الأسد حيوان ضخم من فصيلة السنوريات. تسمى أنثاه لبؤة ويطلق على أطفاله اسم أشبال. أطلق علية ابتداء من القرن الأول الميلادي لقب ملك الغابة، ومن أسماء الأسد في اللغة العربية السبع والليث والهزبر والورد والضرغام وأسامة ويسمى بيته عرين. كان موطن الأسود يشمل عبر التاريخ معظم أوراسيا، من البرتغال إلى الهند، بالإضافة إلى إفريقيا بأكملها.ولكن منذ حوالي 10،000 سنة مضت، إنقرضت الأسود من اوروبة الغربيّة ثم مالبثت أن إنقرضت من باقي اوروبة بحلول القرن الثاني للميلاد، كما إنقرضت الأسود من شمالي إفريقيا والشرق الأوسط في الفترة مابين أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين. تعيش الأن معظم الجمهرات في إفريقيا الوسطى حيث يظهر أن اعدادها تتناقص بإستمرار، فقد اظهرت إحدى البحوث تراجع اعدادها من حوالي 100،000 في أوائل التسعينات من القرن العشرين إلى حوالي 16،000 إلى 30،000 أسد برّي حالياً. بالإضافة إلى ذلك فإن جمهرة الأسود الحالية تواجه خطراً اخر يتمثل في عزلة المجموعات عن بعضها جغرافيّاً، مما يزيد من إحتمال التناسل الداخلي (بين الأقارب) مما يتسبب بمشاكل وراثيّة، وقد أظهرت المؤسسة الكينيّة للحياة البريّة أن المجموعات التي حصل بداخلها تناسل داخلي قد إزداد فيها متوسط عدد الأشبال لكل أنثى، كما تتوقع المؤسسة ازدياد عدد المجموعة بثلاثة اضعاف خلال السنوات العشر المقبلة بسبب إرتفاع نسبة الخصوبة عندها. كانت الأسود الآسيويّة (السلالة الآسيويّة) تنتشر من تركيا إلى الهند عبر إيران ، ومن القوقاز حتى اليمن. أما الأن فإن ما تبقى منها يعيش في غابة "غير" شمال غربي الهند الواقعة في ولاية غوجارات، حيث يعيش 300 أسد في المنطقة المحميّة البالغة مساحتها 1412 كم2. إنقرض أخر الأسود الأوروبيّة في اليونان بحلول العام 100 للميلاد، ومن السلالات المنقرضة الأخرى: سلالة رأس الرجاء الصالح(أسد رأس الرجاء الصالح)، سلالة الكهوف (أسد الكهوف الأوروبي) الذي تعايش مع الإنسان خلال العصر الجليدي الأخير، والسلالة الأميركيّة (الأسد الأميركي) التي تعتبر قريبة لسلالة الكهوف.
اللبدة
يعتقد أن ذكور الأسود الأوائل كانت عديمة اللبدة (الشعر حول العنق)، ويبدو أن الذكور الأوروبيّة و ذكور العالم الجديد إستمرّت عديمة الشعر حتى حوالي 10،000 سنة مضت.يعتقد بأن الذكور ذات اللبدة ظهرت منذ 32000-190000 سنة، ويبدو أن الشكل الجديد ذي اللبدة كان له أفضليّة ما جعلته يوسّع موطنه ويستبدل الشكل الأخر في إفريقيا وغربي أوراسيا.يعتقد العلماء بأن اللبدة قد تطوّرت لدى الأسود بسبب ضغط الإنتقاء الجنسي، حيث اصبحت وحدها الأسود ذات اللبدة هي التي تتناسل وهذا ما جعل اللبدة اليوم لاتخدم غاية سوى هذه تقريباً.كان العلماء يعتقدون سابقاً أن حجم اللبدة وكثافتها ولونها دليل على سلالة الأسود المعيّنة، حيث كان يستند إلى هذا في تعريف بعض السلالات مثل أسد رأس الرجاء الصالح و أسد المغرب، أما الأن فقد أصبح يعرف أن العوامل الخارجيّة (الطقس و درجة الحرارة) تؤثر على حجم و لون اللبدة، فقد ظهر أن الأسود في حدائق الحيوان الأوروبيّة و الأميركيّة تنمو لديها لبدة أكبر و أدكن لوناً مما كان سيحصل في موطنها الأصلي بغض النظر عن سلالتها.
