Search - للبحث فى مقالات الموقع

Saturday, October 16, 2010

الالتهاب السحائي

الالتهاب السحائي مرض يصيب الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي. وهذه الأغشية تعرف باسم السحايا. كما يصيب المرض السائل الدماغي الشوكي الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي. ينتج الالتهاب السحائي عن عدوى بوساطة البكتيريا والفيروسات والفطر والميكروبات الأخرى. وسيقتصر الحديث في هذه المقالة عن الالتهاب السحائي البكتيري والفيروسي، وهما أكثر أشكال المرض شيوعاً.
يهاجم الالتهاب السحائي الإنسان في كل الأعمار، إلا أن الرضّع والأطفال أكثر تعرضًا للإصابة به. ويتماثل معظم الضحايا للشفاء التام من المرض، غير أن الالتهاب السحائي البكتيري قد يسبب تلفاً حاداً للدماغ، ينتهي بالوفاة. كما قد يؤدي الالتهاب السحائي البكتيري إلى الصمم، والشلل، وضعف العضلات، والتخلف العقلي، والعمى، وتغيرات في السلوك.
والإنسان الذي يعاني حالة عضوية تُضعف مقاومة الجسم للعدوى، أكثر تعرضاً للإصابة بالالتهاب السحائي. وتشمل مثل هذه الحالات أنيميا الخلايا المنجلية، وعدم وجود الطحال، ونقص البروتينات المضادة للعدوى والتي تعرف باسم الغُلُوبْيُولينات المناعية.

كيفية تطورالمرض. توجد البكتيريا والفيروسات التي تسبب الالتهاب السحائي في معظم الحالات في أعضاء الجهاز التنفسي. وتمر الميكروبات في مجرى الدم وتصل إلى الدماغ، حيث تصيب السحايا والسائل الدماغي الشوكي. وتُحدث تغيرات كيميائية مختلفة في الدماغ، الذي قد ينتفخ.
هناك أنواع كثيرة من البكتيريا التي تسبب الالتهاب السحائي. إلا أن معظم حالات الالتهاب السحائي البكتيري تنتج عن العدوى عن طريق ثلاثة أنواع من البكتيريا هي النيسرية السحائيةوالمستدمية النزلية، النوع ب والعقدية الرئوية. كما تسبب عدة فيروسات الالتهاب السحائي.


الأعراض والتشخيص. أعراض الالتهاب السحائي البكتيري ـ بصورة عامة ـ أكثر حدة من أعراض الالتهاب السحائي الفيروسي. كما تتفاوت الأعراض باختلاف عمر المريض. فتشمل الأعراض لدى الرضّع والأطفال الحمى والغثيان والقيء وفقدان الشهية والنعاس. كما قد يعاني بعض الأطفال تشنجات أو ارتعاش الأطراف الذي يمكن السيطرة عليه. وكثيراً ماتشمل الأعراض عند الأطفال الأكبر سناً والراشدين الصداع وآلام الظهر وآلام العضلات وحساسية العينين للضوء. وكذلك يعاني بعض المصابين تصلُّبًا في العنق.
Kernig's sign of meningitis
One of the physically demonstrable symptoms of meningitis is Kernig's sign. Severe stiffness of the hamstrings causes an inability to straighten the leg when the hip is flexed to 90 degrees.

يشخِّص الأطباء الالتهاب السحائي من خلال فحص عينة من السائل الدماغي الشوكي للمريض. ويتم الحصول على العينة بإدخال إبرة بين الفقرات في الجزء السفلي من الظهر. وتعرف هذه العملية باسم النقب القطني أو البزل الشوكي. يحوي السائل الدماغي للمصابين بالالتهاب السحائي البكتيري نسبة عالية من البروتين ونسبة منخفضة من الجلوكوز. بينما يحوي سائل معظم مرضى الالتهاب السحائي الفيروسي نسبة عادية أو عالية من البروتين ونسبة عادية من الجلوكوز. ولكي يتم تحديد نوع الجرثومة أو الفيروس المسبب، يتم فحص السائل الدماغي الشوكي للمريض بطرق مختلفة حتى يمكن تحديد نوع الكائن الحي الذي سبب العدوى.


