Search - للبحث فى مقالات الموقع

Thursday, April 7, 2011

الحرب الباردة



رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان (يسار) ورئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف يجتمعان في عام 1985.
إنَّ اصطلاح «الحرب الباردة» هو من جملة الاصطلاحات التي ابتدعتها أدبيات السياسة الدولية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية للتدليل على نوع العلاقات الدولية التي سادت هذا العصر، وإلى شكل توازن القوى[ر] العالمية الذي استقر عليه خلال ما يقرب من نصف قرن.
كان الأمير الإسباني خوان مانويلي، في القرن الرابع عشر أوّل من استعمل هذا الاصطلاح للتعبير عن تزاحم أو مواجهة بين القوى العالمية الكبرى قد تهدّد بنشوب نزاع مسلّح، من دون أن تفضي إلى صدام عسكري مباشر فيما بينها.
وقد تميزت فترة قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية بامتلاك أحد المعسكرين المتخاصمين، (الولايات المتحدة الأمريكية على التحديد) للقنبلة الذرية الفتاكة، وكان ذلك حاسماً في تسريع استسلام الإمبراطورية اليابانية، ثم توصل المعسكر الآخر، (الاتحاد السوڤييتي على التحديد) إلى اكتشاف أسرار الذّرة، فأصبح من ثمَّ من الصحيح القول بالتوازن، (وللذّرة مالها من سعة التدمير). لأن أحداً لن يخرج منتصراً في مثل هذه الحرب الماحقة، بل الإنسانية برمتها والحضارة التي صنعتها، هي الخاسرة.
وإذا كانت الحرب الباردة، من حيث التعريف، انتفاء للحرب الفعلية الشاملة، فقد تميز تطورها بقيام سباقين عنيفين حادين أحدهما السباق المتزايد على التسلح خشية أن يتقلقل توازن الرعب، والآخر السباق على مناطق النفوذ في العالم، حتى لايتفوق طرف على طرف في الاستئثار بالتأييد العالمي لنزعاته العقائدية ومصالحه المادية.
ستالين وروزفلت وتشرشل في مؤتمر يالتا


ومع أن اصطلاح الحرب الباردة ينطبق بصورة رئيسة على المواجهة السوڤييتية الأمريكية، بعد الحرب العالمية الثانية، ثمّ على المواجهة بين حلف شمال الأطلسي[ر] وبين حلف وارسو[ر] فإنه قد يستخدم في مجال أعمّ، كوصف النزاع الصيني- السوڤييتي، في مرحلة من مراحل الخصومات، بالحرب الباردة، كما استعمل بعض الباحثين الاصطلاح بصدد أحداث داخلية كانتفاضة الطلاب في فرنسا سنة 1968.
كانت الوساوس (حقيقية أم وهمية) تفرق بين الزعماء الذين كانوا يديرون دفة الحرب على هتلر فكانوا يكتمون خلافاتهم لضرورات تجنب أي شرخ في المجهود الحربي المشترك ضد العدو فما أن تنتهي الحرب حتى تبرز الخلافات إلى العيان وأهمها الخلاف على نظام ألمانيا بعد الحرب.
ذوبان جليد الحرب الباردة
بوفاة جوزيف ستالين أحد أبرز أقطاب الحرب الباردة، متأثراً يوم الخامس من آذار سنة1953 بجلطة دماغية، اتخذت الحرب الباردة من فورها منحى أقرب لنوع من الانفراج. وحلّت مجموعة ثلاثية مؤلفة من مالنكوف ومولوتوف وبيريا محلّ الزعيم الراحل، فبدأت بتحسين الأوضاع داخلاً وخارجاً: خفضّت الأسعار الاستهلاكية، وعملت على ثبات الهدنة في كورية وأعادت الصلات مع يوغسلاڤية، واستؤنفت مفاوضات كورية. وعاد تشرشل إلى رئاسة الوزارة البريطانية وعمل مع الرئيس الأمريكي الجديد الجنرال أيزنهاور على العودة إلى التفاوض مع المعسكر الشرقي سعياً لحلّ المشكلة الألمانية وحرب الهند الصينية. وفي مؤتمر وزراء الخارجية الذي انعقد في برلين في كانون الثاني وشباط من سنة 1954 لم يتوصل الأربعة الكبار إلى حلّ وتواعدوا أن يجتمعوا ثانية في جنيڤ في شهر أيار ليبحثوا في مخرج من الأزمتين الكورية والهندية - الصينية.
