الطريق الى كامب ديفيد عن طريق كمال ادهم مدير المخابرات السعوديه بدأ من سنه 1962 المنسق الإقليمي لنشاطات وكالة المخابرات
المركزية الأمريكية فى الشرق الاوسط وزوج اخت الملك فيصل وقصه الوصول الى السادات
ثمة من يتحدث عن دور غامض وكبير لكمال أدهم ـ رئيس جهاز المخابرات السعودي ـ في حياة السادات، ويحدد تاريخ العلاقة الشخصية بينهما إلي عام 1955، في وقت كانت مصر والسعودية تقفان في معسكرين متصارعين بسبب حرب اليمن
وبدا كما لو أن الصلة بين الاثنين كانت وثيقة إلي حد أزعج الأمريكان حتي إن جريدة الـ«واشنطن بوست» الأمريكية نشرت علي صدر صفحتها الأولي في عدد 24 فبراير 1977 «أن كمال أدهم كان طوال الستينيات يمد السادات بدخل ثابت. ولقد كان نشر هذه الواقعة ضمن سلسلة التسرب الكبير للأسرار الذي أعقبت «ووتر جيت»، ثم كشف وثائق المخابرات الأمريكية وعندما أصبح السادات رئيساً للجمهورية العربية المتحدة.. كان كمال أدهم من أول الذين ترددوا عليه ثم كان بعد ذلك من أكثر الذين كانوا يترددون عليه ومع أن السادات كانت لديه القناة السعودية _لاتصالاته بالأمريكان_ فإنه بدأ يشعر بحاجته إلي قناة مستقلة تنقل ما يريده سراً إلي واشنطن. ومع قرب نهاية 1971 أصبح للسادات قناة اتصال سرية خاصة تولاها الفريق أحمد إسماعيل ـ مدير المخابرات ـ وبين يوجين ترون ممثل المخابرات الأمريكية
كمال أدهم.. اسم يسمع به الكثيرون ولكن أكثرهم قد لا يعرف حقيقة هذه الشخصية، فمن هو كمال أدهم؟ وما دوره في تأسيس الاستخبارات العامة؟ وما دور ادهم الخفي في المحافظة علي بني سعود من التهديدات الداخلية والخارجية
يستثير أسم كمال أدهم ذكريات و شجونا طالت عقدين من الزمن ـ منتصف الخمسينات إلى منتصف السبعينات ـ لعب خلالهما دورا ربما هو ـ دونما أدنى مبالغة ـ من أخطر الأدوار التي مارسها أي من أصحاب الأدوار الأساسية في تاريخ الشرق العربي المعاصر
أهميته الظاهرية ترجع إلى كونه مدير المخابرات السعودية خلال تلك الفترة و لكونه شقيق عفت، زوجة الملك فيصل
لكن ذلك يتواضع كثيرا أمام صفته الحقيقية آنذاك وهي المنسق الإقليمي لنشاطات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية متسترا بصفة مدير المخابرات السعودية
محطات عدة كانت نقط تحول فاصلة في مسار الأحداث و توجهاتها ساهم كمال أدهم بصنعها و تشكيل ملامحها منها:
1ـ تجنيد أنور السادات عميلا للمخابرات المركزية الأمريكية بعد انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة وتحديدا في الفترة الأولى من عام 1962
هذه الحقيقة ليست خيال واهم أو متجني وإنما كشوف المخابرات الأمريكية نفسها التي نشرتها في فبراير 1977 صحيفة الواشنطن بوست , وشملت فضيحة عمالة الملك حسين المأجورة لذات المخابرات
كيف وصل كمال أدهم لأنور السادات ؟ كان ذلك صيف 1955 عندما التقى أنور السادات – أمين عام المؤتمر الإسلامي – بكمال أدهم – ممثل السعودية في المؤتمر الإسلامي – في شقة صديقهما المشترك فريد الأطرش
ومن التنادم والتخادن بزغ فجر عروة وثقى جمعت من هو في خدمة قلعة الرجعية العربية وسادتها عبر المحيط , وبين من هو أكثر العناصر تهيؤا للالتحاق بركبه عند نقطة ما عند الأفق، وهومن هو في ولهه بصعود سلم الثراء وفي الركون إلى حياة الدعة والخمول وفي نفوره الغريزي من مقولات كالعروبة واليسار وما أدراك
