Search - للبحث فى مقالات الموقع

Thursday, April 14, 2011

الخيل - Horses (الاسـم العلمي: Equus caballus)



الخيل Horses (الاسـم العلمي: Equus caballus) هي جماعة الأفراس، ولا مفرد لها من لفظها، والفرس هي أنثى الخيل، (ويقال لها حِجرْ وجمعها أحجار وحُجور)، ويقع على الذكر أيضاً، ويقال له حصان وجمعه حُُصُن. والمهر هو ولد الفرس، وأنثاه مُهْرة، أما الفِلو فهو المهر إذا فُطم.
ارتبطت الخيل بالإنسان منذ القدم، فقد كان يصطادها للاستفادة من لحومها، واستخدمها بعد تدجينها وسيلة للنقل والعمل. والخيول ثدييات آكلة للعشب من الحافريات تنتمي إلى الفصيلة الخيلية Family Equidae من جنس الخيل Equus وتحت رتبة اللامجترات Aruminatia ورتبة وحيدات الحافر (مفردات الأصابع Perissodactyla).
تطور الخيول واستئناسها
تطورت أحجام الخيول وأجهزتها عبر 50-60 مليون سنة من أسلاف صغيرة الحجم، ورافق ذلك نقص في عدد الأصابع فتطور الإصبع الثالث وأصبح مغلفاً بحافر، في حين ضمرت بقية الأصابع. ويعتقد أن أسلاف الخيول عاشت في أمريكا الشمالية، وانتشرت منها إلى أمريكا الجنوبية وآسيا وروسيا.
تأخر تدجين الخيول عن بقية الأنواع الحيوانية، فقد بدأ نحو 3000-4000 سنة قبل الميلاد، وهناك أدلة على أن الحثيين دربوها على الرياضة والحرب نحو عام 1400ق.م. واستخدمها الآشوريون في الصيد نحو عام 800ق.م. بربطها إلى عربات ذات عجلتين، وكان قدماء الإغريق والرومان يستخدمونها في السباقات. وتكوَّن بعد استئناسها عدد كبير من العروق الهامة في كثير من البلدان، وكان الحصان العربي من أهمها، وانتشر مع الفاتحين العرب في آسيا وشمالي إفريقيا وجنوبي أوربا.
عروق الخيل
قدِّرت منظمة الغذاء والزراعة عدد الخيول في العالم عام 2000 بنحو 59 مليون رأس، وفي سورية هناك نحو 30 ألفاً. وتتوزع الخيول ضمن أكثر من 250 عرقاً ونموذجاً منتشرة ضمن بيئات متفاوتة في معظم بقاع العالم.
تُصنّف الخيول بطرائق متعددة، منها ما يعتمد طريقتها في السير أو مكان نشوئها أو أحجامها أو استخدامها. وتقسم حسب نوعية الاستخدام كما يأتي:
 
الشكل(1)
 
