Search - للبحث فى مقالات الموقع

Friday, September 10, 2010

مجموعه باراك (سيريت ماكتال) حادثة اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد) الذراع اليمنى لياسرعرفات عام 1988، وصلاح خلف (أبو إياد) أوائل التسعينيات.



مقال جمعه الدكتور اسامه شعلان وكتبه فى

Saturday, July 25, 2009 at 2:20pm

باراك ومجموعه الكاومندوز الاسرائيلى قامت بأغتيال ابوجهاد فى تونس بالتعاون مع المخابراتى التونسى احمد بنور

مجموعه باراك
واسمها (سيريت ماكتال) حادثة اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد) الذراع اليمنى لياسرعرفات عام 1988، وصلاح خلف (أبو إياد) أوائل التسعينيات.
لايمكن لغواصات ومجموعه قتاليه صغيره الدخول لبلد ايا كان والخروج امنه وتجهز عمليتها دون موافقه وتعاون و تغطيه من النظام
الحاكم فى هذا البلد واجهزته
صور من جنازة الشهيد القائد أبو جهاد في دمشق


حقد إسرائيلي دفين

لم تكن الرصاصات السبعون التي اخترقت جسد خليل الوزير أبو جهاد ليلة‏15/16‏ إبريل‏1988‏ في سيدي بوسعيد في تونس هي أول ما أطلقه الإسرائيليون علي خليل الوزير من رصاص, فقد كان صبيا في الثانية عشرة عندما أطلق عليه جندي إسرائيلي الرصاص في الرملة عام‏1948, ‏ عندما حاول خليل تناول ربطة ملابسه قبل أن يصعد إلي الحافلة خلال ترحيله مع أهالي البلدة بعد احتلالها من قبل الإسرائيليين ولكن الرصاصات أصابت فلسطينيا آخر‏,‏ ونجا خليل الوزير من القتل في تلك الحادثة‏.‏

كان يجب أن يتم تنفيذ القرار الإسرائيلي باغتيال أبو جهاد ولم يكن من المسموح به فشل هذه العملية لذلك لم يكلف الإسرائيليون أحد الأشباح بتنفيذها بمسدس مكتوم الصوت‏.‏ فلقد تم تكليف الجنرال إيهود باراك بقيادة عملية الاغتيال‏,‏ أما فريق التنفيذ فكان يتكون من أفراد من سييريت ماتكال‏,‏ وهي وحدة عسكرية معده للقيام بالعمليات الخاصة جدا‏,‏ وتتبع رئيس الأركان مباشرة‏,‏ ولم يكن هؤلاء لوحدهم‏,‏ بل تم حشد مئات الأشخاص من مختلف التخصصات ومن جميع أسلحة الجيش‏,‏ إلي جانب فرق الموساد للقيام بجميع المهمات المتعلقة بالعملية‏.‏ وقد تم تحريك هؤلاء إلى تونس في أسطول مكون من سفن حربية صغيرة عالية التجهيز‏,‏ بالإضافة إلي غطاء جوي مكون من ثماني طائرات‏:‏ أربع ف‏16,‏ واثنتين سمتيتين‏,‏ واثنتين بوينج‏.707‏

لم تكن مهمة الإسرائيليين عملية اغتيال فرد في الظلام‏, ‏ بل كانت حربا شاملة في التخطيط والتنفيذ‏.

فلقد قتلت إسرائيل أبو جهاد سبعين مرة حتى تغتال المستقبل الفلسطيني‏.






دفن القائد الشهيد في الرابع من رمضان 1408للهجرة، الموافق للعشرين من نيسان / إبريل 1988 في دمشق فكان يوماً عربياً مشهوداً، رفرفت فيه روح الانتفاضة وتكرس فيه الشهيد رمزاً خالداً من رموزها، عندما غصت شوارع دمشق وحدها بأكثر من نصف مليون شخص ملأ هديرهم شوارع المدينة العريقة.

شلال من البشر مندفع بعواطفه وطموحاته وحماسته وإرادته الصلبة في المجابهة ورد التحدي.

محطات فى حياه ابو جهاد

في مدينة الرملة الفلسطينية المحتلة عام 1948 ولد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" في 10 تشرين أول عام 1935. ولجأ مع أهله بعد النكبة إلى غزة حيث أكمل دراسته الثانوية.

