Search - للبحث فى مقالات الموقع

Monday, April 4, 2011

ثيوقريطُس


ثيوقريطُس

(310 ـ 250ق.م)

ثيوقريطُس Theokritos شاعر يوناني ولد في مدينة سرقسطة Syracuse في جزيرة صقلية. قضى ردحاً من حياته في جزيرة كوس Kos الواقعة في بحر إيجة، وفي الإسكندرية في مصر. وهو أول من أرسى قواعد الشعر الرعوي [ر. الرعويات] وقد استخلص من بعض قصائده سعيه للحصول على رعاية حاكم صقلية هيرون الثاني Hieron II، وملك مصر بطلميوس الثاني فيلادلفوس Ptolemy II Philadelphus.
عُرفت المجموعة المختارة من القصائد التي نُسبت إلى ثيوقريطُس باسم «الأغاني» Eidyllia، وهي تصغير لكلمة إيدوسEidos التي تعني قصائد قصيرة. تضم هذه المجموعة شعراً واسع التنوع، يشمل الترانيم والمراثي والحِكَم والشعر القصصي السردي والهجاء والشعر الجنائزي والقصائد الساخرة المعروفة باسم ميموس Mimos، وهي مشاهد مسرحية قصيرة كانت تُمثَّل على المسرح وتقدم صورة درامية لحياة المدينة أو الريف، إما على هيئة حديث مع الذات، أو على هيئة حوار بين شخصين أو أكثر. ومن أبرز هذه المشاهد الساخرة قصيدة «النساء في مهرجان أدونيس» The Women at the Adonis Festival التي تتبع فيها الشاعر امرأتين ثرثارتين في متوسط العمر تجوبان شوارع الإسكندرية لتسمعا النواح والندب على موت أدونيس. وكذلك قصيدة «الساحرة» The Sorceress يصور فيها الشاعر فتاة اسمها سيميثا Simaetha فقدت حبيبها، فقامت مع خادمتها بتلاوة التعاويذ تحت ضوء القمر لتسترده.
لم يكن ثيوقريطس في واقع الأمر قاصداً ابتكار الشعر الرعوي أو تأسيس جنس أدبي، بل كان يظن أنه يكتب قصائد ساخرة ناقدة للمجتمع المدني والريفي على حد سواء. بيد أن هذه القصائد تميزت بكل خصائص ما عُرف فيما بعد بالشعر الرعوي وأصبحت أنموذجاً للشعراء الرعويين في أوربة حتى القرن السابع عشر، إذ جسدت شخصيات قصائده الحياة الريفية الصافية، والريفيين والرعاة، وكانت موضوعاته تدور حول الحب المحبَط، والعزف على الناي، والمباريات الغنائية بلهجة صقلية اليونانية الريفية المعروفة بالدورية Doric.
بلغ عدد القصائد المختارة في مجموعة ثيوقريطس ثلاثين قصيدة منها عشرون في الحِكَم، وقصيدة واحدة بعنوان «المصفار» Syrinx نظمت أبياتها بحيث تبدأ طويلة ثم تقصر بالتدريج ليصبح شكل القصيدة بأكملها على هيئة مصفار. أما بقية القصائد فتتضمن مناشدات، وقصائد سردية مستقاة من الأساطير اليونانية، ولا يدخل منها في إطار الشعر الغنائي سوى اثنتي عشرة قصيدة.
للشاعر ثيوقريطس دور في تطوير القصيدة ذات اللازمة، والليلية Serenade وهي قصيدة ذات لحن عاطفي تغنى أو تعزف ليلاً في الهواء الطلق من قبل العشاق خاصة، إضافة إلى القصائد التي كانت تستخدم في المباريات المازحة المتسمة بالخشونة الريفية الساذجة، ولكنها في الوقت نفسه ودية. ويعد شعر ثيوقريطس نموذجا للشعر الرعوي الواقعي، فهو يصور أناساً ريفيين من واقع الحياة اليومية، وتشير المصادر القديمة إلى أن شخصية سيميخيداس Simichidas في قصيدة «مهرجان الحصاد» The Harvest Festival هي ثيوقريطس نفسه، أما الشخصيات الأخرى فكانت تمثل أصدقاءه الشعراء ومنافسيه.