Search - للبحث فى مقالات الموقع

Thursday, April 14, 2011

حركه التحرر النسائيه




النسوية (التيار النسوي) feminism حركة ثورية غربية ذات مضمون فلسفي وفكري يهدف إلى تحطيم البداهات الخاطئة (السيطرة الذكورية)، ووضع المرأة في موقع الفاعل في المجتمع. وبتعبير آخر، النسوية منظومة فكرية أو مسلكية مدافعة عن مصالح المرأة وداعية إلى توسيع حقوقها، برزت تاريخياً في المجتمع الليبرالي الرأسمالي على أنها حركة لتحرير المرأة في القرن التاسع عشر، فكانت رد فعل على أوضاع المرأة المتردية في أثناء الثورة الصناعية وما تلاها. ولكنها لم تكلل بالنجاح حتى القرن العشرين؛ إذ تبلورت مطالب النسوية بوساطة بعض الجمعيات هناك، ثم انتقلت الحركة إلى عدد من بلدان العالم وخاصة العالم العربي والإسلامي عن طريق الغزو العسكري والثقافي. وقد حظيت النسوية بدعم منظمة الأمم المتحدة سنة 1945، وهي تختلف عن النسائية التي تعبّر عن الفعاليات التي تقوم بها النساء من دون اعتبار للبعد الفكري والفلسفي، وإنما بمجرد أنها فعاليات تقوم بها المرأة.
ويعود سبب نشوء هذه الحركة وانتشارها في الغرب إلى أولاً: صورة المرأة في المصادر الثقافية الدينية الغربية، أي في التراث اليهودي والمسيحي؛ فالمرأة في هذا التراث هي أصل الخطيئة، الموقف الذي ترتب عليه ـ فيما بعد ـ أحكام وأوصاف أخرى للمرأة (شيطانة وملعونة). وثانياً: موقف العديد من المفكرين والفلاسفة الغربيين تجاه المرأة من أفلاطون [ر] Platoالفيلسوف اليوناني الذي يضع المرأة في عدد من كتبه ومحاوراته مع العبيد والأشرار ومع المخبولين والمرضى؛ إلى الفلاسفة الغربيين المتأخرين أمثال ديكارت [ر] Descartes من خلال فلسفته الثنائية التي تقوم على العقل والمادة، فيربط العقل بالذكر ويربط المادة بالمرأة، وكَانتْ [ر] Kant الذي يصف المرأة بأنها ضعيفة في جميع الاتجاهات، ولاسيما في قدراتها العقلية، كذلك فيلسوف الثورة الفرنسية جان جاك روسو [ر] Rousseau الذي يقول: إن المرأة وجدت من أجل الجنس ومن أجل الإنجاب فقط، وقد اتخذ دعاة النسوية من هذا الموقف التراثي الديني مع موقف هؤلاء المفكرين والفلاسفة منطلقاً لنشر الثقافة المدافعة عن المرأة التي كوّنت مفاهيم الحركة النسوية الغربية وقيمها ومبادئها؛ لتكون حركة نسوية عالمية، تمحورت حتى السبعينات حول تيارين رئيسين في المجتمعات الغربية: النسوية الليبرالية، والنسوية الراديكالية.
ـ التيار النسوي الليبرالي: المعروف بحركة تحرير المرأة، وهو الذي بدأ في العالم الغربي منذ قرن ونصف القرن، وينتسب إلى خط الثورة الفرنسية وامتداداته الفكرية. ويقوم على مبدأين أساسيين قامت على أساسهما الحداثة الغربية، هما المساواة والحرية، مبدأ المساواة التماثلية بين الرجل والمرأة ومبدأ الحرية شبه المطلقة. وقد تم ترسيخ هذا الفكر على عدة مراحل أهمها:
 ـ الثورة الأمريكية سنة 1779م والثورة الفرنسية سنة 1789م والمبادئ التي تضمنتها دساتير هاتين الدولتين الأمريكية والفرنسية.
ـ مبادئ الأمم المتحدة 1945 ووثيقة رفض التمييز على أساس الجنس وتحقيق المساواة التماثلية بالمفهوم الغربي الذي يقوم على فكرة الصراع الحقوقي بين الرجل والمرأة.
ـ الصكوك والاتفاقات الدولية المصاغة على أساس هذه المبادئ، ولاسيما وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 (المادة 7،16)، ووثيقة اتفاقية سيداوCEDAW (المكونة من 30 مادة) للقضاء على جميع أنواع التمييز ضد المرأة، سنة 1979.
ـ مرحلة عولمة هذا الفكر بمؤتمرات أممية تنعقد بين الفينة والأخرى، كمؤتمر السكان في القاهرة سنة 1994 ومؤتمر المرأة في بكين سنة 1995 (وثيقة بكين)، ثم مؤتمر «بكين خمسة» الذي عقد في نيويورك سنة 2000، و مؤتمر «بكين عشرة» في نيويورك سنة 2005 لمتابعة تنفيذ توصيات هذه الوثيقة.
ـ التيار النسوي الراديكالي (المتطرف): هو تيار عالمي يطالب بتغيير البنى الاجتماعية والثقافية والعلمية واللغوية والتاريخية المتحيزة للذكر، وصياغة نظرية نسوية لتحقيق المساواة التماثلية بين الجنسين، وذلك بخلخلة الثنائية السيكولوجية والاجتماعية التقليدية بين الذكر والأنثى وإيجاد بديل منها، وهو مصطلح الجنوسة أو «الجندر» gender. وهي فكرة ظهرت في منتصف الستينات إيماناً بالحرية الشخصية المطلقة، مما أحدث ما يسمى بالثورة الجنسية في الستينات عند الغرب، ويقف وراء هذا التيار منظمات نسائية وممولون وسياسيون يروجّون لفلسفته ومبادئه ويعملون على تنفيذ برامجه، وقد كان له الدور الكبير في صياغة مؤتمر بكين الرابع الدولي للمرأة سنة 1995. ومن مبادئ هذا التيار المتطرف هدم مفهوم الأسرةالتقليدية عن طريق قلب الأدوار، وإلغاء مفهوم الأبوة والأمومة بإحلال الأسرة الديمقراطية (إلغاء مؤسسة الزواج، تحرير المرأة من الحمل والإنجاب وإحلال الحمل والإنجاب الصناعي، إلغاء دور المرأة في تربية الأطفال، ومن القيام بالأعمال المنزلية، وإقامة مراكز تربوية لتربية الأطفال داخل المجتمع وليس بالبيت)، ورفض الدين مرجعية عليا، وإلغاء الملكية الخاصة، والتحكم بعدد سكان العالم (خاصة الإسلامي) باعتماد برامج تنظيم الأسرة، والتستر بعبارات التحرر والمساواة وصحة المرأة، كذلك دعوة المرأة إلى شغل جميع المناصب مناصفة مع الرجل. وقد دونت هذه توصيات ومقررات في وثيقة بكين التي تعد قاعدة العمل لمخططات صندوق الأمم المتحدة للسكان والتنمية.وكانت النتيجة حث الأمم المتحدة الدول الموقعة على الاتفاقيات والقرارات الخاصة بالمرأة لوضع قوانين لمنع الزواج المبكر، وإضفاء صفة الشرعية على الشذوذ، ومنح الشواذ حق المساواة مع الأسوياء في كل شيء حتى في الميراث، كما تم إصدار وثيقة ملزمة على المستوى الدولي بتجريم القوانين التي تعاقب على الشذوذ الجنسي وعدّت كل تفرقة أو عقاب على أساس (الجنوسة) هو جريمة ضد الإنسانية.
كما تولدت مذاهب نسوية نقدية في التحليل السيكولوجي لفهم الحالة النسوية. فطورت عالمة النفس لوس إيريغاراي Luce Irigaray التفكير حول مفهوم الاختلاف، وخلقت نقاشات حول الطابع البيولوجي والاجتماعي لهذا الاختلاف. وكان أبرز شعاراته قول المفكرة والأديبة النسوية الفرنسية سيمون دي بوڤوار Simone de Beauvoir ت(1908ـ1986)«لا نخلق نساء، بل نصير نساء». فكان لنشاطاتها وكتبها دور مهم في تطور الحركة النسوية ولاسيما كتابها «الجنس الثاني» Le Deuxième Sexeت(1949).
وفي الثمانينات، تصدرت النسوية الهندية ڤاندانا شيفا Vandana Shiva تياراً نسوياً بيئياً ارتفعت شعبيته في دول العالم الثالث، ومفاده أن المرأة (المشبهة بالطبيعة في معظم المعتقدات والخرافات الدينية) تتعرض لأنماط الاستغلال نفسها التي تتعرض لها الموارد الطبيعية على يد النظام الرأسمالي. ومن ثم لابد من ثقافة سليمة معادية للرأسمالية ومحترمة للشعوب والطبيعة، لتلغي الاستغلال والتمييز اللذين تتعرض لهما نساء الكون.
هذا يعني أنه لا توجد نسوية واحدة يمكن لجميع المناضلات النسويات تبنيها، بل نسويات تندرج ضمن مدارس عديدة وتتغذى من المعطيات الثقافية والاجتماعية المختلفة، وتحاول كل منها إضاءة الأسباب التي أدت إلى تهميش المرأة واستضعافها، وبلورة استراتيجيات لمواجهتها.
وعموماً الحركة النسوية كمعظم الحركات الاجتماعية تقترح تحولات وتغييرات تطال المجتمع كله، وتقاوم عولمة مساوئه، ولعل تجربة «المسيرة العالمية للمرأة» ضد العنف والفقر ومشاركة النسويين الفاعلة في اللقاءات المواطنية، مثل «منتدى بورتو أليغري» تشيران إلى خروج الحركة النسوية من انعزاليتها الأولى.
النسوية في العالم العربي
مرت الحركة النسوية العربية بثلاث مراحل منذ بداية القرن التاسع عشر: المرحلة الأولى: مرحلة عصر النهضة التي ترافقت مع وصول الحملة الفرنسية إلى مصر سنة 1798 إذ عُد هذا التاريخ بداية اتصال العرب بأوربا والانفتاح على الغرب وثقافته، خاصة حول قضية المرأة وحقوقها، مما أدى بالنخب المثقفة في جامعاتها إلى تقليده محاولة للخروج من حالة التخلف والأمية والفقر السائدة في بلاد العرب، فبرز في هذه المرحلة: رفاعة الطهطاوي[ر] الذي نسب إليه بعد عودته من فرنسا سنة 1831 أنه أول من بشّر في البلاد العربية بمساواة المرأة مع الرجل في العصر الحديث ودعا إلى اشتراكها في العمل. ويقول في هذا المعنى «يمكن للمرأة عند اقتضاء الحال أن تتعاطى من الأشغال والأعمال مايتعاطاه الرجال على قدر قوتها وطاقتها، فكل مايطيقه النساء من العمل يباشرنه بأنفسهن، وهذا من شأنه أن يشغل النساء عن البطالة، فالعمل يصون المرأة عما لايليق، ويقربها من الفضيلة» وعلى النهج نفسه سار نخبة من المفكرين النابهين مثل بطرس البستاني [ر] وخير الدين التونسي [ر] وغيرهم ممن كان لآرائهم أبلغ الأثر في تنوير الأذهان ومناقشة قضايا المرأة بحرية تامة، فظهر الجيل الأول من النساء الرائدات اللاتي أرست آراؤهن المنشورة عبر الصحف اللبنة الأولى لنشأة الحركة النسوية في العالم العربي، ومن هؤلاء النساء مريم جبرائيل نحاس المتوفاة بمصر سنة 1888، والتي صدر لها كتاب ترجمت فيه لشهيرات النساء في عصرها وغيره، وأنيسة عطا الله صاحبة «صحيفة المرأة»، ولبيبة هاشم صاحبة صحيفة «قناة الشرق»، ومريانا مراش [ر] الشاعرة والكاتبة الحلبية، وهي أول امرأة أنشأت مقالاً نشر لها في صحف النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والأديبة السورية أنيسة سعيد الخوري الشرتوني [ر] التي جمعت مقالاتها ومقالات شقيقتها عفيفة في كتاب اسمه: «نفحات الوردتين».
المرحلة الثانية: وتبدأ من نهاية القرن التاسع عشر إثر صدور كتاب «المرأة في الشرق» لمرقص فهمي (1870ـ1955) الذي أحدث هزة عنيفة؛ لأنه نقل موضوع المرأة وحقوقها إلى حلبة صراع مع المعتقدات الإسلامية، إضافة إلى دور كتاب المرأة الجديدة لقاسم أمين والذي دعا فيه علانية المرأة العربية إلى تقليد المرأة الأوربية حتى تلحق بركب الحضارة والمدنية. أما على المستوى العملي فقد تأسست في هذه الفترة الاتحادات النسائية التي شاركت في مؤتمرات عالمية للمرأة، ودخلت المرأة في السجالات السياسية، وكان من أبرز رموز هذه المرحلة، قاسم أمين، هدى شعرواي[ر]، درية شفيق، سلامة موسى[ر]، أمينة السعيد[ر]، إحسان عبد القدوس[ر]. أما المرحلة الثالثة: فتبدأ من خمسينات القرن المنصرم إثر ازدياد الأحزاب التي تبنت الفكر العلماني، وانتشار الشيوعية واتساع نفوذها في العديد من البلدان العربية التي كانت على وشك الاستقلال. وقد ترجم في هذه الحقبة العديد من الكتب اليسارية الماركسية إلى العربية حول تحرير المرأة مثل كتاب «الجنس الآخر» وكتاب «لينين والمرأة» وكتاب «الحب والحضارة» وكتاب «الثورة الجنسية» وكتاب «الاشتراكية والمرأة» وغيرها. وأدى ذلك إلى انتقال هذه الأفكار اليسارية إلى المجتمعات، فسادت أجواء الشك في الدين والقيم، ونُعت الدين والتقاليد بالرجعية والتخلف، لا بل اتهم الدين بأنه السبب المباشر في دونية المرأة وتخلفها واضطهادها، ويمكن القول: إنه في هذه المرحلة انتقلت حركة تحرير المرأة من مرحلة التأثر بالنموذج الغربي إلى جعل هذا النموذج أيديولوجية وعقيدة للمرأة. إذ كانتالأيديولوجية الشيوعية من أقوى الفلسفات تأثيراً في هذه المرحلة والتي دعت إلى إقصاء الدين ونعته بالرجعية.
وفي العقد الأخير من القرن العشرين الذي يعد نهاية هذه المرحلة حتى هذا اليوم ازداد اهتمام الحركات النسوية المتطرفة بدراسة مفهوم «الجنوسة». ومن أبرز شخصيات المرحلة الثالثة: نوال السعداوي، فاطمة المرنيسي، محمد شحرور، هشام شرابي وغيرهم كثير.
وقد تبنى هذا الاتجاه المتطرف بعض البلدان العربية والإسلامية، مثل المغرب ومصر تحت شعار إدماج المرأة في التنمية، لكن بعض الأفكار التي تروجها الجمعيات النسوية باسم حقوق المرأة العربية وحريتها هي أفكار تدميرية، من شأنها إحداث انقلاب قيمي أخلاقي ثقافي وديني، وأهمها:
ـ التشكيك في صحة الدين بحجة ترسيخ دونية المرأة بسبب آية القوامة ]الرّجَلُ قوّامُونَ عَلى الِنّسَاء[(النساء 34)،]للرّجَالِ عَليْهنَّ درجَةُُ[(البقرة 288) وكذلك بسبب القسمة في الميراث ]للذّكر مثْلُ حظ الأُنَثَييْن[(النساء 11)، بسبب شهادة المرأة التي تعدل في بعض الأحيان نصف شهادة الرجل ]واسْتَشْهِدوا شَهِيَدْين من رّجَالِكُم فإن لَّمْ يَكونَا رجُليْنِ فَرَجُل وامْرَأتَان[(البقرة 282) وكذلك بسبب آية التعدد ]فَانكحُوا مَاطَابَ لَكمُ مّنَ النّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاع[ (النساء 3).
ـ الدعوة إلى قراءة جديدة معصرنة للإسلام، والدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، والطلاق، والإنفاق على الأسرةوالمساواة في الحياة الجنسية، وإلغاء القوامة.
ولم تفرق الحركات الناشئة حديثاً في مختلف بلدان العالم الثالث بين البيئة التي تمخض عنها التيار النسوي في الغرب وما واجهته المرأة هناك من ممارسات عنيفة، وبين موقع المرأة وظروفها المغايرة في المجتمعات المحتضنة لتلك التيارات، فقد قام أصحاب هذا الاتجاه ببناء تصورات حول المجتمع الغربي تعبر عن الحرية الظاهرية التي تتمتع بها النساء هناك، لكنهم في الواقع لم يدركوا حجم الانتهاكات التي تعانيها النساء في أوربا، كما أغفلوا الخلفية التاريخية التي نشأت في أعقابها تلك الحركات والتيارات التي جاءت تعبيراً صارخاً عن معاناة المرأة ووضعها الاجتماعي هناك.

