Search - للبحث فى مقالات الموقع

Saturday, June 12, 2010

السيد العجوز(لاوزى)فيلسوف صينى



اوزي كان فيلسوفاً صينياً قديماً وشخصية هامة في الطاوية (والتي تسمى أيضاً داوية ). كلمةلاوزي تعني حرفياً "السيد العجوز" وتعتبر عموماً لقب تفخيم. وحسب الموروث الصيني، فقد عاش لاوزي في القرن السادس قبل الميلاد. ويجادل العديد من المؤرخين بأنه في الواقع لاوزي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد، متزامناً مع مدارس الفكر المائة وفترة الدول المتحاربة. ويـُنسب إلى لاوزي فضل كتابة العمل المركزي في الطاوية ، داودِجينگ (ويسمى أيضاً تاو ته تشينگ )، الذي كان يـُعرف ببساطة باسمه هو شخصياً. تايشانگ لاوجون هو لقب للاوزي في الديانة الطاوية،والذي يشير إليه ك"أحد الأنقياء الثلاثة".

سيرته

لاوزي يغادر الصين علىجاموسته.

لو دزه كان أعظم فلاسفة الصين قبل كونفوشيوس ، أكثر حكمة من تنج شي ؛ فقد كان يعرف حكمة الصمت ، وما من شك أنه عمر طويلا وإن لم نكن واثقين من أنه عاش حقا. ويحدثنا المؤرخ الصيني زوماتشين أن لو- دزه عافت نفسه سفالة السياسيين ، ومل عمله في أمانة مكتبة جو الملكية ، فاعتزم أن يغادر الصين ليبحث له عن ملجأ بعيد منعزل في الريف. "فلما أن وصل إلى حدود البلاد قال له الحارس ين شي: إنك إذن تنشد العزلة ، وأنا أرجوك أن تكتب لي كتابا. فكتب له لو- دزه كتابا من جزأين في الدو والدي يشتمل على خمسة آلاف كلمة. ولما أن أتمه اختفى ولم يعلم أحد أين مات". لكن الروايات والاقاصيص ، التي لا تخفى عليها خافية ، تقول أنه عاش سبعة وثمانين عاما. ولم يبق لنا منه الا اسمه وكتابه وقد لا يكون هذا أو ذاك له. فأما لو- دزه ، فوصف معناه "المعلم القديم" وأما أسمه الحقيقي فهو ، كما تقول الرواية، لي أي البرقوقة. والكتاب الذي يعزى إليه مشكوك فيه شكا أثار كثيرا من الجدل العلمي حول أصله ولكن الباحثين جميعا متفقون على أن الدو- ده- جنج- أي "كتاب الطريقة والفضيلة"- هو أهم النصوص الخاصة بالفلسفة الدوية التي يقول العلماء الصينيون انها وجدت قبل لو- دزه بزمن طويل ، والتي كان لها من بعده أنصار من الطراز الاول ، والتي صارت فيما بعد دينا تعتنقه أقلية كبيرة من الصينيين من أيامه إلى وقتنا هذا ، وجملة القول أن مؤلف الدو- ده- جنج مسألة ذات أهمية ثانوية ، وأما الآراء التي احتواها الكتاب فمن أبدع ما كتب في تاريخ الفكر الانساني. ومعنى لفظ الدَّو هو الطريقة: وهي أحيانا طريقة الطبيعة، وأحيانا الطريقة الدوية للحياة الحكيمة. أما المعنى الحرفي لهذا اللفظ فهو الطريق. وهو في الاصل طريقة للتفكير أو للامتناع عن التفكير ، وذلك لأن الدويين يرون أن التفكير أمر عارض سطحي لاغير فيه الا للجدل والمحاجاة ، يضر الحياة اكثر مما ينفعها. اما "الطريقة" فيمكن الوصول اليها بنبذ العقل وجميع مشاغله ، وبالالتجاء إلى حياة العزلة والتقشف والتأمل الهادئ في الطبيعة. وليس العلم في رأي صاحب الكتاب فضيلة ، بل ان السفلة قد زاد عددهم من يوم أن انتشر العلم. وليس العلم هو الحكمة ، ذلك لأنه لا شيء أبعد عن الرجل الحكيم من "صاحب العقل". وشر أنواع الحكومات التي يمكن تصورها حكومة الفلاسفة ؛ ذلك أنهم يقحمون النظريات في كل نظام طبيعي ؛ وأكبر دليل على عجزهم عن العمل هو قدرتهم على إلقاء الخطب والإكثار من الاراء ، وفي ذلك يقول الكتاب: ان المهرة لا يجادلون ؛ وأصحاب الجدل عطل من المهارة. واذا ما نبذنا المعارف نجونا من المتاعب. والحكيم يبقي الناس على الدوام بلا علم ولا شهوة ، واذا وجد من لهم علم منعهم من الاقدام على العمل. وان الاقدمين الذين أظهروا براعتهم في العمل بما في الدو لم يفعلوا ما فعلوه لينيروا عقول الناس بل ليجعلوهم سذجا جهلاء.

