اللاجئين السياسيين العرب والأفارقة بالاضافة لدعم علاج ومعاونة بعض الضبّاط الأحرار الذين تدهورت أوضاعهم الاقتصاديه... الخ الخ , وكان هناك دفاتر يتم فيها رصد حسابات وحركة هذا المبلغ السنوى على أن يضاف الفائض السنوى فى نهاية كل عام الى اعتماد العام الّذى يليه , وعندما وصل السادات الى الحكم كان فائض هذا الاعتماد المتراكم (حسب آخر تقرير لوزير شئون رئاسة الجمهورية الذى ترك منصبه بعد وفاة عبد الناصر) هو مليون و 850 ألف جنيه بالاضافة الى حرز مغلق به ستّة آلاف جنيه ذهبية أعيدت للقاهرة من اليمن..... واذا بالسادات يصدر أوامره بأن يتم حمل كل هذه المبالغ مع حرز الجنيهات الذهبية الى بيت السادات فى الجيزة ويتم تسليمها لسركتيره الخاص (فوزى عبد الحافظ) , ثم أمر باقحام تعديل على طريقة ادارة المبلغ بحيث فصل ميزانية اللاجئين عنه , ثم فى سنوات حكمه الأخيره قام باصدار قرار يقضى بمضاعفة هذا الاعتماد لأنه لايكفى.


-غار السادات من نيكسون ومن طائرة الرئاسة الأمريكيّهAir Force 1
و قام بشراء طائرة مماثلة لها لنفسه كان ثمنها 12 مليون دولار( بقيمة عقد السبعينيّات).


- تكلّفت سيارة السادات المرسيدس الــ600 مبلغ 700 ألف دولار ( بقيمة عقد السبعينيّات).


- طلب السادات من الوفود العربية المانحة لكل من مصر وسوريا فى مؤتمر القمة العربى فى الرباط 1975 أن يتم ايداع الدعم الاضافى الذى تقرر لمصر (مليار دولار) فى حسابه هو الشخصى!!!!!!!!!!!
وقبلت بعض الدول المانحة على استحياء بينما رفضت الكويت رفضا قاطعا, فيما خرج المندوب السورى وهو فى غاية الخجل و يكرّر فى كل دقيقه فى المؤتمر الصحفى أن اعتمادات سوريا ستذهب الى البنك السورى درءا لأى شبهة عن سوريا.

- ألغى السادات جهاز الرقابة الادارية ليتيح الفرصة لأصدقائه ومحاسيبه للفساد بدون حساب وبدون حدود وشكل قراره فضيحة مدوية بحقه لأنه ظهر كراعى للفساد وللمفسدين .

-ترعرع فى كنف السادات السماسرة من أمثال عثمان أحمد عثمان الذى منحه السادات مصر كلها مقاولة له حتى سميت مصرفى عهد السادات بالدولة العثمانية .
وفى كنف عثمان ظهر رشاد عثمان عامل الميناء فى الاسكندرية الذى تحول إلى ملياردير (والذى قال له السادات أن الاسكندريه امانه فى رقبته , وحتى يجعله يحافظ على الأمانه فقد كان رشاد عثمان يدفع الجمارك على وارداته فى الشبّاك ثم يستردّها من الباب الخلفى لمصلحة الضرائب بتوصيات عليا)..... وتوفيق عبد الحى ( الّذى مجّد السادات فيه وجعل من مشروع التنمية الشعبيّة سيّئ السمعه وكأنه مشروع قومى), وغيرهما المئات من الحيتان والقطط السمان الذين كوّنوا نواة مستنقع الفساد الذى غرقت فيه البلد حتى يومنا هذا.... ولم يتم اماطة اللثام عن فسادهم ونهبهم وسرقاتهم ونهشهم لخيرات البلد الاّ بعد أن رحل السادات ممّا يدل على أن وجود أمثال مصّاصى دماء الشعب من هذه العيّنة لم يكونوا يعتمدون فى وجودهم الاّ على السادات وبطانته.


-قام السادات بإهداء كنوز و آثار البلد التى لا تقدّر بثمن لأصدقائه فى جميع أنحاء العالم بلا ضابط ولا رابط وبناءا على مكالمات هاتفية وكأنه يتصرّف فى حرّ ماله.


-عرض السادات على برونو كرايسكى فى نوبة كرم معتادة تجاه أصدقائه ان تقوم النمسا بدفن نفايات نووية فى صحراء مصر الغربيّة عندما كان كرايسكى يحاول تمرير مشروعه النووى , ولكن الشعب النمساوى رفض الانخراط فى أى نشاطات نووية وتم الغاء المشروع .