سجل حافل للمرأه المصريه

هذه قائمة لنساء رائدات في الحركة النسائية في مصر :


ضربت الحركة النسائية المصرية بجذورها عميقا فى التاريخ ، حتى أنها تعود الى مصر الفرعونية، واستمرت فى التطور ، باطراد.
خلفية تاريخية
       أدهش المركز الذي تبوأته المرأة المصرية القديمة المؤرخ هيرودتس ؛ حيث كان يسمح للمصريات القديمات بالتجارة، وكان من حقهن أن يقمن بفتح الحانات والبارات ، بينما كان الرجال قابعين فى المنازل. (1)وظل وضع النساء المصريات موضع أخذ ورد ، فانزوى دورهن فى عصر المماليك والعثمانيين ، حتى جاءت عوامل ساعدت على نمو الحركة النسائية المصرية ، أولها الحملة الفرنسية التى زحفت على مصر بجيشين : جيش يحمل السلاح ن وآخر من جماعة العلوم والفنون، محمل بالكتب والأوراق وكان لمعاملة رجال الحملة لنسائهم أثر توجيه نظر نساء مصر ، للفارق الكبير بين وضعهن ووضع المرأة   الفرنسية .

      واشتدت الثورة ضد معاملة الأزواج المصريين لزوجاتهم ،   باحتجاج بعض النساء فى عام 1799م،بعد أن تدارسن أحوالهم ،   وأرسلن مذكرة الى قائد الحملة الفرنسية بونابرت ، عرضن فيها ما ما يشعرن به من امتهان، وطالبن فيها برفع الظلم عن كواهلهن .

        قادت المرأة المصرية مظاهرات عدة ،   ضد الولاة والأتراك،   أولاها عندما قتل حاكم القاهرة أحد فتوات باب الشعرية ، فخرجت نساء الحي يهتفن ، مطالبين برآسة ؛ للقصاص لابن حيهن حتى بلغن جامع الأزهر ، حيث انضمت إليهن جموع غفيرة من رجال الدين ،   وذهبوا الجميع الى القلعة،   ليؤدوهن فيما يرددونه،   مما دفع الحاكم التركي الى دفع جزية كبيرة ،   وإقالة حاكم القاهرة من منصبة .

           نلاحظ أنه برغم خروج المرأة فى تلك المظتهرة،   فانها لاتعد بداية حركة نسائية واعية ،   محددة الأهداف ،   ولها استراتيجية بعيدة المدى, حيث أن تلك المظاهرة لا تعدو الانفجار التلقائي الوقتي،   ضد جرح مشاعر الشعب بحدث مفاجئ.(2)

      كما أن خروج النساء فى تلك المظاهرة ،   ربما كان دفعا من الرجال ؛ لإحراج الحاكم ,   فقمع مظاهرة يتزعمها نساء فى مجتمع مغلق ومتخلف ، فى ذلك الوقت ، سيؤدى إلى تفاقم الوضع ، واهاجة المصريين جميعا .

           وأخيرا عندما تزعمت النساء تلك المظاهرة فإنهن لم يكن يدافعن عن قضية نسائية ، بل مجرد تجاوب فى إظهار مشاعر الحزن على أحد أشخاص الحي ،   الذي مات مقتولا ،   وهذا ليس بغريب .

     قادت النساء مظاهرة أخرى، بالدفوف والأدوات المنزلية النحاسية ،   ضد الأتراك ،   لفرضهم الضرائب الجائرة على الشعب ، واضطر جند الوالي أن ينضموا إليهم ، وذهبوا جميعا الى القلعة ،   مطالبين بقتل عثمان البرديسى، حاكم مصر ، حينذاك .

   يصف الجابرتى نتائج هذه المظاهرة النسائية ،   فيقول ؛ وفى الحال أحاطت العسكر بيوت الأمراء ،   ولم يستيقظ البرديسى ، إلا والعسكر الذين أقامتهم بالأبراج التى بناها حوله،   ليكونوا له عزا ومنعة ،   يضربون علية ،   ويحاربونه ،   ويريدون قتلة .

      لعل الجدير بالذكر بأن تلك المظاهرة لم تكن عشوائية ،   بل ضمن بوادر ثورة الشعب ،   ضد الظلم مخططة،ومدبرة.وقد وجد الرجال المصريين فى نسائهم درعا يستقوون بهن فى حركاتهم الوطنية ضد الظلم والاستبداد.

     كان تولى محمد على حكم مصر ،1804،   العامل الثانى فى نهوض الحركة النسائية المصرية ، فى العصر الحديث ، فقد صاحب بناء الدولة المصرية الحديثة ، ازدهار الصناعة ، والبعثات التعليمية للخارج ، التى عادت بروح جديدة ، أعادت وصوغ العلاقة بين الرجل والمرأة ،   على أسس متطورة . وقام محمد على بإنشاء مدرسة للبنات ، يتعلمن فيها بعض العلوم الصحية ، واستقدم كلوت بك بعض المولدات،  والطبيبات ،   للتدريس فى مدرسة المولدات المصرية. ومنذ ذلك الوقت أخذت الدعوة الى تعليم البنات ، وتحرير المرأة ، واشتراكها فى الحياة العامة دفعة قوية.(3) وكان لرفاعة الطهطاوى الأثر الكبير فى نهضة المرأة المصرية، فى العصر الحديث ،   دعا الى تعليم البنات ،   وتثقيفهن أسوة بالبنين ،   ووضع كتاب المرشد الآمين للبنات والبنين سنة 1872،   طالب فيه بوجوب تعليم البنات واعدادهن بالتعليم , للقيام بواجبهن نحو المجتمع ،   قائلا ينبغي صرف الهمة فى تعليم البنات .
والصبيان معا لحسن معاشرة الأزواج ، فتتعلم البنات القراءة ، والكتابة، والحساب ، ونحو ذلك ، فان هذا مما يزيدهن أدبا وعقلا ، ويجعلهن بالمعارف أهلا ،   ويصلحن به لمشاركة الرجال فى الكلام والرأي ، فيعظمن فى قلوبهم ، ويعظم مقامهن لزوال مافيهن من سخافة العقل والطيش ، مما ينتج من معاشرة المرأة الجاهلة لمرآة مثلها ، وليمكن المرأة عند اقتضاء الحال أن تتعاطى من الأشغال والأعمال مايتعطاه الرجال، على قدر قوتها وطاقتها كل مايطيقة النساء من العمل يشغل ألسنتهن بالأباطيل ، وقلوبهن بالأهواء ، وافتعال الأقاويل ؛ فالعمل يصون المرأة عما لا يليق ، ويقربها من الفضيلة ،وإذا كانت البطالة مذمومة فى حق الرجال ، فهى مذمة عظيمة فى حق النساء. وبذلك نرى أن لهذا الرجل ، بفكره المستنير ، السبق فى نهضة المرأة المصرية ، اذ أنشئت المدارس لتعليم البنات ، وبدأت المرأة تشترك فى النهضة الإجماعية والأدبية وكانت عائشة عصمت تيمور طليعة هـــذه النهضة .(4)

      خرج من عباءة رفاعة الطهطاوى رواد كثيرون ، نادوا بتحرير المرأة ، مثل محمد عبدة ،و باحثة البادية، وملك حفنى ناصف ،و قاسم أمين ، ولطفي السيد .وبدأت مدارس البنات تتزايد ، حتى توجت بإنشاء الجامعة المصرية الأهلية ، عام 1908 ، التى أسهمت فى تنوير النساء المصريات ،   بالمحاضرات ،   التى كانت تلقيها ملك حفنى ، وبعض الباحثات الأجنبيات ،   وذلك قبل دخول الفتيات ،   رسميا الى للجامعة عام 1928.

