Search - للبحث فى مقالات الموقع

Thursday, October 21, 2010

ثيودوسيوس الثاني -401 - 450


) كان إمبراطوراً بيزنطياً. كان الابن الأكبر ليدوكسيا وآركاديوس. أصبح إمبراطوراً للإمبراطورية الرومانية الشرقية عندما كان عمره 7 سنوات. تأثر بأخته بولكاريا الأكبر منه سناً، والتي دفعته إلى المسيحية الأرثوذكسية. خلف اركاديوس ابنه توادوسيوس الثاني ويوصف بالصغير تمييزاً له عن جده توادوسيوس الموصوف بالكبير ولم يكن حينئذٍ له من العمر إلا ثماني سنين وكان انتيمس رئيس حرسه وأحكم أهل عصره يدبر الملك وكان لتوادوسيوس أربع أخوات فلاشلا وبولخاريا واركاديا ومارينا وأثر بلوشاريا على اخواتها فسماها اغوسطا أي سلطانة إذ لم يكن لها من العمر إلا 15 سنة وقد نذرت أن تتبتل لله وبعثت أخواتها على أن يقتدين بها واتحفت كنيسة القسطنطينية بمائدة للمذبح من ذهب ورصعتها بالدرر الثمينة ودربت أخاها وأخواتها في طريق الفضيلة والتقى حتى كان قصرهم يظن ديراً وكان توادوسيوس جلوداً على العمل يكثر من الصوم ولاسيما يومي الأربعاء والجمعة ويحفظ الأسفار المقدسة عن ظهر قلبه ولم يضرر بأحد بل لم يره احد مغضباً وسأله أحد أعوانه يوماً لِمَ لم يقتل أحداً ممن جنوا عليه فقال ليتني أستطيع أن أبعث الموتى وكان يجلى الكهنة وأبطل صراع الرجال والضواري وعود الشعب مشاهد انيسة وقد تزوج وعمره عشرون سنة باتنيدا ابنه لاونس الفيلسوف اختارتها له أخته بولخاريا وكانت جميلة عالمة عمدها اتيكس بطريرك القسطنطينية وسماها اودكسية وحارب الفرس سنة 324 فانتصر عليهم بعون الله وأخذ منهم سبعة آلاف أسير فباع اكاشيوس أسقف أمد آنية كنائسه وعالهم وافتداهم وزودهم بثمنها فدهش بذلك ملك الفرس إذ رأى الرومانيين يقهرون عدوهم بالحرب والإحسان إليه (طالع ما رواه سقراط مسهباً الكلام في توادوسيوس وفضائله في ك7 فصل 18 إلى فصل 23 وسوزومانوس ك9 ف1) وسن توادوسيوس شرائع نهى بها عن استخدام الوثنيين في الجندية والمناصب الملكية (شريعة 21 من شرائعه) وأمر بنفيهم وأخذ أملاكهم إذا تجاهروا بتقمة الضحايا لأصنامهم (شريعة22) ومنه اليهود من بناء مجامع حديثة (شريعة 27) وفرض مثل هذه الشرائع على أشياع المبتدعين (شريعة 59و 60و 61) وعنى بالتئام الممع الافسسي لمقاومة نسطور المبتدع وحظر تلاوة كتبه وأمر بنفيه وأجهد نفسه في تقدم العلم وقرب إليه العلماء وأكرم المعلمين ونهى عن حضور الملاعب والملاهي أيام الآحاد وأعياد ميلاد المخلص واعتماده وآلامه وفصحه وقيامته وحلول روحه وأعياد الرسل قائلاً للتعبد وقت وللهو وقت (شريعة5) وأمر بعصمة الكنائس ونهى عن أن يدخلها أحد بسلاح (شريعة 24 في من يلجأون إلى الكنائس) وجمع مشاهير الفقاء فوضعوا مجموعة الشرائع المنسوبة إليه سنة 435 وأذاعها سنة 438 وهي أول مجموعة للقوانين وقد هذبها ونقحها يوستنيانس كما سيجيء وكان كثير الإجلال لذخائر القديسين فقد أمر بنقل رفات القديس يوحنا فم