Search - للبحث فى مقالات الموقع

Friday, June 11, 2010

أحمد أغا،متسلم القدس طلب من سليمان الحلبى قتل كليبر مقابل رفع الغرامات عن أبيه، تاجر السمن ابدا هو البطل السورى



تعددت الروايات التي دارت حول سليمان الحلبي وحول الهدف الذي كان وراء قتله الجنرال كليبر ، ولا شك أن تلك الروايات التي حاولت تجريد اسم سليمان الحلبي من شرف الاستشهاد في سبيل حرية مصر وأبنائها ، تبقى روايات سعى أصحابها إلى نفي صفة البطولة عن هذا المناضل القومي لأسباب عديدة قد نعرف بعضها ، ولا نعرف بعضها الآخر

ولهذا كان قيام البطل سليمان الحلبي بقتل كليبر عملاً بطولياً ، وواجباً مشروعاً ؛ لنفي الظلم والعدوان عن أرض أمته الممتدة من المحيط إلى الخليج ، ومامصر إلا جزء من الأمة التي ينتمي إليها سليمان الحلبي ، لذا فقد قام بعمل بطولي مجيد واستشهد باذلاً روحه في سبيل هذا الوطن ، ومن هنا فقد جسَّد هذا البطل مفهوم الوطنية بانتمائه إلى الوطن الواحد الكبير ، منطلقاً من معرفة حقيقية بالواقع ، ومعتمداً على الفكر اليقظ الذي يقود إلى الفعل التغييري الذي دفع ثمنه غالياً .

لقد عاين سليمان الحلبي أشكال اليأس والذل ورأى القتل والظلم والفتك بأفراد أمته ، فهداه تفكيره المتأمِّل إلى إيجاد نوع من الخلاص من هذا الواقع المرير ، فلم يجد إلا الإطاحة بقائد الجيوش الفرنسية كليبر تعبيراً عن معاناة لقيها شعب أمته من ذلك العدوان الذي أسفر في تدميره مدينة العلم ( القاهرة ) التي تلقى فيها سليمان تعاليمه في أزهرها الشريف .

سليمان الحلبي ، كان عمره 24 عاماً حينما اغتال الجنرال كليبر - أو ساري عسكر- كما أطلق عليه الجبرتي - قائد الحملة الفرنسية على مصر (1798م-1801م) ولد في الشام ، صنعته كاتب عربي ، سكنته في حلب ، كان قد سكن سابقاً 3 سنوات في مصر و3 سنوات في مكة والمدينة

سليمان الحلبي عربي من حلب وهو من عائلة ونس وهي عائلة حلبية من مدينة حلب حي البياضة ولقبه الحلبي نسبة إلى مدينة حلب وقد ذكر العلامة خير الدين الأسدي نسبه في موسوعة حلب المقارنة حرف السين جملة سليمان الحلبي ويوجد لدى ال ونس شجرة عائلة دققها كثير من النسابين تاكد انتساب هذا البطل إلى عائلة ونس ومدينة حلب وليس عائلة اوس وقرية عفرين كما ذكر بعض الباحثين والمؤرخين

حين رجع الوزير العثماني من مصر بعد هزيمتهم أمام الفرنسيين ودخولهم القاهرة - كان سليمان الحلبي يحج في القدس، في حين كان الوزير في (العريش وغزة) الذي أرسل (أحمد أغا) - أحد أغوات الوزير الذي كان في غزة - إلى القدس ليتسلم

مقدمات إيفاد سليمان الحلبي لقتل كليبر

حين رجع الوزير العثماني من مصر بعد هزيمتهم أمام الفرنسيين ودخولهم القاهرة كان سليمان الحلبي يحج في القدس، في حين كان الوزير في العريش وغزة الذي أرسل أحمد أغا وهو أحد أغوات الوزير الذي كان في غزة إلى القدس ليتسلم منصبه في بيت المتسلم (الوالي).

