البصمة
عملية تُستخْدَم لتحديد الهُوِيَّة، وترتكز على طبعات مأخوذة لنهايات الأصابع والإبهام. وهذه الطبعات تتكون من أشكال الخطوط التي تُغَطِّي بشرة أطراف الأصابع. وتُعْتَبر بصمات الأصابع أكثر الأساليب دقة في الدلالة على الهوية. فمن إعجاز الله في عملية الخلق أنه لا يمكن أن تتطابق بصمات شخص مع بصمات شخص آخر. بل إن التوأمين المتطابقين يكون لكل منهما بصمات أصابع مختلفة. وفي جميع الحالات تقريبًا، تبقى بصمات الإنسان كما هي طيلة حياته. والخطوط الموجودة على أطراف الأصابع، تتغير فقط في حالة إجراء جراحة أو الإصابة بمرض أو حادثة. وذلك بعض ما يشير إليه قوله سبحانه ﴿بلى قادرين على أن نسوي بنانه﴾ القيامة: 4.
تُستَخْدم البصمات غالبًا في التحقيق في الجرائم وكشفها. والبصمات الموجودة في مكان الجريمة قد تفيد المحققين في تحديد هوية المشتبه فيهم. وبصمات الأصابع التي تماثل تلك البصمات المحفوظة في سجل الشرطة، تُستَخْدم كدليل قوي في المحكمة. وتوجد في بعض المصارف والقواعد العسكرية والبنايات الحكومية حواسيب يمكنها التأكد من بصمات الموظفين قبل قبولهم في جهات معينة. كذلك تُساعد بصمات الأصابع على التعرف على ضحايا الحرب أو الكوارث مثل الحرائق والأوبئة وحوادث الطائرات أو أي كارثة أخرى.
كيف تُسَجَّل بصمات الأصابع. تسجل بصمات الأصابع بوساطة قطعة من الزجاج أو المعدن عليها طبقة من نوع خاص من الحبر، وتُضْغَط أطراف الأصابع في داخل الحبر في حركة مائلة من أحد جوانب الظُّفْر إلى الجانب الآخر، ثم تُضْغَط الأصابع المغطاة بالحبر على بطاقة بيضاء لتُعْطِي نسخة من البصمات.
والبصمات إما أن تكون ظاهرة أو كامنة مختفية. ومعظم البصمات الظاهرة هي بصمات الأصابع الملوثة بالدم أو التراب أو أي عنصر آخر. أما البصمات الكامنة فتحدث بسبب العرق والدهون التي تتراكم طبيعيًا على الأصابع.
يمكن تصوير البصمات الظاهرة في الحال، لكن البصمات الكامنة يجب أولاً أن تُظَهَّر ويستعمل المسحوق الملون، لإظهار معظم البصمات الكامنة الموجودة على الأسطح غير القابلة للامتصاص مثل الخشب أو المعدن. ويوضع المسحوق بالفرشاة على السطح، فتَلْتَصق بالدهون في مكان البصمات. وتُرفع البصمات من على السطح بوساطة ضغط قطعة من الشريط اللاصق على المسحوق، ثم تُصور من على الشريط. وتُستخدم المواد الكيميائية لإظهار معظم البصمات الكامنة المتروكة على الأسطح الماصة، مثل الورق أو القماش، حيث تتفاعل المواد الكيميائية مع العناصر الموجودة في العرق الذي تركته بصمات الأصابع، وتقدم شكلاً ملونًا للبصمة، ثم يُصَور الشكل.
وبعض البصمات الكامنة يُمكن إظهارها فقط بوساطة الليزر، وهو جهاز يُصْدِر شعاعًا ضوئيًا قويًا. وهذا الضوء يجعل العرق الموجود في البصمات يلمع في لون أصفر وبذلك يمكن تصويره.