الامبراطور هيلا سيلاسى 1954مع سير ونستون تشرشل
و آخر الاباطرة الأثيوبيين. نصب ملكا عام1928، ثم إمبراطورا بعام 1930. اقصي عن ملكه عام 1974 إثر ثورة شيوعية قادها منغستو هيلا ميريام. واحتجز في قصره وبعد عام واحد توفي في ظروف غامضة. دفن في عام 2000 بعد 25 عاما من وفاته.كان هيلاسلاسي مسيحيا متشددا ينتمي إلى الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية ، وهي كنيسة تؤمن بخصوصيتها العقيدية فأتباعها يؤمنون أنها الوحيدة التي حافظت على نقاء المسيحية.شارك بتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية.يؤمن أتباع طائفة راستافاريان التي انبثقت في جامايكا بأن هيلا سيلاسي إله، وأنه لم يمت، ويبلغ تعداد الطائفة نحو مليون نسمة يعتقدون أن هيلا سيلاسي لا زال حيا وبصحة جيدة أو أن جسده صعد إلى السماء اتخذت الطائفة اسمها من الاسم الحقيقي لهيلا سيلاسي، فاسمه قبل تنصيبه نفسه امبراطورا هو تافاري ماكونن، ويسبق اسمه دائما كلمة راس والتي تعني بالامهرية الامير لذا كان اسمه قبل الامبراطورية "راس تافاري" وهو الاسم الذي اشتق منه اسم الديانة الراستافارية.أما هيلا سيلاسي فتعني قوة الثالوث المقدس هو اللقب الذي تلقب به عند توليه عرش إثيوبيا، ويعكس اللقب تدين هيلا سيلاسي. من اهم الرجال الذين كانوا في اريتريا من مستشاري الامبراطور هو الشيخ عمر آدم الملقب بـ عمر ناشف وكان من اعظم رجال القبائل في حينيها وكانت تربطه علاقة وثيقة بالملك.عاد الإمبراطور الحبشي هيلاسلاسي إلى الحكم في بلاده بمساعدة الإنجليز بعدما طرده الإيطاليون، ورأى أن يستغل الظروف الدولية لجمع أسلاب إيطاليا في إفريقيا؛ فيضم الصومال وإريتريا إلى مملكته التوسعية. وساعدته على ذلك بريطانيا والولايات المتحدة، حيث اتصل ببعض رجال الكنيسة لاستمالتهم إليه، وقامت المخابرات البريطانية بإثارة العدوان والنعرات الدينية والقبلية. ونجحت إثيوبيا في خلق حزب موال لها في إريتريا سنة (1366هـ= 1946م) عُرف باسم حزب الاتحاد مع إثيوبيا كانت قاعدته من المسيحيين. ناهض المسلمون هذا الحزب وأسسوا حزب الرابطة الإسلامية الإريترية وحددوا أهدافه بالاستقلال التام. وشهدت تلك الفترة صراعات سياسية حادة، نشأت خلالها عدة أحزاب لها ارتباطات خارجية، تبنى بعضها سياسة الاغتيالات مثل حزب الاتحاد مع إثيوبيا الذي أنشأ ميليشيا إرهابية عرفت باسم "الشفتا" اغتالت عددا من القيادات الوطنية. كما عمل هيلاسلاسي على إثارة الخلافات بين الأحزاب الإريترية فكثرت الانشقاقات بها.
العثور على رفات هيلا سيلاسي ودفنه
عُثر على رفات الإمبراطور الراحل أسفل أحد مراحيض القصر في عام اثنين وتسعين وقد حفظ كنيسة بآتا مريم منذ ذلك الحين حتى دفنت بجوار بقية أفراد عائلته في كاتدرائية الثالوث ويعتقد أنه حدثت مذبحة للعائلة المالكة لأن العثور على رفات إمبراطور سابق فى هذا المكان يدل على أن هناك جريمة ما لم يتم التحقيق فيها , وكان الدكتاتور الماركسي مانجستو هيلا ماريام عام 1974م الرجل الذي أطاح بالامبراطور الأخير .
