Search - للبحث فى مقالات الموقع

Saturday, October 2, 2010

هنري ماتيس عاش - 31 ديسمبر 1869-1954 م

(Henri Matisse)
هنري ماتيس
Henri Matisse

هنري ماتيس، تصوير كارل ڤان ڤشتن, 1933.


هنري ماتيس، لوحة شخصية (پورتريه) ذاتية

هنري ماتيس عاش (31 ديسمبر 1869-1954 م) هو رسّام فرنسي. من كبار أساتذة المدرسة الوحوشية، تفوق في أعماله على أقرانه، استعمل تدريجات واسعة من الألوان المنتظمة، في رسوماته الإهليجية (كانت تُعْنى بالشكل العام للمواضيع، مهملة التفاصيل الدقيقة)، يعتبر من أبرز الفنانين التشكيليين في القرن العشرين.

تتضمن أعماله لوحات تصويرية، منقوشات، منحوتات، زجاجيات (كنيسة الدومينيكان في فينشي، 1950). تَعْرِض العديد من متاحف العالم أعماله، وخصص اثنان منها له -في فرنسا-: أحدهما في نيس والآخر في كاتو . كان زعيما لأول حركة فنية ظهرت في مطلع القرن العشرين وهي المدرسة الوحشية التي لم تدم طويلا.

النشأة

في قرية كاتو كامبيسس يشمال شرق فرنسا ولد ماتيس في ديسمبر 1869 ، والذي لم يبد أي نبوغ مبكر ولم يطمح يوما أن يكون رساما وقد عاش تحت سلطة قاسية هي سلطة الأب وقرر والده تاجر الحبوب تدريبه ليحل محله في المستقبل وإلتحق بمدرسة ابتدائية في مدينةسان كوانتان كما أنه درس القانون لمدة عامين في باريس ورغب أن يكون صيدليا









الحياة الفنية

عمل ماتيس مساعد محامي وفجأة بدأ يتحسس موهبته حيث ترك كل اهتماماته واتجه إلى أن ينحو نهجا واحدا هو درب الفن. لاحظ أستاذه موهبته حينما تقدم لدراسة الرسم في أكاديمية جوليان فقد تأثر ماتيس بأعمال الفنانين الإنطباعيين هناك وبهرته ألوان قوس قزح وسعى للوصول إلى لون خالص في لوحاته فقد ظهر ذلك جليا في لوحته (مائدة الطعام) التي رسمها في العام 1897 بالألوان الزيتية أثار غضب لتبنيه الفن الإنطباعي في فن الرسم الرمزي بيد أن ذلك لم يؤثر على علاقاتهما وكان گوستاڤ مورو أول من دافع عن ماتيس ضد منتقديه وتزوج في العام 1898.

سافر إلى لندن بصحبة زوجته وإبنته لمشاهدة لوحات الرسام الإنجليزي جوزيف تيريز ثم عاد للعيش في جزيزة كورسيكا لتؤثر فيه المناظر الطبيعية الآخاذة للجزيرة. ومن زيادة حبه للجنوب الفرنسي رسم عددا من المشاهد الطبيعية لكن السنوات اللاحقة كانت صعبة عليه من الوجهة المالية، واستغرق في الرسم وعملت زوجته لدى صانع قبعات. وراودته العودة إلى معهد الفنون الجميلة ولكن قوبل بالإعتراض من أستاذ الرسم لأنه تجاوز سن الثلاثين من العمر.

الوحوشية

هنري ماتيس، الرقصة (النسخة الثانية), 1909 متحف هرميتاج،سانت بطرسبورگ، روسيا

اعتبر ماتيس زعيما للحركة عندما اطلق اسم الوحوش علي جماعته وانهالت عليه الدعوات من المعجبين في أمريكا والسويد والنرويج لينشئ مراكز لأسلوب الدراسة الوحشية لذلك كان لتعليمه أثر في مسار التصوير الحديث







Tombstone of Henri Matisse and his wife Noellie, cemetery of the Monastère Notre Dame de Cimiez, Cimiez, France
















أسلوبه الفني

الرسام والموديل، زيت على كانفاس، 1917, متحف الفن الحديث،باريس
سلسلة الظـَهر، برونز، من اليسار إلى اليمين: The Back I, 1908-09, The Back II, 1913, The Back III 1916, The Back IV,ح. 1931, كلهم في متحف الفن المعاصر، مدينة نيويورك

