هنري ماتيس Henri Matisse | |
هنري ماتيس، تصوير كارل ڤان ڤشتن, 1933. | |
هنري ماتيس عاش (31 ديسمبر 1869-1954 م) هو رسّام فرنسي. من كبار أساتذة المدرسة الوحوشية، تفوق في أعماله على أقرانه، استعمل تدريجات واسعة من الألوان المنتظمة، في رسوماته الإهليجية (كانت تُعْنى بالشكل العام للمواضيع، مهملة التفاصيل الدقيقة)، يعتبر من أبرز الفنانين التشكيليين في القرن العشرين.
تتضمن أعماله لوحات تصويرية، منقوشات، منحوتات، زجاجيات (كنيسة الدومينيكان في فينشي، 1950). تَعْرِض العديد من متاحف العالم أعماله، وخصص اثنان منها له -في فرنسا-: أحدهما في نيس والآخر في كاتو . كان زعيما لأول حركة فنية ظهرت في مطلع القرن العشرين وهي المدرسة الوحشية التي لم تدم طويلا.
النشأة
في قرية كاتو كامبيسس يشمال شرق فرنسا ولد ماتيس في ديسمبر 1869 ، والذي لم يبد أي نبوغ مبكر ولم يطمح يوما أن يكون رساما وقد عاش تحت سلطة قاسية هي سلطة الأب وقرر والده تاجر الحبوب تدريبه ليحل محله في المستقبل وإلتحق بمدرسة ابتدائية في مدينةسان كوانتان كما أنه درس القانون لمدة عامين في باريس ورغب أن يكون صيدليا
الحياة الفنية
عمل ماتيس مساعد محامي وفجأة بدأ يتحسس موهبته حيث ترك كل اهتماماته واتجه إلى أن ينحو نهجا واحدا هو درب الفن. لاحظ أستاذه موهبته حينما تقدم لدراسة الرسم في أكاديمية جوليان فقد تأثر ماتيس بأعمال الفنانين الإنطباعيين هناك وبهرته ألوان قوس قزح وسعى للوصول إلى لون خالص في لوحاته فقد ظهر ذلك جليا في لوحته (مائدة الطعام) التي رسمها في العام 1897 بالألوان الزيتية أثار غضب لتبنيه الفن الإنطباعي في فن الرسم الرمزي بيد أن ذلك لم يؤثر على علاقاتهما وكان گوستاڤ مورو أول من دافع عن ماتيس ضد منتقديه وتزوج في العام 1898.
سافر إلى لندن بصحبة زوجته وإبنته لمشاهدة لوحات الرسام الإنجليزي جوزيف تيريز ثم عاد للعيش في جزيزة كورسيكا لتؤثر فيه المناظر الطبيعية الآخاذة للجزيرة. ومن زيادة حبه للجنوب الفرنسي رسم عددا من المشاهد الطبيعية لكن السنوات اللاحقة كانت صعبة عليه من الوجهة المالية، واستغرق في الرسم وعملت زوجته لدى صانع قبعات. وراودته العودة إلى معهد الفنون الجميلة ولكن قوبل بالإعتراض من أستاذ الرسم لأنه تجاوز سن الثلاثين من العمر.
الوحوشية
اعتبر ماتيس زعيما للحركة عندما اطلق اسم الوحوش علي جماعته وانهالت عليه الدعوات من المعجبين في أمريكا والسويد والنرويج لينشئ مراكز لأسلوب الدراسة الوحشية لذلك كان لتعليمه أثر في مسار التصوير الحديث
أسلوبه الفني
سعى ماتيس للوصول للون الخالص في القدرة التعبيرية وعرض صحبة ديران وفلامنيك وماركيه حيث قدموا لوحاتهم في صالة في خريف عام 1905 ، والتي أاثارت زوبعة تدرج لها مما وصفوه بالمتوحشين فكان اللون هو العتصر الأساسي في أعمالهم. استمد ماتيس إلهامه من المناظر الطبيعية المحيطة وبصورة مغايرة تمام أعطى الضوء اللامع لألوانه شفافية في عملية توزيع جديد للألوان ففي لوحة ضفاف الجدول التي رسمت بالزيت في العام 1907 يتراءى التدرج اللوني من البنفسجي والأزرق والأخضر والبرتقالي وتتضح خطوط الجدول ومساره محور الصورة حيث يتحول المشهد الطبيعي إلى التجريد ولقد تباين الأسلوب لدى ماتيس فنجده تارة يتبني الواقعية والأشكال الزخرفية وتارة يقوم برسم تجريدي أو يرسم بدقة متناهية لإعطاء واقعية معينة وقد عبر ماتيس عن المرحلة بقوله: (إني عاجز عن صنع نسخة وضيعة للطبيعة بدلا من ذلك أشعر بأني مجبر على تفسير الطبيعة ومواءمتها مع روح اللوحة وعندما أضع الألوان سوية يجب أن تتوحد في تناغم لوني حي كقطعة الموسيقى أو لحن موسيقي إن موديلاتي هم أشخاص ينبضون بالحياة ويشكلون الموضوع الرئيسي.
