Search - للبحث فى مقالات الموقع

Sunday, November 21, 2010

إسماعيل باشا صديق (المفتش (1830 - اختفى في 18 نوفمبر 1876) .؟


إسماعيل باشا صديق (المفتش (1830 - اختفى في 18 نوفمبر 1876) وزير مالية مصر في عهد الخديوي إسماعيل وصديقه الحميم. وكان اختفاؤه في 18 نوفمبر 1876 سبباً في تزايد قلق الدائنين الاوروبيين وفرض بريطانيا وفرنسا الرقابة الثنائية على المالية المصرية وتأسيس صندوق الدين.
إذا تأملت في القروض السابقة لعام 1869، لوجدت أنها قروض كمالية كانت البلاد في غنى عنها ، لأنها أنفقت في الجملة فيما لا يهم مصالح البلاد الحيوية، ولكنك إذا قارنتها بالقروض اللاحقة تجدها أقل مقداراً وأخف عبئاً.
ذلك أنه حدث في سنة 1868 حادث مالي كان له شأن كبير في زيادة القروض ، وانحدار مالية البلاد إلي الهاوية ، وهو إسناد وزارة المالية إلي إسماعيل باشا صديق المشهور (بالمفتش). كان وزير المالية سنة 1868 إسماعيل راغب باشا، فعزله الخديوي بحجة عدم خبرته في المسائل المالية ، وعين مكانة إسماعيل صديق باشا المعروف بالمفتش ، فكان هذا الرجل في ذاته من الكوارث التي حلت بمصر في عهد إسماعيل

النشأة
ولد اسماعيل صديق المفتش فى عام 1830. أبوه هو "دونالى مصطفى أغا باشا" من قادة الجيش. وأمه هي كبيرة وصيفات القصر و صديقة شخصية لخوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل. لذا فقد روى البعض ان أمه كنت فلاحة، أعطتها خوشيار الأمير إسماعيل (الخديوى فيما بعد) لارضاعه. لذا قد صارا أخوين، وهي رواية غير صحيحة بالمرة، فكيف تعطى خوشيار ابنها لفلاحة لارضاع ابنها او اى انسانة من الشارع كما اعتبرها البعض. ولكن الثابت انهما اشتركا معا بنفس المرضعة. لذا فهى لم تكن فلاحة و لا شحاتة كما تناقلت المسلسلات و الكتب. الوصيفة. هي سيدة من الطبقة الراقية التركية او الاوروبية او العائلة المالكة تقوم بمصاحبة و مصادقة الملكة وتدير بعض شئون القصر، ويختلط أبنائهم و يمكن ايضا ان يتزوجوا كما حدث مع الملك فاروق و الملكة فريدة، فقد كانت امها زينب هانم ذو الفقار هى وصيفة الملكة نازلي. وهذا يؤكد استحالة ان يختلط ابن مرضعة بالخديو المنتظر، أو أن تكون أم اسماعيل باشا صديق من الفلاحين. ولاسماعيل المفتش أخان، هما "ابراهيم صائب بك" و" نشأت بك".

أصله

هناك روايات كثيرة, منها انه ولد فى الجزائر وحضر الى القاهرة وهو صغير، أو أن أصل العائلة من مراكش. و لكنها كلها روايات غير مؤكدة. ولكن المؤكد انه ولد بمصر لذا هو مصرى. ولكن الرواية الاقرب المؤكدة تقريبا انه ولد فى أسيوط بمصر بعزبة أبيه بالصعيد مما اكسبه بعض من الطباع المصرية الريفية و هو ما جعل المؤرخين يعتقدون انه مصرى من الريف لانه كان فى صف المصريين و الفلاحيين و دائم الدفاع عنهم و بالتالى يجب ان يكون منهم....و هو ايضا ينفى الذى قاله عبد الرحمن الرافعي: ان اسماعيل المفتش نشا نشاة بؤس و عوز" فكيف يكون والده من الاغوات و بالتالى يكون له من العزب و الاطيان و الاملاك الكثير و يكون قد نشا فى العشش كما تناقل ذلك المؤرخون نقلا عن "على باشا مبارك" الذى كان يؤمر بتشويه صورته من الخديو.[1]
ولكنه تربى تربية شرقية محافظة ولم يتاثر بالعادات الاوروبية التى طرات على المجتمع و دخلت مسكنه وهذا ما اكده ادون دى ليون عندما زار سرايات اسماعيل صديق عقب وفاته و وصف مسكنه بانه احد مظاهر الحياة الاوروبيه ومع ذلك لم تؤثر فى شخصيته او اخلاقه ".