كانت خميرة التجنيد الفاصلة هي قوانين تأميم 1961 التي سنها عبد الناصر و الأهم ما تلاها من الانفصال السوري وما دل ذلك عليه من احتمال تعرض نظام الثورة للخطر كان التجنيد قائماِ على أساس فكرة العميل النائم أي الذي لا دور له لمدد طويلة ثم وفي لحظة وعندما يحين الحين يفعل هذا الدور ليصبح أساسيا وحاسما عند مرحلة الضرورة
2 ـ ربما كان الاستعمال الأول و الأخير ـ قبل وفاة عبد الناصر ـ هو دور أنور السادات في تدخل مصر العسكري في حرب اليمن ثم في تأجيج هذا الدور والتحريض على تسعير وتيرته كلما لاحت فرصة لأن يخبو
ولا يُقصد من هذا أن معونة مصر العسكرية لثوار اليمن كان يجب ـ أو حتى يمكن ـ تلافيها و إنما ما كان جديرا بالتحقق هو اقتصار هذا الدور على مثلث صنعاء ـ الحديدة ـ تعز فقط وبأقل القوات حجما وترك الباقي للجمهوريين اليمنيين بانتظار إستحصال تسوية سياسية مع السعودية تحفظ النظام الجمهوري و سلامته
3 ـ مسألة حرب اليمن تذهب بنا الى دور كمال أدهم في إدارتها … كيف حصل ذلك ؟
كان التنسيق مع روبرت كومر مسؤول شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي و مع رجال الموساد في محطة باريس عبر وسيط لم يكن غير عدنان خاشقجي ومع مسؤولين إيرانيين وباكستانيين وأردنيين شكلوا جماعة عمل مهمتها تجنيد أكبر عدد من المرتزقة الأوربيين تشتغل لصالح القوات الملكية في اليمن وأيضا توفير السلاح للطرفين المتحالفين
وبما أن دخول مصر في حرب اليمن نهاية 1962 قابلته الولايات المتحدة الأمريكية بسياسة فرض الانسحاب و قمتها إرسال الطائرات الأمريكية – F5 ضمن عملية الجدار الصلب للقواعد الجوية السعودية نصرة لحكام السعودية من أثر الغارات الجوية المصرية : حقيقية على نجران و جيزان وصوتية على الرياض
ولما فشلت الولايات المتحدة في هذا الهدف تحولت ومنذ عام 1963 ـ 1964 إلى سياسة الاستبقاء و الاستنزاف
وهنا برز دور كمال أدهم
طوال تلك المدة حاول عبد الناصر في شتاء 63 / 64 و خريف 64 ثم في نهاية صيف 65 الخروج من اليمن بشكل لائق يحفظ النظام الجمهوري لكن السعودية كانت في كل مرة تبطل تلك الاتفاقات و تحيلها إلى نصوص بلا تطبيق…. فالهدف هو إثخان الجيش المصري بجروح استنزاف لا ينتهي ، كجزء من سياسة إضعاف مصر تمهيدا للضربة القاضية
شمل ذلك أيضا الاستنزاف المالي والاقتصادي في وقت كانت فيه خطة التنمية الخمسية الأولى تشق طريقها المليء بالوعورة
4 ـ كان كمال أدهم المهندس النظري والتطبيقي لمشروع الحلف الإسلامي الذي رفع لواءه الملك فيصل مع نهاية 1965 و مرورا إلى ربيع 1967
, والذي كان هدفه بناء محور كبير و متماسك ضد جمال عبد الناصر في المنطقة يحاصره ويضعف تأثيره ويلقي على حركة القومية العربية أوحال الاتهام بالإلحاد والعلمانية المتطرفة والماركسية الشيوعية وما إلى هنالك ، ولسحب البساط الجماهيري من تحت أقدام عبد الناصر تحت رايات الدين
كان الإسلام بالمنظور الغربي يصلح كسلاح مزدوج ضد حركة القومية العربية وضد النموذج الشيوعي في آن , مع الفارق أن الأولى هي الخطر الأساسي و الفعلي أما الثانية فهي خطر محدود لأن الإسلام الفطري المتجذر في المنطقة يجهض احتمالاته بالضرورة
والملفت للنظر أن أقطاب الحلف الإسلامي ذاك كانوا بدرجة أم بأخرى على صلة بإسرائيل : الملك حسين كان ” المنبع ” المصدر الأوثق للموساد و العميل المدفوع للمخابرات المركزية الأمريكية …. شاه إيران ركيزة السياسة الأمريكية في غرب آسيا والخليج وحليف الموساد…. الحبيب بورقيبة غني عن التعريف….. الملك فيصل موصول بالموساد عن طريق كمال أدهم وهو عبر رجله الخاشقجي