كرس نفسه للعمل الفلسطيني المسلح ضد العدو الصهيوني انطلاقا من غزة، وانتخب أميناً عاماً لإتحاد الطلبة, وفيها شكل منظمة سرية كانت مسئولة في عام 1955 عن تفجير خزان كبير للمياه قرب قرية بيت حانون.

التحق بجامعة الإسكندرية دون أن يتمكن من إتمام علومه لاضطراره للعمل مدرساً في السعودية (1957) وفي الكويت (1958ـ1963).

خلال وجوده في الكويت تعرف على الشهيد أبو عمار وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وتولى مسؤولية مجلة" فلسطيننا "التي تحولت إلى منبر لاستقطاب المنظمات الفلسطينية التي كانت متناثرة في العالم العربي.

وفي تشرين ثاني 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث تولى مسؤولية أول مكتب لحركة فتح وحصل من السلطات الجزائرية على إذن بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية في الكلية الحربية في الجزائر وعلى إقامة معسكر تدريب للفلسطينيين المقيمين في الجزائر.

أسس مع عدد من المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فترك التدريس ليتفرغ للعمل الوطني.

مكث في الجزائر حتى تاريخ بداية انطلاقة فتح في مطلع عام 1965.

وقد قام أبو جهاد خلال هذه المرحلة بتوطيد العلاقة مع الكثير من حركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا الموجودة على أرض الجزائر.

وأقام كذلك علاقات قوية مع كثير من سفارات الدول العربية والاشتراكية. ثم توجه الوزير إلى سوريا ليشرف على قوات العاصفة هناك ثم إلى الأردن حيث كان مسؤول القطاع الغربي (الأرض المحتلة).

قصه الاغتيال بين الصحافه التونسيه والعالميه


الصحف التونسية "الشروق" و"الحدث" و"الصريح"

كشفت الصحف التونسية "الشروق" و"الحدث" و"الصريح"، عن معلومات و"حقائق" تشير إلى أنّ مساعد وزير الداخلية التونسي السابق أحمد بنور، المقيم حالياً في إحدى العواصم الأوروبية، قام "بدورٍ مشبوه، حيث ساعد الاستخبارات الإسرائيلية على تنفيذ جرائمها ضد القيادات الفلسطينية" في تونس.

وأضافت الصحف أنّ أحمد بنور "له علاقات قوية بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حيث قدّم لها معلومات هامة سهلت تنفيذ الغارة الجوية الإسرائيلية على مقر القيادة الفلسطينية في ضاحية حمام الشط جنوبي تونس العاصمة في الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر العام 1985"، والتي استهدفت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

ولم توضِحْ الصحف طبيعة المعلومات التي قدّمها أحمد بنور، واكتفت بالإشارة نقلاً عن مصادر فلسطينية، إلى أنّ عدداً من عائلات التونسيين والفلسطينيين الذين سقطوا في هذه الغارة "بصدد إعداد ملف لطلب التحقيق في دور هذا المسؤول الأمني التونسي السابق".

وأشارت "الحدث" إلى أنّ نشاط أحمد بنور الذي "جندته الاستخبارات الإسرائيلية إثر اجتماع تمّ في جزيرة قرقنة"، له دور في جريمة اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس.

وتشير الصحف التونسية نقلاً عن مصادر فلسطينية إلى أنّ تعامل بنور مع الصهاينة، تواصل حتى بعد إقالته من منصبه، حيث ما زال لغاية الآن يقوم "بأدوارٍ مشبوهة وخطيرة تهدد الأمن القومي العربي بشكل عام". وهي تؤكد أنه متورط أيضاً في جريمة اغتيال رجل الأمن الفلسطيني عاطف بسيسو.

ولم تستبعدْ مصادر فلسطينية أخرى تورّط أحمد بنور في الأزمة السياسية والديبلوماسية بين فرنسا والكيان الصهيونيّ من جهة، وفرنسا وعددٍ من الدول العربية من جهة ثانية، بعد الزيارة الشهيرة لمؤسّس حركة القوميين العرب والأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جورج حبش، إلى باريس لتلقّي العلاج.