لكن مؤتمر جنيڤ لم يحقق انفراجاً لاللحرب الدائرة في ڤييتنام، ولا في إيجاد حلّ للأزمة الكورية. وبعد تحييد لاوس وكمبودية، لم تستطع السياسة الأمريكية نفض يدها من حرب ڤييتنام وتورطت بإرسال نصف مليون جندي ومئات الطائرات لسحق الشمال وحركة التحرر في الجنوب دون جدوى، ومع تكاثر الضحايا وانقلاب الرأي العام في أمريكا على الحرب، اضطرت الولايات المتحدة لعقد اتفاق ينهي الحرب، وما لبثت من بعد ڤييتنام الشمالية أن استطاعت توحيد البلاد شمالها وجنوبها تحت حكمها. بينما كان وزير خارجية الصين تشو إن لاي يعلن استعداده للمفاوضة على تخفيف التوتر في منطقة جزيرة فورموزا.
وعقدت في تلك الأثناء معاهدة باريس 1955 التي سمحت لألمانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وبإعادة التسلح ما عدا الأسلحة الجرثومية والكيميائية والذرية. فردت موسكو بإنشاء حلف وارسو لمجابهة حلف الأطلسي.كما تجلى بدء ذوبان الجليد بتحييد النمسة وقبول موسكو سحب قواتها منها لقاء ذلك.
تتابع سمات الانفراج ومفاجآت التأزم
كان من سمات الانفراج تولي نيكيتا خروتشوف منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي في أيلول سنة 1953 ومسارعته للمصالحة مع يوغسلافية واشتراكه في مؤتمر جنيڤ الرباعي في 18 تموز حيث التقى، يصحبه بولغانين رئيسُ الحكومة، أيزنهاور وماكميلان رئيس الوزارة البريطانية وايدغار فور رئيس وزارة فرنسا. وبحث المجتمعون مجدداً قضية ألمانيا ومسألة الحد من السلاح، بعد أن أصبحت القوة النووية في ملكية القطبين كما بحثوا أمر السماوات المفتوحة لطيران العملاقين، وقد رفض خروتشوف ذلك.
ثم زار أديناور مستشار ألمانيا موسكو وتم إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا الغربية والاتحاد السوڤييتي في خريف 1955 وظنَّ أن الحرب الباردة تسير إلى النهاية لولا أزمة السويس.
فقد أثار تأميم الزعيم المصري جمال عبد الناصر[ر] لشركة قناة السويس في تموز1956 حفيظة بريطانيا وفرنسا وانضمت إلى مشاورتهما إسرائيل التي شنت هجوماً في29 تشرين الأول على صحراء سيناء وتبعتها بريطانيا وفرنسا بشن حملة عسكرية على مصر نزلت في بور سعيد. وقد شجبت الولايات المتحدة هذا العمل، وهدد الاتحاد السوڤييتي على لسان بولغانين باستعمال القوة النووية ضد المعتدين، وانتهت الأزمة بانسحاب الجيوش الغازية وإخلاء سيناء.
أما في الشرق الأوسط ففيما كان العرب عامة ممتنيّن للسوڤييت لموقفهم في إدانة الهجوم على مصر، فإن الطرف الأمريكي أطلق ما يسمى بمذهب ايزنهاور لمساعدة بلاد الشرق الأوسط على منوال مذهب ترومان لمساعدة اليونان وتركيا قبل عقد من السنين. ومن ثم انقسمت البلاد العربية بين مؤيد للمعسكر الغربي ومؤيد للمعسكر الشرقي. وانتهى الأمر باضطرابات داخلية في لبنان في صيف 1958 وإلى ثورة في العراق قلبت النظام الملكي الذي كان موالياً للغرب. وفي أوج هذا التوتر نزلت قوات للبحرية الأمريكية في بيروت ثم انسحبت بعد أن عادت اللحمة نوعاً ما للموقف العربي.