كان لقاسم أمين الدور الريادي فى إنشاء تلك الجامعة ، وليس ذلك غريبا عليه ، فهو صاحب الآراء الجريئة المتحضرة لتحرير المرأة .
من الملاحظ أن الريادة فى الحركة النسائية المصرية ، فى مراحلها الأولى ، كانت لسيدات النخبة من العائلات الكبيرة، وأميرات الأسرة الحاكمة اللاتي متوفر لديهن يبل الحصول على التعليم والاحتكاك بالجاليات الأجنبية . وعلى رأس هؤلاء كانت الأميرة نازلى ، بصالونها الأدبي ، وزوجة الخديوي إسماعيل ، التى تبرعت بإنشاء مدرسة، والأميرة فاطمة ، بنت إسماعيل ، بوقفها الذي خصص إيراده للصرف على شئون الجامعة المصرية.

لقد شهدت هذه المرحلة إرهاصات نظرية لحرمة تجمع نسائية ،   من أولها اللجنة التى شكلت من زوجات السلطة ، لمساعدة الأتراك ،   أثناء حرب 1895م ، بين تركيا واليونان . وكان هناك نشاط آخر ، على شكل تحديد يوم تقوم به كل سيدة من سيدات المجتمع باستقبال صديقتها ، للثرثرة ، وكان هناك محاولة لتطويره الى ربطة أدبية للنساء ، وفشلت المحاولة لأسباب إدارية . وفى عام 1908/. تكونت لجنة من بعض السيدات للأشراف على أداء الأطباء ، فى مبرة محمد على ،   وأنشأن مدرسة لتعليم الفتيات المبادى الصحية ، والعناية بالأسرة ، والطفل فى القاهرة .
فى عام 1910 م. تكون الاتحاد النسائي التهذيبي بقيادة باحثة البادية ؛ لتوعية النساء والمطالبة بمجانية التعليم . كما صدرت العديد من الصحف النسائية مثل مجلة السيدات ، لهند نوفل ، عام 1892م. ومجلة المرأة فى الإسلام ، عام 1900م. والسيدات ، 1908م.فضلا عن مقالات عدة لملك حفنى ناصف ، فى مجلة الجريدة وكتاب لها باسم نسائيات . وكان كتابي قاسم أمين تحرير المرأة ، والمرأة الجديدة ، فى مطلع القرن العشرين ، آثره فى هذه الحركة الأدبية ، وساعدت كتاباته فى إيقاظ بعض الأقلام ، لتناول أوضاع المرأة والاهتمام بها .(5)
الحركة فيما بين 1919-1948
أسهمت أسباب كثيرة ، داخلية وخارجية ، فى اشتعال ثورة 1919 الوطنية المصرية ن ، داخليا جاءت الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ورفض نظام الحماية البريطانية على مصر ،   ليزيدا من وطأة القهر الاستعماري على جميع فئات الشعـــــــب ،   وعلى شتى نواحي الحياة ، اقتصادية واجتماعيه وسياسية .(6)

     اقتصاديا واجتماعيا ،   بعد إعلان الحرب سارعت بريطانيا بحشد كل موارد مصر المادية والبشرية لحساب المصالح الاستعمارية ، فكان التجنيد الإجباري ،   وتسخير العمال فى تعبيد الطرق ، ورصفها فضلا عن تسخير الفلاحين ،   أيضا فى الأعمال اليومية فى معسكرات المجندين فى الصحراء . لقد جندت السلطة أكثر من مليون مصري . قتل منهم أكثر من ثلاثين ألفا ،   وأصبح عشرات الآلاف منهم معاقين ولم تسلم محاصيل الفلاحين ، وأرزاقـهـــــم ، ودوابهم من عمليات النهب والمصادرة وعلى صعيدا (7)آخر كانت المهانة القومية لمشاعر المصريين بعد أن غدت مصر مستعمـــــــــــرة إنجليزية ، باحتقار الأهالي ، وتدهور الثقافة والتعليم ، فحرمت الجامعة المصرية من الاعانة، وتحولت المدارس المصرية الى مستشفيات عسكرية . وكان خريج الجامعة المصرية المصري لا يتقاض أكثر من تسعة جنيهات ، شهريا
بينما نظيرة البريطاني غير الملم باللغة العربية تقاضى   أربعمائة جنية ،   فى العام ،   واحتكر البريطانيون تسعة أعشار الدرجات العليا فى الوظائف ، كما شغلوا جميع الوظائف الرئيسية فى الجيش والبوليس وعرقل الاستعمار التطور الصناعي وعمل على تصفية الحركة الوطنية ، واضطهاد الحريات ،   فقام بفصل الطلاب ، وتقييد حرية الصحافة . استفحلت الأزمة ، مع نهايات سنة 1917 وبداية 1918 ، عندما واصلت السلطة البريطانية اعتقال المصرين زاد من غضب كل الطبقات ، التى بدأت ترسل البرقيات والشكاوى من الباشاوات ، والفلاحين، والمزارعين ،والملاك، والمشايخ ، والطلاب ،والمهندسين ، والمحامين ، وغيرهم . آما الحالة الاقتصادية فكانت أشد سؤ ، حيث النقص فى المحاصيل ، والطعام ، واستفحال الغلاء حتى ارتفع بنسبة 211%عام 1918، وزادت نسبة الوفيات حتى وصلت ، عام 1931الى 000ر375، وارتفعت ، عام 1918، الى 000ر510. ووصف سعد زغلول تلك الأيام بأنها أشد أنواع مصادرة الأمم فى حرياتها ، بإنزالها منزلة الأنعام السائمة . تحارب الأمة ،أكثر من أى وقت مضى ،حيث سلبت ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف جنية ، وأهدتها للحكومة الإنجليزية ، كما حددت ثمن القطن، وكان المحرك لجميع طبقات الشعب صدور منشور القائد العام للقوات البريطانية فى 2/8/1917، نظرا لشراء حكومة الملك المحصول . وتعيين لجنة مراقبة بذرة القطن،وصدور بلاغ رسمي ، فى 13/3/1918،بتحديد ثمن الشراء باثنين وأربعين ريالا للقنطار ، فى الوقت الذى كان فيه سعر، عالميان 62 ريالا حتى فجرت الامتيازات والقطن الأزمة السياسية فى البلاد ، فنشأت جبهة سياسية قومية ، تضم كبار المزارعين ، والمهنيين ، ورجال الأعمال .كما تكونت جبهة اقتصادية لمواجهة بريطانيا ، فى 1919، اتحادا سياسيا قوميا ، رجعيا ، اجتماعيا .
ثمة عناصر أخرى خارجية عالمية ، أسهمت فى إشعال ثورة 1919، منها :- ثورة أكتوبر الاشتراكية فى روسيا ، التى زعزعت كيان السيطرة الاستعمارية فى المنطقة، فى مستهل عام 1918، وأساسا على سوريا ، ومصر ، والعراق ،تمددت أصداء الثورة الاشتراكية فى مصر ، وبصـــفة خــــاصة فى المدن الكبرى (8)



فبعث محمد فريد من منفاة برقية الى لنين ، يشكر فيها تصريحة ، الذى طلب فيه تحرير مصر ، والهند
ثمة تاثير ثان على ثورة 1919 ، بإعلان الرئيس الأمريكي ، ودرو ويلسن مبادى حق الشعوب
تقرير مصيرها ، وتحرير الشعوب العربية الخاضعة لسيادة تركيا ، ومنحها الاستقلال ، مما كان له بالغ الأثر فى الرأي العام المصر ،وهناك التصريح البريطاني _ الفرنسي المشترك ، فى نوفمبر / تشرين الثاني 1918م ، الصادر للشعوب العربية تحت الحكم العثماني ، وتحالف مسلمي الهند مع الهندوس ، عام 1919، لمناوئة الإنجليز ، وأحداث العالم العربي ، خاصة أحداث انتفاضة النجف فى العراق ، 1918،
وربيع 1919 .
ومن بداية ثورة 1919م، كان للمرأة دور بارز وكبير . حيث اشتركت النساء ، مع الرجال فى الريف ، يقطعن أسلاك التليفونات ، وخطوط السكك الحديدية ، وتقاسمت معهم آلام حملات الإبادة الجماعية التى شنتها قوات الاحتلال على القرى . وفى مارس/آذار 1919 عقدت النساء اجتماعيا فى كنيسة المرقسية ، برئاسة هدى شعراوى ، وتظن مظاهرة كبيرة ، سقطت فيها أول امرأة مصرية ،   هى شفيقة محمد ، شهيدة برصاص الإنجليز ،   ومعها أخريات . وفى 16 مارس/ آذار 1919/ انطلقت كثير من كريمات العائلات الراقية، يجبن أنحاء القاهرة، هاتفات بحياة الحرية والاستقلال ، مناديات بسقوط الحماية البريطانية .البريطانية . وحاصر هن جنود الاحتلال المسلحين، وتقدمت إحداهن الى الجند ، متحدثة إليهم بالإنجليزية : أطلق بندقيتك فى صدري ، لتجعلوا فى مصر مس كاميل ثانية ، فخجل الجندي ،   وتنحى للسيدات عن الطريق . (9)
بنفي سعد زغلول ورفاقه ، فى 20 مارس/آذار 1919م ، عمت الاعتصامات والإضرابات أنحاء البلاد، وخرجت المظاهرات انضمت إليها طالبات الدارس الثانوية ، والفتيات ، ونساء الصفوة ، راكبات سيارتهن ، رافعات الأعلام المصرية . وبتكوين حزب الوفد ، الذى كان حركة سياسية ، تشمل جميع طوائف الشعب ، تكونت لجنة الوفد للسيدات ، التى شاركت فى الإضراب العام ، لتشجيع الرجال على عدم العودة الى أعمالهم ، أرسلن الى رئيس الوزارء رشدى باشا يطلبن استقالته ، ولما وصلة خطابهن قال النساء ، أيضا، يطلبن استقالتي ، هاأنذا سأقدمها ، فلتطمئن نفوسهن .(10)
       اجتمع عدد من نساء مصر فى الكاتدرائية المرقسية ، مسلمات ومسيحيات فى 13 ديسمبر / كانون الأول 1919م،   محتجات على نفى زعماء الثورة ، والمعاملة القاسية للشعب ، مؤكدات على ضرورة استقلال مصر ، ورفض السياسة البريطانية تجاه الشعب المصري .   مع الإفراج عن سعد زغلول ،   فاجتمعت نساء الوفد بالكنيسة المرقسية ،   فى 8 ينـــــــــــــاير / كانو ن الثانى 1920م، حيث انتخبن السيدة هدى شعراوى رئيسة لهن ،   وكان التشكيل الرسمى للجنة الوفد للسيدات من هذا التاريخ .
      وانحصرت مهمة اللجنة فى استمرار المطالبة باستقلال مصر ، استقلالا تاما ، وأن تقوم اللجنة مادام العمل الذى انتب الوفد لأجله قائما ، وتصدر القرارات بأغلبية الأعضاء ، فان تساوت يرجح الفريق اى فيه الرئيسة ،   وقد انهالت على اللجنة التوكيلات من سيدات القاهرة والأقاليم .
 بذلك تكون ثورة 1919 ، أتاحت الفرصة للمرأة المصرية متمثلة فى لجنة الوفد للسيدات المشاركة الفعالة فى أحادث الثورة ، بإرسال الاحتجاجات ، والخطابة ، وأيضا المظاهرات .(11) ففى 16 يانير/كانون الثانى 1920 ، قمن بمظـــــــــاهرة ،   فى العاصمــة ،   منادية بالاستقلال ، ومعادية للجنة ملنر *وأظهرت احتجاجها على كل ما أصدرته اللجنة ، أثناء وجودها بالقاهرة.
 المرأه المصريه فى ثوره 1919

    رغم إعلان الأحكام العرفية ، استمرت احتجاجات اللجنة النسائية للوفد ، فأصدرت احتجاجا على الاعتداء الذى اقترفة الإنجليز على حرية النواب . اشتركن فى تشيع جنازة ضحايا العلم ، بمظاهرة أقامتها ، فى القاهرة ، بقرار من اللجنة تدعو فيه جميع المصريات للمشاركة فى المظاهرة ،   بأن يركبن سياراتهن ، وعربات ترفع عليها أعلام سوداء . وقمن بإعلان احتجاجهن للشعب المصري والعالم كله والمطالبة بالاستقلال ، والاحتجاج على المعاملة التى تقابلها السيدات فى مظاهراتهن الوطنية ، وعلى الأعمال الاستبدادية ، ونفى رجال مصر ،   والمطالبة باستقلال مصر . (12)


*قرر ت الحكومة الإنجليزية أيفاد لجنة برئاسة اللورد ملنر مهمتها البحث عن أسباب الاضطرابات والنظر فى نظام دستوري يكفل لمصر تحت الحماية البريطانية التدرج فى الحكم الذاتي . والحقيقة أن مهمة اللجنة الحصول على اعتراف المصريين بالحماية البريطانية على مصر بعد الاعتراف بها دوليا .