تفاصيل عمليع الاغتيال التى تمت بالتواطىء بين المسئولين التنوسين والاسرائيلين لتسهيل دخول الكماندو الاسرائيلى والارشادعن بيت ابو جهاد لقتله وعدم التعرض لهم

غواصان من وحدة الكوماندو البحرية نزلا في قلب البحر من علي متن سفينة سلاح البحرية الاسرائيلي وابتلعا في مياه ميناء مدينة عنابة الجزائرية. استغرق بقاؤهم في الظلام بضعة دقائق فقط لايجاد سفينة (مون لايت) التي ترسو في رصيف الميناء ووضع عبوة ناسفة في اسفلها. في الظلام سمع صوت انفجار غامض وبدأت سفينة (مون لايت) بالغرق.
كانت هذه الذروة احدي العمليات البعيدة التي ينفذها الجيش الاسرائيلي علي مسافة 2600 كيلو متر من شواطئ دولة اسرائيل. عملية الكوماندو البحري في الجزائر التي تكشف هنا في المرة الاولي حدثت في آذار (مارس) 1985. بعد ذلك بثلاث سنوات في تونس المجاوره تمت تصفية ابو جهاد نائب رئيس م.ت.ف للوهلة الاولي لا تبدو هناك علاقة بين الحادثين. ولكن يتبين انه كان لاسرائيل دافع لاغتيال الشخص رقم 2 في م. ت. ف. قبل اغتياله في تونس قبل ثلاث سنوات، اثر كشف العملية الضخمة التي خطط لتنفيذها في قلب مقر وزارة الدفاع في تل ابيب. العملية في الجزائر كانت جزءاً من مساع لاحباط محاولة ابو جهاد. الان يكشف هنا ايضا ان ابو جهاد قد نجا من ثلاث محاولات اغتيال سابقة لم تنجح هو كان علي دائرة الاستهداف منذ 3 سنوات. جرت متابعة تحركاته وتمت محاولات لقتلة ولكنه نجا مرة تلو الاخري. نصيبه من الحظ انتهي فقط في السادس عشر من نيسان (ابريل) 1988. وفقاً للتقارير الاجنبية نفذ الاغتيال علي يد مقاتلي وحدة هيئة الاركان الخاصة بمشاركة عناصر الكوماندو البحري والتي اعتبرت حتي اليوم احدي العمليات المعقدة والجريئة التي تنسب الي اسرائيل.
بعد اسبوعين سيمر عشرون عاما بالضبط علي اغتيال ابو جهاد في الفيللا الخاصة به في تونس. ولكن الان يمكن سرد الحكاية التي يشارك في فصولها مقاتلون وجواسيس من الجانب الاسرائيلي وكل تسلسل قيادة م.ت.ف من الطرف الاخر حيث بدأت تحدث منذ مطلع الثمانينيات.
قادة م. ت. ف من بينهم رئيس المنظمة ياسر عرفات ونائبه خليل الوزير ابو جهاد اضطروا في عام 1982 لمغادرة قيادتهم في بيروت اثر حصار الجيش الاسرائيلي حول المدينة في حرب لبنان الاولي منتقلين الي مدينة تونس الساحلية عاصمة تونس الدولة.

