Search - للبحث فى مقالات الموقع

Tuesday, January 25, 2011

الخوارج أول الفرق الإسلامية

مقدمه
الخوارج أول الفرق الإسلامية بروزا في الساحة ، إذ تعود أصولها إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في "الصحيحين" في قصة ذي الخويصرة التميمي الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد اعدل فإنك لم تعدل ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ووبخه قائلا : ( ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله، فلما ولَّى الرجل، قال خالد بن الوليد : يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ قال : لا، لعله أن يكون يصلي، فقال خالد : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لم أومر أن أنقِّب - أفتش - عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم . ثم نظر إليه وهو مقفِّ - أي ذاهب - فقال : إنه يخرج من ضئضئ هذا ( عقبه ) قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود ) ، ولعل من الواضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بقوله يخرج من ضئضئ ذي الخويصرة الأتباع ممن كان على شاكلته في الفكر والعمل .
خروجهم في عهد علي رضي الله عنه :
ظهر الخوارج كجماعة في أثناء معركة صفين التي جرت أحداثها بين الإمام علي ومعاوية رضي الله عنهما، وتحديدا عندما اتفق الطرفان على وقف القتال واللجوء إلى التحكيم، ما أثار حفيظة الخوارج، الذين اعتبروا التحكيم نوعا من الحكم بغير ما أنزل الله، فاعتزلوا عليا بل كفروه وتبرؤا منه، وتجمعوا - وكانوا ثمانية آلاف أو نحو ذلك - في مكان يقال له : حروراء ومن ثم قيل لهم : الحرورية، فأرسل إليهم عليٌ ابنَ عباس فناظرهم فرجع كثير منهم معه، ثم خرج إليهم علي رضي الله عنه فأطاعوه ودخلوا معه الكوفة .
ثم أشاعوا أن علياً تاب من الحكومة "التحكيم" ولذلك رجعوا معه، فبلغ ذلك علياً فخطب، وأنكر ذلك، فتنادوا من جوانب المسجد : " لا حكم إلا لله "، فقال علي رضي الله عنه : " كلمة حق يراد بها باطل"، ثم قال لهم : " لكم علينا ثلاثة : أن لا نمنعكم من المساجد، ولا من رزقكم من الفيء، ولا نبدؤكم بقتال ما لم تحدثوا فسادا " . إلا أن الخوارج لم يرضوا بهذا العرض فكانت :
وقعة النهروان وإبادة الخوارج :
بعد العرض الذي عرضه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه على الخوارج ورفضهم ذلك العرض ، خرجوا من الكوفة، حتى اجتمعوا بالمدائن، فكتب إليهم علي رضي الله عنه طالبا منهم الرجوع إلى جماعة المسلمين، فأصروا على الامتناع، حتى يشهد على نفسه بالكفر، لرضاه بالتحكيم، ويتوب . ثم بعث إليهم رسوله فأرادوا قتله، ثم اجمعوا على أن من لا يعتقد معتقدهم يكفر، ويباح دمه وماله وأهله، وصدَّقوا القول بالعمل، فامتحنوا الناس في قبول أفكارهم فمن قبلها وتابعهم سَلِمَ ، ومن ردَّها قُتِل، ومرَّ بهم عبد الله بن خباب بن الأرت وكان والياً لعلي على بعض تلك البلاد ومعه أمَتُه - وهي حامل - فقتلوه وبقروا بطن أمَتِه، فبلغ صنيعهم علياً ، فخرج إليهم في جيش كان قد هيَّأه للخروج إلى الشام، فأوقع بهم بالنهروان، ولم ينج منهم إلا القليل .

الخوارج بعد وقعة النهروان :
ورغم تلك الموقعة المباركة التي هلك فيها أكثر الخوارج، إلا أن الشجرة الخبيثة لم تجتث بكاملها، حيث بقي منهم بقية، ذكر الرواة أنهم عشرة توزعوا في البلاد الإسلامية، وصاروا ينشرون مذهبهم ويدعون إليه .

