Search - للبحث فى مقالات الموقع

Thursday, July 8, 2010

حرب الخليج الثالثة سقوط بغداد


الغزو الأمريكي للعراق ( حرب العراق أو احتلال العراق أو حرب الخليج الثالثة ) بعض من أسماء كثيرة التي استعملت لوصف العمليات العسكرية التي وقعت في العراق عام 2003 والتي ادت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكيةحسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003. من الأسماء الأخرى التي اطلقت على هذا الصراع هي "حرب العراق" و حرب الخليج الثالثة و "عملية تحرير العراق" و اطلق المناهضون لهذا الحرب تسمية "حرب بوش" على هذا الصراع. بدأت عملية غزو العراق في 20 مارس 2003 من قبل ائتلاف بقياده الولايات المتحدة الأمريكية واطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافا كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية بكونه ائتلافا كان صعب التشكيل. شكلت القوات العسكرية الأمريكية و البريطانية نسبة %98 من هذا الأئتلاف.

في 30 يونيو 2009 أكمل الجيش الأمريكي سحب كافة وحداته القتالية إلى خارج العاصمة بغداد ، مع الالتزام بتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقية، وسط مظاهر احتفالية واسعة ومخاوف، في ذات الوقت، مما قد يحمله الانسحاب الأمريكي. [14]

اطلق صدام حسين اسم الحواسم على الحملة العسكرية التي اطاحت بحكمه ، صدام حسين في شوارع بغداد 4 ابريل 2003
العراق
تاريخ العراق
تحرير

تبريرات الحرب حسب الأدارة الأمريكية

تصغيراحتفالات العراق بانسحاب الجيش الأمريكي من البلاد
احتفالات العراق بانسحاب الجيش الأمريكي من البلاد

قدمت الأدارة الأمريكة قبل و اثناء و بعد سقوط بغداد في 9 ابريل 2003 مجموعة من التبريرات لأقناع الشارع الأمريكي و الراي العام العالمي بشرعية الحرب ويمكن تلخيص هذه المبررات بالتالي:

  • استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتصنيع و امتلاك "اسلحة دمار شاملة" وعدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قرارا للامم المتحدة بشان اعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من "اسلحة الدمار الشامل". ومن الجدير بالذكر انه لم يتم لحد هذا اليوم العثور على "اسلحة دمار شامل" في العراق.
  • امتلاك حكومة الرئيس السابق صدام حسين لعلاقات مع تنظيم القاعدة و منظمات "ارهابية" اخرى تشكل خطرا على امن و استقرار العالم.

قبل انتخاب جورج و. بوش كرئيس للولايات المتحدة قام دك تشيني و دونالد رامسفيلد و پول ولفويتس بكتابة مذكرة تحت عنوان "اعادة بناء القدرات الدفاعية للولايات المتحدة" في سبتمبر 2000 اي قبل عام من احداث سبتمبر 2001 و ورد في هذه المذكرة ما معناه انه بالرغم من الخلافات مع نظام صدام حسين والذي يستدعي تواجدا امريكيا في منطقة الخليج العربي الا ان اهمية واسباب التواجد الأمريكي في المنطقة تفوق سبب وجود صدام حسين في السلطة و يمكن قراءة النص الكامل للمذكرة فى [Rebuilding America's Defences Strategies, Forces And Resources For A New Century].

بعد احداث 11 سبتمبر 2001 و النجاح النسبي الذي حققه الغزو الأمريكي لافغانستان تصورت الأدارة الأمريكية ان لها التبريرات العسكرية و الأسناد العالمي الكافيتين لازالة مصادر الخطر على "امن و استقرار العالم" في منطقة الشرق الأوسط واصبح واضحا منذ نهايات عام 2001 ان الأدارة الأمريكية مصممة على الإطاحة بحكومة صدام حسين.

