صهيون (بالعبرية : צִיּוֹן ومعناها الحصن) هو واحد من التلين الذين كانت تقوم عليهما مدينة أورشليم القديمة حيث أسس داود عاصمته الملكية. مر ذكر صهيون لأول مرة في العهد القديم كمنطقة قام عليها حصن لليبوسيين وقعت لاحقا في يد العبرانيين لتتحول لمدينة داود ( 2 صموئيل 5: 7 و 1 أخبار 11: 5 ) ووضع على ذلك التل تابوت العهد فأصبح أرضا مقدسة ( 2 صموئيل 6: 10-12 ) ولكن التابوت نقل لهيكل سليمان بعد أن تمت عمارته على جبل المريا ( 1 ملوك 8: 1 و 2أخبار 3: 1 و 5: 2) ، فمن هاتين الآيتين يستدل بأن صهيون والمريا مرتفعين منفصلين.
المصطلح صهيون اشتمل بعدها على جبل المريا أيضا أي حيث أقيم الهيكل المقدس ( اشعياء 8: 18 و 18: 7 و 24: 23 ويوحنا 3: 17 ) لهذا ذكرت صهيون حوالي 200 مرة في العهد القديم بينما لم يذكر المريا سوا مرتين فقط ( تكوين 22: 2 و 2 أخبار 3: 1).
إذاً في العهد القديم ورد اسم صهيون غالبا للحديث عن أورشليم بمجملها وذلك بصورة شعرية أو نبوية ( 2 ملوك 19: 21 ومزامير 48 و 69 : 35 و 133: 3 واشعياء 1: 8 و غيرها). بينما في زمن المكابيين عرفت صهيون بأنها الرابية التي يقوم عليها هيكل سليمان فقط وليس مدينة أورشليمبكاملها ( 1 مكابيين 7: 32 و 33).
جبل صهيون
صهيون أو جبل صهيون (جبل النبي داود) في اليهودية هي مكان سكنى يهوه (الله) وستكون مركز خلاصه المسيحاني، وبالنسبة لليهود فأن صهيون هي وطن العبرانيين ورمزاً لآمالهم القومية، ومن هذه الكلمة جاء مصطلح الصهيونية.
يندر في العهد الجديد ذكر صهيون، ولكنها استخدمت في الأدب المسيحي بشكل عام للحديث عن أورشليم السماوية كرمز للمكان الذي سيسكنه الأبرار إلى الأبد بحسب المعتقد المسيحي.
صهيون في الديانة الراستفارية
يعبر لفظ صهيون عند الراستفاري عن المدينة الفاضلة التي يوجد فيها مكان يوتوبي إثيوبي مثالي لا يوجد به شرور .
و اللفظ منتشر على انه نقيض للفظ بابل (بالإنجليزية: Babylon) حيث تجسد بابل الحضارة الغربية المستبدة و المكان الديستوبي الذي تعمه الشرور.
مراجع
الصهيونية حركة سياسية يهودية تدعو إلى تكوين أمّة يهوديةً وتنادي بحق هذه الامة بتكوين كيان لها على أرض إسرائيل التارخية أو كما ذكرت في التوراة. تأسست هذه الحركة في 1897 وتألفت من أفكار عديدة عند نشأتها في مكان بقعة الأرض لإقامة الدولة التي ستحتضن هذه الأمة. تركّزت الجهود إبتداءً من العام 1917 على فلسطين لإنشاء كيان يحتضن الأمة اليهودية ومن العام 1948 دأبت الصهيونية على إنشاء وتطوير دولة إسرائيل والدفاع عن هذا الوطن
اليهود وصهيون
كلمة "صهيوني" مشتقة من الكلمة "صهيون" وهي أحد ألقاب جبل صهيون والذي يعتبر الأقرب إلى مكان بناء الهيكل في القدس كما هو مذكور في الصحائف المقدسة المسيحية واليهودية وتعبّر كلمة "صهيون" عن أرض الميعاد وعودة اليهود إلى تلك الأرض. للصهيونية جانب عقائدي نتيجة الديانة اليهودية التي يتبعها أنصار الحركة وجانب ثقافي مرتبط بالهوية اليهودية وكل ما هو يهودي. تجدر الإشارة ان الكثير من اليهود المتدينين عارضوا ومازالوا يعارضون الصهيونية بالإضافة إلى عدم إنتماء بعض مؤسسي دولة إسرائيل إلى أي دين والكفر باليهودية وغيرها من باقي الأديان.
بالرغم من إعتقاد المتدينين اليهود ان أرض الميعاد قد وهبها الله لبني إسرائيل فهذه الهبة أبدية ولا رجعة فيها إلا إنهم لم يتحمسوا كثيراً للصهيونية بإعتبار أن أرض الميعاد ودولة إسرائيل لا يجب أن تُقام من قبل بني البشر كما هو الحال بل يجب أن تقوم على يد المسيح المنتظر!
تعاقبت الأحداث سراعاً ما بين الأعوام 1890 - 1945 وكانت بداية الأحداث هو التوجه المعادي للسامية في روسيا ومروراً بمخيمات الأعمال الشاقة التي أقامها النازيون في اوروبا وانتهاءً بعمليات الحرق الجماعي لليهود وغيرهم على يد النازيين الألمان إبّان الحرب العالمية الثانية، تنامى الشعور لدى اليهود النّاجين من جميع ما ذُكر إلى إنشاء كيان يحتضن اليهود واقتنع السواد الأعظم من اليهود بإنشاء كيان لهم في فلسطين وساند أغلب اليهود الجهود لإقامة دولة لهم بين الأعوام 1945 - 1948 ولكن إختلف بعض اليهود في الممارسات القمعية التي إرتكبتها الجماعات الصهيونية في فلسطين بحق الشعب العربي الفلسطيني.
منذ العام 1948، أصبح كل يهودي صهيونيا في دعمه لدولة إسرائيل وحتى وإن لم يقطن البلد الجديد. أضاف الدعم العالمي لإسرائيل أهمية كبيرة من الجانبين الإقتصادي والسياسي وخاصة بعد العام 1967 بعد أن علا صوت الوطنيين العرب وبداية الكفاح المسلح العربي ضد التواجد اليهودي. في السنوات الأخيرة، بدأ ينتقد اليهود الإحتلال المستمر إلى يومنا هذا من قبل إسرائيل للأراضي العربية بعد العام 1967.
تأسيس الحركة الصهيونية
الرغبة في العودة إلى أرض الميعاد كما يعتقد اليهود أخذت طابعاً عالمياً بعد القضاء على مدينة القدس على يد الرومان في العام 70 قبل الميلاد و بعد تشتت اليهود في أصقاع الأرض، ولولا الصهيونية، لكان الإعتقاد السائد لدى اليهود ان تشرذمهم سينتهي يوم يجمعهم المسيح المنتظر في كيان قومي يوحدهم.