تعليمه

تعددت الروايات ورغم ندرتها عن تعليمه. فقد ذكر ريفرس ولسن فى مذكراته عام 1916م :" ان صديق كان نبيها و ولو انه لم يكن على درجة عالية من التعليم، فلم يكن يتكلم إلا العربية ولا يجيد كتابتها والمرجح أن والديه تمكنا من أن يعطياه التعليم الكافي ليجعله مناسبا للخدمة العامة". وهي رواية تفتقر الى المنطق. فكيف يكون متقلدا لارفع المناصب والنياشين وكان دائم السفر إلى الاستانة واوروبا و صديقا شخصيا للملوك و الشخصيات الاوروبية وهو الجاهل الذى يتكلم فقط العربية، مع أنه ابن السيدة التي كانت تتكلم سبع لغات وكان يغار منه الخديو لثقافته الواسعة وقدرته على التحدث بأكثر من أربع لغات. وعندما تم فرز مكتبته الشخصية بمنزله, وجد انها قد حوت الكثير من فروع العلم والمعرفة والكثير من العلوم الدينية من فقه وسيرة وتاريخ اسلامى وأيضا كتب بالغات الفرنسية و الانجليزية الخ.

أسرته


زوجاته و مستولداته

شوق شيزا هانم ...و قد رزق منها "مصطفى باشا صديق" الذى تزوج الاميرة "فايقة هانم افندى" ابنة الخديو اسماعيل و رزق منها ( حسن بك - ابراهيم بك – فهيمة هانم – سيزا هانم – فاطمة هانم – بهية هانم – روحية هانم ). وعندما مات مصطفى باشا عام 1904م , تزوجت فايقة من "محمد باشا عزت" ..و تحول اسمها من "الاميرة فايقة هانم افندى صديق" الى"الاميرة فايقة هانم افندى عزت" و دفنت بمقبرة خاصة بها بالمجاورين. و كان لها اختا بالتبنى تربت معها على يد "جشم افت هانم" زوجة الخديو اسماعيل و هى " السلطانة ملك" و التى تزوجت السلطان "حسين كامل" و رزقت منه الاميرات (سميحة و بديعة و قدرية)



حسن ملك هانم .....و رزق منها "فريدة هانم صديق" والتى تزوجت من" رشاد باشا حازق" ابن" حازق باشا " اول محافظ للقاهرة و رزقت منه ...ملك هانم – اسماعيل بك – و عزيزة هانم التى تزوجت من مصطفى رضا بك حفيد "خورشيد باشا" الصدر الاعظم ووالى مصر الاسبق و الامير على باشا رضا و رزقت منه ..( فريدة هانم – صالح بك – عمر بك – سيزا هانم – امينه هانم – ابراهيم بك – ملك هانم – على بك – عطا بك – عبد الله بك – فاضل بك

  • انجواكيل هانم ... ورزق منها " فردوس هانم صديق"
  • كيلتار هانم .... ورزق منها " يوسف بك صديق"
  • زاكس جيلان هانم ....و رزق منها "على بك صديق"
  • رلازيت هانم ... ورزق منها "عديلة هانم صديق"
  • رازول هانم ... ورزق منها...جميلة هانم صديق"
  • ماهي جيهان هانم....و رزق منها "محمود بك صديق"
  • روح ونان هانم ... ورزق منها "سعيد بك صديق

رواية الرافعي

نشأ إسماعيل صديق نشأة بؤس وعوز. عمل مفتشاً لإقليم بردين بالشرقية، ثم مفتشاً للسنطة بالغربية، ثم مفتشاً لعموم الدائرة السنية، فمفتشاً لأقاليم الوجه البحري، ثم مفتشًا لعموم أقاليم مصر. ونال عطف الخديوي لأنه أخوه من الرضاعة ، فما زال يرقي حتى نال رتبة الباشوية ، وبلغ منصب مفتش عموم الأقاليم ، ومن هنا جاء لقبه (المفتش ) الذي لازمه وصار علماً له ، فلما عزل الخديوي راغب باشا عين مكانه إسماعيل صديق ، فتسلم خزائن مصر ، وظل يتصرف فيها نحو ثماني سنوات طوال ، إلي أن لقي مصرعه في نوفمبر سنة 1876 ، وهذه السنوات المشئومة هي التي جرت الخراب المالي على البلاد ، وهي أتعس فترة في تاريخ مصر الحالي.