 وأعقب البيان عدة مظاهرات نسائية ، احتجاجا على وزارة عدلى باشا ، فى القاهرة ، والإسكندرية ، وطنطا .
      بدأت النساء بالتفكير فى تطوير احتجاجهن ،   ليأخذ شكل عمل إيجابي بتنظيمهن مقاطعة للبضائع البريطانية . وانضم إليهن عدد كبير من سيدات المرأة الجديدة ، وجمعية محمد على الأرستقراطية، للكفاح من أجل استقلال حقيقيي للبلاد .

      وبدخول مصر فى مفاوضات مع بريطانيا ، بناء على قرار الوزارة البريطانية ، فى 26 يناير / كانون الثانى 1921م ، أرسلت لجنة الوفد المركزية للسيدات فى 23 مارس/ آذار 1921، خطابا الى رئيس الوزارء عدلى باشا ، يعبرن فيه عن أملهن فى عدم التنازل عن مطالب مصر الوطنية ، ويعلن مؤازرتهن لمهمة وفد المفاوضات . كما يعلن تعاطف الأمة كلها معهم ،   ويرجوهن بعدم نسيان شهداء الوطن ، من رجال ونساء .

تلقت اللجنة رسالة شكر من عدلى باشا ، ووعدهن بالعمل لصالح مصر .
        بفشل المفاوضات ، ونفى سعد زغلول ، فى ديسمبر /كانون الأول 1921، الى عدن ، ثم فى أغسطس/آيار 1922، نقل الى جزيرة سيشل أرسلت لجنة الوفد المركزية للنساء احتجاجات الى كل من وزير الخارجية البريطاني فى لندن ، والى المعتمد البريطانى فى مصر ،   كما قامت الصحف والمجلات النسائية بنشر الاحتجاجات ، أيضا على صفحاتها . مثل مجلة المرأة المصرية . واحتجون   أيضا على قبول ثروت باشا تأليف الوزارة،   واعتبروها جريمة فى حق الوطن وزعمائه . وحتمن احتجاجهن بمؤازرة النساء لسعد زغلول ، فى تحقيق الأماني الوطنية بالاستقلال . أعقب ذلك احتجاج الى اللورد اللبنى ، على اعتقال سعد زغلول ،   أوضحن فيه إن اعتقاله لن يكون سوى خنق لصوت واحد من المصريين ، يتفجر على أثره أصوات أربعة عشر مليون مواطن مصري ,   مطالبين بالحرية والاستقلال محتجين على الظلم . (13)   بصدور تصريح 28 فبراير /شباط 1922، صدرت عدة بيانات عن النساء منها بيان لجنة السيدات المصريات، الى قناصل الدول احتججن فيه على تقييد الحريات , وأوضحن فيه بأن كل المشروعات الاستعمارية ، من ملنر الى تصريح فبراير ، هى محاولة لتمكين إنجلترا من وضع يدها على مصر . وأصدرت حرم سعد زغلول صفية زغلول ، بيانا ،   كشفت فيه عن سجنها، ومحاصرتها فى منزلها . (14)

     فى عهد وزارة الشعب الجديدة، بدأت الحركة النسائية تأخذ منعطفا جديدا ،   حيث قامت بالمطالبة بحقوقها الشخصية ، فطرحت المجلات النسائية قضية حقوق المرأة السياسية ، كالانتخاب ، والعمل السياسي ،   وحقهم فى الاشتراك الفعلي فى الحياة العامة ،   ومساواتها بالرجال .

     وفى 61 مارس /آذار 1923 تشكل الاتحاد النسائي المصرى ،   وكان يهدف الى رفع مستوى المرأة ، الأدبي ،   والاجتماعي ، للوصول بها الى حد يجعلها أهلا للإشراك مع الرجال فى جميع الحقوق والوجبات العامة ،   ومطالبة المرأة بالنضال لاكتساب جميع حقوقها السياسية ، والاجتماعية.

       كان أول عمل للاتحاد المشاركة فى المؤتمر النسائي ، الذى عقدة الاتحاد النسائى الدولى فى روما (مارس/آذار 1923) ، حيث ألقت رئيسته كلمة مصر ،   أوضحت فيها وضع المرأة المصرية ، مفرقة بين ماكفلة الدين للمرأة من حقوق وبين الأوضاع الاجتماعية السائدة ، التى تكرس ا لوضع الدونى للمرأة . والمطالبة بحقوق المرأة السياسية، والمدنية ، والعمل على نشر مبادى السلام.

      تحقيقا لهدف الاتحاد النسائي المصري ، الإجماعية ،   واصلت جمعية تعليم النساء،   ومحاربة البدع ،   والخرفات ، ومعالجة المرضى . وإنشاء الاتحاد مدرسة متنقلة ، فى نوفمبر/ تشرين الثانى 1923، لنشر أهداف الجمعية . وعلى صعيدا آخر ، استمرت لجنة سيدات الوفد بإصدار البيانات التى تحدد موقفها من الأحداث السياسية ،   وتكوين لجان المقاطعة للبضائع الأجنبية

فى عام 1924 صدر كتيب عن كل من نساء الوفد وجمعية الاتحاد النسائي المصري شمل تصور كامل عن موقفهن من القضية المصرية ، وتعديل الدستور ، والأوضاع الاجتماعية ، كما طالبالكتيب بحقوق المرأة ، فى المساواة ، التعليم, وزيادة مدارس البنات الثانوية ، وفصل إدارة تعليم البنات عن البنين ، بالحلال النساء محل الرجال فى فروع تعليم البنات ،   واشتراك النساء فى الانتخاب وأصلاح قانون الأسرة، بسن قانون ، يجعل تعدد الزوجات للضرورة فحسب ، ويكون تطليق المرأة أمام القاضي الشرعي وأرسل هذا الكتيب الى رئيس مجلسي الشيوخ والنواب ، والصحافة، وبعض الشخصيات العامة .
هدى شعراواى

     شارك الاتحاد النسائي المصري ، فى المؤتمر النسائي الدولي العاشر ،   فى مارس /آذار 1926،الذى ناقش موضوعات الأم غير المتزوجة ، وجنسية الزوجة ، وحقوقها ، والمساواة بينهما وبين الرجل فى العمل ، حق المرأة فى الانتخاب والترشيح ، ومنع تجارة الرقيق ، ومقاومة البغاء ، والدعوة لتحرير المرأة .


لدي عودتها إلى الإسكندرية عام ١٩٢٣ بعد أن شاركت في المؤتمر النسائي الدولي في روما بصفتها رئيسة للوفد المصري ، قامت كل من هـدى شعراوي وزميلتها سيزا نبراوي بنزع حجابهما كاشفة بذلك عن وجهيهما