التحرر الذي حصل لليهود في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وانتشار الحركات الليبرالية في اوروبا كان له الأثر البالغ في شعور اليهود بقوميتهم. طال حينئذ هذا الشعور عامة اليهود المقيمين في اوروبا وحتى الذين ابتعدوا عن التديّن اليهودي بصورته التقليدية. لا ننسى أن الكفاحات الوطنية في اوروبا كتوحيد المانيا او ايطاليا او استقلال كل من هنغاريا وبولندا أسهمت في ذلك أيضا، فإذا كان يحق للايطاليين او البولنديين ان يقيموا كيانا يجمع شتاتهم، فلماذا لا يحق لليهود ذات الشيء؟
أحد أهم الأمور التي ساعدت على تكوين الحركة الصهيونية هو ما حصل في فرنسا في العام 1894 عندما تنامى شعور كره السامية في المجتمع الفرنسي وهو الأمر الذي لم يأخذه اليهود في الحسبان نتيجة حرية ورقي المجتمع الفرنسي. من بين المهتمين بالشعور المفاجيء من قبل الفرنسيين بالعداء للسامية صحفي نمساوي يهودي يدعى تيودور هيرتسل والذي كتب ورقة في العام 1896 أسماها "الدولة اليهودية". في العام الذي يليه، نظم هيرتزل مؤتمراً في مدينة "بال" في سويسرا وتمخّض المؤتمر فأنجب "المنظمة الصهيونية الدولية" والتي بدورها عينت هيرتزل رئيساً لها.
استراتيجيات الصهيونية
الهدف الإستراتيجي الأول للحركة كان دعوة الدولة العثمانية بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والإقامة بها.وبعد رفض السلطان عرضوا عليه بيع بعض الأراضي الفلسطينية فرفض رفضا تاما فأيقن أن العرب لن يتسامحوا في شبر واحد من أراضيها فنظموا عدة تعاملات قذرة مع بريطانيا و بعد تولى مكتب الإمبراطور الألماني مهمة السماح لليهود بالهجرة لدى الدولة العثمانية لكن بدون تحقيق نتائج تذكر. فيما بعد، انتهجت المنظمة سبيل الهجرة بأعداد صغيرة وتأسيس "الصندوق القومي اليهودي" في العام 1901 وكذلك تأسيس البنك "الأنجلو-فلسطيني"" في العام 1903.
قبيل العام 1917 أخذ الصهاينة أفكار عديدة محمل الجد وكانت تلك الأفكار ترمي لإقامة الوطن المنشود في أماكن اخرى غير فلسطين، فعلى سبيل المثال، كانت الأرجنتين أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة إسرائيل، وفي العام 1903 عرض هيرتزل عرضاً مثيراً للجدل بإقامة دولة إسرائيل في كينيا مما حدا بالمندوب الروسي الانسحاب من المؤتمر واتفق المؤتمر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الأُطروحات بشأن مكان دولة إسرائيل أفضت إلى اختيار أرض فلسطين.
الصهيونية والعرب
أيقن الصهاينة منذ البداية أن سكّان فلسطين العرب يشكلون السواد الأعظم في الكثافة السّكّانية وأن فلسطين موطنهم منذ آلاف السنين وشارك الصهاينة الأوروبيون وجهة النظر في قضية العنصر العربي وثقافته واتّفق الطرفان ان الشعب العربي آنذاك يعدّ من الشعوب البدائية وأن هذا "الشعب البدائي" سيكون المستفيد الأول من التواجد اليهودي فيما بينه! وجهة النظر تلك لم تُستحسن من الجانب العربي الذي قاوم الفكرة ورفض التهميش من قبل اليهود ونذكر في هذا السياق الشعار الصهيوني المشهور والقائل "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". كان الصهاينة على قناعة أن العرب الفلسطينيين سيشكلون عائقاً ولكن هذا العائق لن يكون من العوائق الكبيرة في تحقيق أهدافهم ورأى الصهاينة أن مطالبات العرب الفلسطينيين من السهل تجاوزها بإبرام اتفاقيات مع الإمبراطورية العثمانية أو مع عرب المنطقة والمحيطة بفلسطين.
المعاناة في الوصول إلى الهدف
بهزيمة وتفكك الإمبراطورية العثمانية في العام 1918 وبفرض الإنتداب الإنجليزي على فلسطين من قبل عصبة الأمم في العام 1922، سارت الحركة الصهيونية مساراً جديداُ نتيجة تغير أطراف المعادلة وكثفت الجهود في إنشاء كيان للشعب اليهودي في فلسطين وتأسيس البنى التحتية للدولة المزمع قيامها وقامت المنظمة الصهيونية بجمع الأموال اللازمة لهكذا مهمة والضغط على الإنجليز كي لا يسعوا في منح الفلسطينيين استقلالهم. شهدت حقبة العشرينيات من القرن الماضي زيادة ملحوظة في أعداد اليهود المتواجدين في فلسطين وبداية تكوين بنى تحتية يهودية ولاقت في نفس الجانب مقاومة من الجانب العربي في مسألة المهاجرين اليهود.
تزايدت المعارضة اليهودية للمشروع الصهيوني من قبل اليهود البارزين في شتّى أنحاء العالم بحجة أن ياستطاعة اليهود التعايش في المجتمعات الغربية بشكل مساوي للمواطنين الأصليين لتلك البلدان وخير مثال لهذه المقولة هو "ألبرت أينيشتاين". في العام 1933 وبعد صعود ادولف هتلر للحكم في ألمانيا، سرعان ما رجع اليهود في تأييدهم للمشروع الصهيوني وزادت هجرتهم إلى فلسطين لا سيما أن الولايات الامريكية المتحدة أوصدت أبواب الهجرة في وجوه المهاجرين اليهود. وبكثرة المهاجرين اليهود إلى فلسطين، زاد مقدار الغضب والامتعاض العربي من ظاهرة الهجرة المنظمة، وفي العام 1936، بلغ الامتعاض العربي أوجه وثار عرب فلسطين، فقامت السلطات الإنجليزية في فلسطين إلى الدعوة إلى إيقاف الهجرة اليهودية.
واجه اليهود الثورة العربية بتأسيس ميليشبات يهودية مسلحة بهدف الدفاع عن نفسها من العرب الغاضبين ولحماية المستوطنات الزراعية البعيدة عن مركز المدينة ولم تدّخر هذه الميليشيات اليهودية أي جهد في الأعمال العسكرية بحق العرب ومن تلك الميليشيات المسلحة الهاجاناه والارجون. مع أحداث الحرب العالمية الثانية، قرر الطرفان المتنازعان تكثيف الجهود في وجه هتلر النازي عوضاً عن ضرب الإنجليز.
بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، زعم البعض أن 6 مليون يهودي تمت إبادتهم على يد القوات النازية مما خلّف مئات الألوف من اليهود مشردين في أنحاء العالم ولا ينوون العودة إلى الديار التي سلّمتهم لقمةً سائغةً للقوات النازية، هذا من جانب، ومن جانب آخر، تزايد التعاطف مع اليهود بعد الحرب العالمية الثانية لإحساس البلدان المنتصرة في الحرب بالذنب نتيجة تقاعسها عن دحر القوات النازية حين نشأتها وترك هذه الدول هتلر يعيث في أوربا الفساد. من أكثر المتعاطفين مع اليهود كان الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي بدوره ضغط على هيئة الأمم المتحدة لتعترف بدولة إسرائيل على تراب فلسطين خصوصاً أن بريطانيا كانت في أمس الحاجة للخروج من فلسطين.