خيول الجر: وهي خيول قوية ضخمة الحجم يراوح ارتفاعها بين 160-170سم ووزنها بين 700- 1000كغ، تغلب على مشيتها الخطوة (ولذلك كانت تسمى خيول الدم البارد). ومن أشهر عروقها عرقا شاير ShireوكلايدسديلClydesdale  البريطانيين وبيرشيرون Percheron الفرنسي (الشكل -1) والبلجيكي Belgian.
خيول السحب الخفيف: بدأ ظهورها في نهاية القرن الثامن عشر في إنكلترا ثم في بلدان أخرى، وتستخدم اليوم في رياضة الخبب وفي جر العربات الخفيفة وسباق العربات. ومن عروقها أرلوف Orlove الروسي ومورغان Morganونورفولك تروتر Norfolk Trotter الأمريكيين.
خيول الركوب والسباق والقفز: وتتميز حيواناتها بالحيوية والوزن الخفيف (350-500كغ) ومن أهم عروقها الخيول العربية Arabian وأخالتيكي Akhal Tekeالتركمانية والثوروبريد  Thoroughbredالإنكليزية وخيول السرج Saddleوالستاندردبريد Standardbred الأمريكية.
الخيول القزمية Ponies: وهي خيول صغيرة الحجم يُراوح ارتفاعها بين 80-115سم. وكانت تستخدم في نقل الأحمال الخفيفة وخاصة في المناطق الجبلية، أما اليوم فتستخدم خاصة في المرافق الترفيهية (السيرك، حدائق الأطفال)، ومن عروقها شتلاند Shetland الاسكتلندي وويلش Welsh الذي نشأ في مقاطعة ويلز في بريطانيا.
ألوان الخيل
تتميز الخيل بألوان عدة، وتتصف حيوانات العرق الأصيل بلون مميز خاص بها، ومن أشهر ألوان الخيل ما يأتي، على سبيل المثال لا الحصر:
الكُميْت: الكُمْتة: حمرة يخالطها سواد.
الأدهم: الدُهْمة: السواد، شديده وهينه.
الأشهب: الشَهَب والشُهْبة: لون بياض يتخلله سواد.
الأصفر: ولا يسمى أصفر حتى يصفر ذنبه وعُرفه.
الأبرش: البَرَش: لُمَع بياض في لون الفرس من أي لون كان إلا الشُهبة.
المُصْمت: الذي لا يخالط لونه لون.
الشِيَة: كل لون يخالف لون جميع الجسد، والجمع شِيات، وأكثر شيات الحصان العربي بيضاء، فإذا كان هذا البياض في الوجه سمي غُرة وإذا كان في القوائم سمي تحجيلاً. (وله تسميات أخرى حسب شكله أو استطالته).
أما الدوائر (وتسمى أيضاً النياشين والنقشات والنخلات) فإنها علامات تنشأ من نمو الشعر في اتجاهات مختلفة على سطح الجلد، ولها تسميات مختلفة حسب مكان وجودها.
الخيول العربية
توصف الخيول العربية بالجمال والذكاء والإخلاص وقوة التحمل وتفرد الشخصية والسرعة، هي من أقدم عروق الخيل الأصيلة، إن لم تكن أقدمها على الإطلاق، ومنشؤها شبه الجزيرة العربية، وتعد أساس تكوين عدد من العروق العالمية المشهورة مثل عرق الثوروبريد المشهور في حلبات سباق الخيل. ويعتقد أن أجداد هذا العرق الإنكليزي الشهير تنحصر في ثلاثة أحصنة عربية هي بيلي تورك Byeley Turk المستورد إلى بريطانيـا عام 1689، ودارلي العربي Darley Arabian المستورد من قبل القنصل الإنكليزي في حلب عام 1705، والغودولفين العربي Godolphin Arabian المستورد عام 1728.
أقسم الله عز وجل بالخيل في القرآن الكريم في سورة العاديات بقوله )والعَاديَاتِ ضَبْحاً & فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً & فَالمُغِيراتِ صُبْحاً( (العاديات1-3)، وقال تعالى: )وأعِدٌّوا لَهُم ما اسْتَطعْتُم مِن قُوةٍ ومِن رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وعدُوَّكُم((الأنفال60) وقال الرسول r: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»، وقد اقتناها واستخدمها في الجهاد. وانتشرت الخيول العربية مع الفتح الإسلامي في بلاد الشام وفارس وشمالي إفريقيا، وصولاً إلى إسبانيا وجنوبي فرنسا. كما اجتازت نهر الهندوس شرقاً.
ما من أمة أحبت الخيل كالأمة العربية، وكان العرب لا يرون العز إلا على متونها، ولهم في حبها أحاديث وأشعار لا تحصى، ومن ذلك قول شدَاد بن معاوية العبسي، وكانت فرسه تسمى جروة:
فمن يك سائلاً عني فإني
وجروة كالشجا تحت الوريد
أقوتها بقوتي إن شتونا
وألحفها ردائي في الجليد
وقد بلغ من اعتزاز العرب بخيولهم أنهم أعطوها أسماء وأنساباً منذ القدم، مما ساعد على حفظها أصيلة، وهنالك مؤلفات خاصة بذلك مثل كتاب «أنساب الخيل» لابن الكلبي، و«أسماء الخيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها» للغندجاني. وقد ذكر ابن الكلبي في كتابه أن أصل الخيول العربية من الحصان (زاد الراكب)، ويزعم أنه من جياد سليمان عليه السلام، وأن فحول الخيول من نسله ومنها الهجيسي وأعوج (الذي كان لا يدانى في السرعة) وجلوي أم الجواد داحس (أحد الجوادين اللذين تسببا في حرب داحس والغبراء التي استمرت 40 عاماً). وابتدع العرب نظام الأرسان والمرابط المعروفين. والأرسان الأساسية هي الكحيلة والمعنقية والدهم والصقلاوية والشويمة وهدبان. وسورية ذات اهتمام كبير بالحفاظ على أرسان الخيل، ولا تسجل في كتاب أنساب الخيول السورية تلك التي لم يثبت انتماؤها إلى رسن ومربط معروفين. وقد كانت الخيول العربية القديمة تذكر من دون الإشارة للأرسان، مما يدل على عدم وجودها منذ نشأة العرق، وهذا ما فعله ابن الكلبي في كتابه المذكور سابقاً.
 