بزيارة هدى شعراوى لأمريكا ، عام 1926، وانبهارها بالنظام الأمريكي ، وحرية الأفراد قامت علاقات بين الاتحاد النسائي المصري ، والحركة النسائية فى أمريكا . قامت على أثرها ، سيدات الاتحاد بإلقاء محاضرات بالجامعة الأمريكية ، وتابعت الصحافة النسائية فى مصر المؤتمر النسائي الأمريكي للدعوة للسلام .
وطالبت هدى شعراوى بإلغاء الامتيازات الأجنبية فى مصر ، وذلك أمام مؤتمر امستردام النسائي ، عام 1927 ، والذى كانت موضوعاته ذات صبغة سياسية عن الحروب والسلام ، ونزع السلاح .
كانت مصر ضمن اللجنة المنظمة فى مؤتمر برلين عام 1929، وشارك الاتحاد النسائي المصري فيه     ذلك الوقت كانت مصر الدول’ العربية ،الوحيدة التى تشارك فى المحافل الدولية النسائية . وأول صوت لحركة نسائية عربية يصل لمصر هو عن قيام نساء الشام بعقد اجتماع ، فى دمشق ، عام 1929، للنظر فى أوضاع المرأة ، وآداب اللغة العربية ، وتعزيز الوحدة بين نساء الطوائف المختلفة فى سوريا ، وفلسطين،والأردن .(16)
وأنشأت جمعة أمهات المستقبل 1933، وشاركتا فى تنظيم حركة المقاطعة للبضائع الإنجليزية ، عام 1939. (17)
بتولي النحاس باشا وزارة المعاهدة ، وهى ذات المعاهدة التى سعى إليها الوفد ، وأتمها فى ,أغسطس / 1936 رأت هدى شعراوى بأن ثمة تعارضا بين مادة تقضى على إنهاء الاحتلال العسكري البريطاني ،   ومادة أخرى تقضى بإبقاء الجنود البريطانيين فى بعض المناطق المهمة فى مصر فأرسلت رسالة مطولة ، أوضحت فيها أهم أماني المرأة المصرية ، فى تلك المرحلة من مراحل نضالها السياسي ، فطالبت بإجراء انتخابات نزيهة ، تمثل كل فئات الشعب فى البرلمان وأعلنت اعتراضها على معاهدة (مونتو)، وأن تلغى المحسوبية وتتوفر صحافة حرة ،   والدعوة إلى الحد من الإنفاق ، البعد عن الإسراف ، حفاظا على اقتصاد البلاد ، وأرسلت ، أيضا ، تحتج على التكاليف الباهظة التى ستدفها مصر بناء على نصوص معاهدة 1936 .
لقد ناقشت المرأة ، بموضوعية، قضية اشتراك مصر فى الحرب بجانب بريطانيا من عدمه ،وكان خلاصة رأيها ، ترمى إلى حياد مصر ، نظرا لعدم قدرتها على تحصيل نفقات الحرب . ولان فى حالة الهزيمة ستتكبد مصر الخسارة المالية بجانب الحياد سيحمى ، ويصون دماء شباب مصر .
كما نادت المرأة بحياد قناة السويس .والاعتماد على عصبة الأمم فى الاعتراف بهذا الحياد ، وطالبت الحكومة المصرية بأن تسعى لتعيين النساء الجامعيات المصريات للعمل فى عصبة الأممأسوة بالدول الأخرى ، مؤكدة إمكانية نجاح المصريات فى هذا المضمار .
بتولى الملك فاروق عرش مصر طالبت المرأة بحقها فى المشاركة، سواء فى مجالس التشريع والحكم والإدارة ، أو فى الهيئات التنفيذية ، أسوة بالرجل فى هذا العهد الجديد ، الذى تمنت أن تكون روح الحكم فيه روحا تقدمية شابة .
بعد حادث 4 فبراير/ شباط 1924 ، أرسلت أكثر من (84) سيدة ، احتجاجا الى السفير البريطانى ، فى 9/11/24 ، يحتججن فيه على موقف بريطانيا ، يستنكرون هذا الاعتداء غير المشروع المخالف
لأبسط مبادى القوانين . (18)
بانتهاء الحرب العالمية الثانية ، وانتصار بريطانيا تولى محمود فهمى النقراشى رئاسة الوزارة . بدات الأحزاب تنظر للوضع الداخلي فى سبيل البحث عن وسيلة جديدة ، تجبر فيها بريطانيا على تغيير سياستها ، وسلوكها تجاة الشعب . وأستقر كل حزب على ضرورة عمل برنامج إصلاحي ، يشمل شتى النواحي السياسية والاقتصادية . وأعدت هدى شعراوى برنامجا للاتحاد النسائي ، تمثل فى :
1 – مطالبة الحكومة والشعب القيام بحركة مقاومة سلبية ، قوامها المقاطعة التجارية ضد الإنجليز ؛
2-دعوة العالم العربي للاشتراك فى المقاومة السلبية ، والى الوحدة العربية ؛
3-تنشيط التبادل التجاري والاقتصادي بين الدول العربية ؛
4-مطالبة الزعماء ، على اختلاف أحزابهم ، وآرائم ، بالتضامن المطلق فى تنفيذ المقاطعة ،بدون قيد ولا شرط ،واعتبار الخروج على هذا التضامن خيانة عظمى ؛
5-تكوين شركة ملاحة، لنقل البضائع المصرية ؛
6-تكوين وإنشاء مكاتب للدعاية لمصر فى الخارج ؛
7-أن تقوم الحركة الوطنية ، من الأن فصاعدا ، العمل الجدى .
وتوصى بإرسال المقترحات الى أعضاء الاتحاد ، فى القاهرة والإسكندرية . ودعوة رئيسات جمعيات الاتحاد العربى للإجماع بالقاهرة .
وقد ذاد عدد المفكرين ، ودعاة تحرير المرأة ، مثل سلامة موسى ، وطه حسن ، وصدرت بعض الكتب ، تدافع عن قضية المرأة ، مثل قضية المرأة ، لسعاد الرملي ، سنه 1945 . (19)
تم تنظيم المؤتمر التأسيس للاتحاد النسائي العربى 1941 أعلن عن تأسيس الاتحاد النسائي العربى برئاسة هدى شعراوى ، وكانت المنظمات النسائية فى سوريا ، ولبنان , وفلسطين ، والعراق ن وايران ، النواة الأولى لهذا الاتحاد .
بوفاة هدى شعراوى ، سنه 1946 ، عقد المؤتمر الثاني ، فى نفس العام ن وانتخبت ابتهاج قدوره رئيسة له ، ونقل مقر الاتحاد من القاهرة إلى بيروت . (20)
فى عام 1942 . تم تأسيس الحزب النسائي المصري ، على يد السيدة فاطمة نعمت راشد ، وهو أول هيئة نسائية خالصة ، تظهر الى جانب الاتحاد النسائي وأعلن برنامجه ، الذي جاء فيه :-
1 –   مساواة المرأة بالرجل ، والنهوض بها ، برفع مستواها الأدبي ، والفكري ، والاجتماعي ؛
2 –   سعى الحزب لتنال المرأة حقوقها القومية ، والسياسية ، والاجتماعية ، بالطرق المشروعة ؛
3 –   توثيق الروابط بين نساء مصر والبلاد الشرقية ؛
4 –   للحزب برنامج تفصيلى آخر يتضمن بعض المطالب ، مثل
-          شغل الفتيات الوظائف العامة المناسبة لمؤهلاتهم ؛
-          مساواة العاملات فى جميع الحقوق والواجبات بالعمال ؛
-          ضرورة العمل على منع تعدد الزوجات ، وتقييد حرية الطلاب .
وقد أسسوا أكثر من عشرين ناديا رياضيا ، وفتحوا مدرستين ابتدائيتين ، وأنشئوا عشرة مصانع يدوية للنسيج ، وعشر جمعيات تعاونية ، وعيادتين مجانيتين .      على نفس النسق أنشأت الأخوان المسلمين تنظيما خاصا بالأخوات المسلمات ، مقره الرئيسى القاهرة ، ومن أهدافه بث التعاليم الدينية ، وتعليم المسلمة مالها ، وما عليها من حقوق وواجبات ، والطرق الصحيحة لتربية الأطفال ، ومحاربة الخرافات ، والعادات السيئة ، وتشجيعها على المساهمة فى المشروعات الاجتماعية . وتكونت أول لجنة للأخوات المسلمات بمدينة الإسماعيلية , تحت اســـــــم
فرقة الأخوات المسلمات . (21) ثم تكونت بنفس الاسم ، فى القاهرة ، وتطوعت لبيبة أحمد صاحبة مجلة النهضة النسائية ، برئاستها . وبلغ عدد اللجان خمسين لجنة ، سنة 1948 ، عندما تم حل جميع شعب الإخوان المسلمين .
عندما نظمت كل طبقات الشعب المظاهرات ، سنة 1946 ، أسهمت الفتيات العاملات والطالبات فى اللجنة الوطنية للطلبة والعمال فى 21 فبراير /شباط 1946 ،   سارت وفود النساء العاملات والطالبات ، يطالبن بالسلاح ، عند عودة رئيس الوزارة النقراشى ، 1947. وبينهن المناضلة حكمت الغزالى . (22)
كما اشتركن فى نشاط مؤتمر النقابات العمالية ( خريف 1964)ومثلهن حمكت الغزالى .
فى بداية المقاومة الفدائية فى القناة ، اثر إلغاء معاهدة 1936 ، كونت سيزا نبراوى لجنتين ، همــا
اللجنة النسائية للمقاومة الشعبية ، ولجنة الشابات ، وذهبن ال قناة السويس ، واشتركن  
فى المعارك ، بتضميد الجرحى ، وقمن بالإسعافات الأولية ، وتزويدهم بالبنادق ، والرشاشات ، وطهى الطعام . وقد تعرضن لاعتداءات القوات البريطانية ، مرات عديدة . وكانت مساهمتهن تلك دليلآ على قدرة المرأة على العمل الفدائي ، وعلى قدر تهن على الإسهام حتى فى الحروب . كما اشتركن فى الإضراب التضامني مع رجال البوليس ، 1948. (32)
ثانيا: بداية اهتمام الحركة النسائية المصرية بفلسطين
احتلت القضية الفلسطينية موقعا مؤثرا فى تطوير وتعميق الحس العربي لدى المصريين ، فى أعقاب الحرب العالمية الأولى . كما أن هذه القضية بتطوراتها وملابساتها ، وصراعاتها المعقدة ضد الاستعمار الصهيوني البريطاني ، كانت ميدانا رئيسيا ، أدركت من خلاله القوى الوطنية ، وعلى الأخص الحركة الوطنية المصرية العلاقة العضوية الحميمة بين حركات التحر ر الوطني فى المنطقة .
بتبلور الحركة الوطنية ، فى نطاقها المحلى ، طالبت بوحدة مصر والسودان . بينما كان موقفها من البلاد العربية وفلسطين ، موقف التعاطف وتبادل الأصداء فحسب ، ولم يصل الموقف إلى المشاركة ، أو التضامن الفعلي إلا فى نهاية الثلاثينات ، وكان ذلك للأسباب موضوعية ، وأخرى ذاتية .
من الأسباب الموضوعية ، عمل الاحتلال البريطانى على خلق نوع من التناقض بين الحركتين الوطنيتين فى مصر والشام ، كما لعبت الصهيونية دورا محوريا فى تعميق الانقسام والتباعد بين الحركات الوطنية فى الوطن العربى .برركيزة لإثارة الطائفية فى فلسطين والدول العربية المجاورة . واختلاف الصراع وأطرافه الرئيسية ، فى كل من مصر وفلسطين .
أما الأسباب الذاتية تمثلت فى التركيب الطبقي للقيادة الوطنية فى كل من مصر وفلسطين ، الذى أدى إلى فروق فى مستوى النضج السياسي بينهما ، وأيضا افتقاد الرؤية الشاملة لدى كل من الحركتين المصرية والفلسطينية ، للاستراتيجية البريطانية فى المنطقة العربية .
رغم ذلك كان ثمة تقارب مصري فلسطيني على عدة مستويات شعبية ورسمية . فقد لوحظت سمات مشتركة بين قيادتي الحركتين الوطنيتين حيث أن كل منهما كان يمثل تجمعا وطنيا أكثر منه حزبا ، بالمفهوم الأوروبي ، بالإضافة إلى اعتماد كلاهما على الوسائل السلمية ، وأسلوب المفاوضات . وأيضا ، الصحافة الحزبية كانت تتابع القضية الفلسطينية ، والخطر الصهيوني ، وتبدى تفهما عميقا لأبعاد الصراع الفلسطيني البريطاني الصهيوني .(24)
لقد تلقى الاهتمام المصرى بالقضية الفلسطينية دفعة قوية الى الأمام ، بأحداث هبة البراق ، صيف 1929 . التى أستفزت مشاعر جميع فئات الشعب المصرى . (25) عندما أنهت هبة البراق مرحلة من حياة الحركة الوطنية الفلسطينية ، بما فيها من سلبيات كأشكال الكفاح العقيمة التى فرضت على الشعب ، وافتضاح أمر تحيز الانتداب البريطانى للصهيونية . جاءت مرحة جديدة بدخول البرجوزاية العربية الفلسطينية ،بقوة برنامجها السياسى وتمكنت من فرضه ، فضلا عن استقوئها بالعمال والفلاحين معا ، كما استحدثت البرجوازية أشكال كفاح صدامية ، تم تجربتها فى انتفاضتي مارس/ آذار ، وأكتوبر
تشرين الأول 1933 وهما اللتان بشرتا بحركة القسام المسلحة ، فى نوفمبر /تشرين الثاني 1935 .
بدأت بذرة حركة القسام مع وفود الشيخ عز الدين القسام من سوريا 1922 ، مفلتا من حكم بإعدامه ، من قبل سلطات الانتداب الفرنسى ، بعد اشتراكه فى ثورة صالح العلى المسلحة ضد القوات الفرنسية ، واستوعب القسام دروس ثورة العلي المنتكسة ، بدءا من دروس ضمانات أمن الثورة ، واستمرارها المتمثلة ، فى التنظيم ، والتسليح ، والتدريس ، والبرنامج السياسى السليم ، والتكتيكات الصائبة ، والتحالفات الصحيحة . وباضراب عمال ميناء يافا ، عندما انفرطت براميل كانت مرسلة لجهات صهيونية فى فلسطين ، واتضح بأنها ممتلئة بالأسلحة والذخائر ، بدلا من الأسمنت ، مما زاد استعداد الشعب العربي الفلسطيني للثورة . وفى الوقت نفسة تم استكمال التنظيم السري للقسام . وفى أواسط نوفمبر/تشرين الثاني 1935 خرج القسام وبعض رفاقه إلى أحراش جنين الجبلية ، لحض الفلاحين على الثورة ضد الاستعمار . وعندما أنكشف موقع القسام ، نتيجة قتل أحد رفاقه شرطي صهيوني ، ولاحقت قوات الانتداب القسام ، وقتلته مع بعض رفاقه ، فجر 19/11/1935. واغتيلت حركة القسام فى المهد ، لكن بعد أن نجح هذا الشيخ الثوري فى زرع بذرة الثورة المسلحة حيث قامت ثورة 1936، عندما هاجمت مجموعة قسامية ، فى 15/4/1936 قافلة سيارات يهودية ، فى منطقة المثلث الفلسطيني (نابلس/جنين / طولكرم ) ، وقتلت بعض ركابها ، وردت العصابات لصهيونية المسلحة بقتل بعض العرب الفلسطينيين ، فى مدينة يافا ، المتاخمة لتل أبيب اليهودية . فأعلن شعب يافا الإضراب وامتدت شرارته إلى باقي المدن والقرى الفلسطينية وأسهمت فيه جميع طبقات وفئات الشعب ، بما فيها رجال الشرطة العرب الفلسطينيين . وركبت القيادة التقليدية الموجة ، واجتمعت الأحزاب العربية الفلسطينية الســــــتة ( العربي ، الدفاع ، الكتلة الوطنية ، الإصلاح ، مؤتمر الشباب ، والاستقلال ) ، يوم 25/4/، وقررت الائتلاف فى اللجنة العربية العليا ، التى دعت الشعب الفلسطيني إلى الاستمرار فى الإضراب (26)
السياسي فيما كان الشعب مضربا منذ خمسة أيام ! وأعطت اللجنة العربية العليا لنفسها حق قيادة الثورة الشعبية ، التى امتدت ثلاث سنوات متصلة . وأثنا ء الإضراب أصدر الملوك والأمراء العرب ندا لأبنائهم الشعب الفلسطيني يطالبونهم بوقف الإضراب ، خدمة للاستعمار البرياطنى ،   اعتمادا على حسن نوايا صديقتهم بريطانيا ! فاستجابت اللجنة العربية العليا ، وطلبت الى الشعب وقف الإضراب يوم 11/10/1936، والصلاة على أرواح الشهداء ! بصدور تقرير لجنة بيل الملكية البريطانية ، فى 7/7/1937،   الذي أوصت فيه بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود والاستعمار البريطاني ، بعد التحقيق فى أسباب الثورة . الأمر الذى رفضة الشعب الفلسطيني ، فتجددت الثورة ، وتصاعد أعمال اغتيال كبار المسئولين البريطانيين على أيدي قسامين ، قامت سلطات الانتداب بحملة اعتقالات واسعة لأعضاء اللجنة العربية والكوادر السياسية الوسطى فى الثورة ، وان أفلت رئيس اللجنة ، الحاج أمين الحسيني ، حين لاذ بالحرم القدسي الشريف ، ومنه خرج سرا إلى لبنان . فى مطلع عام 1939،   نظمت الحكومة البريطانية مؤتمرا فى لندن ، ضم ممثلين من الدول العربية ، الشعب الفلسطيني ، والوكالة اليهودية وفشل المؤتمر فى التوصل إلى تسوية القضية الفلسطينية . وفى مايو /أيار 1939، أصدرت الحكومة البريطانية الكتاب الأبيض ، تتعهد فيه بمنح فلسطين الاستقلال ، بعد عشر سنوات ، مع تقييد انتقال الأرض إلى اليهود ، ووقف الهجرة اليهودية ، بعد إدخال 75 ألف يهودي إلى فلسطين . ورفض العرب الفلسطينيون والوكالة اليهودية هذا الكتاب .
لقد كانت ثورة 1936 ، ثورة وطنية ديمقراطية ، الأمر الذى تأكد من شعاراتها ، فى الأرض والحرية ، ومطالبتها بوقف الهجرة اليهودية الى فلسطين ، ومنع انتقال الأراضي لليهود ، وقيام حكومة نيابية مستقلة . وتأكد الطابع الوطني الديمقراطي للثورة من الطبقات والفئات الاجتماعية التى شاركت فيها ( فلاحون ، وعمال ، وبرجوازية وطنية ، ومثقفون ) .
كان إخفاق ثورة 1936 ، لأسباب خارجة عن إرادتها . بدا من الميل البين فى ميزان القوى العسكرية لصالح الأعداء ، الى تردد القيادة السياسية الفلسطينية ، الى غياب السند الدولي والعربي للشعب الفلسطيني فضلا عن الأمية والتخلف .
وأخفقت ثورة 1936، بعد أن استشهد زهاء خمسة آلاف شهيد ،   أعدمت سلطات الانتداب 112 منهم ، وجرح 15 ألف فلسطيني ، واعتقل قرابة 9 آلاف فلسطيني ، وتم هدم أكثر من خمسة آلاف منزل للعرب الفلسطينيين ، مقابل مقتل 400 يهودي ! . (27)
ببداية الإضراب العام الذى قام به الشعب الفلسطيني عام 1936. أولى الاتحاد النسائي المصري اهتماما خاصا بالقضية الفلسطينية ، فدعت ، رئيس الاتحاد النسائي المصري هدى شعراوى الى اجتماع من أجل فتح اكتتاب عام، وتشكيل لجنة نسائية ، لجمع التبرعات ، وإرسال برقيات الاحتجاج على السياسة البريطانية الى الجهات المسؤله ( عصبة الأمم ووزير الخارجية البريطاني ورئيس مجلس العموم ) .(28) ، والدعوة الى وقف الهجرة الصهيونية .
وأرسلت لجنة سيدات عكا ، برئاسة السيدة أنسه الخضراء ، برقية الى هدى شعراوى ، فى بداية عام 1937 ، يصفن نكسات فلسطين ، آنذاك وبادرت هدى شعراوى بإرسال الرد ، برفض نساء مصر لتقسيم فلسطين .(25) الذى كانت لجنة بيل اقترحته فى تقريرها ، كما فأرسلت برقية أخرى الى السفير البريطاني فى مصر ، بنفس المضمون ، وعمدت هدى شعراوى الى إرسال البرقيتين ، مع خطاب خاص ،الى مصطفى النحاس ،باشا، رئيس الحكومة المصرية ، تطالبه فيها بالتصريح عن موقف الحكومة المصرية ، أسوة بما فعله رؤساء الحكومات العربية الأخرى ، إزاء تعسف بريطانيا فى فلسطين ؛لأن هذا التعسف يمس الأقطار العربية جميعا .
ما أن صدرت مجلة المصرية لصاحبتها هدى شعراوى ، باللغة العربية ، عام 1937، حتى اهتمت بنشر موضوعات تعالج قضية فلسطين ، حتى آخر أعدادها . ففى عددها السادس عشر ، فى أول أكتوبر/تشرين الأول 1937 ، نشرت مقالا ، حمل عنوان فلسطين فى منتصف الطريق ، وذلك بعد المؤتمر الذى عقدته عصبة الأمم لمناقشة مشروع تقسيم فلسطين . وذكرت المصرية أن هدى شعراوى أرسلت برقية الى رئيس عصبة الأمم أخبرته فيها أن تصريح بلفور هو بداية نكبة فلسطين ، ذلك التصريح الجائر الذى أعطى الحق لليهود للهجرة واتخاذ فلسطين وطنا قوميا ، وأضافت شعراوى بأن فلسطين تجاهد ، منذ صدور هذا التصريح لالغائة ، والنتائج المترتبة عليه . أردفت النشطة النسائية المصرية بأن فلسطين قضية العالم العربي ، بإكماله الى ذلك نشرت المصري’ فى عددها رقم 31 ، الصادر فى مايو/ آيار 1938، المذكرة التى أرسلتها جمعية السيدات العربيات بالقدس الى المندوب السامي البريطاني هناك احتجاجا على سياسة بريطانيا تجاه العرب ، استنكرت فيه ، للمرة الثانية ، المظالم ، واعتداءات رجال الجيش والبوليس بعرب فلسطين ، التى تستند الى (29)
الرغبة فى الانتقام من الأبرياء ، والتي شملت جميع طوائف الشعب ، فى جميع جوانب الحياة ، بصورة تتنافى مع حرمة الحقوق ، والمبادى الإنسانية . ومن هذه المظالم مايلى ، المعاملة السئية التى يلقاها الزعماء المعتقلين فى جزيرة سيشل ، والعرب المعتقلين فى المزرعة ، والسجون ، وعدم العناية الصحية بهم . فضلا عما يقوم به البوليس من أنواع العذاب ، والإهانة ، والضرب للمقبوض عليهم ، لمجرد الشبهة ، والوشاية ، وترويع النساء ، والأطفال ، بصورة قاسية ، أثناء مداهمة الجند المنازل ، علاوة على ما يتركوه وراءهم من تخريب ، وأتلاف فى المدن والقرى ، وزد راء تقاليد البلاد ، والديان ، وامتهان كرامة السيدات ، وترويع الأطفال ، بما لا يتفق بالمروءة والشرف . وكثرة الأعتقالات ، التى كان من نتيجتها ، سؤ الحالة الاقتصادية فى البلاد . تختتم السيدات العربيات فى القدس مذكرتهن بأن كل
كل السيدات العربيات مسيحيات ومسلمات تستنكرن ، بشدة ، هذه المظالم ، ويؤكدن بأن الأمن والسلام يتوقف على تغير تلك السياسة ، راجيين تقديم صورة كتابهن هذا وزارة المستعمرات وعصبة الأمم وقد أوضحت تلك المذكرة ما أصاب الشـــعب الفلســــطيني ، من إرهــــــاب ، وتعــذيب ، وحـــياة غير مستقرة . (30)
وفى 7 يوليه/ تموز 1938، أرسلت الجمعيات النسائية فى الدول العربية تفويضا رسميا لهدى شعراوى للدفاع عن قضية فلسطين ، والمطالبة بحقوقها فى المحافل الدولية . (31)
وفى عدد المصرية الثامن والثلاثين ديسمبر/أيلول1938 ، جاء مقال بعنوان فلسطين المخصبة وأين نحن من مأساتها ؟ ، ذكرت فى بدايته بأن محمدعلى علويه باشا وجهه نداء الى شعوب المسلمين فى آسيا ، ليعملوا على نصرة فلسطين ، وأن علماء الأزهر اجتمعوا , فى أغسطس / أب 1938، واحتجوا على مشروع قرار تقسيم فلسطين . فيما قالت ، فى بداية المقال كأنه لم يكف فلسطين الضحية المظلومة أن يثور أصحابها وأربابها ، من قرون خلت لحقوقهم ، المراد ابتلاعها ، وهضمها ، وتنحط عليهم سلطات الانتداب بالجند ، والسلاح ، والقتل ، والتشتت ، والاعتقال ، حتما تؤلب السياسة عليهم جماعات ممن اصطنعتهم تلك السياسة ، ودستهم ، دسا ، فى ذلك القطر المسكين . بدعوة إنشاء الوطن القومي اليهودي وهو مشروع تعرضه سياسة الإنجليز ، قبل غيرهم ، انه من الأماني الخيالية المستحيلة التحقيق ، فمن دونه عقبات وصعاب ، لا تجتاز الأعلى بحر من الدماء .
وفى العدد الأربعين ، الصادر فى أكتوبر / تشرين الأول 1938 ، كتبت شعراوى مؤكدة بأن إنصاف فلسطين الدامية لا يتأتى على يد عصبة الأمم . المهزلة أن بعقد الجلسة الخاصة بهذه القضية الدامية ، حتى عادت الأذان ، فسمعت كلاما كانت تسمعه من قبل . (32)