ويقول ماتيس (إن كا ما يهمني قبل كل شيء آخر هو التعبير أراد الفنان أن يعبر عن عالمه الخاص والمهم دائما هو التعبير عن الإحسحاس الذي تولده الألوان في الشعور الذي توقظه والعلاقات التي تنشأ بين الأشياء).
رسم ماتيس عددا من اللوحات من المناظر الداخلية مثل طبيعة جامدة على طاولة زرقاء ستارة. فتضمنت هذه الأعمال كثيرا من التناقض الداخل والخارج والمشع والمظلم والطبيعة الجامدة والمنظر الطبيعي والخطوط المستقيمة والخطوط المثنية فتمكن ماتيس من تقديم عتاصر تصويرية كثيرة وبذلك حقق لتوازن المطلق بين الخط واللون وكذلك ستعمل تدرجات لونية قليلة للأصفر والأحمر والأزرق والأخضر وقد قال أن كثرة الألوان تفقد قوة اللون. وبإمكان اللون تحقيق القوة التعبيرية إذا كان التدرج منتظما ومنتاسقا وتتماثل شدته مع الإحساس لدى الفنان. وحقق شهرة كبيرة وحظيت أعماله الفنية بإهتمام وجعل الناس يتهافتون على اقتناء وشراء لوحاته.
وبعد إندلاع الحرب العالمية الأولى تميزت أعماله إلى الميل نحو التبسيط فقد اختصر الأشكال إلى مربعات ومستطيلات ودوائر وكأنها تعبر عن تبدد الطاقات فاستنزفتها الحرب ودخلت العتمة والإنكسار لتعكس وجه الحربالفتاكة واستمر هذا التنسيق حتى العام 1916 وعاد ماتيس إلى باريس واستقر محترفا في حي سان ميشان. واستمر اللون الأسود ماثلا ومسيطرا في لوحاته تظهر بألوان داكنة أكثر من ظلال سوداء وخير مثال لوحته النافذة التي رسمت في تلك الفترة.
كانت آخر لوحة رسمها ماتيس هي لوحة الوردة بناء على طلب نلسون روكفللر لتزين كنيسة السيدة روكفللر وقد عكست هذه اللوحة درجة الإرهاق الذي أنهك ماتيس حتى وفاته في نوفمبر 1954 إثر نوبة قلبية. لكنه ترك زخما لونيا وقيما تعبيرية أثرت على الحركة الفنية حتى المعاصرة منها وظلت بالحياة تنبض حتى بعد رحيله وتمنح الحب والفرح.[1]
ماتيس في المغرب العربي
كان هنري ماتيس يفضل قضاء أوقات طويلة في طنجة، وكان دائم التردد على الغرفة 35 من فندق ڤيلا دي فرانس، المعلمة السياحية والتاريخية آنذاك، ومنها رسم الكثير من لوحاته التي أرخت له ولطنجة. من خلال الغرفة 35 كان ماتيس يطل على طنجة كلها، ونافذته كانت في حد ذاتها لوحة، وإطلالة واحدة عبرها كانت توحي له بعشرات اللوحات، وهو لم يكن ينقصه الحافز لكي يحول باستمرار فضاء طنجة إلى ألوان.