- حاول السادات تمرير صفقة بيع هضبة الأهرامات الأثرية لمجموعة من الأفاقين والنصابين وكاد ينجح لولا معارضة شعبية غلابة جعلته يتراجع عن قراره وإن كان لم يلغه نهائيا .

فى إطار الحديث العلمى الخالى من العواطف و الموثق بالأرقام و المدعـّم بالإحصائيات و الحقائق, فإنه يكفى أن أشير إلى خلاصة ما ورد فى أول تقرير للبنك الدولى بعد رحيل السادات (و هو تقرير عام 1982 م), و الذى أعلن عن أن خمسة ملايين أسرة مصرية قد أصبحت فى نهاية عهد السادات تعيش بمتوسط دخل قدره ثلاثون جنيهاً في الشهر، و أن متوسط عدد أفراد الأسرة المصرية هو خمسة أفراد , علماً بأنه يلزم أن تكفى الـ 30 جنيهاً الأسرة للطعام والمسكن والتعليم والعلاج و الملبس... كما أشار التقرير إلى أنه بنهاية عهد السادات أصبح خمسة في المائة فقط من سكان القاهرة يحصلون وحدهم علي خمسين بالمائة من الدخل المتولد في المدينة - بينما يحصل الباقون جميعاً ( ٩٥ بالمائة من السكان) علي الخمسين في المائة الباقية , كما انخفض معدل النمو الإقتصادى "الإنتاجى"(زراعة / صناعة / خدمات) من 6.69% فى نهاية عهد عبد الناصر إلى 2.17% فى عهد السادات نتيجة سياسة الإنفتاح الإستهلاكى التى انتهجها السادات فأدت إلى زيادة بمقدار 8% فى معدل النمو الإقتصادى "الريعى...أى الغير إنتاجى" (إستيراد / وساطة / مضاربة / تحويلات عاملين بالخارج) , و هى زيادة زائفة و ذات مردود سلبى و تدميرى على البنية الإقتصادية على المدى المتوسط و البعيد (كما شهدنا بأعيننا بعد أقل من عقد على رحيل السادات).

أما عن الزراعة , فحدث و لا حرج , فقد شهد عهد السادات نشوء الفجوة القمحيـّة حتى وصلت إلى أعمق و أكبر مدى لها فى نهاية عهد السادات, كما أدى إهمال السادات للزراعة و سياسة انفتاحه الاستهلاكى إلى تعاظم الطلب على قطاع الإنشاء الفاخر و بدأت مصر تشهد هجمة تتارية على الأرض الزراعية بالتجريف و قمائن الطوب الأحمر و دخول الزراعات فى كردونات المبانى , و هو ما أدى إلى ضيق الرقعة الزراعية و عجزها عن مواكبة الاستهلاك المحلى للحبوب والقمح على وجه الخصوص, كما شهد عهد السادات هبوطاً حاداً و شديداً فى إنتاجية الفدان , فضلا عما أسهمت به سياساته الزراعية الخاطئة فى إلحاق الضرر بالزراعة المصرية , مثل نظم الدورة الزراعية( التركيب المحصولى) ، والتسويق ، وتسعير المحاصيل ، وكذا قصور الكفاية التمويلية عن الوفاء بمتطلبات العمليات الزراعية المتعددة .

لقد أدى إلغاء قانون الدورة الزراعية فى عهد السادات - ومن ثم إلغاء الدورة الزراعية- إلى تقليل خصوبة التربة - وهى بديهية من بديهيات الزراعة-، كما أدى ذلك إلى ما يعرف لدى المختصين بـ"فوضى التركيب المحصولى", وهذه الفوضى أدت إلى:

1- تبديد مساحة ضخمة من الأرض الزراعية تقدر بمائة وسبعين ألف فدان فى زراعة محصول هامشى هو لب التسالى.

2- إستحداث سياسة جديدة تمثلت فى زراعة الفراولة والكانتالوب لتصديرهما والاستعانة بثمنهما فى استيراد الحبوب, و هو تخطيط كان يحمل فى طياته -حتى بافتراض نجاحه- خطر وضع رقابنا تحت سكين منتجى القمح فى الخارج و ضرب الأمن القومى والغذائى فى الصميم بما يحمله من تعارض مع سياسة الاكتفاء الذاتى من القمح التى تمثل صمام الأمان للبلد.... فما بالنا وقد فشلت تلك السياسة أساساً فى تحقيق هدفها.... فلا صدرنا الفراولة.. ولا استوردنا بثمنها القمح ... ولا استثمرنا فى قطع خطوات فى تثبيت سياسة الاكتفاء الذاتى من الحبوب.