تفرق الخوارج وتمزقهم إلى فرق
مذهب الخوارج يحمل في نفسه بذور تمزقه وتشرذمه، وذلك لما عُرف به الخوارج من سطحية في الفهم، وحدة في التعامل، لم يسلم من آثارها حتى الخوارج أنفسهم، فكان توالد الفرق وتباينها مرهونا بالاختلاف في الأفكار والمعتقدات، فكلما أنشأ أحدهم فكرا أو تفرد عن الجماعة بقول عودي وكُفِّر من الجماعة الأم، فلا يلبث أن يتبعه نفر ليشكلوا بذلك جماعة منفصلة وهكذا دواليك .

وبهذا النهج أصبحت الخوارج فرقا متعددة وليست فرقة واحدة، وجماعات متفرقة لا جماعة واحدة ، إلا أن علماء الفرق يُرجعون فرق الخوارج إلى ست فرق ويعدون ما عداها فروعا لها .
هذا شيء من تاريخ الخوارج ، سقناه - لك أخي القاريء - مخضبا بدماء المسلمين، تاريخ يشهد على عظم خطر الانحراف الفكري ، الذي قاد إلى استحلال الحرمات، والوقوف مع الباطل من حيث يظن صاحبه أنه على الحق.
التفاصيل
الخوارج هي فرقة إسلامية ظهرت في عهد الخليفة علي بن أبي طالب نتيجة الخلافات السياسية التي بدأت في عهده. وتتصف هذه الفرقة بأنها أشد الفرق دفاعا عن مذهبها وتعصبا لآرائها. ويؤخذ عليها تمسكها بالألفاظ وظواهر النصوص. كما انهم كانوا يدعون بالبراءة والرفض للخليفة عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والحكام من بني أمية.

نشأتهم

بدأت الفرقة تدب بين المسلمين بعد أن اقترح معاوية بن أبي سفيان على علي بن أبي طالب الاحتكام إلى حكمين بعد موقعة صفين عام 657 م، وأن يعتمد الحكمان على القرآن في حسمهما للخلاف الذي أدى إلى مقتل عثمان. قبل علي التحكيم، وكان من أمره ما أسماه المؤرخون خداع عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري((لاحظ قصة خداع عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري سندها ضعيف والرواية الصحيحة موجودة بتاريخ البخاري وهي تخالف تلك الروايةالمشهورة ويمكن للمهتم مراجعة الأسانيد))
قال بعض المتمردين-وكان معظمهم من قبيلة تميم-أن لا حكم إلا حكم الله، وتجمعوا نحو حروراء غير بعيد عن الكوفة، لذا عرفوا أيضا بالحرورية.
حاربهم علي بن أبي طالب فى معركه النهروان وهزمهم هزيمة منكره حيث كان عددهم ألفين بينما كان جيش علي بن أبي طالب قرابة سبعين ألف ولكنهم دبروا مكيده دنيئه لإغتيال على وإغتيال عمرو بن العاص وكذلك معاويه بن ابىسفيان نجا عمرو ومعاويه وقتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم أحد الخوارج.

معتقداتهم

الخوارج كانوا من شيعة علي ابن أبي طالب ثم فارقوه وخرجوا عليه وقاتلوه لأنه لم يتب كما تابوا, وأضحى لهم عقيدة دينية وأخرى سياسية, خالفوا فيها الشيعة والمذاهب الأخرى.