طاو تـِ چـِنگ

Laozi, depicted as the Taoist god.

والصعوبة التي يواجهها الحكام انما تنشأ من كثرة ما عند الناس من العلم ، ومن يحاول حكم دولة من الدول بعلمه وحكمته ينكل بها ويفسد شئونها ، أما الذي لا يفعل هذا فهو نعمة لها وبركة. وانما كان صاحب الفكر خطرا على الدولة لأنه لا يفكر الا في الانظمة والقوانين ؛ فهو يرغب في اقامة مجتمع على قواعد هندسية ، ولا يدرك أن أنظمته انما تقضي على ما يتمتع به المجتمع من حرية حيوية ، وما في أجزائه من نشاط وقوة. أما الرجل البسيط الذي يعرف من تجاربه ما في العمل الذي يتصوره ويقوم به بكامل حريته من لذة ، وما ينتجه من ثمرة ، فهو أقل من العالم خطرا على الامة اذا تولى تدبير أمورها ، لأنه لا يحتاج إلى من يدله على أن القانون شديد الخطر عليها ، وأنه قد يضرها أكثر مما ينفعها. فهذا الرجل لا يضع للناس من الانظمة الا أقل قدر مستطاع ، واذا تولى قيادة الامة ابتعد بها عن جميع أفانين الخداع والتعقيد ، وقادها نحو البساطة العادية التي تسير فيها الحياة سيرا حكيما على النهج الطبيعي الحكيم الرتيب الخالي من التفكير ، وحتى الكتابة نفسها يهمل أمرها في هذا النمط من الحكم لأنها أداة غير طبيعية تهدف إلى الشر. فإذا تحررت غرائز الناس الاقتصادية التلقائية التي تحركها شهوة الطعام والحب من القيود التي تفرضها الحكومات دفعت عجلة الحياة في مسيرها البسيط الصحيح. وفي هذه الحال تقل المخترعات التي لا تفيد الا في زيادة ثراء الاغنياء وقوة الاقوياء ؛ وتنمحي الكتب والقوانين والصناعات ولا تبقى الا التجارة القروية. "ان كثرة النواهي والمحرمات في المملكة تزيد من فقر الأهلين. وكلما زاد عدد الأدوات التي تضاعف من كسبهم زاد نظام الدولة والعشيرة اضطرابا ، وكلما زاد ما يجيده الناس من أعمال الختل والحذق زاد عدد ما يلجئون إليه من حيل غريبة وكلما كثرت الشرائع والقوانين كثر عدد اللصوص وقطاع الطرق ؛ ولهذا قال أحد الحكماء: " لن أفعل شيئا ، فيتبدل الناس من تلقاء أنفسهم ، وسأولع بأن أبقى ساكنا فينصلح الناس من تلقاء أنفسهم ، ولن أشغل بالي بأمور الناس فيثرى الناس من تلقاء أنفسهم ؛ ولن أظهر شيئا من المطامع فيصل الناس من تلقاء أنفسهم إلى ما كانوا عليه من سذاجة بدائية.