مون لايت

ابو جهاد الذي جسد في شخصيته الكفاح الوطني الفلسطيني. ولد في عام 1936 في مدينة الرملة. مع احتلال المدينة في حرب التحرير نزح خليل الوزير ابن 18 عاما مع عائلته الي غزة. في الستينيات بعيداً عن الوطن اقام ياسر عرفات منظمة التحرير الفلسطينية. القاعدة السرية الاولي التي اتخذها لنفسه كانت في مدينة الجزائر. وبسبب ذلك حظي بلقب الجزائري .
في الثمانينيات اصبحت مكانة ابو جهاد باعتباره الشخص رقم اثنين بعد عرفات راسخة في المنظمة. هو كان قائد للقوات العسكرية التابعة للمنظمة والعقل المفكر من وراء عدد لا يحصي من العمليات من بينها عملية فندق سافوي في تل ابيب في عام 75 وعملية الساحل في عام 78. عناصر فتح هي التي نفذت هاتين العمليتين من خلال قوارب مطاطية.
بعد ان قدم اتباع ابو جهاد السابقون الي المناطق في اطار اتفاقيات اوسلو قالوا ان قائدهم كان يتحرك في عام 1984 من خلال دافع عميق بتنفيذ عملية مدوية لم يكن لها مثيل حتي ذلك الحين حتي يبرهن لاسرائيل وللعالم ان م.ت.ف لم تخضع وانها تصعد حربها ضد اسرائيل رغم ابعادها عن بيروت. بعض المعلومات المقلقة بدأت ترد الي الاستخبارات الإسرائيلية في عام 1984. الارهاب البحري كان في ذروته. وبدأ الموساد يركز علي جمع المعلومات عما يحدث في سواحل البحر المتوسط. كما ان قسم الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي اهتم جداً باسطول السفن التابع لذراع فتح البحري الذي كان في بؤبؤ عين ابو جهاد.
بعد فترة من الزمن علمت الاستخبارات ان بحرية م.ت.ف قد اشترت سفينتين متوسطتين الحجم واسمهما اتي بيريوس ومون لايت، عندئذ تساءلوا عن سبب شراء هاتين السفينتين. وما ان وصلت معلومات اضافية حتي اشتعلت كل الاضواء الحمراء، يعقوب بيري الذي كان مسؤولا عن قطاع القدس في الشاباك في تلك الفترة حصل علي المعلومة الاكثر اثارة للقلق في ذلك الحين. حيث اكتشف ان عدداً من اتباع فتح الذين خرجوا من المناطق للاردن في ظروف غامضة لم يعودوا الي منازلهم. التقدير بوجود علاقة بين خروج هؤلاء الاشخاص وبين شراء السفينتين تحقق بسرعة كبيرة جداً وتأكد.
خلال فترة من الزمن علم ان ابو جهاد قرر اقامة معسكر تدريب تابع ل م. ت. ف فوق ارض الجزائر لثلاثين شاباً فلسطينيا يكونون رأس الحربة لذراع م. ت. ف البحري وان يكونوا كوماندو بحري. الشبان التقطوا بدقة من لبنان والاردن واماكن اخري في العالم العربي ومن المناطق ايضا. اغلبيتهم كانوا محصنين وطوالاً. هؤلاء الشبان اجتازوا تدريبات مرهقة طوال احد عشر شهراً. خطة ابو جهاد كانت ارسالهم لعملية مساومة في قلب مقر وزارة الدفاع في تل ابيب بواسطة سفينة (اتي بيريوس). احباط عملية الكوماندو البحري الفلسطيني فرض بصورة طبيعية علي سلاح البحرية الاسرائيلي. وهكذا وبعد تخطيط وابحار لمسافة طويلة وبعيدة جداً وصلت وحدة الكوماندو الإسرائيلية الي ميناء عنابة بقيادة نائب الجنرال يوآف جلاند الذي اصبح اليوم قائد المنطقة الجنوبية. جلاند آت من الكوماندو البحري في الاصل. وبعد ابحار طويل وصعب لسفينة البحرية الإسرائيلية تم تفجر سفينة مون لايت بدون اية مصاعب. الصحف في حينه تحدثت عن انفجار غامض ادي الي غرق السفينة في ميناء عنابة الجزائري. اغراق السفينة تسبب في مشاعر ارتياح كبيرة في جهاز الامن وفي ديوان رئيس الوزراء شمعون بيريس.