العقيدة الدينية

فأما عقيدتهم الدينية فإنهم لا يعتبرون الإيمان بالقلب كافيا, بل لا بد أن يقترن بالإيمان عمل صالح, عملا بقوله تعالى (مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) وقوله (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ). فالله تعالى يقرن الإيمان بالعمل, فمن آمن بقلبه ولم يقرن إيمانه بعمل صالح فهو كافر. والعمل الصالح هو الذي يفرضه الدين, ولذلك نراهم يكفرون عليا ابن أبي طالب لأنهم طلبوا إليه أن يتوب توبة مقرونة بالعمل, والعمل المطلوب منه أن يرفض وثيقة التحكيم ويعود إلى قتال معاوية فأبى, فاعتبروه رافضا العمل بأحكام الدين, لأنه بقبوله وثيقة التحكيم يكون قد خلع نفسه من إمارة المؤمنين وسوى نفسه بمعاوية, وهو وال من ولاة الدولة, وأن الحكمين حكما برأيهما ولم يحكما بحكم الله, وحكم الله يقضي بتأييد حق علي في الخلافة, لأنه هو الخليفة الذي بايعه المسلمون, فكان رفض طلبهم كبيرة, أحلوا من أجلها قتال علي وقتله.والخوارج خلافهم الأساسي مع أهل السنة ((جمهور المسلمين الآن)) في تكفير فاعل الكبيرة و بخروجهم على الحكام لأدني محالفة شرعية و بعض فرق الخوارج تحرض على الخروج على الحكام و لا يخرجون

العقيدة السياسية

وأما عقيدتهم السياسية فهي تستند إلى مبدأ أصيل من مبادئ الإسلام, وهو المساواة بين المسلمين فالمسلمون متساوون في الحقوق والواجبات, لا تمييز بينهم ولا تفاضل إلا بالتقوى عملا بقوله تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وعلى أساس هذا المبدأ أقاموا قاعدتهم في أصول الحكم وهي أن الخلافة حق من حقوق المسلمين يتساوى فيه العربي وغير العربي, كما يتساوى فيه الأحرار والأرقاء. وترجع فكرة المساواة إلى أصولهم القبلية, فالخوارج كانوا من أعراب تميم وحنيفة وربيعة, وكان لهم شأن كبير بين العرب. وقد أعجبوا بمبادئ الإسلام التي تلائم فطرتهم, فاعتنقوه, وقد ساءهم أن تدعى أرستوقراطية مكة والمدينة (قريش) حقها في الحكم وحصره فيهم من دون المسلمين, فكان أول ظاهرة لإستيائهم حركة الردة, حين امتنعوا عن دفع الزكاة لقريش, مع بقائهم على الإسلام, فحاربهم أبو بكر وأخضعهم وألزمهم بالزكاة, غير أنهم ظلوا متمسكين بعقيدتهم السياسية, وهي أن الخلافة ليست للقرشيين وحدهم وإنما هي حق للأفضل من جميع المسلمين, على اختلاف ألوانهم وأجناسهم.
وقد إنضم إليهم الأنصار والموالي وغيرهم من الناقمين على الحكم الأموي والعباسي, لما نالهم من الظلم والجور, كما إنضم إليهم كثير من أعراب البادية, ممن ظلوا على سذاجة تفكيرهم, ولم يتجردوا من النزعات القبلية التي ظلت تسيطر عليهم, وهم بطبيعتهم يعيشون في بواديهم أحرارا لم يتعودوا الخضوع للسلطان, ولم يألفوا الحكم المفروض عليهم, ولهذا نجد فريقا من الخوارج يرى أن الإمامة (الخلافة) ليست من الضرورات التي لا بد منها, وإنها غير واجبة في الشرع ويمكن الاستغناء عنها, لأنها مبنية على معاملات الناس وعلاقة بعضهم ببعض, فإذا تعادلوا وتناصفوا وتعاونوا على البر والتقوى, واشتغل كل واحد من المكلفين بواجبه, فإن تشابك مصالحهم وتقواهم يحتم عليهم أن يعدلوا ويتبعوا الحق, وبذلك يستغنون عن الإمام, غير أنهم يرون الحاجة إلى الإمام إذا احتاج المسلمون إلى من يحمي ديار الإسلام ويجمع شمل الناس, وفي هذه الحالة يشترط في الإمام العدل, فالعدل عندهم حق أمر الله به في قوله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) فإذا حاد الخليفة عن العدل, فجار وظلم وفرض طاعته بالقهر والغلبة فيكون معاندا لأمر الله, مخلا بأحكامه, والإخلال بأمر فرضه الله خروج عن الدين وكفر به, وكبيرة تبيح خلع الخليفة, أو قتله إذا أبى أن يخلع نفسه.
كما إنهم لا يعترفون بشرعية السلف إلا لأبي بكر وعمر وست سنوات من خلافة عثمان, لأنه حاد عن الطريق المستقيم الذي سلكه الشيخان من قبله، وهما أبو بكر وعمر, فآثر قرابته وولاهم الأعمال وأغدق عليهم الأموال من بيت المال, كما لا يعترفون بشرعية خلافة علي ابن أبي طالب إلا ابتداء من مبايعته بالخلافة حتى قبوله التحكيم, وقد أباحوا قتل من لا يرى رأيهم, ومن يقول بشرعية خلافة عثمان بعد السنوات الست, وشرعية خلافة علي بعد قبوله التحكيم, فهو عندهم يستحق القتل هو ونساؤه وأولاده.
وقف الخوارج أنفسهم لنصرة العدل ومقاومة الظلم وحماية المستضعفين, وفي ذلك فجروا الثورات ضد الأمويين وضد عمالهم, وانضم إلى الموالي من الفرس والأمازيغ من أهل شمالي إفريقية, لما كانون يلقونه من حرمانهم العدل والمساواة. وكان الخوارج يشترطون في زعمائهم الشجاعة والتقوى ويبايعونهم على الموت ويلقبونهم بأمير المؤمنين. وكان قتالهم لمخالفيهم من الأشواق التي كانت تجذبهم إلى مزيد من التضحية والاستشهاد, وهم يعتبرون أنفسهم المسلمين حقا دون سواهم, أما من عاداهم فكفار يبيحون قتل رجالهم ونسائهم وأطفالهم.
الخوارج هي فرقة إسلامية، ظهرت في عهد الخليفة علي بن أبي طالب، نتيجة الخلافات السياسية التي بدأت في عهده.
تتصف هذه الفرقة بأنها أشد الفرق دفاعا عن مذهبها وتعصبا لآرائها، كانوا يدعون بالبراءة والرفض للخليفة عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والحكام من بني أمية، كسبب لتفضيلهم حكم الدنيا، على إيقاف الإحتقان بين المسلمين، في الفتنة الكبرى (سنة و شيعة).
أصر الخوارج على الإختيار والبيعة في الحكم، مع ضرورة محاسبة أمير المسلمين على كل صغيرة، كذلك عدم حاجة الأمة الإسلامية لخليفة زمن السلم.