تبريرات الحرب حسب المناهضين للحرب

تعرضت التبريرات التي قدمتها الأدارة الأمريكية إلى انتقادات واسعة النطاق بدءا من الشارع الأمريكى إلى الراي العام العالمي وانتهاءا بصفوف بعض المعارضين لحكم صدام حسين و يمكن تلخيص هذه التبريرات بالتالي:

  • ضمان عدم حصول ازمة وقود في الولايات المتحدة بسيطرتها بصورة غير مباشرة على ثاني اكبر احطياطي للنفط في العالم [2].
  • دعم و استمرار الشعبية التي حضت بها الحزب الجمهوري الأمريكي ابان احداث سبتمبر 2001 بغية استمرار هيمنة الحزب على صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة.
  • تطبيق ما ورد في مذكرة جيني-رامسفيلد-ولفوتز التي كتبت عام 2000 والتي تمهد لدور استراتيجي اكثر فاعلية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

اسلحة الدمار الشامل

وحدة انتاج اسلحة بايلوجية متنقلة زعم كولن باول في مجلس الأمن ان العراق يمتلكها

كان تبرير امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل من اهم التبريرات التي حاولت الأدارة الأمريكية و على لسان وزير خارجيتهاكولن باول ترويجها في الأمم المتحدة و مجلس الأمن. قبل وقوع الحرب صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس ان فريقه لم يعثر على اسلحة نووية و كيمياوية و بايلوجية ولكنه عثر على صواريخ تفوق مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة (150 كم) المرقم 687 في عام 1991 وكان العراق يطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود. وقد وافق صدام حسين و محاولة منه لتفادي الصراع بتدميرها من قبل فريق هانز بليكس [7].

بعد سقوط بغداد قام الرئيس الأمريكي بارسال فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي كتب تقريرا سلمه إلى الرئيس الأمريكي في 3اكتوبر 2003 نص فيه انه " لم يتم العثور لحد الأن على اي اثر لاسلحة دمار شامل عراقية" واضاف ديفد كي في استجواب له امام مجلس الشيوخ الأمريكي ان " بتصوري نحن جعلنا الوضع في العراق اخطر مما كان عليه قبل الحرب *[8], وفي يونيو 2004 وفي سابقة هي نادرة الحدوث ان ينتقد رئيس امريكي سابق رئيسا امريكيا حاليا قال بيل كلنتون في مقابلة له نشر في مجلة تايمز Time Magazine انه كان من الأفضل التريث في بدء الحملة العسكرية لحين اكمال فريق هانز بليكس لمهامه فيالعراق. ولكن جورج و. بوش قال في 2 اغسطس 2004 " حتى لو كنت اعرف قبل الحرب ما اعرفه الأن من عدم وجود اسلحة محظورة في العراق فاني كنت ساقوم بدخول العراق"

في 12 يناير 2005 تم حل فرقة التفتيش الذي شكل من قبل جورج و. بوش بعد فشلهم على العثور على اسلحة محضورة.

العلاقة بين صدام حسين و اسامة بن لادن

وصل الأمر ببعض المسؤولين في الأدارة الأمريكية من استعمالهم إلى هذا التبرير لحد توجيه التهمة إلى صدام حسين بضلوعه في احداث 11 سبتمبر. استندت هذه الأتهامات على مزاعم ان 6 من منفذي احداث 11 سبتمبر ومن ضمنهم محمد عطا قد التقوا عدة مرات مع افراد في المخابرات العراقية في احد الدول الأوروبية وان هناك معسكرا لتنظيم القاعدة في منطقة سلمان باك جنوبالعاصمة بغداد ويعتقد ان وكالة المخابرات الأمريكية استندت في هذه المزاعم على اقوال عراقيين نزحوا إلى الغرب وكانوا منتمين إلى حزب المؤتمر الوطني العراقي المعارض بزعامة أحمد الجلبي. في 29 يوليو 2004 صدر تقرير من هيئة شكلت من قبل مجلس الشيوخ لتقصي حقيقة الأمر نصت فيه انه بعد جهود حثيثة من الهيئة لم يتم التوصل إلى دليل ملموس على ارتباط صدام حسين بتنظيم القاعدة وفي سبتمبر 2005 نفى كولن باول وجود اي علاقة بين الطرفين [9] [10].