سعى ماتيس للوصول للون الخالص في القدرة التعبيرية وعرض صحبة ديران وفلامنيك وماركيه حيث قدموا لوحاتهم في صالة في خريف عام 1905 ، والتي أاثارت زوبعة تدرج لها مما وصفوه بالمتوحشين فكان اللون هو العتصر الأساسي في أعمالهم. استمد ماتيس إلهامه من المناظر الطبيعية المحيطة وبصورة مغايرة تمام أعطى الضوء اللامع لألوانه شفافية في عملية توزيع جديد للألوان ففي لوحة ضفاف الجدول التي رسمت بالزيت في العام 1907 يتراءى التدرج اللوني من البنفسجي والأزرق والأخضر والبرتقالي وتتضح خطوط الجدول ومساره محور الصورة حيث يتحول المشهد الطبيعي إلى التجريد ولقد تباين الأسلوب لدى ماتيس فنجده تارة يتبني الواقعية والأشكال الزخرفية وتارة يقوم برسم تجريدي أو يرسم بدقة متناهية لإعطاء واقعية معينة وقد عبر ماتيس عن المرحلة بقوله: (إني عاجز عن صنع نسخة وضيعة للطبيعة بدلا من ذلك أشعر بأني مجبر على تفسير الطبيعة ومواءمتها مع روح اللوحة وعندما أضع الألوان سوية يجب أن تتوحد في تناغم لوني حي كقطعة الموسيقى أو لحن موسيقي إن موديلاتي هم أشخاص ينبضون بالحياة ويشكلون الموضوع الرئيسي.

ويقول ماتيس (إن كا ما يهمني قبل كل شيء آخر هو التعبير أراد الفنان أن يعبر عن عالمه الخاص والمهم دائما هو التعبير عن الإحسحاس الذي تولده الألوان في الشعور الذي توقظه والعلاقات التي تنشأ بين الأشياء).

رسم ماتيس عددا من اللوحات من المناظر الداخلية مثل طبيعة جامدة على طاولة زرقاء ستارة. فتضمنت هذه الأعمال كثيرا من التناقض الداخل والخارج والمشع والمظلم والطبيعة الجامدة والمنظر الطبيعي والخطوط المستقيمة والخطوط المثنية فتمكن ماتيس من تقديم عتاصر تصويرية كثيرة وبذلك حقق لتوازن المطلق بين الخط واللون وكذلك ستعمل تدرجات لونية قليلة للأصفر والأحمر والأزرق والأخضر وقد قال أن كثرة الألوان تفقد قوة اللون. وبإمكان اللون تحقيق القوة التعبيرية إذا كان التدرج منتظما ومنتاسقا وتتماثل شدته مع الإحساس لدى الفنان. وحقق شهرة كبيرة وحظيت أعماله الفنية بإهتمام وجعل الناس يتهافتون على اقتناء وشراء لوحاته.

وبعد إندلاع الحرب العالمية الأولى تميزت أعماله إلى الميل نحو التبسيط فقد اختصر الأشكال إلى مربعات ومستطيلات ودوائر وكأنها تعبر عن تبدد الطاقات فاستنزفتها الحرب ودخلت العتمة والإنكسار لتعكس وجه الحربالفتاكة واستمر هذا التنسيق حتى العام 1916 وعاد ماتيس إلى باريس واستقر محترفا في حي سان ميشان. واستمر اللون الأسود ماثلا ومسيطرا في لوحاته تظهر بألوان داكنة أكثر من ظلال سوداء وخير مثال لوحته النافذة التي رسمت في تلك الفترة.

كانت آخر لوحة رسمها ماتيس هي لوحة الوردة بناء على طلب نلسون روكفللر لتزين كنيسة السيدة روكفللر وقد عكست هذه اللوحة درجة الإرهاق الذي أنهك ماتيس حتى وفاته في نوفمبر 1954 إثر نوبة قلبية. لكنه ترك زخما لونيا وقيما تعبيرية أثرت على الحركة الفنية حتى المعاصرة منها وظلت بالحياة تنبض حتى بعد رحيله وتمنح الحب والفرح.[1]

ماتيس في المغرب العربي

نافذة فندق ڤيلا دي فرانس، بطنجة، كما رسمها هنري ماتيس

كان هنري ماتيس يفضل قضاء أوقات طويلة في طنجة، وكان دائم التردد على الغرفة 35 من فندق ڤيلا دي فرانس، المعلمة السياحية والتاريخية آنذاك، ومنها رسم الكثير من لوحاته التي أرخت له ولطنجة. من خلال الغرفة 35 كان ماتيس يطل على طنجة كلها، ونافذته كانت في حد ذاتها لوحة، وإطلالة واحدة عبرها كانت توحي له بعشرات اللوحات، وهو لم يكن ينقصه الحافز لكي يحول باستمرار فضاء طنجة إلى ألوان.