ثلاثه محاولات فاشلة

ولكن الشعور بالغرور لم يتواصل لمدة طويلة. اتباع م.ت.ف لم يجدوا صعوبة في تخمين من يقف وراء العملية. ووصلت انباء لاسرائيل مفادها ان ابو جهاد يقول ان الذي يضحك هو من يضحك في الاخر. عبارته هذه اشعلت ضوء احمر مرة اخري. وهكذا دخل سلاح البحرية في حالة تأهب عليا وفي نيسان (ابريل) 1985 امر قائد سلاح البحرية بن شوشان بخطوة غير مسبوقة وهي وضع دوريات بحرية لاغلاق شواطئ البحر المتوسط بصورة دائمة. اتباع م. ت. ف الذين قدموا بعد اتفاقية اوسلو قالوا ان ابو جهاد شعر بالرضي لان الاستخبارات الإسرائيلية قد اقتنعت بخداعه واغرقت سفينة مون لايت تحديداً. ابو جهاد قرر مواصلة خطته الاصلية رغم البرهان علي ان اسرائيل قد وصلت حتي الجزائر.
ابو جهاد خطط لتنفيذ عمليته في يوم ذكري سقوط ضحايا جيش الدفاع في عام 1985 حتي يشوش احتفالات عيد الاستقلال. من اجل هذه المهمة تم اختيار 20 متفوقا في التدريبات الطويلة التي جرت في الجزائر كان من المفترض ان يختبئ هؤلاء الشبان داخل حاوية سفينة اتي بيريوس المخفية ومعهم كمية كبيرة من الاسلحة حتي يخرجوا بعد ذلك فوق قوارب مطاطية مشابهة لتلك التي يستخدمها الكوماندو البحري الاسرائيلي. كان من المفترض ان ينزلوا عند شاطئ بات ـ يم قرابة الساعة السادسة صباحا ويستولوا علي باص رقم 43 ليسافروا الي تل ابيب ويدخلوا الي مقر وزارة الدفاع حتي يسيطروا علي ضباط عسكرين كبار وربما يضبطوا وزير الدفاع هناك من اجل اطلاق سراح 150 من اعضاء م. ت. ف في السجون الإسرائيلية والمطالبة بطائرة تنقلهم الي دولة عربية مجاورة.
سفينة اتي بيريوس خرجت من الجزائر في الرابع عشر من نيسان (ابريل) 1985. وبين 20 ـ 21 ايار (مايو) سارت نحو قناة السويس وفجأة خرجت من بين رتل من سفن التجارة وتوجهت فجأة نحو الساحل الاسرائيلي. وعند الساحل كانت سفن البحرية الإسرائيلية تقوم بدورياتها فاكتشفت احداها السفينة وطلبت منها ان تعلم عن هويتها وما ان لم يرد طاقم السفينة حتي بدأت البارجة الإسرائيلية باطلاق النار نحوها وخلال عدة ثوان انفجرت وغرقت في مياه البحر. في نيسان (ابريل) 1985 كانت في البلاد حكومة الوحدة الوطنية برئاسة شمعون بيرس واسحاق شامير بالتبادل. وخلال وجود تلك الحكومة اتخذ قرار بتصفية ابو جهاد بعد اغراق سفينة اتي بيريوس. تم التعامل معه كما تعاملت اسرائيل اليوم مع عماد مغنية حيث اعتبر المنفذ والمحرك الفاعل من وراء عرفات رغم تواجده اغلبية الوقت في تونس.
بعد خطة ابو جهاد لضرب مقر وزارة الدفاع اعتبر هدفاً محدداً للاغتيال. ابو جهاد كان يتنقل في تلك السنوات بين عمان ومنزله في تونس. الموساد وفقاً للمصادر الاجنبية بمساعدة جهات استخبارية اخري اعد ملفاً يصف عادات ونمط حياة الشخصية رقم 2 في م. ت. ف: اين يتواجد في كل يوم ومع من يتحادث. التفاصيل التي تكشف هنا لاول مرة تظهر ان الخطة كانت تصفيته من دون ترك اية بصمات اسرائيلية ربما لأن التنفيذ كان سيتم في دولة تعتبر صديقة جداً لاسرائيل ولم تكن هناك رغبة في تعقيد العلاقات معها. اسرائيل حاولت اغتياله بعد قضية اتي بيريوس ثلاث مرات وقد حالفه الحظ في المرات الثلاث. جمع المعلومات حول ابو جهاد بدأ بعد اغراق اتي بيريوس. ابو جهاد نفذ عمليات كثيرة بلا توقف في تلك الفترة فقد نجح البعض منها. كل عملية كان ينفذها كانت تعزز الحاجة لاغتياله. بعض خطط تصفية ابو جهاد فشلت من قبل ان تنفذ. كانت هناك حالات تبين بعد متابعة طويلة انه يغير خططه في اللحظة الاخيرة ولا يصل الي المكان الذي ينتظرون فيه. محاولات الاغتيال الحقيقية الاولي لابو جهاد نفذت في عهد اسحاق شامير كرئيس للوزراء وعلي ما يبدو بتنفيذ من الموساد. تقديرهم كان ان اختفاؤه عن الساحة سيشكل ضربة قاسية لقدرات م. ت. ف التنفيذية باعتباره العقل المدبر من وراء اغلبية العمليات في تلك السنوات. كان لابو جهاد اعداء كثيرون غير اسرائيل. كان ابو جهاد مكروها في سورية منذ نيسان (ابريل) الفترة التي سقط فيها ابنه ابن العامين من شرفة منزله في دمشق في ظروف غامضة عندما كان في المعتقل السوري. كل محاولة لاغتياله بعد عام 1985 كانت تتم بعد عملية جمع معلومات استخبارية طويلة. مع مرور السنين تراكمت معلومات كثيرة في ملف ابو جهاد وفيها تفاصيل نمط حياته. في احدي الحالات سافر ابو جهاد خلال ايام طويلة في سيارة مفخخه بالقنابل ولكن هذه القنابل لم تنفجر لسبب ما وهناك شك طبعاً انه كان يعرف بالامر حتي بعد الفشل.
في حالة اخري اطلق الرصاص علي مكان يتواجد فيه ابو جهاد. وفي مرة اخري انفجر صاروخ ولكن الهدف لم يتضرر مرة اخري. ابو جهاد كما اسلفنا لقي حتفه في منزله في السادس عشر في نيسان (ابريل) 1988.