الصهيونية وإسرائيل
أعلنت القوات البريطانية نيتها الإنسحاب من فلسطين في العام 1947 وفي 29 نوفمبر من نفس العام، أعلن مجلس الأمن عن تقسيمه لفلسطين لتصبح فلسطين دولتين، الأولى عربية والثانية يهودية. أندلع القتال بين العرب واليهود وفي 14 مايو 1948 أعلن قادة الدولة اليهودية قيام دولة إسرائيل. شكّل الإعلان نقطة تحول في تاريخ المنظمة الصهيونية حيث ان أحد أهم أهداف المنظمة قد تحقق بقيام دولة إسرائيل وأخذت مجموعات الميليشيا اليهودية المسلحة منحى آخر وأعادت ترتيب أوراقها وشكلت من الميليشيات "قوة دفاع إسرائيل". السواد الأعظم من العرب الفلسطينيين إمّا هرب إلى البلدان العربية المجاورة وإمّا طُرد من قبل قوات الإحتلال اليهودية، في كلتا الحالتين، أصبح السكان اليهود أغلبية مقارنة بالعرب الأصليين وأصبحت الحدود الرسمية لإسرائيل تلك التي تم إعلان وقف إطلاق النار عندها حتى العام 1967. في العام 1950، أعلن الكنيسيت الإسرائيلي الحق لكل يهودي غير موجود في إسرائيل أن يستوطن الوطن الجديد، بهذا الإعلان، وتدفق اللاجئين اليهود من اوروبا وباقي اليهود من البلدان العربية، أصبح اليهود في فلسطين أغلبية بالمقارنة بالعرب بشكل مطلق ودائم.
الصهيونية اليوم
بالرغم من مرور أكثر من 50 سنة على نشأة إسرائيل وأكثر من 80 سنة على بداية الصراع العربي الإسرائيلي، يظل أغلب اليهود في شتى أنحاء العالم يعتبرون أنفسهم صهاينة وتبقى بعض الأصوات اليهودية مناهضة للحركة الصهيونية مثل حركتي ساتمار و نيتوري كارتا إلا ان القليل منهم يطالب بإزالة المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأرض العربية!
نشأة الصهيونية
لكي ندرك أنه لا فرق بين اليهودية والصهيونية ، فإننا نستطيع استنتاجـًا أن ندرك أن الصهيونية وليدة اليهودية ، فهما توأمان ، أو كما ذكرنا ، وجهان لعملة واحدة ، وحين نقول إن الصهيونية يهودية منشأ وفكرًا وأسلوبـًا فإننا لا نعني بذلك ديانة موسى ـ عليه السلام ـ فإن موسى برئ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولكن أعني الصهيونية قرينة اليهودية المزيفة مولدًا ومنشأً وفكرًا وأهدافـًا وأسلوبـًا وغايةً .
إن القارئ للتوراة ونصوصها يدرك جيدًا صحة ما نريد أن نصل إليه ، وهذه هي بعض النصوص التي تؤكد أمرين :
الأول : أنه لا فرق بين اليهودية والصهيونية .
الثاني : قدم منشأ الصهيونية ، وهذا مترتب على الأمر الأول .
كلمة صهيوني في الكتاب المقدس " التوراة " :
ذكرت كلمة صهيون في العهد القديم في مواقع كثيرة منها:
" وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض … وأخذ داود حصن صهيون "(صموئيل الثاني /5) .
" أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي "(مزامير/2) ، " دعوا للرب الساكن في صهيون ، لأنه مطالب بالدماء "(مزامير/9) ، " أذاني الرب صهيون يرى بمجده .. لكي يحدث في صهيون باسم الرب وبتسبيحه في أورشليم "(مزامير/102) ، " لأن الرب قد اختار صهيون اشتهاها مسكنا له "(مزامير/132) ، " ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله ، لأن من صهيون تخرج الشريعة ، ومن أورشليم كلمة الرب "(اشعيا/2) ، " طوبى لجميع منتظريه ، لأن الشعب في صهيون يسكن في أورشليم "(اشعيا/30) ،" على جبل عال اصعدي مبشرة صهيون ، ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة أورشليم "(اشعيا/40) .
ولكلمة صهيون إيحاءات شعرية ودينيه في الوجدان الديني اليهودي ، فقد أتى في المزمور رقم 1837 على لسان اليهود بعد تهجيرهم إلى بابل : " جلسنا على ضفاف أنهار بابل وزرفنا الدمع حينما تذكرنا صهيون " .
وقد وردت إشارات شتى في الكتاب المقدس إلى هذا الارتباط بصهيون الذي يطلق عليه عبارة حب صهيون ، وهو حب يعبر عن نفسه من خلال الصلاة والتجارب والطقوس الدينية المختلفة ، وأحيانـًا نادرة على شكل الذهاب إلى فلسطين للعيش بغرض التعبد ،ولذا كان المهاجرون اليهود الذين يستقرون هناك لا يعملون ويعيشون على الصدقات التي يرسلها أعضاء الأقليات اليهودية في العالم .
والعيش في فلسطين كان يعد عملاً من أعمال التقوى لا عملاً من أعمال الدنيا وجزاؤه يكون في الآخرة.
من خلال النصوص السابقة نستطيع القول أن الصهيونية كحركة دينية سياسية تعني في المقام الأول بالعودة إلى فلسطين ، ليست فكرة جديدة وليدة هذا القرن ، أو ما قبله من القرون ، ولكنها فكرة وليدة الفكر اليهودي المنحرف الذي غيَّر وبدَّل وصرَّف وزيَّف في كتاب موسى ـ عليه السلام ـ ولكنها أي الصهيونية كانت فكرة تتوارث بين الأجيال طورًا في طي الكتمان ، وأطوارًا جهارًا نهارًا كالشمس في رابعة النهار .
إن قصة نشأة الصهيونية ترجع إلى ما قبل عهد إبراهيم ، كما تذكر توراتهم المحرَّفة : أن نوحـًا ـ عليه السلام ـ شرب خمرًا وبدت عورته ، فلما رآه ابنه كنعان هكذا أخبر أخويه سام ويافث فسترا عورة أبيهما ، فدعا لهما وقال : ليكن كنعان عبدًا لهم يفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام ، وليكن كنعان عبدًا لهما " .
هكذا كانت البداية سكر نوح ففضحه كنعان ، وهو أبو العرب فدعا عليه نوح ، وبارك سام وهو أبو اليهود .
ثم تصف التوراة المزيفة أمر الله إبراهيم بأن يذهب إلى فلسطين ، ثم يجعل هذه الأرض لنسله فقط ، وهم اليهود " قال الرب لإبراهيم اذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة وأبارك مباركيك ،ولاعنك ألعنه ، وتتبارك فيك جميع قبائل العرب واجتاز إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيس إلى بلوظة مورة ، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض وظهر الرب لإبرام وقال : لنسلك أعطي هذه الأرض "(الإصحاح العاشر) .
وقال أيضـًا له : وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان مسكنـًا أبديـًا " الإصحاح السابع عشر .
ويأتي الأمر صراحة لإبراهيم بتحديد مملكته في الإصحاح الخامس عشر فيقول له : لنسلك أعطي هذه الأرض من مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " .
وهذا ما صرح به صراحة " بن جوريون " قائلاً : تستمد الصهيونية وجودها وحيويتها من مصدرين ، مصدر عميق عاطفي دائم ، وهو مستقل عن الزمان والمكان ، وهو قديم قدم الشعب اليهودي ذاته ، وهذا المصدر هو الوعد الإلهي والأمل بالعودة ، يرجع الوعد إلى قصة اليهودي الأول الذي أبلغته السماء أن " سأعطيك ولذريتك من بعدك جميع أرض بني كنعان مسكنـًا خالدًا لك ".
وقامت مملكة اليهود فترة من الزمن وكان ذلك بعد فترة التيه التي كتبها الله عليهم حين أبوا الدخول مع نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ فكان عقابهم(فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض )(المائدة/26) وكان ذلك مع يوشع بن نون تلميذ موسى ـ عليه السلام ـ وكانت مملكتهم في قمة مجدها في ملك سليمان ـ عليه السلام ـ ولقد استطاع سليمان أن يؤسس مملكة في فلسطين ، وأقام هيكله لكن ذلك الهيكل لم يكن في مكان المسجد الأقصى كما تزعم يهود .