 
الشكل(2)
 
الجواد العربي متميز المظهر أنيق، شجاع ونشيط وذكي ووديع وقوي ووفي لصاحبه، ويعد من أجمل الخيول في العالم، ولعل من أهم عناصر جماله صغر رأسه الهرمي الشكل وجمال تكوينه وتناسق أعضائه (الشكل -2).
يتصف الجواد العربي بالعيون الكبيرة الحادة والأذنين اليقظتين المنتصبتين والأنف الأفطس ذي المنخرين الواسعين. وتستحسن فيه الرقبة الطويلة غير المكتنزة والمقوسة الشكل، وهي متناسقة مع جسده، وينبت على حافة العنق شعر طويل مسترسل يسمى العرف. الصدر عريض متسع بارز العضلات، والبطن مستدير، والظهر (يسمى أيضاً الصهوة والمتن) قصير ومستقيم، أما الكفل فهو عريض مستقيم أو قليل الانحدار قوي العضلات. ويتصف كذلك بالقوائم القوية المتناسقة. أما الذيل فهو مرتفع، ويقال: إن الحصان مشوال، أي إن ذنبه يرتفع عند الجري أو الخبب (الهرولة).
يندرج الحصان العربي تحت قسم الخيول الخفيفة ويراوح وزنه بين 350-450كغ وعلوه بين 14 و15 يد (اليد hand مقياس لعلو الخيل ويساوي 4 بوصات أو 10 سنتيمترات). والألوان الأساسية فيه هي الأبيض (وهو نادر قبل بلوغ الحصان الخامسة أو السادسة من العمر)، والأشهب (وهو مزيج من الأبيض والأسود بدرجات متفاوتة) والأحمر، والأسود (أو الأدهم)، والأصفر، والأزرق (وهو لون غير ثابت يتغير مع تقدم العمر حتى يصل إلى الأبيض) وينجم عن تمازج الألوان، ألوان أخرى لكل منها اسم خاص به، فالأحمر، على سبيل المثال، له ألوان فرعية منها الورد والكميت والأصدأ والأشقر، وكل منها يتبعه نماذج لونية أخرى.
تعيش الخيول العربية طويلاً بالمقارنة مع غيرها من العروق، وقد انتشرت في بلدان عدة فأُوليت ما تستحقه من المكانة والاحترام واستخدمت في تكوين عروق جديدة وفي تأسيس مرابط مهمة. واسـتخدام التهجين crossbreeding في إنتاج العرق الإنكليزي – العربي Anglo- Arab في فرنسا، وذلك من تزاوج ذكور ثوروبريد مع أفراس عربية، وخيوله ممتازة في سباق المسافات القصيرة.
ظهر أول كتاب للخيول العربية في إنكلترا في القرن السابع عشر، وأًنشئت المنظمة الدولية للجواد العربي World Arabian Horse Organization (WAHO)     عام 1972، وتضم في عضويتها أكثر من 50 بلداً، وجميع الخيول العربية الأصيلة مسجلة في هذه المنظمة. كما تُصدر الدول وسلطات التسجيل كتب أنساب الخيول الأصيلة دورياً.
بعض نعوت الخيول العربية
نعوت الخيول العربية كثيرة جداً، منها على سبيل المثال: المعرب وهو الذي ليس فيه عرق آخر، والأنثى معربة والجمع عراب. وأعرب الفرس أي خلصت عربيته. والعتيق من الخيل الكريم، وكذا الصريح والشرجب والسرحوب وهي نعوت خاصة بالخيل العراب.
والمطهمة هي الحسنة التامة في كل شيء، والصلدمة الشديدة، والفرس النهد الجسيم، والسلجم الطويل ومثله السلهب. والسرحوب والقيدود الطوال من الإناث، ولا توصف بهما الذكور، والصمصام القوي الشديد وكذا العلندي. والمسومة هي التي لها سمة أي علامة، والذهلول الجواد الدقيق. والذيال وهو طويل الذيل، والجرشع وهو الكبير الجسم الواسع البطن، والبحر وهو الكثير الجري الذي لا يتعب، والرسول الكريم هو أول من أطلق هذا الاسم، والمطهم التام الحسن الخلق، والعضوض الذي يعض من يدنو منه، والجموح الذي لا يوقفه اللجام عن الجري، والحرون الذي يمتنع عن المشي، وغيرها كثير.