السلوك الاجتماعي
الأسود حيوانات لاحمة تعيش في مجموعات تسمّى زمراً (مفردها زمرة)، وتتألّف الزمرة من الإناث ذوات القربى وأشبالها بالإضافة إلى ذكر أو ذكرين (أخوين في الغالب) والتي تقتضدي مهمتهما بإخصاب الإناث و حماية حوز الزمرة.كان يعتقد أن الإناث هي وحدها التي تقوم بعمليّة الصيد، أما الأن فأصبح يعرف أن الذكور تشارك في الصيد أيضاً، فجميع الذكور العازبة التي لم تسيطر على زمرة خاصة بها تصطاد بوتيرةٍ منتظمة، وحتى الذكور المسيطرة تبقى تشارك في الصيد أحياناً إلا أن نسبة مشاركتها تختلف حسب شكل الأرض التي تقطنها وحسب نوعيّة الطرائد المتوافرة.فيبدو أن الذكور في المناطق الحرجيّة تصطاد لنفسها بشكلٍ أكبر من الذكور القاطنة في السهول المفتوحة، كما يبدو أن الذكور تفضّل الطرائد الكبييرة الحجم كالجواميس بينما تفضّل الإناث الطرائد الأصغر حجماً كحمير الزرد و النّو الموشّح، و بغض النظر عمّن يقتل الطريدة فإن الذكر هو دائماً من يأكل أولاً ثم يليه باقي أفراد الزمرة.يدافع الذكور و الإناث عن الزمرة ضدّ أي خطر خارجي و ضدّ الدخلاء، فيعرف أن الذكور لا تتحمّل وجود أي ذكر غريب في حوزها كما أن الإناث لا تتحمّل وجود أي أنثى غريبة.تطرد الذكور اليافعة من الزمرة عندما تبلغ النضوج الجنسي (أو قد تغادر بنفسها).يعتقد أن السبب الذي يجعل ذكور الأسود عدائيّة جدّاً تجاه غيرها من الذكور و المفترسات الأخرى، كالضباع والكلاب البريّة والفهود، هو إشتباكها بشكلٍ مستمرّ في معارك عنيفة أكثر من غيرها من السنّوريّات الكبيرة. عندما يقوم ذكر جديد (أو تحالف من الذكور) بالإستيلاء على زمرة وإطاحة الذكر المسيطر السابق، فإنهم غالباً ما يقومون بقتل الأشبال المتبقية ويفسّر هذا الأمر بأنّ الإناث لا تكون متقبلة للتزاوج حتى تكبر أشبالها أو تنفق. تبلغ ذكور الأسود النضج الجنسي بحلول عامها الثالث، وتصبح قادرة على الإستيلاء على زمرة خاصة لها بحلول عامها الرابع أو الخامس وتبدأ بالشيوخ عندما تبلغ العام الثامن، مما يترك في هذا الوقت فرصة ضئيلة لأشبالها بالنضوج، لذلك يجب عليها أن تبدأ بالتناسل حينما تسيطر على زمرة خاصة بها. قد تدافع الأنثى عن أشبالها أي أشبال الذكر المهزوم ضدّ الذكور الجديدة لكن قلّما تكون هذه المحاولة ناجحة.
الهجوم على الإنسان
قد يهاجم أسداً جائعاً إنساناً في بعض الأحيان إن مرّ بقربه، لكن بعض الأسود (خاصةً الذكور) يبدو بأنها تعتبر الإنسان فريسةً محتملة لها. من أبرز حالات إفتراس الإنسان لدى الأسود حالة أسود "تسافو" أكلة الإنسان و أسود "مفويّ"، وفي كلتا الحالتين ذكر صيادي هذه الأسود أنها كانت قد إبتدعت مهنة إفتراس الإنسان لفترة طويلة. لوحظ أن حالتيّ أسود "تسافو" و "مفويّ" تتشابه في بعض الجهات، فكلا الأسود في الحالتين كانو أكبر من المعتاد ويفتقدون اللبدة ويعانون من تسوّس الأسنان، وقد شكّ البعض بأن هذه الأسود قد تكون نوعاً جديداً غير معرّف من الأسود أو أنها ذكور كبيرة في السن لا تقوى على صيد فرائس طبيعيّة لها.كما سجلت بعض حالات الهجوم على الإنسان في الأسر.