خلفية

كان أغلب الخوارج من "القراء" أي حملة القرآن الكريم، وقد بايعوا عليّ بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان. ولما رفض معاوية بن أبي سفيان مبايعة عليّ ، ثم خرج معاوية في جيش لملاقاة عليّ وكانت موقعة صفين.

النشأة

بعد انهزام جيش معاوية القادم من الشام امام جيش الامام علي القادم من العراق, وقبل أن يفنى جيش الشام امام جيش العراق , سارع جنود جيش الشام إلى وضع القرآن على اسنة حرابهم , لحمايتهم من القتل, ومن ثم طلبوا التحكيم , وهذا ما قبل به الامام علي , نتيجة رغبته في حقن الدماء وذلك رغم انتصار جيشه,فرفض البعض ما قبل به عليّ من التحكيم بينه وبين معاوية في النزاع. لقد رأوا أن كتاب الله قد "حكم" في أمر هؤلاء "البغاة" (يقصدون معاوية وأنصاره) ومن ثم فلا يجوز تحكيم الرجال -عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري- فيما "حكم" فيه "الله" فصاحوا قائلين: "لا حكم إلا لله". ومن هنا اطلق عليهم "المُحَكِّمة"
ما كان من عليّ إلا أن علق على عبارتهم تلك قائلا: "إنها كلمة حق يراد بها باطل". وبعد اجتماع عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري وما نتج عنه من "تضعيف لشرعية عليّ" و "تعزيز لموقف معاوية"، إزداد المُحَكِّمة يقينا بسلامة موقفهم وطالبوا عليّ بـ:
  1. رفض التحكيم ونتائجة والتحلل من شروطه
  2. النهوض لقتال معاوية
ولكن عليّ رفض ذلك قائلا: "ويحكم! ابعد الرضا والعهد والميثاق أرجع؟ أبعد أن كتبناه ننقضه؟ إن هذا لا يحل". وهنا انشق المُحَكِّمة عن عليّ ,واختارو لهم أمير من الأزد وهو الصحابي عبد الله بن وهب الراسبي