وسأنظم الدولة الصغيرة القليلة السكان بحيث اذا وجد فيها أفراد للواحد منهم من الكفايات ما لعشرة رجال أو مائة رجل فلن يكون لهؤلاء الافراد عمل ؛ وسأجعل الناس فيها ، وان نظروا إلى الموت على أنه شيء محزن يؤسف له ، لا يخرجون منها (لينجوا بأنفسهم منه) ؛ ومع أن لهم سفنا وعربات فإنهم لا يرون ما يدعوا إلى ركوبها ؛ ومع أن لهم ثيابا منتفخة وأسلحة حادة ، فإنهم لا يجدون ما يدعوا إلى لبس الاولى أو استخدام الثانية ، وسأجعل الناس يعودون إلى استخدام الحبال المعقودة. وسيرون أن طعامهم (الخشن) وملابسهم (البسيطة) جميلة ، ومساكنهم (الحقيرة) أمكنة للراحة ، وأساليبهم العادية المألوفة مصادر للذة والمتعة ، وإذا كانت هناك دولة مجاورة قريبة منا نراها بأعيننا وتصل إلى آذاننا منها نقنقة الدجاج ونباح الكلاب ، فإني لن أجعل للناس وان طال عمرهم صلة بها إلى يوم مماتهم". ترى ما هي هذه الطبيعة التي يرغب لَوْ- دزه ، في أن يتخذها مرشدا له وهاديا؟ ان هذا المعلم القديم يفرق بين الطبيعة والحضارة تفريقا محددا واضح المعالم ، كما فعل روسو من بعده في عباراته الطنانة الرنانة التي يطلق عليها الناس اسم "التفكير الحديث" ؛ فالطبيعة في نظره هي النشاط التلقائي ، وانسياب الحوادث العادية المألوفة ، وهي النظام العظيم الذي تتبعه الفصول وتتبعه السماء ؛ وهي الدو أو الطريقة الممثلة المجسمة في كل مجرى وكل صخرة وكل نجم ؛ وهي قانون الاشياء العادل الذي لا يحفل بالاشخاص ، ولكنه مع ذلك قانون معقول يجب أن يخضع له قانون السلوك اذا اراد الناس أن يعيشوا في حكمة وسلام.

الطاوية

A Taoist dragon with theTaijitu, the symbol representing the Tao

وقانون الاشياء هذا هو الدو أو طريقة الكون كما أن قانون السلوك هو الدو أو طريقة الحياة. ويرى لو دزه ، أن الدوين في واقع الامر دو واحد وأن الحياة في تناغمها الاساسي السليم ليست الا جزءا من تناغم الكون. وفي هذا الدو الكوني تتوحد جميع قوانين الطبيعة وتكون مادة الحقائق كلها التي يقول بها اسبنوزا ؛ وفيه تجد كل الصور الطبيعية على اختلاف أنواعها مكانها الصحيح ، وتجتمع كل المظاهر التي تبدو للعين مختلفة متناقضة ، وهو الحقيقة المطلقة التي تتجمع فيها كل الخصائص والمعضلات لتتكون منها وحدة هيجل الشاملة". ويقول لو إن طبيعة قد جعلت حياة الناس في الايام الخالية بسيطة آمنة ، فكان العالم كله هنيئا سعيدا. ثم حصل الناس "المعرفة" فعقدوا الحياة بالمخترعات وخسروا كل طهارتهم الذهنية والخلقية ، وانتقلوا من الحقول إلى المدن ، وشرعوا يؤلفون الكتب ، فنشأ من ذلك كل ما أصاب الناس من شقاء ، وجرت من أجل ذلك دموع الفلاسفة. فالعاقل اذن من يبتعد عن هذا التعقيد الحضري وهذا التيه المفسد الموهن تيه القوانين والحضارة ، ويختفي بين أحضان الطبيعة ، بعيدا عن المدن والكتب ، والموظفين المرتشين ، والمصلحين المغترين.