ظهر فيما بعد أسماء محددة للمصادر التي زعم ان وكالة المخابرات الأمريكية استعملتها في الجزم بهذه العلاقة ومنها:

  • ابن الشيخ الليبي أحد قياديي القاعدة الذي تم أسره وقام بتقديم معلومات عن ارتباط حكومة العراق مع تنظيم القاعدة إلا أنه تراجع عن اقواله فيما بعد وصرح أن معلوماته الأولية كانت خاطئة [13]

شرعية الحرب من وجهة نظر قانونية

عارض الكثيرون حملة غزو العراق 2003 لكونها وبرايهم تخالف القوانين الدولية. قبيل بدأ الحملة العسكرية حاولت الولايات المتحدة و المملكة المتحدة الحصول على تشريع دولي للحملة العسكرية من خلال الأمم المتحدة ولكن هذه المحاولات فشلت. نظمت الولايات المتحدة تقريرا لمجلس الأمن واستندت في هذا التقرير على معلومات قدمت من قبل وكالة المخابرات الأمريكية و المخابرات البريطانية MI5 تزعم امتلاك العراق لأسلحة دمار شاملة وقت نفت الحكومة العراقية هذه المزاعم بصورة متكرة وفي 12 يناير 2005 حلت الولايات المتحدة فرقها للتفتيش لعدم عثورها على على اي اثر على اسلحة الدمار الشامل.

استنادا لدستور الولايات المتحدة لا يمتلك الرئيس صلاحية اعلان الحرب وان هذه الأمر هو من صلاحيات الكونغرس الأمريكي ولكن حسب قانون صلاحيات الحرب الأمريكي لعام 1973 War Powers Resolution of 1973 يمكن لرئيس الولايات المتحدة ارسال الجيوش إلى دولة اجنبية لمدة 60 إلى 90 يوما دون الرجوع إلى الكونغرس. في 3 اكتوبر 2003 حصل جورج و. بوش على موافقة الكونغرس بعد خلافات عديدة من اعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي.

اصدر مجلس الأمن القرار رقم 1441 الذي دعى إلى عودة لجان التفتيش عن الأسلحة إلى العراق و في حالة رفض العراق التعاون مع هذه اللجان فانها ستتحمل "عواقب وخيمة" . لم يذكر كلمة استعمال القوة في القرار رقم 1441 وعندما وافق عليه مجلس الأمن بالاجماع لم يكن في تصور الدول المصوتة ان العواقب الوخيمة كانت محاولة دبلوماسية من الولايات المتحدة لتشريع الحملة العسكرية ومن الجدير بالذكر ان السكرتير العام للامم المتحدةكوفي عنان صرح بعد سقوط بغداد ان الغزو كان منافيا لدستور الأمم المتحدة.

عند صدور القرار اعلنت كل من روسيا و الصين و فرنسا وهم من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ان القرار 1441 لا تعطي الصلاحية باستعمال القوة ضد العراق وكان هذا الموقف هو نفس الموقف الأمريكي و البريطاني في بداية الأمر ولكن موقف الولايات المتحدة تغير بعد ذلك ويعتقد بعض المراقبين ان الولايات المتحدة كانت مصمة على استهداف العراق عسكريا بغض النظر عن اجماع الأمم المتحدة وان لجوئها للامم المتحدة كانت محاولة لكسب شرعية دولية للحرب على غرار حرب الخليج الثانية. كانتالمملكة المتحدة وحتى ايام قبل بدأ الحملة العسكرية تحاول الحصول على قرار دولي صريح وبدون غموض يشرع استخدام القوة على عكس الأدارة الأمريكية التي بدت قبل ايام من بدأ الحملة غير مبالية كثيرا بالحصول على اجماع دولي ويرجع هذا إلى الأختلاف الشاسع في وجهتي نظر الشارع البريطاني و الأمريكي تجاه الحرب فعلى عكس الشارع الأمريكي الذي كان اغلبه لايمانع العمل العسكري لقي طوني بلير معارضة شديدة من الشارع البريطاني وحتى في صفوف حزبه حزب العمال.