الوقاية والعلاج. يجب أن يبقى المريض الذي يعاني الالتهاب السحائي تحت رعاية الطبيب. وليس هناك علاج محدد فعّال ضد الالتهاب السحائي البكتيري، ويعالج الالتهاب السحائي البكتيري بالمضادات الحيوية. ومثل هذه المعالجة تقلل كثيراً خطر الوفاة بسبب المرض. يعتمد نوع المضاد الحيوي المستعمل على البكتيريا المسببة. وأكثر أنواع المضادات الحيوية المستخدمة لالتهاب السحايا الجرثومي البنسلين، والأمبيسلين، والكلورامفنيكول. ويتماثل معظم المرضى للشفاء من الالتهاب السحائي خلال عدة أسابيع.
بعض أنواع الالتهاب السحائي البكتيري والفيروسي معدية. ويساعد الرفامبسيْن في الحماية من انتشار الالتهاب السحائي الذي تسببه النيسرية السحائية والمستدمية النزلية، النوع ب. يصف الأطباء عادة هذا المضاد الحيوي للأشخاص المتصلين بالمريض. كما تحمي اللقاحات من حدوث أنواع معينة من الالتهاب السحائي البكتيري. وليست هناك وسيلة فعالة للوقاية من الالتهاب السحائي الفيروسى



التهاب الدماغ مرض يشكو مصابوه من ارتفاع قليل في درجة الحرارة ومن صداع يستمر عدة أيام. يمكن أن يسبب التهاب الدماغ الارتجاجات والغيبوبة، وقد يسبب الموت. وهناك عدة أنواع لالتهابات الدماغ، يتسبب في معظمها التلويث بالفيروسات والبكتيريا والمواد الكيميائية الضارة والطفيليات الدقيقة المختلفة.
ومن أعراض هذا المرض النعاس والحمى والصداع. وضعف العضلات. وقد يسبب المرض حركات تشنجية وتشويشاً ذهنيًّا، وشللاً وصعوبة في السمع والبصر والنطق والبلع. وقد يصاب بعض مرضى التهاب الدماغ بعطب دائمٍ في الدماغ، إلا أن ذلك ليس شائع الحدوث. ويعتمد العلاج على سبب المرض.
توجد بعض الفيروسات المسببة لمرض التهاب الدماغ في دم بعض أنواع الحيوانات بما في ذلك الطيور والخيول. وتنتقل إلى جسم الإنسان عن طريق لدغة الناموس الذي سبق أن لدغ حيواناً مصاباً.
وفي بعض الحالات، تهاجم الفيروسات المسببة لبعض الأمراض، كالحصبة والنكاف، الدماغ وتسبب مرض التهاب الدماغ. يمكن أن يحدث هذا المرض أيضاً بسبب مضاعفات ناتجة عن التحصين. وتظهر أعراض عدة أنواع من التهاب الدماغ بعد شهور، أو سنين من دخول الفيروس المصاب جسم الإنسان. وتعرف هذه الفيروسات باسم الفيروسات البطيئة.
والفيروسات التي تسبب مرض التهاب الدماغ في الإنسان، يمكن أن تسبب أمراضاً متصلة بهذا المرض لدى الحيوانات أيضًا. ففي عام 1971م، انتشر مرض الدماغ والنخاع الخيلي الفنزويلي، وهو التهاب في الدماغ والنخاع الشوكي، وأدى إلى موت مئات الخيول في الولايات المتحدة الأمريكية.
يتصل مرض التهاب الدماغ اتصالاً قوياً بمرض الالتهاب السحائي، وهو التهاب الغشاء الذي يكسو الدماغ والنخاع الشوكي.. ويسمى المرض الذي يصيب كلاً من الدماغ والغشاء الذي يلفه باسم التهاب السحايا والدماغ.