السّلالات
إن الإختلافات الأساسيّة بين سلالات الأسود تتعلّق بالموطن وشكل اللبدة والحجم ومدى الإنتشار.تقترح الأدلّة الجنائيّة أن جميع سلالات الأسود الحاليّة تحدرت من سلفٍ مشترك منذ حوالي 55،000 سنة، مما يجعل من الممكن تصنيف جميع السلالات القاطنة جنوب الصحراء الكبرى في سلالةٍ واحدة، إلا أن معظم علماء الحيوان اليوم يصنفون سلالات الأسود التالية
- سلالة شمال شرق الكونغو (أسد شمال شرق الكونغو)
- سلالة كاتانغا أو جنوب غرب أفريقيا (أسد كاتانغا أو أسد جنوب غرب أفريقيا)
- السلالة الأوروبيّة (الأسد الأوروبيّ).إنقرض حوالي العام 100 للميلاد بسبب الإضطهاد و الإستغلال المكثّف.كان يقطن بلاد البلقان، شبه الجزيرة الإيطاليّة، جنوب فرنسا، و شبه الجزيرة الإسبانيّة، كانت هذه السلالة تشكل طريدة مميزة للصيادين الرومان و اليونان و المقدونييّن.يظن أحياناً أن هذه السلالة هي نفسها السلالة الآسيويّة.
- السلالة الهنديّة (الأسد الهندي)
- سلالة الكونغو (أسد الكونغو)
- سلالة جنوب إفريقيا (أسد جنوب إفريقيا، أو أسد جنوب شرق إفريقيا)
- سلالة المغرب (أسد المغرب)، إنقرض في البريّة وكان يظن أنه إنقرض في الأسر أيضاً.كانت هذه السلالة أكبر السلالات الحيّة وقد إنتشرت من المغرب إلى مصر، وقد إنقرض أخر الأسود المغربيّة في المغرب في عام 1922 بسبب الصيد المفرط.كان الأباطرة الرومان يحتفظون بالأسود المغربيّة من أجل إستخدامها في حلبات المجالدة و قتلها بالمئات لمتعة الشعب (400 أسد في بعض الأحيان)وقد بلغ هذا الأمر ذروته في عهود سولا، بومبي، و يوليوس قيصر.
- سلالة رأس الرجاء الصالح (أسد رأس الرجاء الصالح).إنقرض في عام 1860 للميلاد.
- سلالة الماساي (أسد الماساي).
- الماروزي (لايعتبر سلالة في بعض الأحيان)، تفرّق هذه السلالة عن غيرها بفرائها الأرقط، يعتقد أنه إنقرض منذ عام 1931 و بأنه كان هجيناً بريّاً بين أسد و نمر.
- سلالة شرق إفريقيا (أسد شرق إفريقيا)
- السلالة الآسيويّة (الأسد الآسيوي أو أسد جنوب آسية).تبقّى حوالي 350 أسداً آسيوياً فقط في محميّة غابة "غير" في الهند.كانت هذه السلالة فيما مضى تنتشر من تركيّا عبر الشرق الأوسط إلى الهند و بنغلاديش، وقد جعل حجم زمرها الكبيرة و عادتها في الخروج في وضح النهار من الممكن صيدها بشكلٍ كبير أكثر من الببور و النمور.
- السلالة الحبشيّة (الأسد الحبشيّ)
- السلالة الصوماليّة (الأسد الصومالي)
- سلالة الكلاهاري (أسد كالاهاري).لوحظت تصرفات مميّزة لهذه السلالة دون غيرها.