2- حركة بار كوخبا " 117 م ـ 138م" وقد أثار هذا اليهودي الحماسة في نفوس بني قومه وحثهم على السعي للتجمع في فلسطين وإعادة بناء الهيكل وتأسيس دولة يهودية وتنصيب ملك عليها من نسل داود .
3- حركة موزس الكريتي ، وكانت مشابهة لحركة باركوخبا ولم يكتب لها النجاح كذلك
4- مرحلة الركود والنشاط الصهيوني بسبب الاضطهاد الذي عاناه اليهود في القرون الوسطى .
5- حركة دافيد روبين وتلميذه سولومون مولوخ " 1501 ـ 1532م " ، وقد ظهر هذان اليهوديان كمنقذين للشعب وقائدين يسعيان إلى تجميع اليهود وإعادة توطينهم في فلسطين .
المراجع
- الصهيونية من الموسوعة الانجليزية
- اليهودية العالمية وخطرها على الإسلام والمسيحية / د. عبد الله التل .
- موسوعة تاريخ الصهيونية / د. عبد الوهاب المسيري .
- فلسطين بين الوعد الحق والوعد المفترى / د. سفر الحوالي
الصهيونية وفرنسا،
هي العلاقات بين فرنسا والصهيونية بمفهومها السياسي والجغرافي والتاريخي.
التاريخ
إلى الآن لا يعرف إلا القلائل أن فرنسا وعدت الصهاينة بوطن قومي قبل أن تعدهم به بريطانيا. فالمشهور هو فقط وعد أو تصريح بلفور الإنجليزي، وليس وعد أو تصريح جول كامبون وبيشون الفرنسيين. والتي فتحت للباحثين بعد خمسين سنة على أحداثها. هذا البحث قاد إلى الكشف عن الوعود الفرنسية للصهاينة بتعاطف فرنسا مع إنشاء المستوطنات اليهودية وبعث الدولة العبرية في فلسطين. وقد كشف البحث أيضا عن التنسيق بين الحركة الصهيونية من جهة، وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، بل عن التآمر بين الحلفاء ويهود العالم خلال سنتي 1917 و1918 على مستقبل بلاد العرب والإسلام.
ونحن لم نرجع إلى الوثائق الفرنسية المذكورة بصفة مباشرة، ولكننا اطلعنا بالخصوص على بحث إيدي كوفمان(1) الذي رجع إليها ودرسها بدقة واستخرج منها وجهة النظر الفرنسية والبريطانية والصهيونية خلال التاريخ المذكور. وقد انطلق الباحث من فكرة قد تبدو جديدة إلى حد كبير، وهي أن وعد بلفور قد جاء بعد وعد كامبون الفرنسي، وأن بريطانيا كانت حريصة على الحصول من فرنسا على ذلك الوعد للحركة الصهيونية لأن المصلحة البريطانية تقتضي إبعاد فرنسا عن فلسطين. وأن بريطانيا هي التي أغرقت ونسقت مع الصهاينة على أن تكون هي صاحبة السيادة على فرنسا وليس فرنسا على فلسطين. ومن أجل ذلك قام مارك سايكس، المفاوض الإنگليزي بالعمل مع جورج بيكو المفاوض الفرنسي، على تقسيم فلسطين بين بريطانيا وفرنسا، وكسر الطموح الفرنسي القائم على الاِدعاء التاريخي والنفوذ الروحي في جعل فلسطين فرنسية فقط. والخطوة الثانية التي خطاها سايكس هي جعل حصة بريطانيا في التقسيم أكبر بكثير من الحصة الفرنسية. أما الخطوة الثالثة، فهي استعمال الضغط الصهيوني على فرنسا لكي تصدر تصريحا لصالح الصهيونية في فلسطين. وأما الخطوة الأخيرة، فهي ضمان السيادة البريطانية على فلسطين باقتناع اليهود عموما والصهيونية بالخصوص بأن ذلك أفضل لها من السيادة الفرنسية عليها. وبعد التحضير لكل ذلك، صدر وعد بلفور المعروف.
ويرجع المخطط في الأساس إلى الموقف من الدولة العثمانية التي دخلت الحرب إلى جانب ألمانيا والنمسا وإلى تقسيم المشرق العربي بين الحلفاء بما فيهم بريطانيا وفرنسا وروسيا. ومنذ 1916، فاوض الحلفاء بعدة أفواه وكتبوا عدة اتفاقات ظلت سرية وكانت في جوهرها متناقضة. ويهمنا من ذلك كله محادثات الشريف حسين / ماكماهون، واتفاق سايكس / بيكو والوعد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وقد كان هذا الوعد مقتصرا على وزارة الخارجية البريطانية، ولكنه أصبح الآن وعدا مزدوجا بعد إضافة تصريح وزارة الخارجية الفرنسية أيضا إليه والذي كان في الواقع سابقا للتصريح البريطاني. ونص اتفاق سايكس/ بيكو سنة 1916 على تقسيم فلسطين بين فرنسا وبريطانيا. ولنتذكر أن فلسطين عندئذ كانت جغرافيا جزءا من سورية الكبرى وبلاد الشام. وبناء على الاتفاق المذكور، فإن شمال بحيرة طبرية كان سيدخل في حكم الفرنسيين (وكذلك سورية ولبنان). وأما عكا ويافا وجزء من شرق الأردن وصحراء النقب، على خط يمتد من رفح إلى شمال البحر الميت، فقد كان سيدخل في حكم الإنكليز. ومع ذلك، شعر كل طرف بأنه لم يحقق مرغوبه كاملا. فالإِنكَليز اعتبروا مفاوضهم سايكس معتدلا نحو المطالب الفرنسية. ومن جهة أخرى، اعتبر الفرنسيون ما حصلوا عليه أقل من آمالهم، لأنهم كانوا يطمعون في حكم الأماكن المقدسة التي قالوا أن الباب العالي والدول الأوروبية قد اعترفت لهم سابقا بحمايتها. وتنفيذا لاتفاق سايكس/بيكو المذكور عزم الإِنكَليز على مهاجمة العثمانيين في فلسطين في يناير عام 1917. وانطلقوا من العريش. حاول الفرنسيون ثنيهم لعدم وجود قوات فرنسية في هذا الهجوم. كان الفرنسيون يخشون أن يبقوا خارج فلسطين ويؤول أمرها كله للإِنكَليز إذا لم تكن لهم مشاركة في الحرب هناك، وبذلك تضيع آمالهم ويضيع حقهم في أية مفاوضات بشأن فلسطين. ثم حاول الفرنسيون أن يشتركوا بقوة رمزية لتحقيق الغرض المذكور، فرفض الإِنكَليز اشتراكهم في أول الأمر ثم وافقوا بشرط ألا تتعدى القوة الفرنسية 2800 جندي. ثم جرى الخلاف بينهم حول رتبة قائد هذه القوة. ففرنسا عينت قائدا لها برتبة جنرال، فرفض الإِنكَليز ذلك حتى لا يكون في نفس رتبة القائد الإِنكَليزي، وكان على فرنسا أن تكتفي بتعيين القائد برتبة عقيد. عين الفرنسيون ثلاث فرق جزائرية ضمن القوة المذكورة، وكانت مهمة هذه الفرق هي الإشراف على السكة الحديدية بين يافا والقدس، وحراسة المؤسسات الفرنسية في فلسطين، وكذلك حراسة الأماكن المقدسة التي كان يعترف لفرنسا بحمايتها في السابق. وبينما هاجم الإِنكليز من غزة في 31 أكتوبر 1917 ووصلوا إلى يافا في 19 نوفمبر، ظلت الفرق الفرنسية في خان يونس، شمال سينا، ولم تتحرك تقريبا. وذلك هو ما جعل موقف فرنسا العسكري ضعيفا وجعل دبلوماسييها في موقف لا يطلبون معه الكثير حول فلسطين حين جاء وقت توزيع الغنائم.