يرى الكثيرون ان الحملة العسكرية كانت مخالفة للبند الرابع من المادة الثانية للقوانين الدولية و التي تنص على انه "لا يحق لدولة عضو في الأمم المتحدة من تهديد او استعمال القوة ضد دولة ذات سيادة لاغراض غير اغراض الدفاع عن النفس ومن الجدير بالذكر ان السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان صرح بعد سقوط بغداد ان الغزو كان منافيا لدستور الأمم المتحدة *[17] وكان هذا مطابقا لرأي السكرتير السابق للامم المتحدة بطرس بطرس غالي وفي 28 ابريل 2005 اصدر وزير العدل البريطاني مذكرة نصت على ان اي حملة عسكرية هدفها تغيير نظام سياسي هو عمل غير مشروع *[18]

الدول التي دعمت و الدول التي ناهضت

استطاعت الولايات المتحدة من حصول التأييد لحملته لغزو العراق من 49 دولة وكان هذا الائتلاف يعرف "بائتلاف الراغبين" ولكن هذا الائتلاف لم يكن قويا كائتلاف حرب الخليج الثانية حيث كانت 98% من القوات العسكرية هي قوات امريكية و بريطانية. وصل العدد الأجمالي لجنود الائتلاف 300,884 وكانوا موزعين كالتالي:

  • بولندا 184 (0.06%)

ساهمت 10 دول اخرى باعداد صغيرة من قوى "غير قتالية". كان هناك دعم ضئيل من قبل الراي العام في معظم الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة فعلي سبيل المثال في اسبانيا اظهرت استطلاعات الراي ان %90 من الأسبان لا يؤيدون الحرب.

تظاهرات في لندن ضد الحرب

بدأت تضاهرات عالمية مناهضة للحرب في معظم الدول العربية اضافة إلى كندا و بلجيكا و روسيا و فرنسا و الصين و المانيا وسويسرا و الفاتيكان و الهند و إندونسيا و ماليزيا و البرازيل و المكسيك.

اعلن وزير الخارجية السعودية ان السعودية لن تسمح باستخدام قواعدها للهجوم على العراق ورفض البرلمان التركي نفس الشيء واعربت الجامعة العربية ودول الأتحاد الأفريقي معارضتها لغزو العراق

قبل بدء الغزو

منذ انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 استمرت العلاقات المتوترة بين العراق من جهة و الولايات المتحدة و المملكة المتحدة والأمم المتحدة من جهة اخرى وبدأ الائتلاف القوي الذي اخرج الجيش العراقي من الكويت بالتصدع ولم يكن من السهولة اصدار قرارات ضد العراق في مجلس الأمن بالأجماع كما كان الحال في عام 1991 . اثناء ولاية الرئيس الأمريكي بيل كلنتون استمرت الطائرات الأمريكية في مراقبتها لمنطقة حظر الطيران واصدرت الأدارة الأمريكية في اكتوبر 1998 "قانون تحرير العراق" الذي كان عبارة عن منح 97 مليون دولار لقوى "المعارضة الديمقراطية العراقية" وكان بيل كلينتون متفقا مع رئيس الوزراء البريطانيطوني بلير بان اي عملية عسكرية واسعة النطاق سوف تكون غير مبررة في تلك الظروف وعند مجيئ الحزب الجمهوري الأمريكى للبيت الأبيض قام وزارة الدفاع و وكالة المخابرات الأمريكية بدعم احمد الجلبي وحزبه المؤتمر الوطني العراقي.

بعد احداث سبتمبر وادراج اسم العراق في "محور الشر" بدأت الجهود الدبلوماسية الأمريكية بالتحرك للاطاحة بحكومة صدام حسين.