بالإضافة إلى هذه السلالات فأن هناك سلالات أخرى منقرضة منذ آلاف السنين:
- السلالة الأميركيّة (الأسد الأميركيّة أو أسد الكهوف الشمال أميركيّ).إنقرض منذ حوالي 35،000 إلى 10،000 سنة مضت.
- سلالة العصر الحديث الأقرب (البليستوسين)، (أسد الكهوف للعصر الحديث الأقرب).إنقرض منذ حوالي 500،000 سنة مضت.
- سلالة سيرلانكا (الأسد السيرلنكي)
- سلالة الكهوف (أسد الكهوف الأوروبي)، إنقرض منذ حوالي 300،000 إلى 10،000 سنة مضت.
- سلالة توسكانة (الأسد التوسكاني أو أسد الكهوف الأوروبي البدائي)، تواجد منذ حوالي 1،6 ميلون سنة مضت.
- سلالة شرق سيبيريا و بيرينجيا (أسد شرق سيبيريا و بيرينجيا)
- سلالة شمال شرق الصين للعصر الحديث الأقرب (أسد شمال شرق الصين)، إنقرض منذ حوالي 350،000 سنة مضت.
الأسود البيضاء
تتواجد الأسود البيضاء في حالةٍ بريّة في منطقة "تيمبافاتي" في جنوب إفريقيا، ويعرف بأن القليل من العامّة يعرفون بوجود أسود بيضاء بسبب ندرتها.يرجع السبب إلى لون هذه الأسود بأنها تمتلك جينة خاصة تسبب لها مهقاً أو بياضاً لفرائها مما يتسبب لها بمشكلة تتعلّق بالصيد، فقد يفضحه لونه للطريدة بعكس الأسود الطبيعيّة التي تتموّه كليّاً مع محيطها.تولد الأسود البيضاء بيضاء بالكامل بدون البقع الورديّة التي تموّه الأشبال ثم يدكن لونها تدريجيّاً حتى يصبح قشديّ أو عاجي اللون (يسمّى بالأشقر في بعض الأحيان).
تهجين الأسود مع فصائل السنوريات الكبيرة
يعرف بأن تهجين الأسود كان يتم منذ فترةٍ طويلة مع فصائل سنوريّات أخرى، وخاصةً الببور، في حدائق الحيوان الخاصة والعموميّة إلا أن هذا الأمر لم يعد مشجعاً اليوم من أجل الحفاظ على السلالات النقيّة، ولكن لايزال بعض أصحاب حدائق الحيوان فس الصين يقومون بهذا الأمر.تتناسل الأسود في العادة مع الببور في الأسر (من السلالتين السيبيريّة و البنغاليّة في الغالب) لتنتج الأسود الببريّة (نتاج أسد ذكر وببرة أنثى)، والببور الأسديّة (نتاج ببر ذكر و لبؤة).كما تم تناسل الأسود مع النمور في الأسر لإنتاج الأسود النمريّة، ومع اليغور(حيوان يشبه النمر يعيش بأمريكا الجنوبية) نوع من السنوريّات لإنتاج الأسود اليغوريّة.يختلف حجم الهجناء عن حجم الوالدين الأصلييّن، فالأسد الببري ينمو ليصبح أضخم حجماً من الأسود و الببور وذلك بسسب إمتلاكه الجينة التي تحث النمو من والده (الأسد) من دون أن يمتلك الجينة الأخرى التي تكبح النمو قليلاً من اللبؤة.كما يتشارك الأسد الببري في صفات كلا والديه فهو يمتلك الخطوط و البقع المميزة لوالدته على فراء أسمر المميز لوالده، و تكون في العادة الذكور من هذا الهجين عقيمة على عكس الإناث.أما الببور الأسديّة فتكون في الغالب صغيرة الحجم و تزن حوالي 150 كلغ (حوالي 20% أقل من الأسود)، و ذلك بسبب أن الببر الذكر لا يحمل الجينة التي تحث النموّ بينما تحمل اللبؤة الجينة التي تكبح النموّ، وكما الأسود الببريّة فهي تتشارك في صفات كلا الوالدين و تكون الذكور فيها عقيمة، وهي أيضاً أقل إنتشاراً من الأسود الببريّة.