كان جورج بيكو هو الخبير والدبلوماسي الذي عُيّن محافظا في المناطق المحتلة من فلسطين وسورية. وكان يستعد للتوجه إلى القاهرة عندما طلب منه زميله الإِنكليزي، سايكس أن يزور لندن بصفة مستعجلة قبل القاهرة. وكان سايكس قد خطط للقاء مباشر يتم بين بيكو والزعماء الصهاينة في لندن. ذلك أن سايكس كان مقتنعا بأن أي اعتراض يصدر من أية جهة حول خطة بريطانيا في فلسطين، من العرب أو من الإيطاليين أو من الروس، لا يمكن أن يكون في درجة الخطورة التي يمثلها اعتراض فرنسا على الخطة. فكان ضمان موافقة فرنسا أمرا ضروريا في نظر سايكس.
وفي 8 فبراير 1917 التقى بيكو والزعيم الصهيوني نحوم سوكولو (2) في لندن. فقد قدم سايكس زميله الفرنسي بيكو إلى سوكولو ثم انسحب. وتركهما وحدهما للدخول في المحادثات. وكان سايكس قد اتفق مع سوكولو قبل ذلك على أن يُقنع بيكو بأن الصهاينة يفضلون السيادة البريطانية على فلسطين وليس الفرنسية. وهكذا أثار سوكولو هذه النقطة مع بيكو بكل صراحة، فأجابه بيكو بأن لفرنسا آمالها في فلسطين ولا يمكنها أن تتخلى عنها، بل أخبره أن 95% من الشعب الفرنسي يفضلون إلحاق (كذا) فلسطين بفرنسا. وكان سوكولو عازما على السفر إلى فرنسا، في اليوم التالي لنفس الغرض، فطلب منه بيكو ألا يثير مسألة الصهيونية في فرنسا خلال الاِجتماع لأن معظم يهود فرنسا معارضون للصهيونية، ولأن الشعور الفرنسي نحو فلسطين شعورْ قويّ. ومن جهته وعده بيكو بإخطار الحكومة الفرنسية بالموضوع بطريقة متعاطفة مع المطلب الصهيوني.
وقد بقيت مسألة السيادة على فلسطين مسألة حساسة بين فرنسا وبريطانيا. فاقترح سايكس ذات مرة اسم أمريكا لكي تكون هي الحامية المحايدة لفلسطين. وكان ذلك قبل دخول أمريكا الحرب طبعاً. ولكن الفرنسيين رفضوا الاقتراح بحذر. ثمّ إن سايكس قد تراجع أيضا عن رأيه. وفي اجتماع عقد بباريس بين سايكس وبيكو وسوكولو وممثل الأرمن، طرح سوكولو الموضوع على بيكو بطريقة مبسطة قائلا: إن موقف الصهاينة حول السيادة هو موقف طفل يُسأل: هل يحب أمه أكثر من أبيه (يعني بريطانيا أو فرنسا)، ولذلك اقترح سوكولو أن تبقى المسألة بين الحكومتين. وكان واضحا أن سايكس يستعمل الصهاينة ذريعة لتنفيذ المخطط البريطاني في فلسطين.
وبدأ سايكس ضغوطه في الحصول من الفرنسيين على وعد بالتعاطف مع الآمال الصهيونية قبل مغادرة بيكو إلى القاهرة. وكانت وجهة نظر سوكولو أن بيكو كان حجر عثرة في الطريق لأنه (بيكو) كان يفضل أن تكون السيادة فرنسية على فلسطين مع الاِعتراف بالآمال الصهيونية. وكان وضع الصهيونية في فرنسا مختلفا عنه في بريطانيا. فهناك خلاف بين المنظمات الصهيونية في فرنسا من جهة، وبينها وبين نفس المنظمات في بريطانيا. وبالإضافة إلى التنافس، كانت الصهيونية في فرنسا معظمها من اليهود المهاجرين من شرق أوروبا. ولم يكن لهم نفوذ سياسي واقتصادي، وكان وضعهم الاِجتماعي مهزوزا(3) . وابتداءً من سنة 1917 أسس بعض الشباب اليهود في فرنسا (مثل روجي ليفي وأندري سبير منظمة باسم جامعة أصدقاء الصهاينة أخذت تجتذب إليها الأساتذة والشخصيات اليسارية.
وقبل إعطاء رأي فرنسا، اقترح بيكو على سوكولو أن يجتمع -أي سوكولو- بزعماء اليهود في فرنسا وفي مقدمتهم بعض أعضاء الرابطة الإسرائيلية العالمية، (4) قبل أن يعلن بيكو رأيه في التعاطف مع آمال الصهيونية. ومن جهة أخرى، كان بيكو يعرف أن رأي البارون ايدمونْ روتشيلد له أهمية خاصة في هذا الموضوع، فقرر أن يدخله في المفاوضات أيضا بين الحكومة الفرنسية وممثلي الحركة الصهيونية الأجانب (غير الفرنسيين)، وذلك قبل إصدار أية تصريحات لصالح الصهيونية. لقد كان رأي البارون مهما جدا لأنه أولا سيعبر للحكومة عن اتفاق ورضى الجماعة اليهودية الرسمية للزعماء نحو الأهداف الصهيونية، وثانيا لأن وجهة نظره نحو الحركة الصهيونية ستجر العديد من العناصر المعادية لهذه الحركة بين اليهود الفرنسيين. وهكذا حصل الاِجتماع مع البارون روتشيلد في أبريل 1917. الاِجتماع الأول كان مع الزعماء الفرنسيين المسيرين للسياسة الخارجية عندئذ، وعلى رأسهم ليون بورجوا وجول كامبون(5) . والاِجتماع الثاني حصل مع البارون وسوكولو وكذلك مع العناصر النشطة من »الرابطة الإسرائيلية العالمية« وكان الاِجتماعان منفصلين. لقد كان جول كامبون هو الكاتب العام (الوكيل) لوزارة الخارجية الفرنسية (الكي دورزي) وكان أخوه بول كامبون سفيرا في بريطانيا. وفي 8 أبريل، اجتمع بهما سوكولو، وحضر الاِجتماع جورج بيكو وكذلك دي مارجري مدير قسم الشؤون السياسية في وزارة الخارجية. ودار النقاش حول العواقب التي قد تنتج عن تصريح فرنسي يتعاطف مع آمال الصهيونية، ولا سيما العواقب بالنسبة للجهات اليهودية في أمريكا وروسيا. واتفقوا على أنه سيكون للتصريح نتائج إيجابية وفوائد لصالح الحرب والحلفاء. واتفقوا كذلك على أن ترسل في نهاية الاِجتماع، برقية بهذا المعنى إلى الدكتور تشيلونوف (روسيا) وجستس برندس (أمريكا)، وهما رئيسا المنظمتين الصهيونيتين على التوالي في بلديهما. وقد وقع سوكولو البرقية، ولكنها مرت عبر قنوات وزارة الخارجية الفرنسية. وجاء في البرقية ما معناه: أن نتائج إيجابية لمفاوضات لندن وباريس قد رحبت بها هنا وزارة خارجيتنا، وأن لي ثقة كاملة في أن النصر (للحلفاء) سيحقق آمالنا الصهيونية الفلسطينية. ونلاحظ أن الفرنسيين قد تركوا عبارة (وباريس) بارزة في البرقية تأكيدا على تدخُّل فرنسا في الموضوع (ص. 378).