3- أدى إلغاء الدورة الزراعية إلى القضاء على زراعة القطن المصرى طويل التيلة , و هو أفضل أقطان العالم قاطبة على مدى قرن من الزمان , كما منع إمكانية تخصيص مساحات محددة من الأرض لزراعة الحبوب.


كل هذا يضاف إليه ما شهده عهد السادات من:
1- إرتفاع تكلفة الزراعة بسبب ترك مستلزمات الإنتاج الزراعى للتداول فى السوق فى كنف فساد مستشرى (كالأسمدة و التقاوى والمبيدات).

2-إرتفاع أسعار الإيجارات الزراعية مما أسهم فى زيادة تكلفة الزراعة.

3- أصبح التمويل الزراعى لا يخدم الفلاح , بل و أصبح يرفع تكلفة الزراعة (بينما فى الخارج يدعمون منتجى القمح).

4- أصبحت السياسات السعرية لمحاصيل الحبوب لا تحفز الفلاحين على إنتاج الحبوب.

5- إنعدمت - فى ظل الفساد و الرشوة و التربـّح و المحسوبية- الرقابة على المخابز, فتسرب الدقيق والخبز لاستخدامهما فى علف الحيوان والأسماك و فى محال المخبوزات و الحلويات الفاخرة.

6- لم يعد الدعم العينى يصل لمستحقيه.

7- أصبح عجزالسكر 54% والزيوت 92% والقمح 63%من المطلوب .

هذه بعض الانجازات الخالدة للرئيس أنور السادات .

وما خفى كان أعظم





رحمه الله عليه فقد كان منهجه وايديولجيته لاتتمشى مع العصر ولا مع الشعب المصرى الاصيل الذى يأم كل العصور



مع اقتراب الذكرى الأربعين لرحيل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، فجر الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل مفاجأة حين تحدث عن ملابسات وفاته وقال ان أنور السادات الرئيس الذي أعقبه أعطاه فنجان قهوة ربما كان مسموما.

وفي برنامجه «تجربة حياة» الذي يذاع على قناة «الجزيرة» قال هيكل إنه «حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أقطع برأي بأن وفاة عبدالناصر لم تكن طبيعية إن لم تكن هناك أدلة، حتى وإن كانت هناك شكوك». 

وقال هيكل انه قبل ثلاثة أيام من وفاة عبدالناصر كان هناك حوار بين عبدالناصر والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في جناح الزعيم المصري بفندق النيل هيلتون، واحتد الحوار بينهما وتسبب في ضيق لعبدالناصر وبدا منفعلا وإن كان حاول كتمان ذلك وقال لعرفات» إما ننزل غرفة الاجتماعات وننهي المؤتمر ونفض الموضوع أو نتكلم كلام جد ونتفق». 

وتابع هيكل: «السادات لاحظ انفعال عبدالناصر، فقال له يا ريس انت محتاج فنجان قهوة وأنا حاعملهولك بإيدي، وبالفعل دخل السادات المطبخ المرفق بالجناح وعمل فنجان القهوة لكنه أخرج محمد داود وهو رجل نوبي وكان مسؤولا عن مطبخ الرئيس عبدالناصر، أخرجه السادات من المطبخ». 

ويكمل هيكل: «عمل السادات هو فنجان القهوة وجابه بنفسه قدامي وشربه عبدالناصر». 

هيكل الذي حكى الواقعة لأول مرة وخلفت وراءها شكوكا كثيرة حول مغزى روايتها إلا أنه في الوقت نفسه قال بعد سرده للقصة: «لا أحد يمكن أن يقول إن السادات وضع السم لعبدالناصر في هذه الفترة، لأسباب إنسانية وعاطفية، لا يمكن تصديق هذا، لأن هذا الموضوع لا يمكن القطع فيه إلا بوجود دليل مادي، فلم يستدل على وجود السم في الهيلتون، حتى وإن كانت هناك حالة تربص بعبدالناصر وصلت إليه شخصيا وكتب عنها بنفسه». 

بدورها اتهمت سكينة السادات «شقيقة الرئيس الراحل أنور السادات»، الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل بالتخريف، وقالت لبرنامج 48 ساعة الذي يذاع على قناة «المحور» الفضائية: «وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تم الفصل فيها بحكم محكمة عندما أثارت هدى ابنة الرئيس عبد الناصر هذا الموضوع واتهمت الرئيس السادات بوضع سم لوالدها، وأخذنا عليها حكم تعويض».