وسر الحكمة كلها وسر القناعة الهادئة ، وهي وحدها التي يجد فيها الانسان السعادة الابدية ، هو الطاعة العمياء لقوانين الطبيعة ، ونبذ جميع أساليب الخداع وأفانين العقل ، وقبول جميع أوامر الطبيعة الصادرة من الغرائز ، والشعور في ثقة واطمئنان ، والجري على سنن الطبيعة الصامتة وتقليدها في تواضع. ولعلنا لا نجد في الأدب كله فقرة أكثر انطباقا على العقل والحكمة من الفقرة الآتية: ان كل ما في الطبيعة من أشياء تعمل وهي صامتة ، وهي توجد وليس في حوزتها شيء ، تؤدي واجبها دون أن تكون لها مطالب ، وكل الاشياء على السواء تعمل عملها ثم تراها تسكن وتخمد ، واذا ما ترعرعت وازدهرت عاد كل منها إلى أصله ، وعودة الاشياء إلى أصولها معناها راحتها وأداؤها ما قدر لها أن تؤديه. وعودتها هذه قانون أزلي ، ومعرفة هذا القانون هي الحكمة. والخمود الذي هو نوع من التعطل الفلسفي وامتناع عن التدخل في سير الاشياء الطبيعي وهو ما يمتاز به الحكيم في جميع مناحي الحياة ، فاذا كانت الدولة مضطربة مختلة النظام فخير ما يفعل بها ألا يحاول الانسان اصلاح أمورها ، بل أن يجعل حياته نفسها أداء منظما لواجبه ، واذا ما لاقى الانسان مقاومة فأحكم السبل ألا يكافح أو يقاتل أو يحارب بل أن يتروى في سكون ، وأن يكسب ما يريد أن يكسبه ، اذا كان لا بد من الكسب ، بالخضوع والصبر ؛ ذلك أن المرء ينال من النصر بالسكون أكثر مما يناله بالعمل ، وفي هذا يحدثنا لو- دزه حديثا لا يكاد يختلف في لهجته عن حديث المسيح: "اذا لم تقاتل الناس فان أحدا على ظهر الارض لن يستطيع أن يقاتلك. قابل الاساءة بالإحسان. أنا خير للأخيار ، وخير أيضا لغير الأخيار ؛ وبذلك يصير الناس جميعاأخيارا ؛ وأنا مخلص للمخلصين ، ومخلص أيضا لغير المخلصين وبذلك يصير الناس جميعامخلصين.

