حكام ايطاليا الفاطمين
بني كلب هم سلالة حكام لجزيرة صقلية، واسسها حسنالكلبي عام 363 هـ/ 948م، كانوا قد عينوا من طرف الفاطميين، ثم استقلوا بالجزيرة عنهم. وقد دامت فترة حكمهم من 363هـ/948م إلى 444 هـ/ 1053م.
المقدمة في عام 212 هـ/827 م، وفي عز الخلافات الداخلية البيزنطية، وصل جيش للأغالبة تعداده 10,000 جندي وسبعمئة خيال ب100 سفينة أقلتهم من أفريقية إلى مارسالا بصقلية، تحت إمرة القائد أسد بن الفرات. واحتلت باليرمو عام 831 واضحت العاصمة الجديدة للجزيرة إلى اليوم. سقطت سراقوسة عام 878 وسقطت آخر معاقل البيزنطيين وهي تورمينو عام 902. وقد استمرت غارات المسلمين على جنوب إيطاليا وظهرت دويلات صغيرة مثل إمارة باري وتارانتو. وخلال تلك المدة ظهرت قوة إسلامية جديدة أسمها الفاطميين. الحكم بعد أن اخمد الفاطميين ثورة اشتعلت بالجزيرة. عين المنصور بالله الفاطمي الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبي كأمير لصقلية. وكان ذلك قبل انتقال عاصمة ملكهم من أفريقية إلى القاهرة عام 969. واستمرت حركات التمدد إلى كامل الجزيرة حتى القرن ال11 ميلادي. فقد استمر الحسن بن علي يغزو ويفتح في جزيرة صقلية، حتى عزله المعز بعد ولاية استمرت خمس سنين ونيف، وولى إبنه احمد بن الحسن مكانه. واستمر أحمد واليا عليها مدة ست عشرة سنة حتى تم عزله وتعيين أخوه أبا القاسم علي بن الحسن، الذي وصلها في منتصف شعبان سنة 359 هـ. وفي عام 372 هـ/ 982م دخل أبو القاسم الأراضي الإيطالية وقابل بجيشه جيش أوتو الثاني الألماني بمعركة ستيلو في كروتوني بولاية كالابريا، وهزمهم ولكنه قتل بتلك المعركة. فترة الضعف تولى الأمر بعد أبو القاسم ابنه جابر بن أبي القاسم حتى وصل صقلية جعفر بن محمد بن الحسين بن علي بن أبي الحسين أميراً عليها من قبل العزيز الفاطمي وكان جعفر المذكور مواظباً للعزيز خليفة مصر قريباً إِليه جداً فلما استشهد أبو القاسم أرسله العزيز إِليها فسار جعفر إِلى صقلية وبقي واليا عليها حتى مات في سنة 375 هـ فولى أخوه عبدالله بن محمد حتى توفي في سنة 379 هـ/ 990 م وتولى بعده ابنه أبو الفتوح يوسف بن عبد الله وأحسن السيرة وفي سنة 388 هـ/998م أصاب أبا الفتوح يوسف بن عبد الله فالج فعطب جانبه الأيسر فتولى في حياته ابنه جعفر ابن يوسف ولقب بتاج الدولة فبقي مدة ثم أحدث على أهل صقلية مظالم فخرجوا عن طاعته وحصروا جعفر المذكور في القصر فخرج إِليهم والده يوسف وهو مفلوج في محفة ورد الناس وشرط لهم عزل جعفر فعزله وولى موضعه أخاه تأييد الدولة أحمد الأكحل بن يوسف وتولى الأكحل في المحرم سنة 410 هـ/1017م وبقي الأكحل حتى خرج عليه أهل صقلية وقتلوه في سنة 427 هـ/1037م ولما قتلوا الأكحل ولوا أخاه الحسن صمصام الدولة فجرى في أيامه اختلاف بين أهل الجزيرة وتغلبت الخوارج عليه. وانقسمت الجزيرة إلى دويلات صغيرة. حتى مات عام 1053 وبموته انقطعت السلالة الكلبية. وبعدها بسنوات قلائل عام 1061م دخل النورمان الجزيرة. الآثار الباقية يكفي أن نذكر بأن باليرمو عاصمة بني كلب بشكل خاص وصقلية بشكل عام، كانت من المراكز الصناعية لمنطقة حوض البحر المتوسط. فقد جلبوا إليها الليمون والبرتقال وقصب السكر والقطن وأشجار التوت لتربية دودة القز. وبنوا نظام ري للزراعة، وصقلية تعتبر محور مهم للتجارة مابين الشرق الأدنى وشمال أفريقيا مع الدويلات الإيطالية البحرية مثل بيزا وجنوة وأمالفي