الذهب إلى القسطنطينية وقبل عينيه وجبهته وجثا خاشعاً لله أن يغفر بشفاعته لوالديه اللذين أساءا إليه (توادوريطوس ك5 من تاريخه فصل 36) ونقل أيضاً رفات الأربعين شهيداً (الذين نالوا إكليل الشهادة في سبسطية في أيام ليشينس) إلى كنيسة القديس نرسس الشهيد في ضواحي القسطنطينية باحتفاء وإجلال بعناية بولخاريا وبروكلس بطريرك القسطنطينية روى ذلك سوزومانوس (ك9 من تاريخه فصل2) مفصلاً خبر وجد أن هذه الذخائر ونقلها أنه كان شاهداً عيانياً وشهد حفلة نقلها.[1] وروى نيكوفورس (ك14 فصل44) أنه في أيام هذا الملك نقلت رفات القديس اغناطيوس بطريرك أنطاكية من رومة إلى القسطنطينية ثم سمح الملك بنقلها إلى أنطاكية بحفلة كبرى. وروى كثيرون منهم فوتيوس في المكتبة (ك253) وسنكساري الروم في 4 من آب و22 من تشرين الأول أنه وجد في أيام توادوسيوس الشهداء السبعة الذين كان الوثنيون في أيام داكيوس قد سدوا عليهم في مغارة ووثقوا أبوابها واستمروا فيها راقدين نحواً من قرنين وأنهم هبوا من رقادهم في أيام توادوسيوس على أن بارونيوس إمام المؤرخين (في حواشيه على السنكسار الروماني في 22 تموز) وغيره أنكروا صحة رقادهم وهبوبهم منه بعد هذا الزمان المستطيل وأيدوا إنكارهم بحجج قاطعة منها أن من كتبوا ترجمة هذا الملك لم يذكروا هذا الحدث العجيب ولو كان صحيحاً لما غفلوا عنه وكذا لم يأت ذكره في المجمعين الافسسي والخلكيدوني وقد تصدى السمعاني (في المكتبة الشرقية مجلد1 صفحة 335 إلى 338) لرد حجج بارونيوس في إنكاره قيامتهم من الموت والحق أقول إني لم أرَ ذاك الرد كافياً لتخطئة بارونيوس فالأظهر أن يقال أن رفاتهم وجد في أيام هذا الملك كما وجد رفات الأربعين شهيداً ولم تكن جثتهم بالية فشاع على السنة الناس أنهم استمروا أحياء كأنهم راقدون رقاداً وكان توادوسيوس يغالي في احترام الدين والكهنة فقد روى توادوريطس (ك5 من تاريخه فصل36) أنه أتاه راهب يسأله حاجة وألحّ في سؤاله مرات فلم يجبه الملك إليه فحرمه الراهب وقلق الملك ولم يشأ أن يذوق طعاماً قبل أن يحل وأرسل إلى البطريرك يسأله أن يأمر الراهب بحله من وثاق الحرم فأجابه أنه لا يطلق لكل اكليريكي أن يطعن بالحرم وما عليه أن يعبأ بذلك فلم ينفك عن تشبثه حتى عاد الراهب فحله وكان سهل التصديق لما يقال له وروى المؤرخون عنه أموراً من هذا القبيل تكاد لا تصدق وقد أضرت سهولة تصديقه ببعض مهام الكنيسة وكان زلزال في القسطنطينية في أيامه فخرج يصحبه البطريرك والكهنة والشعب يبتهل لله في خارج المدينة ورفعت الملائكة طفلاً في الجو وسمعهم يترنمون قائلين قدوس الله قدوس القوي قدوس الذي لا يموت فأمر بروكلس البطريرك الشعب أن يترنم كذلك فزال الزلزال روى ذلك نيكوفورس (ك14 من تاريخه ف46) وشدرانس في مختصر تاريخه وقد أدركت الوفاة توادوسيوس في 28 تموز سنة 450 وملك مع أبيه اركاديوس سبع سنين وثلاثة أشهر وبعد وفاة أبيه اثنتين وأربعين سنة وبعض اشهر