عمله

بقى المفتش متقلداً وزارة المالية طوال هذه المدة ، اللهم إلا فترة وجيزة تولاها عمر باشا لطفي سنة 1873 ، ثم عادت إلي المفتش ثانية ، وظل طوال هذه السنين حائزاً لرضى الخديوي وعطفه ، وقد كسب هذا الرضا لأفتنانه في جمع المال من القروض ، أو من إرهاق الأهليين بمختلف أنواع الضرائب ، فكان الخديوي يجد ما يطلبه من المال كلما أراد ن وكما هو أيضا يقتطع نصيبه من الغنيمة ، اثري إثراء فاحشاً ، وقلد مولاه في عيشة البذخ والإسراف والاستكثار من القصور والأملاك والجواري والحظايا ، والية يرجع السبب في استدانة الحكومة نحو ثمانين مليون جنيه ضاع معظمها سدي ، أو ذهبت إلي جيوب الأجانب ، وكان لنيله رضا الخديوي حائزاً سلطة واسعة المدى في إدارة شئون الحكومة ، وصاحب الأمر والنهي بين الموظفين وغيرهم ، فكان بلا مراء أقوى رجال الدولة نفوذاً بعد الخديوي.
وسترى فيما يلي مبلغ تأثير اصطفاء الخديوي لمثل إسماعيل صديق في تضخم الديون وتبديد الملايين من الجنيهات حتى وصلت البلاد إلي حالة الإفلاس
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
قصر اسماعيل المفتش

مصرع إسماعيل صديق

وفي خلال المفاوضات (نوفمبر سنة 1876) بصدد الرقابة الثنائية، وقع حادث رهيب له اتصال وثيق بارتباك مصر المالي، وهو مقتل إسماعيل صديق باشا. كان جوشن، مع مطالبته بالرقابة الثنائية، يحتم إقصاء إسماعيل صديق من وزارة المالية، كشرط جوهري لإصلاحها، فقبل الخديوي مضطراً تضحية وزيره الذي كان موضع ثقته سنوات عديدة ، واستقال إسماعيل صديق من منصبه بناء على إلحاح جوشن ، وإذعان للخديوي ، وعين الأمير حسين كامل (السلطان حسين كامل لاحقاً) خلفاً له. ولم يكتفي جوشن بذلك ، بل أعتزم مقاضاة إسماعيل صديق باشا أمام المحاكم المختلطة عن العجز الواقع في الميزانية، متهماً إياه بتبديد هذا العجز إضراراً بحقوق حملة الأسهم ، فاضطرب الخديوي من هذا التهديد، وأدرك من حديثه مع وزيره الأمين أنه لا يبقى على ولائه لمولاه في سبيل الدفاع عن نفسه، وأنه إذا قدم للمحاكمة فإنه سيشرك الخديوي معه في تبديد أموال الدولة، بل ربما ألقى عبء المسئولية على عاتقه ففكر إسماعيل في التخلص منه ودبر مشروع محاكمته بتهمة التآمر على الخديوي، وإثارة الخواطر الدينية ضد مشروع جوشن وجوبير، وقبل أن تبدأ المحاكمة اعتزم أن يتخلص منه بلا جلبه أو محاكمة ، وإنفاذاً لهذا الغرض استدعاه إلي سراي عابدين، كعلامة على الثقة به، وهدأ روعه ، وتلطف في محادثته ، ثم أصطحبه إلي سراي الجزيرة مظهراً أنه رضى عنه، ولكن لم تكد العربة التي أقلتهما تجتاز حدائق السراي، وتقف أمام باب القصر، ومن تلك اللحظة اختفى نبؤه عن الجمهور، إذ عهد الخديوي إلي اتباعه بقتله، فقتلوه، وألقوا جثته في النيل (نوفمبر 1876). ولم يعلم الناس بادئ الأمر بما حل بالمفتش ، واستمرت المحاكمة الصورية ماضيه في سبيلها ، وحكم المجلس الخصوصي بنفيه إلي دنقلة وسجنه بها ، في حين أنه لقي حتفه قبل أن تتم المحاكمة.
اعتقد إسماعيل أنه بقتل المفتش قد حقق غرضين، أولهما أن يتخلص من إذاعة أسرار اشتراكه وإياه في تبديد أموال الدولة، وثانيهما أن ينال عطف المندوبين الأوربيين جوشن وجوبير في مطالبهما منه، وقد حقق إسماعيل الغرض الأول، فإنه بمقتل المفتش ، وإلقاء جثته في قاع اليم ، قد غيبت معه أسرار التلاعب والعبث بأموال الخزانة العامة ، أما الغرض الثاني فلم يتحقق ، لأن إسماعيل صار تحت رحمة المندوبين الأوربيين وتدخلهما المستمر في شئون الحكومة.
وبعد مقتل المفتش صدر مرسوم 18 نوفمبر 1876 القاضي  بفرض الرقابة الثنائية على المالية المصرية.