التسمية

  • أطلقوا على أنفسهم:المؤمنون - جماعة المؤمنين - الجماعة المؤمنة
  • تسمية الخوارج: أطلق عليهم خصومهم الفكريون والسياسيون اسم "الخوارج" لخروجهم -في رأي خصومهم- على أئمة الحق والعدل، وثوراتهم المتعددة. ولما شاع هذا الاسم، قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه: خروج على أئمة الجور والفسق والضعف" وان خروجهم غنما هو جهاد في سبيل الله.
  • تسمية أهل النهروان: و النهروان اسم إحدى المواقع التي خاضوها في ثوراتهم
  • تسمية الحرورية أو الحروريين: انتسابا لإحدى المواقع التي خاضوا في ثوراتهم أيضا
  • تسمية المُحَكِّمة: لأنهم رفضوا حكم عمرو والأشعري، وقالوا "لا حكم إلا لله"
  • تسمية الشراة: سموا أنفسهم الشراة، كمن باعوا أرواحهم في الدنيا واشتروا النعيم في الآخرة، والمفرد "شار"

أصول الفكر الخارجي


في نظام الحكم

أي السلطة العليا للدولة (الإمامة والخلافة): يشترطون صلاح وصلاحية المسلم لتولي هذا المنصب بصرف النظر عن نسبه وجنسه ولونه، وهم بذلك يتميزون عمن اشترطوا النسب القرشي أو العربي. ومنهم من اجاز ولاية المرأة.

في الثورة

أجمع الخوارج على وجوب الثورة على أئمة الجور والفسق والضعف.حد الشراء: عندهم، يجب الخروج إذا بلغ عدد المنكرين على أئمة الجور أربعين رجلا ويسمون هذا "حد الشراء" أي الذين اشتروا الجنة بأرواحهم.مسلك الكتمان: لا يجوز للثائرين القعود إلا إذا نقص العدد عن ثلاثة رجال، فإن نقصوا عن الثلاثة جاز لهم القعود وكتمان العقيدةحد الظهور: عند قيام دولتهم ونظامهم تحت قيادة "إمام الظهور"حد الدفاع: التصدي لهجوم الأعداء تحت قيادة "إمام الدفاع"

في التقويم الإسلامي

يتبنى الخوارج ولاية أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وخلافة عثمان بن عفان حتى ما قبل السنوات الست الأخيرة فهم يبرءون منه فيها فقد آثر قرابته وولاهم الأعمال وأغدق عليهم الأموال من بيت المال، ويكفرون عليّ بعد واقعة "التحكيم". واختلفوا في نوع هذا الكفر، بعضهم كفروه "كفر شرك" في الدين، والبعض الآخر كفروه "كفر نعمة" فقط، أي جحود النعم الإلهية في واجبات الخلافة. وكذا يبرءون من خصوم عليّ سواء أصحاب موقعة الجمل (الزبير وطلعة وعائشة) وأصحاب صفين (معاوية ومن والاه)

في طريق الإمامة

يتبنى الخوارج "الإختيار والبيعة" ويرفضون من قالوا أن الإمامة شأن من شئون السماء، والإمامة عندهم من "الفروع" وليست أصلا من أصول الدين.