فى يوم 5/11/2000 أى بعد مرور 25 سنة على وفاة أسد أفريقيا هيلاسيلاسى ورى رفاته تراب اثيوبيا حيث اقيمت جنازة له فى أديس أبابا بعد وفاته كما قيل فى ظروف غامضة
وقد تمت مراسم الدفن في كاتدرائية الثالوث المقدس وسط شعبه ، وقد ارتدى القساوسة ثيابهم الفارهة بينما اصطف قدامى المحاربين داخل الكاتدرائية وقد ارتدوا قبعات تزينها شعور الأسود، في جنازة الرجل الذي لا يزال البعض يعتقدون أنه يعيش فى قلوبهم حتى اليوم حيث غطت أعماله لأثيوبيا وللعالم وللكنيسة الأثيوبية أعمال أقزام لم يفعلوا شيئاً وقد كان عدد الحضور عدة آلاف وهو أقل من المتوقع حيث كان متوقعاً مئات الألاف .
ورفضت الحكومة الأثيوبية منح الجنازة الصفة الرسمية حيث أنها أتهمت الإمبراطور الذى حرر أثيوبيا من الإحتلال الإيطالى أتهمته بالظلم والقسوة خلال 45 سنة قضاها فى حكمه ولكن تاريخ الحكومات المتعاقبة بعد الإستيلاء الشيوعى على الحكم كان أكثر دموية , ويعتبر الإمبراطور هيلاسيلاسى آخر سلالة بلقيس وسليمان وأعتبرت أن الجنازة شأناً عائلياً وليس حكومياً , وقد احتجز الإمبراطور البالغ من العمر واحدا وثمانين عاما في قصره ليموت بعد عام واحد في ظروف غامضة إلا أنه من المرجح أنه قتل على يد محتجزيه
انخرط شعبه الأثيوبى في البكاء على إيقاع التراتيل الدينية للكنيسة الأرثوذكسية التي تردد صداها في أنحاء المدينة .
كان موكب الجنازة الحزين قد بدأ فجرا من كنيسة بآتا مريم وسار لمسافة عشرة كيلو مترات إلى كاتدرائية الثالوث المقدس مارا بميدان ميسكال وسط العاصمة أديس أبابا .
وقد حضر مراسم الجنازة عدد من أفراد العائلة المالكة السابقة وأشاد بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية (لم تتم رسامته من الكنيسة القبطية التى لها الحق الرسولى فى إقامته بطريركاً ) أمام القداس بهيلا سيلاسي منوها بجهوده من أجل إثيوبيا وكنيستها ، وأفريقيا والعالم أجمع وقال أحد القساوسة الذين حضروا القداس إن الذين قتلوه وألقوا جثته في مقبرة مجهولة لم ينجحوا في تشويه صورته .
وقد كتب هيلاسيلاسى أسمه على صفحات التاريخ فهو لا يزال رمزا إفريقيا بالرغم من نهايته المحزنة ، فهو أحد المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، بالإضافة إلى مقاومته للغزو الاستيطاني الإيطالي لبلاده إبان الثلاثينيات , فى الصورة المقابلة الإمبراطور هيلاسيلاسى يرتدى الملابس الملكية وعلى رأسه التاج الذهبى المرصع بالأحجار الكريمة .
وطائفة راستافاريان التي يبلغ تعدادها مليون نسمة تعتقد أن هيلا سيلاسي إما أنه لا يزال حيا وبصحة جيدة أو أن جسده صعد إلى السماء وقد اتخذته حركة راستافاريان الوليدة عندئذ في جامايكا إلهاً , ورغم أن معظم طائفة الراستافاريان يدينون الجنازة، فإن بعضهم وصل إلى أديس أبابا لحضور الدفن مصرين على أنهم ذهبوا لمجرد المراقبة لا المشاركة , وذكر راس لومومبا وهو سوداني من طائفة الراستافاريان يعيش في إثيوبيا منذ ثلاث سنوات إن الإمبراطور هيلاسيلاسى هو مسيحهم المخلص وإلههم المنتظر .