وبينت المجلة موقف الدول ، واجماعهم على تقسيم فلسطين ، واباحة الهجرة اليهودية أليها ، تحقيقا لوعد لفور . وطالبت شعراوى فى نهاية مقالها ، بوحدة كلمة الملوك العرب ، وتوحيد صفوفهم ضد السياسة الإنجليزية ، باعتبار ذلك الحل الوحيد النافع للقضية . وفى نفس العدد نشر خبر انعقد المؤتمر النسائي العربي 
بدأت الاتصالات بين لجان السيدات للدفاع عن فلسطين فى دمشق ، وبيروت ، والقدس ، وبغداد من جهة و الاتحاد النسائي بمصر من جهة أخرى . وقد بعثت هدى شعراوى ، فى 4 سبتمبر / أيلول بنداء الى نساء الشرق تدعوهن الى مد يد المساعدة الى عرب فلسطين . وإيفاد مندوبات عنهن ، لحضور المؤتمر ، من أجل بحث مشكلة فلسطين ، وطرق معالجتها ،   بقرارت ترسل الى الجهات الإنجليزية المختصة ، التى تعتقد بأنها ستصغي الى آراء الناصحين ، مكتفية بما قد أريق من دماء برئية فى بلاد مسئوله عن الأمن فيها ، ومنتدبة لحماية أهلها .(33)
بنشر النداء فى الصحف ، تدفقت طلبات الانضمام ، ورسائل التشجيع والتأييد من مختلف الأقطار العربية ، وكانت رئيسة المؤتمر قد دعت جميع سيدات مصر،وناشد تهن حضور المؤتمر ، لتأييد القضية الفلسطينية . (31)
لعل من أهم الأسباب التى دعت الى انعقاد هذا المؤتمر ، يأس عرب فلسطين من إنصاف بريطانيا لهم ،          ونكثها بالوعود. وأكثر من ذلك تصريح وزيرها بلفور , فى نوفمبر/ تشرين الثانى 1917،   مؤكدا عزم بريطانيا مساعدة الصهاينة ؛ لاقامة وطن قومي لهم فى فلسطين ، ورفضهم مطالب العرب ،و استمروا يقدمون كل مساعدة عملية ، لتحقيق مطالب اليهود . وكان لابد أن يثور العرب ، فكانت هبة 1929، وانتفاضتي 1933 ، ثم ثورة 1936، أول ثورة فلسطين تشترك فيها المرأة بفلسطين ، فسجن وقتل بعضهن ، وعانى كثيرات منهن من الترمل ، والثكل ، والفقر . مما دفع بعض نساء القدس ، ونابلس ، وعكا بمراسلة هدى شعراوى ، طالبين منها حث المصريين لمساعدة إيجابية لإخوانهم فى فلسطين . ودعت هدى شعراوى الاتحاد النسائي المصري فى 9/يونيه /حزيران 1936 لمناقشة ما جاء فى خطاب لجنة سيدات القدس وقد قرر الاتحاد فتح اكتتاب عام ، وتشكيل لجنة من أعضاء الجمعية ، لجمع التبرعات ، والاحتجاج على تنفيذ وعد بلفور ،   ووقف هجرة اليهود ،   وإرسال برقيات الى وزيري خارجية بريطانيا ، ورئيس مجلس العموم ،   للحد من سياستهم المخالفة لمبدأ احترام حقوق الشعوب ومناشدة نساء العالم وعصبة الأمم فى تأييد نساء فلسطين فى قضية العرب القومية . (34)
وبدأ الاتحاد النسائي المصري بجمع التبرعات بعد الاجتماع ، مباشرة ، وكانت جملة الإيرادات المتصلة بمعرفة اللجنة لاخر ديسمبر / كانون الأول 1938 ( ألف وسبعمائة أثنى عشر جنيها مصريا ، وخمسمائة وسبعين مليما )
وانعقد المؤتمر ، فى الفترة من 15 الى 18 أكتوبر / تشرين الأول 1938، برئاسة هدى شعراوى، بحضور وفود الدول العربية ( مصر ، فلسطين ، سوريا،العراق ، لبنان، فضلا عن إيران ، وقرأت الرسائل
، والاقتراحات المقدمة من وفود الأقطار العربية ، والمندوبات عن الهيئات التى تعذر حضورهن . واجتمعت لجنة الاقتراحات للمؤتمر النسائي الشرقي ، فى صباح يوم الاثنين 7 اكتو بر/ تشرين الأول 1938، ودرست ما لديها من اقتراحات ، قدمتها الوفود المشاركة . ووافقت عليها ، ورفعتها الى المؤتمر ، للموافقة عليها .
وفى يوم الثلاثاء 18اكتوبر / تشرين الأول 1938 عقدت جلسة الختام لأعمال المؤتمر ،ألقت فيها هدى شعراوى كلمة الختام ،وبينت أثر المؤتمر فى شرح مأساة فلسطين ، شرحا وافينا على لسان ممثلات البلاد العربية وأردفت بأن الاقتراحات تعبر عن الخطوة الأولى ، أما الخطوة الثانية فتتمثل فى تنفيذ هذه المقترحات . واستطردت شعراوى وأضافت بأن الإرهاب الصهيوني فى فلسطين ، الآن يعد عدوانا على مصر ، وان واجب بريطانيا أن تفي بعهدها لحماية مصر ، فتلغى وعد بلفور .ثم تلت قرارات المؤتمر النسائي الشرقي .(36)
       1.          إن المشكلة الفلسطينية قد خلقتها دول أوربا ، فيجب أن تتحمل ، هى وحدها ، مسؤليتها ، وأن تسوى المشكلة ، على قاعدة ا لعدل والإنصاف ؛
       2.         يناشد المؤتمر الملوك وأمراء البلاد العربية والإسلامية بالتدخل لحل القضية الفلسطينية ، ووضع حد لسياسة الظلم ، والبطش للصهاينة فى فلسطين ؛
       3.         إرسال برقيات الى أقطاب الدول الأربعة ( تشمبرلن ، وهتلر ، وموسولينى ، ودلاديي’ ) ، ومناشدتهم للتدخل لحل القضية ، جلا عادلا ؛
       4.         الاتصال بالهيئات والجمعيات النسائية فى العالم ، وخصوصا ما تعمل منها فى خدمة السلام ، وإرسال قرارات المؤتمر إليهم مع شرح للقضية ، وحقوق العرب ،وحثها على مناصرتها .