اعتبرت الولايات المتحدة عودة المفتشين الدوليين عن اسلحة الدمار الشامل شيئا لابد من بعد احداث 11 سبتمبر . في نوفمبر 2002 مرر مجلس الأمنبالاجماع القرار رقم 1441 الذي دعى إلى عودة لجان التفتيش عن الأسلحة إلى العراق و في حالة رفض العراق التعاون مع هذه اللجان فانها ستتحمل "عواقب وخيمة" . لم يذكر كلمة استعمال القوة في القرار رقم 1441 وعندما وافق عليه مجلس الأمن بالاجماع لم يكن في تصور الدول المصوتة ان العواقب الوخيمة كانت محاولة دبلوماسية من الولايات المتحدة لتشريع الحملة العسكرية ومن الجدير بالذكر ان السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان صرح بعد سقوط بغداد ان الغزو كان منافيا لدستور الأمم المتحدة.

بداية العمليات المسلحة

صورة لمحطة ناسا تظهر بغداد من الجو 4 ابريل 2003

في 20 مارس 2003 وفي الساعة 02:30 بتوقيت كرنتش اي بعد انقضاء 90 دقيقة على المهلة التي اعطاها جورج و. بوش لصدام حسين و نجليه بمغادرة العراقسمعت دوي انفجارات في بغداد وبعد 45 دقيقة صرح الرئيس الأمريكي انه اصدر اوامره لتوجية "ضربة الفرصة" الذي علم فيما بعد انه كانت ضربة استهدفت منزلا كان يعتقد ان صدام حسين متواجد فيه.

اعتمدت قيادات الجيش الأمريكي على عنصر المفاجاة فكان التوقع السائد هو ان تسبق الحملة البرية حملة جوية كما حدث في حرب الخليج الثانية فكان عنصر المفاجئة هنا هو البدء بالحملتين في ان واحد وبصورة سريعة جدا اطلقت عليها تسمية "الصدمة والترويع" Shock and Awe وكان الاعتقاد السائد لدى الجيش الأمريكي انه باستهداف القيادة العراقية والقضاء عليها فان الشعب العراقي سوف ينظم للحملة وسوف يتم تحقيق الهدف باقل الخسائر الممكنة.

كان الغزو سريعا بالفعل فبعد حوالي ثلاثة اسابيع سقطت الحكومة العراقية وخوفا من تكرار ماحدث في حرب الخليج الثانية من اشعال للنيران في حقول النفطقامت القوات البريطانية باحكام سيطرتها على حقول نفط الرميلة و ام قصر و الفاو بمساعدة القوات الأسترالية. توغلت الدبابات الأمريكية في الصحراء العراقية متجاوزة المدن الرئيسية في طريقها تجنبا منها لحرب المدن. في 27 مارس 2003 أبطأت العواصف الرملية التقدم السريع للقوات الأمريكية وواجهت القوات الأمريكية مقاومة شرسة من الجيش العراقي بالقرب من منطقة الكفل الواقعة بالقرب من النجف و الكوفة و اثناء هذه الأحداث في وسط العراق وبعد أن تصور جميع المراقببن أن الجنوب العراقي أصبح تحت سيطرة القوات البريطانية نقلت شاشات التلفزيون مشاهدا لمقاومة شرسة في أقصى الجنوب بالقرب من ميناء أم قصر وتم أيضاً اطلاق صاروخ من تلك المنطقة على الأراضي الكويتية.

حاصرت القوات البريطانية مدينة البصرة لأسبوعين قبل ان تستطيع اقتحامها حيث كان التعويل على ان الحصار كفيل باضعاف معنويات الجيش و فدائيي صدام مما سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث انتفاضة جماهيرية من قبل سكان المدينة لكن هذا التعويل لم يكن مثمرا واستطاعت القوات البريطانية اقتحام المدينة بعد معركة عنيفة بالدبابات اعتبرت اعنف معركة خاضتها القوات المدرعة البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية وتم السيطرة على البصرة في 27مارس بعد تدمير 14 دبابة عراقية. في 9 ابريل انهارت القوات العراقية في مدينة العمارة .