5 ـ وصل الأمر بالأسرة السعودية المالكة أن طلبت – عام 65 – عبر عميدها فيصل من جونسون الرئيس الأمريكي حينها فيها القيام بشيء جذري لتدمير عبد الناصر حتى لو استدعى اللجوء لإسرائيل , و طبعا كان ناقل الرسالة و المشارك في صياغتها كمال أدهم
6 ـ أتت هزيمة 1967 وترنح الخصم اللدود لحلفاء الغرب العرب بل وسنحت فرصتهم التاريخية في الوثوب إلى تزعم مسار المنطقة
ماذا فعل كمال أدهم : بذل الجهد الجهيد لتدمير ثورة اليمن بعد اضطرار مصر لسحب قواتها منها اثر هزيمة 1967، لكن العون المصري والسوري وصمود الجمهوريين رد عن اليمن بل وصنعاء العاصمة نفسها موجات الاجتياح الملكي المؤيد سعوديا
7 ـ كثيرون يجزمون ـ دونما دليل ـ بأن موت عبد الناصر عام 70 كان جنائيا و أن كمال أدهم هو مهندس الاغتيال و أن المنفذ هو حسن التهامي وزير شؤون رئاسة الجمهورية بإشراف وعلم أنور السادات نائب رئيس الجمهورية وبأمر الأخ الأكبر : المخابرات المركزية الأمريكية
وان ثبت يوما ما أن المسألة جنائية فليس هناك أقدر من كمال أدهم على تولي المهمة
8 ـ كم هو حيوي الدور المحوري لكمال أدهم في تفعيل العميل النائم أنور السادات بعد توليه رئاسة الجمهورية في خريف 1970
أول ما فعله هو تركيب عدد من أحدث معدات للاتصال داخل منزل السادات في الجيزة حتى يمكنه الاتصال دونما عائق مع مسيريه
الشيء الثاني هو ترتيب الاتصالات المتوالية مع إدارة نيكسون… وعبرها تعهد السادات إجلاء 8000 مستشار عسكري روسي حال انفراج آمال الحل السلمي
الشيء الثالث تبيت النية لإقصاء رجال عبد الناصر من السلطة في أول فرصة تسنح
9 ـ كانت الفترة من أكتوبر 1970 إلى إبريل 1971 مليئة بالاتصالات السرية التي انقلبت علنية مع مجيء روجرز للقاهرة في مطلع مايو 1971 واستمرت متكاثفة إلى حين قرار السادات مع وساطة الأمير سلطان و كمال أدهم بطرد الروس في 8 يوليو1972
كان هدف السعودية هو إزالة آثار جمال عبد الناصر من مصر و المنطقة و تحويل مصر تدريجيا إلى المعسكر الغربي حالها حال السعودية و إيران و الأردن و المغرب وغيرها و إعادتها لحدودها جزءا شبه متساو من كل و ليست قائدة و لا رائدة
سجن معاونو عبد الناصر في مايو 1971 حال إتمام زيارة روجرز، ولم يبق السادات إلا برقع انتصار ويتم التحول الكامل في الاتجاه المعاكس 180 درجة
10 ـ ما تكشفت عنه الحجب مؤخرا هو دور السعودية الخفي، ولكن المهم , في تشجيع أنور السادات على زيارة إسرائيل والانخراط في عملية كامب ديفيد متواطئة في ذلك مع الحسن ملك المغرب و لكن بصمت من لسان حاله : يكاد المريب يقول خذوني
11 ـ اختتم كمال أدهم حياته السياسية المباشرة بابتداع نظام الإعلام السعودي الجديد مستعارا من إعجابه الكاره بالإعلام الناصري خلال الحقبة التي انقضت
هذا يفسر إنشاء جريدة الشرق الأوسط أواسط السبعينات , اذ اعتقد أن الإعلام الحيوي و شبه الليبرالي سيستحوذ على ذهن الرأي العام العربي و يعيد تشكيله على هوى الرياض
هذا أيضا يفسر تنامي تلك الظاهرة منذ أواخر الثمانينات ومرورا إلى منتصف التسعينات من صحف إلى فضائيات إلى خلافه
12 ـ بعد أن استنفذ أغراضه قام الجناح السديري المهيمن بعد وفاة فيصل و خالد بإزاحة كمال أدهم ليتفرغ بعدها لسمسرة السلاح و الصيرفة مع البقاء داخل النوادي المغلقة لضباط المخابرات الأمريكية من العملاء السابقين الذين تصعد أسهمهم و تهبط تبعا لعلاقاتهم مع الصاعدين من المتنفذين إن في بلدانهم أم في أوساط أرباب العمل