       5.         استنكر المؤتمر سياسة بريطانيا فى فلسطين ، القائمة على البطش ، والتنكيل ، وقتل الأبرياء ،وتدمير المنازل ،واضطهاد الحريات ؛
       6.         يطالب المؤتمر بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمسجونين ؛
       7.         ان كفاح العرب فى فلسطين عن وجود لهم ، وللآمة بأثرها لذلك ، كفاح مشروع وواجب على العرب تقديم كل أنواع المساعدة لهم ؛
       8.         استنكر المؤتمر الحملات الصحفية الأجنبية المغرضة على المجاهدين الفلسطينيين ، بتاثير من نفوذ اليهودية العالمية ؛
       9.         إرسال برقيات احتجاج على سياسة البطش فى البلاد المقدسة ، لكل من رئيس وزراء بريطانيا ،وعصبة الأمم ، ورؤساء الحكومات الأوروبية ؛
     10.        إرسال برقية الى رئيس الولايات المتحدة ، روزفلت ،بتألم سيدات الشرق من تصاعد الأصوات المغرضة بالانتصار لليهود ،على حساب العرب ، وتناشده بأ لا يكون من عوامل نصر اليهود على العرب بفلسطين ؛
     11.        يعتبر المؤتمر إصرار بريطانيا على سياستها فى فلسطين ، عملا عدائيا مقصودا ، وموجها نحو العرب والإسلام ؛
     12.       تشكيل لجان من السيدات المشاركات فى المؤتمر فى البلاد العربية ، وتكون اللجنة الرئيسية فى مصر ، لتنفيذ قرارات المؤتمر ، وتستمر فى الدفاع عن قضية فلسطين ؛
     13.        إنشاء مكتب دعاية رئيسي للقضية الفلسطينية فى القاهرة ، وله فروع فى المدن العربية الأخرى ، مع تخصيص أيام لفلسطين لنصرة القضية ، وجمع الإعانات ؛
     14.        وافق المؤتمر على اقترح جمعية الاتحاد النسائي المصري بأن يشمل ملك مصر أرامل وأيتام فلسطين بعطفة ، وتقديم طلب الى وزارة الداخلية , والمعارف ، لمساعدة أبناء فلسطين فى دخول المعاهد الصحية ، ومطالبة جمعية الهلال الأحمر بإنشاء قسم خاص لجرحى فلسطين ، وإرسال الأدوية المجانية لهم ، مطالبة وزارة المعارف ، وادارة المعارف الدينية ، بإيواء وتعليم …..
     15.       توجيه الشكر لملك مصر ، فاروق الأول ، لإقامته للمرأة العربية فى جميع بلاد العرب ، أن تعرب عن رأيها ، وتدافع عن قضية فلسطين ؛
     16.       إرسال تحية الى مجاهدين فلسطين الأبطال ، وأحررها المعتقلين ، والبعدين ،؛
     17.       تقديم الشكر لهدى شعراوى ، والاتحاد النسائي المصري ، لما بذله من مجهود فى سبيل فلسطين ؛
     18.       مطالبة سلطات الانتداب البريطاني فى فلسطين بتجريد اليهود من السلاح ، أسوة بالعرب؛
     19.       الإبراق للبابا ، ورؤساء الأديان فى أوروبا وأمريكا ؛
      20.        إرسال برقيات الى سيدات الهند ، لاشتراكهن فى الدفاع عن حقوق المرأة والقضية الفلسطينية ، مع مناشدتهن المثابرة على هذه المؤازرة ؛
      21.        يؤيد المؤتمر مطالب العرب فى فلسطين ، من الغاء الانتداب على فلسطين ، واعتبار وعد بلفور باطلا ، وايقاف الهجرة اليهودية الى فلسطين ، ايقافا تاما ، وفورا ، ومنع انتقال الارض من العرب الىاليهود والاجانب ، ورفض تقسيم فلسطين ؛
      22.        يقرر المؤتمر تشجيع البضائع والمتاجر الوطنية الدولية .)
تمت الموافقة على هذه القرارات ، بالإجماع ، كما تليت فى المؤتمر خطابات وبرقيات أرسلتها نساء من بلاد الشرق ، وخاصة مدن فلسطين المختلفة .
قامت الصحف المحلية بتسجيل هذا الحادث التاريخي،الذي يعد باكورة لنهضة المرأة العربية ، بالداعية له ، ونشر بحوثه ، وقراراته . فكتبت سيزانبراوى نجيب ، بأن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه فقد كان بدء عهد مخلد فى تاريخ تحرير النساء الشرقيات ، وبرهن للرجال الذين أدهشهم هذا العمل ، على أن عصور الأسر المتعاقبة ، لم تستطع أن تطفئ فى المرأة العربية شعلة الحماسة 
كما ألفت السيدة منيرة ثابت كتاب "الحقوق السياسية للمرأة" انتقدت فيه دستور 1923 الذي حرم المرأة من حقوقها السياسية ، كما رفعت دعوي ضد مجلس الوزراء الذي حرمها من حقها.
وخلال الحرب العالمية الثانية 1939 ـ 1945 اشتركت المرأة المصرية في التنظيمات والجمعيات التي ظهرت خلال هذه الفترة، وكان اشتراكها في منظمات مستقلة مثل "جمعية الاخوات المسلمات" و"الحزب النسائي الوطني " الذي نص برنامجه علي مساواة المرأة بالرجل والنهوض بمستواها الأدبي والاجتماعي وحصول المرأة علي حقوقها السياسية والاجتماعية وحق الانتخاب والتمثيل النيابي.. وتكونت لجان نسائية مثل "دار الأبحاث العلمية" و"لجنة نشر الثقافة الحديثة" كما شهدت هذه الفترة تكوين اتحاد "بنت النيل" 1941 برئاسة الدكتورة "درية شفيق" ونص برنامجه علي رفع مستوي الأسرة المصرية بمنح المرأة حق الانتخاب والنيابة لتدافع عن حقوقها وتساهم في إصدار تشريع يكفل صيانة هذه الحقوق.

 المرأه فى ظل ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر

نجد أن التنظيمات السياسية وأولها "هيئة التحرير " كانت خالية من تمثيل المرأة ولكننا نجد نجاح دخول المرأة المصرية البرلمان لاول 
مرة بعد مايقرب من مائة عام من الحياة البرلمانية في مصر.. واصبحت عضوة في البرلمان بصدور دستور 1956 الذي ساوي بين الرجل والمرأة في الانتخاب والترشيح للمجالس النيابية فقد نصت المادة 31 من الدستور علي أن "المصريون لدي القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات لاتمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة" وبفضل هذه المادة حصلت المرأة علي حقوقها السياسية حيث نصت المادة الأولي في القانون رقم 73 لسنة 1956 علي أنه "علي كل مصري وكل مصرية بلغ ثماني عشر سنة ميلادية أن يباشر بنفسه الحقوق السياسية الآتية:
1ـ ابداء الرأي في الاستفتاء الذي يجري لرئاسة الجمهورية.
2ـ انتخاب أعضاء مجلس الأمة
واشتركت المرأة في تنظيمات الاتحاد القومي المختلفة 7591، وعند انتخاب القاعدة الشعبية 9591 ومجالس البنادر، برزت المرأة في تنظيمات الاتحاد القومي من خلال اللجان الثلاثية للأحياء والشياخات ولجنة المحافظة، كما تشكلت لجنة نسائية في إطار الاتحاد القومي للتخطيط للنشاط النسائي.
وفي نوفمبر 2691 صدر قانون بتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي للقوي الشعبية، حيث أوصت بأن يكون أعضاء المؤتمر 0051 عضو تمثل المرأة 5% من اجمالي الأعضاء.
وفي 2691 مع إعلان الاتحاد الاشتراكي كتنظيم سياسي يضم كل قوي الشعب العامل، دخلت هيئاته العديد من السيدات، وفي سبتمبر 5791 أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرارا بتكوين التنظيم النسائي للاتحاد الاشتراكي والذي أقر لأعضائه حق الانتخاب والترشيح لمستويات التنظيم المختلفة، حتي يعمل علي رفع قدرة المرأة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ويتعرف علي مشكلات المرأة والعمل علي حلها.
ونص الدستور المصري الصادر عام 1791 علي مساواة المرأة في الحقوق السياسية بدون تمييز، إلا أن قيد المرأة في جداول الانتخابات كان اختياريا حتي صدور القانون رقم 14 لسنة 9791 الذي أزال هذه التفرقة وجعل القيد في جداول الانتخابات اجباريا بالنسبة للرجل والمرأة.
تقدم اجتماعي وبطيء في السياسة
تشهد الحقوق النسائية في مصر اليوم انجازات غير مسبوقة طوال التاريخ وتشكل المرأة في مصر اليوم نصف المجتمع (88،48% وفقا لتعداد 6002)، وهي شريك اساسي في تحقيق أهداف التنمية، وتمارس المرأة دورها الاجتماعي في مختلف المجالات، فالمرأة تمثل 03% من اجمالي العلماء في مصر حيث يتركزون في العلوم الطبية (85،5%)، والعلوم الطبيعية (7،4%)، والعلوم الزراعية (2،8%)، والمرأة تمثل حوالي 51،3% من اجمالي قوة العمل (سن العمل51 ـ 46 سنة)، وتبلغ نسبة النساء العاملات في قطاع التعليم 14،2% من اجمالي العاملين به، وفي قطاع الكهرباء والغاز 9،7%، وفي قطاع الأنشطة المالية والعقارات 13،8%، أما في الجهاز الحكومي فنسبة تمثيل المرأة بلغت حوالي 22%، وتمثل المرأة 93% من القائمين بالأعمال الكتابية، كما تحتل المرأة عددا من المواقع القيادية في بعض القطاعات. وقد دخلت المرأة المصرية كوزيرة في الحكومة منذ بداية الستينيات من القرن الماضي حيث تولت السيدة حكمت أبو زيد وزارة الشئون الاجتماعية في سبتمبر 1962، ومنذ ذلك التاريخ لم تخل حكومة مصرية من عدد من الحقائب الوزارية التي تتولاها نساء،، وتوجد في الحكومة المصرية الحالية (2006) ثلاث وزيرات هن: فايزة أبو النجا وزيرة للتعاون الدولي ـ عائشة عبد الهادي عبد الغني وزيرة للقوي العاملة والهجرة ـ مشيرة محمود خطاب وزيرة للدولة للأسرة والسكان (تعديل وزاري2009).
ووفقا لاحصاءات وزارة التنمية الإدارية فقد بلغ عدد الإناث شاغلات وظائف الإدارة العليا في الجهاز الإداري للدولة حوالي 40،2 ألف امرأة حتي سبتمبر 2004 .