وألين الأشياء في العالم تصدم أصلبها وتتغلب عليها. وليس في العالم شيء ألين أو أضعف من الماء ، ولكن لا شيء أقوى من الماء في مغالبة الأشياء الصلبة القوية". وتبلغ هذه الآراء غايتها في الصورة التي يتخيلها "لو" للرجل الحكيم. وقبل أن نرسم للقارئ هذه الصورة نقول أن من أخص خصائص المفكرين الصينيين أنهم لا يتحدثون عن القديسين بل يتحدثون عن الحكماء ، وأنهم لا يتحدثون عن الصلاح بقدر ما يتحدثون عن الحكمة. فليس الرجل المثالي في نظر الصينيين هو التقي العابد ، بل هو صاحب العقل الناضج الهادئ ، الذي يعيش عيشة البساطة والسكون وان كان خليقا بأن يشغل مكانا ساميا في العالم. ذلك أن السكون هو بداية الحكمة ، والحكيم لا يتكلم حتى على الدو والحكمة ، لأن الحكمة لا تنقل الا بالقدوة والتجربة لا بالألفاظ ؛ والذي يعرف الطريقة لا يتحدث عنها ؛ والذي يتحدث عنها لا يعرفها ؛ والذي يعرفها يقفل فاه ويسد أبواب خياشيمه" ، والحكيم شيمته التواضع ، لأن الانسان متى بلغ الخمسين من عمره فقد آن له أن يدرك أن المعرفة شيء نسبي ، وأن الحكمة شيء ضعيف سهل العطب ؛ واذا عرف الحكيم أكثر مما يعرف غيره من الناس حاول أن يخفي ما يعرفه "فهو يحاول أن يقلل من سناه ولألائه ويوائم بين سناه وقتام غيره ؛ وهو يتفق مع السذج أكثر مما يتفق مع العلماء ، ولا يألم من غريزة المعارضة التي هي غريزة طبيعية في الأحداث المبتدئين. وهو لا يعبأ بالثروة أو السلطان ، بل يخضع شهواته إلى الحد الادنى الذي يكاد يتفق مع العقيدة البوذية: "ليس لشيء عندي قيمة ، وأشتهي أن يخضع قلبي خضوعا تاما ، وأن يفرغ حتى لا يبقى فيه شيء قط. يجب أن يبلغ الفراغ أقصى درجاته ، وأن يحاط السكون بقوة لا تمل. ومن كانت هذه صفاته لا يمكن أن يعامل بجفاء أو في غير كلفة. وهو أكبر من أن يتأثر بالمكاسب أو الاذى وبالنبل أو الانحطاط وهو أنبل انسان تحت قبة السماء".

تأثيره

Statue of Laozi in Quanzhou, China

ولسنا نرى حاجة لبيان ما في هذه الآراء من اتفاق مع آراء جان جاك روسو وحسبنا أن نقول ان الرجلين قد صبا في قالب واحد مهما يكن بعد ما بينهما من الزمن ، وان فلسفتهما من نوع الفلسفة التي تظهر وتختفي ثم تعود إلى الظهور في فترات دورية ؛ ذلك بأن الناس في كل جيل يملون ما في حياة المدن من كفاح وقسوة وتعقيد وتسابق ، فيكتبون عن مباهج الحياة الريفية الرتيبة كتابة تستند إلى الخيال أكثر مما تستند إلى العلم بحقائق الامور. وما من شك في أن المرء لا بد له من خبرة سابقة طويلة بحياة المدن اذا شاء أن يكتب شعرا عن الريف "والطبيعة" لفظ طيع سهل على لسان كل باحث في الاخلاق أو الدين ؛ وهو لا يوائم علم دارون ولا أخلاقية نتشة أكثر مما يوائم فلسفة "لو دزه" والمسيح المتعقلة الحلوة. ذلك أن الانسان اذا ما سار على سنن الطبيعة أدى به هذا إلى قتل أعدائه وأكل لحومهم لا إلى ممارسة الفلسفة ، وقلّ أن يكون وضيعا ذليلا ، وأقل من هذا أن يكون هادئا ساكنا. بل ان فلح الارض- وهو العمل الشاق المؤلم- لا يوائم قط ذلك الجنس من الناس الذي اعتاد الصيد والقتل ؛ ولهذا كانت الزراعة من الاعمال "غير الطبيعية" مثلها في هذا كمثل الصناعة سواء بسواء. على أن في هذه الفلسفة رغم هذا كله شيئا من السلوى وراحة البال. وأكبر ظننا أننا نحن أيضا حين تبدأ نيران عواطفنا في الخمود سنرى فيها غير قليل من الحكمة ؛ وسنرى فيها السلم المريح الذي ينبعث من الجبال غير المزدحمة ومن الحقول الرحبة. ان الحياة تتأرجح بين فولتير وروسو ، وبين كونفوشيوس ولو- دزه، وبين سقراط والمسيح. واذا ما استقرت كل فكرة زمنا ما في عقولنا ، ودافعنا عنها دفاعا ليس فيه شئ من البسالة أو من الحكمة ، مللنا نحن أيضا تلك المعركة وتركنا إلى الشباب ما كان قد تجمع لدينا من مثل عليا تناقص عديدها.