جاء ماتيس إلى طنجة في مناسبتين معروفتين، وبعد ذلك تكررت هذه المناسبات. أول مرة جاء فيها هذا الرسام الفرنسي إلى المدينة كانت وعمره يقارب الخمسين بقليل، أي سنة 1912، حيث وصلها في شتاء 1912، وقضى بها وقتا قصيرا، لكنه لم يغب طويلا، وعاد إليها هذه المرة سنة واحدة بعد ذلك، وبالضبط في فبراير 1913، وخلالها اكتشف المدينة بكل تفاصيلها.
كان ماتيس دائم العشق للغرفة 35 لأنها عينه التي يرصد بها سكون المدينة الحالمة. كان يطل مباشرة على خليج طنجة الممتد في زرقته وبهائه في وقت لم يكن عدد السكان يزيدون عن الخمسين ألفا. وكان يرصد تفاصيل المدينة العتيقة والأسوار البرتغالية وخلف ذلك جبالأوربا التي تبدو قريبة جدا وعلى مرمى حجر. لعبت لوحات ماتيس وقتها دورا كبيرا في دفع طنجة إلى واجهة الشهرة العالمية، وبفضل تلك اللوحات التي غزت دور العرض العالمية وكان عددها يفوق الستين لوحة، صارت طنجة محجا لمزيد من الفنانين والمثقفين والزوار من كل الأصناف، وبينهم رسامون كثيرون أيضا. [2]
آخر العمر
في 1939 انفصل ماتيس عن زوجته بعد زواج دام 41 عام. وفي [1941] أجرى ماتيس جراحة استئصال القولون، بعد إصابتهبسرطان القولون وبعدها أصبح يتنقل على كرسي متحرك. كان يقوم على رعايته إمرأة روسية، Lydia Delektorskaya، كانت إحدى موديلاته في السابق. بمعاونة مجموعة من المساعدين قدم ماتيس مجموعة أعمال كولاج، gouaches découpés. وكانت سلسلة لوحاته العارية الزرقاء من أشهر الأمثلة على هذه التقنية.
في 1947 نشر كتابه جاز، وكانت طبعات محدودة تحتوي على لوحات مطبوعة ملونة بتقنية الكولاج، مرفقة بأفكار. في الأربعينيات عمل أيضا كفنان جرافيكي وقام بإنتاج مجموعة رسومات توضيحية بالأبيض والأسود لعدد من الكتب وأكثر من 100 lithographs في أستديوهات مورلوت في باريس.
صدم ماتيس، عندما سمع أنباء عن سجن وتعذيب ابنته مارگريت ، والتي كان لها نشاطات في أعمال المقاومة الفرنسية خلال الحرب، في معسكر Ravensbrück concentration camp.[3]
في 1951 انتهى ماتيس من مشروع استغرق أربع سنوات لعمل تصميم المدخل، النوافذ الزجاجية والديكورات في كنيسة ڤونس. كانت هذا المشروع نتاج صداقة قوية بين ماتيس والأخت جاك ماري. كانت ماري ممرضة وموديل لماتيس، قبل أن تصبح راهبة، وتقابلا مرة أخرى في ڤونس، وبدأت التعاون بينهما، رويت القصة في كتابها 1992 بعنوان: "هنري مايس: كنيسة ڤونس" ووثيقة 2003: "موديل ماتيس".[4]
توفي ماتيس بعد إصابته بنوبة قلبية في سن 84 عام 1954. دفن في مقبرة Monastère Notre Dame de Cimie، بالقرب من نيس. تم افتتاح متحف يضم أعمال هنري ماتيس في 1952، أي قبل وفاته بوقت قصير، وتعتبر مجموعة أعمال ماتيس ثالث أكبر مجموعة في فرنسا.