في مرتكبي الكبائر

يحكم الخوارج على مرتكبي الكبائر الذين يموتون قبل التوبة، بالكفر والخلود في النار وهذا هو خلافهم الأساسي مع أهل السنة - بالإضافة إلى قتال علي -. وقد تبلورت تلك الفكرة في صراعهم الفكري والمسلح ضد بني أمية، عندما ظهرت قضية "الحكام الذين ارتكبوا الكبائر واقترفوا المظالم"

في العدل

اتفق الخوارج على "نفي الجور عن الله سبحانه وتعالى"، بمعنى ثبات القدرة والإستطاعة المؤثرة للإنسان ومن ثم تقرير حريته واختياره.

في التوحيد

أجمع الخوارج على تنزيه الذات الإلهية عن أي شبه بالمحدثات بما في ذلك نفي مغايرة صفات الله لذاته أو زيادتها عن الذات. وانطلاقا من هذا الموقف قالوا "بخلق القرآن".

في الوعد والوعيد

قالت الخوارج بصدق وعد الله للمطيع وصدق وعيده للعاصي، دون أن يتخلف عن وعده أو وعيده لأي سبب من الأسباب.

في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

جعل الخوارج لهذا الأصل صلة وثيقة بتغيير الظلم والجور والثورة على الحاكم الفاسد.

الزهد والقتال

اشتهر الخوارج بقدراتهم القتالية وزهدهم عن الثروة وعدم حرصهم على الاقتناء كما اشتهروا بنسك وتقوى وصدق وشجاعة طبعت سلوكهم وسجلها لهم خصومهم في كتاباتهم.
وقف الخوارج أنفسهم لنصرة العدل ومقاومة الظلم وحماية المستضعفين، وفي ذلك فجروا الثورات ضد الأمويين وضد عمالهم، وانضم إلى الموالي من الفرس والأمازيغ من أهل شمالي إفريقية. وكان الخوارج يشترطون في زعمائهم الشجاعة والتقوى ويبايعونهم على الموت ويلقبونهم بأمير المؤمنين. وكان قتالهم لمخالفيهم من الأشواق التي كانت تجذبهم إلى مزيد من التضحية والاستشهاد وهم يعتبرون أنفسهم المسلمين حقا دون سواهم أما من عاداهم فكفار يبيحون قتلهم.

من الخوارج

  • عبد الله بن وهب الراسبي. من الأزد
  • حوثرة بن وداع بن مسعود. من أسد
  • المستورد بن علقة بن زيد مناة. من تيم الرباب
  • زحاف الطائي. من طيء
  • قريب بن مرة. من الأزد
  • حبان بن ظبيان السلمي
  • أبو بلا مرداس بن أدية المربعي الحنظلي. من تميم
  • الزبير بن علي السليطي. من تميم
  • نجدة بن عامر الحنفي. من بكر بن وائل
  • ثابت التمار. من الموالي
  • أبو فديك، عبد الله بن ثور بن قيس بن ثعلبة بن تغلب
  • أبو الضحاك، شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس الشيباني
  • أبو نعامة، قطري بن الفجاءة الكناني المازني. من تميم
  • عبد ربه الصغير. أحد موالي قيس بن ثعلبة
  • أبو سماك،عمران بن حطان الشيباني الوائلي
  • عبد الله بن يحي بن عمر بن الأسود. من كندة