نهاية الحرب الباردة
بيد أن مضي الولايات المتحدة بالتسلح المكلف الكثيف كإنشائها لقوة الانتشار السريع وقرارها في الثمانينات في عهد الرئيس ريغان بما في ذلك قرار المضي في «مبادرة الدفاع الاستراتيجي» على الرغم مما يكبد خزانة الولايات المتحدة من أموال طائلة، مع ما رافق ذلك من نضوب في موارد الاتحاد السوڤييتي، وتعثر في قيادة التنمية الاقتصادية، وتراجع في حسن إدارة الصناعة، بدأ كل ذلك يلوح للقادة السوڤييت أنهم عاجزون عن اللحاق بخطوات الولايات المتحدة. وأضحت تهديدات السوڤييت بالتدخل في حركات التحرر البولونية، وقرار الاتحاد السوڤييتي بالتدخل المباشر في أفغانستان، وردّ الولايات المتحدة بأنها لن تتسامح بهذا التصعيد، وتصديها لقوات السوڤييت بمقاومة منظمة مستمرة، وفتحها لملفات حقوق الإنسان وما أحدثه ذلك من هزات في دول أوربا الشرقية، كل ذلك ساعد على تغيير القيادة في الاتحاد السوڤييتي، وجاءت قيادة غورباتشوف الإصلاحية، تختار ما سمته «الانفتاح» في السياسة الداخلية والخارجية، وإحياء الاقتصاد السوڤييتي الذي بددت جله النفقات الحربية، والعمل على انفراج حقيقي دائم مع الغرب، ومع ذلك لم يتنبه إلى مخاطر الاستمرار في حرب أفغانستان ولا إلى ما تحمله «حركة التضامن» في بولونية من قوة واستمرار وتأثير في بلاد الجوار. وكانت رغبته بالتسامح مع بعض التغيير في دول أوربا الشرقية والوسطى، كي يكسب فسحة من الوقت تمكنه من إجراء الإصلاح داخل الاتحاد السوڤييتي قد حولت أمل قيام نظام شيوعي أكثر انفتاحاً إلى تسارع انهيار النظام بأكمله. وقد انهار جدار برلين وتوحدت الألمانيتان وأعلنت بلاد أوربا الشرقية استقلالها عن الاتحاد السوڤييتي وغيرت من نظمها وتفكك حلف وارسو. وطالت التغييرات غورباتشوف نفسه فتنحى عن الحكم وخلفه الرئيس يلتسن الذي جاهر بمعارضته للنظام القائم ورواسبه.
نتائج الحرب الباردة
أدت نهاية الحرب الباردة وما حملته من تفكك الاتحاد السوڤييتي إلى نهاية توازن القوى الذي تميزت به فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والذي قام على ثنائية القطب الفاعل في مجرى السياسة الدولية. وأصبح ظاهراً للعيان ما يحمل الاستقطاب الأحادي في طياته من هيمنة وامتداد في السيطرة مشروع أو غير مشروع. ولكن برزت من جهة أخرى إشارات إلى أن أقطاباً محتملة هي في سبيل التكون كالاتحاد الأوربي والصين واليابان، يرافق ذلك قيام التكتلات الاقتصادية الإقليمية وتعاظم دور الشركات المتعددة الجنسيات[ر]. وفيما أصبح الانتباه يوجه إلى إمكانات التعاون مع روسية الاتحادية الجديدة ودول آسيا الوسطى التي انفصلت عن الاتحاد السوڤييتي، وإلى إنعاش اقتصاديات دول أوربا الشرقية، فإن الحروب الإثنية التي تنفجر، والفقر الذي ينتشر في البلاد المتخلفة، والانفجار السكاني في بلاد العالم الثالث، كل ذلك يهدد بأخطار أكبر مما تعرضت له فترة الحرب الباردة ويحتاج إلى الكثير من الجهد والتعاون، داخل منظمة الأمم المتحدة وخارجها، كيلا تكون الهوة التي تفصل بين العالم الصناعي والعالم الذي يسير في طريق النمو من الاتساع الذي قد يفضي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العالم.

نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة
التأطير الإشكالي: ذ.علي الهلالي
تميزت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى أواخر الثمانينيات بالمواجهة بين معسكرين متناحرين هما المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشرقي بزعامة الإتحاد السوفياتي وذلك في إطار ما عُرف بنظام القطبية الثنائية، واختلفت حدة المواجهة بين المعسكرين بالتدبدب بين التوتر
والانفراج 




المقطع الأول: السياق التاريخي لبروز نظام القطبية الثنائية
النشاط الأول: المد الشيوعي السوفياتي في أوربا الشرقية
  • انعقد مؤتمر يالطا في فبراير سنة 1945 بحضور ا
  • لرئيس الأمريكي روزفيلت و الوزير الأول البريطاني تشرشل والرئيس السوفياتي ستالين، وقد أسفرعن الاتفاق حول تقسيم ألمانيا إلى أربعة مناطق نفوذ، والتزام الإتحاد السوفياتي بفتح جبهة عسكرية ضد اليابان مقابل تحقيق مطالبه الترابية في عدد من الناطق شرق أوربا.
  • استغل الإتحاد السوفياتي هذا الوضع الجديد، فعمل على مساندة كل الأحزاب الشيوعية في دول أوربا الشرقية، حيث ساهم في تحريرها من السيطرة النازية كما ساعدها على الوصول إلى السلطة، بهدف إقامة أنظمة اشتراكية بها على غرار النظام السوفياتي، ومن أهم هذه الدول رومانيا، بلغاريا، بولونيا…وغيرها.
