جوزيبه أرتشيمبولدو مصوّر إِيطالي ولد وتوفي في مدينة ميلانو، ولا تتوافر معلومات كثيرة عن نشأته ودراسته.
يُذكر عن بدء حياة جوزيبه أرتشيمبولدو الفنية أنه تعاون مع والده بياجو، حرفي الزجاج، ووضع الدراسات اللازمة لحياة القديسة كاترينة لتنفّذ بالزجاج المعشّق في كاتدرائية ميلانو عام 1549. وتدل بعض الوثائق على تكليفه القيام بعدد من الأعمال الفنية البسيطة نحو عام 1558 وعلى أنه قام بوضع رسوم للسجاد الجداري بتكليف من إِركولِه ديستِه أمير منطقة فرّارة
سافر جوزيبه عام 1562 إلى براغ، وفي عام 1565 سُمي المصور الرسمي للإمبراطور مكسيميليان الثاني في بلاط أسرة هابسبورغ، وبقي هناك حتى عام 1587 تاريخ عودته إلى ميلانو. وقد منحه إمبراطور النمسة رودولف الثاني لقب كونت.
أما نشاطه الفني في بلاط هابسبورغ فكان متنوع الجوانب. فقد أنجز عدداً من الصور الشخصية وقام بوضع التصاميم للحفلات التنكرية والمهرجانات الضخمة السائدة في ذلك العصر، كما قام بمساعدة الأباطرة على جمع اللوحات والقطع الغريبة لمجموعتهم «الفن وغرفة العجائب» ، وهي مجموعة من اللوحات الفنية والأعمال الطريفة النادرة.
وفي هذا المناخ طور جوزيبه أرتشيمبولدو نزعته الخاصة في تصويره الوجوه فكان يشكلها من أشياء واقعية مختلفة، مثل الفواكه والأزهار والكتب والخضار والأدوات، جامعاً بعضها إلى بعضها الآخر لتعطي هيئة إنسان. ففي كل من لوحتيه «الصيف» و«الشتاء» مثلاً تُرى صورة جانبية لرجل مؤلفة من أنواع الفاكهة والخضار والحبوب التي تنمو في الفصول من السنة. وإضافة إلى هذه الموضوعات التي تعبر عن الفصول وعناصرها تم تكليف أرتشيمبولدو، على سبيل الطرافة والدعابة، القيام بإنجاز صور شخصية، بالطريقة ذاتها، لرجال البلاط الملكي. وكثيراً ما قيل لدى الحديث عن هذه الطريقة إن أهداف الفنان منها كانت السخرية الخفية من مجتمعه المعاصر وأوهام ذلك المجتمع وسطحيته.