وبعد باريس سعى سوكولو أيضا للحصول على نفس التصريح من إيطاليا وعلى دعمها لآمال الصهيونية في فلسطين.
تصريح جول كامبون (جوان) 1917
سبقت هذا التصريح عدة تمهيدات واتصالات بين الزعماء الفرنسيين واليهود. فمن القاهرة أرسل بيكو برقية إلى الخارجية الفرنسية مؤكدا فيها إصدار تصريح فرنسي يتعاطف مع آمال الصهيونية. وقد بنى بيكو رأيه على عدة اعتبارات منها أنه فهم أن الصهاينة سيتركون موضوع السيادة على فلسطين للحلفاء، وأن سوكولو اعترف له بأن الأماكن المقدسة ستعرف وضعا خاصا، وأن الاِستيطان (الاِستعمار اليهودي لن يشمل هذه الأماكن المقدسة. كما أن جول كامبون ودي مارجوري والبارون روتشيلد، وكذلك سيلفان ليفي وهو من »الرابطة الإسرائيلية العالمية« عقدوا عدة اجتماعات. وقد عبّر سيلفان ليفي أثناءها بأنه » من الطبيعي أن اليهود الفرنسيين غير صهيونيين، ولكنهم يعترفون، بكل سرور، بأهمية وقيمة الحركة الصهيونية« (ص. 381). ومن جهة أخرى، حرر جول كامبون نفسه مذكرة عن طبيعة اليهود والصهيونية. وقد عبر فيها عن أنه في صالح الاِعتراف بموضع (لتجمّع اليهود في فلسطين، إلى جانب الجنسيات الأخرى الموجودة فيها.
إن الدافع المباشر لتصريح كامبون هو الاِستعجال بإصدار بيان مكتوب معبر عن الوقوف إلى جانب آمال الصهيونية لكي يحصل التعاطف مع الجماهير اليهودية في روسيا المعارضة لحكومة القيصر المستبدة، وهي حكومة عضو في الوفاق الثلاثي وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك عاملين آخرين متصلين بالموضوع، الأول هو خطر ألمانيا التي قد تحصل على دعم الصهيونية لوجود قرار سريع كان بصدد التحضير في برلين يعلن عن دعم ألمانيا للمشروع الصهيوني في فلسطين تحت الحماية الألمانية. والثاني هو رغبة كامبون في تجنيد ما يعتبره جماعة يهودية قوية في أمريكا لصالح الحلفاء والتأثير بها على حكومتهم لتقف إلى جانب التحالف مع بريطانيا وفرنسا. وقد كان كامبون سفيرا لبلاده في واشنطن ويعرف مدى النفوذ اليهودي هناك.
وقد راجت إشاعات واردة من بعض العواصم الأوروبية مثل لاهاي وكوبنهاكَن، وهي أن ألمانيا كانت تستعد لإصدار إعلان في صالح إقامة جمهورية يهودية في فلسطين. ومن ذلك خشية الفرنسيين من وقوع تفاهم أمريكي/ ألماني مع تركيا (طلعت باشا)، يدعم المطامع الصهيونية في مقابل تعويضات مالية من الدوائر الصهيونية وتخلي تركيا عن حكم فلسطين(6) . كما أن كامبون كان يرى أنه رغم إعلان أمريكا الحرب على ألمانيا في 6 أبريل 1917 فإنها لم ترم بكل ثقلها في الحرب، وأن دور اليهود في أمريكا ضروري لدعم الحرب والحلفاء. إن تصريح كامبون جاء في شكل رسالة إلى سوكولو بتاريخ 4 جوان (حزيران) 1917، ومحتواه هو ما يلي: » إنك تقدر أنه إذا سمحت الظروف وتحقق استقلال الأماكن المقدسة، فإنه سيكون من الإنصاف إذا ساهمنا من خلال حماية دول الحلفاء، في إحياء الجنسية اليهودية على أرضها حيث الشعب الإسرائيلي كان قد طرد منذ قرون عديدة خلت. إن الحكومة الفرنسية التي شاركت في الحرب الحاضرة للدفاع عن الشعوب المعتدى عليها ظلما والتي تواصل المعركة لتحقيق انتصار الحق على القوة، لا تستطيع سوى أن تشهد بتعاطفها مع قضيتكم التي يرتبط انتصارها بانتصار الحلفاء« (7) (ص. 384). وقد تأثر سوكولو بهذا التصريح. وأرسل إلى كامبون خطابا مؤثرا معترفا بأهمية التصريح ومعتبرا إياه انتصارا معنويا كبيرا. أما حاييم وايزمان، زميل سوكولو، فقد خالفه في ذلك لأنه كان يخشى من أن الفرنسيين قد يستعملون تفاهمهم مع الصهاينة لأغراضهم الخاصة، أي للمشاركة مع الإِنكَليز في فلسطين.
ومهما كان الأمر، فقد بقى التصريح الفرنسي غير منشور، ولم يجز توزيعه إلا داخليا فقط وعبر السفارات. والمفترض أنه قد نشر بين الدوائر اليهودية المؤثرة. غير أنه يُلاحظ في هذا الصدد أنه لا الفرنسيون ولا الصهاينة قد نشروا محتوى التصريح علنيا لأسباب تتعلق بكل منهم. والنتيجة هي أن التصريح الفرنسي قد شجع على إصدار تصريح (وَعْد) بلفور الذي جاء بعده زمنياً، وأنه قد صدر عن حكومة كانت تعتبر منافسة لبريطانيا في فلسطين. وقد أعطى التصريح الفرنسي أيضا لسايكس الفرصة المنتظرة للضغط على أعضاء الحكومة البريطانية وعلى من كانوا معارضين للآمال الصهيونية. ومن ثمة أصبح سايكس قادراً على إثارة موضوع » التصريح البريطاني« على أنه مجرد » مصلحة قومية «(8).
تصريح وزير الخارجية بيشون (14 فبراير 1918)
ظلت الاِتصالات بين الأطراف جارية لتحقيق كل طرف ما يراه في صالحه من غنيمة الاِنتصار في الشرق الأدنى وفي أوروبا. وبعد تصريح اللورد بلفور، وزير الخارجية الإِنكَليزي، جاء دور تصريح ستيفان بيشون وزير الخارجية الفرنسي. وهو بالطبع تأكيد لتصريح كامبون السابق. وهناك تطورات جعلت تصريح بيشون ضروريا. فزعماء الصهيونية في فرنسا أصبحوا يلحون على الحكومة الفرنسية في تأييد التصريح البريطاني الذي تضمن عبارة » الوطن القومي« لليهود. كما أن رئيس الحكومة السابق ريبو قد ترك مكانه لجورج كليمنصو 17 نوفمبر 1917. وفي ديسمبر استولت القوات البريطانية على بيت المقدس فأعلن الصهاينة الفرنسيون ترحيبهم بذلك دون الإشارة إلى اسم فرنسا. ثم إن مؤتمرا صهيونيا كبيرا كان على وشك الاِنعقاد في أمريكا. وكان من المقرر أن تحضره شخصيات صهيونية من روسيا وبريطانيا. وألف الصهاينة أيضا لجنة تضم ممثلين عن يهود أمريكا وروسيا وبريطانيا لتتوجه إلى فلسطين للتحضير لما وعد به بلفور وهو إقامة » الوطن القومي اليهودي«. وليس في هذه اللجنة ممثل يهودي من أصل فرنسي. كل ذلك جعل المسألة أمام كليمنصو ووزير خارجيته بيشون تحتاج إلى إعلان موقف. جاء سوكولو إلى باريس من جديد في يناير 1918. وكان عليه أن يعلن للفرنسيين أن الحركة الصهيونية ليس لها نية في إقامة » دولة يهودية« في فلسطين وإنما لها نية إنشاء وطن قومي يهودي. وجاءت دعوة سوكولو إلى باريس هذه المرة من السيد غو بإيعاز من مارك سايكس. وكان غو هو المتولي عندئذ قسم آسيا بوزارة الخارجية الفرنسية، كما أنه قد تولى المسألة الصهيونية في باريس في غياب بيكو الذي أُرسل إلى فلسطين. وأثناء اللقاء بين الفرنسيين وسوكولو، كان على هذا أن يقنعهم بضرورة مشاركة عضو يهودي من أصل فرنسي في اللجنة الصهيونية المتوجهة إلى فلسطين.