وحين وصول أحمد أغا، ذهب سليمان الحلبي ليسلم عليه ويشتكي له من أن ابراهيم باشا متسلم (والي ) حلب الذي ظلم أباه (والذي كان يسمى الحاج أمين، والذي كان يعمل بائع سمن) وفرضوا عليه غرامات زائدة - ووقع في عرضه بشأن ذلك وطلب من أن يتوسط لأبيه عند الوالي.

في اليوم الثاني يوم رجع سليمان مرة أخرى عند أحمد أغا، وقال له الأغا، أنه صديق لإبراهيم باشا وأنه لا يقصر في رفع الغرامات عن أبيه، بشرط أن يقتل أمير الجيوش الفرنساوية وذلك لكونه يعرف مصر جيداً لأنه عاش بها سابقاً وأنه غير مشكوك فيه•

في اليوم الثالث والرابع كرر عليه أحمد أغا السؤال، وبعد أن وافق على إتمام المهمة، أرسله إلى (ياسين أغا) في غزة ليعطي له مصروفه• وفي غزة قابل ياسين أغا - ووعده بأن يرفع الغرامات عن أبيه، وأن يجعل نظره عليه في كل ما يلزمه إن استطاع ذلك وأعطاه 40 قرشاً لمصروف السفر وأوصوه أن يسكن جامع الأزهر وألا يخبر أحد عن مهمته.

بعد 10 أيام سافر من غزة في قافلة صابون ودخان، ووصل القاهرة بعد 6 أيام. ذهب إلى الأزهر وأبلغ بعض- المجاورين- الساكنين معه من بلده حلب، أنه حضر من غزة لأجل أن يغازي في سبيل الله بقتل الكفرة الفرنساوية) - المختار من تاريخ الجبرتي

تفاصيل حادث الإغتيال ( السبت 21 محرم 1215هـ - 14 يونيو 1800م)

كان كليبر ومعه كبير المهندسين بالبستان الذي بداره بالأزبكية (والتي كان يتم إصلاحات بها)، تنكر سليمان في هيئة شحاذ أو شخص له حاجة عند كليبر ومد يده ليقبلها، فمد الآخر يده فقبض عليها وطعنه 4 طعنات متوالية، حين حاول كبير المهندسين الدفاع عن كليبر فطعنه أيضاً ولكنه لم يمت وحين إمتلأت الشوارع بالجنود إختبأ في حديقة مجاورة، إلى أن فتشوا عنه وأمسكوا به ومعه الخنجر الذي ارتكب به الحادث والذي يحتفظ به الفرنسيون إلى يومنا هذا بأحد المتاحف الفرنسية.

التحقيق والحكم

حققوا معه ومع من عرف أمره من المجاورين، وأصدر مينو في اليوم نفسه أمراً بتكليف محكمة عسكرية لمحاكمة قتلة كليبر وهذه المحكمة مؤلفة من 9 أعضاء من كبار رجال الجيش وكانت رياسة المحكمة للجنرال رينيه. حكم عليهم حكماً مشدداً بالإعدام إلا واحداً ثبتت براءته، حكم عليه الفرنسيون: (بحرق يده اليمنى وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور) -المختار من تاريخ الجبرتي، (كما كانت العادة في أحكام الإعدام) - ونفذوا ذلك في مكان علني يسمى - تل العقارب بمصر القديمة - على أن يشهد سليمان إعدام رفاقه ممن عرفوا أمره ولم يبلغوا الفرنسيين بالمؤامرة•

حملة شعبية لاستعادة سليمان الحلبي

قام الشعب السوري بجمع التوقيعات الشعبية لإرسالها إلى الحكومة الفرنسية مطالبين بعودة رفات سليمان الحلبي والتي حملتها القوات الفرنسية معها إلى باريس، ورفات سليمان الحلبي معروضة في متحف التاريخ الطبيعي بباريس وقد كتب تحت جمجمته كلمة مجرم.

المصدر

كتاب المختار من تاريخ الجبرتي