  • ساد تخوف كبير في أوساط المعسكر الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية من المد الشيوعي السريع في أوربا، فأدت هذه التحولات إلى القطيعة بين المعسكرين وقيام ستار حديدي بينهما في أوربا.
النشاط الثاني: رد الفعل الأمريكي من خلال مشروع مارشال
  • كان رد الفعل الأمريكي على المد الشيوعي في أوربا والعالم ظهور مذهب ترومان أو مايسمى بسياسة محاصرة الشيوعية وتدخل في هذا الإطار المساعدات المالية والاقتصادية الضخمة التي قُدمت للدول المتضررة من الحرب من خلال مشروع مارشال سنة 1947.
  • اعتبر جدانوف أندري مستشار الرئيس السوفياتي ستالين أن مشروع مارشال يؤدي حتما إلى حدوث تغيرات على سياسة البلد الذي سيلقى هذا الدعم وبالتالي فرض الامبريالية الأمريكية على العالم لذلك دعى إلى مواجهة المشروع الأمريكي والصمود في وجه كل المخططات التوسعية الأمريكية.
المقطع الثاني: مظاهر الحرب الباردة الأولى وبعض أزماتها(1947-1953)
النشاط الأول: مفهوم الحرب الباردة ومظاهرها العسكرية والاقتصادية
  • مفهوم الحرب الباردة: هي ذلك الصراع بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي والذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية حيث عمل كل طرف على نشر مبادئه بمختلف الطرق مع تفادي الاصطدام العسكري المباشر وامتدت إلى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
  • وقد ظهرت بوادر الحرب الباردة منذ سنة 1945 بعد استعمال الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة النووية في 9 غشت 1945 في حربها ضد اليابان حيث وجهت من خلالها رسالة قوية في حربها الباردة الدبلوماسية ضد الإتحاد السوفياتي من أجل تغيير مجرى الاتفاق المبرم مع ستالين في مؤتمر يالطا.
o المظاهر العسكرية : تتجلى مظاهر الحرب الباردة الأولى في تكوين مجموعة من الأحلاف العسكرية والسياسية ذلك أن الخلاف بين الكتلتين دفعت كل طرف إلى البحث عن حلفاء لتطويق نفوذ الطرف الآخر ومن أهم أحلاف الكتلة الشرقية نجد حلف الكومنفورم وحلف وارسو أما بخصوص أحلاف الكتلة الغربية فنجد الحلف الأطلسي و منظمة الميثاق الأطلسي
o المظاهر الاقتصادية: سعت الكتلة الرأسمالية إلى تأسيس المنظمة الأوربية للتعاون الاقتصادي سنة 1948 وكان رد فعل الكتلة الاشتراكية هو تأسيس مجلس المساعدة الاقتصادية المتبادلة ( الكومكون ) سنة 1949
النشاط الثاني: أزمات الحرب الباردة الأولى 1947-1953
  • أزمة برلين الأولى سنة 1949 : اندلعت هذه الأزمة بعد أن قرر وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا تأسيس “جمهورية ألمانيا الفيدرالية” سنة 1949 فكان رد فعل الإتحاد السوفياتي هو محاصرة برلين الغربية وتأسيس”جمهورية ألمانيا الديمقراطية” وكانت النتيجة تقسيم ألمانيا إلى قسمين شرقي اشتراكي وغربي رأسمالي
  • أزمة كوريا ( 1953 – 1953 ): بلغت الحرب الباردة أوجها مابين 1950 و 1953 حيث كانت كوريا مقسمة إلى قسمين شمالية تابعة للمعسكر الاشتراكي وجنوبية تابعة للمعسكر الرأسمالية واندلعت الأزمة بسبب الحرب الأهلية بين الكوريتين فتدخلت الولايات المتحدة لمساندة كوريا الجنوبية وتدخلت الصين لمساندة كوريا الشمالية وبعد مشاورات طويلة تم التوقيع على هدنة سلام في يوليوز 1953 وتكريس تقسيم الكوريتين.
المقطع الثالث: مرحلة التعايش السلمي والحرب الباردة الثانية
النشاط الأول: مظاهر مرحلة التعايش السلمي وبعض الأزمات التي تخللتها ( 1953 – 1973 م )
أ‌) مظاهر مرحلة التعايش السلمي
بعد سنة 1954 دخلت العلاقات بين المعسكرين مرحلة التعايش السلمي وحدث هذا التطور بفضل الظروف الجديدة التي طبعت كل من الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية :
  • الإتحاد السوفياتي عرف توجها جديدا في السياسة الخارجية بزعامة الرئيس السوفياتي الجديد خروتشوف الذي انتقد سياسة ستالين ونهج ساسة التعايش السلمي مع الولايات المتحدة.
