مؤتمر باندونگ ، أو المؤتمر الآسيوي - الأفريقي ، هو مؤتمر عقد في مدينة باندونگ الاندونيسية عام 1955 وشارك فيه الرئيس عبد الناصر بالإضافة إلى جواهر لال نهرو (الهند) و تيتو ( يوغسلافيا ). تبنى المؤتمر مجموعة من القرارات لصالح مختلف الدول ومن ضمنها الدول العربية ، كذلك حفظ للشعوب حقها في عدم التحيز فكان نواة لحركة عدم الإنحياز. الظروف المحيطةانتهت الحرب العالمية الثانية بكل مآسيها وأحزانها ، وشهد العالم تشكل نظام دولي جديد يتسم بالقطبية الثنائية ؛ حيث ظهرت على المسرح العالمي الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي ، وبدأ العالم يدخل مرحلة جديدة من تاريخه عُرفت بالحرب الباردة ، فتشكلت أحلاف عسكرية استقطب فيها كل من المعسكرين الشيوعي والرأسمالي الدول التي تدور في فلكه ، وفي ظل هذا الاستقطاب الشديد كانت بواعث حركة عدم الانحياز تولد ؛ فمنذ مطلع الخمسينيات شهد العالم أكبر حركة تحريرية في تاريخه المعاصر تمثلت في استقلال جزء كبير من المستعمرات في آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية ، وبدأت هذه الدول تطالب بمكان لها في المسرح العالمي ، وجمعتها قواسم مشتركة أهمها: معارضتها لسياسة الارتباط بأي من المعسكرين الشيوعي والرأسمالي، ورغبتها في الوقوف بعيدًا عن سياسات الحرب الباردة وتكتلاتها وأحلافها، وسعت هذه الدول لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإيجاد أسس جديدة للعلاقات الدولية تضع نهاية للسيطرة الأجنبية بكافة صورها وأشكالها. [1] إنعقاد المؤتمرسعت الدول الآسيوية إلى تشكيل منظمة إقليمية تجمعها ، وعقدت مؤتمر العلاقات الآسيوية في نيودلهي عام 1943، إلا أن تباين وجهات النظر بين الوفود حال دون تشكل هذه المنظمة ، ثم ما لبثت الهند و باكستان و إندونيسيا أن دعوا إلى الدعوة لعقد مؤتمر في باندونج ، اتسعت قاعدة عضويته لوفود أفريقية وآسيوية، وبدأ المؤتمر في 18 إبريل 1955 ، واستمر لمدة ستة أيام ، وحضرته وفود (29) دولة ، وكان هذا المؤتمر بمثابة نقطة الانطلاق الأولى لحركة عدم الانحياز ، وساد بين الحضور روح من التفاهم أُطلق عليها آنذاك "روح باندونج" ، غير أن مفهوم عدم الانحياز إلى أي من القوتين العظميين لم يكن في حد ذاته هو المعيار الذي مع هذه الوفود ، إذ كان بينها بعض الدول التي ترتبط بتحالفات وثيقة مع الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي ؛ فكانت هناك الصين ذات الارتباط الوثيق بالاتحاد السوفيتي ، و اليابان ذات الولاء للولايات المتحدة ، ومع تراشق الاتهامات الحادة بين بعض الوفود المشاركة خاصة بين الصين و باكستان حول تزايد الخطر الشيوعي ، أكد للوفود أهمية وضرورة عدم الانحياز لأي من القوتين ؛ وهو ما يفسر أعمال دعوة بعض الدول المرتبطة بتحالفات مع المعسكر الشيوعي أو الرأسمالي للحضور في مؤتمر بلجراد سنة 1961. مبادئ مؤتمر باندونگلم تحُل الانتماءات السياسية المتعارضة بين الدول الحضور في باندوج دون صياغة عشرة مبادئ تُعد ميثاقا للعلاقات بين هذه الدول ، ومن أهمها: - احترام حقوق الإنسان. - سيادة جميع الدول ووحدتها. - عدم التدخل في شئونها. - تسوية المنازعات بالطرق السلمية. - تنمية المصالح المتبادلة بينها والتعاون. ونتج عن مؤتمر باندونج توطيد العلاقات الشخصية بين بعض زعماء الدول الحضور؛ فقد كان باندونج أول رحلة للرئيس المصري جمال عبد الناصر خارج مصر بعد نجاح ثورة يوليو ، فتوطدت العلاقات بينه وبين الزعيم الهندي نهرو. حركة عدم الإنحيازترجع تسمية عدم الانحياز إلى خطاب ألقاه نهرو في أبريل 1955 حيث رأى في عدم الانحياز هوية مستقلة ودورًا إيجابيًا نشطًا ، وليس موقفًا سلبيا إزاء التكتلات الخارجية. ومع امتداد النصف الثاني من الخمسينيات تبلورت لحركة عدم الانحياز قيادة ثلاثية ضمت: نهرو ، والرئيس اليوغسلافي تيتو ، و جمال عبد الناصر ، واستفادت هذه القيادات من تصدرها لحركة عدم الانحياز في خدمة تطلعاتها القومية ؛ فتيتو وجد في الحركة عنصرًا مؤازرًا له بعد قطيعته مع الاتحاد السوفيتي ، أما نهرو فوجد فيها عونًا له في مواجهة التهديدات الصينية ، وضغوط الأحلاف العسكرية الأمريكية في آسيا. أما عبد الناصر فكان يحتاج إلى مساندة عالمية له أثناء صعوده إلى السلطة -خاصة أنه حديث عهد بها- يضمن له استقلال مصر
المبنى ةالان متحف الذي عقد فيه مؤتمر باندونگ في إندونيسيا 1955