Search - للبحث فى مقالات الموقع

Sunday, April 10, 2011

خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ عَمْرٍو بنِ عَوْفِ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الخَزْرَجِ .. المعروف باسمه وكنيته أبو أيوب الانصاري)


اسمه خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ عَمْرٍو بنِ عَوْفِ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الخَزْرَجِ .. المعروف باسمه وكنيته (أبو أيوب الانصاري)، وأمه هند بنت سعيد بن عمرو من بني الحارث بن الخزرج. وفي (الطبقات الكبرى) أمه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك من بلحارث بن الخزرج. وكان لأبي أيوب من الولد عبد الرحمن وأمه أم حسن بنت زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار. ودخل أبو أيوب في الإسلام، عندما انضم إلى وفد المدينة لمبايعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة (بيعة العقبة الثانية)؛ فكان من السبعين مؤمناً آنذاك. كما أنه شهد جميع الغزوات أيام الرسول – صلى الله عليه وسلم – فشهد بدراً وأحداً والخندق، ولم يتخلف عن أية معركة كُتب على المسلمين خوضها بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا مرة واحدة تخلف عن جيش أعطى الخليفة إمارته لشاب من المسلمين لم يقتنع أبو أيوب بإمارته، ومع هذا ندم أبو أيوب ندماً شديداً لعدم مشاركته في هذا الجهاد!


الضيافة المباركة:

من الملاحظ أن اسم أبي أيوب أخذ مكانته في التاريخ الإسلامي، عندما نزل عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – ضيفاً، عندما هاجر من مكة إلى المدينة؛ على الرغم من فقر أبي أيوب وتواضع بيته. واختيار البيت الذي سيحل فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – ضيفاً؛ جاء بصورة موحية من الله عزّ وجلّ، ولا دخل فيه لأحد! فقد جاء في كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة)، الآتي: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فاعترضه بنو سالم بن عوف فقالوا: يا رسول الله هلم إلى العدد والعدة والقوة، أنزل بين أظهرنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة) [ يقصد الناقة ] ثم مرّ ببني بياضة فاعترضوه فقال مثل ذلك، ثم مرّ ببني ساعدة فقالوا مثل ذلك، فقال خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة. ثم مرّ بأخواله بني عدي بن النجار، فقالوا: هلم إلينا أخوالك. فقال مثل ذلك، فمرّ ببني مالك بن النجار فبركت على باب مسجده، ثم التفتت ثم انبعثت ثم كرت إلى مبركها الذي انبعثت منه فبركت فيه، ثم تحلحلت في مناخها، ورزمت. فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فأدخله بيته، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد ".
وكما جاء في كتب التراث – مثل (المنتظم في التاريخ) للجوزي – أن الرسول صلى الله عليه وسلم، سكن في الدور الأسفل من بيت أبي أيوب، وأن أبا أيوب قطن الدور العلوي مع زوجته. وفي إحدى الليالي عزّ الأمر على أبي أيوب، وتساءل: كيف يقطن مكاناً هو في أعلاه، والرسول – صلى الله عليه وسلم – في أسفله، فعرض الأمر على الرسول، فقال له: " أسفل أرفق بي " فقال أبو أيوب‏:‏ لا أعلو سقيفة أنت تحتها فتحول أبو أيوب في السفل والنبي في العلو. وفي كتب تراثية أخرى قصة، مفادها أن جرّة ماء لأبي أيوب في الأعلى كُسرت فانتشر الماء في المنزل، فقام أبو أيوب وزوجته بتجفيفه بفراشهما، حتى لا يصل الماء إلى الرسول في الأسفل. وفي الصباح عرض أبو أيوب الأمر على الرسول – صلى الله عليه وسلم – فتم تبادل الأمكنة.
وفي كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) قصة لأبي أيوب الأنصاري، نصها يقول: " أنه صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر رضي الله عنه من الطعام زهاء ما يكفيهما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ادع ثلاثين من أشراف الأنصار؛ فدعاهم فأكلوا حتى تركوه، ثم قال: ادع ستين، فكان مثل ذلك، ثم قال: ادع سبعين، فأكلوا حتى تركوا، وما خرج منهم أحدٌ حتى أسلم وبايع، قال أبو أيوب: فأكل من طعامي مائة وثمانون رجلاً ". وهذه القصة تدل على بركة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولكن هذه البركة – في هذه القصة - تتعلق بطعام أعدّه أبو أيوب، ومن هنا انتقلت هذه البركة – في وجدان الناس فيما بعد - من الرسول إلى أبي 
أيوب - ومن ثم إلى ضريحه - الذي أصبح صاحب بركات وكرامات كما سنرى
.
ويُضاف إلى ما سبق قصص أخرى ترفع من قدر أبي أيوب، وتجعله مُميزاً بين الصحابة في زمنه، منها: عندما أعرس الرسول - صلى الله عليه وسلم - بصفية، وبات بها في قبة له، بات أبو أيوب الأنصاري متوشحاً سيفه يحرس الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويطوف بالقبة حتى أصبح رسول الله، فلما رأى مكانه قال :(مالك يا أبا أيوب؟) قال :(يا رسول الله، خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني). وهناك قصة أخرى تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوفُ بين الصفا والمروة، فسقطت على لحيتِه ريشةٌ، فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (نزع الله عنك ما تكره). وأقوال الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأدعيته هذه لأبي أيوب أضافت على شخصية الصحابي الكثير من القيمة الروحية 
والدينية، وهي القيمة التي ستنعكس على قبره أو مسجده في إسطنبول كما سنرى