وبتقديم خاص من غو، استقبل الوزير بيشون الزعيم الصهيوني سوكولو في 9 فبراير. وعبّر له بيشون عن استعداده لإصدار بيان صحفي يؤكد التفاهم الموجود بين الإِنكَليز والفرنسيين حول المسألة الصهيونية. وبعد أن رجع سوكولو إلى غرفته في الفندق، كتب إلى غو يشكره على إعداد اللقاء مع وزير ا لخارجية ويؤكد أن إصدار بيان » واضح العبارة« يجب أن يكون هو نقطة الاِنطلاق للدعاية الفرنسية بين الملايين من إخوانه في الدين (اليهود) بالولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك أيضا دور تارديو، المحافظ السامي الفرنسي في نيويورك، في إصدار التصريح الفرنسي الثاني الموالي للصهيونية. فقد كان تارديو مبقيا على العلاقات مع زعماء هذه الحركة في نيويورك، ولا سيما مع برندس، وفي مراسلاته مع وزارة خارجية بلاده كان تارديو يستعمل مختلف الحجج لإصدار تصريح جديد. وكان يبين النفوذ المالي والسياسي لليهود في نيويورك وكون زعمائهم يؤيدون الاِستعمار اليهودي في فلسطين. وذهب تارديو إلى حد الاِقتراح بنقل جماعة من اليهود كانوا يعيشون في كانيا (كورسيكا) إلى فلسطين، لأن نقلهم تحت العلم الفرنسي إلى هناك يُعدُّ إشارة فرنسية جيّدة نحو اليهود عموما.
في اللقاء الذي جمع بيشون بسوكولو يوم 9 فبراير لم يرض سوكولو بعبارة المستوطنة اليهودية في فلسطين التي وردت على لسان بيشون، وطلب عبارة واضحة من الفرنسيين تتماشى مع الآمال الصهيونية. وبعد التأمل والتروي خلال بضعة أيام، طلب سوكولو مجددا تغيير التعبير » المستوطنة« إلخ. السابق واستبداله بالعبارة التي وردت في التصريح البريطاني، وهي » وطن قومي يهودي«. وبرر سوكولو ذلك بأهمية التصريح والتعبير لدى اليهود الأمريكيين. كما أن رسالة سوكولو تضمنت اقتراحاً بتعيين وفد فرنسي ينضم إلى الوفد (اللجنة) الصهيوني المتوجه إلى فلسطين، على أن يتمتع الوفد بثقة حكومته. وقد استجاب بيشون لهذا الطلب وأصدر يوم 14 فبراير تصريحا أكد فيه الموقف الفرنسي واستعمل فيه تعبير » الوطن القومي« الذي طلب منه سوكولو، وجاء تصريح بيشون، في صيغة رسالة موجهة إلى سوكولو، معلناً له فيها أن بياناً صحفياً قد صدر عن الحكومة الفرنسية بالمعنى المذكور.
وها هو نص بيشون:
وفي يوم 16 فبراير أبرقت » الإِتحادية الصهيونية الفرنسية معلنة إلى الزعماء الصهيونيين في موسكو وبتروكراد والأوديسة، وروما ولاهاي ونيويورك وكوبنهاكَن، والقاهرة عن الاِتفاق التام بين فرنسا وإنكلترا حول مسألة (فلسطين اليهودية)«، وداعية إياهم إلى تنظيم مظاهرات الدعم والتعبير عن الإِعتراف بالجميل للحكومة الفرنسية.
وكانت السياسة الصهيونية العامة تتمركز في الحصول على موافقة الدول المتحالفة الأخرى على وعد بلفور. ولذلك كان سوكولو مصرا على أن تصدر الحكومة الإيطالية أيضا تصريحا مماثلا لتصريح بيشون. أما بيكو، فقد ترك على الهامش من هذه التطورات. فلم يعلم عن تصريح بيشون إلا من خلال المصادر الإِنكَليزية في المشرق. وهكذا وجد نفسه غريباً أمام تصريح 9 ثم 14 فبراير 1918 المساند للصهيونية. وقد اندهش من أن حكومته لم تصدر تصريحا لصالح العرب كما كان يرغب. وشكا إلى حكومته من كونها لم تستشره قبل تصريح بيشون، وحذرها من ردود الفعل في سورية ولبنان. وقد كان بيكو يريد تحضير الرأي العام في سورية ولبنان للاِنتداب الفرنسي.
لكن بيكو تلقى من حكومته نُسخا فقط من الوثائق التي أرسلتها وزارة الخارجية إلى المحافظ السامي الفرنسي في نيويورك (وهو تارديو)، وهي الوثائق التي تلح على الأثر الإيجابي لتصريح بيشون على يهود أمريكا. وطلبت الوزارة من بيكو أن يعمل على إفهام السكان، يهودا وغير يهود (كذا) من أن الحكم الذي سينشأ هناك بعد الحرب لن يكون في صالح طرف على حساب طرف آخر، وأن الوئام بين جميع العناصر هو الشرط الضروري في تمتع الجميع بالتقدم والرخاء بعد الحرب. أما تارديو، فقد أرسل برقية يوم 9 فبراير من نيويورك جاء فيها أن وزير الداخلية الألماني قد استقبل وفداً صهيونياً ووعدهم بإقامة سلطة حكم ذاتي في فلسطين. وكان هدف برقية تارديو هو التعجيل بإصدار الحكومة الفرنسية تصريحا مواليا للصهيونية. وبعد أيام من تصريح بيشون، أخبر تارديو عن فرحة يهود أمريكا بالتصريح الفرنسي، وعن شكر فرنسا الذي عبرت عنه مختلف افتتاحيات الجرائد اليهودية بأمريكا.