الثورات

كانت لهم ثوراتهم وانتفاضاتهم الدائمة ضد الأمويين، ومن قبل عليّ.
  • وأما حروبهم ضد جيش عليّ فهي:
  1. معركه النهروان - رمضان 37هـ : بقيادة أول أمرائهم: عبد الله بن وهب الراسبي، وهزموا فيها
  2. الدسكرة (بخراسان) - ربيع ثان 38 هـ : بقيادة أشرس بن عوف الشيباني، وهزموا فيها
  3. ماسبذان (بفارس) - جمادى الأولى 38 هـ : بقيادة هلال بن علفة، وهزموا فيها
  4. جرجرايا (على نهر دجلة) - 38 هـ : ضد بقيادة الأشهب بن يشر البجلي
  5. على أبواب الكوفة - رمضان 38 هـ : بقيادة أبو مريم -من بني سعد تميم - وهزموا فيها
ولكنهم دبروا مكيده لإغتيال على وإغتيال عمرو بن العاص وكذلك معاويه بن ابي سفيان. نجا عمرو ومعاويه وقتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم. وبعد مقتل عليّ، وتنازل ابنه الحسن عن الخلافة لمعاوية بدأت حرب الخوارج لأهل الشام وكادوا يهزمون جيش معاوية في أول لقاء لولا انه استعان عليهم بأهل الكوفة،
  • ثوراتهم على بني أمية:
  1. تمرد داخلي ضد بني أمية بدأ سنة 41 هـ بقيادة سهم بن غالب التميمي والخطيم الباهلي حتى سنة 46 هـ حيث قضى على هذا التمر زياد بن أبيه
  2. في أول شعبان 43 هـ خرج الخوارج بقيادة المستورد بن علقة وكان أميرهم، لملاقاة جيش معاوية
  3. في سنة 50 هـ ثار بالبصرة جماعة بقيادة قربي الأزدي
  4. في سنة 58 هـ الخوارج من بني عبد القيس واستمرت ثورتهم حتى ذبحهم جيش عبد الله بن زياد
  5. في سنة 59 هـ ثاروا بقيادة حبان بن ظبيان السلمي وقاتلوا حتى قتلوا جميعا عن "بانقيا" قرب الكوفة
  6. في سنة 61 هـ وقعت المعركة التي قتل فيها أبو بلال مرداس بن أدية، وكان مقتله سببا في زيادة عدد أنصار الخوارج
  7. ثم خرجوا بالبصرة بقيادة عروة بن أدية
  8. وخرجوا بالبصرة بقيادة عبيدة بن هلال
  9. في آواخر شوال سنة 64 هـ بدأت الثورة الكبرى للخوارج الأزارقة بقيادة نافع بن الأزرق وبدأت تلك الثورة بكسر أبواب سجون البصرة متجهين للأهواز
  10. في سنة 65 هـ ثاروا باليمامة بقيادة أبو طالوت
  11. في شوال 66 هـ حاربوا ضد جيش المهلب بن أبي صفرة شرق نهر دجيل
  12. في سنة 67 هـ ثاروا بقيادة نجدة بن عامر فاستولو على أجزاء من اليمن وحضر موت والبحرين
  13. في أوائل سنة 68 هـ ثار الخوارج الأزارقة وهاجموا الكوفة
  14. في سنة 69 هـ استولوا على نواح من أصفهان وبقيت تحت سلطانهم وقتا طويلا
  15. في سنة 69 هـ ثاروا بالأهواز بقيادة قطري بن الفجاءة
  16. في آخر شعبان سنة 75 هـ حاربوا المهلب بن أبي صفرة ولما هزمهم اسنحبوا لفارس
  17. في صفر 76 هـ ثارو في "داريا" بقيادة الصالح بن مسرح وقاتلوا في أرض المدبح من أرض الموصل
  18. وفي سنة 76 هـ وسنة 77 هـ تمنكوا بقيادة شبيب بن يزيد بن نعيم من إيقاع عدة هزائم ضد جيوش الحجاج بن يوسف الثقفي
  19. ثم تكررت ثورتهم بقيادة شوذب وحاربوا في الكوفة على عهد يزيد الثاني
  20. وفي عهد هشام بن عبد الملك ثاروا وحاربوا في الموصل بقيادة بهلول بن بسر ثم بقيادة الصحاري بن شبيب حيث حاربوا عند مناذر بنواحي خراسان
  21. في سنة 127 هـ حارب الخوارج بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني وكان عددهم مائة وعشرون ألفا من المقاتلين وحاربت في هذا الجيش نساء كثيرات وانتصروا على الأمويين في الكوفة (رجب 127 هـ) وبواسط (شعبان 127 هـ)
  22. في سنة 129 هـ ثاروا باليمن بقيادة عبد الله يحيى الكندي واستولوا على حضرموت واليمن وصنعاء وأرسلوا جيشا بقيادة أبو حمزة الشاري فدخل مكة وانتصر في المدينة إلى أن هزمه حيش أموي جاءه من الشام في جمادى الأولى 130 هـ.
أدت هذه الثورات إلى إضعاف الدولة الأموية واستنزاف قواها ونمت من عدد الفرق والأحزاب المعارضة والمناهضة للأمويين واتسعت دائرة الثورة الخارجية بين الناس ولم تعد قاصرة على المؤمنون فقط بفكر الخوارج