مات خادم أمين للمصالح الأمريكية في الشرق العربي… عاش تحت راياتهم…….. بذل من أجلهم الكثير من مال العرب ليرعى نشاطا صب في قناة كل الناس سوى العرب
في شهادتها علي العصر لقناة الجزيرة القطرية تروي السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أن العلاقات مع كمال أدهم لم تكن سرية بل بنص كلامها كان بينه وبين كمال.. يعرفه.. آه معرفة وتضيف كمال أدهم علاقته بأنور السادات علاقة زيه زي أي واحد آخر، وعلاقة ليست وطيدة، حضرتك قُلت علاقة وطيدة، هي ليست علاقة وطيدة بدليل إن يعني لو كانت وطيدة كنا نبقي إحنا علي صلة بامرأته، ببيته، دا أنا ما أعرفش لا عياله ولا امرأته ولا.. ولا.. هو.. كمال أدهم أذكر يمكن في حياتي شفته مرَّتين في حياتي كلها، فليست علاقة وطيدة.. مثل أي شخصية، قريبة من الملك فيصل، وأنور السادات كان عنده الملك فيصل أخ وصديق عزيز جداً، وكان يحبه قوي، لكن مجرد يكون جايب رسالة من الملك فيصل، يقابله علشانها.. حاجات زي كده، لكن ليست علاقة وطيدة بالمعني وبدأت العلاقة منذ تولي السادات مسئولية المؤتمر الإسلامي اللي من خلالها استطاع أن تكون له علاقات واسعة بكثير من المسئولين
تعقيب
وعندما سُئلت قرينة السادات هل كان كمال أدهم يزوركم في بيتكم في الستينيات، ردت بقولها ولا أعرف، ولا أدري، اللي أعرفه بالظبط علاقة أنور السادات بكمال أدهم من خلال الملك فيصل كان يبعته ساعات برسالة أو حاجات زي كده، لا أكثر ولا أقل
كتب محمد حسنين هيكل فى مجلة «وجهات نظر» عدد يناير ٢٠٠١ يستعرض الوثائق الإسرائيلية التى تم الإفراج عنها وغدت فى يد الباحثين يستخلصون منها الحقائق التى كانت خافية عنهم لثلاثين سنة. من أهم ما ذكره هيكل فى هذا العدد موقف المملكة العربية السعودية والملك فيصل من الأحداث الساخنة التى جرت فى المنطقة وسبقت العدوان الإسرائيلى على مصر فى ٥ يونيو ٦٧.
يبدى هيكل دهشته أن تتضمن الوثائق الإسرائيلية برقية من السفير الأمريكى بالمملكة «بيتر هارت» إلى وزارة الخارجية الأمريكية عن محضر مقابلته مع الملك فيصل، وفى ثنايا هذه البرقية كتب السفير الأمريكى: «ثم استجمع الملك حيويته ليقول لى: إنكم يجب أن تبذلوا أقصى جهد للخلاص من هذا الرجل الذى يفتح الطريق للتسلل الشيوعى –وكان يعنى ناصر- ثم قال: لماذا تصبرون عليه؟ ألا ترون أنه لا يكف عن مهاجمتكم يومياً، مرة فى فييتنام، ومرة بسبب كوبا، ومرة بسبب الكونجو؟»
ويستطرد السفير الأمريكى: أبديت تحفظى، لكن الملك كان لا يزال مُصراً على أن ناصر يعادينا ويخدعنا وأننا ما زلنا نحاول استرضاءه. وذكّرته بأننا عطلنا توريد القمح إلى مصر طبقاً للقانون ٤٨٠. وعقّب الملك «أوقفوا عنه الطعام تماماً وسوف ترون ما يحدث».
ثم ينتقل هيكل إلى التركيز على اللقاء الذى دار فى لندن فى ٢٩مايو ٦٧ بجناح الملك فيصل بفندق «دورشستر» بين الملك السعودى و«ريتشارد هيلمز» مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتقول الوثائق الإسرائيلية «وصل ريتشارد هيلمز إلى الفندق قبل الساعة الحادية عشرة مساء يوم ٢٩مايو، وكان فى انتظاره هناك مستشار الملك الخاص وشقيق زوجته الملكة «عفت» وهو مدير المخابرات السعودية السيد «كمال أدهم». ولم يكن مع الثلاثة رابع، واتصل اجتماعهم إلى قرب الساعة الثانية صباحاً، ثم خرج ريتشارد هيلمز متوجهاً إلى المطار عائداً إلى واشنطن.