باراك كان هناك

اسرائيل لم تتبن المسؤولية ابداً عن تصفية ابو جهاد. وفقاً للمصادر الاجنبية الكثيرة الوحدة الخاصة لهيئة الاركان كلفت في آواخر 1987 للاستعداد للاغتيال. كثيرون ممن لم يعرفوا بمحاولات الاغتيال الفاشلة مالوا لنسبة الاغتيال الي رغبة اسرائيل في الانتقام من القائد الفلسطيني عن اندلاع الانتفاضة الاولي في عام 1978 وخصوصا محاولة تصفية الحساب معه عن عملية باص الامهات بجانب ديمونا في 3 آذار (مارس) 1988 حيث قتل 3 اسرائيليين. ولكن هذا لا يتساوق مع التحضيرات المسبقة الطويلة للعملية والتي سبقت تلك الاحداث بفترة طويلة كعملية ميناء عنابة. وحدة هيئة الاركان كلفت بمهمة الاغتيال في فترة قيادة الجنرال موشيه يعلون لها والذي اصبح بعد حين رئيسا لهيئة الاركان. المستوي السياسي قرر تنفيذ العملية وتحدد منذ ذلك الحين انها ستنفذ علي ارض تونس وبعد عملية جمع معلومات طويلة حول مكان سكنه والذي يتواجد في حي يقطنه الكثيرون من قادة م. ت. ف حيث كان جاره الاقرب محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية اليوم.
الطريق الي تونس كان اقصر من المسافة الي عنابة بـ 600 كيلو متر والبحر كان أهدأ بكثير. 5 سفن صاروخية خرجت للبحر ونائب رئيس هيئة الاركان ايهود باراك كان الضابط الابرز في غرفة القيادة التي تموقعت فوق سفينة قبالة تونس. سفن سلاح البحرية السرية توقفت علي مسافة من الساحل التونسي حتي لا تثير الشبهات او تترك آثارا في الرادارات والطائرات الحربية حلقت عاليا علي مسافة طويلة جاهزة للهجوم ان طلب منها التدخل. العملية بدأت بالنزول الي شاطئ البحر بواسطة قوارب مطاطيه قام بها افراد الكوماندو البحري بقيادة يؤاف جلاند. كان معه فيمن كان يوسي كوركين الذي قتل عندما كان قائداً للقوة البحرية في كارثة حادثة الكوماندو في لبنان 1997 وايرز تسوكرمان الذي خرج من صفوف الجيش بعد حرب لبنان الثانية اثر فشل فرقة المدرعات التي قادها ورام روتبرغ الذي اصبح قائداً للكوماندو البحري والان قائدا لقاعدة حيفا في سلاح البحرية. كان من المفترض ان يكون قائد ومقاتل او من يصل الي البيت متنكرين في زي زوج من العشاق. احدهما كان يمسك برزمة تبدو مثل علبة حلوي اما المقاتل المتنكر في زي امرأة فقد كان يراقب المنطقة. وفقاً للتقارير اقتربت الشابة التي تحمل الخارطة من الحارس عند مدخل الفيللا وكأنها تطلب منه ان يشرح لها كيف تصل الي عنوان محدد وفي ذلك الوقت وجه الشخص الذي يحمل علبة الحلوي بندقية مع كاتم صوت كانت مخفية داخل علبة الي رأس الحارس مباشرة وفجأة سقط الحارس ميتا بعد ان اصابته الرصاصة في جبينه تماما.
تصفية الحارس كانت اشارة الانقضاض علي البيت. خلية اخري قتلت البستاني بينما انقضت مجموعة كبيرة من المقاتلين علي الفيللا بعد ان فجرت الباب بواسطة عتاد فني كانت تحمله معها. حارس اخر لابو جهاد قتل في مصادمة معه في قبو الفيللا.
انتصار الوزير زوجة ابو جهاد حدثت الصحافيين قبل اكثر من 10 سنوات ان ابو جهاد كان في مرحلة الاقتحام يجلس بجانب الطاولة وفجأة دفعها ونهض بسرعة واخرج مسدسه من الخزانة. وتوجه الي غرفة النوم وهي من ورائه. عندها شاهدت اشخاصاً يلبسون اقنعة فدفعها ابو جهاد الي داخل غرفة النوم احدهم اقترب منه واطلق النار عليه من مسافة قريبة فسقط وتوجهت هي اليه وعانقته. احد الاسرائيليين وضع مسدساً علي ظهرها وابعدها نحو الجدار ووجهها موجه الي الجدار حيث كانت واثقة انه سيطلق النار عليها كما قالت. وعندئذ قام شخص آخر باطلاق النار علي ابو جهاد بعد ان تزحزح الاول جانبا ومن ثم جاء ثالث واطلق عليه النار وجاء رابع رغم انه مات من البداية.
بعد ذلك دخل احد الإسرائيليين الي غرفة نومنا واطلق النار. ابننا نضال الذي كان يبلغ من العمر عامين كان نائما في الغرفه هو كان مستيقظا قبل ذلك وسمع اطلاق الرصاص وبدأ يبكي كنت واثقة انه اصيب وفقدت كل احاسيسي وبدأت اصرخ. سمعت صوت امرأة من الاسفل تصرخ عليه عليه ولم افهم ان هذا بالعبرية عندئذ دخل احد ما من الاسرائيليين واطلق النار علي ابوجهاد للمرة الخامس صرخت كفي كفي . حنان ابنتنا استيقظت هي ايضا علي صوت الرصاص وتوجهت الي الجنود الإسرائيليين وسألتهم: من انتم ما الذي يحدث هنا؟ احدهم دفع بها وقال لها اذهبي الي امك .