وفي اليوم التالي لتصريح بيشون (أي يوم 15 فبراير 1918)، جاء الإعلان عن اتفاق الحكومتين الفرنسية والبريطانية حول الوضع المحفوظ للصهيونية في فلسطين. فكلتاهما تعترف بمنشأة يهودية في فلسطين، مع تمكين اليهود من حكم ذاتي إداري في إطار دولة عالمية ستنشأ في هذه البلاد (فلسطين). ولعل استعمال تعبير » المنشأة اليهودية« جاء من موقف وزارة الخارجية الفرنسية التي تريد أن تقف موقفا وسطا بين طالبي الحد الأقصى وهو إقامة دولة يهودية وخصوم هذه الفكرة. لقد كان هناك بعض ردود الفعل على الموقف الفرنسي من الصهيونية. فدوائر الكاثوليك والاِستشراق وبعض العرب تحركوا ولكن لم يكن لهم فعالية. كما كانت هناك اللجنة المركزية السورية في باريس، ولكن موقفها كان غير فعال أيضا، ومعظم العرب المتواجدين في فرنسا عندئذ كانوا من المسيحيين السوريين، ويرأسهم شكري غانم، وكانت فرنسا هي التي تدفع إليهم الأموال. ولذلك كان مطلبهم يتمثل في قطع سورية عن الدولة العثمانية ووضعها تحت حكم فرنسي. وكانوا على صلة ببعض العرب الآخرين في الخارج. غير أن أنصارهم في سورية نفسها كانوا قلة. ولم يكن لهم أي أثر على فصل فلسطين عن سورية وإقامة الوطن القومي فيها لليهود، كما لم يكن لهم أي أثر في معارضة الفكرة بعد ذلك. وهكذا تبين أن سنة 1917 كانت حاسمة ليس لأن بلفور والإِنكَليز وعدوا الصهاينة بالوطن القومي لليهود في فلسطين، بل لأن الفرنسيين قد فعلوا ذلك أيضا. وقد لاحظنا أن تصريح كامبون جاء قبل تصريح بلفور. كما أن تصريح بيشون وموافقة الفرنسيين على الوطن القومي اليهودي قد جاءت في بداية 1918 على عهد وزارة جورج كليمنصو. ويبدو أن ثلاثين سنة من الاِنتداب البريطاني على فلسطين قد جعل الناس ينسون دور الدول الأخرى، مثل فرنسا وألمانيا وتركيا في المنطقة. فهل كان التصريح الفرنسي مختلفا في المحتوى عن التصريح الإِنكَليزي؟ أو هل أن الصهاينة لم يروا فيه إنجازا كبيرا أو هو أقل أهمية في نظرهم من التصريح البريطاني؟ وقد انتهى الكاتب إيدي كوفمان إلى أن الذي جعل بلفور يصدر تصريحه هو عزيمة بريطانيا على امتلاك فلسطين وليس نتيجة للضغط الصهيوني. إن هناك عدة دراسات لتصريح بلفور، مثل دراسة ليونارد شتاين ثمّ دراسة فيرتي الذي أعطى التصريح تفسيرا جديدا ورأى أن التصريح الفرنسي الرسمي لصالح الصهيونية هو الذي ساهم في إصدار التصريح البريطاني المعروف بوعد بلفور. وها هي مقالة إيدي كوفمان تعمق هذا التفسير بناء على الوثائق الفرنسية التي افتتحت حديثا أمام الباحثين(10) . أما الخاسرون في هذه التطورات كلها فهم العرب، والمسلمون.
مأثورات
تصريح جول كامبون (Jules Cambon)
تصريح تصريح ستيفان بيشون (Stephen Pichon)
مراجع مختارة
- Ageron, Charles-Robert, les Algériens Musulmans et la France, Vol.
- 1-2, P.U.F., Paris, 1968.
- Andrew, F.Fern, The Holy Land Under Mandate, Vol. 1, Hyperion Press, Westport, Conn., 1976.
- Cambon, Jules, Gouvernement de l’Algérie, Alger, 1918.
- Geddes, Charles L., A Documentary History of the Arab-Israeli conflict, Praeger, New York, 1991.
- Gorny, Yosef, Zionism And The Arabs, 1882-1948, A Study of Ideology, Clarendon Press, Oxford, 1987.
- John, Robert and Hadawi, Sami, The Palestine Diary, Vol 1-2, New World Press, New York, 1971.
- Kaufman, Edy, « The French Pro-Zionist Declarations of 1917-1918 », Middle Eastern Studies, 15, no. 3, October 1979.
- Khaldi, Walid. Ed., From Haven To Conquest, 2 Printing, Washington, The Institute For Palestine Studies, 1987.
- Rizk, Edward, Trans., The Palestine Question, The Institute for Palestine Studies, Beirut, 1968.
الهوامش
(1) اعتمدنا على عدة مراجع، وبالأخص بحث إيدي كوفمان (Edy Kaufman) » التصريحات الفرنسية الموالية للصهيونية سنة 1917-1918«، في مجلة دراسات الشرق الأوسط (Middele Easter Studies)، المجلد 15، عدد 3، أكتوبر 1997، صص. 374-407. أما فيما يتعلق بأوضاع المشرق العربي عموما، فهناك الكثير من الكتب والأبحاث والمذكرات، ولم نر ضرورة لذكرها هنا.
(2) كان سوكولو (سوكولوف) عضوا رئيسيا في المنظمة الصهيونية العالمية المتمركزة في كولون (ألمانيا). وقد لعبت دورا في التأثير على حركة الاِنقلاب العثماني. انظر ترجمتنا لبحث الأستاذ روبيرت أولسون (R.Olson) (جامعة كونتاكي) في كتابنا » في الجدل الثقافي«، دار المعارف، تونس، 1990.
(3) عاشت فرنسا في الثمانينات من القرن الماضي أزمة حادة تعرف بأزمة الضابط اليهودي دريفوس (Dreyfus). وفي آخر القرن وقعت الأحداث المضادة للسامية في الجزائر بين الفرنسيين واليهود، بقيادة ماكس ريجس (M.Regis).
(4) تأسست سنة 1860 ، وقد تولى أدولف كريميو A.Cremieux)) رئاستها فترة، وهو صاحب قرار تجنيس يهود الجزائر جماعيا سنة 1870، وبعد أن صار وزيرا للعدل.
(5) جون كامبون سبق له أن كان حاكما عاما للجزائر بين 1892 و1897، ثم عين سفيرا لبلاده في واشنطن، قبل أن يتولى مسؤوليات أخرى، ومنها كاتب عام وزارة الخارجية حيث أصدر التصريح الفرنسي الموالي للصهيونية الذي نحن بصدده سنة 1917. انظر جول كامبون، حكومة الجزائر، 1918. أما أخوه بول كامبون، فقد سبق له أن كان المقيم العام في تونس ثمّ عين سفيرا لبلاده في لندن حيث كان سنة 1917.
(6) عن العلاقة المالية والاِرتباط بين زعماء تركيا والحركة الصهيونية عندئذ، انظر البحث الذي ترجمناه (في »الجدل الثقافي«) مرجع سابق.
(7) تصريح جول كامبون، وزارة الخارجية الفرنسية، المسألة اليهودية، باريس، الأرشيف السياسي، حرب 1914-1918، ص. 44-45. من الكتابة العامة لوزارة الخارجية إلى السيد ناحوم سوكولو، 4 جوان 1917. انظر الملحق الأول.
(8) تصريح اللورد بلفور إلى اللورد روتشيلد، المتحف البريطاني، مخطوط 41178، فوليو رقم 1، 3 الثاني من نوفمبر 1917.
(9) تصريح ستيفان بيشون، وزارة الخارجية في باريس، الأرشيف السياسي، حرب 1914-1918. المسألة اليهودية، م 5، ص. 19، من س. بيشون إلى ن. سوكولو، 14 فبراير 1918. انظر الملحق الثاني .
(10) ناقش موضوع الصهيونية الحلفاء، ولاسيما بريطانيا وفرنسا، إيلي كدوري (E.Keddourie) »المذكرات العربية الباحثية ودراسات أخرى«، لندن، 1974، صص. 236-242، وتعرض أيضا لرأي فيربتي وشتاين.
المصادر
- التصريحات الفرنسية الموالية للصهيونية (1917 - 1918)، الدكتور أبو القاسم سعد الله، الجامعة الجزائرية، الجزائر.