Search - للبحث فى مقالات الموقع

Wednesday, April 6, 2011

حاملة الطائرات aircraft carrier



حاملة الطائرات aircraft carrier تسمية وجدت إثر استخدام الطيران من على ظهر السفن الحربية، وهي من صنف سفن السطح، وأضخمها على الإطلاق في الوقت الحاضر. وتوجد حصراً في أساطيل الدول ذات الاقتصاد القوي لكلفتها العالية، وخاصة حاملات الطائرات النووية. ومن أشهرها حاملة الطائرات «الإنتربرايز» التي بلغت تكلفة بنائها ستمئة مليون دولار أمريكي وتجدر الإشارة إلى أن فرق التكاليف بين الحاملة النووية والعادية سيزول بعد 25عاماً من الاستعمال نتيجة فرق استهلاك الوقود، فالإمكانيات العالية تعوض تكاليف الصنع.
لمحة تاريخية
مرّ بناء حاملات الطائرات في مراحل ثلاث بحسب تطور الصنع والتسليح والاستخدام:
1- المرحلة الأولى: وهي منذ ظهور الحاملات في العشرينات من القرن العشرين، وأولها الحاملة الأمريكية «لنغلي» عام 1923 المعدلة عن ناقلة مواد خام، وعاصرتها حاملات بريطانية لم تكن تحمل سوى 6 طائرات. واستمرت الحال على ذلك حتى بداية الحرب العالمية الثانية، وبلغ تعدادها في العالم أجمع آنئذ ست حاملات أمريكية، وست حاملات بريطانية، وواحدة فرنسية، وكانت إزاحة كل منها تراوح بين 15 و30 ألف طن.
2- المرحلة الثانية: وهي مرحلة الحرب العالمية الثانية، حين بدأ الاعتماد الأساسي في القوات البحرية للدول المتحاربة على حاملات الطائرات، فتنوعت مهامها وأشكالها وصنفت إلى حاملات ضاربة ثقيلة attack aircraft carrier وحاملات للمرافقة والحماية escort aircraft carrier وحاملات خفيفة small aircraft carrier .
استخدمت الحاملات في الأنساق الأولى للقوات البحرية، وتجاوز إجمالي الموجود منها في العالم إبان هذه الحقبة 183 حاملة. وقد برهنت على فعالية وصمود عاليين بالمقارنة بخسائر البوارج والطرادات والغواصات، ووصلت إزاحة الحاملات في حينها إلى 50 ألف طن.
3 - المرحلة الثالثة: ازداد دور حاملات الطائرات بعد الحربالعالمية الثانية فتنوعت اختصاصاتها وصنوفها وازدادت إزاحتها. وبعد تدشين الحاملة «فورستوك» عام 1955 بإزاحة 70 ألف طن وحمولة 80 طائرة تقرر في الولايات المتحدة الأمريكية تنسيق أغلب الحاملات القديمة ولم يبق منها سوى عدد قليل يستخدم في أغراض التدريب، في حين تطور بناء الحاملات الحديثة وأسلحتها فأصبحت أداة واضحة في يد القيادات السياسية ووسيلة لممارسة الضغط العسكري على الدول الصغيرة، والسيطرة على المحيطات، ونشر القوى نشراً مناسباً، وخاصة قوات التدخل السريع.
وأخذت حاملات الطائرات تقوم بدور رئيسي في الصراعات العالمية، ففي الحرب الكورية 1950-1953 شارك أكثر من 11 حاملة، وفي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كانت الحاملات هي النواة الرئيسة للقوتين البريطانية والفرنسية. وكانت الحاملات السلاح الرئيسي الذي تولى الحصار في البحر الكاريبي عام 1962، وكان للولايات المتحدة خمس عشرة حاملة ضمن مجموعات في الحرب الڤييتنامية (1964-1974) وكانت القوة الرئيسة في النزاع البريطاني والأرجنتيني في جزر الفوكلاند عام 1982. وقامت الطائرات هورنيت من على الحاملات الأمريكية بضرب بنغازي وطرابلس في ليبيا. وكانت القوة الرئيسة في حرب الخليج