عملية بلا داع؟

مرحلة الانسحاب من تونس كانت اكثر تعقيداً من الوصول الي الهدف. ذلك لان المنطقة مليئة بعشرات الحراس المسلحين المرافقين لقادة م.ت.ف الموجودين في المنطقة وكان هناك خوف من ان يحاولوا اللحاق بالقوة ومطاردتها. حسب التقارير حرص احد افراد الموساد علي تضليل المسالة عندما اعلم الشرطة المحلية عبر الهاتف بأن الفارين قد شوهدوا يذهبون الي وسط مدينة تونس هذا بينما سارعت القوة الي التوجه الي ساحل البحر لتخلي المكان راحلة عن تونس.
بعد 20 عاماً بقي السؤال حول درجة نجاعة عملية اغتيال ابو جهاد ومنفعتها. من الصعب القول ان تلك العملية اثرت بشيء ما علي مجري التاريخ يقول مصدر امني. هي بالاساس اثارت الهيجان في المناطق واشعلت الانتفاضة . الفلسطينيون اهتموا في عام 1988 بقدرة اسرائيل علي اطلاق اول قمر صناعي الي الفضاء، اكثر من اهتمامهم بعملية اغتيال ابو جهاد التي بدت لهم عملية جبانة ونابعة من فشل جيشها في مواجهة الانتفاضة في المناطق بالوسائل العسكرية.
احمد بنور مساعد وزير الداخلية التونسي سابقاً
رجل النظام التونسى المخابراتى
والسؤال لماذا لا يعيش هذا الرجل فى تونس