المحدث الخطيب:

صاحب كتاب (صبح الأعشى)، وضع أبا أيوب ضمن أكثر من ثلاثين كاتباً للرسول صلى الله عليه وسلم - ومنهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، والزبير بن العوام، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص – حيث روى أبو أيوب الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي كعب. وروى عنه من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، والبراء بن عازب، وأبو أمامة، وزيد بن خالد الجهني، والمقداد بن معد يكرب، وأنس بن مالك، وجابر بن سمرة وغيرهم من الصحابة. ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله، وعطاء بن يسار وغيرهم. وقد خرّج له أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد، وله في صحيح البخاري سبعة أحاديث. ويقول الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء): له مائة وخمسة وخمسون حديثاً.
وعندما وقع الخلاف بين علي ومعاوية، وقف أبو أيوب مع علي، وعُدَّ من الإثنى عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي ‏- صلى الله عليه وسلم - ودافعوا عن حقِّ الإمام علي بصراحة. وله عدة خطب في هذا الشأن، جاءت إحداها في كتاب (جمهرة خطب العرب)، قال فيها: " إن أمير المؤمنين قد أسمع من كانت له أذن واعية وقلب حفيظ ، إن الله قد أكرمكم به كرامة ما قبلتموها حق قبولها، حيث نزل بين أظهركم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير المسلمين وأفضلهم وسيدهم بعده، يفقهكم في الدين ويدعوكم إلى جهاد المحلين، فوالله لكأنكم صم لا تسمعون، وقلوبكم غلف مطبوع عليها فلا تستجيبون .... إلخ".

وصية ووفاة:

عندما استشهد علي بن أبي طالب، وقف أبو أيوب بنفسه الزاهدة الصامدة لا يرجو من الدنيا الا أن يظل له مكان فوق أرض الوغى مع المجاهدين، وتمنى الشهادة في سبيل الله، وقد نالها بصورة غير مسبوقة، حيث إن شهادة أبي أيوب الأنصاري، ووصيته قبل الوفاة تُعدّ علامة بارزة في تاريخ الإسلام. وقصة الوفاة والوصية تناقلتها أغلب كتب التراث، ومنها نعلم أن أبا أيوب – وهو في سن الثمانين - شارك في حرب الروم بقيادة يزيد بن معاوية؛ ولكنه جُرح، فأتاه يزيد قائلاً: ما حاجتك أبا أيوب؟ فقال: أما دنياكم فلا حاجة لي فيها، ولكن قدِّمني ما استطعتَ في بلاد العدو، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يُدفَنُ عند سُور القسطنطينية رجلٌ صالح؛ أرجو أن أكونَ هُوَ ". فلما مات أمرّ يزيد بتكفينه، وحُمل على سريره، ثم أخرج الكتائب، فجعل القيصر (طيباريوس) يرى سريراً يُحمل والناس يقتتلون، فأرسل إلى يزيد: ما هذا الذي أرى؟ قال: صاحب نبينا، وقد سألنا أن نقدمه في بلادك، ونحن منفذون وصيته أو تُلحق أرواحنا بالله. فأرسل إليه: العجب كل العجب!‏ كيف يُدَهِّى الناسُ أباك وهو يرسلك فتعمد إلى صاحب نبيك فتدفنه في بلادنا، فإذا ولَّيت أخرجناه إلى الكلاب؟‏ فقال يزيد: إني والله ما أردت أن أودعه بلادكم حتى أودع كلامي آذانكم، فإنك كافر بالذي أكرمتُ هذا له، ولئن بلغني أنه نُبش من قبره أو مُثِّل به لا تركتُ بأرض العرب نصرانياً إلا قتلتُه، ولا كنيسةً إلا هدمتها!‏ فبعث إليه القيصر: أبوك كان أعلمَ بك، فوحقِّ المسيح لأحفظنَّهُ بيدي سنةً. وتؤكد كتب التراث أن القيصر نفذ وعده، وحفظ قبر أبي أيوب، وهذا الاهتمام من قبل القيصر بهذا القبر، كان مسوغاً لأن يتبرك به الناس، ويُقال أن أهل الروم في أيام القحط كانوا يزورون القبر ويدعون لصحابه، فتهطل الأمطار. ويقول صاحب (العقد الفريد): " بلغني أنه بَنَي على قبره قُبَّةً يُسرَجُ فيها إلى اليوم ".
ومع مرور الزمن، واختلاف أحوال السياسة أُزيلت هذه القبة، وطُمست معالم القبر، ولم يبق من أمرهما – في كتب التراث - سوى قصة أبي أيوب ودفنه تحت أسوار القسطنطينية. وعندما استعد (محمد الفاتح) لفتح القسطنطينية، كان علماء المسلمين وشيوخهم يتجولون بين الجنود ويقرأون على المجاهدين آيات الجهاد والقتال، ويذكرونهم بفضل الشهادة في سبيل الله وبالشهداء السابقين حول القسطنطينية وعلى رأسهم أبو أيوب الأنصاري، وهذا القول كان يلهب الجند ويبعث في نفوسهم الحماس. وبعد فتح القسطنطينية، استطاع الشيخ آق شمس الدين أن يكتشف موضع قبر أبي أيوب قرب سور القسطنطينية، ومن ثم بُني الضريح، الذي تحول إلى مسجد كبير تبرك به الناس، ومن قبلهم الملوك والسلاطين. ففي مسجد أبي أيوب الأنصاري كان يُقام الاحتفال بتقلد الملوك والسلاطين مقاليد الحكم، ومنهم: السلطان إبراهيم بن أحمد (1639 - 1648م)، الذي تولى الحكم بعد أخيه مراد، الذي لم يعقب ذكوراً، حيث مضى السلطان إبراهيم الى جامع أبي أيوب الانصاري، وهناك تقلد سيف الحُكم، ونُودي له بالخلافة. وكذلك السلطان عثمان الثالث (1758 - 1761م)، الذي تولى الحُكم وتمت له البيعة في جامع أبي أيوب الأنصاري في حضور سفراء أوروبا. ولم يقتصر دور جامع أبي أيوب على احتفال الملوك بتقلد المناصب، بل كان مركزاً ثقافياً أثرى الحياة الإسلامية بالمعرفة والعلم، وهذا بسبب مكتبته الضخمة التي أنشأها السلطان محمد الفاتح عام 1459م، بعد أن أهدى إليها مجموعة من كتب كان يمتلكها. وفي عهد السلطان سليم الثالث (1789 – 1808م)، قامت والدته بإحياء المكتبة القديمة، بتأسيسها مكتبة أخرى في مسجد أبي أيوب الأنصاري.

الضريح المبارك:

مسجد أبي أيوب الأنصاري في أسطنبول حالياً، يتقاطر عليه الزوَّار من أنحاء العالم الإسلامي تبركاً بضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، وهذه البركة أخذت – بمرور الزمن في وجدان المسلمين عامة - أشكالاً متنوعة! فالضريح داخل المسجد محفوظ بشكل فني داخل بناء مستقل، جاء آيةً في البناء والهندسة المعمارية الإسلامية. وغرفة الضريح مضاءة باللون الأخضر ذي الدلالة الدينية المعروفة، وبابه شاهق في علوه، وفي قمته لوحتان الأولى مكتوب عليها (محمد .. الله)، والأخرى مكتوب عليها (لا إله إلا الله محمد رسول الله). ولغرفة الضريح عدة شبابيك داخلية ذات قضبان معدنية مذهبة، يُرى من خلالها الضريح المحاط بسياج معدني زخرفي مُذهب. وغرفة الضريح مزينة الجدران بالقيشاني والفسيفساء الملونة بالأخضر مع إطار جداري مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية.
وزيارة الضريح متاحة في كل وقت، وقد لاحظت أن أغلب الزائرين من النساء والفتيات، وما أكثرهن في مواقيت الصلاة كل يوم، فتواجدهن يفوق تواجد الرجال بعدة أضعاف، وباحات المسجد تعج بهن في صلاة الجمعة، وكل فتاة أو امرأة تحجز مكانها – في هذا اليوم - من بعد صلاة الفجر. وكل امرأة أو فتاة تزور الضريح ترتدي حجاباً أو غطاءً للرأس، وعندما تنتهي من الزيارة تخرج من الضريح بظهرها احتراماً لصاحب الضريح، وفي نهاية الزيارة تخلع الحجاب عند الباب. وكثرة النساء الزائرات لضريح أبي أيوب تدل على اعتقادهن ببركاته وقدراته على حل مشاكلهن المتعلقة بتأخر الزواج، أو عدم الإنجاب أو طلب السعادة الزوجية ... إلخ هذه المشاكل الاجتماعية الخاصة بالمرأة.
والاعتقاد ببركة ضريح الصحابي الجليل أخذ أشكالاً أخرى، منها على سبيل المثال (الشجرة المباركة)، وهي شجرة عتيقة ضخمة نمت بجوار الضريح مباشرة، ويُعتقد بأنها موجودة منذ وفاة أبي أيوب، وأنها مازالت مورقة وناضرة – رغم مرور عشرات القرون – لأنها تستمد غذائها من جسده الطاهر. وهذه الشجرة محاطة بسياج حديدي مربع الشكل، وعلى كل زاوية من السياج (سبيل) يشرب منه الزائرون بنهم شديد، يشبه نهم شرب الحجيج من ماء زمزم، وكأن ماء السبيل ماء مبارك، يستمد بركته من الشجرة المباركة، التي تستمد بركتها من بركة ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب.
أما أهم شكل من أشكال الاعتقاد ببركة أبي أيوب أن الأرض التي دُفن فيها أرض مباركة، لأن بها جسد طاهر لصاحبي جليل مشهور ببركته. وهذا الاعتقاد جعل من المسجد والأرض المحيطة به منطقة مقابر شاسعة، مدفون فيها أكابر الدولة العثمانية، وعلية القوم. وكلما سرت أو تجولت داخل باحات المسجد تجد أمامك شواهد القبور المزينة بالنقوش الإسلامية، ومكتوب عليها باللغة التركية القديمة – ذات الحروف العربية – ومواشاة بالآيات القرآنية، ناهيك عن الإبداع المعماري المُصمم به هذه الشواهد. وإذا خرجت من المسجد وتجولت في الشوارع والأزقة المحيطة بالمسجد، تجد مقابر لا تُعد ولا تُحصى، سواء المقابر المنتشرة وسط الأراضي الزراعية، أو المقابر ذات الأبنية الرخامية والأبواب المذهبة. وكأن كل أسرة – تبعاً للمعتقد السالف ذكره – تدفن ذويها في هذه الأرض المباركة؛ طلباً للمغفرة، وأملاً في دخول ذويهم جنة الخلد، فهي أرض مدفون فيها جسد الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري.
وبناء المسجد مكوّن من مأذنتين شاهقتين مبنيتين على الطراز العثماني القديم، وكذلك القبة الرئيسية للمسجد. وفي باحة المسجد توجد عدة نافورات رخامية محفورة ملتصقة بالجدار، وذات نقوش إسلامية ورومانية قديمة. كذلك نجد عدة أبنية رخامية صغيرة ملتصقة ببناء المسجد، تتميز بأبوابها وشبابيكها الإسلامية ذات الزخارف المحفورة والآيات القرآنية المذهبة. وللمسجد عدة أبواب رخامية شاهقة تعلوها الآيات القرآنية المذهبة كذلك.

توظيفه أدبياً:

ومما سبق يتضح لنا أن شخصية أبي أيوب الأنصاري، شخصية ثرية بتاريخها ومواقفها، لا سيما وصيته بأن يُدفن في أبعد مكان من الممكن أن يصل إليه جيش المسلمين، تشجيعاً للقادة المسلمين على فتح البلدان ونشر الإسلام فيها. وهذه الوصية مازالت تجد صداها في نفوس الناس، لا سيما الأدباء منهم؛ لذلك كتب الدكتور غازي مختار طليمات مسرحية بعنوان (وصيّة أبي أيُّوب الأنصاري) عام 2006م، وصدرت ضمن منشورات اتحاد الكُتّاب العرب في دمشق، وهي مسرحية تناقش الوصية وهدفها، وكيفية الاستفادة من دلالتها ومعانيها المختلفة. وقبل صدور هذه المسرحية، كتب الدكتور الشاعر جابر قميحة ديواناً أطلق عليه اسم (حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري)، صدر عن رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض عام 1997م. وفي هذا الديوان استدعي الشاعر شخصية الصحابي الجليل؛ ليقارن بين موقفه التاريخي في الماضي، وموقف المسلمين في وقتنا الراهن.