في بداية التسعينات من القرن العشرين (6حاملات توجهها السواتل) ولم يضعف هذا الدور في القرن الحالي كما أثبتت حرب أفغانستان والعدوان على العراق. ومع أن الدول العظمى عنيت عناية كبيرة باتخاذ قواعد برية وبحرية لها في مختلف أنحاء العالم وخاصة الولايات المتحدة التي صار لها ما يزيد على 1500 قاعدة عسكرية في أراضي 32 دولة، ومع أن هذه القواعد البرية غير قابلة للغرق فهي غير قابلة للحركة والانتقال، وهذا ما أعطى حاملات الطائرات أهميتها الخاصة قاعدة عسكرية عائمة متحركة قادرة على التدخل في أي وقت. وتتوزع أساطيل الحاملات الأمريكية على البحار والمحيطات ومنها الأسطول السادس في البحر المتوسط، والأسطول السابع في غربي المحيط الهادئ، والأسطول الثاني في شمال شرقي المحيط الأطلسي، والأسطول الثالث في جنوب غربي المحيط الهادئ وتلاقي المحيط الهندي والخليج العربي وغير ذلك.
المواصفات الفنية والقتالية لحاملات الطائرات
مع تنوع مهام حاملات الطائرات وتنوع مواصفاتها الفنية والقتالية هنالك حاملات «تحت الصنف» كالحاملات الضاربة والحاملات المضادة للغواصات وحاملات الحوامات والحاملات المتعددة المهام. وتقارب إزاحة الحاملات الحديثة اليوم 100 ألف طن، وطولها نحو 335 متراً وعرضها نحو 80 متراً وتوفر لها هذه المواصفات الثبات فوق سطح البحر وتحمّل أحوال الطقس. وتوفر لها محركاتها النووية قدرة على الإبحار غير محدودة بسرعة تجاوز 35 عقدة، أما عدد طواقمها فيراوح بين 3 و4 آلاف عنصر، ويبلغ نصف القطر العملياتي لطائراتها 600 كم. يميل أعضاء حلف شمال الأطلسي مثل بريطانية وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا إلى اقتناء الحاملات الخفيفة التي تراوح إزاحتها بين 13 و30 ألف طن، غير أن الولايات المتحدة تفضل الحاملات الأكبر إزاحة. وقد تجاوز ما لدى الولايات المتحدة منها 24 حاملة نووية تحمل على متنها قاذفات متوسطة (كورسير corsair) وخفيفة (انترودَر intruder)، ومقاتلات قاذفة (هورنيت hornet)، ومقاتلات وطائرات استطلاع (تومكاتtomcat) وطائرات كشف مبكر، وطائرات حرب إلكترونية (برويلر brewler)  وطائرات مضادة للغواصات (فايكنغ viking) وحوامات متنوعة. إضافة إلى تسلحها من الصواريخ ذوات الرؤوس النووية والتقليدية والمدافع ووسائل التشويش والتمويه وأجهزة السيطرة والتوجيه والاتصال بالسواتل، ويزيد في قدرتها على الاستيعاب وجود الطائرات ذات الأجنحة القابلة للطي وتخزينها في طبقات الحاملة، وقدرتها على الإقلاع والهبوط العموديين. ووجود أجهزة القذف والكوابح على سطح الحاملة. وتستطيع الحاملة الواحدة في يوم قتالي واحد أن توزع ضرباتها على جبهة عرضها 1000 كم. وقد استدعت ضرورة حماية الحاملات وجود عدد كبير من سفن السطح وتحت السطح لمرافقتها، ويختلف قوام هذه السفن بحسب تكوين مجموعات الحاملات ومهماتها، مع مراعاة الشروط السائدة في مناطق عملها والأسلحة التي تهددها من البر والبحر والجو، وفيها الأسلحة النووية والكيمياوية والبيولوجية فتكون الحماية دائرية كاملة، بعيدة وقريبة، إضافة إلى الحماية الذاتية. ولا شك في دور حاملات الطائرات في ازدياد تنامي أطماع الدول الكبرى في السيطرة على بحار العالم ومحيطاته وتنافسها فيما بينها.