مجزرة كَاتِين بالبولندية:
zbrodnia katyńska
، أي جريمة كاتين، وبالإنكليزية:
Katyn massacre،
مجزرة كاتين كانت عملية قتل جماعية لآلاف البولنديين، من أسيري
حرب (أساساً ضباط عسكريين) ومثقفين وضباط شرطة وغيرهم من الموظفين العموميين، قام بها أعضاء المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية السوفيتية ("إن كا في دي"، )، بناءً على اقتراح من لافرينتي بيريا لإعدام جميع أعضاء جهاز الضباط البولنديين. قام المكتب السياسي السوفيتي، بما في ذلك جوزيف ستالين ولافرينتي بيريا، بالموافقة والتوقيع على الوثيقة الرسمية في 5 مارس 1940. تراوح عدد الضحايا بين 21.948 و23.289، تم إعدامهم في غابة كاتين الروسية وفي سجون كالينين وخاركوف
الإعدامبين 3 أبريل و13 مايو 1940، نُقل 4.421 سجيناً من كوجيلسك (بولندا) إلى غابة كاتين قرب سمولينسك، التي تقع على بعد حوالي 50 كم من الحدود البيلاروسية، حيث تم إطلاق النار عليهم في الرقبة، ثم دفنوا في مقابر جماعية. كما أُعدم 3.896 سجيناً من ستاروبلسك (أكرانيا) في مقر المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية السوفيتية بخاركوف و 6.311 سجيناً من أوستاشكوف (روسيا) في كالينين (تفير حالياً) و7.305 سجيناً من السجون البيلاروسية والأكرانية. تم بذلك قتل أكثر من 14.400 بولندي خلال تلك الأشهر الثلاثة وحدها. يُضاف إلى كل ذلك ما يقرب من 7.800 عضواً من شبكات المقاومة ومختلف المسؤولين غير العسكريين، اللذين قتلوا من قبل المجلس الخاص للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية السوفييتية في إطار قرار 5 مارس 1940، منهم 3.400 في أكرانيا و3.880 في بيلاروسيا
في أغسطس 1941، وذلك بعد بضع أسابيع فقط من بدء غزو الجيش الألماني للاتحاد سوفيتي ، اكتشفت القوات الألمانية مقبرة جماعية أولى، في غابة كاتين، احتوت على جثث مئات الضباط البولنديين. نشرت صحيفة الجيش الألماني زيغنال الأسبوعية صور تظهر استخراج الجثث، حيث يمكن التعرف على زي الضباط وكانت الجثث في حالة تحلل ضعيفة. ثم سرعان ما استغلت الصحافة النازية على نطاق واسع ذلك اكتشاف الشنيع. غير أن ذلك لم يكن سوى بداية الاكتشافات. ففي أواخر عام 1942، ذكر عمال السكك الحديدية البولندية، اللذين كانوا يقودون القطارات الألمانية، أنهم سمعوا فلاحين بيلاروسيين يتحدثون عن جنود بولنديين مدفونين في غابة كاتين. وبذلك تم اكتشاف مقابر جماعية أخرى أكبر من تلك التي اكتشفت في صيف عام 1941. في ربيع عام 1943، استخرج الجيش الألماني أكثر من 4.500 جثة ضابط بولندي كانت مكدسة في عدة حُفَر. قام راديو برلين بإذاعة الاكتشاف في 13 أبريل 1943 متهماً بذلك السوفيت. بعد ذلك بيومين، نفى السوفيت مسؤوليتهم على موجاتهم الإذاعية، متهمين بدورهم النازيين بارتكاب تلك الفظائع خلال تقدمهم عام 1941