في هذه الأثناء و في شمال العراق قامت مجموعة من القوات الخاصة الأمريكية بانزال بالمظلات في شمال العراق لان البرلمان التركي لم يسمح باستعمال الأراضي التركية لدخول العراق وقامت هذه القوات الخاصة و اسناد من القوة الجوية الأمريكية و بدعم معلوماتي من الأحزاب الكردية بدك معاقل حزبانصار الأسلام.

سقوط بغداد

الإطاحة بتمثال لصدام حسين وسط بغداد في 9 ابريل 2003

بعد ثلاثة اسابيع من بداية الحملة بدات القوات الأمريكة تحركها نحو بغداد. كان التوقع الأولي ان تقوم القوات المدرعة الأمريكية بحصار بغداد وتقوم بحرب شوارع في بغداد باسناد من القوة الجوية الأمريكية. في 5 ابريل 2003 قامت مجموعة من المدرعات الأمريكية وعددها 29 دبابة و 14 مدرعة نوع برادلي (Bradley Armored Fighting Vehicles) بشن هجوم على مطار بغداد الدولي وقوبلت هذه القوة بمقاومة شديدة من قبل وحدات الجيش العراقي التي كانت تدافع عن المطار وقوبل القوة الأمريكية بعدد من العمليات الأنتحارية ومنها عمليتان قامتا بهما سيدتان عراقيتان كانتا قد اعلنتا عن عزمهما بالقيام باحدالعمليات الأنتحارية من على شاشة التلفاز العراقي.

في 7 ابريل 2003 قامت قوة مدرعة اخرى بشن هجوم على القصر الجمهوري واستطاعت من تثبيت موطا قدم لها في القصر وبعد ساعات من هذا حدث انهيار كامل لمقاومة الجيش العراقي لأسباب لاتزال محط جدا اذ ان هناك مزاعم ان قيادات الجيش الأمريكي تمكنت من ابرام صفقات مع بعض قيادات الجيش العراقي الذي اضمحل فجأة بعد ان كان الجميع يتوقعون معارك عنيفة في شوارع بغداد.

في 9 ابريل 2003 اعلنت القوات الأمريكية بسط صيطرتها على معظم المناطق ونقلت وكالات الأنباء مشاهد لحشد صغير يحاولون الأطاحة بتمثال للرئيس العراقي صدام حسين في وسط والتي قاموا بها بمساعدة من ناقلة دبابات امريكية وقام المارينز بوضع العلم الأمريكي على وجه التمثال ليستبدلوه بعلم عراقيفيما بعد بعد ان ادركوا ان للامر رموزا و معاني قد تثير المشاكل. ومن الجدير بالذكر ان احد المحطات الفضائية العربية كانت قد بثت لاحقا لقطات للرئيس السابق صدام حسين وهو يتجول في احد مناطق بغداد فيى نفس يوم سقوط التمثال التي اصبحت من احد المشاهد العالقة في ذاكرة الكثيرين.

تولى القائد العسكري الأمريكي تومي فرانكس قيادة العراق في تلك الفترة باعتباره القائد العام للقوات الأمريكية وفي مايو 2003 استقال فرانكس وصرح في احد المقابلات مع حصيفة الدفاع الأسبوعي Defense Week انه تم بالفعل دفع مبالغ لقيادات الجيش العراقي اثناء الحملة لأمريكية و حصار بغداد للتخلي عن مراكزهم القيادية في الجيش العراقي.

بعد سقوط بغداد في 9 ابريل 2003 ، دخلت القوات الأمريكية مدينة كركوك في 10 ابريل و تكريت في 15 ابريل 2003.

العراق ما بعد 9 ابريل 2004

بعد 9 ابريل 2003 بدأت عمليات سلب و نهب واسعة النطاق في بغداد وبعض المدن الأخرى وقد نقلت هذه العمليات للعالم كله عبر شاشات التلفزيون حيث قام الجيش الأمريكي فقط بحماية مباني وزارتي النفط و الداخلية ومن ضمنها المخابرات العراقية وبقيت المؤسسات الأخرى كالبنوك و مشاجب الأسلحة و المنشآت النووية و المستشفيات بدون اي حماية وعزى قيادات الجيش الأمريكي ذلك إلى عدم توفر العدد الكافي لجنودها لحماية المواقع الأخرى.

