Search - للبحث فى مقالات الموقع

Tuesday, November 23, 2010

وَلاَّدة بنتُ المُسْتَكْفِي



وَلاَّدة بنتُ المُسْتَكْفِي (400هـ -480هـ، 1009-1087م). أميرة أندلسية، أديبة وصاحبة مجلس أدبي. وهي بنت الخليفة المستكفي بالله، محمد ابن عبدالرحمن بن عبدالله الناصري الذي تولى الخلافة في قرطبة عام 414هـ وقد كان خليفة ضعيفًا، في عصر قلاقل ومحن.
اشتهرت بثقافتها واتصالها بذوي الأدب، ومعظم ما يذكره المؤرخون عنها يتصل بمجلسها الأدبي الذي كان يحضره الكثيرون من أهل الأدب ووجهاء القوم بقرطبة. ويقول عنها ابن بسام فيالذخيرة: ¸وكان مجلسها بقرطبة منتدى لأحرار أهل المصر، وفناؤها ملعبًا لجياد النظم والنثر، يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها، ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها·. وقد وصفها ابن بسام بـكرم أنساب وطهارة أثواب. ولكنه ذكر أنها أوجدت إلى القول فيها السبيل بقلة مبالاتها، كأنه يرى أن قلة مبالاتها بما يقوله الناس عنها، دفعت الرواة إلى إضافة أشياء إليها لم تقلها ولم تفعلها. ويبدي ابن بسام شكه في أنها كانت تقرض الشعر، كما يبدي شكه فيما نسبه الرواة إليها من أنها كانت تكتب على عاتقي ثوبها بيتين قالتهما في المجون.
ارتبطت سيرة ولادة بالشاعر الأندلسي ابن زيدون، في قصة من أشهر قصص الحب والمعاناة والهجر في الأدب العربي. وقد حكت أشعار ابن زيدون مأساته مع ولادة. ومن أشهر قصائده فيها نونيته التي مطلعها:
أضحى التنائي بديلا عن تدانيناوناب عن طِيب لقيانا تجافينا
وقد نافس الوزيرُ ابنُ عبدوس ابنَ زيدون على قلب ولادة، فهجاه ابن زيدون برسالة ساخرة عرفت في تاريخ الرسائل الأدبية باسم الرسالة الهزلية.  سخر فيها منه سخرية مريرة. والرسالة مكتوبة على لسان ولادة تصد فيها ابن عبدوس وتتهكم به. وقد كتب ابن زيدون في الرسالة أشياء لاتتناسب مع ما يصوره شعره في ولادة من العواطف النبيلة. وبدا شخصها في الرسالة لايحمل تلك السمة المثالية العذبة والمتسمة بالمهابة التي يوحي بها شعره فيها، وقد بدت وكأنها غانية يحيط بها العشاق، وتفاضل بينهم حسب ميزاتهم.
وقد نسبت إلى ولادة أبيات شعر في الهجاء المقذع لابن زيدون، مثلما نسبت إليها أبيات في المجون. وإن صحت نسبة هذه الأبيات لها، فإنه يبدو محتملاً إلى حد بعيد ما رآه بعض الباحثين من أن إقحام ابن زيدون لها في الرسالة الهزلية، بصورة لاترضاها لنفسها ربما كان هو السبب وراء هجائها له.
وقد عاشت ولادة حتى بلغت الثمانين من العمر وتوفيت في قرطبة.
وينسب إليها من الشعر ـ في معاتبة ابن زيدون حين أبدى إعجابًا بصوت غنته جاريتها ـ قولها:
لو كنت تنصف في الهوى مابيننالم تهو جاريتي ولم تتخيَّرِ
وتركت غصنًا مثمرًا بجمالهوجنحت للغصن الذي لم يُثْمرِ
ولقد علمتَ بأنني بدر السماءلكن وَلعْتُ لشقوتي بالمُشَترِي