دور المرأه المصريه فى حرب أكتوبر



معركة التحرير.. حرب أكتوبر التي صهرت كل المشكلات الصغيرة في حياة النساء المصريات وحولتها إلي قضية كبيرة واحدة هي تحرير الأرض.
وقتها.. المرأة المصرية كانت تعي حقيقة واضحة وهي أنها لا يكفي أن تكون أما أو أختا أو ابنة لمقاتل وإنما لابد أن تكون هي أيضا مقاتلة.. مقاتلة في موقفها وفي أي دور تقوم به مهما بدا صغيرا.
هذا الدور للمرأة المصرية في حرب أكتوبر هو موضوعنا.
ضمت سجلات التطوع فى التنظيمات والهيئات النسائية آلاف الأعداد من الأسماء اللاتى أسهمن بالفعل فى التطوع والمساعدة فى حرب أكتوبر بشكل أو بآخر.
البالطو الأبيض
من أحد سجلات التنظيمات النسائية سجلت الأرقام 13 ألف سيدة ثم تدريبهن بالفعل على أعمال الإسعاف والتمريض للمساعدة فى المستشفيات فى حين وفى نفس الوقت كان هناك خمسة آلاف من النساء يتم تدريبهن بالفعل أما طابور الانتظار كان به ستة آلاف ينتظرن دورهن.
نساء متطوعات
أما من تطوعن بالدم فهناك تسجيل حوالى تسعة آلاف سيدة بخلاف من يقمن بالحياكة وأعمال الديكور وفى خدمة المستشفيات. هذا نموذج واحد من أحد التنظيمات النسائية بينما كانت تضم جمعيات الهلال الأحمر ألف عضوة أساسية مدربة تدريبا فنيا عاليا على أهبة الاستعداد للمساعدة والمشاركة.
بل أظهرت حركة التطوع أثناء المعركة صورة جديدة كانت غائبة عن هذا الميدان تماما وهى تطوع المرأة العاملة فالحركة النسائية كانت تشكو وقتها من أن عمل المرأة لا يجعل عندها الوقت الكافى لتقديم الخدمات للمجتمع ولكن وقتها تغير الأمر.
فلأول مرة تتكون لجنة نسائية فى نقابة المهن التجارية 60 ألف عضو لتشارك فى العمل والمساعدة بشتى الطرق فى حرب أكتوبر أول خطوة كانت جمع تبرعات ثم تبنى ورعاية أسر الجنود والشهداء ماديا واجتماعيا.
التبرع بالأجر
وفى نفس الاتجاه أصبحت النقابيات فى النقابات العمالية يفكرن باهتمام فى مشكلة أسرة العامل الذى ذهب إلى القتال وعاد جريحا أو نال شرف الاستشهاد هو موضوع الساعة لهن كل النساء يساعدن ويجرين هنا وهناك للمساعدة بشكل أو بآخر.
وقتها تبرعت الكثير من العاملات بجزء من أجرهن الشهرى للمجهود الحربى واختفى الغياب وأصبحت طاقات وإنتاجية العمل مرتفعة حتى إن البعض كن يصررن على العمل فى العيد حتى قبل أن يتخذ قرار العمل فى العيد.
لجان نسائية
ولقد كان للمعركة دور إيجابى فى تنشيط العمل باللجان النسائية فى الاتحاد الاشتراكى كانت مقررات اللجان يجدن صعوبة فى تجميع سيدات الحى لكن المعركة جعلت ربات البيوت يبحثن عن اللجان النسائية فى الاتحاد الاشتراكى ليقيدن أنفسهن فى طابور المتطوعات رغم أن قبل المعركة كانت مقررات اللجان يجدن صعوبة فى تجميع سيدات الحى. كل الطبقات من النساء الفقيرات والأغنياء والمنظمات والأميات كلهن يبحثن عن اللجان النسائية ليوجهن للمساعدة بشكل أو بآخر فى حرب أكتوبر.
«بنات سيناء»
بنات سيناء أيضا كان لهن دور فى الحرب فكل واحدة لها زوج أو أخ أو قريب يقاتل على الجبهة.. فقد كون اتحاد لنساء سيناء ينظم حركة النساء فقد نزلن للمستشفيات وكل ست بيت قدمت ما عندها من ماكينات خياطة وتريكو لتكون فى خدمة أعمال المعركة وقفن بنات سيناء صفا ثانيا لا يعرف الخوف أو الضعف وراء الأبطال. وعلى لسان «سعيد سلامة» أمين مساعد لجنة محافظ سيناء سرد حكايات وحكايات تحت شعار الشهادة لنساء كثيرات.
سميرة أخذت عن زوجها الشجاعة والبطولة من قلب مزارع العدو فى الأرض المحتلة كان الزوج يقوم بدور فدائى رائع وكانت هى تنقل له الديناميت تحت جونلتها مرة وفى لفائف الرضيع مرة أخرى ومع الديناميت كانت توزع المنشورات تدعو لعدم التعاون مع العدو، وكانت تؤكد عندما سئلت عن وضع الديناميت فى لفائف وليدها أن «ابنها ليس أغلى عندها من وطنها».
وبطلة أخرى اسمها عامرة كانت فى زيارة لأهلها فى القنطرة عندما بدأت المعارك كانت واحدة من عائلتين فقط استمرتا تزرعان الأرض والكراهية للعدو وفى حقلها أسرت عامرة طيارا إسرائيليا وسلمته للمسئولين وكانت لا تتوقف أبدا طوال النهار والليل عمل الخبز فى فرن بيتها والشاى لتقديمهما للمقاتلين من أبناء مصر.
«تبرعات للجرحى»
وبشكل آخر كانت مساعدة بعض النساء فهذه السيدة.. وداد حرم محمد مخلوف المستشار القانونى لشركات البترول الأمريكية وقتها استطاعت أن تجمع من الأمريكيين خلال أسبوع واحد 78 ألفا 435 دولارا تبرعات للجنود الجرحى لدينا.
سافرت إلى نيويورك بناء على دعوة من إحدى الشركات الأمريكية التى يعمل بها زوجها صممت أن تؤدى عملا يخدم بلادها.. انتهزت فرصة توجيه تلك الدعوة وتحدثت عن القضية العربية وحق العرب فى أرضهم وطلبت منهم التبرع للجرحى المصريين أثناء الحرب


المرأه المصريه فى ثوره 25 يناير 2011 ةاسقاط مبارك الطاغيه ونظامه

الحركه النسائيه من سوريه

الم يكن في سورية ثورة على تعاليم دينية محرّفة وخلفيات تاريخية اجتماعية مغالطة كالتي ظهرت في المجتمع الغربي، تسّوق إلى الوقوع في شرك التيارات النسوية الغربية المتطرفة، بل كان هناك وعي قومي ونهوض سياسي من أجل الاستقلال السياسي والاقتصادي، دفع بالفكر النسوي كأولوية حقيقية نحو بلورة الجهود والنضال للتحرر الوطني من الحكم العثماني والاستعمار الفرنسي. فانخرطت النساء وجمعياتهن وحركاتهن النسوية في هذا الاتجاه، وارتفعت قضيتهن مع موجة النهوض الاجتماعي العام؛ مواطنات كن ينهضن بواجبهن الوطني قبل أن تتحقق لهن حقوقهن في المجتمع. وكانت مشاركتهن في حركات التحرر الوطني فعالة إيماناً منهن بتلازم قضيتهن مع الحرية والاستقلال، فكان للمناضلة نازك العابد (1887ـ 1959) التي شاركت يوسف العظمة معركة ميسلون بصمة حقيقية في النهضة النسوية في سورية ولبنان وفي العمل الصحفي ومحاربة الاستعمار، إذ أسهمت في تأسيس بعض الجمعيات الخيرية والنسوية مثل «نور الفيحاء»، وأصدرت مجلة أدبية نسائية تحمل الاسم ذاته هدفها نهضة المرأة السورية، وشاركت في إقامة مدارس عديدة مثل «مدرسة بنات الشهداء العربية»، وناد أدبي، وتعاونت مع الأديبة الشاعرة ماري عجمي [ر] صاحبة أول مجلة تصدر في سورية «مجلة العروس» 1910، فاتخذت من مجلتها ومجلة «الحارس» الخاصة بشؤون المرأة والمجتمع منبراً لبث أفكارها وآرائها في الكفاح الوطني والعمل ضد المستعمر التركي ثم الفرنسي الأمر الذي أدى إلى نفيها مراراً. وقد ناصرتها في مسيرتها وسارت على خطاها نساء كثيرات تمتعن بمواهب وكفاءات عديدة علمية وأدبية واجتماعية وسياسية أمثال: نجاح العطار وكوليت خوري ووداد سكاكيني وهاجر صادق وغادة السمان ورويدا الجراح ونازك الملائكة[ر] وفدوى طوقان[ر] ومي زيادة [ر] الشهيرة بصالون الأربعاء الأدبي وبشرى الكنفاني وغيرهن.
ومع أن سورية قد مرّت بعد الاستقلال بمرحلة اضطرابات عاصفة فإن الأحزاب السياسية التي ظهرت فيها تبنت برنامج إصلاح سياسي اجتماعي شامل تعهد بالعمل على مناصرة قضايا المرأة. فاهتمت القيادة السياسية في سورية بقضايا المرأة وقامت بإجراءات تنظيمية وإدارية ـ ازدادت وضوحاً في العقدين السادس والسابع من القرن العشرينـ تضمن للمرأة حقوقها ودورها في المجتمع، فشهدت سورية عملية تنمية اقتصادية واجتماعية وتعليمية شاملة كفلت الاستقرار على أسس دستورية، وتحققت للمرأة منجزات سياسية وقانونية وتعليمية ثقافية فتوحدت الجمعيات الخيرية والنسوية التطوعية منها والخاصة والمؤسسات التربوية في منظمة سُمّيت بـ «الاتحاد العام النسائي»، لها نظامها الداخلي ودستورها وبرنامجها الهادف نحو مبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة ومُنح كلاهما الحقوق المتساوية للمشاركة في مختلف نواحي الحياة العامة وفي الواجبات والمسؤوليات.