Search - للبحث فى مقالات الموقع

Wednesday, February 9, 2011

الموثة Prostate غده البروستاتا


لمحة تشريحية فيزيولوجية نسيجية
الموثة Prostate غدة تخص الذكور وحدهم. تقع في الحوض تحت المثانة وخلف العانة وأمام المستقيم، تحيط إحاطة تامة بالقسم الأول من الإحليل وهي بحجم حبة الكستناء الصغيرة. تتألف من بشرة غدية تبطن العنبات الموثية ومن قنيات متصلة بهذه العنبات، وتشكل 50-70% من حجمها، ومن نسيج ليفي عضلي يشكل 30-50%.
مخطط يبين مكان توضع الموثة
وظيفة الموثة إفراز السائل الموثي الذي يصب في الجزء الأول من الإحليل بوساطة قنيات عديدة تنفتح في جداره الخلفي. تخرج هذه المفرزات بكمية قليلة باستمرار لترطيب القناة الإحليلية. ويزداد إفرازها بوضوح في أثناء الدفق المنوي وتشكل جزءاً مهماً من حجم هذا السائل الذي يساعد على نقل النطاف نحو الخارج من جهة وتغذيتها وحفظها بقلونة السائل المنوي من جهة أخرى.
تصاب غدة الموثة بآفات مختلفة رضّية والتهابية وورمية. وبسبب موضعها التشريحي فإن أعراض هذه الآفات وتداعياتها لا تقتصر على الغدة بالذات بل تترافق بأعراض بولية ناتجة من تأثر مجرى الإحليل الذي يمر في وسطها، وبأعراض مستقيمية بسبب مجاورتها للوجه الأمامي للمستقيم، وبأعراض عجانية حوضية لقرب هذه الغدة من أرض العجان.
سيقتصر هذا الموضوع على ذكر التهابات الموثة بأنواعها وحصيات الموثة، لأن رضوض الموثة وأورامها ذُكرت في موضع آخر من الموسوعة.
تقسم الآفات الخمجية التي تصيب الموثة إلى:
ـ التهاب الموثة الجرثومي الحاد وخراج الموثة: ينجم هذا الالتهاب عن العصيات القولونية E.Coli في 80% من حالاته، وعن بقية الجراثيم سلبية الغرام كالكليبسيلا والمتقلبات والعصيات الزرق في 10- 15% من الحالات.ونادراً ما تسببه المكورات المعوية والعنقودية أو الجراثيم اللاهوائية. تصل الجراثيم الممرضة إلى الموثة غالباً عن طريق القنوات الموثية، من البول المجرثم إثر إصابة الطرق البولية العلوية أو المثانةبخمج، ونادراً من خمج صاعد بعد إصابة الإحليل بالتهاب. وقلَّ ما وصلت إلى الموثة عن طريق الدم من بؤرة التهابية بعيدة.
يترافق التهاب الموثة الحاد بالتهاب في المثانة والإحليل الموثي والحويصلين المنويين، ويشفى بالمعالجة المناسبة. وقد ينتهي أحياناً بتكون خراجة موثية إذا لم يعالج، أو إذا عولج معالجة خاطئة أو ناقصة، ولاسيما إذا كان المصاب متدني المناعة، كأن يكون مصاباً بالداء السكري أو بأحد أدواء نقص المناعة.
الأعراض والعلامات: يشكو المريض بالتهاب الموثة الحاد من حرقة بولية وعسرة في التبول، مع زحير بولي وظهور بيلة دموية مؤلمة في نهاية البيلة، إضافة إلى آلام عجزية وعجانية شديدة. ويرافق ذلك كله ارتفاع متفاوت في درجة الحرارة وعرواءات. وتشتد هذه الأعراض إذا ما حدث خراج في الموثة.
يشعر الطبيب لدى فحص الموثة الملتهبة بالمس الشرجي؛ أنها كبيرة الحجم متوترة القوام وشديدة الألم. وإذا شعر بوجود تموج فيها دل ذلك على حدوث خراج موثي.
يظهر فحص بول المصاب وجود كريات بيض وحمر بكثرة مع جراثيم، كما أن زرعه يبين نوع الجرثوم الممرض ودرجة تحسسه تجاه الصادات.
المضاعفات: يمكن أن يسبب التهاب الموثة الحاد الأسر البولي التام أو التهاب البربخ الحاد المزدوج، وهذه الحالات توجب مراجعة الطبيب في الحال.
المعالجة: يفضل في الإصابات الشديدة إدخال المريض المستشفى لدراسة حالته وإجراء الفحوص اللازمة، ولاسيما زرع البول لمعرفة تحسسه للصادات، وإعطائها وريدياً مع السوائل، إضافة إلى المسكنات وخافضات الحرارة.
وإذا تكوَّن الخراج الموثي فقد يحتاج الأمر إلى بزله بوساطة إبرة تدخل عن طريق العجان.