من الأماكن التي تعرضت إلى نهب و سلب وتركت جروح عميقة في ذاكرة العراقيين و جميع العالم هو سرقة المتحف الوطني العراقي حيث سرق من المتحف 170,000 قطعة اثرية وكانت بعض هذه القطع من الضخامة في الحجم ما يستحيل سرقته من قبل افراد عاديين وبرزت شكوك على ان تكون هذه السرقة بالذات منظمة. استدعت القوات الأمريكية مكتب التحقيقات الفيدرالي ليساعد في اعادة التاريخ العراقي المسروق.

من السرقات التي حصلت وكان لها دورا بارزا في الأوضاع السياسية في العراق بعد 9 ابريل 2003 كانت سرقة الاف الأطنان من الذخيرة الحربية من معسكرات الجيش العراقي و سرقة مركز لأبحاث النووية في التويثة والتي كانت تحتوي على 100 طن من اليورانيوم حيث قامت شاحنات بنقل محتويات هذا المركز إلى جهات مجهولة *[19] .

صرحت زينب بحراني استاذة الآثار الشرقية القديمة في جامعة كلومبيا الأمريكية أن المروحيات التي هبطت على مدينة بابل الأثرية قامت بأزالة طبقات من التربة الأثرية في الموقع وقد تهدم حسب تصريح زينب بحراني التي زارت الموقع سقف معبد نابو و نيما التي يرجعان إلى 6000 سنة قبل الميلاد نتيجة لحركة الطائرات المروحية *[20].

الخسائر البشرية

ملاحظة هذا الجدول وهذه الأرقام تتعرض للتغير بصورة دائمية حسب توفر احصاءات جديدة. هذه الاحصائات مستندة على (Lancet survey of mortality before and after the 2003 invasion of Iraq)

هذه ارقام حسب احصاءات 12 يناير 2007 [21] [22]

  • القتلى من المدنيين العراقيين الذين ثبت وفاتهم بوثائق شهادة الوفاة : 53,372 [23]
  • القتلى من المدنيين العراقين بدون وثائق شهادة الوفاة: 47,016الى 52,142(95% نسبة الدقة) [24]
  • القتلى من القوات الأمريكية: 3,018
  • الجرحى من القوات الأمريكية: 22,834

المصادر

  1. ^ U.S. Airlifts Iraqi Exile Force For Duties Near Nasiriyah. Washington Post: (2003-04-07). وُصِل لهذا المسار في 9 سبتمبر 2009.
  2. ^ John Pike (2003-03-14). Free Iraqi Forces Committed to Democracy, Rule of Law - DefenseLink. Globalsecurity.org. وُصِل لهذا المسار في 9 سبتمبر2009.
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة USNewsandworldreport
  4. ^ خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Generation1
  5. ^ خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Zucchino1
  6. ^ UK | Profile: Air Marshal Sir Brian Burridge. BBC News: (2003-05-08). وُصِل لهذا المسار في 9 سبتمبر 2009.
  7. ^ "Military Factfiles." BBC factfiles about the invasion of Iraq.
  8. ^ خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة MajPeltier
  9. ^ "Iraq Coalition Casualties: Fatalities by Year and Month" iCasualties.org. قالب:Retrieved
  10. ^ "Secretary of Defense Interview with Bob Woodward - 23 Oct, 2003". United States Department of Defense: News Transcript. April 19, 2004.
  11. ^ The Wages of War: Iraqi Combatant and NoncombatantFatalities in the 2003 Conflict | Commonwealth Institute of Cambridge. Comw.org. وُصِل لهذا المسار في 9 سبتمبر 2009.
  12. ^ Wages of War – Appendix 1. Survey of reported Iraqi combatant fatalities in the 2003 war | Commonwealth Institute of Cambridge. Comw.org. وُصِل لهذا المسار في 9 سبتمبر 2009.
  13. ^ "Body counts". By Jonathan Steele. The Guardian. May 28, 2003.
  14. ^ الجزيرة