معرض صور
Luxe, Calme et Volupté, 1904، المتحف الوطني للفن الحديث.]] | |||
هنري ماتيس,Landscape at Collioure, 1905, متحف الفن الحديث, مدينة نيويورك | هنري ماتيس, Les toits de Collioure, 1905, oil on canvas, The Hermitage, سانت پطرسبرگ، روسيا | هنري ماتيس, Le bonheur de vivre, 1905-6, Barnes Foundation, Merion, PA | |
هنري ماتيس, البحار الشاب II، 1906, متحف متروپوليتان للفن], مدينة نيويورك | الرقصة (النسخة الثانية),1910 الهرميتاج، سانت بطرسبورگ، روسيا | ||
المعرض الأحمر, 1911, oil on canvas, 162 x 130 cm., The Museum of Modern Art, New York City | المناقشة, ح.1911،الهرميتاج، سانت بطرسبورگ، روسيا | French Window atCollioure, 1914. معهد الفن في شيكاغو | |
لوحاته في المغرب
هنري ماتيس, العارية الزرقاء (هدية بسكرة)، 1907, متحف الفن في بالتيمور | المساعد من الريف, 1912-13, 200 x 160 cm.Barnes Foundation,Merion, PA | زهراء في الردهة, 1912, oil on canvas, 116 x 100 cm., متحف پوشكين للفنون الجميلة، موسكو، روسيا | |
نافذة فندق ڤيلا دي فرانس،بطنجة، كما رسمها هنري ماتيس |
القواطع
The Knife Thrower,1947, from Jazz,print from paper collage | Beasts of the Sea,1950, paper collage on canvas, collection of the National Gallery of Art,Washington, DC. | ||
La Négresse,1952/1953,Lithograph after agouache découpée,Pompidou Centre,Paris | The Sorrows of the King, 1952, گواش on paper and canvas,Pompidou Centre,Paris | The Snail, 1953, گواشon paper, cut and pasted, on white paper, collectionTate Gallery |
قائمة جزئية لأعماله
- Woman Reading (1894), Museum of Modern Art, Paris [1]
- Notre-Dame, une fin d'après-midi (1902), Albright-Knox Art Gallery, Buffalo, New York [2]
- The green line (1905) [3]
- The Open Window (1905) [4]
- Woman with a Hat (1905) [5]
- Les toits de collioure (1905) [6]
- Landscape at Collioure (1905) [7]
- Le bonheur de vivre (1906) [8]
- The Young Sailor II (1906) [9]
- Self-Portrait in a Striped T-shirt (1906) [10]
- Madras Rouge (1907) [11]
- Blue Nude (Souvenir de Biskra) (1907), Baltimore Museum of Art [12]
- The Dessert: Harmony in Red (The Red Room) (1908) [13]
- Bathers with a Turtle (1908), Saint Louis Art Museum, Missouri [14]
- La Danse (1909) [15]
- Still Life with Geraniums (1910) [16]
- L'Atelier Rouge (1911) [17]
- The Conversation (1908–1912) [18]
- Zorah on the Terrace (1912) [19]
- Le Rifain assis (1912) [20]
- Le rideau jaune (the yellow curtain) (1915) [21]
- The Window (1916), Detroit Institute of Arts, Michigan [22]
- La lecon de musique (1917) [23]
- The Painter and His Model (1917) [24]
- Interior A Nice (1920) [25]
- Odalisque with Raised Arms (1923), National Gallery of Art, Washington [26]
- Yellow Odalisque (1926) [27]
- The Dance II (1932), triptych mural (45 ft by 15 ft) in the Barnes Foundation of Philadelphia [28]
- Robe violette et Anemones (1937) [29]
- Woman in a Purple Coat (1937) [30]
- Le Reve de 1940 (the dream of 1940) (1940) [31]
- La Blouse Roumaine (1940) [32]
- Le Lanceur De Couteaux (1943) [33]
- Annelies, White Tulips and Anemones (1944), Honolulu Academy of Arts [34]
- L'Asie (1946) [35]
- Deux fillettes, fond jaune et rouge (1947) [36]
- Jazz (1947) [37]
- The Plum Blossoms (1948) [38]
- Chapelle du Saint-Marie du Rosaire (1948 - 1951) [39]
- Beasts of the Sea (1950) [40]
- The Sorrows of the King (1952) [41]
- Black Leaf on Green Background (1952) [42]
- La Negresse (1952) [43]
- Blue Nudes (1952) [44]
- The Snail (1953) [45]
- Le Bateau (1954) [46] (This gouache created a minor stir because MOMA had mistakenly displayed it upside-down for 47 days in 1961.[1])
كتب ماتيس
- Jazz, 1947
- Matisse on Art, collected by Jack D. Flam, 1973. ISBN 0714815187
المصادر
- ^ Nan Robertson. "Modern Museum is Startled by Matisse Picture" New York Times, 5 December 1961.