جاء ماتيس إلى طنجة في مناسبتين معروفتين، وبعد ذلك تكررت هذه المناسبات. أول مرة جاء فيها هذا الرسام الفرنسي إلى المدينة كانت وعمره يقارب الخمسين بقليل، أي سنة 1912، حيث وصلها في شتاء 1912، وقضى بها وقتا قصيرا، لكنه لم يغب طويلا، وعاد إليها هذه المرة سنة واحدة بعد ذلك، وبالضبط في فبراير 1913، وخلالها اكتشف المدينة بكل تفاصيلها.

كان ماتيس دائم العشق للغرفة 35 لأنها عينه التي يرصد بها سكون المدينة الحالمة. كان يطل مباشرة على خليج طنجة الممتد في زرقته وبهائه في وقت لم يكن عدد السكان يزيدون عن الخمسين ألفا. وكان يرصد تفاصيل المدينة العتيقة والأسوار البرتغالية وخلف ذلك جبالأوربا التي تبدو قريبة جدا وعلى مرمى حجر. لعبت لوحات ماتيس وقتها دورا كبيرا في دفع طنجة إلى واجهة الشهرة العالمية، وبفضل تلك اللوحات التي غزت دور العرض العالمية وكان عددها يفوق الستين لوحة، صارت طنجة محجا لمزيد من الفنانين والمثقفين والزوار من كل الأصناف، وبينهم رسامون كثيرون أيضا. [2]

آخر العمر

في 1939 انفصل ماتيس عن زوجته بعد زواج دام 41 عام. وفي [1941] أجرى ماتيس جراحة استئصال القولون، بعد إصابتهبسرطان القولون وبعدها أصبح يتنقل على كرسي متحرك. كان يقوم على رعايته إمرأة روسية، Lydia Delektorskaya، كانت إحدى موديلاته في السابق. بمعاونة مجموعة من المساعدين قدم ماتيس مجموعة أعمال كولاج، gouaches découpés. وكانت سلسلة لوحاته العارية الزرقاء من أشهر الأمثلة على هذه التقنية.

في 1947 نشر كتابه جاز، وكانت طبعات محدودة تحتوي على لوحات مطبوعة ملونة بتقنية الكولاج، مرفقة بأفكار. في الأربعينيات عمل أيضا كفنان جرافيكي وقام بإنتاج مجموعة رسومات توضيحية بالأبيض والأسود لعدد من الكتب وأكثر من 100 lithographs في أستديوهات مورلوت في باريس.

صدم ماتيس، عندما سمع أنباء عن سجن وتعذيب ابنته مارگريت ، والتي كان لها نشاطات في أعمال المقاومة الفرنسية خلال الحرب، في معسكر Ravensbrück concentration camp.[3]

Tombstone of Henri Matisse and his wife Noellie, cemetery of the Monastère Notre Dame de Cimiez, Cimiez, France

في 1951 انتهى ماتيس من مشروع استغرق أربع سنوات لعمل تصميم المدخل، النوافذ الزجاجية والديكورات في كنيسة ڤونس. كانت هذا المشروع نتاج صداقة قوية بين ماتيس والأخت جاك ماري. كانت ماري ممرضة وموديل لماتيس، قبل أن تصبح راهبة، وتقابلا مرة أخرى في ڤونس، وبدأت التعاون بينهما، رويت القصة في كتابها 1992 بعنوان: "هنري مايس: كنيسة ڤونس" ووثيقة 2003: "موديل ماتيس".[4]

توفي ماتيس بعد إصابته بنوبة قلبية في سن 84 عام 1954. دفن في مقبرة Monastère Notre Dame de Cimie، بالقرب من نيس. تم افتتاح متحف يضم أعمال هنري ماتيس في 1952، أي قبل وفاته بوقت قصير، وتعتبر مجموعة أعمال ماتيس ثالث أكبر مجموعة في فرنسا.

معرض صور



لوحاته في المغرب

القواطع

قائمة جزئية لأعماله

كتب ماتيس

المصادر

  1. ^ Nan Robertson. "Modern Museum is Startled by Matisse Picture" New York Times, 5 December 1961.