أحاديث موضوعة عن الخوارج

في حربهم ضد الخوارج، استعان الأمويين بالمهلب بن أبي صفرة الذي اتفق مع عبد الملك بن مروان على أخذ أرضهم وخراجها إقطاعا له ولجنوده، واستعان المهلب بالأحاديث الكاذبة التي كان ينسبها للرسول صلى الله عليه وسلم ليشد به أمر جنوده ضد الخوارج.

من أشعارهم

  • قال شاعرهم عيسى بن فاتك متحدثا عن انصارهم في موقعة "آسك" التي خروجوا فيها أربعين رجل ليقابلوا جيش أموي تعداده ألفان: أألفـا مؤمـن فيمـا زعمتم / ويهزمهم بآسك أربعونا / كذبتم، ليس ذاك كما زعمتم / ولكن الخوارج مؤمنونا
  • وقال شاعرهم عمران بن حطان: إني أدين بما دان الشراة به / يوم النخيلة عند الجوسق الحزب
  • وقال شاعرهم الوليد بن طريف: انا الوليد بن طريف الشاري / جوركم أخرجني من داري
  • وقال شاعرهم الصلت بن مرة: إني لأهونكم في الأرض مضطربا / ما لي سوى فرسي والرمح من نشب
  • وقال شاعرهم يزيد بن حبناء: دعي اللوم إن العيش ليس بدا ئم / ولا تعجلي باللـوم يا أم عاصـم / فإن عجلـت منـك الملامـة فاسمعي / مقـالــة معنــى بحقـك عالــم / ولا تعذلينـا في الهديـة إنمــا / تكون الهدايا من فضول المغانم / فليـس بمهـد مـن يكـون نهــاره / جلادا ويمسـى ليلـه غيـر نائـم

الفرق

انقسم الخوارج في بعض المسائل والفروع وان ظلوا مجتمعين على أصولهم الفكرية، فانقسموا إلى:

الأزارقة

أتباع نافع بن الأزرق. قرروا أن "ديار مخالفيهم هي ديار كفر" فمن أقام بها فهو "كافر"، وقالوا أن "أطفال الكفار" سيخلدون في النار، وأنكروا رجم الزاني، وأقروا الحد لقذف المحصنة دون قذف المحصن، وسووا في قطع يد السارق بين أن يكون المسروق قليل أو كثير

النجدات

أتباع نجدة بن عامر الحنفي. قالو أن الدين أمران:
  1. معرفة الله ومعرفة رسوله وتحريم دماء المسلمين وأموالهم
  2. الإقرار بما جاء من عند الله جملة
وما عدا ذلك من الحلال والحرام والشرائع فالجاهل بها معذور لأنها ليست من الدينوقالوا بكفر المصر على الذنب والمعصية كبيرة كانت أم صغيرة.

الإباضية

أتباع عبد الله بن إباض. هم أقل الخوارج غلوا، وأكثرهم اعتدالا. فعندهم أن كفر مرتكب الذنوب الكبائر هو "كفر نعمة" وليس "كفر شرك"، ولم يقولوا أن أطفال الكفار مخلدون في النار.

الصفرية

أتباع زياد الأصفر أو النعمان بن الأصفر أو عبد الله بن صفار، وهم مثل الأزراقة ، خالفوهم فقط في امتناعهم عن قتل اطفال المخالفين لهم في الاعتقاد.

مصادر

  • تيارات الفكر الإسلامي: د.محمد عمارة - دار الشروق - الطبعة الثانية



فرق الخوارج

افترق الخوارج إلى فرق منها:
وقد أوضحت كتب الملل والنحل ما بينهم من فروق.