  • الولايات المتحدة سارت في نفس الإتجاه إبتداءا من فترة الرئيس الأمريكي إيزنهاور( 1952-1960 ) الذي أخمد الحملة العنيفة ضد الشيوعية بل واستقبل الرئيس السوفياتي بالبيت الأبيض سنة 1960.
كما تجلت مظاهر التعايش السلمي أيضا في وعي الطرفين بالعواقب الوخيمة للتسابق نحو التسلح على البشرية وبالتالي توصلهما إلى نزع جزئي للسلاح من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات من بينها اتفاق 1959 القاضي بتدويل منطقة القطب الجنوبي ومنع إقامة منشآت عسكرية بها و اتفاق 1963 الذي يهدف إلى وقف التجارب النووية واتفاق 1968 حول منع انتشار الأسلحة النووية .
لكن علاقات الكتلتين تعرضت بموازاة ذلك لكثير من الأزمات التي هزت التعايش السلمي.
ب‌) أزمات التعايش السلمي:
  • أزمة برلين الثانية: اندلعت هذه الأزمة ابتداء من سنة 1955 بعد أن فشلت الكتلتان في التوصل إلى حل لمشكلة تقسيم ألمانيا إلى أربعة مناطق نفوذ فالإتحاد السوفياتي حاول فرض الاعتراف القانوني بجمهورية ألمانيا الديمقراطية مع تحويل برلين إلى مدينة محايدة بينما رفضت الأطراف الأخرى هذا الحل وانتهت الأزمة ببناء جدار برلين من طرف سلطات ألمانيا الشرقية سنة 1961
  • الأزمة الكوبية: انفجرت هذه الأزمة سنة 1962 عندما اكتشفت طائرات الاستطلاع الأمريكية وجود قواعد سوفياتية لإطلاق الصواريخ بكوبا فكان رد فعلها سريعا حيث حاصرت كوبا وهدد الرئيس الأمريكي كينيدي السوفيات بشن حرب شاملة وانتهت الأزمة بسحب الصواريخ السوفياتية مقابل كف الولايات المتحدة عن تهديد النظام الاشتراكي بكوبا.
  • حرب الفيتنام: تواجهت الفيتنام الشمالية التي حظيت بدعم المعسكر الاشتراكي مع الفيتنام الجنوبية الموالية للمعسكر الغربي منذ سنة 1954 ثم تدخلت الولايات المتحدة في الحرب بشكل مباشر سنة 1965 لكن التدخل الأمريكي انتهى بتوحيد قوات الشمال لشطري الفتنام سنة 1973 بعد أن اضطرت الو م أ من الخروج مما أسمته بالوحل الفيتنامي لعدة عوامل اقتصادية ودبلوماسية ومعنوية وبعد أن كلفت الفيتناميين مايقرب من 3 ملايين من القتلى.
النشاط الثاني: الحرب الباردة الثانية (1975-1985)
عادت العلاقات الدولية إلى التوتر من جديد بين القطبين الثنائيين وذلك بعد أن امتد النفوذ السوفياتي إلى عدد كبير من بلدان العالم الثالث حيث عمل على توسيع الروابط مع كل من ليبيا سنة 1975 وأنغولا والموزمبيق سنة 1976 كما تدخل في أفغانستان سنة 1979 ، وبدأ الرد الأمريكي سنة 1977 بتزويد كل من مصر والصومال والسودان والتشاد بالأسلحة الدفاعية إضافة إلى دعم كل الحركات المناهضة للأنظمة الاشتراكية بالعالم الثالث.
بموازاة مع ذلك عززت كل من الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي قدراتهما العسكرية حيث توصل الطرفان إلى تطوير الغواصات الحربية والقنابل الذرية إبتداءا من سنة 1981 كما شرعت الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ برنامج الدفاع الإستراتيجي سنة 1989 وهو البرنامج المعروف بحرب النجوم.
خــــاتــمـــــة:
هكذا يتضح أن العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية تميزت بالتنافس بين الكتلتين الشرقية والغربية حول مناطق النفوذ وهددت العالم بحرب عالمية ثالثة عدة مرات لكنها تميزت أيضا بتصاعد الحركات التحررية بالعالم الثالث المطالبة بالحرية والاستقلال.






مراجع للاستزادة:


- Edward Judge and John Langdon, A History of the Cold War (Library of Consess Call 1996).