إنذار هذه الإصابة جيد إذا عولجت على نحو حسن، أما إذا كانت المعالجة ناقصة فغالباً ما يصبح الإلتهاب مزمناً.
ـ التهاب الموثة المزمن: يحدث هذا الالتهاب إذا لم يعالج الالتهاب الحاد معالجة صحيحة، كما يشاهد عند المصابين بأخماج بولية مزمنة ومهملة؛ مما يسبب تليف الموثة وانكماشها، ووجود الكريات القيحية في مفرزاتها على نحو شبه دائم. وغالباً ما يترافق التهاب الموثة المزمن بالتهاب مزمن في الحويصلين المنويين. وقد تظهر في أثناء سير هذه الإصابة المزمنة سورات حادة من التهاب الموثة من وقت إلى آخر، أو التهاب معاود في البربخ، أو التهاب مزمن في الإحليل، عدا تعدد البيلات المصحوبة بحرقة، وألم في أثناء الدفق المنوي.
الوقاية: للوقاية من حدوث التهاب الموثة المزمن الصعب المعالجة لابد من معالجة التهاب الموثة الحاد والأخماج البولية، على نحو جيد بعد تشخيص سببها ومداواة الآفات المرافقة لها. كما يجب الالتزام التام بقواعد التطهير والتعقيم حين إجراء القثطرة البولية أو الأعمال التنظيرية.
المعالجة: بعد التأكد من عدم وجود آفات بولية مرافقة، يعالج المصاب بإعطاء الصادات بالمقادير الطبية المناسبة ولفترة طويلة، وذلك لصعوبة وصول هذه الأدوية إلى داخل العنبات الموثية وبلوغها الكثافة المبيدة للجراثيم. ومن هذه الأدوية مركبات السلفا والكينولون والتترسيكلين الأحادي ومشتقات النيتروفوران.
ـ التهاب الموثة اللاجرثومي المزمن: يطلق هذا التشخيص على المرضى الذين يشكون من آلام حوضية وعجانية مترددة، مع اضطرابات في التبول متقطعة، إضافة إلى الآلام العجزية أو الخصوية، والضعف الجنسي أحياناً. ويكون فحص البول عند هؤلاء طبيعياً أو يحوي القليل من الكريات البيض. كما تشاهد زيادة عدد الكريات البيض في السائل الموثي الذي يستخرج بعد عصر الموثة، أما زرع البول فيكون سلبياً.
معالجة هذه الحالات عرضية تقوم على تسكين الأعراض. ويُنصح المصاب بإجراء مغاطس مقعدية حارة، والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، وأكل التوابل، كما يُنصح بتنظيم حياته الجنسية.
ـ التهاب الموثة الحبيبي: تأتي أهمية تشخيص هذا النوع من:
- التباسه سريرياً بسرطان الموثة، لتظاهره بحدوث عقيدات صلبة على سطحها الخلفي، يشعر بها الفاحص في أثناء المس الشرجي. ويميز بين الإصابتين بإجراء الفحص النسجي.
- التباسه نسيجياً بسل الموثة لدى فحص الخزع الموثية، لظهور الارتشاح الحبيبي في المقاطع النسيجية للغدة المصابة به.
هذا المرض مناعي، وليس له مظاهر سريرية معينة، ويشخص بأخذ خزعة موثية وفحصها نسيجياً، ولا يحتاج إلى أي معالجة.
ـ سل الموثة: ليس لسل الموثة بحد ذاته أعراض أو تظاهرات سريرية خاصة به، إنما يشخص في أثناء إجراء دراسة شعاعية أو مخبرية لآفة سلية في الجهاز البولي التناسلي، أو في أثناء الفحص النسيجي لخزعة موثية، أخذت بعد استئصالها لسبب آخر، أو بالإبرة لغايات تشخيصية. 
يترافق سل الموثة بوجود بؤر سلية في مختلف أقسام الجهاز البولي التناسلي. أما معالجته فهي معالجة التدرن بالأدوية النوعية له.
ـ الحصيات الموثية: هي حصيات صغيرة لا تسبب أعراضاً، تشاهد في سياق فحص الموثة المستأصلة، أو تتظاهر كعقيدات صلبة متعددة على سطح الموثة، يشعر بها في أثناء المس الشرجي. كما تشاهد كظلال متكلسة في الصورة الشعاعية بمنطقة الموثة، أو كبؤر عالية الصدى بالتصوير بأمواج فوق الصوت.
لا تحتاج هذه الحصيات إلى أي علاج. وتأتي أهميتها من إمكانية التباسها سريرياً مع بقية العقد الموثية الصلبة، وضرورة تفريقها عن العقد السرطانية الموثية، سواء بالتصوير أم بأخذ خزعة وفحصها نسيجياً.