ويعرج هيكل بعد ذلك على اللقاء الذى جمعه عام ٨٥ بالسيد كمال أدهم فى بيته بالعاصمة البريطانية. فى هذا اللقاء توجه هيكل إلى السيد أدهم بالسؤال عن لقاء الملك فيصل بمدير المخابرات الأمريكية قبل أسبوع من العدوان على مصر فى فندق دورشستر ليل ٢٩مايو ١٩٦٧.قال هيكل: «وعاد السيد كمال أدهم يسألنى: هل تريد أن تتهم الملك فيصل بأنه تواطأ مع الأمريكان مباشرة، ومع الإسرائيليين بالوساطة ضد مصر.
وقلت: «إننى لا أتهم الملك بشىء ولكنى أسألك؟».. ويورد هيكل إجابة كمال أدهم كما يلى: «صديقك الرئيس (جمال) كان فى مواجهة مفتوحة وعنيفة ضد المملكة، والملك فيصل مسؤول عن مملكته. مسؤول أمام أسرته. مسؤول أمام إخوته وأبنائه يُسلّم لهم الأمانة كاملة كما استلمها. واجبه واضح أمام العرش والأسرة،
وعليه أن يتصرف بما يحقق «المصلحة». لا تستطيع أن تسائل الملك فيصل إلا فيما هو مسؤول عنه: العرش والأسرة، وهل نجح فى حمايتهما طوال حكمه أم لم ينجح؟ وهل كانت المملكة أقل أو أكثر استقراراً، عندما تركها، عما كانت عليه عندما تسلمها؟ هذا هو المحك. كان الخطر الأكبر علينا هو صديقك الرئيس جمال. وبالنسبة لنا فى المملكة فإن فيصل انتصر فى التهديد الذى مثّله علينا الرئيس جمال».
تعددت الشخصيات فى حياة حليم ففى حين كانت له علاقات مع اهل الصحافة كانت له علاقات مع اهل الادب والسياسة وفى نفس الوقت كانت له علاقات مع بسطاء الناس حتى انه يذهب الى امبابة ليغنى فى فرح ابنة احد السعاة فى الاذاعة وبذلك جمع حليم كل القلوب حوله وايضاكانت لحليم علاقات فى المنطقة العربية ففى حين كانت علاقته الشهيرة مع الملك الحسن ملك المغرب كانت له علاقة بالشيخ كمال ادهم الذى كان مستشارا للملك الراحل فيصل ملك السعودية وهى علاقة معروفة فقط للمحيطين به ويبدو ان كمال ادهم حافظ على هذه العلاقة تبعا لاهتمام الملك فيصل شخصيا الذى كان من محبى حليم وكان الملك فيصل منذ استمع لحليم ولم يكن قد اصبح ملكا حتى تنبا لحليم بمستقبل كبير وبدا يرعاه ومن هنا جاءت اهتمامات الشيخ كمال ادهم بحليم حتى انه كان وراءانتقال حليم من منزله فى المنيل الى عمارة السعوديين فى العجوزة وايضا شقة الزمالك كان وراءها كمال ادهم وشركة صوت الفن ومكتبها بوسط البلد كان وراءه كمال ادهم الذى كان يدعم حليم دعما كاملا ولم يكن الشيخ كمال ادهم ينزل القاهرة الاويزور حليم فى بيته واذا كان حليم فى الخارج والشيخ كمال ادهم هناك فلابد ان يلتقيا ولم تنقطع علاقتهما حتى فى عز توتر العلاقات بين مصر والسعودية ايام عبد الناصر الذى كان يهاجم الشيخ كمال كثيرا ومع ذلك ظل حليم على اتصال به ورغم التحذيرات التى قيلت لحليم الا ان ذلك لم يمنعه من التصال بالشيخ كمال وعرف كيف يصنع علاقة متوازنة بين السلطة فى مصر وعلاقته بالشيخ كمال ادهم واذا كان حليم قد تحدث كثيرا عن علاقنه بالملك الحسن الا انه لم يتحدث عن علاقته بالملك فيصل او كمال ادهم لكن بعض المقربين منه كانوا يتواجدون فى بيته بينما الشيخ كمال يزوره فهى لم تكن علاقة سرية
وعلى كل لقد تمتع حليم بعلاقات مع اعلى المستويات فى الوقت نفسه الذى كانت له فيه علاقات ببسطاء الناس